بحث مخصص

2008-12-26

صراع البشرية


" حنعمل إيه يوم العيد " قالها لي صديقي ، فقلت له : زي كل سنة ، حنأكل لحد ما بطننا توجعنا من الأكل ونروح لـ(مؤمن ) نأكل السندوتش الجديد اللي بيعلنوا عنه ، وبعد كده ( كنتاكي ) ثم نختم بــ (ايس كريم) من عند ( صابر) ( يحدث هذا دائما مع كل الشباب المسيحي في يوم العيد ) قال لي : إيه الملل ده ؟ تعال نغير ونروح للسينما ، لم أستحسن الفكرة ، لأن الأفلام كلها مكررة ومملة وهي ، في معظمها ، تتحدث عن بطل وبطلة وشرذمة من المجرمين و.... قال لي صديقي : فيه فيلم جديد ، قلت له وأنا غير مقتنع : ماشي. وجاء يوم العيد وذهبت للسينما وابتدأ الفيلم ، والحق يقال ، لقد كان مختلف ، فالبطل يحب بطلتين في نفس الوقت وليس بطلة واحدة وقد اندهشت من موقفه كثيرا. ثم سرحت قليلا في البطل ، فهو يشبهني كثيرا ، ليس في وسامتي أو قوتي ، بل لأنه يحب اثنين ، نعم فأنا رغم سنواتي العشرين ، أحب اثنين، لا تندهشوا ، فهذه هي الحقيقية ، والغريب أني لا أدرك من منهما أحبها أكثر من الأخرى، فقلبي ممزق ومنقسم لنصفين ، ورغم ذلك فهما مختلفتان تماما ، فواحدة منهما متدينة وعلى خلق وأشعر معها بالراحة والأخرى جميلة ، جميلة فقط , ولكن الحياة معها قاسية. ينبغي أن تتعرفوا عليهما حتى تساعدوني في الاختيار ، من أختار منهما ؟ الأولي تسمى( توبة بنت ندم ) والثانية تسمى ( خطية بنت شهوة ) !!! مفاجأة شديدة ، أليس كذلك ؟ نعم ، فأنا أعجز عن حسم الصراع الذي يدور بداخلي بين ( توبة ) و( خطية ) ، فأنا أحبهما معا ، أعشقهما هما الاثنين.عندما أقع في ( خطية ) أحزن وأكتئب وأتضايق وأندم وأتوب وأعترف وأتناول وأحس بجمال التوبة التي لا أستطيع أعيش من غيرها وأعيش معها أجمل أيام حياتي. ثم ، للأسٍف الشديد ، أحن ثانية لأيام ( خطية ) وأرجع لها دون أن أشعر وأجد نفسي مسلوب الإرادة وتمتلكني وتأسرني ( خطية ) بجمالها ، فأقع في شباكها . وهكذا هي حياتي صراع دائم ، بين الخير والشر ، بين الحياة مع الله والحياة مع العالم ، بين الجسد والروح ، بين الفرح والحزن ، بين( توبة ) و( خطية ) شعرت بحزن عميق داخلي ، لماذا أنا وحدي أعيش في هذا الصراع ولكن تذكرت كلمات بولس الرسول: لأني لست أعرف ما أنا أفعله ، إذ لست أفعل ما أريده ، بل ما أبغضه إياه أفعل. ولكني حاولت ذات يوم أن أنزع ( خطية ) تماما من حياتي وأطردها خارجا وتخيلت أني نجحت في هذا ، ولكني فشلت ، لأنني اعتمدت على ذاتي وعلى قوتي و..... أما الآن سأطلب معونة إلهي ، هو الوحيد القادر على سحق ( خطية ) ، فبولس الرسول يقول: يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. ساعدني يارب ، قويني يا إلهي ، انزع مني ( خطية ) ، انزعها من عقلي وفكري ومشاعرى وعواطفي و ... اجعل ( توبة ) تحل محلها للأبد ، اجعل ( توبة ) تنتصر على ( خطية ) ، لن أيأس يارب ، لن أفقد الأمل ، فخير لي أن أموت وأنا أجاهد ، على أنا أموت وأنا في براثن ( خطية ). أنا واثق يارب في مراحمك ، سأرنم وأقول :

طلبتك من عمق قلبي ، يارب يسوع أعني
حل عني رباطات الخطية ، يارب يسوع المسيح أعني
كن لي معينا لكي تخلصني ، يارب يسوع أعني
صلاحك فليدركني سريعا ، يارب يسوع المسيح أعني
اصرف وجهك عن خطاياي ، يارب يسوع أعني
جميع آثامي يا الله امحها ، يارب يسوع المسيح أعني
قلبا طاهرا اخلقه في ، يارب يسوع أعني
روحك القدوس لا تنزعه مني ، يارب يسوع المسيح أعني

2008-12-25

Merry Christmas


سألتنى زوجتى عيد الميلاد على الأبواب. فماذا فعلت من أجل هذا اليوم المجيد ؟ قلت لها أقول يا رب !... سكتت عدة أيام وسألتنى من جديد : العيد زحف وفلان اشترى لزوجته وأولاده، وفلان جدد أثاث منزله، وفلان أعطى لزوجته بضعة جنيهات لشراء مطالب العيد، ونحن ماذا سنعمل هذا العيد، لا بد وأنك تدخر لى مفاجأه جميله ؟ أسندت رأسى على يدي وقلت أقول يا رب ! وثارت زوجتى من طول بالى ومماطلتى فى الرد عليها بما يرضيها ، وراحت تقلق راحتى بالليل والنهار عن العيد ومطالب العيد والمفاجأه التى أعدها لها فى العيد ! وأعود أنا فأقول لها : أقول يارب وتفقد زوجتى وقارها ذات يوم وتعايرنى : منذ زواجنا لم أرك تخقق لى مطلبا ، فقد تركت بيت ابى وفيه الكثير لأعيش هكذا بين رحمتك ! وابتسم فى هدوء وأقول لها : قلت لك أقول يارب ! وتهز رأسها وتقول لى: وماذا تعنى بقولك يا رب؟ أجبتها : أقول يارب... افتح عينى زوجتى على حقيقة حالنا فهى متعاليه رغم أنها تعرف أننا من ذوى الدخل المحدود نعيش بمرتبنا الشهرى فى اطار معين ، لا نستطيع معه تبذيرا فيما لا فائده منه أقول يارب... البصيره لدينا نحن البشر مظلمه على الدوام تحتاج الى نورك ليضئ ظلامها، فنفهم أن الأعياد ليست فى الطعام والشراب والكساء واللهو.. وإنما الأعياد... أفراح تتبادلها القلوب فى مناسبات رفيعه لها تاريخها وقدسيتها، وحاشا لهذه الأعياد أن تتخللها المظاهر الكاذبه فى الكحك وشرب الخمر وأكل اللحم وارتكاب الشرور أقول يارب.. أعطنى من رشدك فكره جميله أنفذها فى العيد فأسعد بها نفسي وزوجتى وأولادى.. وأرضى بها ربى وضميرى أقول يارب... أعطنى الصحه والسكينه وهدوء البال وراحة الضمير. وأنعم لى ( بالصلاح) فى أولادى ( والتقوى) فى زوجتى أقول يارب ... أنصر الحق على الباطل واكسبنى ( الحصانة) التى تسندنى وأنر لى طريقك لكى أخطو فيه بارادتك أقول يارب... لا تحرم منى أولادى، واكفنى شر التجربه المهلكه، واعطنى القدره أن أعطى من القليل الذى أملكه لأسعد بقدر طاقتى بشرا مثلى أقول يارب.. أكفنى شر الحاجه، سوى حاجتى إليك وعندما انتهيت ... جدت زوجتى تجلس جانبى ساهمه شاخصة متهلله، وعندما التقت عينانا ربت على كتفها وقلت : من أجل هذا اقول يا رب فابتسمت وهى تدمع وقالت فى كلمات مخنوقه : زدنى ايضاحا عما تقصد قلت لنذهب فى العيد مع ولدينا الى ( بيت الأيتام ) القريب منا، نعيش فيه يومنا مع الأطفال الذين حرموا نعمة الأب أو الأم... أو الاثنين معا ودقت أجراس الكنيسة فى العيد ! واستعددنا للرحله وفى الصباح كنت فى ( بيت الأيتام ) القريب مع زوجتى وأولادى ، نحمل سله كبيره، ودهشت فلم أكن هناك لوحدى اذ وجدت كثيرين غيرى سلكوا نفس الطريق حتى لم أجد مكانا فى ( البيت) أجلس سوى قطعه من أرض الحديقه المزروعه بالنبات الأخضر الجميل، جلست فيها وتركت أولادى وزوجتى مع أولاد الملجأ وأولاد الزائرين مثلى يمرحون وجلس أباء مثلى الى جانبى يتناقشون مبتهجين... وحسبت اننى فى موكب ( المجوس) الذين جاءوا الى الطفل يسوع يقدمون هداياهم ذهبا ولبانا ومرا، وما أكثر التشابه بيننا وبينهم. فقد ذكر المسيح أن اليتامى ( إخوته) وها نحن نزور ( أخوة المسيح) وما أشد الشبه بين يسوع المتواضع الذى ولد فى مزود البقر اذ لم يكن لهم موضع فى المنزل وبين الطفل الفقير اللاجئ الذى لم يولد على أفخم الحرائر وأجمل الرياش وحسبت نفسي من السعداء، فقد قضيت العيد ضيفا ( على المسيح ) وما أجمل ضيافته وأكرمها ! وما أسعدنى فى الدنيا شئ مثل ما أسعدنى من لقاء ( أخوة المسيح الصغار ) بأولادى الصغار ! فى يوم العيد وما فرخت عمرى بقدر ما فرحت من موكب المريمات المتمثل فى ( المشرفات ) على الصغار وهن استقبلن زوجتى وأولادى، وما قنعت بقدر ما أقنعنى رضاء زوجتى وفرحها بهذا العيد الجميل وهذا اليوم الممتع من أجل هذا قلت فى العيد : يا رب لا تحرمنى من هذه المتعه كل عيد

ما زالوا لا يعرفون


في زمن الميلاد كان هناك رجل بدا في غير محله كان الناس يسرعون حوله راكضين في كلّ اتجاه. حدّق في أنوار الميلاد، والزينة في كلّ مكان. في مركز التسوق كانا بابا نويل جالسا والأطفال مجتمعين حوله. كان المركز التجاري مكتظا بالمتسوقين الداخلين إليه والخارجين منه. بعضهم مبتسم، بعضهم عابس، وبعضهم متعب جدا من كثرة الجري. بعضهم جلس يستريح على المقاعد الخشبية، وآخرون استمروا في الجري، ليزاحموا الحشود الكبيرة لشراء الحاجيات والعودة للمنزل. والموسيقى من المسجل، تنشد الأغاني بصوت عالٍ ووضوح. عن بابا نويل ورجال الثلج، والأيائل ذات الأنوف المضحكة. سمع الناس يتحدثون عن الأوقات الممتعة القادمة. عن الحفلات، المرح، والطعام الوفير، وتبادل الهدايا في ذلك اليوم.أرغب في معرفة ما يجري هنا، سمع الناس الرجل يسأل. يبدو أن هناك شكلا من أشكال الاحتفال قريبا. وهل يمكن أن تخبروني من هو ذلك الرجل الذي يرتدي الأحمر والأبيض. ولماذا يسأله جميع الأطفال عن ليلة مميزة. جاءه الجواب باستغراب شديد أنا لا أستطيع أن أصدق أذناي لا أستطيع أن أصدق أنك لا تعرف أنه زمن عيد الميلاد. الوقت الذي يجوب فيه بابا نويل المكان حاملا الهدايا للفتيان والفتيات، وبينما هم نيام في ليلة العيد، يترك لهم الكتب والهدايا.الرجل الذي تراه يرتدي الأحمر والأبيض، هو بابا نويل البارع. الأطفال يحبون ضحكته المرحة، والغمزة في عينيه. زلاجته المحملة بالهدايا، يجرها أيل صغير جدا. يطير سريعا في الهواء، فيما هو يثب هنا وهناك. يتعلم الأطفال عن بابا نويل في سن مبكرة جدا، وعندما ياتي زمن الميلاد، يكون هو أهم شيء فيه. طأطأ الغريب رأسه بخجل، وأغلق يده المثقبة بثقب مسمار. وارتعش جسده من الدهشة، ولم يفهم الأمر. وعبر ظلّ وجهه المجروح، وبصوت خافت وواضح قال " بعد كلّ تلك السنين ما زالوا لا يعرفون." وسالت من عين يسوع دمعة.

2008-12-24

الشجرة العجوز


يحكى انه فى وقت من الأوقات كانت هناك شجرة مورقة بشدة فى أحد الغابات . حيث كانت الأوراق تنمو بغزارة على الأغصان الفارعة . بينما جذورها كانت تضرب فى أعماق التربة . وهكذا كانت هذه الشجرة هى المتميزة بين باقى الأشجار .أصبحت هذه الشجرة مأوى للطيور . حيث بنت الطيور اعشاشها وعاشت فوق اغصانها . صنعت الطيور اوكارها بحفر جذعها ، ووضعت بيضها الذى راح يفقس فى ظلال عظمة هذه الشجرة . فشعرت الشجرة بالسرور من كثرة الصحبة لها خلال ايامها الطويلة . وكان الناس ممتنين لوجود هذه الشجرة العظيمة . لأنهم كانوا يأتون مراراً ليستظلوا بظلها . حيث كانوا يفترشون تحت أغصانها ويفتحون حقائبهم ليتناولوا طعام رحلتهم .وفى كل مرة عند عودة الناس لبيوتهم كانوا يعبرون عن مدى فائدة هذه الشجرة العظيمة لهم . وكانت الشجرة تشعر بالفخر لسماعها ثنائهم عليها . ولكن مرت السنين . وبدأت الشجرة تمرض . وراحت أوراقها وأغصانها تتساقط . ثم نحل جذعها وصار باهت اللون . وراحت العظمة التى كانت قد اعتادتها تخفت وتضيع تدريجياً . حتى الطيور صارت تتردد فى بناء أعشاشها فوقها. ولم يعد أحد يأتى ليستظل بظلها . بكت الشجرة وقالت " يالله ، لماذا صارت علىّ كل هذه الصعوبات ؟ أنا أحتاج لأصدقاء. والآن لا أحد يقترب الىّ . لماذا نزعت عنى كل المجد الذى كنت قد تعودته ؟ . وصرخت الشجرة بصوت عال حتى تردد صدى بكائها فى كل الغابة " لماذا لا أموت واسقط ، حتى لا أعانى ما اعانيه ولا أقدر على تحمله ؟ ، واستمرت الشجرة تبكى حتى غمرت دموعها جذعها الجاف .
مرت الفصول وتوالت الأيام ، ولم يتغير حال الشجرة العجوز . ولا زالت الشجرة تعانى من الوحدة . وراحت اغصانها تجف أكثر فأكثر . وكانت الشجرة تبكى طوال الليل وحتى بزوغ الصباح ." سو....سو...سو " ، آوه ماهذه الضجة ؟ . انه طائر صغير خرج لتوه من البيضة . وعلى هذا الصوت استيقظت الشجرة العجوز من أحلام يومها ." سو....سو...سو " ، وعلت الضوضاء أكثر فأكثر . وإذا بطائر صغير آخر يفقس من البيضة. ولم يمض وقت طويل حتى فقس طائر ثالث ورابع وخرجوا الى هذا العالم . فقالت الشجرة العجوز متعجبة " لقد سمع صلاتى وأجابها " . فى اليوم التالى ، كانت هناك طيور كثيرة تطير لتحط على الشجرة العجوز . وراحوا يبنون عشوشا جديدة . كما لو أن الأغصان الجافة جذبت انتباههم ليبنوا عشوشهم هناك . وشعرت الطيور بدفء فى بقائها داخل الأغصان الجافة بدلا من أماكنها السابقة . راحت اعداد الطيور تتزايد وكذلك تنوعت انواعها . فغمغمت الشجرة العجوز فرحة وهى تقول " اوه ، الآن ايامى ستصير أكثر بهجة بوجودهم ههنا ." عادت الشجرة العجوز الى البهجة مرة أخرى ، و امتلأ قلبها حبوراً . بينما راحت شجرة صغيرة تنمو بالقرب من جذورها . وبدت الشجيرة الجديدة كما لو أنها تبتسم للشجرة العجوز . لأن دموع الشجرة العجوز هى التى صارت شجيرة صغيرة تكمل تكريسها للطبيعة . صديقى العزيز ، هذه هى الطريقة التى تسير بها الأمور . فهل هناك درس تستخلصه من هذه القصة ؟ .نعم الله دائما لديه خطة سرية من أجلنا . الله القدير دائما ما يجاوب تساؤلاتنا . حتى حينما يكون من العسير تخمين النتائج ، ثق أن الله كلى القدرة يعرف ما هو الأفضل لنا . وعندما تكون هناك أوقات يسمح لنا فيها بالتجارب ، ففى أوقات أخرى يغمرنا بفيض البركات . وهو لا يمتحنا أكثر مما نستطيع أن نحتمل . وعندما سمح الله بالتجربة للشجرة العجوز ، تأخر فعلا فى إظهار مجده . ولكن الحقيقة أن الله لم يسمح بسقوط الشجرة العجوز ، فقد كان لديه بعض الأسرار التى يحتفظ بها من أجلها . ولكنه كان يختبر صبر الشجرة . لذلك ، يا صديقى العزيز ، كن متأكداً ، أنه مهما كان ما نواجهه من تجربة فنحن نواجه حلقة فى سلسلة المجد الذى يعده لنا . فلا تيأس ، ولا تحبط . فالله موجود هناك دائما الى جوار الصابرين.
" بصبركم اقتنوا انفسكم. ( لوقا 21 : 19 ) "
"ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده. ( رومية 8: 28 ) "

2008-12-23

قتلت ابني


فتح أحد الروس باب بيته ليجد أمامه ضيفًا تظهر عليه علامات الغني العظيم. وقف الضيف قليلاً يتفرس في صاحب البيت، لكن صاحب البيت كان يتطلع إليه في جمود. أخيرًا لم يحتمل الضيف التأخير بل سقط على عنق صاحب المنزل وهو يقول له: "ألا تعرفني؟! أنا صديق الطفولة فلان!" لم يصدق الرجل نفسه، فسأله: "أين ذهبت طوال هذه السنوات"؟ أجاب الضيف: "لقد هاجرت إلى بلادٍ بعيدة، وأنجح الرب طريقي فإغتنيت جدًا، وقد جئت إليك لكي تهيئ لي الطريق للإلتقاء بوالديّ". جلس الإثنان معًا وإستدعيا الأصدقاء القدامى، وإستقر الرأي فيما بينهم على أن يتوجه إلى بيت أبيه متنكرًا ويبيت كضيفٍ غريبٍ، وفي الصباح يأتي الأصدقاء ومعهم فرقة موسيقى، ويقيمون حفل تعارف بين الإبن ووالديه. طرق الابن باب والديه، ففتحا له وقبلاه ضيفًا، ودفع لهما بسخاء من أجل مبيته وطعامه. لم يعرف الشيخان أنه إبنهما بل ظنّاه سائحًا غنيًّا، خاصة لمّا أبصرا جرابه مملوء مالاً. إتفق الرجل وزوجته على قتل الضيف والأستيلاء على أمواله. وفي نصف الليل أخذت السيدة العجوز مصباحًا ضئيل النور وتقدمت مع زوجها، ودخلا غرفة الضيف وكان نائمًا، وعلى وجهه إبتسامة عذبة، غالبًا ما كان يحلم باللقاء مع والديه والتعارف عليهما في وجود أصدقائه وفرقة الموسيقى. رقَّ قلب الرجل لكن الزوجة سألته أن يُعجِّل. فضرب بالسكين ضربة قوية قضت على حياة الإبن. وإنشغل الاثنان في إخفاء الجريمة. في الصباح أتى أصدقاء الابن وسألوا عن الضيف، فأنكرت السيدة، وتشددت في الإنكار. أخيرًا قال لها أحدهم: "ويحكِ أيتها العجوز، إن ضيف الأمس هو ابنك الوحيد عاد من بلاد الغربة وإتفق معنا أن نوقظه لتتعرفا عليه". إذ سمع الوالدان هذه الكلمات وقعا على الأرض، وكان كل منهما يصرخ: "لقد قتلت إبنى!"
كم مرة تأتي إليّ يا رئيس الحياة، وفي غباوتي وقسوة قلبي أقتلك (أع15:3). كل كلمة جارحة تصدر مني، هي قتل لكَ يا أيها الرقيق في حبك!

قطعة من الخبز


التهب قلب أحد الشبان باللَّه، فكان يُكرس وقتًا طويلاً للعبادة، كما كان يبذل الكثير من أجل خدمة الآخرين واهتمامه بخلاصهم. كان محبًا للنسك، فكان يكتفي بأكلة واحدة في اليوم. لم يكن يشعر بالجوع، ولم يشته طعامًا ما، بل كان كل فكره منشغلاً بالمجد المُعد له في السماء. صار يتردد على أحد أديرة القديس باخوميوس بصعيد مصر، وكان يتعجب كيف يلتزم الرهبان أن يأكلوا معًا مرتين كل يوم، ففي رأيه أن أكلة واحدة تكفي الإنسان لكي يعيش ويُمارس نشاطه.التحق بالدير والتزم أن يأكل مع الرهبان مرتين كل يوم. والعجيب أنه بعد فترة وجد نفسه يشعر بجوعٍ شديدٍ جدًا، حتى اضطر أن يأخذ قطعة خبز خفية أثناء طعامه. وكان متى ذهب إلى قلايته لا يحتمل الجوع، فيأكل قطعة الخبز. لكنه ما أن ينتهي من أكل الخبز حتى يجد دموعه تتسلل من عينيه، فكان يصرخ في أعماق قلبه، قائلاً:"إلهي، كيف تحولت حياتي إلى الشر؟! كنت في العالم اكتفي بأكلة واحدة في اليوم، والآن في الدير لا أشبع حتى بأكلتين يوميًا!! كيف أسرق الخبز؟! كيف أخفي ما أنا فيه؟! إني انحدر من خطية إلى خطية! من ينقذني من هذا الانحدار سواك يا مخلص نفسي؟! إني أتعهد أمامك أنني لن أسرق الخبز، حتى وإن مُت من الجوع".في اليوم التالي ذهب الراهب الشاب إلى صالة الطعام وسط الأعداد الضخمة من الرهبان، ووضع في قلبه أنه لن يأخذ شيئًا من الخبز خفية مهما شعر من جوع. لكنه بعد أن أكل لم يحتمل الجوع، فأخذ للمرة الثانية الخبز… وتكرر الأمر يومًا فيومًا، وظن أنه لا يوجد حلّ لهذه المشكلة.التقى الراهب بأب اعترافه وفي خجل شديد اعترف بكل ما فعله، وكيف كان يخجل من أن يعترف بهذا الأمر. كان يعترف بنفسٍ مُرّة للغاية. أما أب اعترافه فبابتسامة رقيقة ملأت نفس الراهب بالرجاء، قال للراهب:"لقد عرف عدو الخير كيف يدخل إليك، فقد أسقطك في خطية تبدو تافهة، وإذ كنت تخجل أن تعترف بها لم تكن قادرًا على الخلاص منها. الآن وقد قدمت توبة أمام اللَّه غافر الخطية، وفضحت نفسك في حضرة أب اعترافك، انهدم سلطان هذه الخطية. إنها لا تسود عليك. إلهك يهبك روح النصرة والغلبة فهو يعمل في النفس الصريحة التي لا تخفي شيئًا!" خرج الراهب من حضرة أب اعترافه يُسبّح اللَّه واهب النصرة لأولاده المخلصين المملوءين صراحة. جاء موعد الطعام ولم يشعر بالجوع، بل عادت حالته إلى ما كان عليه قبل رهبنته. كان يأكل القليل بشكر مع تهليل قلب، وكفَّ عما كان يفعله. عاد إليه سلام اللَّه الفائق!

البهلوان


فتح عينيه على الحياة ، فوجد والده يعمل بهلوانا حتى إنهم كانوا يستدعونه في بعض الحفلات التي يحضرها الإمبراطور ليضحك الشعب والحاشية بحركاته العجيبة ورث ' حنا ' عن والده هذه الصنعة ، حتى صار مشهورا مثله ...... ولكن في كل مرة كان يرى المسيحيين يتقدمون للاستشهاد ، كان يشعر برغبة شديدة ليتعلم مبادئ الدين المسيحي ، الذي لا يعلم عنه سوى القليل . بدأ يذهب للكنيسة وأحب المسيح وسمع قصص الأباء الرهبان فذهب إلى رئيس الدير يطلب منه أن يقبله راهبا عنده لأنه قد أحب المسيح حبا شديدا ، فسأله عن الصلاة والصوم والقداس والتسبحة و ... فأجابه : يا أبي، إني لا أعرف شيئا في حياتي سوى الألعاب البهلوانية ، ولكني مستعد أن أعمل إي شئ تطلبه مني . علمني وأنا سأكون تلميذا مطيعا .أحس رئيس الدير بمحبته وطاعته ، فقبله راهبا تحت الاختبار . وفي يوم طرق بعض الرهبان باب رئيس الدير وهم غاضبون ..... ما هذا يا أبانا ، هل نحن هنا في سيرك ؟ إننا تركنا العالم لنتفرغ للصلاة فهل يأتي هذا الراهب البهلوان ليفسد علينا وحدتنا . فقال لهم رئيس الدير : ماذا حدث يا أخوتي ؟ فقالوا له تعال وانظر يا أبانا ، إن الراهب البهلوان يمارس الألعاب البهلوانية في الدير . فتعجب الأب في داخله و صرفهم و وعدهم أن يتصرف في الأمر، صلى رئيس الدير كما تعود وطلب من الله أن يرشده في التصرف ، هل يطرده ؟ أم كيف يتصرف معه ؟ وفي خطوات هادئة ، ذهب نحو قلاية الراهب البهلوان ، وإذا به يجد الراهب يقفز ويتشقلب وينط ويفط ويعمل ما كان يعمله في السيرك . غضب أبونا واقترب أكثر ، فوجده أمام صورة العذراء يحدثها قائلا : يا أمي العذراء ، كل سنة وأنت طيبة ، أنا لا أعرف كيف أقدم لك شيئا تعبير عن حبي لك في ليلة عيدك . فأنا لم أتعلم سوى شيئا واحدا عن والدي ، فسأقدمه لك . ولكني أعدك أن أحاول أتعلم التماجيد مثل سائر آبائي الرهبان ، فهل تقبلي مني هذه اللعبة البهلوانية ؟ ولشدة دهشة رئيس الدير ، فقد رأى صورة العذراء التي أمامه تبتسم وتمد يدها الطاهرة لتمسح له عرقه وهو يؤدي تلك الألعاب البهلوانية المعقدة ..... بكى رئيس الدير وذهب متعجبا في نفسه ، فإن الله يقبل من كل إنسان ما يعبر به عن حبه إذا كان صادقا

2008-12-10

وهل يأخـذ أحـد ثمـن الهـدية


رن جرس الباب، فنظرت إلى الساعة، و وجدتها تُشير إلى السابعة مساء. لابد أنه اللبّان...لقد أعتاد أن يأتى فى مثل هذا الوقت طوال السنوات الماضية. كان شخصاً مسيحياً، محباً، بشوشاً، لا تفارقه الابتسامة، وهو اعتاد أن لا يأتى من تلقاء نفسه فى أيام الصوم، لأنه يعرف إننا لن نحتاج إلى اللبن. المهم، فتحت الباب...."أهلاً بك، إزيك يا عم جرجس؟". "الحمد لله". قالها باقتضاب شديد و بلهجة حادة. صب لى ما أحتاجه من اللبن، ودخلت لأحضر النقود وأعطيها له و قلت: "أراك كئيباً على غير العادة ماذا بك؟". "أبداً واحدة من الزبائن - مدام دميانة - أنتِ تعرفينها، علبها لى مبلغ كبير من المال، نظير لبن بعته لها طوال الثلاث أشهر الماضية، وقد انتقلت إلى بيت آخر و لم تترك عنوانها الجديد ولا يعرف أحد من جيرانها أين ذهبت". لم أعرف ماذا أقول فتمتمت ببعض الكلمات مثل: "معلهش....ولا يهمك". كنت أعوف دميانة، وأراها دائماً مع أولادها الصغار الأربعة. ظروفها المادية كانت صعبة، وزوجها كان يبحث عن عمل آخر مُجزى. مرت ثلاثة أيام صوم يونان، لم أرى فيها عم جرجس، ولكن عندما جاء بعد الصوم، وجدت أن حاله لم يتحسن، بل بالعكس تحولت الكآبة إلى غضب وعصبية...فسألته "هل مازلت متأثراً بما حدث؟" "نعم" لم يهن علىّ أن أرى شخصاً مرحاً، يمتلئ مرارة بسبب موضوع مادى. فقلت له: "نصحتنى جدتى زمان أنه عندما يأخذ أحداً شيئاً يخُصنى رغماً عنى، أعطيه له هدية منى". "ماذا تقصدين؟" "يجب أن تعطى اللبن هدية منك لدميانة وأولادها، وتذكر أنه لولاك لما شرب الأطفال لبناً دافئاًفى أشهر الشتاء الباردة". "ولكن اللبن قيمته حوالى مائة جنيه، وأنا لم اُعط أحداً من قبل هدية ثمينة كهذه" "تذكر وصية الرب يسوع، من أخذ الذى لك فلا تُطالبه" "لا أقدر على تنفيذ هذه الوصية، فهى صعبة جداً" قال هذا ومضى. عندما جاءنى اليوم التالى...ضحكت معه قائلة: "إيه أخبار الهدية يا عم جرجس؟" رد: "أحاول ولكنى لا أقدر...فمازلت أُريد نقودى" . تغيب يومين وعندما رأيته قال لى: "لقد صليت كثيراً لياة أمس، وطلبت قوة لتنفيذ الوصية...لقد أعطيتها اللبن هدية منى. وكم أنا سعيد بهذا" فرحت أنا أيضاً لأنه نفذ الوصية، وعاد لطبيعته المرحة البشوشة. فى اليوم التالى رأيته يضحك قائلاً لى: "هل تدرى ماذا حدث أمس بعد أن تركتك؟" "أحكى لى..." "واحد من زملائى مريض، وطلب منى أن أقوم ببيع اللبن لزبائنه ريثما يتعافى من مرضه. وفيما أنا راكب الدراجة سمعت صوتاً يُنادى علىّ...عم جرجس...عم جرجس...أوقفت الدراجة لأرى صاحبة الصوت، وإذا بها مدام دميانة تجرى خلفى وتقول وهى تلهث: إزيك يا عم جرجس، أنا آسفة جداً لأننى نقلت بدون ترك عنوانى الجديد، أنا مدينة لك بمائة جنيه....صحيح أنا لا أملك المبلغ كله الآن، ولكن أرجو أن تأخذ عشرين جنيهاً الآن، وتعود مع بداية كل شهر حتى أسدد الدين كله" سألته: "وهل أخذت العشرين جنيه" رد بابتسامة عريصة: "وهل يأخذ أحداً ثمن الهدية

القفص الذهبي والرجل المجنون


في الطريق استلفت نظر جاكي منظر رجل امسك بعصا يضرب بها بعض الطيور التي وضعها في قفص ذهبي ضخم. سألته جاكي: من أين أتيت بكل هذه الطيور المتنوعة؟ - من كل موضع أذهب إليه.- كيف جمعت هذه الطيور؟ - اقدم لها طعامًا، وأتظاهر بالصداقة فتقترب إلي فأصطادها واضعها في القفص. كما أنصب فخاخًا وشباكًا أينما ذهبت لأجمع من كل أنواع الطيور.- ماذا تفعل بها؟ - اضربها بالعصا حتى تفقد أعصابها فتهيج وتقاتل بعضها البعض. ومن لا يصيبه الأذى من الطيور أنا أقوم بأذيته. هذه هي مسرتي أن أرى الطيور تتقاتل معًا. أنه لن يهرب من يدي طير قط! حاولت جاكي أن تخفي دموعها المنهارة أمام قسوة هذا الرجل المجنون. تمالكت نفسها إذ ملكها الحزن على الطيور التي تعانى من القسوة وهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها. وفي هدوء قالت للرجل إني معجبة بهذا القفص الذهبي: "أتبيعني إياه وما به من طيور؟" إذا كان المجنون محبًا للمال أخفي ابتسامته، وشعر بأنها فرصة ثمينة لينال مبلغًا كبيرًا. أجابها المجنون: "لقد كلفني هذا القفص الكثير وتعبت كثيرًا في اقتناء الطيور. كم معك؟" أجابت جاكي: "معي خمسون جنيهًا".قال المجنون: "قليل جدًا. سآخذ الخمسين جنيهًا ومعها المعطف الذي تلبيسنه".لم تتردد جاكي لحظة واحدة حتى قدمت الخمسين جنيهًا والمعطف. وما أن سلمها الرجل القفص حتى فتحت بابه وأطلقت الطيور لتمارس حياتها الحرة. انطلقت جاكي إلى والدتها وقد عمّ قلبها السرور. سألتها والدتها عن المعطف الجديد الثمين والذي تعتز به الوالدة، فروت لها ما حدث. احتضنتها والدتها وهي تقبلها وتقول لها: "ليس اعظم ولا أثمن من الحرية!"
إلهي أنت تعلم إبليس المجنون القتال.يجمعنا من كل موضع في العالم.يقدم لنا الملذات ويخدعنا ليقتنصنا في فخاخه.يحسبنا كما في سجن يبدو كأنه ذهبي.يحثنا أن نقاتل بعضنا بعضًا.يجد لذته في عنفنا وعنفه معنا.قدمت دمك الثمين ثمنا لنا.فتحت أبواب الهاوية وأطلقت نفوسنا حرة.ماذا نرد لك يا واهب الحرية؟

2008-12-09

ارجوك لا تلقى بسهمك


كان هناك فتاة تدعى سالى تحضر محاضرات مع دكتور سمث في يوم من الايام دخلت سالى قاعة المحاضرات فرات على الجدار الامامى هدف وقربه مجموعة من السهام قال د/سمث لطلابه بان يرسم كلا منهم صورة لشخص لا يحبونه او غاضبون منه وسيسمح لهم برمى السهام على الصورة سالى رسمت صورة صديقتها التى تخاصمت معها منذ وقت طويل, واخر رسم صورة اخيه الصغير , سالى رسمت الصورة ووضعت فيها كل جهدها برسم تفاصيل الوجه سالى كانت فرحة بنتيجة رسمها اصطف الطلاب وبدأوا بالدور رمى السهام ورموا السهام بقوة لدرجة ان رسمهم قد تمزق سالى كانت تنتظر دورها بشغف وشعرت بخيبة امل كبيرة عندما اعلن الدكتور انتهاء الوقت وطلب منهم الرجوع لمقاعدهم وجلست سالى غاضبة لانها لم تتمكن من رمى اي سهم على هدفها عندما بدأ الدكتور سمث ازالة اللوحة البيضاء التى قام الطلاب بتعليق رسمهم عليها تحتها كانت صورة المسيح صوت انصدام خرج من الطلبة عند رؤية صورة المسيح وهى مليئة بالحفر والثقوب التى عملت بوجهه وعيناه كانهما خلعتا تكلم د/سمث فقط بهذه الكلمات الحق اقول لكم..... بما انكم فعلتموه باحد اخوتى هؤلاء الاصاغر فبي قد فعلتم (متى 40:25

النسر والخنزير ايهما اقوى


قيل انه فى يوم من الايام طلب من احد الفنانين ان يرسم لوحة فنية عن الصوم فقام باحضار لوحة كبيرة وقسمها نصفين ورسم فى النصف الاول خنزير قوى وثمين مربوط من قدمه بسلسلة فى قدم نسر ضعيف مكسور الجناح حيث يجر الخنزير النسر خلفه على الارض اما النصف الثانى من اللوحة فقد رسم فيه نسر قوى يطير فى السماء ومربوط من قدمه بسلسله فى قدم خنزير ضعيف حيث يقوم النسر بحمل الخنزير فى الجو تجاه السماء وعندما طلب من الفنان ان يفسر اللوحه و علاقتها بالصوم قال:الخنزير هو الجسد والنسر يرمز للروح الجزء الاول من اللوحه هو عبارة عن عدم الصوم اى عندما يكون الجسد اقوى من الروح فيجورها معه فى الارضيات والشهوة ويكسر جنحتها التى تطير نحو الله اما الجزء الثانى من اللوحه فهو عبارة عن الصوم حيث تقوى الروح وتضعف شهوة الارضيات من الجسد فيطير نسر الروح الى اعلى السموات اخذا معه الجسد فى رحلة ممتعة نحو الله

الراهب والشجره


كان هناك راهب غيور سمع عن شجرة يسكنها شيطان ويعبدها الناس فدفعته شهوة مقدسة وقرر ان يذهب ويقاتل هذا الشيطان الذي ضل كثيرينقال له الشيطان: ما دخلك بي دعنى وشانى لماذا تريد أن تقطع هذه الشجرة ؟فقال الراهب : كيف أتركك تضلل الناس وتبعدهم عن عبادة الإله الحقيقي ؟؟قال الشيطان : يا آخى ماذا يهمك مادمت لا تعبد الشجرة ؟؟قال الراهب : من واجبي أن أنقذ الناس منك ومن أمثالك وهنا دارت المعركة بين الراهب والشيطان ..حتى تمكن الراهب منه بعد ساعة فصرخ الشيطان اتركني وانا أضع تحت وسادتك دينارا ذهبيا كل صباح .. تراجع الراهب وفد أعجبته الفكرة .. ووافق ومضت الأيام .. حتى كان ذلك اليوم رفع الراهب وسادته فلم يجد شيئا فثار وهاج وحمل فأسه وذهب ليقطع الشجرة .. فاعترضه الشيطان وتصارعا .. ولكن فى هذه المرة تغلب الشيطان على الراهب وامسكه من عنقه وتساءل الراهب لماذا لم ينتصر فى هذه المرةفقال الشيطان ساخرا : المرة السابقة كنت تحارب من اجل الله اما الآن فأنت تحارب لنفسك وشتان بين الهدفين .. اترك قطع الشجرة لمن لاتغريه شهوة الدنانير .....قرأت القصة وشعرت انها موجهة لى شخصيا فأنا كثيرا ما اتوقف فى طريقى واتساءل .. لماذا لا اتقدم فى حياتى الروحية ؟؟ . لماذا ثمار خدمتى لا تليق برب الخدمة ؟؟ ألف لماذا ولماذا ولا اجابةحتى وجدت ان الاجابة تكمن فى كلمة واحدة .. لمن اعمل ؟؟ لله ام لنفسى .. ؟؟تمضى الايام مكتفيا بشهوات كثيرة .. وثمار زائفة .. ذات وكرامة .. مكانةواثبات وجود .. اهواء شخصية وإغراض أرضية .. راحة وركب مرتخية .. منظر احافظ عليه جيدا فوق اى شىء .. اننى مثل الابن الضال .. الذى يشبعه طعام الخنازير ولم يقرر بعد العودة لحضن ابيه حيث الشبع الحقيقى لا اريد يا يسوع ان يكون لى صورة التقوى وأنا لا اعرفها متى تصير يا رب شهوتي الوحيدة ورغبتي الأكيدة ..؟؟سئمت الثمار الجافة والحلول الوسط وأشباه الخطايا .. وأشباه الفضائل .. وكلام المبادىء ولا حياة وحيث لا توجد حياة .. يوجد موتيا يسوع اهزم الموت داخلى واقمنى فى محبتك ..اغلبني بحبك وكن ميناء سلامتي أريد أن أحارب من أجلك بقية عمري

اتاريها من عيله كبيرة


سطا اللص على امرأه تنام فى هدوء مع أولادها بغيه سرقتها. ودخل غرفه نومها ,ولم تحس به ,ورآها وهى تحتضن أطفالها حيث لايوجد ما يزعجهم ويسبب لهم هلعا أثار هذا المشهد شفقة فى قلبه. ثم تطلع فى الحائط فرآه مزدانا بصور جميله ملونه موضوعه داخل اطار ذهبى يغطيها الزجاج النقى. رأى صورة لفتاه جميله تبدو عليها القداسه والطهر والنقاء والبراءة والورع,فتعجب كم تصنع الايام بالناس فهذه صورتها وهى شابه صغيره السن يبدو عليها كل هذه الصفات الجميله ,ويظهر منها انها ابنه احد الشرفاء, ولم يكن يدرى ان هذه الصوره التى تقدم نفسها له,انما هى صوره ام النور المكرمه القديسهالطاهره مريم. ثم اسدار يمينه فراى صوره لرجل يظهر على ملامحه الهدوء والبساطه والعمق والقداسه والحب والقوة بكامل معانيها فقال فى نفسه ........ وهذه صوره من صوره والدك...... انك على ما تبدين ابنه احد الاكابر اذا كان والدك بهذه العظمه ,فانت امراة عظيمه بلا شك . ولم يكن يدرى ان هذه الصوره التى تقدم نفسها له انمت هى صوره السيد المسيح القدوس الذى له المجد. ثم استدار يسرة فجمع ملابسه وادواته وشرع فى الهروب الى خارج البيت خوفا من زوجها الذى علق صورته هو ايضا فقد تاكد انها زوجه لضابط فى البوليس يمسك حرابا فى يديه ويحارب بها وحشا مفترسا لابد وانه فارس قوى مخيف !مرعبولم يكن يدرى انها صوره الشهيد العظيم مارجرجس.وخرج الرجل وهو يردد فى نفسه هذه الكلمات دى اتاريها من عيله كبيرة) وكان للصور الصامته بركه وقوة استطاعت ان تحارب عنها فى نومها وان تخيف المجرمين بدون سلاح وترعب السارقين وهى عزلاء

مبسوط ياسيدى


تحكى لنا أمنا الغالية تماف ايريني وتقول إنه زار الدير شخص مقتدر مع زوجته وكانا فى حزن شديد لعدم إنجاب أطفال ،فقابلتهما أمنا الرئسة كيريا وطيبت خاطرهما وقالت لهما:"اطلبوا صلوات الشهيد وربنا يرزقكم ببركه صلواته."فقالا:" لو الشهيد صلى من أجلنا وربنا أعطانا، سنسمى الطفل سيف على اسم الشهيد وسنقدم كل سنة فى عيد ميلاده عجلاً للدير "وفعلاً رزقهما الله،وولد الطفل سيف : فى أول أغسطس فى منا سبة تذكار تكريس أول كنيسة على اسم الشهيد..وواظبا على إرسال العجل فى كل عيد ميلاد لابنهما ومن هنا داوم الدير على الاحتفال بعيد اغسطس. لما كبرسيف وبلغ من العمر 12سنة قال الأب فى نفسه: ,, كفايةاحنا نوقف النذر..،، ففوجئ بأن الولد تعب ودرجة حرارته ارتفعت فوق 40فبكت الام لانها شعرت ان ابنها فى خطر وأدركت ان ماحدث بسبب عدم اتمام نذرهما فصلت وبكت وطلبت صلوات الشهيد بدموع، ثم نامت فحلمت بالشهيد يقول لها :-:" العيد اتعمل بكم وبدونكم لكن النذر لازم توفوه حسب وصية ربنا فى الكتاب المقدس:" ماخرج من شفتيك إحفظ وإعمل كما نذرت للرب إلهك تبرعاً كما تكلم فمك"فإعتذرت الام للشهيد وشفى سيف فى الحال ،ولكن اراد ربنا ترك له أثراًبسيطاً حتى يتذكر هذه الواقعة ... ومن هذا الوقت واظبت الاسرة على حضور عيد أغسطس فى الديروبإستمرار كانوا يحكون معجزتهم .. وصار للطفل علاقة قوية بالشهيد..- كبر سيف وتخرج من كلية الطب واستلم من والده لإلتزام بحضوره للدير والاشتراك فى الاحتفال بهذا العيد بالتحديد .. وفى سنة كان مع أسرته فى المصيف وتذكروا ميعاد العيد ، فرجع الدكتور سيف وأسرته من المصيف خصيصاً الى القاهرة ، وكان يقود السيارة ويحاول بكل جهده ان يلحق ميعاد العشية ..ففى الطريق حاول سائق سيارة لورى ان يضيق عليه ولم يدعه يمر من جابنه ، فعاتب الشهيد وقال له:" برضه كده ! انا سايب المصيف ونفسى أحضر عشية عيدك، وانت سايب الراجل ده عايز يخبطنى."ففى لمح البصر ظهر ضابط مهيب على موتوسيكل وأوقف سائق اللورى على جانب الطريق وقال له:"لو اتعرضت له تانى ح أجازيك واسحب رخصتك.." ثم أفسح الطريق للدكتور سيف وأقترب من شباك سيارته ،وقال له:" مبسوط ياسيدى يللا علشان تلحق عشية عيدى." وابتسم له وأختفى..ووصل الدكتور سيف الدير وحضر العيشة وحكى المعجزة .بركة صلوات القديس العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبى سيفين تكون مع جميعنا آميـــــــــــــــــــــــــــــن

مبـارك أنت يا أبنـى


قيل إن معلماً عظيماً نشأ منذ طفولته في حياة التقوى، كرس كل مواهبه وطاقاته ووقته للعبادة ودراسة الكتاب المقدس والتعليم، وقد تتلمذ على يديه ثمانون قائداً استناروا بتعليمه. رفع هذا المعلم عينية نحو السماء مشتهياً أن يرى ما أعده الله له، فسمع في حلم صوت يناديه: "تهلل يا يشوع، فإنك أنت و(نيس) تجلسان معاً في الفردوس وتنالان مكافأة متساوية".أستيقظ يشوع من نومه منزعجاً، وكان يصرخ في داخله، قائلاً:"ويحي! لقد كرست حياتي للرب منذ طفولتي، وقدمت كل إمكانيتي لخدمته، فاستنار بي ثمانون قائداً روحياً، وأخيراً صار لي ذات المكافأة التي لهذا الجزار الذي كرس طاقاته لعمل زمني ولخدمة أسرته! ألعلي لم أبلغ وسط كل هذا الجهاد الشاق إلا ما بلغه هذا "العلماني"؟!جمع يشوع تلاميذه الثمانين،وقال لهم:"حي هو اسم الرب، أنني لن ادخل بعد بيت الدراسة معكم، ولا أناقش معكم أو مع غيركم أمرا في الدين حتى التقي الجزار نينس!"جال يشوع مع تلاميذه في كل البلاد يسألون عن هذا الجزار، وبعد مشقة عرفوا أنه يوجد جزار فقير جداً بهذا الأسم في قرية بعيدة.أسرع يشوع إلى أقرب مدينة لها، حيث خرج الكثيرون يحيونه، منتظرين أن يسمعوا منه كلمه منفعة... أما هو فطلب أن تقوم إرسالية تستدعي الجزار. قال له الشعب الملتف حوله: "لماذا تطلب هذا الرجل، وهو إنسان جاهل ونكرة؟!"ذهبت الإرسالية إلى الجزار تخبره:"يشوع كوكب إسرائيل الذي أضاء عقولنا بتعاليمه في مدينتنا يطلب أن تلتقي به ". في دهشة مع نوع من السخرية قال لهم:" لقد أخطأتم الشخص. من انا حتى يطلب هذا المعلم العظيم اللقاء بي؟!" ورفض الرجل أن يذهب معهم.عاد الرسل إلى يشوع يقولون له: أيها المعلم العظيم انت هو النور الذي يضئ عقولنا،والتاج الذي يكلل رؤوسنا... ألم نقل لك انه رجل ساذج؟! لقد رفض أن يأتي معنا".قال يشوع:"حي هو أسم الرب لن أفارق هذه المنطقة حتى ألتقي به، ساذهب بنفسي إليه"، ثم قام بسرعة يتحرك نحو القرية الفقيرة. وإذ أقترب من بيت الجزار رآه الرجل فخاف جداً، واسرع إليه يقول: "لماذا تريد أن تراني يا أكليل إسرائيل؟!".اخذه يشوع إلى جواره وقال له: "جئت أسألك أمراً واحداً اخبرني أي صلاح فعلته في حياتك؟" أجابه الرجل:"انا إنسان فقير لا أفعل شيئاً غير عادي". وإذ أصر يشوع أن يعرف بعض التفاصيل عن حياته، قال له: إني أمارس حياتي اليومية ككل البشر، والدي ووالدتي عجوزان ومريضان، أقوم بغسل أرجلهما وأيديهما، وألبسهما ثيابهما، واجد لذتي في خدمتهما وتقديم كل ما يحتاجان إليهما". إذ سمع يشوع ذلك أنحنى أمامه وقبّل جبهته، وهو يقول له: "مبارك انت يا ابني، ومباركة هي أعمالك وحياتك. كم انا سعيد ان أكون في رفقتك في الفردوس!".

الحجر المضىء


أراد زوج أن يُهدى لزوجته هدية ، فأحضر لها حجر كريم يضىء فى الظلام أخذت الزوجة الحجر ووضعته فى حجرة مظلمة فلم يُضىء الحجر فحزن الزوج كثيراً لانه انفق فى شراءه مبلغاً كبيراً
أخذت الزوجة تتأمل فى الحجر وأثناء تأملها له رأت بداخله عبارة "مكتوب عليها "هذا الحجر لايضىء إلا إذا وضع تحت أشعة الشمس تانى يوم أخذت الزوجة الحجر ووضعته تحت أشعة الشمس أثناء النهار فترة طويلة ، وفى المساء وضعت الحجر فى حجرة مظلمة وكانت المفاجأة إنه أظهر أمواج مضيئةبألوان جميلة
ونحن إذا اردنا أن نضىء فى أماكن مظلمة يلزم وجودنا أوقات طويلة فى حضرة الله

الأم التى ضحت بعينها


يحكى ان امرأة عوراء عاشت الحياة وقسوتها بعد رحيل زوجها. وقد خلف لها ولدا بلا سند مادي او معنوي. فعملت بعين واحدة لتقوم بتربية طفلها الذي بدأ يكبر. ادخلته المدرسة وهي تمسح دمعة مراقة في اول يوم مدرسة له، وهي ذكرى تبقى عزيزة على قلب كل أم وقد بدأ وليدها ينسلخ عنها.. لم تطق صبرا على بعده.. لحقت به الى المدرسة لتطمئن عليه وتثلج قلبها برؤياه. وعندما عادا الى البيت لمحت مظاهر الحزن على وجه وحيدها سألته السبب: فاجاب الطفل بكل براءة الطفولة : لا اريدك ان تأتي الى المدرسة. لقد سخر منك رفاقي وضحكوا على عينك المقلوعة.. لم تهتم الام كثيرا لملاحظة وحيدها معللة صراحته بعفوية الطفولة.. مرت الايام والام تسقي وحيدها من نبع حنانها وعطائها حتى غدا يافعا تفتخر به وتزهو بشبابه وتألقه.. لكنه اصر في كل مناسبة على ابعادها عن حياته لخجله منها ومن عينها المقلوعة كي لا يحرج بشكلها واذا تصادف ولمحها احد رفاقه تثور ثائرته ويتفوه بافظع الالفاظ ويجبرها ان تختفي امام اصحابه.. تلملم الام جراح عاهتها في نفسها المطعونة بسيف اغلى الناس، ولا تملك الا عينا واحدة للبكاء تذرف دمعها بسخاء حزنا على الدنيا واساها. وتدعو لولدها بالهداية وتحاول ان تعوض عن عينها باغداق حنانها وعطفها.. لكنها اكتشفت ان لا سبيل لاقناع ولدها بقبول عاهتها حين فضل الهروب منها ، وآصر على الدراسة في اميركا حيث يتحرر من امه، وانقطع حتى عن مراسلتها الا قليلا عندما يحتاج الى المال او المعونة.. مرت الايام.. سمعت من اهل لها واقارب ان ولدها قد تزوج ورزق بابناء.. هاجت عليها عاطفتها واستجمعت ما تبقى لها من قوة ومال يعينها على السفر اليه واحتضانه فيفرح هذا القلب المكلوم ولو قليلا بلقياه، وتلقى احفادها الصغار وقد ذاب قلبها حبا عليهم..!! حملت ما حملت من هدايا وقصدت البلد البعيد، فتحت لها كنتها الباب، رحبت بها واسرعت الى زوجها تبشره بقدوم امه.. خرج ابنها اليها متجهم الوجه بادرها بفظاظة الولد العاق: لماذا لحقتني الى هنا؟؟ الم اهرب منك؟؟ ماذا تريدين مني؟؟ كانها صاعقة نزلت على رأس الام المسكينة، لم تحتمل الصدمة خرجت من عنده وكادت تقع ارضا.. تحاملت على جرحها.. وعادت الى بلدها حيث الوحدة والكرامة على نفس الطائرة التي اقلتها اليه..!! مر الزمن !! صار فيه الولد اباً فعرف قيمة الام والاب، وفي يقظة ضمير ندم على فظاعته وفظاظته فقرر العودة الى البلد لزيارة أمه ليستغفرها على فعلته.. قصد بيتها ليفاجأ بأنها رحلت عنه الى شقة تكاد تكون مأوى لا بيتا، لكن المأوى ايضا مغلق.. سأل الجيران عن امه! اجابوه: بان امه قد فارقت الحياة قبل ايام قليلة لكنها تركت له رسالة: أمسك بالرسالة بيد انتابتها رجفة الحسرة، قرأ فيها: ولدي الغالي: يعز علي ان افارق الدنيا دون ان اراك. لكنها رغبتك ان اظل بعيدة عنك كي لا تنحرج برؤية امرأة عوراء.. لكن سأحكي لك حكاية اخفيتها عنك عمرا كي لا احملك فوق طاقتك .. عندما كنت طفلا صغيرا تعرضت لحادث مريع ذهب بعينك، ولم يكن هناك بديل عن ان اهبك عيني ترى بها الدنيا.. اما انا فتكفيني عين واحدة ارى بها وجهك الغالي..
هي حكاية واقعية.. ولنا ان نخمن نهايتها، وكيف قضى هذا الابن العاق بقية عمره!!..
العين المستهزئة بأبيها و المحتقرة إطاعة أمها تقورها غربان الوادي و تأكلها فراخ النسر ( ام 30 : 17 )

العطاء



قيل عن شيخ انه كان كثير الرحمة ، فحدث غلاء عظيم ولكنه لم يتحول عن فعل الرحمة ، حتى فقد كل شى له ولم يبق عنده سوى ثلاثة خبزات ، فحين اراد ان ياكل احب الله امتحانه ، وذلك بان قرع سائل بابه ، فقال لنفسه جيد لى ان اكون جائعا ، ولا ارد اخ المسيح خائبا فى هذا الغلاء العظيم ، فاخرج خبزتين له ، وابقى لنفسه خبزة واحدة وقام يصلى وجلس لياكل ، واذا سائل اخر قد قرع الباب ، فضايقته الافكار من اجل الجوع الذى كان يكابده داخله ، ولكنه قفز بشهامة ، واخذ الخبزة واعطاها للسائل قائلا : (( انا اؤمن بالمسيح ربى ، انى اذا اطعمت عبده فى مثل هذا الوقت الصعب ، فانه يطعمنى هومن خيراته التى لم ترها عين ، التى اعدها لصانعى ارادته )) .
ورقد جائعا ، وبقى هكذا ثلاثة ايام لم يذق شيئا ، وهو يشكر الله ، وبينما كان يصنع خدمة بالليل ، جاءه صوت من السماء يقول له : (( لأجل انك اكملت وصيتى ، وغفلت عن نفسك واطعمت اخاك الجوعان ، لا يكون فى ايامك غلاء على الارض كلها )) ، فلما اشرق النور وجد على الباب جمالا محملة خيرات كثيرة ، فمجد الله وشكر الرب يسوع المسيح ، ومن ذلك اليوم عم الرخاء الارض كلها .
من كتاب بستان الرهبان

2008-11-28

صدق او لا تصدق


أنا عمياء ولكـنني أبصر +++ أنا صماء ولكـنني أسمع
هل تعرف من قائل هذه العبارة ؟ إنها السيدة هيلين كيلر التي استطاعت أن تبرهن أن الإنسان يستطيع تحقيق المعجزات في كل زمان ومكان طالما لديه الإرادة القوية. ولدت في عام 1880 وبدأت تتكلم قبل أن تكمل سنتين ولكنها أصيبت بحمى قرمزية و يا للمفأجأة القاسية ، لقد فقدت البصر والسمع والنطق مرة واحدة ، أرسل والدها إلي مدير معهد العميان بأمريكا يطلب مشـــورته ، فأرسل له المربية العجيبة ( آن ) التي نشأت هي الأخرى كفيفة وتعلمت العلم واللغة والأخلاق وعندما بلغت الرابعة عشر من عمرها وبعد العملية التاسعة استطاعت أن تبصر ، لم يجد مدير المعهد أفضل منها ليرسلها إلي هيلين ، فقد قال لها : لقد مضى الوقت الذي كنت فيه تلميذة ، اذهبي إلي العالم الواسع لتخدمي الآخرين. كانت ( آن ) ذات إرادة حديدية ، لم يرضها معاملة الأم لإبنتها وحنانها الزائد لأنها كانت تؤمن أن الإنسان مهما كان لديه من عاهات يستطيع أن يتعلم ويصبح إنسانا عاديا. حاولت ( آن ) تعليم هيلين اللغة ولكنها تمردت عليها وأصابتها يوما وكسرت أسنان معلمتها ولكن ( آن ) كانت صارمة ولم تيأس وكانت المعجزة أن هيلين بدأت تنطق بعض الكلمات وتعلمت القراءة والكتابة بطريقة برايل وأكملت تعليمها وتفوقت وأكملت دراستها في القانون وحصلت على الدكتوراة من اسكتلندا في الأدب الإنساني وتزوجت وألفت كتب وألقت محاضرات وسافرت إلي كل أرجاء العالم تدافع عن قضية المكفوفين. وفي كتابها( قصة حياتي ) تقول ليس صحيحا أن حياتي برغم ما فيها كانت تعسة ، إن لكل شئ جماله حتى الظلام والصمت ، فقد تعلمت أن أكون راضية وسعيدة في أي ظرف يمر بي ، أن قلبي مازال عامرا بالعواطف الحارة لكل إنسان ولساني لن ينطق بكلمات مريرة أبدا ، أن هناك سعادة في نسيان الذات ، لذلك تشاهدونني أحاول أن أجعل الإبتسامة في عيون الآخرين هوايتي.( أن العمى ليس بشئ والصمم ليس بشئ ، فكلنا عمي وصم عن معجزات الإله العظيم ) هل تصدق أنها مارست ركوب الخيل والسباحة والتجديف...... وزارت أكثر من خمسة وعشرين دولة لتحسين حال المكفوفين حتى أنها وصلت للهند وقطعت أربعين ألف ميل ، وهي سنها خمسة وسبعين سنة لتحمل الأمل والخير لكل المكفوفين و زارت مصر عام 1952 وقابلت الدكتور طه حسين وقال لها الصحفي الكبير كمال الملاخ : ماذا تتمني أن تشاهدي لو قدر لك أن تبصري ثلاثة أيام ؟ فأجابته: أني أتمنى أن أرى هؤلاء الناس الذين عطفوا علي بحنانهم وجعلوا لحياتي قيمة وأشكرهم من أعماقي. وعندما اشتعلت نيران الحرب العالمية ، قامت بزيارة الجرحى والمصابين و عندما تعجب الناس ، قالت لهم أني أستطيع أن أتنقل وأنا عمياء وصماء وأنا سعيدة لأني أستطيع أن أقرأ أعمال الله التي كتبها بحروف بارزة لي فدائما عجائبه ومحبته تشملني. لقد استطاعت هيلين كيلر إقناع الأمم المتحدة بتأليف لجنة لوضع حروف دولية بطريقة برايل يقرأها المكفوفون جميعا وترجمت كتبها إلي 50 لغة. أن هذه السيدة العظيمة تبكت كل إنسان يتذمر على الحياة و عنده كثير من نعم الله العديدة ، كما إنها تدعو كل إنسان يائس يشعر أن الحياة قست عليه ، تدعوه ألا ييأس بل يسعد بحياته ويحاول اسعاد الآخرين
حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي ( 2كو 12 : 10 )

عملية زرع قلب


( إنك تعانين من هبوط حاد في القلب ، الحل الوحيد هو إجراء عملية زرع قلب جديد ) قالها الطبيب صراحة للسيدة جوليا التي لم تستطع تقبل الأمر في البداية ، كيف يتم زرع قلب إنسان آخر لي ، كيف يموت إنسان لكي أحيا أنا ؟ ولكن لم يكن أمامها سوى ذلك الحل ، فاستسلمت للأمر الواقع ووضعت في قائمة انتظار المرضى الذين يحتاجون لهذه العملية. ومر أسبوعان وإذ بطبيبها يكلمها ويبشرها أن شابا يدعى توم قد صدمه سائق طائش ولقى مصرعه ولقد كان قد أوصى بالتبرع بقلبه بعد وفاته ولحسن الحظ إنه من نفس فصيلة دمها ويجب عليها الاستعداد الآن للعملية التي ستتم غدا وبأقصى سرعة. طارت جوليا من الفرح وبالفعل تمت العملية في اليوم التالي ونجحت وبعد شهر أصبحت جوليا تستطيع أن تمارس حياتها بشكل طبيعي ولكن حدث تغير مفاجئ في حياتها ، فبعد أن كانت دائما عصبية ولا تتقبل الآخرين الذين كانوا ينفرون منها ، تغيرت تماما وأحبها الجميع لوداعتها ومحبتها التي تفيض عليهم وابتدأت جوليا تخدم الآخرين تعبيرا عن حبها للمسيح الذي أنقذها. خدمت في مصحة للمرضي النفسيين وأخذت تمر على جميع المرضى في غرفهم وتسمع مشاكلهم و تحاول التخفيف عنهم. وفي غرفة من الغرف وجدت شابا مكتئبا جدا وحالته النفسية متدهورة بشدة ، فتحدثت معه لتعرف مشكلته فأخبرها أن ضميره معذب جدا منذ سنة تقريبا لأنه تسبب في مقتل إنسان برئ بسبب قيادته الطائشة للسيارة وسرعته الجنونية ، وهرب خوفا من العقاب وتركه جريحا على قارعة الطريق حتى مات من شدة النزيف. وفي أثناء حديثه إذ بالسيدة جوليا تكتشف أن الشاب الذي صدمه الفتى الطائش هو نفسه توم الذي تبرع لها بقلبه. فتأثرت جدا وأخبرت هذا الشاب الذي يعذبه ضميره بقصتها وأنها تدين لتوم بالفضل ، ليس لأنه وهبها قلبه فقط ولكن لأنها تشعر أنها لا تسلك حسب صفاتها وطبعها القديم ولكنها تسلك بقلب توم الجديد الذي وهبها إياه وأخبرته إنها تشعر أن قلب توم الذي تحمله داخلها قد سامحه وأنه لا يحمل له إلا كل الحب.

صديقي هل تعلم إن هذه القصة لم تحدث مع جوليا فقط ولكنها حدثت مع كل شخص فينا ، لقد مات المسيح لأجلنا ليس لكي يهبنا الحياة فقط بل أيضا لكي نسلك بقلب المسيح في كل أمور حياتنا ، فالمسيح عندما قال لنا : أحبوا أعدائكم ، كان يعلم إنها وصية صعبة للشخص العادي ولكنه قد غفر لصالبيه أولا لكي يهبنا القلب الغافر الصافح عن الآخرين. فهل في جميع مواقف حياتنا نفكر أولا هل هذا التصرف الذي نسلكه يتوافق مع قلب المسيح الذي نحمله داخلنا ؟
لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا ( رو 5 : 8 )

2008-11-27

البطيخة المرة


كـان لسليمان الحكيم عبد يسمى " لقمان " ، إستدعاه للمثول أمامه وبادره بالقول : "سأمرك أمرا ً هل تطيعه؟ " فاستغرب العبد المشترى بالمال ورد للفور : " أنت السيد وأنا العبد أأمر وأنا أطيع " . فأخذ سليمان بطيخة صغيرة كانت أمامه وأعطاها لعبده قائلا ً : " كُل هذه البطيخة المرّة بشرط ألا يظهر على وجهك أي امتعاض أو تبرم " . فأخذها لقمان من يد سليمان وأكلها، وفي أثناء مضغها إرتسمت إبتسمامة عذبة على وجه لقمان، فإندهش سليمان من إبتسامته وقال له : "هل البطيخة حلوة يا لقمان ؟؟!! ....". فرد العبد : " لا يا سيدي إنها مرّة مرارة الصبر!!" فراجعه سليمان " ولماذا إذن تبتسم ؟ " فأجاب العبد : " أبتسم لأني تذكرت يّد سيدي التي قدمت لي سابقا ً حلوا ً كثيرا ! فنسيت المرّة الوحيدة التي قدمت لي بطيخة مرّة ... لما تذكرت ، ضاعت مذاقة المرارة فإبتسمت .....

هذا عبد سليمان يا عزيزي ، أما أنا وأنت عبيد الله الحيّ الذي قال لنا : " لا أعود أسميكم عبيدا ً لأن العبد لا يعلم ما يعمله سيده ، لكني قد سميتكم أحبـــاء أني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي " .. ( يو 15: 15 ..) ...نحن أحبــــاء الله ، وإيماننا بمحبته ليس أنه قادر على كل شئ، ولا يعسر عليه شئ ، بل هو أن نقبل من يديه كل شئ مهما كان مـــّرا ً . وقبول المر يحتاج إلى تذكر ... تذكر إحسانات الرب التى تنسى مرارتك ، ومرارة الأحداث التي من حولك ، فإن إحساناته لجديدة في كل صباح ... تعلّم أنْ تذكر خيرات الله في وسط آلامـــك فتتعزى به.حي هو الرب الذي فدى نفسي من كل ضيقة

الغراب المتخفّي


لاحظ سامح أن زميله شوقي يتقمص شخصية غير شخصيته، فهو مُصاب بداء الرياء، يلبس قناعًا يخفي وراءه حقيقة شخصيته. في جلسة هادئة تحدث معه عن الرياء، موضحًا أن المرائي لابد وأن ينكشف أمره مهما أتقن دوره، مقدمًا له قصة الغراب المتخفي. كان غراب كسلانًا يميل إلى الخداع، عوض أن يبحث عن الطعام دفن نفسه في كومة من الرماد ليخفي شخصيته. انطلق نحو جماعة من الحمام تعيش في حقل. سار نحو الحمام لكي يأكل من أكله، ولكي يخطف الصغير منها. أدرك بعض الحمام الكبير أنه غراب متخفّي، وذلك من طريقة مشيه، فثاروا ضده وهاجموه، فاضطر أن يهرب ويطير. عاد في اليوم الثاني بعد أن أتقن دوره، فكان يمشي كالحمام. وبالفعل لم يستطع الحمام الكبير أن يكتشفه. لكنه إذ وجد قطعة لحم خطفها، فأدركوا أنه ليس حمامة، وطردوه. في اليوم الثالث جاء بعد أن تعلم درسًا من اليوم السابق ألا يأكل إلا ما يأكله الحمام. انطلق الغراب نحو الحمام يمشي بذات طريقة الحمام، ويحاول ألا يأكل إلا ما يأكله الحمام. لكن ما أن بدأ يأكله حتى عبر صديق له قديم فصار يناديه، وللحال ردَّ عليه الغراب بصوت غراب فانكشف أمره. في المرة الأولي انكشف بخطوات مشيه، والثانية بتذوقه للطعام، والثالثة بصوته!هكذا مهما حاول الإنسان أن يرتدي قناعًا ليخفي به حقيقة أعماقه، فإن سلوكه أو شهواته أو لغته تظهره. انزع عني قناع الرياء. لأختفي فيك وحدك، فبروحك القدوس تجدد طبيعتي، تغير سلوكي واشتياقاتي ولغتي، فأصير بالحق ابنًا للَّه، وأحيا متشبهًا بالسمائيين.

شمس منتصف الليل


لا أعرف كيف سأستطيع أن أروي لكم هذه القصة التي مضى على حدوثها حوالي ثلاثون عاما ، فجسدي كله يرتجف عندما أتذكرها و....... كنت خادما في كنيسة القديس العظيم مارمينا العجائبي بحي فلمنج بالإسكندرية ، وفي ليلة وأنا أقف لصلاة نصف الليل وأخاطب الله قائلا : محبوب هو اسمك يارب ، فهو طول النهار تلاوتي ، علمتني وصاياك أفضل من أعدائي ، لأنها ثابتة لي إلي الأبد ، أكثر من الذين يعلمونني فهمت ، لأن شهادتك هي درسي. أكثر من .....وإذا بصوت داخلي يأمرني قائلا لي أن أذهب وأكمل صلاتي في الشارع ، لا أستطيع أن أصف لكم كيف شعرت بهذا الصوت ، فهو صوت من أعماقي ، من داخلي ، حاولت أن أتجاهل هذا الصوت وأكمل صلاتي ولكن دون جدوى ، لدرجة أنني فشلت في التركيز في الصلاة ، قررت أن أستجيب لهذا الصوت ونزلت إلي الشارع وكانت الساعة حوالي الواحدة صباحا ، أكملت صلاتي وأنا أمشي بهدوء في الشارع ووجدت نفسي قد ابتعدت كثيرا عن البيت ، فقررت العودة ولكن نفس الصوت أخذ يلح علي بأن أذهب لمكان آخر ، ووجدت نفسي أذهب في طريق آخر....أخيرا وجدت نفسي قدام عمارة كبيرة والصوت يلح بشدة بأن أذهب وأقرع جرس باب شقة تقع في الدور الأول ! ! أخذت أفكر بهدوء ، ماذا سأقول لصاحب الشقة الذي سيفاجأ بإنسان غريب يقرع الباب في الساعة الثانية صباحا ويقول له : لقد وجدت نفسي دون إرادة مني أريد أن أزورك وأنا لا أعـــرفك وأنت لا تـعرفني ، بالتأكيد سيتهمني بالجنون وسيبلغ الشرطة باعتباري لصا. شعرت بالضيق من كل هذه الأفكار وقررت أن أتجاهل أي صوت داخلي وأذهب لأنام وأنسى هذا الموقف السخيف ، ولكني عندما قررت هذا ، لم أستطع التحرك من مكاني ، فقد كانت تنبعث من داخلي قوة هائلة تمنعني من تنفيذ إرادتي ، قوة إلهية ، صعدت السلم بصعوبة شديدة ، ووقفت قدام الباب ، وأنا في قمة التردد والحيرة والارتباك ، وقررت أن أحسم هذا الموقف السخيف وأخيرا قرعت الجرس. كنت في شدة الحيرة والخجل وخطر لي أن أهرب بسرعة من هذا الموقف ولكني صليت صلاة سريعة لربي وإلهي قائلا:( ساعدني يا إلهي وأرشدني لأني لست أدري ما يجب فعله ).... وفتح الباب شاب في العشرينات من عمره وهو ينظر إلي في ارتباك وحيرة ( أنا ...... من كنيسة مارمينا ومعذرة لإزعاجك في هذا الوقت ولكني لست أدري ما الذي دفعني لكي أتي إليك ، فقد ظل صوت يتردد في داخلي لكي أذهب إليك ، صحيح انك لا تعرفني وأني لا أعرفك ولكنك مسيحي كما أري من الاسم الذي على الباب)(أنا أعرف لماذا أنت هنا ) قالها الشاب ثم أضاف (تفضل معي إلي حجرتي لكي ترى ما أعنيه ) دخلت معه الحجرة وأنا أشعر إني لا أفهم شيئا مما يدور حولي ، ودخلت حجرته و.... يا إلهي ، ما هذا ، لقد أصابني هذا الموقف برعب لم أنساه طوال حياتي ، فقد كانت حجرة عادية ولكن يتدلى من سقفها حبل ملفوف في آخره على هيئة دائرة وكان تحت الحبل كرسي ، أي بالعربي مشنقة !!!!!! فقد كان هذا الشاب ينوي أن يشنق نفسه بعد ثوان لولا مجيئي!!! أي إنني لو كنت واصلت ترددي لدقيقة واحدة لكنت قد وجدته جثة هامدة. جلست معه في الصالون ، لأنني لم أستطع أن أجلس معه في حجرة الإعدام وتحدثنا كثيرا جدا حتى الصباح وعرفت منه أنه شاب فشل في جميع المجالات ، سواء في حياته الروحية أو الدراسية أو العائلية ، تحدثت معه كثيرا عن محبة ربنا لنا مهما كانت خطايانا وأن حضنه مفتوح دائما لنا ، ومهما أحاطت بنا المشاكل فليس لنا سواه. قال لي الشاب : أتعرف ما الذي جعلني أسمعك ، فأنا لا أقبل أن يحدثني أحد في الدين ، لكن شيئا واحدا جعل قلبي مفتوح لكلامك ، أنا أعتقد أنه لا يوجد من يحبني على الإطلاق ، لا من أصدقائي ولا من أهلي ولهم الحق في ذلك ، فأنا شرير حقود وقد فعلت معظم الخطايا التي تتخيلها ، لكني تعجبت جدا أن الله يحبني رغم كل شروري وآثامي ، فهو الذي أرسلك لي في هذه اللحظة الحاسمة ، إني تأكدت الآن من حقيقة واحدة أن الله يحبني. وعندما أشرقت الشمس من جديد ، كنا معا نذهب للكنيسة حيث جلس عند قدمي أب اعترافه وتاب توبة بدموع وانتهت القصة بعد أن تعلمت درسا لن أنساه ، فالله لا يترك الخروف الضال أبدا ويبحث عنه دائما بكل الطرق.
الذى لا يشاء موت الخاطى مثلما يرجع ويحيا

2008-11-18

هأنــذا قـد جعلـت أمــامـك بـابـاً مفتـوحـاً


قراءت عن حديقة زهور تتميز بجمال وروعة ازهارها بدرجه فائقه كما انها نادرة الوجود.. ولذلك كان صاحب الحديقه يسمح بفتره معينه لهواة الزهور لزيارتها وتفقد تلك الحديقه.. وكان يحيط بها سور ضخم يحميها من اللصوص..وذات يوم جاء احد هواة الزهور ووقف خارج باب الحديقه يتمتع من خلال الباب الحديدى بروئية الزهور العجيبه التى قلما يرى الانسان مثلها.. وبعد فتره من الزمن جاء حارس الحديقه وامسك بالباب فساله ذلك الشخص الواقف خارجا:هل جئت لتفتح الحديقه فيمكننى الدخول.. فاجاب الرجل :لا بل جئت لاغلقها.. فلقد كان الباب مفتوحا طوال الساعات الماضيه ولو كنت دفعته باحد اصابعك لانفتح امامك.. فحزن الرجل جدا على فرصه عظيمه كانت امامه وفى يده وهوا اضاعها لعدم معرفته بامر الباب المفتوح

صديقى:بلا شك هناك امورا كثيره نتطلع اليها ولا نستطيع تحقيقها..حيث نقف خارجا..ومع كثرة الابواب المغلقه على الارض نظن ان كل الابواب مغلقه.. ولكن هذا خطاء يا عزيزى .. فهناك باب مفتوح ف السماء" رؤ1:4 .. هذا الباب المفتوح يعطى رجاء لكل نفس متعبه ومتضايقه ويحاربها عدو الخير بقطع رجاءها.. ولكن ما اجمل ان يستمع الانسان وسط ضيقته لصوت الرب ياخذ بيده قائلا: هانذا قد جعلت امامك بابا مفتوحا ولا يستطيع احد ان يغلقه رؤ8:3 ان الباب المفتوح فى السماء لمن يعرف ذلك يجعل الانسان يرى الامور المظلمه هنا من خلال وجهة نظر السماء.. وحينئذ سيراها مشرقه لا مظلمه ما اجمل قول احد الحكماءان السحب ليست قاتمه الا لمن ينظر اليها من اسفل..اما الذى يحلق فوقها بالطائره وينظر اليها من اعلى فلن يرى الا سحبا بيضاء.. كذلك ظروفنا السيئه لو نظرنا اليها من اعلىهذا الباب المفتوح ف السماء راه يوحنا وهو فى ضيقته منفيا فى جزيرة بطمس: رؤ 9:1فتعزى تعزيه كبيره مما يعطى رجاء وتعزيه وتشجيعا لكل من يجتاز تجربه فى عمله او خدمته..فى صحته او فى بيته.. الخ فمثلا قد يعاديك انسانا يطلب ايذائك بكل الطرق. انظر ايها الحبيب لشخص داود تجد فيه ذلك الباب المفتوح فى السماء.. ففى قصة معاداة شاول الملك له كُل الرجاءلمن يُعادى ويُطارد من غيره.. فلقد بدت الابواب الارضيه كلها مغلقه امام داود.. فمن سلطان شاول وقسوته الى كراهيته وتتبعه له بكل الحيل والطرق.. ولكن ماذا يفعل شاول ان فتحت السماء بابا لداود ليعيش حتى يتوج ملكا وتتحقق فيه مشيئه الرب..ثم من معاداة شاول الى خيانة ابشالوم.. هذا وذاك وغيرهم كثيرون وكثيرون حتى قال داود"يارب لماذا كثر الذين يحزنوننى.كثيرون قاموا على .كثيرون يقولون لنفسى ليس له خلاص بالهه"مز 3 .. بل وصل به الامر ان قال" اكثر من شعر راسى الذين يبغضوننى بلا سبب مز 4:69لقد ذهب كل اعداءه وبقى هو يمجد الله الذى جعل امامه بابا مفتوحا فى السماء لانقاذه.. وهو يشبهه باب ارميا النبى الذى قيل له" يحاربونك ولا يقدرون عليك لانى انا معك يقول الرب لانقذك" ار 19:1ولكن لعل اعجب من هذا وذاك ذلك الباب المفتوح ليعقوب الذى وضع عيسو فى قلبه ان يقتله فقال "اقوم واقتل يعقوب اخى " تك 41:27ولكن الله طمان يعقوب بواسطة حلم السلم على انقاذهفانظر ماذا قال الكتاب"ركض عيسو للقائه وعانقه ووقع على عنقه وقبله وبكيا"تك 4:33عجيبه حقا حلول الرب وابوابه التى يفتحها امام اولاده.. نعم فالكتاب يقول:"اذا ارضت الرب طرق انسان جعل حتى اعداءه يسالمونه" ام7:16

2008-11-17

وفــــاء حيـــــوان


كان أندروكليس ينطلق بأقصى سرعة، بينما قدماه تؤلمانه، حينما وصل إلى الغابة، حيث لم يجد غيرها مكاناً آمناً. هنا يستطيع أن يعيش، باحثاً عن الأعشاب وثمار الشجر، متحاشياً الحيوانات المفترسة. ولم يكن أمامه سوى اختيارات قليلة؛ لأنه كان من الممكن لو لم يهرب إلى هذه الغابة، أن يُحكَم عليه بالإعدام باعتباره عبداً هارباً، هذا إذا أُلقي القبض عليه. ولم يكن يتصوَّر ما الذي سيحدث وهو يعيش في رعب من اكتشاف أمره. وكلما سقط كوز صنوبر على الطريق المليء بالطحالب تحت رجليه، كان يقفز فَزِعاً، ملتفتاً برأسه حوله بعينين متسعتين لعلَّه يرى جنوداً. كان يحتاج إلى المأوى، لأن المطر كان ينزل مدراراً والعتمة على وشك أن تغطي أرجاء الغابة. ومن خلال الأشجار رأى فتحة في الصخور. فإذ ظن أنها متسعة لدرجة أن ينام في داخلها ولو ليلة واحدة، غيَّر اتجاهه نحو الفتحة.وفجأة توقَّف. فعلى يمين الفتحة كان هناك أسد رابض، وتحركت في أندروكليس غريزة الخوف، فأخذ يجري، مُصلِّياً إلى الله أن يكون الأسد شبعاناً فلا يُصيبه منه أذىً.وإذ لم يسمع أي صوت عن تعقُّب الأسد له، أبطأ من جريه قليلاً، ثم توقَّف. وإذ نظر خلفه، رأى أن الأسد لم يُطارده. وفي الحقيقة، كانت الحركة الوحيدة التي عملها الأسد، أنه أدار رأسه نحو أندروكليس، الذي تفكَّر في أنه ربما يكون متألِّماً.وببطء عاد أدراجه، فلقد كان الأسد متألِّماً فعلاً. وبدأ أندروكليس يتكلَّم معه بلطف، مربِّتاً على عُرف الأسد وظهره، باحثاً برقَّة عن مصدر الألم. وأخيراً، وجده: إنه جُرح غائر في قدم الأسد الخلفية، كان ينزف لبعض الوقت دون بادرة لتوقُّفه. ومزَّق أندروكليس قطعة قماش من ذيل ثوبه، وأخذ يُنظِّف الجرح. واقشعر الأسد وتأوَّه، ثم نام.وفي هذا الحين تلبَّدت الغيوم وأمطرت. وحبا أندروكليس داخلاً إلى الكهف، وللحال استغرق في النوم. فقد جرى مسافة طويلة من المدينة وأنهكه التعب. ولكنه بعد دقائق، استيقظ، إذ أن الأسد بدوره قد زحف داخلاً إلى الكهف ونام بجانبه، وكان يجرُّ قدمه، ويُصدر أنيناً متحشرجاً.كان الكهف متسعاً من الداخل، وعاش الرجل والوحش معاً لعدة أسابيع. وعثر أندروكليس على نبع ماء صافٍ ليس بعيداً عن المكان. وكان الاثنان يصطادان ويجمعان طعاماً، كل واحد حسب ما يحتاجه.وفي يومٍ ما، وبينما أندروكليس يصب الماء من النبع، إذا بيد خشنة تُطبق على عنقه من الخلف!- "إياك أن تتحرك"!صاح صوت كأنه من رجل مشاغب يأمره:- "أنت تعلم أن هناك مكافأة لِمَن يأتي بعبد هارب حيّاً. والآن قُمْ ببطء".وبينما كان أندروكليس عائداً مع الجنود إلى المدينة، كان يُفكِّر في رفيقه الأسد، بعد أن تيقَّن أنه لن يُقابله فيما بعد. وأخذوا أندروكليس ليَمثُل أمام الإمبراطور في قاعة المحكمة، وهناك حُكِمَ عليه بالموت. وأتى به الجنود إلى زنزانة حجرية تحت الساحة محجوزاً ليوم الإعدام.وأخيراً، أتى اليوم، واقتادوه إلى ساحة الإعدام. وكانت الجموع تحيط بالساحة ممتلئين من الحقد. لكنهم بدأوا يُهلِّلون كالرعد حينما أُطلق أسد من عقاله، إنه أسد لم يُطعموه لأيام عدة، وكان الجنود قد لكزوه وزغدوه ليُستثار غضباً. وبدأ الأسد يزأر حينما رأى الرجل، ومدَّ رأسه متجهاً إلى فريسته.وتيقَّن أندروكليس أنه لن يصمد ولا إلى لحظة واحدة. وخارت عضلاته عن الصراع مترقِّباً الإحساس بالألم.وكان يُفكِّر في الظروف العكسية حينما تصادق في الغابة مع أسد كان متألِّماً، وليس مثل هذا الأسد الذي لكزوه وزغدوه ليستثيروه عليه.وأغمض أندروكليس عينيه، منتظراً أن يُلقِي الوحش بكل ثقله عليه، ليُكيل له الضربة الأولى القاضية ولكن بدلاً من الألم المتوقع، إذا به يحس بلسان الأسد يمسح وجهه، ما جعله يقع على الأرض. وفتح أندروكليس عينيه، وإذا به وجهاً لوجه مع صديق الغابة القديم. وبدلاً من انقضاض الأسد عليه ليفترسه - حتى بعد أيام من الجوع والتعذيب - كان الأسد رقيقاً مع الرجل الذي عالجه من قبل، إذ أخذ يتمسح في الرجل وكأن الأسد كلب أليف.وساد الصمت على الجموع، وذُهل الإمبراطور. ودعا أندروكليس إليه، فسرد له أندروكليس قصته مع الأسد.وبعد سماع الإمبراطور قصة أندروكليس مع الأسد، منح صك الحرية لكليهما: أندروكليس والأسد، قائلاً:- "إن مثل هذه الرحمة المُذهلة، والاعتراف بالفضل، بين الأعداء (الإنسان والوحش) لجديرة بأن نُكافئها حسناً".وكان العبد المُحرَّر مسيحياً هارباً من وجه الاضطهاد

قصـة إيفان أكسينوف - 3


وعاد السجين يسأل: وما هي هذه الخطايا؟ واكتفى أكسينوف بقوله: حسناً. لابد وأني كنتُ أستحق ذلك. وأَبَى أن يزيد على ذلك حرفاً واحداً، ولكن رفاقه تكفَّلوا بالكلام بدلاً عنه. فأخبروا السجين الوافد بتفاصيل الأحداث التي أدَّت إلى هذا المصير الحزين: قَتَلَ أحد المجرمين تاجراً، ووضع السكين وسط أمتعة أكسينوف، فصدر عليه هذا الحُكْم الرهيب. وعندما سمع مكاري سيمنتش كل هذا، أطال النظر إلى أكسينوف، وربت بيده على ركبتيه، وقال له في دهشة: حقاً! إن هذا الأمر عجيب وغريب! كم بلغت من العمر الآن أيها الشيخ؟وبدأ الزملاء يسألونه عمَّا أدهشه في قصة أكسينوف، ومع أن سيمنتش لم يُحِر جواباً عن ذلك، إلاَّ أنه لم ينفك عن ترديد هذه العبارة: إنه لأمر غريب حقاً، أن نتلاقى - يا أولادي - في هذا المكان.وتحركت كوامن الأشجان عند أكسينوف، وأخذ يسأل نفسه عمَّا إذا كان هذا الرجل يعرف القاتل الحقيقي. ولهذا بادره بقوله:- سيمنتش، ربما قد سمعت شيئاً عن هذا الموضوع، أو لعلك رأيتني من قبل؟- وكيف لا أسمع؟ لقد امتلأت الدنيا بالشائعات، ولكن هذا حدث منذ زمن طويل، وقد نسيت ما سمعت.- لعلك سمعت عمَّن قتل التاجر؟! وضحك مكاري سيمنتش وهو يقول: لا شك أن القاتل هو الذي ضبطوا السكين في حقائبه! لو كان هناك آخر خبَّأ السكين هناك، على رأي المثل، ليس هناك لص إلاَّ ويُقبض عليه. كيف يمكن لإنسان أن يضع سكيناً في حقيبتك، مع أنها موضوعة تحت رأسك؟ مثل هذا العمل كان لابد أن يوقظك.ولم تَفُت أكسينوف كلمات السجين، وأيقن في نفسه أنه هو القاتل. كيف عرف أن القاتل خبَّأ السكين في حقيبته؟! ومن أين يعلم أن الحقيبة كانت تحت رأسه؟! ثم نهض وانتحى بعيداً، يطلب الهدوء والعزاء في الصلاة.في هذه الليلة، لم يغمض له جفن. فقد شعر بالتعاسة تُخيِّم عليه، وتراءت أمام عينيه الصور والذكريات والأوهام. تذكَّر صورة زوجته وهو يودِّعها عندما همَّ بفراقها إلى السوق، تمثَّلها أمام عينيه حية بلحمها وعظمها، رأى وجهها وعيناها شاخصتان إليه، سمعها تتكلَّم وتضحك. ورأى أطفاله، ما زالوا صغاراً تماماً، أحدهم يتدثر بردائه، والآخر يسند رأسه الصغير إلى صدر أُمه، ثم تذكَّر نفسه في غابر الأيام، مرحاً طروباً. تذكَّر كيف جلس في مدخل الحانة يعزف على قيثارته سعيداً خالياً من الهموم، ثم أُلقي القبض عليه، ورأى المكان الذي جُلِد فيه، والجلاَّد يحيط به المتفرجون. القيود والأصفاد والمساجين، عبرت أمام عينيه السنوات الست والعشرون التي قضاها في السجن، والشيبة التي كلَّلت هامته قبل الأوان. عندما تذكَّر كل هذا، أحسَّ بكأس الشقاء تفيض تعاسة على كيانه كله، حتى استبدَّت به رغبة إلى التخلُّص من الحياة!ثم عاد يُفكِّر كيف كان هذا الوغد هو السبب في كل ما حلَّ به من شقاء وأحزان. وغَلِي الغضب في صدره على مكاري سيمنتش، واجتاحت قلبه رغبة عارمة في الانتقام، حتى ولو أدَّى ذلك إلى القضاء عليه.وعاد من جديد يُردِّد الأدعية والصلوات طوال الليل، ولكنه لم يستطع أن يردَّ السلام إلى قلبه العاصف. وعندما بدأ النهار، لم يقترب إطلاقاً من مكاري، بل لقد تحاشى النظر إليه أيضاً.ومضى أسبوعـان على هذا المنوال، لم يستطع خلالهما أكسينوف أن يذوق طعم النوم خلال ليالي القلق الطويلة. ولم يُبارحه ذلك الشعور الماضي بـالمرارة والتعاسة، تتنازع نفسه نوازع مختلفة حتى بـدا له أنه لا يعرف ماذا يفعل.وفي إحدى الليالي، بينما كان أكسينوف يجول حول السجن، استرعى التفاته أن بعض التراب يتدحرج خارجاً من تحت أحد الألواح التي يرقد عليها المساجين، فتوقَّف قليلاً حتى يستجلي حقيقة الأمر. وفوجئ بمكاري سيمنتش يبرز من تحت اللوح الخشبي، ونظر هذا إلى أكسينوف، وقد ارتسمت على وجهه علامات الرهبة والخوف.وحاول أكسينوف أن يمضي في طريقه دون النظر إليه، ولكن مكاري، أسرع إليه وأمسك بيده وهو يعترف أنه حفر حفرة تحت جدار السجن، وأنه يتخلَّص من التراب الذي يحفره بإخفائه داخل حذائه الطويل، ثم يُلقيه كل يوم في الطريق الذي يقتادون فيه المساجين إلى عملهم، ثم ختم اعترافه قائلاً:- كل ما أرجوه، أيها العجوز، أن تكتم هذا السر، فتهرب معي أيضاً. أما إذا راح لسانك يهذي بما رأيتَ، فأنت تعرف العقاب الذي يحل بمَن يرتكب مثل هذه الجناية: الجلد حتى يُفارق السجين الحياة. إذا حدث هذا فلابد أن أقتلك أولاً!وسَرَت في عروق أكسينوف موجة من الغضب، وهو ينظر إلى عدوه، ولكنه نَفَضَ يده بعيداً عنه وهو يقول:- لم تَعُد بي أدنى رغبة في الهرب، وليس بك حاجة أن تقتلني، لقد فعلتَ ذلك منذ زمن بعيد. أما عن سرِّك، فقد أفشيه أو لا أفشيه، كما يوجِّهني الله.وعندما اقتيد المساجين إلى العمل في اليوم التالي، لاحَظ الحرَّاس أن أحدهم يُلقي بعض التراب من حذائه. وفي الحال بدأ تفتيش السجن تفتيشاً دقيقاً. وسرعان ما اكتشفوا الحفرة، وأتى مأمور السجن، وأشرف على التحقيق مع جميع النزلاء بحثاً عن الجاني. وأنكر الجميع علمهم بأي شيء، والذين منهم كانوا يعرفون الحقيقة لم يفصحوا عنها، لأنهم يعرفون العقاب الرهيب الذي يحل بمكاري: الجلد المؤلم حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة.وفي محاولة أخيرة لمعرفة الحقيقة، التفت المأمور إلى أكسينوف - الذي كان موضع ثقة الجميع لأمانته - وقال له: إنك رجل عجوز صادق. قُل لي أمام الله: مَن حفر هذه الحفرة؟كان مكاري سيمنتش منتصب القامة، كما لو كان الأمر لا يعنيه إطلاقاً، عيناه لا تُفارقان وجه المأمور، لا تبدر منه بادرة تدل على الاهتمام بالموضوع، حتى أنه لم يلتفت كثيراً نحو أكسينوف.مضت فترة ليست بالقصيرة، لم يستطع أكسينوف خلالها أن ينطق بحرف واحد. كان يفكر: لماذا أتستر على هذا الشقي الذي حطَّم حياتي؟ دَعْه يدفع الثمن الذي يستحقه إزاء ما قاسيته أنا، ولكن لو تكلَّمت، سيُجلد حتى الموت، ومَن يدري فقد تكون ظنوني غير صحيحة، ثم ما الفائدة التي تعود عليَّ من موته؟ وعاد المأمور يسأل: حسناً، تكلَّم يا شيخ، وقُل الصدق: مَن الذي حفر تحت الجدار؟ونظر أكسينوف إلى مكاري سيمنتش، ثم أجاب:- لا أستطيع أن أتكلَّم، يا سيدي، إن الله لا يريدني أن أبوح بشيء، افعل بي ما شئت، هأنذا بين يديك.وحاول المأمور أن يستدرجه إلى الاعتراف، ولكنه أَبَى أن يزيد حرفاً واحداً عمَّا قال، ولهذا تقرر حِفظ الموضوع.في تلك الليلة، بينما كان أكسينوف راقداً في فراشه كالمعتاد، وقد بدأت تأخذه سِنة من النوم، لمح في طيات الظلام شبحاً يتقدَّم نحوه في حذر وهدوء، حتى وصل إلى فراشه وجلس إلى جواره، وحملق أكسينوف في هذا الشبح.وعرف فيه شخص مكاري، فابتدره في صوت أجش: ماذا تريد مني بعد كل هذا الذي فعلته، لماذا أتيتَ هنا؟ولم يتكلَّم مكاري، وأخلد إلى الصمت، وخيَّم عليهما سكون قاتل تعلَّقت فيه الأنفاس. ولكن أكسينوف قطع هذا الصمت قائلاً: ماذا تريد؟ اذهب عني وإلاَّ دعوت الحرَّاس! وانحنى مكاري سيمنتش، واقترب بوجهه من أكسينوف، ثم همس بصوت تقطعه حشرجة مخيفة: إيفان ديمتريش، سامحني واصفح عني!- عن أي شيء؟- أنا الذي قتل التاجر، وأخفى السكين في أمتعتك. كنتُ على وشك أن أقتلك أنت أيضاً لولا أني سمعت ضجيجاً في الخارج، فأخفيتُ السكين في حقيبتك، ثم هربت من النافذة.وصمت أكسينوف، ولم يعرف ماذا يقول. أما مكاري فقد انزلق من حافة الفراش، وركع على الأرض وهو يتشبث بثياب أكسينوف قائلاً:- إيفان ديمتريش، سامحني، اغفر لي من أجل محبة المسيح. سأعترف بجُرمي ويُطلقون سراحك وتعود إلى بيتك.- سهل عليك أن تتكلَّم، أما الألم والمعاناة فقد قاسيتهما هذه الست والعشرين سنة، والآن أين يمكن أن أذهب؟ زوجتي ماتت، وأطفالي نسوني، وأصبحت غريبـاً عليهم. ولا أريـد أن أكون لهم عـاراً. يـا صديقي ليس لي مكان أذهب إليه.ولم ينهض مكاري، بل ضرب رأسه على الأرض، ينتحب ويقول: إيفان ديمتريش، سامحنى. إن الجلد بالسياط أهون بكثير من النظر إليك. رغم خطيتي أشفقت عليَّ ولم تَبُح بجُرمي. من أجل خاطر المسيح سامحني أنا الشقي. ثم بدأ يجهش بالبكاء.ولما سمع أكسينوف بكاءه، لم يستطع أن يُقاوم رغبته في البكاء، فأجاب مكاري بصوت تُبلِّله الدموع السخينة، وتقطعه الزفرات:- الله يسامحك. مَن يدري فربما كنتُ أكثر منك شرّاً.وبعد تلك الكلمات أحس قلبه يخفق بالسلام والهدوء، وزايلته تلك الرغبة التي اضطرمت في صدره شوقاً إلى أسرته وبيته. ولم تَعُد به رغبة إلى مفارقة السجن أو نزلائه، فقد أحبهم وأحبوه. كان ينتظر فقط ساعة الرحيل.+++ ورغم كل محاولات أكسينوف لكي يثني مكاري عن عزمه في الاعتراف بجريمته، فإن هذا الأخير أصر على عزمه، واعترف فعلاً بجريمته، وسارت إجراءات العفو عن أكسينوف السجين في مجراها. وأخيراً، صدر قرار الإفراج عنه، وتردَّد صداه بالفرح بين النزلاء جميعاً وذهبوا لكي يُقبِّلوه ويُهنئوه، ووجدوه راقداً في فراشه بسلام. إذ أنه كان قد مات منذ لحظات!! +

قصة إيفان أكسينـوف -2


كانت زوجته في يأس مُطبق، وانتابتها الحيرة، لا تعلم أيهما تُصدِّق! كان أطفالها ما زالوا في طور الطفولة المبكِّر، وأحدهم كان رضيعاً. أخذتهم جميعاً، ويممت وجهها شطر المدينة، حيث كان زوجها خلف أسوار السجن. في بادئ الأمر، لم يُسمح لها برؤيته، ولكنها - بعد توسُّل وإلحاح - حصلت على إذن من السلطات المختصة، فدخلت لزيارته. وما كادت ترى زوجها في ملابس السجن القاتمة، يرسف في الأغلال والسلاسل، سجيناً بين اللصوص والمجرمين، حتى غامت عيناها، وسقطت - من هول الصدمة - على الأرض مُغشياً عليها، ولم تسترد وعيها قبل فوات وقت طويل.ولما أفاقت، جذبت أطفالها إليها، وجلست بالقرب من زوجها، تحدِّثه عما يجري في بيتها، وتسأله عمَّا حدث له. فأخبرها بكل شيء، لم يترك شاردة أو واردة إلاَّ رواها. ثم سألته زوجته: "وماذا يمكننا أن نفعل الآن"؟ وأجابها قائلاً: "يجب أن نرفع إلى القيصر التماساً، حتى لا يسمح بالقضاء على رجل بريء".ولكن زوجته أخبرته أنها قدَّمت هذا الالتماس بالفعل، ولكن مصيره كان الرفض، وطأطأ أكسينوف رأسه ولم يُحِر جواباً، وأطال النظر إلى الأرض.وعادت زوجته تقول:- "ألم أقل لك؟! لم يكن ذلك الحلم عبثاً أو أضغاث أحلام. لقد رأيت الشيب يُكلِّل رأسك. أَلاَ تذكر؟ كان يجب ألاَّ تخرج في ذلك اليوم المشئوم".ثم مرَّت برفق على رأسه وهي تقول:- "حبيبي فانيا، قُل لزوجتك الحقيقة، هل أنت حقاً الذي فعلت هذا الأمر"؟فأجابها:- "حتى أنتِ أيضاً تشكِّين فيَّ"؟!وعند ذلك أقبل أحد الحرَّاس، وفي فظاظة وغلظة، أعلن لهم أن موعد الزيارة قد انتهى، فودَّع أكسينوف أسرته، لآخر مرة.وعندما غابوا عن عينيه، أخذ يسترجع كل ما دار من أحاديث. وعندما تذكَّر أنَّ حتى زوجته قد راودها الشك في أمره، قال لنفسه: "يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يعرف الحقيقة إلاَّ الله وحده. له وحده أرفع شكواي، ومنه وحده أنتظر الرحمة".وبعد ذلك عزف أكسينوف عن كتابة الالتماسات، وفَقَدَ الأمل تماماً. ولم يجد أمامه طريقاً لراحة النفس سوى الصلاة والتضرُّع لله.وأخيراً، صدر عليه الحُكْم بالجلد والنفي إلى المناجم. وبعد أن تمَّ جلده بالسياط، والتأمت الجروح التي نجمت عنها؛ اقتادوه مع غيره من المحكوم عليهم بالسجن إلى سيبيريا.وقضى هناك ستاً وعشرين سنة، واستحال شعره أبيض كالثلج، ونمت لحيته واستطالت وغزاها المشيب. وتسللت من قلبه روح المرح، فتقوس ظهره وانحنى، واعتاد أن يمشي في بطء وتثاقل. لا يتكلَّم إلاَّ في القليل النادر. ولم ترتسم على شفتيه ابتسامة قط، ولكنه انصرف في أكثر الأحيان إلى عزائه الوحيد: الصلاة.وتعلَّم أكسينوف في السجن صناعة الأحذية، واستطاع بها أن يكسب القليل من المال، اشترى به كتاب "سِيَر القديسين"، وداوم المطالعة في هذا الكتاب، كلما سمح الضوء بذلك في السجن المُعتم. وفي أيام الآحاد كان يحث خُطاه إلى كنيسة السجن، حيث يقرأ الرسائل، ويشترك في إنشاد الألحان الكنسية بصوت رخيم، فقد كان صوته ما زال محتفظاً بجماله.وأُعجبت سلطات السجن بأكسينوف، بسبب وداعته. كما احترمه زملاؤه المساجين وأحبوه حتى أطلقوا عليه "الجد" تارة، ولقب "القديس" تارة أخرى. وكلما أرادوا أن يطلبوا شيئاً لأنفسهم من المسئولين، كان أكسينوف هو مندوبهم المتحدث باسمهم. وإذا حدث خلاف بينهم، أو نشب عِراك، كان يلجأ المختصمون إليه حتى يفصل في منازعاتهم، ويردُّ المياه إلى مجاريها.وانقطعت أخبار الأسرة تماماً عن أكسينوف، ولم يعرف حتى إذا كانت زوجته وأولاده على قيد الحياة، أم عبثت بهم أيدي الزمن وصل إلى السجن فريق جديد من المحكوم عليهم. وعندما حلَّ المساء، اجتمع المساجين القدامى مع زملائهم الجُدُد، يتعرَّفون عليهم، ويسألونهم عن المدن والقرى التي أتوا منها، والجرائم التي اقترفوها وحُكِم عليهم بسببها. وفي وسط هذه الجماعة، جلس أكسينوف على مقربة من النزلاء الجُدُد، ينصت إليهم، بينما أخلد هو إلى الصمت ونكَّس رأسه. وبين هؤلاء الضيوف، كان أحدهم طويل القامة، قوي البنية، وإن كان قد تخطَّى الستين من العمر، وقد نمت في وجهه لحية قصيرة حليقة قد غمرها الشعر الأبيض. أخذ هذا النزيل يتحدث إلى الآخرين عمَّا ارتكبت يداه، وأدَّى إلى القبض عليه.- حسناً، أيها الأصدقاء، كل ما فعلتُ أني أخذتُ حصاناً قد رُبط إلى عربته، فقُبض عليَّ، واتُّهمتُ بالسرقة. قلتُ لهم إني أخذتُ الحصان، لأني كنتُ في حاجة إلى الوصول إلى بيتي بأقصى سرعة، وكان في نيَّتي أن أُطلقه حتى يعود إلى صاحبه مرة أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان سائق العربة صديقاً لي، وهذا يؤكِّد أن كل شيء على ما يرام، وليس في الأمر جريمة ما. ولكنهم عزفوا عن سماع أقوالي، وأصروا أني سارق ولص مع أنهم فشلوا في الاستدلال على كيفية السرقة ومكانها. ومع ذلك، فالحقيقة أني قد أتيتُ هنا بعدل. لقد ارتكبتُ في يومٍ من الأيام ذنباً لم يكتشفه أحد، ولكن كان يجب أن أكون هنا منذ وقتٍ طويل. أما الآن فقد اقتادوني إلى هنا بلا ذنب ولا جريرة - ثم نَدَتْ عن صدره زفرة عميقة وهو يقول - إيه!! إنكم تحبون الأكاذيب التي أرويها لكم. في الواقع قد جئتُ إلى سيبيريا من قبل، ولكني لم أمكث طويلاً.ورفع أحدهم صوته متسائلاً: مِن أي بلد أنت؟واتجه بنظره نحو السائل وهو يقول: من فلاديمير. أسرتي منها، واسمي مكاري ويدعونني أيضا "سيمنتش". وما كاد أكسينوف يسمع اسم مدينته، حتى رفع رأسه، ووجَّه الحديث إلى السجين الجديد: قُل لي يا سيمنتش، هل تعرف شيئاً عن أحد التجار في فلاديمير، يُدعى أكسينوف؟ وهل هناك أحد من أسرته على قيد الحياة؟ - طبعاً أعرفهم. إن عائلة أكسينوف من الأثرياء، وإن كان أبوهم قد قُضِي عليه بالسجن في سيبيريا. يبدو أنه خاطئ مثلنا تماماً! وأنت أيها الكهل العجوز، ما الذي أتى بك إلى هنا؟ولما كان أكسينوف لا يستهويه الحديث عن نكبته، فقد آثر عدم الاستطراد في الكلام، فاكتفى بالتنهُّد وهو يقول: من أجل آثامي وخطاياي، قضيتُ حتى الآن ستاً وعشرين سنة في السجن.

قصة إيفـان أكسينـوف - 1


إيفان ديمتريش أكسينوف، تاجرٌ في ريعان الشباب، يتمتع بثروة طيبة لأنه يمتلك منزلاً، فضلاً عن تجارته الواسعة التي يُديرها في محلين من المحلات التجارية التي تزهو بها مدينة فلاديمير. كان أكسينوف يتميز بجمال الطلعة، فقسمات وجهه تروق للعيون، وشعره المجعد يميل إلى الصُّفرة، يكتسب قلوب الآخرين لِمَا يتصف به من حب المرح فضلاً عن شغفه بالغناء. في أيام شبابه الأولى اعتاد الشراب، وتحت تأثير الخمر كان يثير الضجيج والصخب. وساعده على إدمان الخمر أن المال كان يجري بين يديه كثيراً وفيراً، إلاَّ أنه بعد الزواج أقلع عن معاقرة الخمر إلاَّ في فترات متباعدة.في أحد أيام الصيف، عقد أكسينوف عزمه على التوجُّه إلى سوق نيزني، وأخذ يودِّع أسرته استعداداً للرحيل، ولكن زوجته استمهلته بيدها وهي تقول: "إيفان ديمتريش، أرجو أن تستمع لي، دعك اليوم من الذهاب إلى هذا السوق. يمكنك أن تؤجِّل ذلك إلى يومٍ آخر". ثم نظرت في عينيه التي ارتسم عليهما التساؤل، واستطردت تقول: "لقد رأيتُ حلماً عنك، إنه حلم مُقبض".ولكن أكسينوف أجابها بمرحه المعهود، وفكاهته التي لا تُفارقه: "ها ها، أنت خائفة لئلا تزوغ عيناي في السوق، أو أرتكب بعض الحماقات. اطمئني، يا عزيزتي، لن أنحرف عن جادة الصواب".ولكن زوجته عادت في نبرات جادة تقول: "لا أعلم بالضبط ما سر هذا الخوف؟ كل ما أعلمه أن الضيق يملأ قلبي بسبب هذا الحلم. لقد رأيتك عائداً من المدينة، ولكنك عندما خلعت قلنسوتك، رأيت شعرك وقد خطَّه المشيب".وعاد أكسينوف يضحك، ويُعاتبها قائلاً: "إن هذه علامة الحظ السعيد. سوف أبيع كل ما عندي من البضائع، وأُحضِر لك بعض الهدايا من السوق".ثم أسرع يُقبِّل أطفاله، ومضى في طريقه. وبعد أن قطع مسافة ليست بقليلة، وقارب منتصف الطريق، التقى بأحد التجار من أصدقائه، ولم يُخْفِ عنه سروره برؤياه. وسارا سويّاً حتى بلغا أحد الفنادق، واعتزما أن يقضيا ليلتهما فيه. وبعد أن تناولا أقداح الشاي، ذهبا للنوم في حجرتين متلاصقتين.لم يكن من عادة أكسينوف أن يتأخر في النوم، لا سيما إذا كان على سفر، لأنه يُفضل الرحيل باكراً، حتى يستقبل هواء الفجر العليل البارد وهو يهب رقيقاً على الكون. ولهذا فقد استيقظ قبل الفجر بقليل، وأيقظ سائق عربته، وأمره بربط الجياد إلى العربة، ثم عَبَرَ الفندق واتجه إلى كوخ في مؤخرته اتخذه صاحب الفندق مقراً له، وأيقظ أكسينوف صاحب الفندق، ودفع ما عليه من حساب، ثم استأنف رحلته.وقطع ما يقرب من خمسة وعشرين ميلاً، ثم توقَّف قليلاً ريثما تنال الجياد شيئاً من الطعام في إحدى الحانات، ووجد مقعداً في مدخل الحانة جلس عليه، ثم نهض بخطوات متثاقلة لكي يأمر بكوب من الشاي. وفي هذه الأثناء، أخرج قيثارته وبدأ يُداعب أوتارها، وانسابت من بين يديه أنغام عذبة تستريح إليها النفس في هذا الهدوء الشامل.ولكن قطع هذا السكون، عربة تجرها الخيول، وتدوِّي أجراسها في أرجاء المكان. ما إن وصلت إلى الحانة، حتى وقفت وترجَّل منها ضابط يتبعه جنديان. واتجه الضابط مباشرة إلى أكسينوف، يسأله عن اسمه، وعن البلد التي أتى منها. ولم يفهم أكسينوف معنى لهذا. إلاَّ أنه أجاب أسئلة الضابط في بساطة، وختم جوابه قائلاً: "تفضل تناول معي قليلاً من الشاي". ولكن الضابط مضى يوجِّه اسئلته: "أين أمضيت الليلة السابقة؟ وهل كنت وحيداً؟ أم كان يُرافقك تاجر آخر؟ وهل رأيت هذا التاجر في الصباح؟ ولماذا تركت الفندق قبل الفجر"؟!واستبدَّت الحيرة بأكسينوف، وهو لا يجد تعليلاً لهذا التحقيق. ومع ذلك وصف للضابط كل ما حدث بالضبط. ولم يجد بُدّاً من أن يوجِّه سؤالاً للضابط لكي يفهم ما يدور حوله، فقال: "ولكن لماذا توجِّه لي كل هذه الأسئلة؟ كأنني لص أو قاطع طريق! إنني مسافر لبعض شئوني الخاصة، ولا أستطيع أن أفهم الدافع وراء هذا السيل من الأسئلة".وعند ذلك أشار الضابط إلى الجنديين اللذين يتبعاه، وهو يواصل حديثه مع أكسينوف: "إنني ضابط الشرطة في هذه المقاطعة، وأسألك هذه الأسئلة لأن التاجر الذي كنت تُصاحبه بالأمس، وُجِد قتيلاً في الفندق، وقد قُطِعَت رقبته. وعلى هذا تقتضي الإجراءات أن نفتش حقائبك".ودخل ثلاثتهم إلى الحانة، وقام الضابط ومعه الجنديان بفتح حقائب أكسينوف، وقلَّبوا محتوياتها. وفجأة صاح الضابط، وهو يُخرج سكيناً طويلاً حاداً، ويثبِّت عينيه على عيني أكسينوف: "لمَن هذا السكين"؟ ووقف أكسينوف مبهوراً، وفغر فاه عجباً ودهشة، وحملق بعينيه في السكين وهو لا يكاد يُصدِّق ما يراه. فقد كانت السكين مُلطَّخة بالدماء، والضابط يُخرجها من حقيبته. وسَرَت في أوصاله رعدة عنيفة، وأخذ منه الخوف والهلع كل مأخذ، ووقف مأخوذاً لا يقوى على النطق. وعاد الضابط يلحُّ في السؤال، وآثار الدماء واضحة: "كيف أنت"؟وفتح أكسينوف فمه يحاول الكلام، ولكن الكلمات ماتت على شفتيه، ولكنه تمتم متلعثماً: "أنا، لا أعلم، ليست ملكي"!!وعاد الضابط يُشدِّد الخناق على أكسينوف قائلاً: "في هذا الصباح وُجد التاجر في فراشه، وقد قُطِعَت رقبته. وأنت هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يرتكب هذه الجريمة البشعة. كل الدلائل توجِّه أصابع الاتهام إليك. كان البيت مقفلاً من الداخل، ولم يكن في الداخل آخر سواك. ثم هذه السكين الملوثة بالدماء وجدناها في حقيبتك ووسط أمتعتك. وهوذا وجهك وسلوكك ينمان عليك! يحسن بك ألاَّ تراوغ، وأن تعترف. كيف قتلته؟ وكم من المال سرقت منه"؟وأقسم أكسينوف أنه لم يفعل شيئاً من ذلك، وأنه لم يَرَ التاجر بعد أن تناولا الشاي معاً، وأن معه ثمانية آلاف روبل (وهي العملة الروسية)، هي ملكه الخاص. أما السكين فلا يعرف عنها شيئاً. كـان صوتـه يرتعش، وعَلاَ وجهه شحوب شديد، وارتعدت فرائصه خوفاً، كأنه هو المذنب الجاني.ولم يكن في كل ما قاله أكسينوف ما يُقنع الضابط ببراءته، وهو يرى الأدلة دامغة ضده. فأصدر أمره إلى الجنديين بإحكام الوثاق حول أكسينوف وإيداعه في العربة. وبينما كان الجنديان يربطان قدمي أكسينوف إلى بعضهما، ويقذفان به إلى داخل العربة؛ رفع أكسينوف يُمناه ورسم علامة الصليب على وجهه، وانهارت قواه، وانخرط في البكاء بصوت مرتفع.صودر ما كان معه من بضائع وأموال، وأُرسل إلى أقرب مدينة، حيث أودعوه السجن. وبدأت سلسلة من التحقيقات المضنية، تناولت أخلاقه وسلوكه في (مدينته) فلاديمير. وقد شهد زملاؤه، التجار والجيران وغيرهم من سكان المدينة، أنه اعتاد في سالف الأيام أن يشرب الخمر، وأن يُسرف في الوقت والمال. ولكنه كان رجلاً طيباً دمث الأخلاق والطباع. ولما حان وقت المحاكمة، وُجِّهت إليه تهمة قتل التاجر وسرقة عشرين ألف روبل.

لأن ألله أخـذة


جلست الأم مع طفلتها الصغيرة نانسي لتقرأ لها جزءًا من الكتاب المقدس، فقرأت العبارتين التاليتين: "فكانت كل أيام أخنوخ ثلاثمائة وخمسًا وستين سنة، وسار أخنوخ مع اللَّه ولم يوجد، لأن اللَّه أخذه" تك5 : 23 ، 24 . وكانت من عادة الأم أن تعطي الفرصة لطفلتها الصغيرة أن تعبِّر عما سمعته بأسلوبها البسيط. قالت الطفلة: "ماما... لقد عاش أخنوخ مع اللَّه،وكان اللَّه يسير معه ويتحدث معه.كانا صديقين حميمين،كل منهما يكشف للآخر أسراره.عبر يوم وأيام ثم أسابيع فشهور وسنة وهما يتحدثان معًا.عبرت سنة ثم سنة... واستمرا صديقين لمدة 365 سنة.وفي أحد الأيام إذ كان يسير أخنوخ مع اللَّه ويتحدث معه، قال أخنوخ للَّه: "إلهي العزيز... لقد صار الوقت متأخرًا هلم معي إلى بيتي نجلس معًا". قال اللَّه لأخنوخ: "لماذا يا أخنوخ...؟ لقد سرنا معًا، وكنا نتحدث طوال الـ 365 عامًا، وها نحن أقرب إلى بيتي من بيتك. لماذا لا تأتي اليوم عندي؟هلم معي إلى بيتي،فإن ملائكتي وكل خدامي السمائيين مشتاقون أن يروك يا صديقي العزيز". وافقه أخنوخ ، وذهب مع اللَّه، فلم يوجد بعد هنا على الأرض ، لأن اللَّه أخذه". طالت غربتي عليَّ يا صديقي المحبوب .متى تدعوني إلى بيتك السماوي؟! مشتاق أن استريح في أحضانك! التقي بخدامك السمائيين ، وأُوجد معك في سمواتك ، لا في هذا العالم . نعم هب لي أن أسير معك ، أتحدث معك حديث الحب الحق ، أتحدث معك في سمواتك إلى الأبد.

المحبـة لا تتفـاخـر و لا تنتفــخ


المحبة تتأنى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ
اتسم الأمير هنري بالأنانية، فكان يطلب أن ينشغل الكل به؛ ولم يكن يقبل أن يتساوى مع اخوته. عبثًا حاول والداه بكل الطـرق أن يبثّا فيه روح الحب للآخرين عِوض الأنانية. أخيرًا ظهر لهما ملاك وأخبرهما أنه يستطيع أن يُصلح من شأنه بشرط أن يأخذه معه لمدة شهر، فقبل الوالدان ذلك حمل الملاك الأمير هنري إلى قصر عظيم جدًا وسط حديقة جميلة للغاية مملوءة بالثمار الشهية والزهور العطرة وينابيع المياه العذبة. وكان بالقصر نوافذ كبيرة تطلّ على الحديقة، وبين كل نافذة وأخرى توجد مرآة. قال الملاك للأمير هنري: "هذا القصر بحديقته المتسعة هو ملك لك. تستطيع أن تتمتع بالحديقة من خلال النوافذ المتسعة، ولكن اعلم أنه كلما تطلعت في مرآة تضيق النوافذ وتكبر المرآة".وقف الأمير هنري أمام مرآة، وكان مُعجبًا بنفسه يتطلع إلى نفسه لساعاتٍ طويلة، ينتقل من مرآة إلى أخرى، وإذا بالمرايا تكبر وتمتد، بينما تضيق النوافذ وتصغر جدًا، حتى جـاء يوم اختفت النوافذ تمامًا، وتحولت كل الحوائط والنوافذ والأبواب إلى مرآة ضخمة جدًا جاع الأمير فصار يتنقل من موضع إلى آخر لعله يجد لنفسه منفذًا يخرج منه إلى الحديقة ليأكل ويشرب،وإذا به يجد القصر قد صار سجنًا لا يمكنه الخروج منه،ولا حتى النظر إلى خارجه. فهاج ومزق ثيابه غضبًا، ولكن بلا جدوى. أخيرًا سمع زقزقة عصفور، فتذكر أن في القصر عصفور في قفص. انطلق إليه وفتح باب القفص، وهو يقول في مرارة"مسكين يا عصفوري!بسبب إعجابي بذاتي صرتَ سجينًا معي في القصر!ما هو ذنبك؟ ليس لديّ طعام أو شراب أقدمه لك!" سمع هنري صوت قطرات مياه تتساقط، فوضع كأسًا حتى جمع ماءً يبلغ حوالي نصف الكأس. قال في نفسه: "بسببي صار العصفور سجينًا، هو أحق مني بهذه المياه ليشربها". ثم قدم الماء للعصفور المسكين كي يستقيالتفت هنري في جوانب الحجرات حتى وجد قطعة من تفاحة قديمة جافة، فحملها إلى عصفوره لكي يطعمه. وإذ نسي هنري ذاته وانشغل بالعصفور انفتحت النوافذ قليلاً قليلاً حتى صارت فتحتها تكفي لإخراج العصفور. أسرع الأمير إلى العصفور وحمله في رقة وحنان على يده وصار يقبِّله وهو يودّعه قائلاًلتطر أيها العصفور الصغير، ولتكن حرًا، حتى وإن بقيت بعدك سجينًا في القصر ، فإن هذا ثمرة خطأي وأنانيتي إذ اتسع قلب هنري للعصفور المسكين وأطلقه، إذا بالأبواب والنوافذ تنفتح أمامه، وينطلق هنري في حرية يذهب إلى حيث يشاء!صار هنري يصرخ متهللاً:"لقد تحررت من أنانيتي!لقد انطلقت من سجن الذات! لأحب الآخرين، فأحب نفسي كما يليق!لأهتم باخوتي، فيهتم اللَّه بيّ!

طــريق بيــن الثــلج


في مدينة أتوا بكندا إذ يحل فصل سقوط الثلج يفرح الأطفال جدًا، حيث يجدوا فرصتهم للعب معًا في الثلج، فيقيمون تماثيل من الثلج في الحدائق ويتركونها طوال فترة الشتاء، حتى متى حل الدفء تذوب.مع سقوط الثلج في بداية فصل الشتاء صارت الحديقة كلها بيضاء، وخرج ثلاثة أصدقاء يلعبون معًا. قال أحدهم، هلم ندخل في سباقٍ، فنصنع طرقًا بين الثلج بأحذيتنا، كل منا يسير على الثلج باستقامةٍ حتىالسور، لنرى من الذي يصنع طريقه مستقيمًا تمامًا.ابتعد الثلاثة عن بعضهم البعض، ثم بدأوا يسيرون ويضغطون بأحذيتهم على الثلج . فجأة وجد الأول نفسه قد انحرف تمامًا عن السور. والثاني ظن أنه قد صنع طريقًا مستقيمًا لكنه بعد أن بلغ السور تطلع إلى الطريق الذى صنعه بحذائه فوجد نفسه قد انحرف من هنا ومن هناك يمينًا ويسارًا. وأما الثالث فصنع الطريق مستقيمًا تمامًا. تساءلوا فيما بينهم لماذا لم ينجح الأول والثاني في إنشاء طريقٍ مستقيمٍ إذ صنع الأول طريقًا منحرفًا والثاني متعرجًا، بينما نجح الثالث في ذلك. وكانت إجابة الصديق الثالث: قد كنتما تتطلعان إلى أسفل وأعينكما على قدميكما لذا انحرفتما في الطريق، أما أنا فقد صوبت نظري إلى الشجرة التي أمامي على حافة السور ولم أمل بنظري يمينًا أو يسارًا، ولا إلى أسفل لذلك جاء الطريق مستقيمًا. حياتنا هي سباق بين البشر، فمن يسلك في الطريق الملوكي يبلغ إلى السماء بلا انحراف ولا تعريج وسط ثلج هذا العالم. كثير من الشباب يشتهون السلوك المستقيم لكنهم يشعرون بالعجز، ويعللون ذلك بأنهم بشر ضعفاء، عاطفيون، وأن العالم جذّاب، أو الحياة قاسية. لكن سبب الانحراف أو التعرج هو عدم تركيز عينيْ القلب على شجرة الحياة، ربنا يسوع المسيح. جيد أن نعترف بضعفاتنا، ونحذر إغراءات العالم وحيل عدو الخير، لكن يلزمنا أولاً وقبل كل شئ تركيز أنظارنا على مسيحنا. هذا هو الجانب الإيجابي الذي يسندنا في النمو الروحي عوض الانشغال بالسلبيات. إن أردنا أن نسلك باستقامة يلزمنا ألا نتطلع إلي تراب هذا العالم والوحل، كما لا نلهو بمباهجه وإغراءاته، لأنها تنحرف بنا عن الطريق الملوكي، وأيضا لا نتطلع إلى ذواتنا، بل نرفع أعيننا إلى فوق ونتطلع إلى مسيحنا فيحملنا فيه، الطريق الإلهي الملوكي الذي لا يحمل انحرافًا! يقول الرسول بولس "لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع" عب 12: 1، 2

2008-11-13

العملاق الانانى


تبدأ احداث تلك القصة حول عملاق يملك قلعة قرب البحر وكانت بها اجمل حديقة ممكن ان توصف وكان هذا العملاق في زيارة لاحد اصدقائه وعند عودته الي القلعة وجد الاطفال يلعبون فيها صرخ عليهم وطردهم ثم قام ببناء حائط حول تلك الحديقة وكتب لافته يقول فيها من يقترب من الحديقة سوف يعاقب ومرت الايام كان الاطفال يمشون حول حائط تلك الحديقة ويتذكرون كيف كانوا سعداء في الايام التي قضوها في تلك الحديقه ثم قرر الله ان يعاقب ذلك العملاق فارسل له الاعصار والبرد والثلج في تلك الحديقة طول العام لم يفهم العملاق لماذا يحدث هذا؟ فالشتاء مستمر طوال العام فبعد ما كانت تلك الحديقة خضراء وبها اكثر الورود جمالا اصبحت صحراء لونها ابيض ومرت الايام علي هذا الوضع وفي احد الايام نظر العملاق من النافذة فرأي الاولاد قد عملوا حفرة في الحائط المحيط بالحديقة والحديقة باكملها مغطاه بالثلج ماعدا الجزئ الذي يلعب فيه الاولاد فكان هذا الجزئ اخضر وتحيط به الطيور وما استرعي انتباه العملاق هو طفل قصير القامة كان يبكي لانه كان يريد ان يصعد اللي شجرة ولم يتمكن وكانت الشجرة تتمني ان يصعد اليها فكانت تبدوا مثل مائله له حيث يتمكن من الصعود ولكنه لم يستطيع فقال العملاق في نفسه اذا وضعت هذا الطفل علي الشجرة سوف يذهب الشتاء فنزل العملاق مسرعا الي الحديقة وعندما راي الاولاد العملاق يجري نحوهم هربوا خائفين منه ماعدا ذلك الطفل الذي كان يبكي لم يري العملاق فتقدم العملاق نحو هذا الطفل وحمله ووضعةعلي الشجرة فتفجر الثلج الذي عليها وانكست باللون الاخضر ونبتت اجمل الزهور ثانيه وعندها عاد الاولاد للعب مرةاخري في الحديقة ونزل الطفل القصير وقبل العملاق علي خده واحضر العملاق فأس كبير وحطم الحائط الذي حول الحديقة وقال من اليوم ستكون تلك الحديقة ملعب للاطفال ثم اخذ يبحث عن هذا الطفل الذي قبله فلم يجدة وسأل الاطفال اذا احد منهم يعرفه قالوا انهم لا يعرفوا ذلك الولد نهائيا فحزن العملاق من اجل هذا ومرت الايام وكان الاطفال ياتوا اللي الحديقة كل يوم للعب مع هذا العملاق ومرت السنين علي هذا فكبر العملاق واصبح شيخ عجوز ولم يستطيع اللعب مجددا ولكنه اكتفي بكرسي في الحديقة يجلس عليه وينظر للاولاد وهم يلعبون وفي احد الايام نظر العملاق من النافذة فوجد الطفل الذي احبه بجوار نفس الشجرة التي صعد عليها فنزل العملاق اليه مسرعا وعندما اقترب منه العملاق وجدان الطفل مجروح في يديه وقدميه وجنبه وهو ينزف فسأله العملاق من فعل هذا بك حتي يقتله العملاق فضحك الطفل وقال له هذه جروح المحبة انت سمحت لي بالعب في الحديقة الخاصة بك مرة اما انا سوف اخدك الي الحديقة الخاصة بي ابديا في السماء وعندما عاد الاطفال للعب في الحديقة وجدوا العملاق ميت تحت الشجرة ووجهه مغطي بالورد

2008-11-12

كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟


تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد ، وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة علمَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ...تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ... وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر ، رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي ... وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ ... وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي .وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ....تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة ..وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر , لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصرالجمال المادي ذاكَ المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال ,لكنْ ..هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟

2008-11-11

سامحنى أنا العمياء

ذهبت أنا وأبي وأمي إلي المصيف وبينما كان أبي يقود سيارته إذ بمقطورة كبيرة تصطدم بالسيارة ولم أدر بعدها بشيء.... ولكني أفقت وأنا أتساءل لماذا انقطع التيار الكهربائي؟ أما توجد شمعة؟ أخبرتني الممرضة أن عيناي أصبحتا ضعيفتان ولكن الحقيقة المرعبة أنني أصبحت أعمى !!! الظلام يحوطني من كل جانب .صرخت بفزع أين أمي؟ أخبروني بلطف إنها بقسم آخر بالمستشفي لأنها أصيبت بشلل شعرت أن الظلام الذي يحوطني أصبح دامسا حالكا وكأني أمسكه بيدي.وفي الصباح زارني أبي بالمستشفى وليته ما زارني , فقد كانت الصاعقة الثالثة....إذ إنه أخبرني برقة مصطنعة ما معناه أنى أصبحت شخصا عاجزا محتاجا لمن يخدمه و أن أمي مشلولة ولذا فإنه سيودعني مركز المكفوفين . وقبل أن أفيق من صدمتي كان قد تركني.ما هذا ؟ بالتأكيد إنه حلم أو كابوس!! منذ أيام كنت الابن المدلل لأبي وأمي والآن في بيت المكفوفين. لا ... لا بد أن أبى سيأتي غدا و يأخذني في حضنه إلى بيتي وإذا بصوت أمي تبكي بحرقة وهي تودعني ، عرفتها من صوتها الحنون وحضنها الدافئ ، لا تخف يا حبيبي هترجع بيتك ويسوع هينور عينيك وقلبك ، ظللت أبكي حتى وصلت بيت المكفوفين ، واستقبلتني تاسوني مريم بترحاب إلا أني لم أتكلم و لم أكل لمدة يومين.وفي يوم جاءتني تاسوني مريم وتحدثت معي حديثا لا أنساه قالت لي ربنا قال : " لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون أن تحتملوا " فلا بد إنك إنسان قوي وأنا لا أريدك أن تخدم نفسك فقط بل أننا تخدم الآخرين وتتفوق في دراستك فأنت إنسان ذكي وعندك حب للآخرين لا تضيع وقتك فعليك رسالة.كان لكلماتها أثر السحر في نفسي وأخذت أردد أنا لست عاجزا " أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" مرت السنوات و تفوقت في دراستي وساعدت كل كفيف بالمركز أن يستث مواهبه وعندما زارني والدي في أول عيد رفضت مقابلته ولكن عندما دخلت محبة الله قلبي ، طيبت جروحي ومسحت دموعي وأصبحت إنسانا قويا. لكن القصة لم تنته ، فقد اضطر المركز أن يطلب من والدي أن يضمني إلى بيته بعد أن أكمل رسالته معي ولكن المشكلة أن أمي كانت قد ماتت وأبي تزوج و أنجب ولدا وبنتا وشعرت مرة أخرى أني شخص غير مرغوب فيه وعاملتني زوجة أبي بقسوة aويكون ظلامك الدامس مثل الظهر ويقودك الرب على الدوام ( إش 10:58)

2008-11-10

كاس من اللبن


في إحدى الأيام ، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته ، قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه ، لذا قرر أن يطلب شيئاً من الطعام من أول منزل يمر عليه ، ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة ، فبدلاً من أن يطلب وجبة طعام ، طلب أن يشرب الماء .عندما شعرت الفتاة بأنه جائع ، أحضرت له كأساً من اللبن ، فشربه ببطء وسألها : كم أدين لك ؟فأجابته : " لا تدين لي بشيء … لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمناً لفعل الخير ".فقال : " أشكرك إذن من أعماق قلبي " ، وعندما غادر المنزل ، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط ، بل أن إيمانه بالله و بالإنسانية قد ازداد ، بعد أن كان يائساً ومحبطاً بعد سنوات ، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير ، مما أربك الأطباء المحليين ، فأرسلوها لمستشفى المدينة ، حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر ، وقد استدعي الدكتور هوارد كيلي للاستشارة الطبية ، و عندما سمع اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة ، لمعت عيناه بشكل غريب ، وانتفض في الحال عابراً المبنى إلى أسفل حيث غرفتها ، وهو مرتدياً الزي الطبي ، لرؤية تلك المريضة ، وعرفها بمجرد أن رآها ، فأغلق الباب عائداً إلى غرفة الأطباء ، عاقداً العزم على كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها ، و منذ ذلك اليوم أبدى اهتماماً خاصاً بحالتها.وبعد صراع طويل ، تمت المهمة على أكمل وجه ، وطلب الدكتور كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها ، فنظر إليها وكتب شيئاً في الفاتوره وأرسلها لغرفة المريضة.كانت المريضه خائفة من فتحها ، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد في ثمن هذه الفاتورة ، أخيراً… نظرت إليها ، وأثار انتباهها شيئاً مدوناً فياسفل الفاتروه، فقرأت تلك الكلمات :" مدفوعة بالكامل بكأس واحد من اللبن "التوقيع : د. هوارد كيلي“ أغرورقت عيناها بدموع الفرح ، وصلى قلبها المسرور بهذه الكلمات :" شكراً لك يا إلهي ، على فيض حبك ولطفك الغامر والممتد عبر قلوب وأيادي البشر

صديقي ولو بعد سنوات" من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط ، فالحق أقول لكم أنه لا يضيع أجره." لا تبخل بتقديم محبة دائماً للآخرين لأن" من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل ، فذلك خطية له. " يعقوب 4 :17

2008-11-08

الخــادم الذكــي

كان خادم عائداًَ في المساء يحمل كيساً مليئاً بأموال سيده وحدث أن أحد قطاع الطرق ظهر له في الظلام ومعه بندقية فإستسلم في الحال الخادم ووضع كيس النقود عند أقدام اللص دون أي مقاومة , ولكنه نظر إلى اللص في استحرام وقال له : لو أنني ذهبت إلى صاحب العمل ورويت له ما حدث لي فلن يصدقني لذلك أرجو منك أن تطلق رصاصة من بندقيتك على طرف ثوبي فاحتفظ بوظيفتي , فأطلق اللص رصاصة على ثوب الخادم , ولكن الخادم قال له أيضاً : هل تسمح بطلقة ثانية على الجانب الآخر من ثوبي حتى لا أبدو أمام سيدي أنى جبان ومتهاون قال اللص : حسناًً لا تطلب منى طلقة ثالثة فليس لدى سوى طلقتين وبعد أن أطلق اللص الرصاصة الثانية قال له الخادم في تحدى : الآن أصبحت أعزل مثلى فهات النقود وإلا صارعتك وأخذتها منك بالقوة خاف اللص وأعطاه النقود ومضى بسلام .

2008-11-07

رصاصة وصاروخ


( لماذا تحتفظ بهذا الإنجيل يا أبي ؟ إنه قديم للغاية ) قالتها ابنتي ذات الـ15 ربيعا متسائلة ومتعجبة ولم تدر إنها فجرت بسؤالها هذا ذكريات مر عليها حوالي ثلاثون عاما ، نعم ثلاثون عاما ، لم أستطع الرد عليها وأنا أتذكر هذه الذكريات ، فهناك مواقف تحدث في حياة الإنسان لا يمكن أن ينساها مهما طالت حياته ، وهناك أحداث تحدث في حياة الإنسان تجعله يدرك إنه ليس سوى ذرة في هذا الكون الذي يدبره الله صانع المعجزات و... كلا يجب أن تستمعوا للقصة من الأول وأعذروني إذا كنت مضطربا ، فجسدي كله يرتعش من هذه الذكريات. نحن في نهايات سبتمبر عام 1973 ، وأنا وبيشوي ، صديق عمري ، نقضي فترة التجنيد الإجباري منذ 3 سنين ولست أدري متى ستنتهي ، فهي لن تنتهي إلا بخروج العدو الإسرائيلي من أرض سيناء الحبيبة. وفي ليلة 5 أكتوبر ، أحسسنا إن الحرب قريبة من كثرة الاستعدادات ، فقال لي بيشوي : هيا بنا نصلي ، فلا أحد يدري هل سنصلي مرة أخرى في هذا العالم أم لا ؟ سرت قشعريرة شديدة داخلي وأنا أستمع إليه وهو يشير إلي الموت بكل الطمأنينة ، فقلت له: وما هذا الهدوء الأقرب للبرود الذي أنت فيه ؟ قال لي : حياتي أو موتي لا يعنياني كثيرا ، فإن عشت فسأعيش للمسيح وإن مت فسأذهب للمسيح ، فالموضوع سيان بالنسبة لي. تركت عبارته أثرا كبيرا في نفسي وانتفضت بشدة عندما سمعتها ، فلم أكن قريب من المسيح مثل صديقي بيشوي بل كانت علاقتي سطحية للغاية ، ولما رأى بيشوي الخوف في عيناي ، أعطاني إنجيله الخاص وقال لي: خذ هذا الإنجيل هو يحفظك ، وأعطاني إنجيل صغير الحجم ، قلت في سخرية : وهل الإنجيل سيحميني من بطش وشراسة ووحشية ورصاصات ومدافع وصواريخ وطائرات الإسرائيليين ؟ قال بثقة شديدة وبصلابة : ( نعم ويجب أن تضعه طوال الوقت في جيبك الأمامي في سترتك ، ضعه على صدرك حتى يحمي قلبك ) ، فوضعته مستسلما لمنطقه ودخلنا للنوم. " هيا يا أبطال ، هيا يا أسود مصر ، هذا هو اليوم الذي ننتظره منذ 6 سنوات ، هذا اليوم الذي سنذيق فيه العدو الويل " قالها القائد بكل صرامة وحماس. وبدأت الحرب وكانت أشبه بالجحيم ، طلقات رصاص وانفجارات ونيران ودمار وخراب وجرحى وجثث في كل مكان ولكن كان من الواضح إننا انتصرنا و... وظهرت فجأة هليكوبتر إسرائيلية من خلف تل صغير ولكننا لم ننتبه إليها إلا وهي تطاردنا أنا وبيشوي وقائدها مصمم على الانتقام وانطلقت الرصاصات علينا كالسيل ونحن نحاول جاهدين أن نهرب منها ولكن رصاصة أصابت قدمي وأخرى أصابت يد بيشوي ووقعت على الأرض وإذا برصاصة تصيبني في صدري ولكنها لم تدخل لقلبي ، فقد احتجزها الإنجيل وغاصت فيه ولم تصيبني بأذى ، ولكن قائد الهليكوبتر رفض الاستسلام ورغم نفاذ ذخيرته ، قرر إطلاق الصواريخ وهذه الهليكوبتر مزودة بصاروخين وانطلق الصاروخ الأول ولكنه أخطأنا وانفجر بعيدا ، وبقى الصاروخ الثاني ورأيت نفسي أنا وبيشوي على الأرض لا حول لنا ولا قوة وطائرة هليكوبتر تحمل لنا الموت في هيئة صاروخ .... لم أنطق ببنت شفة ولكني تذكرت الإنجيل الذي أنقذني من الرصاصة وهو قادر أن يحميني من الصاروخ وأما بيشوي فقد رشم على نفسه علامة الصليب واستعد لمقابلة الموت بكل شجاعة و....وانطلق الصاروخ ، وانفجر وتناثرت الأشلاء و...ولكنها لم تكن أشلائنا ، بل كانت أشلاء قائد الهليكوبتر ، فقبل أن يضغط زر إطلاق الصاروخ بثوان ، أصابته هليكوبتر مصرية بصاروخ وانتهى الكابوس. ( يا لقوة الكتاب المقدس ، استطاع أن يحميني من رصاصات العدو) رجعت أردد هذه الكلمات في قلبي ، إن كان له هذه القوة ألا يقدر أن يحميني من رصاصات إبليس ، ومن يومها عزمت ألا يمر يوم واحد دون أن أقرأ كلمة الله بتمعن وأخذ منها قوة لمواجهة أسهم إبليس. كلا لم تنتهي القصة هكذا ، فبعد أن انتهت الحرب ، انتهى الإنسان القديم الذي كان داخلي ، وولد شخص جديد أدرك عناية الله به وحرصه عليه ، وأن الله تركه يعيش لكي يتوب ويرجع إليه ، وكانت هذه الحرب تحول شديد في حياته وهو ما زال يحتفظ بالإنجيل الذي ما زالت بداخله الرصاصة لكي يتذكر دائما عناية الله به.
خذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله ( اف 6 : 17 )

ديون وحمير


طلب من خبير مالي أن يبسط للناس العاديين أسباب الكارثة التي حدثت في أسواق البورصة فقال أن رجلا ذهب إلى قرية نائية، عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات ، فباع قسم كبير منهم حميرهم، بعدها رفع الرجل السعر الى 15 دولارا للحمار، فباع اخرون حميرهم، فرفع الرجل سعر الحمار الى 30 دولارا فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى نفذت الحمير من القرية. عندها قال الرجل لهم أشتري منكم الحمار بخمسين دولارا ثم ذهب إلى استراحته لتمضية أجازة نهاية الأسبوع . في هذا التوقيت جاء مساعده إلى القرية وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم السابقة بأربعين دولارا للحمار الواحد. فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير للرجل الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولارا للحمار، لدرجة أنهم دفعوا كل مدخراتهم بل و استدانوا جميعا من بنك القرية حتى أن البنك قد أخرج كل السيولة الاحتياطية لديه، كل هذا فعلوه على أمل أن يحققوا مكسب سريع. ولكن للأسف بعد أن اشتروا كل حميرهم السابقة بسعر 40
دولارا للحمار لم يروا الشاري الذي عرض الشراء بخمسين دولارا ولا مساعده الذي باع لهم. وفي الأسبوع التالي أصبح أهل القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس وأصبح لديهم حمير لا تساوي حتى خمس قيمة الديون،بمعنى اخر أصبح في القرية ديون وحمير ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
 

website traffic counters
Dell Computers