بحث مخصص

2007-09-10

توبنى يارب فأتوب


قصة حقيقية
+ ملايين من علامات الاستفهام تفجرت داخلي وأنا في سن 15 سنة وأصبح الحزن هو لغتي التي تعلمتها منذ الطفولة فقد ولدت في فلسطين الحبيبة في أواخر الخمسينات في عائلة مكونة من 7 أولاد و 4 بنات و مات أبي وأنا في الثامنة من عمري ليكتمل الحزن في قلبي: ميلاد بلا وطن , وطفل بلا أب!!
وكنت أواظب على الصلاة حتى هذا السن و لكن ما الذي حدث؟هل حدثت معجزة فأصبحنا أحرارا وعاد لنا وطننا؟ هل وقف نزيف دمائنا؟ هل الله يحبني حقا؟ هل؟..هل؟
وبالتالي رفضت الإله وعشت 4 سنوات لا أؤمن به ، أي أني أصبحت ملحدا وفقدت حياتي معناها. تلاشت كل القيم والمبادئ, وارتكبت كل أنواع الخطايا .
أخيرا سافرت أوروبا وهناك تعرفت بشابة مسيحية بمعنى الكلمة اسمها "مارتينا" وتزوجنا, لقد كانت تشبه المسيح إلى حد كبير..
لم تكن توبخني على أعمالي الشريرة فقد كنت أسهر واسكر في الحانات طول الليل وتعاطيت جميع أنواع المخدرات... نعم لقد كنت عبدا لإبليس أعيش في ضياع كامل وكأني أنتحر ببطء.
لقد عاملتها بقسوة شديدة أما هي فكانت تصلي من أجلي بلجاجة.
و في ذات ليلة بينما كنت أسير مترنحا من كثرة الشرب قابلني شخص لطيف و دعاني أن أذهب إلى منزله, ولأني كنت في نصف وعي ذهبت معه، ظل يحدثني عن ربنا يسوع فلم أسمع له لأن حالتي لم تكن تسمح ، لكنه طلب عنواني فتذكرته بصعوبة وفي نفس الأسبوع و جدته في بيتي .
وكنت في هذا اليوم متيقظا, بائسا, يائسا وظل هو يحدثني عن الرب يسوع ومحبته لي شخصيا, فسألته :إذن لماذا تحدث هذه الشرور؟ وإن كان الله يحبني فلماذا يتركني في هذه الحالة !
أما هو فأجابني بصرامة أيقظتني : لا .. بالقطع لا , الله محب البشر و صانع الخيرات,أنت الذي فعلت بنفسك هكذا ببعدك عن الله مصدر الخير, وفي يدك أن تعود إليه الآن وترك لي إنجيلا , وصلى صلاة طويلة شعرت منها إني عزيز عليه جدا فتعجبت!!
لماذا جاء إلي؟ هل الله محب البشر أرسله وإن فرضنا ذلك , فكيف أتوب و قد صارت الخطية جزءا من حياتي!! تصاعد الصراع داخلي في الأيام التالية حتى صرخت من أعماقي إلى الله و قلت له يا يسوع المسيح إن كنت الإله الحقيقي حول هذا القلب النجس إلى قلب طاهر ، حوله من قلب يكره إلى قلب يحب.
وبالفعل بدأت حياتي تتغير بشكل لم أكن أتخيله !! حقيقة إن هذا التغيير لم يكن سهلا ، لأن إبليس كان يذكرني كل يوم بحياتي القديمة ، تارة بالشهوات و أخرى باليأس ولكن السعادة التي ملأت كياني كانت نوعا آخر لم أعرفه من قبل وأصبح لحياتي معنى جديد و أصبحت مستعد أن أخسر من أجل إلهي كل شئ , فهو وحده يكفيني.
وأخيرا ابتهجت زوجتي الحبيبة لأنها رأت ثمرة دموعها و صلواتها و كأنها القديسة مونيكا أم أغسطينوس التي سمعت من فم الأسقف هذه الكلمة " ثقي يا ابنة لا يمكن أن يهلك ابن هذه الدموع"

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers