بحث مخصص

2007-09-10

القنبلة


" أخيرا ... أخيرا ظفرت بك يا توم " قالها ماركو بكل سعادة الدنيا و هو يرى عدوه اللدود توم على الأرض بالمقربة منه بائسا لا يقدر على مواجهته ، أما توم فكان يمر بأصعب موقف في حياته كلها ، فهذا ماركو الذي كان هدف حياته أن يقضي علي توم ، فلقد كانت بينهما منافسة شديدة جدا ، فكلاهما توم و ماركو من أكبر رؤساء عصابات شيكاغو في القرن الحادي والعشرين ، كلاهما لص وقاتل محترف وسارق و....." أخيرا يا توم ، أخيرا ، سأذيقك من العذاب ما لم تتخيله في أبشع كوابيسك ، سأجعلك ترى الموت بعينيك ، فبضغطة زر سيشتعل فتيل قنبلة رهيبة ستنسف المكان كله بعد 10 دقائق ، أتعرف لماذا سأتركها تنفجر بعد10 دقائق كاملة ؟ حتى ترى بعينيك نهايتك وتتحسر على كل يوم فكرت أن تقاومني فيه ، حتى ترى الموت قدام عينيك ، وداعا يا توم ، وداعا" ثم انطلق يقهقه كالمجنون و ضغط زر القنبلة التي ستنفجر بعد 10 دقائق و غادر المكان.
تتابعت الأرقام بسرعة رهيبة ..... 9 دقائق 49 ثانية ....9 دقائق 48 ثانية.....
حاول توم أن ينزع قيوده ولكن هيهات ، فالقيود كانت سلاسل من الحديد و حاول .... و حاول ثم أدرك عقم المحاولة و انهمرت من عيونه دموع الهزيمة و هو ينظر بحسرة لشاشة الكوارتز المتصلة بالقنبلة التي تتابع عليها الأرقام.
8 دقائق 29 ثانية .... 8 دقائق 28 ثانية....
باقي حوالي 8 دقائق و يذهب للجحيم الذي سيفتح ذراعيه ويستقبله بكل شوق بسبب أعماله ، وتذكر أفعاله ، تذكر شروره ، كم من مرة سرق وقتل ونهب و زنى ....
6دقائق 15 ثانية ..... 6 دقائق 14 ثانية....
باقي 6 دقائق وتنتهي حياته و هنا تذكر قصة اللص اليمين ، لقد كان قد سمعها ذات مرة وهو طفل صغير.
4 دقائق 33 ثانية...... 4 دقائق 32 ثانية......
يارب ... يارب ... ربما تكون أول مرة أخاطبك فيها ، ولست أدري أتسمعني أو لا تسمعني ، يارب لن أطلب منك أن تنجيني من هذا الموقف ، لكني سأطلب منك كما طلب ذاك اللص وأقول لك : اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك ، لقد خسرت حياتي في الأرض بسبب شهواتي وعنادي وإصراري على الخطية من سرقة ونهب وقتل وزنى ، ولكني لست أريد أن أخسر الحياة التي بعد الموت ، الحياة الأبدية التي كنت أحاول أن أتناسها ولكني تذكرتها الآن ، سامحني يا إلهي واغفر لي خطاياي يارب.
دقيقتان 6 ثوان .... دقيقتان 5 ثوان.....
لم يتبق لي سوى دقيقتان في هذا العالم الفاني ، يارب ، هل قبلت توبتي ؟ هل غفرت لي خطاياي ؟ هل سامحتني على أربعون عاما في الخطية مقابل دقائق فقط ندم ؟ أعطني دليل على هذا ، أرجوك يارب ، أرجوك يا مخلصي.
دقيقة واحدة ....... 59 ثانية......58 ثانية......
أرجوك يارب .... أرجوك يارب .... اغفر لي خطيتي .... أرجوك ....
15 ثانية .... 14 ثانية ...... 13 ثانية .......12 ثانية......
أرجوك يارب أرجوك ... لا تتركني ، سامحني ... سامحني ... سامحني... أعطني دليلا على غفرانك ...
8 ثوان ...... 7 ثوان....... 6 ثوان.......
وانحلت القيود الحديدية فجأة بطريقة معجزية كما انحل توم من قيود الخطية و أخذ توم يجري بكل قوته وهو غير مصدق لما يحدث و..... ثانيتان .... ثانية واحدة .... و انفجرت أعنف قنبلة في شيكاغو و دفع الانفجار توم لعشرات الأمتار و ارتطم بالأرض بقوة و فقد الوعي و.....
و أفاق و هو يجد نفسه في المستشفى و انتهى ليل الخطية وأشرق صباح التوبة.
لقد تاب اللص اليمين وهو على الصليب و ندم توم و هو على بعد دقائق من الموت ، لماذا تنتظر لهذه اللحظة ؟ لماذا لا تتوب الآن ؟ هل تضمن إنك ستحيا لهذه اللحظة ؟ قم الآن من الخطية ولا تنتظر للثانية الأخيرة.
استيقظ ايها النائم و قم من الاموات فيضيء لك المسيح ( اف 5 : 14 )

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers