بحث مخصص

2007-09-06

الملك الذي يغفر!



جاء عن الملك جورج الثالث أنه زار "الإسطبلات" الملوكية، فلاحظ صبيًا لطيفًا، يبدو عليه روح الجدية مع الرقة. عامله الملك بلطفٍ شديدٍ لاحظه كل العاملين والمرافقين للملك. مرّ هذا الصبي بتجربة قاسية، إذ مدَّ يده وسرق بعض الغلال من المخازن. وإذ لاحظ المسئول عن الإسطبل ذلك انتهره. كرر الصبي الأمر ففقد مسئول هذا الإسطبل ثقته فيه واضطر أن يطلب من المسئول العام عن الإسطبلات أن يطرده. إذ عاد الملك إلى زيارة الإسطبلات لم يجد الصبي، فسأل عنه. خشي المسئول أن يحدثه عن حقيقة الأمر فقال له: "أنه غائب". لم يقتنع الملك بإجابة المسئول فطلب من المسئول العام عن الإسطبلات ليحقق في الأمر. لكن هذا المسئول قال للملك في صراحة: "لقد طردناه". سأل عن السبب فأجابه: "لقد اكتشفنا أنه يسرق من غلال المخازن". حزن الملك جدًا على هذا الصبي الصغير الذي شوَّه صورة نفسه بالسرقة، وخسر عمله وثقة زملائه ورؤسائه فيه. استدعى المسئول الصبي فورًا، وإذ التقى به الملك لم يستطع الصبي أن يرفع وجهه ليتطلع إلى عيني الملك، بكونه لصًا مذنبًا. لم يكن يعلم الصبي لماذا استدعاه الملك، وإذ سأله: "هل ما أسمعه عنك هو حقيقة يا ابني؟" اصفرّ وجه الصبي جدًا وبدأ يخاف، ثم انحنى حتى الأرض وكانت إجابته هي سيل من الدموع ينهار من عينيه. تمالك نفسه وهو يقول: "سيدي الملك. إني مذنب، وليس لي عذر فيما فعلت . إني أستحق عقوبة أعظم!" إذ لاحظ الملك توبة الصبي الجادة وحزنه على ما فعله قال له: "حسنًا يا بني، لقد غفرت لك"، ثم وضع يده على رأس الصبي بروح الأبوة الحانية. تطلع إلى المسئول وقال له: "ليعد هذا الصبي إلى عمله ولتهتم به". لم يستطع الصبي أن يعبر عن الفرح الذي ملأ قلبه حين سمع الملك يدعوه ابنه مع أنه مذنب، وينطق بالكلمات "لقد غفرت لك" بدلاً من أن يحكم عليه بالعقوبة.

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers