بحث مخصص

2008-05-31

المليونير السابع


" باقي أربعة أيام على سحب المليون السابع ، اشترى الآن شهادة المليونير فقط ب100 ج " قرأ ذكي هذا الإعلان وسرح طويلا وذهب لأبيه المريض وقال له : عاوز 100 جنيه ، يمكن الحظ يضرب معايا ولو أني عارف حظي كويس ، قال له أبوه: يا بني ، إحنا الحمد لله عايشين كويس ، أشكر ربنا ،
قال ذكي : عايشين ، أنت بتسمي دى عيشه ، تعال شوف أصحابي في الكلية ، كل واحد معاه عربية آخر موديل ، بتكييف وسنتر لوك وزجاج كهربائي وموبايل من أحدث الأنواع وبه أجمل النغمات ذو إمكانيات وهمية ويوم بيأكلوا في بيتزا هت ويوم في ماكدونالدز وأنا بتخانق على سندوتش فول وطعمية من عند أبو ربيع
استسلم الأب لأبنه وأعطاه 100 جنيه كان يدخرهم للظروف وقال له : أوع تفتكر أن السعادة في الفلوس ، ثم قال له : أخبرني ماذا تفعل لو كسبت المليون ،
قال ذكي في حماس : سأشترى لكم شقة أفضل من علبة السردين التي نسكن فيها هذه ، سأزوج أختي أحسن زواج في واحدة من الفنادق ذات الخمسة نجوم ، سأستطيع أن أوفر لك أحسن علاج.
انشرح الأب وقال له : ربنا ينولك اللي أنت عاوزه. ذهب ذكي واشترى شهادة المليونير في البنك المصري المتحد وظل يحلم أحلاما غريبة في هذا اليوم
وفي ليلة ظهور نتيجة السحب ، سمع الباب يطرق بشدة ، ولما فتح الباب و...." ألف مبروك ، ألف مبروك " سمعها وهو يرى جيش من المصورين من الإذاعة والتليفزيون مع مندوب من البنك وهم يهنئونه ومندوب البنك يقول له: ذكي شاكر روؤف ، أنت المليونير السابع وانطلقت الزغاريد والتف الجيران وتوالت التهاني وذكي لا يصدق نفسه و...وتغيرت حياة ذكي ، فقد التف حوله عدد كبير من الأصدقاء والصديقات وعرف الطريق للنادي والفنادق الـ5 ( خمسة نجوم )
وبدأ أبوه يقلق ويقول له يا بني ، هل ستذهب للكنيسة غدا ؟ فيجيبه : أرجوك يا بابا ، سبني أعيش حياتي ، وصلي لي
وذات يوم رجع ، فوجد أخته تبكى وتقول له بتوسل أرجوك يا أخي إن موضوع زواجي يكاد يفشل ، فأنا محتاجة لمساعدة منك في جهازي ، وبابا مريض وعلى المعاش ، فقال لها ذكي ببرود شديد : افرضي أني مش مليونير ، كنت هتعملى إيه؟
وذات يوم احتاجت أمه أن تعمل عملية ، فخاف أبوه أن يطلب منه لئلا يرفض وقد رفض فعلا لأنه كان مشغول بموضوع غاية في الأهمية بالنسبة له ، فقد رأى ذات يوم فاتن وفاتن هذه اسم على مسمى ، فهي فاتنة.
واتفق معها على الزواج وقالت له فاتن بأسلوب رقيق : أنا عايزة بيتنا يبقى أجمل بيت ، اترك لي الموضوع ده ، اعمل لي توكيل وسأسلم لك الفواتير ولا تقلق نفسك بشيء
وفعلا تم تجهيز المنزل وتم الزواج في حفل أسطوري أحياه المغني العالمي فلان الفلاني ولكن رغم مظاهر السعادة كان قلب الأب والأم حزينا.
وبعد الزواج قرر ذكي أن يقضي شهر العسل في مدينة النور والفن والجمال باريس عاصمة فرنسا ، فذهب للبنك وهناك فوجئ أن رصيده 150 جنيها فقط ، فثار وطلب مقابلة رئيس البنك وكان متأكدا إن هناك خطأ ، وهنا قال له مدير البنك : لقد سحبت مدام فاتن الرصيد كله وفتحت رصيد لها باسمها ، كانت هذه الجملة مثل سيف من نار اخترق قلبه ، وأحس إن ساقاه لا تقدران على حمله ، ثم فجأة وجد الدنيا تلف به و .... وفقد الوعي
أفاق ووجد نفسه في المستشفى وحوله أبيه وأمه وأخته يبكون ، ثم رأى الدكتور الذي قال له الحمد لله على سلامتك سأل أبيه ماذا أصابه ، قال له لقد أصبت بشلل مؤقت بسبب الصدمة النفسية وقد أبلغنا البنك ، فحملناك للمستشفى و.... صرخ : أريد فاتن ؟ أين هي ؟ اتصلوا بها ، اتصلت بها أخته على الموبايل ، فقالت فاتن لذكي : معلش مش حقدر أعيش بقية حياتي مع إنسان عاجز مشلول ، ولقد أخذت منك كل ما أريده فعلا ، وإذ كنت لا تستطيع دفع مصاريف العلاج ، فقد تركت لك 150 جنيها في البنك ، باى باى
بكى ذكي ، بكى بمرارة ، لقد ضاع كل شئ منه ، المال والصحة والزوجة والأهل والأهم حياته الروحية ، تذكر إنه حتى لم يشكر ربنا عندما فاز بالمليون ، تذكر كيف قسا على أهله ، قرر ذكى أن يبدأ من جديد ، ولن ييأس
ابتدأ يتماثل الشفاء وكان أول شئ فعله بعد أن وقف على قدميه أنه ذهب للكنيسة وقدم توبة حقيقية واستوعب الدرس فأدرك إن السعادة الحقيقية ليست في المال بل في الشكر
خلقتنا لذاتك يا الله ولن تجد النفس راحتها إلا فيك (القديس أغسطينوس)

2008-05-30

وأنت ماذا فعلت للمسيح؟


كان القس جون فى السبعين من عمره عندما تسلم عشرة الاف نسخه من الكتاب المقدس لتوزيعها فى الصين فى الوقت الذى كان ذلك محرما من قبل الحكومه الصينيه وقد احتضن هذه الكتب وشكر الرب من اجلها.
خشى هذا الراعى على الكتب وعلى المؤمنين اذا حصلوا حينئذ على الكتب المقدسه فقرر بعد الصلاه ان يخفى هذه الكميه مائه صندوق فى مخزن للحبوب.
تم استدعاء الرجل الى هيئه عليا قادمه من العاصمه ذاتها ولانه قد سبق له مثل هذا الامر كثيرا كان يفعل شيئئا واحدا يغلق عينيه ويصلى.
اخيرا لجأوا الى طريقة تعذيب قاسيه وبعدما ربطوا يديه خلف ظهره اوقفوه على صندوق خشبى ارتفاعه اكثر من متر ومساحته لا تزيد عن قدم واحد ثم لفوا حبلا حول رقبته وربطوا طرف الحبل فى عمود خشبى فوق رأسه ثم قالوا له: لقد سئمنا منك وفى اللحظه التى تفقد فيها توازنك او تخور ساقاك من التعب فانك سوف تشنق نفسك وهذه عقوبه مناسبه لعنادك.
كان هناك حارسان لم يحاولا الالتفات نحوه لكنهما انشغلا بلعب القمار. تذكر جون منظر الصليب وقال لقد شعرت مثل السيد المسيح وهو على الصليب ويتطلع الى الجنود وهم يقترعون على لباسه.
شعر جون بقوه فى جسده وبدأا يتحدث الى الحارسين عن يسوع وعن خلاصه للعالم.مرت الساعات حتى صارت اياما وبدأ النعاس يغلب عليه ولكنه ادرك النتيجه. كانت راحته الوحيده اثناء المطر اذ كان يبل به لسانه المتضخم.
مرت خمسه ايام ثم سته ثم سبعه ولم يسقط جون ولم يحدث ذلك من قبل اذ لا طعام ولا شراب ولا راحه.
مرت عشره ايام ثم احد عشر ثم اثنا عشر وفى اليوم الثالث عشر اسودت السماء وحدثت عاصفه رعديه ضخمه ثم وميض مفاجىء من البرق فخارت قواه وسقط على الارض وضاقت حلقة الرباط حول عنقه.
لقد وجد نفسه يسعل وراقدا على الارض فى الم شديد لكنه لاحظ ان احدا يعطيه ماء ليشرب واخر يحاول انعاشه ولما فتح عينيه ادرك انهما الحارسان وكانا يقولان له: من فضلك لا تمت .. من فضلك.- لماذا؟· لاننا نريد ان نعرف يسوع مخلصك
- ولكن لماذا ايضا؟* لانه انقذك. فعندما سقطت انت جاء سهم من البرق وقطع الحبل من فوق راسك ولا تقل لنا انها مصادفه.
- لقد امن الرجلان وانتشرت القصه داخل وخارج السجن وتأثر بها كثيرون ولما لم تعرف السلطات بعد ما تفعله اطلقت سراح الرجل. وبعد اربعه سنوات استطاع جون اخراج الكتب المقدسه ووزعها بدون اى صعوبه.ماذا ترى فعلت لاجل المسيح؟ والى اى مدى ضحيت لاجله؟ وباى شىء؟ هناك من لم يحبوا حياتهم حتى الموت وهل تثق فى قدرته على الانقاذ امام امور اصغر كثيرا وتشكر صابرا له ام ترى تتذمر وتشك فى محبته امام ما يبدو صعبا

2008-05-28

صلى من أجلى يا أبانا


في ظهيرة أحد الأيام جاءني شماس في حالة ارتباك شديد، وإذ سألته عن سبب ارتباكه أجابني في مرارة: "لي زميل في العمل، قبطي، لا تعرفه إذ لم يدخل الكنيسة منذ سنوات طويلة من قبل مجيئك إلى هنا، ولا يوجد عنوانه بالكنيسة، إذ له ظروف خاصة، وهو يقطن بعيدًا قليلاً عن الكنيسة. أعرفه جيدًا، فهو شاب لطيف ومحب للغاية، كله مرح وحيوية. عرف بصراحته الزائدة حتى أنه لم يترك زميلاً، أيا كانت جنسيته، إلا ويروى له دقائق تصرفاته. لقد انحرف في حياة اللهو علنًا أمام زملائه، لكنه إذ أصيب بحادث سيارة كادت تنهى حياته قدم توبة صادقة. وفى أثناء علاجه بعد عودته إلى منزله أدرك الأطباء أنه مصاب بداء السرطان. حاولوا استئصال الأورام السرطانية لكنهم فوجئوا بالمرض قد تغلغل في كل بطنه، وقد صارحه الطبيب أن يدبر أمور عائلته المالية لأن أيام رحيله قد قربت... وها هو في البيت يطلبك". روى لي الشماس هذه القصة، وإن كان في شيء أكثر من التفاصيل، والآلام تمزق نفسه في الداخل. أحسست بصدق كيف كان هذا الشماس يتكلم بحبٍ، وكأنما المصاب أخوه شقيقه، والعائلة المسكينة من أهله المقربين إليه جدًا. ما أن سمعت الحديث حتى ملأت المرارة نفسي تمامًا، أشعر بمسئولية الكنيسة أمام مثل هذا الإنسان، حتى وإن لم يترك عنوانه بها، فقد كان عليها أن تبحث عن كل نفسٍ أتعبتها الخطية وسحبها العالم. تخيلت ماذا كان الموقف لو انتهت حياة هذا الشاب في الحادث؟ وممن يطلب دمه؟! هذا من جانب، ومن جانب آخر وضعت في قلبي أن أسرع إلى هذه العائلة، لإنقاذ نفس هذا الشاب، ومساندته حتى النفس الأخير، والاهتمام بالعائلة روحيًا ونفسانيًا... لم تمضِ إلا دقائق حتى كنت مع الشماس متجهين إلى بيت هذه الأسرة، لا أفكر ماذا أقول لشابٍ غريبٍ يواجه الموت وعائلة متغربة تنتظر رحيل عائلها، إنما كنت أعلم أن اللَّه محب البشر هو وحده الذي يقدر أن يسند أولاده ويقويهم في أشد لحظات الضيق. بعد أقل من ساعة كنت أقرع الباب، وإذا بسيدة طيبة تفتح الباب في هدوء عجيب مع بساطة، وهى تقول لي "صلِ يا أبانا من أجل (فلان) لكي يشفيه الرب". إذ طيبت خاطرها بكلمة بسيطة دخلت مع الشماس إلى حيث يرقد زوجها. لقد كان مستلقيًا على سريره بلا حراك، لكنه في حيوية عجيبة رفع رأسه وتعانقنا! كانت البشاشة قد انطبعت على ملامح وجهه، والفرح يملأ قلبه، فقد ابتهج بدخولنا، كأن السماء قد انفتحت أمامه. وأنا في داخلي كنت أتساءل: "هل هذا حال شاب يواجه موتًا أكيدًا، ويعرف أن رحيله قد اقترب جدًا، وليس من يتحمل المسئولية من بعده نحو زوجته وطفليه الغرباء؟" ما أبعد هذا المنظر عما اعتدت أن أراه في أرض المهجر، فإن كثيرين في حالة اضطراب، يخافون المرض أو الموت، ويرتبكون لأبسط الأسباب، إذا يشعرون بالذنب نحو أولادهم الذين أتوا بهم من وسط عائلاتهم إلى أرض غريبة وبعيدة. على أي الأحوال، رحب الشاب بقلبه وملامحه بي أكثر مما بلسانه، وطلبت من الكل مغادرة الحجرة لنبقى معًا ليعترف. لا أستطيع أن أتحدث عما دار في تلك اللحظات الخالدة التي كنت أشعر فيها بحق أن روح اللَّه القدوس كان يرافقنا بل يضمنا، وكأن السماء قد انفتحت والسمائيين يتهللون فرحًا! قدم الشاب توبة صادقة بعد سنوات طويلة، وامتزجت دموعه بفرحه الروحي مع سلام عميق. أما عن اعترافاته فليس من حقي أن انطق بكلمة واحدة منها حتى بعد رحيله. إنما أقول كانت نفسي في داخلي تهتز مع كل كلمة ينطقها وكل تنهد يصدر من أعماقه. انسحقت مع انسحاق قلبه، كما فرحت وتهللت لفرحه وبهجته. بعد الاعتراف عاد الشماس إلى الحجرة وأيضًا زوجة الشاب، ودار الحديث كله حول كلمة الإنجيل والتسبيح وحياة الشكر، كما كانت الأبدية هي مركز تأملاتنا معًا. طلب الشاب مجموعة من التسجيلات الخاصة بالقداسات الإلهية والتسابيح، حتى يقضى وقته وهو على السرير مشغولاً بمخلصه، كما طلب أن يتناول من الأسرار المقدسة. أحضرت له "الأسرار المقدسة" أكثر من مرة وكنت أزوره، وكثير من الأقباط كانوا يقدمون إلى بيته ليروا الشاب الذي يواجه الموت المؤكد بفرح وسرور! أقول بصدق أنه في كل زياراتي التي قمت بها إليه في أيامه الأخيرة لم أره قط عابسًا ولا مكتئبًا، بالرغم مما يعرف عن شدة آلام السرطان. لم أره قط متذمرًا بل كان كثير من المتألمين يقدمون إلى بيته ويخرجون وقد ملأ السلام قلوبهم. كانت أحاديثه مع زائريه تدور حول رعاية اللَّه له وحبه، وحول الأبدية التي يجرى نحوها وينتظرها. كثيرًا ما كان يردد هذه العبارات التي أتذكرها تمامًا: "صلِ يا أبانا من أجلى، لا لكي أُشفى، فأنا لا أخاف الموت، بل أشكر الذي هيأني للتمتع بالأبدية، لكنني أطلب ألا أدخل في الآلام المرة التي قال عنها الطبيب، لئلا بسبب ضعفى أخطئ، ولو بالفكر أو في قلبي، في حق اللَّه. أنا لا أطلب من اللَّه أن يطيل عمري من أجل الطفلتين، فهما ملك اللَّه، وهو الملتزم برعايتهما". مضت حوالي ثلاثة أسابيع ولم يدخل بعد الشاب في الآلام التي أخبره عنها الطبيب، لكن فجأة اتصلت زوجته تليفونيًا بالكنيسة لتخبر أن زوجها قد دخل في غيبوبة، وصار في خطر، وأنها تطلب الإسعاف لتحمله إلى المستشفى. وإذ علمت بالخبر في ساعة متأخرة من الليل ذهبت إلى المستشفى لكن هيئة التمريض أخبرتني أن زوجته قد عادت إلى بيتها، ليس معه أحد من أصدقائه. انه منذ دخل في الغيبوبة لم يتكلم مع أحدٍ. وها هو في أنفاسه الأخيرة. دخلت حجرته لأراه بين الأجهزة وحيدًا، اللَّهم إلا من رعاية إحدى الممرضات. وقفت أمام هذا الملاك الذي حمل الآلام بفرح وانتظر تلك الساعة ببهجة قلب. صليت ثم ناديته بصوت خافت جدًا، ففتح عينيه، لسانه عجز عن أن يتكلم، ابتسم قليلاً ليغمض عينيه الجسديتين، وبعد دقائق أسلم الروح

لا تستسلم أبداً لليأس


أيها الغبي ، أيها البليد هذه هي الكلمات التي تعود توماس أن يسمعها من والده ، فهو الطفل السابع ( آخر العنقود ) ومع ذلك كان أبوه يسيء معاملته بشدة حتى إنه ضربه بالسياط في الشارع على مرأى ومسمع من الجيران في مدينة ميلانر بولاية أوهايو الأمريكية لكن الله الذي لا ينسى أحد ، عوضه بأم فاضلة أدركت بحاسة الأمومة إن مستقبل هذا الطفل سيكون عظيما لأنه كان دائم التفكير.وعندما بلغ الـسابعة من عمره أصيب بحمى قرمزية ، كان من مشاكلها إصابته بصمم جزئي ، لهذا طرده المدرس من المدرسة بعد ثلاث شهور ، فقد شك في قواه العقلية وقدرته على الدراسة ، لكن الأم الحنون المؤمنة بابنها أجابته ( إن ابني يحمل فوق كتفيه رأسا فيها من الذكاء أكثر مما في رأسك ورؤوس كل المدرسين ) ، قررت الأم أن تترك عملها كمدرسة وتتفرغ للعناية بطفلها توماس ، ساعدته على القراءة ، علمته الجغرافيا ، عاونته في تنمية مهاراته عندما بلغ الـثالثة عشر من عمره ، بدأ يبحث عن عمل ، فمنحته أمه قطعة أرض ليزرعها ، فزرعها وباع منتجاتها بالمدينة ، كما عمل كبائع للصحف حتى يستطيع أن يوفر ثمن تذكرة القطار للذهاب إلى المدينة ، كان أول معمل يعمل فيه هو عبارة عن عربة قطار قديمة جعلها معملا لتجاربه ، لكن حدث أن اشتعلت النار في العربة وهو يجري إحدى تجاربه ، فصفعه مفتش القطار صفعة قوية سببت له صمما كاملا بقية حياته كالعادة لم يستسلم توماس لعاهة الصمم ، بل قال ( لقد منحني الصمم فرصة للتفرغ والقراءة والابتعاد عن الضوضاء والثرثرة ، أعطاني القدرة على التركيز ، جنبني أن أسمع ما لا يفيد تفرغ توماس لتجاربه ، حقق ابتكارا طالما داعب خيال الانسان ، فقد ابتكر الفونوجراف ، أما أهم اختراع له فهو الكهرباء ، فقد اخترع المصباح الكهربائي ، ووضع نظاما لتوزيع الكهرباء جعل من الممكن استخدام الكهرباء في المنازل ، اتهمه الناس بالجنون في أول الأمر ، ثم توالت الاختراعات ، المولدات الكهربية ، كاميرات السينما .ساهم في اختراع التليفون والميكروفون والتلغراف والآلات الكاتبة ، حتى أصبح من أهم المخترعين ، وقدم للبشرية أكثر من الف اختراع . لكنه قط لم ينس فضل أمه ، فقد قال يوما ( لقد كان من الممكن أن يتغير مجرى حياتي لو لم تكن تلك المرأة أمي ، فلولاها لما وُجدت ، دونها ما تعلمت ، بفضلها أصبحت ما أصبحت ، هي صانعتي ومدرستي وملهمتي ، من أجلها عملت ونجحت وعشت وقدمت لها وللإنسانية عصارة فكري وكفاحي لكن حياته لم تكن بتلك البساطة التي تقرأ بها قصته يا قارئي العزيز ، ففي عام 1914 احترقت معامله بكل معداته وآلاته وصور اختراعاته مرة واحدة ، قدرت الخسائر بمليونين من الدولارات ( وهو مبلغ مهول في ذلك الزمان ) ، ماذا فعل يا ترى ؟وقف أمام حطام آماله في اليوم التالي ، قال ( هذه كارثة حقا ، لكنها لا تخلو من نفع ، فقد التهم الحريق جهدي ومالي ولكنه خلصني أيضا من أخطائي ، شكرا لله ، نحن نستطيع أن نبدأ من جديد بدون أخطاء هذا هو الطفل الغبي البليد كما وصفه أبوه ، هذا هو الذي شك المدرس في قواه العقلية ، هذا هو توماس أديسون (1847ــ 1931) العالم الأمريكي الذي بدد الظلام باختراعه للمصباح الكهربائي ، لم يستسلم قط لليأس ، بل جعل من اليأس أملا ومن الليل فجرا ومن الظلام نورا أضاء للبشرية كلهامن أشهر مقولاته التي تندهش أن يكون هو قائلها ( العبقرية 1% وحي وإلهام ، و 99 % عمل وعرق وجهد.
ولنا إيمان أن الرب يخلصنا من كل ضيقة ولا يمكن لأى قوة أن تؤثر على تعزيتنا(البابا كيرلس السادس

2008-05-26

عباقرة هزموا اليأس


عرفت معنى الحرمان منذ طفولتي ، فقد ولدت في كوخ متواضع ليس به سوى مقعد خشبي وسرير من جذوع الأشجار ووسادة من القش ، وكان أبي يعمل مزارعا تارة ونجارا تارة أخرى ، وبرغم إنه كان أميا إلا أنه حرص على ذهابي للمدرسة فتفوقت وأحببت قراءة الكتاب المقدس إلا أني كنت أكره الظلم والاستعباد.
شهدت طفولتي عاصفة أخرى ، فقد ماتت أمي وأنا في التاسعة من عمري ولا أنسى أبدا تلك الليلة التي جلست فيها مع أبي لنصنع تابوتا خشبيا ندفن فيه أمي ، كم بكيت وأنا أفكر في محبة الأم وزاد من صعوبة الأمر إني سمعت من أصدقائي أن أبي سيتزوج من سيدة لها 3 أطفال وسيكون لي زوجة أم ، فحزنت كثيرا وأعتقدت إن الله قد تركني ولكن الإنسان قصـير النظــر دائما لا يعـرف إن الله يـدبر له الخير ، فقد كانت زوجة أبي إحدى نعم الله علي ، كانت سيدة متدينة تحب الجميع وتهوى القراءة خاصة قراءة الكتاب المقدس. هل يتصور أحد إنها كانت تدافع عني وتوبخ ابنها في أي مشاجرة بيننا ؟ بل إني لن أنسى لها يوم أراد أبي أن يجعلني نجارا مثله ووقفت هذه السيدة العظيمة تتوسل إليه أن يدعني أكمل دراستي.
فأكملت دراستي بجانب مساعدتي لأبي في عمله الزراعي وحرث الأرض وجني المحصول ودرست القانون وأصبحت محاميا ورشحت نفسي للانتخابات لكني فشلت ، ولكن الأيام علمتني ألا أيأس أبدا ، فعكفت على تعلم قواعد اللغة الإنجليزية ورشحت نفسي ثانية ونجحت.
إنه ابراهام لنكولن الذي لم ينس تعاليم الإنجيل بل كان يحولها لسلوك شخصي ، فكان يزهد في المال والجاه ويعطف على الفقراء ولا يؤمن بالرق والعبودية ، فتزعم حركة تحرير العبيد ، ومن كلماته : ( إن أعظم أجر يتقاضاه المحامي ليس هو المال بل دفاعه عن متهم برئ أو فقير مظلوم أو يتيم أو أرملة ) فدافع عن آلاف المظلومين ورفض أن يتقاضى أتعابا من الفقراء ، وعرف بوطنيته وإيمانه وحبه للناس ودعي محرر العبيد ، فالتف حوله الجميع وأنتخب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية عام 1861.
فهل تعلم أين ذهب في نفس اليوم الذي تولى الرئاسة ؟ كانت أول زيارة له لزوجة أبيه وفاءً لها وكان الجو قاسيا ولم يتمكن من استقلال سيارة إلي هناك ، فركب قطار البضاعة وذهب إليها وقبل يديها وتناول معها العشاء.
لم تغير الرئاسة شخصيته بل ظل بسيطا متواضعا يفتح قلبه للجميع وباب داره للفقراء مما كان يثير غيظ زوجته الأرستقراطية.
كان همه الوحيد إلغاء الرق ( العبودية ) وقد لاقى صعوبات كثيرة في سبيل ذلك لكن شعاره كان : ( إن الناس ولدوا أحرارا فكيف نجعلهم عبيدا ؟ )
ولم يميز نفسه عن الآخرين ، فقد كان يقول : ( لأني غير مستعد لأن أكون عبدا ، فإني أرفض أن أكون سيدا أيضا ).
إنه أحد العباقرة الذين تفوقوا على أنفسهم وأحبوا الإنسانية وبذلوا أنفسهم عنها فاستحقوا أن نكتب قصص حياتهم لتكون نموذجا لكل إنسان حتى ينجح في حياته ويكتشف ذاته ويسعد بمساهمته في إسعاد الآخرين.
لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح ( 2تي 1 : 7 )

2008-05-24

ســـألت الــرب


سألت الرب أن يأخذ مني فسادي وضعفي ... فأجاب :لا هي ليست موجوده لاخذها - بل هي موجوده لتنتصر عليها انت
سألت الرب ان يمنحني جسدا كاملا ... فأجاب :لا روحك كامله اما جسدك فمؤقت
سألت الرب ان يمنحني الصبر ... فأجاب :لا الصبر هو نتيجة للصعوبات - وهو لا يعطى بل يكتسب
سألت الرب ان يمنحني السعاده ... فأجاب :لا انا اعطي البركات فقط السعادة عليك انت
سألت الرب ان يحررني من الألم ... فأجاب :لا الألم يجعلك بعيدا عن العالم ويقربك الى اكثر
سألت الرب ان يجعل روحي تنمو... فأجاب :لا عليك ان تنميها بنفسك لكني أقلم لك الاغصان لكي تحمل ثمارا
سألت الرب ان يجعلني احب الحياة ... فأجاب :لا انا سأعطيك الحياة وانت استمتع بكل تلك الاشياء
سألت الرب ان يجعلني احب الاخرين مثلما احبني هو ...
فأجابني الرب اخيرا , بدأت تفهمني افهم ما يحدث وسوف تتبارك . بالنسبة للعالم قد لا تغير اكثر من شخص ولكنك يمكن ان تغير لشخص ما العالم

ولما لا وهى هبه من الله


جلست شابة وحيدة في الحديقة ، بائسة ، باكية بعد وداع صديقة طفولتها الوحيدة التي هاجرت إلى بلاد بعيدة .
هكذا استغرقت الفتاة في أفكارها الحزينة فهي غير سعيدة في حياتها وكانت صديقتها هذه هي من تسمع شكواها وتنصحها بما فيه الخير لها فجأة اقترب منها صبى صغير يلهث من شدة لعبه . وقف الصبي أمامها وقال بنبرة منتصرة :- أنظري ....لقد وجدت هذه الزهرة الجميلة
نظرت الفتاة....وإذا بالصبي لا يحمل في يده سوى زهرة ذابلة حرمها القدر من المياه والضوء فكانت بلا منظر ولا جمال...رفضت الفتاة أن تأخذ تلك الزهرة لكن الصبي جلس بجوارها وقرب الزهرة من أنفه وهو يصيح : يا لرائحتها الجميلة...لقد قطفتها خصيصا من أجلك .
تفرست الفتاة في الزهرة الذابلة....ذات الألوان الباهتة وقررت أن تأخذها وإلا فلن يتركها الصبي لحالها....فمدت إليه يدها وقالت : أنها الزهرة التي كنت أريدها ولكنها رأت أن الصبي لا يرى يدها الممدودة إليه.....واخذ يحول يده الممسكة بالزهرة باحثا عنها ... حينئذ أدركت أنه فاقد البصر. رق قلبها له و قالت :أنها فعلا زهرة جميلة ...
فأجابها الصبي : طبعا جميلة فقد قطفتها خصيصا لأجلك .
ورجع إلى لعبه ولهوه رامحا هنا وهناك .عزيزي القارىء : هل سألت نفسك كيف استطاع هذا الصبي الكفيف أن يرى فتاة حزينة تجلس وحدها في هذه الحديقة الشاسعة ؟ لقد رآها بقلبه...ببصيرته... لقد كشف لها هذا الصبي أن المشكلة ليست في العالم المظلم الذي تتصور أنها تعيش فيه ... فها هو قد هزم ظلام عينيه ... حقا أنه لا يملك البصر لكن أعطاه الله بصيرة الإحساس بالآخر . أتعلم يا عزيزي القارىء أن الفتاة عندما فكرت في ذلك قربت الزهرة من أنفها ويا للعجب أدركت أن رائحتها فعلا خلابة بالرغم من مظاهر ذبولها ... تماما مثل حياة الانسان التى لن تخلو أبدا من سعادة بالرغم من منغصاتها الكثيرة ... ولما لا وهى هبة من الله .

2008-05-23

أبيض من الثلج


قدم السياح لزياره احد مناجم الفحم الشهيره بانجلترا ، وفى احد الممرات كان هناك مايشد الأنتباه نبات ناصع البياض وسط ذرات بلا عدد من الفحم الأسود تتطاير وتملآ المكان ، لم يترك المرشد فى الزياره هؤلاء السياح فى حيرتهم ، بسرعه انحنى الى الأرض وملآ يده بالتراب الاسود ثم عاد ورشه على هذا النبات وكم كانت دهشتهم ، لم تقدر ذره واحده سوداء ان تلتصق به
عاود الزائرون التجربه بانفسهم ولكن لم يقدروا ان يمسوا جمال هذا النبات الرائع ، بقى كما هو ابيض كالثلج بلا نقطه سوداء
كانت الأجابه.. لخلاياه قدره ان تفرز ماده زيتيه تمنع التصاق الذرات به فلا يتسخ حقا عظيمه وعجيبه هى اعمال الرب يمنح نباتا ضعيفا قدره عجيبه للأنتصار على سحب التراب الأسود المحيط به فاذا كان الله يهتم بهذا النبات ، افلا يعطيك انت القدره ان تنتصر على الوسط المعثر المحيط بك ؟" الرب يحفظك من كل شر يحفظ نفسك الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن والى الدهر " تمسك بالهك وثق فى حمايته المؤكده وستختبر كيف يحفظك مهما كان الشر المحيط بك
الرب يحفظ الجميع دايما

2008-05-22

الليلة الآخيرة


الاسم : بيتر عدلي مرقس
السن : 21 سنة
السنة الدراسية : طالب بالأكاديمية ، في السنة الرابعة.
الهوايات : تغيير الموبايل كل 3 شهور ، متابعة أحدث أغاني الفيديو كليب ، الخروج مع صديقاتي كل يوم لنذهب لماكدونالد ونأكل سندويتتشات ( بيج ماك )
الحالة الروحية : صفر كبير أكبر من صفر المونديال.
كنت أقود سيارتي ذاهبا للنادي ، وأنا أهوى قيادة السيارات بسرعة كبيرة تقترب من الـ100 ، وفجأة توقفت السيارة التي أمامي مرة واحدة دون إنذار..... طراك..... طاخ ...... طيخ ...... طوخ..... حدث الاصطدام ووجدت نفسي حينما استعدت الوعي في حجرة المستشفى وحولي أبي وأمي في حالة يرثى لها.
جاءني الطبيب وقال لي : لا تخش شيئا ، لقد تعدينا مرحلة الخطر ، والفترة القادمة هي فترة راحة ونقاهة حتى تستعيد حيويتك ونشاطك . ( كم أبغض هؤلاء الأطباء المتفلسفين ، فالواحد منهم يدعي أن كل شئ تمام التمام ثم تحدث الوفاة ، فيهز كتفيه قائلا : قضاء وقدر ، من يملك أن يرد قضاء الله ) ولكني كنت في الحقيقة مضطرب بل خائف بل مرعوب بل ( ميت في جلدي ) ، تركني الطبيب وعدت لمحاولة النوم ثم تناهى لأذني هذا الحديث الخافت بين الطبيب والممرضة.
" إن حالته غير مطمئنة ، إني أخشى أن يزداد ضغطه ويصاب بنزيف بالمخ ونفقده ، أرجو أن تكوني مستعدة هذه الليلة لأي طوارئ قد تحدث له وأن تهتمي بقياس الضغط والنبض والحرارة كل ساعة ، لئلا تتدهور حالته ويموت ! "
( يموت ؟؟؟؟؟ أنا أموت !!!! أموت و أنا في الـ21 من عمري ؟ وإذا مت أين سأذهب ؟ لأول مرة في حياتي شعرت بأهمية الحياة التي سنحياها بعد الموت ، هناك مستقبل أبدي بعد الموت ، أين سأقضي مستقبلي هذا يا ترى ؟ في الفردوس أم في الجحيم ؟ في ملكوت السموات أم في جهنم ؟ هل سأذهب لربي أم للشيطان ؟
وهل أعمالي وأفعالي وشهواتي وآثامي تضمن لي الحياة في ملكوت السموات.
من الواضح أن ساعاتي في هذه الأرض أصبحت معدودة وربما كانت دقائق أو ثوان في هذه الأرض الزائلة ، إذ كنت قد أمضيت 21 سنة من عمري مع الشيطان ، أحاول أن أجلس هذه الليلة الأخيرة من عمري مع إلهي ، أسعى أن أعود إلي أحضانه ، فهو لن يرفضني.
إلهي الحبيب لا أعرف كيف أصلي إليك ولكني سأردد لك ترنيمة كنت قد حفظتها في صباي ونسيتها ولكني الآن تذكرتها :
سامحني سامحني سامحني واصفح عني +++ لا ترذلني لا تتركني لا ترفضني يارب ارحمني
أخذت أردد هذه الترنيمة حتى غلبني النوم.....
أشرقت الشمس من جديد وجاء الطبيب ليفحصني في الصباح وكنت متحيرا ، فأنا مازلت حيا ، يبدو أن هذا الطبيب قد أخطأ التشخيص لحسن حظي ، قررت أن أستوضح منه حالتي ، فحكيت له عن الحديث الذي سمعته البارحة.
نظر لي الطبيب في ذهول ثم أخذ يضحك في هيستريا شديدة وأخيرا قال لي : لقد كنت أتحدث عن مريض آخر ، أتحدث عن الأستاذ ( شوقي رزق ) البالغ من العمر 80 عاما والذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكر والكوليسترول وضيق في الشرايين التاجية وهبوط في القلب ، بالطبع لم أكن أتحدث عنك.
خرجت من المستشفي بعد أسبوع وكانت حالتي الصحية تحسنت كثيرا ، كلا ليست الصحية فقط بل الروحية أيضا ، لقد تعلمت درسا لن أنساه أبدا ، ففي تلك الليلة التي كنت أرتجف فيها رعبا وأنا أنتظر الموت ، عرفت معنى الأبدية وشعرت بزوال الدنيا وفهمت لماذا يجب أن أكون مستعدا في كل لحظة من لحظات حياتي لمقابلة ربي وإلهي.
فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم و لا الساعة التي ياتي فيها ابن الانسان ( مت 25 : 13 )

وردة جميلة فى الوعـاء المكســور


أمـام منـزلنـا يوجد مدخل لمستشفى جون هوبكنز ببالتيمـورنسكـن فى الـدور الأرضى ونـؤجـر حجرات الدور الأول للمـرضى القادمون للمستشفى
فى مسـاء أحـد أيــام الصيـف عنـدمـا كنت اجهـز العشـاء سمعـت طرقـاً على البـاب، فتحت البـاب لأجـد رجـلاً ذو مظهـر مقـززاً جـداً
أتــذكـر انى اخـذت اتفحـص هـذا الجـسد الهــزيـل الضعيـف ولكن كان هنـاك شـيئـاً أرعبنـى فى وجهـة انــة ورم منتفـخ لـونـة احمـر
صـوتـة كـان مبتهـج عنـدما قـال: مسـاء الخيـر لقـد جـئـت لأسـأل هـل لديكـم غـرفـة للأيجـار لليلـة واحـدة؟؟ لقـد جئت للعـلاج اليـوم صبـاحاً من الساحـل الشـرقى ولا يـوجد حـافلـة إلا غـداً صبـاحـاً
ثم قـال: لقـد حـاولت أن أجـد غـرفة طوال اليوم إلى الظهيـرة ولكنى لم أوفـقو أعتقـد أن السبب منظـر وجهـى المفـزع ولكن الطبيـب قـال انها فترة فقـط خـلال العـلاج
للحظــات تــرددت ولكـن كلمـاتة التـاليـة اقنعتنــى لقـد قـال: أستطـيـع أن انـام على هـذا الكـرسى فى الممـر الحـافـلة ستتحــرك فى الصبـاح البـاكـر
قلت لـة انى استطيـع أن أجـد لـة سـريـرا ليستـريح فى الممـر ودخـلت الى الـداخل لأكمـل العشـاء وبعـد ان أنتهيـت دعـوتـة أن ينضـم إلينــا ولكنـة أعتـذر وشكـرنى وقال ان لـديـة الكثيـر وكـان يحمـل معة كيس كبير
وبعـد أن انتهيـت من غسـل الصحون ذهـبت إلى الممر لأتحـدث إلى الرجـل بضع دقائـق وخـلالها اكتشـفت ان لـديـه قلب مفعــم بالحـب يكمن فى هـذا الجـسد الهـزيل لقـد قـال انة يصطـاد السمـك ليسـاعـد ابنتـة واولادها الخمسة وزوجها الذى يعانى من اصابة ميئوس منها فى ظهـرة
لـم يكـن يتحـدث بطـريقة الشكــوى ولكن فى الحقيقـة كل كـلامـة مقـدمـة عن شكـرة الجـزيل على نعمـة الـرب الـذى لم يجعلـة يتــألـم خـلال مرضـة لقـد تم تشخيص مـرضة ان سـرطـان فى الجـلد وهـو يشكـر الرب كثيـراً على اعطـاءة القـوة على الاستمـرار
عندما جاء ميعاد النوم قمنا بوضع سرير صغير فى حجرة الاولاد لينام علية الرجل
وفى الصباح الباكر وجدت سراير الاولاد منظمة والضيف منتظر فى الممر ورفض تنـاول الفطـار وقبـل مغادرتة للحـاق بالحـافلـة
وفى تـردد طلب منـى خـدمة عندما قال : اذا امكن ان اسمح لة بالاقامة لدينا المرة القادمة عند تعاطيـة جرعات العلاج وليس لـدية اى مـانع من المبيـت على الكـرسى فى الممـر ثم سكت برهة وقال اولادك جعلونى اشعر بأنى فى منـزلى الجيران تضايقوا من منظر وجهى ولكن اولادك لم يفعلوا ذلك
حين إذ قلت لة: انى ارحب جدا بقدومة مرة أخرى
فى المرة التاليـة وصل مبكرا عن السابعة صباحاً وقـد أحضـر معـة سمكـة كبيـرة وبعض من المحـار الذى لم أرى مثلـة
وقـد قـال لقـد اصطدتهم اليوم صباح باكر قبل ركوبى الحافلة فهى طازجـة وجيدة
أنـا أعلم ان حافلتـة تتحـرك من بلـدتة الساعة الرابعة صباحاً ، فكم كانت الساعة ليستيقظ ويقوم بكل هذا لنا
ظـل سنـوات يـأتى ليقضى معنـا الليـل بعـد تعاطيـة للعـلاج ولم تمضى مرة إلا ويحضـر معة الاسماك والمحار اوالخضـروات الطازجة من حديقتـة وأحيـانـاً نستلم بالبـريد الخـاص طرد بـة اسماك ومحار مغلفة فى صندوق او اوراق السبانج مغسولة جيدا ومغلفة غلاف فاخر ، انا أعرف انة يجب ان يسير على اقدامة ثلاث اميال لإرسال هذا الطرد ويتكلف مصاريف اضافية لتغليفة ليصبح هـديـة ثمينـة
وكل مرة استلـم هـذة الهـدايـا البسيطة أتـذكر دائمـاً تعليـق جارتى عندما غـادر ضيفنا أول مرة صبـاحـاً بيتنـا حينمـا قالت هـل احتفظتى بمبيت هـذا الرجل ذو الوجة المقــزز الليلـة الماضية؟ انتى بـذلك " تفقـدين النـزلاء بموافقتك على مبيت مثل هـؤلاء الاشخاص
ربمـا أفقـد النـزلاء لمـرة أو أثنين ولكـن لـو كانـوا يستطيعـوا ان يتعـرفـوا هـذا الرجل ، لكـان تحملهم للمرض أسهـل
أنـا أعـرف عـائلتـى هم دائمـا شـاكـرين لمعرفتهـم هـذا الرجـل لقـد تعلمنــا منــة كيـف نتقـبـل الضيـق بـدون شكـوى ونتقبـل الاحـداث الجيدة بكل شكر وعرفان لله
قريبـاً زرت صـديقة لى لديها حـديقـة زهـور ودعتنـى لأرى زهورها الجميلة ثم اخـذتنى لأجمـل زهـرة لـديهـا فى الحـديقة اسمها كـريسانسمام الذهبية كانت متفتحة وفى اوج جمالها وكم كانت دهشتى عنـدما وجدتها مزروعـة فى وعاء منبعـج قـديم ومتـرب وسرحت قائلة فى ذهنى لو كنت املك مثل هذة الزهرة الجميلة كنت وضعتها فى اجمل وأحب وعاء لدى ولكن صديقتـى غيرت من تفكيـرى عنـدما استكملت الحديث وقالت لقـد وجدت الزهرة مورقة ومتفتحة ففضلت تركـها لبعض الوقت فى الوعاء القديم حتـى أستطيـع ان أنقلهـا بعد ذلك فى الحـديقة
من المؤكـد انهـا لاحظت اندهاشى وابتسامتى البسيطة عندما رأيت الزهرة ولكنى تخيلت السماء وهى تقول هنا يوجد شخص جميل وخاص جدا ، ذلك عندمـا ذهب الله لنفس هـذا الرجل الجميل صياد السمك ، لم يهتم اذا كانت فى هذا الجسد الهـزيل الضعيف
حـدث هـذا منـذ فتـرة طـويلـة والأن فى حـديقـة الـرب كم ستظـل قـائمـة هـذه الـروح الجميلــة

2008-05-19

الآوقات العصيبة

كانت علاقتي بالله لا تتعدى ذهابي للكنيسة في أيام الأعياد مع زوجتي وأطفالي الثلاثة لتناول وجبة أغابي مع المصريين ( فقد كنت مصريا مهاجرا ) و كانت طفلتي الصغيرة مصابة بشلل الأطفال ، مما جعلها تحتاج لمساعدة مستـمرة وتبدو دائما بائســة ومنطوية.
وفي يوم من الأيام ، حدث أنني شعرت ببعض الأعراض المرضية فقمت بعمل بعض التحاليـــل وإذ بي مصــاب بسرطـان الدم وبدأت رحلة العلاج أو قل رحلة العذاب ولكن حدث أمر زلزل كـياني ، فقد صارحتني زوجتي بأنها لا تستطيع الحياة مع شخص مريض وطفلة تحتاج لرعاية خاصة وضيق مادي مستمر وأنها قد حصــلت على عقد عمل في بلد أخرى عن طريق إحدى صديقاتها و ..... ووسـط ذهولي ودهشتي وجدتها تمسك بشنطة السفر وتقبل الأولاد مدعية
إنها ستذهب لرحلة قصيرة وفتحت الباب وخرجت.
ولا تسألني عما شعـرت به ، فقد انهرت انهيارا تاما اسـودت الدنيــا في عيني وتزاحمـت الأفكار السـوداء في فكري كيف سأعـيش أنا والأولاد..... طفلتي الصغيرة – حالـتي الصحية – العلاج .... ولـكن كل هذا كـان يمــكن أن يهـون إلا صدمتـي القاســية في زوجتي التي تخلت عنى في هذه اللحظات الحرجة في حياتي.
وبدأت أفكر ما هو الحل ؟ وقررت أن أنتحر وأتخلص من حياتي ، ولكن ماذا عن الأولاد ؟ وهنا طرأت لي فكرة ذكية فقد كان لي صديق مخلص خادم بالكنيسة ، فقررت أن أذهب إليه لأوصيه عليهم وذهبت إليه فعلا وقلت له : سأذهب لرحلة قد تطول كثيرا ، فاعتنى بأولادي ، لكنه لاحظ المرارة التي أتكلم بها وحدثني كثيرا عن محبة يسوع ومعونته الإلهية والقوة الخفية التي بإمكان أولاد الله اللجوء إليها وهم يتناسون ذلك.
وقال لي : اسكب نفسك أمام إلهك كما كان يفعل داود ، ألم يكن يعاتبه ويقول ( إلي متى يارب تنساني ؟ ) ثم يعود ويشعر بالقوة ويرنم " قوتي وتسبحتي هو الرب وقد صار لي خلاصا " وركعنا معا وصلينا وامتزجت دموعنا وعدت وأنا أشعر بقوة خفية تسري في كياني.
ولا تسألني كيف سارت حياتي بعد ذلك ، فقد انشغلت برعاية أولادي حتى نسيت مرضي وكنت أستيقظ مبكرا ، أضع كل همومي عند قدمي مخلصي الصالح ثم أبدأ العمل وكم كانت سعادتي حين رجعت ابنتي الصغرى من المدرسة وهي تحمل شهادة تفوقها وتدعوني لحضور حفلة أقامتها لها إدارة المدرسة ، حيث التف حولها صديقاتها يقدمن لها الهدايا فقد أصبحت شخصية محبوبة.
وفي يوم تقدم أحد الشباب لخطبة ابنتي ، وقبل الخطوبة بأيام وجدت ابنتي تذرف الدموع وهي تقول لي كم تمنيت أن تكون والدتي معي في هذه الليلة ، لكنى هدأت من روعها وطلبت إليها أن نركع لنصلى معا ليبارك الله الخطوبة.
وهنا طرق الباب ويا لدهشتي ، فقد رأيت زوجتي أمامي بعد غياب سنوات ، ووقع الأبناء في حضن أمهم وهي تبكي وتتوسل إلي أن أغفر لها. تجمعت مرارة السنين ومرت كشريط أمامي ثم لاحت لي نظرة للصليب المعلق أمامي وتذكرت كيف غفر يسوع كل آثامي وكيف أعطاني قوته الإلهية.وللحال تبخرت المرارة من داخلي ورأيت دموع ابنتي تسيل ، فقررت ألا أجعل السعادة تنساب من يدي مرة أخرى وبدأنا حياة سعيدة من جديد.
عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي ( مز 94 : 19 )

2008-05-18

البخيل


كانت أسعد لحظات حياته عندما يقفل باب حجرته بالمفتاح ويفتح الخزنة ويعد ما معه من نقود ويضيف عليهم إيراد الأسبوع ثم يستمتع بأن يعدهم ثانية ويغلق الخزنة ثم يفتح الحجرة معلنا لزوجته وأولاده أن الحالة الاقتصادية متدهورة ويجب ربط الأحزمة.
أما أسوأ لحظات حياته هي عندما يسأله فقير صدقة ، فيشعر بارتفاع في الضغط ويشتمه مطالبا إياه بعدم العودة ثانية وإلا أبلغ عنه الشرطة.
وفي أحد الأيام طرق الباب ففتحت الفتاه الشغالة فوجدت سيدة وقورة لا يخلو وجهها من مسحة حزن تسأل عن الأستاذ بطرس, فسألتها من هي فقالت لها : ( قوليله زوجة فراش المكتب) ، أخبرت الشغالة سيدها بذلك فجاء مسرعا ليعرف إن كان هناك أي أخبار تتعلق بالعمل.
قالت السيدة( أنا جاية لك تنقذني , إن ابنتي على وشك أن تموت والطبيب قال إنها تحتاج لعملية مستعجلة وأدوية غالية وأنا محتاجة لمبلغ سلف من سيادتك ومستعدة أن أشتغل به عندك لغاية ما أموت يا بيه )
احمر وجه بطرس من الغضب وصرخ قائلا: بره..بره..سبيها تموت. كيف تجرأت أن تدخلي بيتي لهذا السبب التافه قولي لزوجك اللي بعتك أنه مرفود من العمل وتركها ودخل غرفته ورزع الباب وراءه.
شعرت الشغالة أن سهما يخترق قلبها فجرت وراء السيدة وفي لمح البصر خلعت الحلق الثمين (تحويشة العمر) من أذنيها وأعطته للسيدة وهي تقول لها أرجوك تطمنيني عليها , دمعت عينا السيدة عرفانا بجميلها ونزلت.
أما بطرس فجلس على كرسيه وهو يرتعش من العصبية , ولم يدر ماذا حدث له حتى وجد نفسه يسير في قصر رائع ... لا ليس قصرا إنه شيء أشبه بالخيال.... ما هذه الأحجار الكريمة....الأنوار البهية.....النغمات العذبة.....
لم ينغص عليه شيئا سوى الشعور بالجوع القارص وهو يرى مائدة كبيرة عليها ما لذ وطاب ويجلس حولها أشخاص عظماء لا يعرفهم ولكنه استطاع أن يميز ملكة عظيمة تلبس تاجا رائعا فتفرس في وجهها ولدهشته الشديدة وجد أنها الشغالة , هنا لمعت عينيه وهو يفكر في سعادة إن كان هذا هو مكان الشغالة بتاعتي فأين سيكون مكاني!!
وإذا بالملاك يتقدمه ويقول له سأحضر لك طبقك , فللأسف ليس لك كرسي ولكن خذ هذا الطبق.
ما هذا يا سيد كسرة خبز!! لابد إنك غلطان ألا ترى أين تجلس الشغالة التي تعمل عندي؟؟
قال له الملاك أهدأ يا صديقي ، فسأشرح لك كل شيء , لقد أعطاك الله الكثير والكثير جدا.
وأنت لم ترسل منه أي شيء للسماء سوى هذه الكسرة التي ألقيتها لطفل صغير منذ 5 سنوات عندما ألح عليك أن تعطيه شيئا ، هذا هو الشيء الوحيد الذي وصل السماء.
أما هذه الشغالة التي تقول عنها فبرغم حالتها البسيطة كانت تعطي نصف ماهيتها للفقراء وتخدمهم بكل حب وتقتسم طعامها القليل مع جارتها الفقيرة ، لقد أرسلت قراطها الذّهبي للسماء وهو كل ما تملك لقد كانت.....
( أتفضل يا سيدي القهوة ) , أستيقظ بطرس على صوت الشغالة وتأمل في مظهرها البسيط , لقد سبقته لملكوت السماوات !! قرر بطرس من لحظتها أن يصير بطرس آخر.
أنها قصة بطرس البخيل الذي مضى وباع كل ما له ووزعه على الفقراء بعد هذه الرؤيا ولما لم يجد شيئا آخر يبيعه باع نفسه عبد وتصدق بثمنه للمحتاجين وقضى باقي عمره سعيدا إذ حول للسماء كل ما يملك واستحق أن تدعوه الكنيسة القديس بطرس بل وتعيد له الكنيسة القبطية فى يوم 25 طوبه . فماذا حولت للسماء يا صديقي؟؟
اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون ( مت 6 : 20 )

2008-05-16

البلبل المجروح


في قديم الزمان وفي احدي الغابات كان هناك بلبلا جميلا يغني باجمل الالحان ليجعل من الغابه جنه صغيره ينعم بها كل من فيها كانت اجمل احلامه هي ان ينجح في ان يعبر عن حبه لمحبوبته الجميله فتاة الغابه وان يوضح لها هذه المشاعر وامنيته ان تبادله شيئا من هذه المشاعر ليس كل المشاعر فمشاعره كانت عميقه وعظيمه وقويه بدرجة جعلته لا يطمع ان تبادله نفس المشاعر ولكنه كان يحلم بجزء بسيط من هذه المشاعر تمر الايام بالغابه وبلبلنا الجميل يلحن ويقفز يمينا ويسارا ليملا الدنيا سعاده وفي يوم من الايام تمرض الفتاه بمرض احتار فيه الاطباء والعظماء حاولوا كثيرا دون جدوي وفتاتنا الجميله تبدأ في الذبول والجفاف يوما بعد يوم حاول الجميع في معرفة مرضها ووصف علاج له دون فائده جن جنون البلبل طار وهبط وهو يبحث عن علاج لمحبوبته
وبعد طول عناء تقابل مع حكيم الغابه فسأله عن علاج لمحبوبته فأجابه الحكيم قائلا :علاجها صعب ولكن ان طالت بها الايام دون هذا العلاج ستموت لذا لابد من علاج وسأخبرك به وهوعباره عن وردة الغابه الحمراء وانت تعلم انها لاتنبت في هذا الوقت من العام وان انتظرنا حتي تنبت ستموت محبوبتك ولكن في هذا الوقت ينبت نفس النوع من هذا الورد ولكنها وردة الغابه البيضاء فيلزم تحويلها الي حمراء اجاب البلبل ولكن كيف ذلك رد الحكيم بتأثر يجب ان يقطع المغامر مسافات طويله شاقه لأقصي الغابه ويبحث عن هذه الورده ويغرس الاشواك في جسده ويضغط عليها بعنف ليسيل دمه عليها ويضغط بقوه حتي تخترق الاشواك قلبه فيسيل منه الدم الوحيد والكافي لتحويلها الي الورده الحمراء ويأخذها ويرجع بها الي الجميله المريضه وعندما تمسكها تشفي في الحال طار البلبل الجميل لايعرف كم من الكيلو مترات قطعها ولاكم من الزمن قد مضي كل تفكيره في جميلته كانت هذه الرحله شاقه جدا ولكنها بالنسبه له اجمل رحله علي الاطلاق رحلة انقاذ محبوبته راجع فيها ذكرياته مع محبوبته تذكر اول مره قابلها فيها تذكر ابتسامتها وكيف كان يعبر لها عن حبه بأحلي الكلمات ولم تكن الكلمات كافيه بل بالافعال تذكر كيف ترك عشه الجميل الهادئ وسط اسرته واستقر في عش بالقرب من شرفتها ليراها كل صباح ومساء واعتبرها كل اسرته بل كل حياته وتذكر ضحكاتها ودموعها لم ينسي ايضا ان يتذكر انها لم تقل له كلمه جميله ورغم ذلك لم يصفها بالجحود بل كان يؤنب ذاته ويعتبر نفسه مقصرا في حبها وها هذه الرحله رحلة اثبات الحب لعلها تكون كافيه لاثبات الحب افكار وذكريات واحلام راودته واخيرا وصل الي مكان الورده البيضاء وهاهي الشواك تحيط بها اخترقها بقوه لم يري الدماء تسيل منه ولا الاشواك تدمي ارجله لم تبصر عيناة ريشه الجميل يتطاير بل جسده يتمزق حتي رأسه الجميل لم يبالي بها وهي محاطه ومخنوقه بالشواك كل ماكان يراه محبوبته الجميله وقد شفيت مره اخري اخترق الاشواك وعند اقرب شوكه من وردة الغابه غرس جسده فيها فسالت دماؤه امام عينيه فأصبحت سعادته وهو يري وردة الغابه البيضاء تتحول الي اللون الاحمر تفوق الوصف وليكمل علاج محبوبته غرس بقوه جسده ليصتدم قلبه بطريقه مقصوده بتلك الشوكه القاسيه لتتلون بل تتحول الي وردة الغابه الحمراء فاحتضنها وطار بها لم يكن يخشي ان يموت في الطريق خوفا علي ذاته بل علي محبوبته طار وطار وهويلهث لينقذ محبوبته اخيرا وصل سعيدا وهو يلفظ انفاسه الاخيره دخل من شرفة محبوبته التي كان دائما يري محبوبته فيها وكان كل حلمه ان يقدم وردة الغابه الحمراء لمحبوبته لم يستطع ان يصل الي السرير الذي ترقد عليه محبوبته لكنه لفظ انفاسه الاخيره ليس فقط بسب قلب الجريح الذي سالت دماؤه ولامن هول رحلته العجيبه بل عندما وجد محبوبته مع حبيب اخر لايعرف معني الحب ولا التضحيه ولكنها كانت بين احضان الخداع والوهم مات البلبل ولكن الحب الذي قدمه لن يموت

ومات رب المجد ولم نزال نحن في احضان الشيطان

اذكروني في صلواتكم

الإبن المحبوب


اعتاد الأب أن يدعو إبنه بـ"الإبن المحبوب" مثل صباح الخير أو مساء الخير يا إبني المحبوب... كيف كان يومك يا إبني المحبوب.... هل استطعت أن تجد حلا لمشكلتك مع المدرس يا إبني المحبوب... وهل وفقت في اختيار ملابس لك يا إبني المحبوب.... وهكذا.. إلخ.
وفي هذا الجو الذي يفيض حبا، كبُر الولد بين أب وأم تربطهما مشاعر المودة والحب والاحترام.... ولما مرض الأب كان الإبن بجواره يسمع منه كلمة "يا إبني المحبوب" بنظره عين... بلمسة يد.... بابتسامة هادئة... أو بقبلة..
ومات الأب وافتقد الإبن حب والده وحنان والدته وسط تدفق المعزين... ورنين التلفون... وكلمات الأسى والحزن... ودموع الفراق والوداع... وتمنى الإبن أن يرى والده في حلم... أو في رؤيا..
وفي يوم... كان الإبن جالسا يتساءل "ترى لماذا لم يرى والده حتى الآن؟!... وفيما هو مستغرق في أفكاره المظلمة شعر بذراعي أمه تعانقاه... وصدرها يحتضنه... بينما آتاه صوتها الحنون: "فيما تفكر هكذا باستغراق يا إبني المحبوب".... هنا فقط عرف الإبن أن أباه لم يمت... لقد استطاع أن يرى والده أخيرا... ويشعر بحبه... من خلال محبة أمه... حقا إنه مازال "الابن المحبوب".

كل قطرة مياه لها ثمنها


إذ دعانا رئيس جامعة الروح القدس الكاثوليكية بلبنان لنجلس معاً على إحدى قمم جبال لبنان الجميلة راعنا منظر المياه التى تتسلل وسط الجبال المكتسبة بالخضرة . مع جمال الطبيعة تجد النفس أيضاً الهدوء الداخلى لتستشف حقيقة ذاتها.. وتدرك عطايا الله لها . قال الأب رئيس الجامعة:- منذ شهور كنت استضيف أستاذاً جامعياً أجنبياً في نفس المطعم، وقد أعجب بالمنظر جداً، لكنه بعد فترة تسأل: أين تذهب المياه المتسللة من وسط الجبال؟
أجبتة إنها تنحدر حتى تبلغ البحر الأحمر المتوسط. وقعت هذة الكلمات كالصاعقة عليه، إذ قال: كيف يكون هذا؟ إن كل قطرة مياه لها ثمنها! لو أن هذه المياه في بلدنا لما تركنا قطرة واحدة تنساب إلى البحر، بل نستغلها لتحول الصحارى والبرارى إلى جنات!
أصيب الأستاذ الجامعى بحزن و مرارة لإهدار الموارد الطبيعية، وعدم إستغلال عطية الله للمجتمع.
هذة هى مشاعر السمائيين حين يرون أنهار مياه حية تنساب في قلوبنا لكنها لا تنحدر لتروى قلوب الآخرين الجافة.
وقف السيد المسيح في اليوم الأخير العظيم من العيد ونادى قائلاً: إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب؛ من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى (يو38، 37:7). داخلنا كما في داخل الآخرين.

غباوة سجين

سمع أخنوخ عن الإمبراطور وعظمته وجبروته وأيضاً عن غناه وجماله فأحبه جداً، وكثيراً ما كان يقتني صورته ليضعها أمامه ويخاطب صاحبها في إجلال وإكبار.
ارتكب اخنوخ جريمة ما دفعت به إلى السجن، ليعيش في زنزانته يعاني من العزلة والضيق في مرارة. لكنه بقى موالياً للإمبراطور لا حديث له مع السجان أو المسجونين أو الزائرين إلا عنه!
إذ كان الإمبراطور يحب السجين جداً،اشتاق أن يُسجن عوضاً عنه. فتخفى الإمبراطور مرتدياً زي سجين عِوض الثوب الملوكي والتاج، طالباً تنفيذ الحكم الصادر ضد أخنوخ فيه.
دخل الإمبراطور الزنزانه بثياب رثة، ليأكل خبز الضيق ويشرب ماء المرارة، يعيش بين جدران السجن وسط المساجين الأشقياء، بينما أنطلق أخنوخ في حرية يخلع الثياب الرخيصة المهينة، ويرتدي ثياباً فاخرة، يشارك أسرته واصدقاءه الحرية والحياة.
كم كانت دهشة الكثيرين حين شاهدوا هذا السجين ـ الذي أحبه الإمبراطور، وسُجن عوضاً عنه ـ يخجل من الإمبراطور ويستهين به، محتقراً أياه لأنه ارتدي ثياب السجن، ودخل إلى زنزانته نيابة عنه. لقد كرمه جداً في غيابه وبُعده عنه كجبّارٍ عظيم حيث كان محاطاً بالعظمة الملوكية، والآن يستخف بحبه!
هذا ما حيّر القديس يوحنا الذهبي الفم الذي روى لنا قصة الجحود هذه إذ رأى اليهود واليونانيين يحتقرون المصلوب من أجلهم، متذكراً كلمات الرسول بولس : "ونحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهاله" (1 كو 1 : 23 ).
لم يكونوا قادرين على قبول حب الله الكلمة وتنازله ليدخل إلى زنزانه حياتهم، رافعاً إيّاهم إلى حرية مجد أولاد الله.
يبقى الصليب سرّ العشق الإلهي، يختبره من عرف الحب الإلهي العملي الباذل، فيرى الله ليس في معزلٍ عنه وإنما يبادره بالحب.
ليصمت فم ذاك الفيلسوف الفرنسي، سجين القرن العشرين القائل :" أبانا الذي في السماوات ؛ لتبقَ أنت في سماواتك ولنبقى نحن في أرضنا...! "

ما لم تره عين

رقد الرجل على فراش الموت، و إذ كان غنياً جداً قال للرب: "هل سأترك كل هذه المقتنيات و أنا قد تعبت فى جمعها طوال ايام حياتى؟ أما تسمح لى بإحضار بعض منها معى؟".
فأجابه الرب: "و لكن لماذا؟ إن الأشياء الأرضية لا تصلح لمعيشة السماء".
"أرجوك يا رب أسمح لى".
"حسناً، يمكنك إحضار حقيبة واحدة فقط".
و هكذا أمر الرجل الغنى أحد خدامه بملء أكبر حقيبة لديه بسبائك الذهب المستطيلة.
وصل الرجل على أعتاب السماء فاستوقفه ملاك قائلا: "إنك لا تستطيع الدخول بهذا!!!"
"أرجوك اسمح لى فأنا طلبت من الرب هذه الطلبة أن أحضر بعضاً من أموالى معى"
"حسناً و لكن ترى ماذا أحضرت؟!! هل تسمح لى برؤية ما فى الحقيبة"
"تفضل"
نظر الملاك داخل الحقيبة ثم ابتسم ابتسامة عريضة.
تعجب الرجل جداً و سأله : "ما الذى يجعلك تبتسم هكذا؟!!" فقال الملاك: "لأنى متعجب كيف إنك أحضرت معك ما نستعمله هنا فى رصف الأرضيات!!!!"
بالرغم من هذه القصة رمزية إلا إنها تعبر لنا بوضوح على إن كل ما قد نقتنيه على الأرض لا يساوى شىء بالنسبة للأمجاد المعدة لنا من قبل إلهنا المحب.

2008-05-15

البخيل


كانت أسعد لحظات حياته عندما يقفل باب حجرته بالمفتاح ويفتح الخزنة ويعد ما معه من نقود ويضيف عليهم إيراد الأسبوع ثم يستمتع بأن يعدهم ثانية و يغلق الخزنة ثم يفتح الحجرة معلنا لزوجته وأولاده أن الحالة الاقتصادية متدهورة ويجب ربط الأحزمة.
أما أسوأ لحظات حياته هي عندما يسأله فقير صدقة ، فيشعر بارتفاع في الضغط ويشتمه مطالبا إياه بعدم العودة ثانية وإلا أبلغ عنه الشرطة.
وفي أحد الأيام طرق الباب ففتحت الفتاه الشغالة فوجدت سيدة وقورة لا يخلو وجهها من مسحة حزن تسأل عن الأستاذ بطرس, فسألتها من هي فقالت لها : ( قوليله زوجة فراش المكتب) ، أخبرت الشغالة سيدها بذلك فجاء مسرعا ليعرف إن كان هناك أي أخبار تتعلق بالعمل.
قالت السيدة( أنا جاية لك تنقذني , إن ابنتي على وشك أن تموت والطبيب قال إنها تحتاج لعملية مستعجلة وأدوية غالية وأنا محتاجة لمبلغ سلف من سيادتك ومستعدة أن أشتغل به عندك لغاية ما أموت يا بيه )
احمر وجه بطرس من الغضب وصرخ قائلا: بره..بره..سبيها تموت. كيف تجرأت أن تدخلي بيتي لهذا السبب التافه قولي لزوجك اللي بعتك أنه مرفود من العمل وتركها ودخل غرفته ورزع الباب وراءه.
شعرت الشغالة أن سهما يخترق قلبها فجرت وراء السيدة وفي لمح البصر خلعت الحلق الثمين (تحويشة العمر) من أذنيها وأعطته للسيدة وهي تقول لها أرجوك تطمنيني عليها , دمعت عينا السيدة عرفانا بجميلها ونزلت.
أما بطرس فجلس على كرســيه وهو يرتعــش من العصــبية , ولم يدر ماذا حـــدث له حتى وجد نفسه يسير في قصر رائع ... لا ليس قصرا إنه شيء أشبه بالخيال.... ما هذه الأحجار الكريمة....الأنوار البهية.....النغمات العذبة.....
لم ينغص عليه شيئا سوى الشعور بالجوع القارص وهو يرى مائدة كبيرة عليها ما لذ وطاب ويجلس حولها أشخاص عظماء لا يعرفهم ولكنه استطاع أن يميز ملكة عظيمة تلبس تاجا رائعا فتفرس في وجهها ولدهشته الشديدة وجد أنها الشغالة , هنا لمعت عينيه وهو يفكر في سعادة إن كان هذا هو مكان الشغالة بتاعتي فأين سيكون مكاني!!
وإذا بالملاك يتقدمه ويقول له سأحضر لك طبقك , فللأسف ليس لك كرسي ولكن خذ هذا الطبق.
ما هذا يا سيد كسرة خبز!! لابد إنك غلطان ألا ترى أين تجلس الشغالة التي تعمل عندي؟؟
قال له الملاك أهدأ يا صديقي ، فسأشرح لك كل شيء , لقد أعطاك الله الكثير والكثير جدا.
وأنت لم ترسل منه أي شيء للسماء سوى هذه الكسرة التي ألقيتها لطفل صغير منذ 5 سنوات عندما ألح عليك أن تعطيه شيئا ، هذا هو الشيء الوحيد الذي وصل السماء.
أما هذه الشغالة التي تقول عنها فبرغم حالتها البسيطة كانت تعطي نصف ماهيتها للفقراء وتخدمهم بكل حب وتقتسم طعامها القليل مع جارتها الفقيرة ، لقد أرسلت قراطها الذّهبي للسماء وهو كل ما تملك لقد كانت.....
( أتفضل يا سيدي القهوة ) , أستيقظ بطرس على صوت الشغالة وتأمل في مظهرها البسيط , لقد سبقته لملكوت السماوات !! قرر بطرس من لحظتها أن يصير بطرس آخر.
أنها قصة بطرس البخيل الذي مضى وباع كل ما له ووزعه على الفقراء بعد هذه الرؤيا ولما لم يجد شيئا آخر يبيعه باع نفسه عبد و تصدق بثمنه للمحتاجين وقضى باقي عمره سعيدا إذ حول للسماء كل ما يملك واستحق أن تدعوه الكنيسة القديس بطرس بل وتعيد له الكنيسة القبطية فى يوم 25 طوبه . فماذا حولت للسماء يا صديقي؟؟
اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس و لا صدا و حيث لا ينقب سارقون و لا يسرقون ( مت 6 : 20 )

2008-05-14

الإنسانية الـمعذبة


مررت في الطريق فلفت نظري أني رأيت ثلاث فتيات يبكين بكاءاً مراً. فدفعني الواجب الإنساني بالسؤال عن أسمائهن, ولماذا يبكين ؟
سألت الأولي: مَن أنتِ ؟
فقالت: ( أنا الرحمة ).
قلت: ولماذا تبكين ؟ وقد عهدنا بكِ تمسحين الدموع وتخففين الأحزان .
أجابت : نعم.
ولكنني أبكي لأن أولادي قد ماتوا , وأهلي تنكروا لي فطردوني, ولا أجد مكاناً استريح فيه. فبعد أن كان يرحب بي الناس في قلوبهم ’ فأفيض على الفقراء بالخير , وعلى البؤساء بالهناء , أصبحت مهانة طريدة , لا مأوى لي ولا قرار.
سألت الثانية : وأنتِ مَن ؟
قالت : ( أنا الشفقة ).
قالت لها: ولماذا تعلو الكآبة وجهك السموح وترتدين المسوح , وتجلسين على الرماد ؟
أجابت : كنت قد اتخذت قلوب الناس مسكناً , وبذلك رققت عواطف الآباء نحو الأبناء , والرجال نحو النساء , والأغنياء نحو الفقراء .
وإذا بالأيام تتمخض فتلد بنتاً أسمها (القساوة) فحلت في القلوب مكاني فأصبحت كما تراني طريدة مُشردة.
فسألت الثالثة: وأنتِ مَن؟
أجابت: ( أنا الإنسانية ).
قلت لها : ولماذا تعجين عجيجاً أشد من عجيج البحار , وتنتحبين انتحاب الثكلى ؟
قالت: كيف لا أنتحب وبنتي (الفضيلة) سقطت في ميدان القتال , وانتصرت عليها الرذيلة.
وهاك صوت الحرب ينذر العالم بالشر , وصوت السلام خافت يكاد لا يُسمع. وها هي الخلاعة قد خلعت عنها برقع الحياء , فأصبحت تسير في الشارع مستهينة بالآداب العامة محتقرة كلام الرب , معرضة عن اللياقة.
أما الحشمة فقد لزمت عقر دارها لا تجرؤ على أن تظهر بين الناس, لأنهم يعتبرون أن وقتها مضي وفات.
فرحم الله عهداً كان للرحمة والشفقة والإنسانية المكان الأول . وكانت الفضيلة تتربع على عرش القلوب.
انتحيت ناحية وبكيت ما شاء لي البكاء , على الضحايا الذين ذهبوا ضحية هذه الحياة الثقيلة . ورأيت العالم مسوق إلى هوة سحيقة يجري إليها بسرعة .
العالم كركاب سفينة هبت عليهم ريح , فساقتها إلى حيث لا تعلم المصير , أمامها صخور عالية تهددها , والأمواج ترفعها ثم تخفضها . والركاب في خوف وفزع يتوقعون الموت بين لحظة وأخرى.
وعند ذلك ظهر المسيح ماشياً على الماء , واقترب من السفينة وقال للركاب : ( لا تخافوا أنا هو ).
وعندما شرف بمجده السفينة , استقامت في سيرها , والأمواج هدأت , والصخور انحنت أمام عظمته , والبحر هدأ بعد هياجه.
قلت .. آه .. يا إلهي .. إن العالم الآن كركاب السفينة , الصخور تنتظرهم , والأمواج تهددهم , والبحر يكاد يبتلعهم , ولا سبيل إلى هدوء السفينة , إلا بأن يشرفها المسيح بوجوده .
فإذا لم يسلم العالم نفسه للمسيح ليقوده , ويسمح له بأن يدخل في السفينة ليتسلم دفتها ويدير سياستها , فلا أمل للعالم في الشفاء من أمراضه ولا سبيل له للخلاص من أدرانه.
أيها العالم المتألم المريض .. قم .. فطبيبك الشافي واقف على الباب , وهو مستعد أن يعالج ما فيك من أدواء.
أيها العالم المسكين الفقير في الأخلاق , هوذا رب المجد قادر أن يغنيك فيرد إليك بهجة الحياة ويعيد إليك الفردوس الضائع .
أيها العالم البائس .. تعال .. إلى مصدر الرجاء ليرفع عنك بؤسك ويعطيك العزاء.
اقشعري أيتها الإنسانية المعذبة وأبكي بكاء الثكلى , على الحروب الطاحنة التي تدور بين بني الإنسان في كل زمان , والدماء البريئة التي تسفك , والاستهتار بالأنفس والفتك بالبشر , بما لا يستطيع عمله الوحوش الكواسر.
فمن غازات سامة خانقة , إلى قنابل تقذفها الطائرات من علو شاهق , وتقذف نيرانها المتأججة في هدوء الليل والناس نيام , لتترك وراءها جثثاً مكومة , إلى تلك الصواريخ عابرة القارات التي تحصد في نفوس الناس حصداً , وتترك وراءها قلوباً متقطعة , وأحشاءاً ممزقة , وجثثاً متناثرة هنا وهناك بحالة تفتت الأكباد.
الألـم هو العَلَم الذي
يرفرف على كل بني البشر

الرسائل


دق جرس الباب ، وإذا به كاهن كنيستنا ولقد كانت مفاجأة بالنسبة لي ، كيف حالك يا دكتور ؟ وكيف حال المدام و ابنك الدكتور الصغير؟ قالها لي أبونا.
الحمد لله يا أبونا ، أنا في خير حال وابني يدرس الآن في طب 6 أكتوبر لأنه لم يستطع أن يأتي بمجموع طب الإسكندرية حيث كنت أتمنى أن يمكث دائما بجانبي حتى لا يقتلني القلق عليه.
لا يهم يا دكتور فالله معه هنا أو هناك ، وابتدأ أبونا يتكلم ويعظ ثم طلب مني إنجيلا ، أما أنا فقد كنت في غاية الحرج من منظر الإنجيل والتراب والغبار يعلوه.
- يبدو إنك لم تقرأ الإنجيل منذ فترة يا دكتور.
- نعم فقد قرأته كثيرا وأنا في صباي ولا أعتقد أن به شيئا جديدا لم أقرأه.
حاول أبونا أن يقنعني بفائدة الإنجيل وإنه رسالة الله المكتوبة لنا يوميا ولكني لم أنتبه لكلامه كثيرا وسايرته في الحديث حتى انصرف.
بعد 30 يوما ، دق جرس الباب وإذ به أبونا جاء ليفتقدني ثانية ، أهلا ومرحبا بك يا أبونا ، أهلا يا دكتور ، كيف حالك وحال المدام والدكتور الصغير؟ الحمد لله.
قال أبونا : لقد زرت الدكتور الصغير في المدينة الجامعية بـ6 أكتوبر لأطمئن عليه بنفسي و وجدت عنده مجموعة من الرسائل بل مئات الرسائل.
- هذا صحيح فأنا أبعث له بجواب كل أسبوع حتى أطمئن عليه.
- نعم نعم لقد قال لي كما تــقول ، لقد قـــال الدكـتور الصـغير إنك تبـعث لـه بجواب في بداية كل شهر وهو الجواب المهم بالنسبة له لأنه يحتوي على مصروف الشهر ، أما بقية الرسائل فإنه لا يفتحها.
- ماذا ؟ لا يفتحها ؟ قلتها غاضبا و مذهولا....لماذا ؟!
لقد سألته نفس السؤال ، فقال لي : إنها رسائل مكررة يحثني فيها أبي على حضور المحاضرات وعدم التزويغ منها وعلى المذاكرة بكل جد واجتهاد و يرجو مني أن أصبح أفضل طبيب في مصر وألا أتحدث مع البنات في الكلية حتى لا أنشغل بقصة حب عن مستقبلي وألا أصادق أحدا يشرب السجائر ، كل مرة نفس الكلام ، فلماذا أقرأ هذه الرسائل ، فهي مكررة ومملة ، قلت له : ولكنها من أبيك ، قال لي: لا أريدها ، فأخذتها منه و ها هي كل الرسائل التي كتبتها أنت له.
صدمت وأحسست بحزن شديد ، كيف أن ابني الوحيد لا يحب أن يقرأ رسائلي !! و لكني استوعبت الدرس من أبونا ، لقد أراد أبونا أن يعلمني الدرس ، فكما إني لم أقرأ أنا رسالة الله لي واعتبرتها بعض النصائح التي أعرفها والتي كنت قرأتها في صباي والآن لم أعد محتاج لها ، فها هو ابني أيضا يرفض رسائلي التي أرسلها إليه.
الإنجيل هو كلمة الله لي كل يوم ، مهما تقدم بي العمر و مهما قرأت ، فسأجد كل يوم في الإنجيل شيئا جديدا ، فهو ليس مثل أي كتاب كتبه إنسان قرأته مرة وأعجبني وانتهيت منه ، وليس كتاب دراسي أحفظه حتى الامتحان ثم أنساه بل هو حياة مستمرة لي ، كل يوم أنهل منه الكثير والكثير.
لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين (عب 4 : 12)

المحبة تتأنى


فى بداية العام الدراسى الجديد دخل الأستاذ لطفى أستاذ مادة الرياضيات إلى الفصل وبدأ حديثة قائلاً:- صباح الخير يا أولاد.
- أجاب التلاميذ: صباح النور يا أستاذ.
- الأستاذ: النهاردة مراجعة عامة على بعض الدروس التى درستوها العام الماضى. أنا سوف أكتب على السبورة بعض المسائل، وتكتبوها فى كراسة الواجب وأشوفها بكرة محلولة.
- التلاميذ: حاضر يا أستاذ.
فى صباح اليوم التالى دخل أستاذ لطفى الفصل وسأل عن الواجب قائلاً:
- إللى عمل الواجب يرفع إيده اليمين.
- رفع جميع التلاميذ إيدهم اليمين ما عدا واحداً فرفع يده الشمال.
- إغتاظ المدرس وقال: إنت يا ولد ما سمعتش أنا قلت إيه، وكمان مش عارف إيدك اليمين من إيدك الشمال.
كان ماجد ينظر لأستاذه نظرات الألام والحزن، لم ينطق بكلمة واحدة، لكن تعبيرات وجه البرىء كانت تكفى، وبدأت دموعه تنهمر وسط سكون باقى التلاميذ وصمت يترقب ما سيحدث لزميلهم.
أخذ الأستاذ لطفى يقترب من ماجد خطوة خطوة ببطء، وفجاءه يرفع يده ويصفع ماجد على خده وهو يعنفه أشد تعنيف. نظر الأستاذ إلى يده اليمنى. لكن مع الآسف وجد أن ماجد طفل معوق قطعت يده فى حادث وهو ما يزال طفلاً صغيراً.
لم يجد الأستاذ لطفى كلمات ليعبر بها عن أسفه لماجد وعن سوء فهمه لتصرفه،
لكن بماذا يفيد الأسف بعد جرحه لهذا الطفل المسكين دون ذنب إرتكبه؟
لمجرد أنه ثار فى لحظة غضب ولم ينتظر ليتحقق بنفسه من الأمر، فأسرع وعاقب ماجد، لكن بماذا ينفع الندم!
علمنى يا يسوع كيف أصبر بمحبة فالمحبة تتأنى وترفق

اين الفرح


ذهب الى طبيب للامراض النفسية يشكو لة معاناتة من حزن كبير واكتئاب شديد يقودة الى الانتحار .فوضع امامة وسائل العلاج وقال لة : سافر .... اترك مكان الحزن ... غير مناظر لانك فى السفر ترى ما هو جديد ونتعامل مع ناس اخرين ومن ثم تنسى نفسك ومشاكلك .
فاجاب :انا كل اسبوع فى بلد غير الاخرى , فعملى يقتضى ان اكون دائم الترحال والسفر .
قال الطبيب :تزوج:فان الزواج سيخرجك من دائرة الاهتمام بالنفس الى دائرة الاهتمام بالاخرين .
فاجاب انى متزوج ولى اولاد
. قال الطبيب :اعمل عملا يعطيك شهرة وسمعة وسيطا ,فيفرح قلبك وتتهلل نفسك وتجد استيعاضا لمتاعبك .
فاجاب لا يوجد انسان لا يعرف اسمى .
قال الطبيب :اذن هناك حل واحد .ان تذهب الى المسرح وهناك مهرج كبير ,يستطيع بالاعيبة ان يضحك جمهور كبير لمدة خمس ساعات متواصلة .
فاجاب الرجل : انا هو ذلك المهرج
. اخى الحبيب
ان هذا المهرج يستطيع ان يضحك جمهور خمس ساعات متواصلة ولكنة فشل فى ان يسعد نفسة .
اننا نظن انة فرح ,وفى اللذة انها سعادة ,وفى الهدوء انة سلام .ان الفرح والسلام هما من ثمار عمل الروح القدوس فى القلب ,فالقلب الذى يسكن فية اللة ويتربع على عرشة المسيح .
يكون قلبا ممتلئا بالفرح والسلام الداخلى الذى يفوق كل عقل

آكل لحوم البشر


أنا خرستفوس..زعيم قبيله من تلك القبائل التى تأكل لحوم البشر.. كنت أسير متباهيا وأنا أضع عظام البشر الذين أكلتهم حول عنقى وفى غطاء رأسى الرهيب وكان جسمى ضخما وقويا. .. كنا نقبض على الضحيه وفى أحد أعياد الأوثان كنا نضعها فى قدر كبير مملوء بالماء المغلى بعد ذبحها وسلخها وحولها المشاعل على الأشجار ونحن نضرب الطبول ونشرب الخمور ونرقص ثم نأكل الانسان المسكين فى النهايه . فى يوم أتى رجل اسمه متياس ليبشرنا بالمسيح ، ولكننا قبضنا عليه وقررنا أكله .. لكنه بمعجزه عجيبه شفى أحد شباب القبيله وكان مشرفا على الموت فعفونا عنه .. وبدأ يبين لنا ضلال طريقنا وحدثنا عن محبه الله وخلاص المسيح .. انفتح قلبى مع كثيرين من قبيلتى وتبنا واعتمدنا وصرنا خليقه جديده فى المسيح. نزعت من رأسى وبيتى كل عظام وجماجم البشر الذين أكلناهم وحولنا المعابد الوثنيه الى كنائس تشهد عن الخلاص العجيب. أثار الملك داكيوس الوثنى اضطهادا عظيما ضد المسيحيين وأرسل جنوده لقتلهم فوقعت فى يدهم وامسكونى.. ضربنى الأمير ضربا اليما تذكرت معه آلام سيدى يسوع المسيح وقلت للأمير القاسى: لولا المسيح لأكلتك وماكنت أنت وجنودك تحسبون شيئا أمامى... تعجب الأمير من هذا الكلام فل يكن يعرف اننا أكله لحوم البشر واستفسر عن معنى ماأقول فحدثته عن عمل المسيح فى أنا وباقى القبيله .. لكن الأمير وجنوده وكانوا نحو ثلاثمائه جندى استهزأوا بى وأخذونى ومعى كثيرين الى الملك داكيوس. فى الطريق فرغ الخبز وكدنا نهلك جوعا لطول المسافه ، فتشجعت وصليت على القليل المتبقى منه .. فبارك الرب فيه كما بارك فى الخمس خبزات والسمكتين .. اندهش الأمير وجنوده من هذه المعجزه التى حدثت أمام أعينهم فآمنوا بالمسيح وصار فى هذا اليوم فرحا عظيما .. وكان الأمير طول الطريق يطلب منى أن اسامحه على مافعل بى وكنت أشدده واعلمه أكثر عن المسيح.. حقا كانت رحله عجيبه .. الى أن وصلنا الى الملك داكيوس الذى ارتعب من ضخامه جسدى .. بدأ الملك اساليبه فى التعذيب حتى اترك مسيحى .. حبسنى أولا فى حجره وحيدا مع امرأتين شريرتين بدأتا فى اغرائى بالخطيه.. صليت الى مسيحى كى يحفظنى من الخطيه .. كلمت المرأتين عن المسيح وعن الدينونه القادمه فعمل الرب فيهما وتابتا وآمنتا ففرحت لنجاتى من الخطيه ونجاتهما ويمانهما بالمسيح .. ثار الملك عندما علم بايمان المرأتين وبأننى لم أسقط فى الخطيه .. أمر بضربى بالسياط الموجعه.. احرقنى فى النار لكن كان الرب ينجينى من فى كل مره الى أن أمر أخيرا بقطع رأسى ...

2008-05-13

الجندى المهزوم


إبان الحرب الأمريكية في فيتنام ، رن جرس الهاتف في منزل من منازل أحياء كاليفورنيا الهادئة ، كان المنزل لزوجين عجوزين لهما ابن واحد مجند في الجيش الأمريكي ، كان القلق يغمرهما على ابنهما الوحيد ، يصليان لأجله باستمرار ، وما إن رن جرس الهاتف حتى تسابق الزوجان لتلقى المكالمة في شوق وقلق.
الأب : هالو .... من المتحدث ؟
كلارك : أبى ، إنه أنا كلارك ، كيف حالك يا والدي العزيز؟
الأب : كيف حالك يا بني ، متى ستعود ؟
الأم : هل أنت بخير ؟
كلارك : نعم أنا بخير ، وقد عدت منذ يومين فقط .
الأب : حقا ، ومتى ستعود للبيت ؟ أنا وأمك نشتاق إليك كثيرا.
كلارك : لا أستطيع الآن يا أبي ، فإن معي صديق فقد ذراعيه وقدمه اليمنى فى الحرب وبالكاد يتحرك ويتكلم ، هل أستطيع أن أحضره معي يا أبى ؟
الأب : تحضره معك ؟
كلارك : نعم ، أنا لا أستطيع أن أتركه ، وهو يخشى أن يرجع لأهله بهذه الصورة ، ولا يقدر على مواجهتهم ، إنه يتساءل : هل يا ترى سيقبلونه على هذا الحال أم سيكون عبء وعالة عليهم ؟
الأب : يا بنى ، مالك وماله؟ اتركه لحاله ، دع الأمر للمستشفى لتتولاه ، ولكن أن تحضره معك ، فهذا مستحيل ، من سيخدمه ؟ أنت تقول إنه فقد ذراعيه وقدمه اليمنى ، سيكون عاله علينا ، من سيستطيع أن يعيش معه ..... كلارك .... هل مازلت تسمعني يا بنى ؟ لماذا لا ترد ؟
كلارك : أنا أسمعك يا أبي ؟ هل هذا هو قرارك الأخير ؟
الأب : نعم يا بنى ، اتصل بأحد من عائلته ليأتي ويتسلمه ودع الأمر لهم.
كلارك : ولكن هل تظن يا أبي أن أحد من عائلته سيقبله عنده هكذا ؟
الأب : لا أظن يا ولدى ، لا أحد يقدر أن يتحمل مثل هذا العبء
كلارك : لا بد أن أذهب الآن وداعا.
وبعد يومين من المحادثة ، انتشلت القوات البحرية جثة المجند كلارك من مياه خليج كاليفورنيا بعد أن استطاع الهرب من مستشفى القوات الأمريكية وانتحر من فوق إحدى الكباري.
دعي الأب لاستلام جثة ولده .... وكم كانت دهشته عندما وجد جثة الابن بلا ذراعين ولا قدم يمنى ، فأخبره الطبيب إنه فقد ذراعيه وقدمه في الحرب ، عندها فقط فهم ، لم يكن صديق ابنه هذا سوى الابن ذاته ( كلارك) الذي أراد ان يعرف موقف الأبوين من إعاقته قبل أن يسافر إليهم ويريهم نفسه.
إن الأب في هذه القصة يشبه الكثيرين منا ، ربما من السهل علينا أن نحب مجموعة من حولنا دون غيرهم لأنهم ظرفاء أو لأن شكلهم جميل ، ولكننا لا نستطيع أن نحب أبدا " الغير كاملين " سواء كان عدم الكمال هذا في الشكل أو في الطبع أو في التصرفات.
في زمن الرب يسوع كان هناك العشارين والخطاة وأهل السامرة وكانوا من الفئات المكروهة جدا ، ولكن أتعلم ماذا كان يفعل الرب يسوع؟
لقد كان يعرف تماما إنه ليس هناك إنسانا ــ مهما كان خاطئا ــ سيئ مائة بالمائة ، لذا كان يبحث عن ( الشيء الجيد ) في كل إنسان حتى ولو كان بنسبة ضئيلة جدا ، كان لا يجعل الآخرين يدركون عيوبهم ونقصهم ، لذا كسب السيد المسيح كل من تعامل معه ، لقد أكل مع الخطاة والعشارين ودافع عن المرأة الخاطئة وامتدح إيمان المرأة السامرية ، وتعطف على البرص والخطاة و شفاهم
يا ليت أن نتعلم من معلمنا العظيم ، ليتنا نقبل كل واحد على نقصه متذكرين دائما إننا نحن ، أيضا ، لنا ضعفتنا وإنه لا أحد كامل مهما بدا عكس ذلك .

بطرس العابد


بطرس عديم الرحمه .. كان اسمى أولا .. ولكن نعمه المسيح غيرته .. بل غيرتنى الى بطرس العابد .. ولكن كيف ؟؟ سأرو لك قصتى : كنت غنيا وبخيلا جدا ، لاتعرف الرحمه طريقها الى قلبى ، وكان أكثر الناس كراهيه الى قلبى هم الفقراء. جاءنى أحد الفقراء يوم ما وأنا أقف أمام عمالى وهم يخبزون .. وطلب رغيفا ، فلم ألتفت اليه ونهرته .. ولكن تحت الحاح الفقير امسكت برغيف خارجا لتوه من الفرن الحامى والقيته فى وجه الفقير صارخا فيه ان يبعد .. فأخذ الفقير رغيف الخبز ومضى متألما وشاكرا. فى الليل على فراشى رأيت رؤيا عجيبه.. رأيت كأنى فى الدينونه الأخيره .. وميزانا عظيما يمسكه رئيس الملائكه.. جاءت جماعه وجوهها سوداء رهيبه ووضعوا فى الكفه اليسرى للميزان اعمالى الشريره فمال الميزان بشده للناحيه اليسرى .. فأعمالى الشريره كانت كثيره جدا .. ثم أتت جماعه نورانيه وتحيروا اذ لم يجدوا لى شيئا حسنا يضعونه فى الكقه اليمنى فقال رئيس الملائكه .. ألا يوجد شيئ من الخير صنعه هذا الرجل فى حياته لنضعه له.. حينئذ تقدم ملاك ووضع رغيف الخبز الذى ألقيته فى وجه الفقير فى الكفه اليمنى.. وقال : لم نجد سوى هذا... استيقظت من الرؤيا الرهيبه وصرخت قائلا ويل لك يابطرس عديم الرحمه.. فقد هلكت. اسرعت الى الكنيسه وهناك قدمت توبه أمينه لمسيحى .. فملأنى الرب بحب عجيب للفقراء حتى اننى فتحت أبوابى للفقراء حتى صرت أنا فقيرا ... ولما اشتهرت بين الناس هربت الى بريه القديس أنبا مقار وترهبت هناك ، وقد أكرمنى الله بأن عرفنى يوم انتقالى الى السماء مع فادى الحنون .. وتتذكرنى الكنيسه يوم 25 طوبه وهى تدعونى بطرس العابد.

لاأهملك ولاأتركك


أغلقت هيلين عينيها وبأصابعها أخذت تحرك خصائل شعرها ,فقد كانت فى منتهى الحزن ,وحاولت أن تصلى:"يارب ,أعنى أن أواجه هذه الظروف الصعبة ,ساعدنى أن أكون قوية"وجرت دموعها مدرارآ على وجنتيها.كانت هيلين على أهبة الخضوع لعملية استئصال الثديين.هل يمكنها أن تحتمل هذا؟ وهل سيحتمل زوجها هذا؟ وهل سيظل يحبها ؟ وماذا سيحدث من زميلاتها حين ترجع الى العمل فى المكتب التى تعمل فيه؟ كان ذهنها مشتتآ فى كل ناحية , وكلنت تفكر :الشيطان يلعب بى .وها هى تترك له الفرصه لذلك بأفكارها !ولانها كانت مؤمنه حقآ بالمسيح فكانت تعرف أن الله لن يتركها ولن يدعها تجرب فوق ما تحتمل. والان ها موعد العملية يقترب , ويقترب جدآ بأسرع مما تحتمل ,وكل المشهد كان يفزعها:الممرضات يدخلن ويقسن الحرارة والنبض , وأحد الاطباء يخبرها كم من الوقت ستستغرق العملية , وماذا يتوقع أن يحدث لها؟أما هى صلت مرة أخرى:"يارب أنت تعرف أكثر مما أعرف عن نفسى . أعنى ,أعطنى سلامك"وكانت تردد " أه لو سمحوا لزوجى أن يكون معى .أو أى واحد يكون معى ويصلى معى , وأحست بأنها وحيدة .وليست وحيدة فقط بل وخائفة .وهل هى هكذا ضعيفة.؟ وهل هى فاقدة أيمانها ؟ وأغمضت عينيها وحاولت أن تهدى من نفسها . أنها على وشك أن تدخل ساحة الالم . وحتى الحقنه التى أعطوها لها لم تهدئها لماذا يحدث معها هذا؟ هل بسبب خطاياها ؟ ولكنها تعلمت أن الله لم يعد يعاقب الانسان على خطاياه , فالمسيح رفع عنها عقوبة الخطية.هذا كان فى العهد القديم فقط !!تذكرت عنوان فصل فى كتاب يقول : الالم لم يعد عقابآ , بل شركة مع الام المسيح ". لم تحاول أن تستزيد من سؤال الله .ولكنها مازالت تتساءل . وسمعت صوت الستارة يتحرك, وفتحت عيناها , فأذا سيدة متقدمة فى السن بشعر يميل لونه الى الرمادى , اقتربت منها وكانت أبتسامتها حلوه,وعيناها تبرقان . وبصوت ناعم سألتها:هل تحبين أن أصلى معك"؟ ولم يكن فى وسع هيلين أن تهز رأسها بالموافقة . وأمسكت السيدة بيدها وهى متمددة على الفراش وبدأت تسلى.وفى الحال تسلل السلام الى قلب هيلين, ولاول مرة وتملك سلام الله على قلبها بدلا من الخوف ,وصلت السيدة ان يحيط الرب هيلين بذراعيه.وسألت الله أن يعطيها السلام .وأحست هيلين بحضور الله . ولم تحس بسلام مثل هذا من قبل,ولم تنتبه هيلين الى أن السيدة غادرة الغرفة,ثم أتت الممرضات ليحملنها الى غرفة العمليات, وفى الحال شكرت هيلين الممرضات ,لانهن سمحنا للسيدة أن تدخل وتصلى معها .ونظرت كبيرة الممرضات بأستغراب :"أية سيدة؟ ليس مسموحا لاحد أن يدخل اليك الا هيئة المستشفى هل هى ممرضة؟ وهزت هيلين رأسها بالنفى:"لا , لم تكن ممرضة .كانت سيدة طيبه جدآ ,أتت وصلت معى".وأبتسمت الممرضة وقالت :"هذا مستحيل .يا عزيزتى .هيئة المستشفى فقط هم المسموح لهم بالدخول الى هنا "ولم تنكق هيلين , وأغلقت عينيها وتمتمت : "أشكرك يا رب ,لانك أرسلت لى من يصلى معى . وشكرآ لك .بسبب السلام الذى أنا فيه ".وبعد ساعات من أجراء العملية ,أفاقت هيلين من " البنج " ولما سألتها الممرضات كيف حالك الان؟ابتسمت فقط .كانت لا زالت تحس بسلام وراحة , وعلمت أن الرب كان معها , وتيقنت أن العملية أجريت بيده هو.
وهو كان معها وبجانبها .لقد وعد الله بأن لا يتركها , ولا يهملها , وحفظ الله وعده.

2008-05-12

لا .. لم يتأخر الوقت بعد


فجأة وجد الخروف نفسه بين أنياب الأسد المفترس ، وليس ثمة أمل فى النجاة .. ولنفترض أن المستحيل قد حدث ، وانفلت الخروف وسقط على الأرض ، فهل يقدر أن ينجو ؟
يا للأسف ، من أين له القوة أن يجرى ويعدو بسرعة تفوق الأسد .. وحتى لو نجا منه ، فمن يحميه من الشر الثاني الذى لا يقل خطورة ؟ !! من يحميه من الدب الذي يقف متربصا به .. أوصدت كل أبواب الأمل ، ولم يعد أمام الخروف سوى الاستسلام للموت المحقق ..
لكن الأمر كان مختلفا لدى الله .. كلا ، لم يتأخر الوقت بعد وفى اللحظة الحاسمة التي تفصل بين الحياة والموت .. فى اللحظة الأخيرة قبل أن يموت الخروف من الرعب ، إذ بالراعي الأمين يهجم على الأسد والدب ، ويقتلهما معا .. وأنقذ الخروف من بين أنياب الأسد .. وخلصه من الدب ..
وانزاحت عن الخروف الظلمة المرعبة .. ووجد نفسه آمنا فى أحضان راعيه المحب ..
هذه القصة العجيبة رواها داود إلى شاول الملك (1صم 34:17 – 36) :
"كان عبدك داود يرعى لأبيه غنما فجاء أسد مع دب وأخذ شاة من القطيع . فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه ولما قام على أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته . قتل عبدك الأسد والدب جميعا " ..
إنها ببساطة قصة كل من يأتي للرب بإيمان فى اللحظة الحرجة الأخيرة .. تأمل أيضا هذه الحادثة :
بدأ بطرس فى الغرق :
إلا أنه فى اللحظة الحرجة الأخيرة ، صرخ إلى الرب مستغيثا "يارب نجنى .. "
لا ، لم يتأخر الوقت بعد ، " مد يسوع يده وأمسك به " ( مت 31:14) ..
أيها القارئ العزيز .. لا تقل ، لقد تعقدت الأمور جدا وليس من أمل للنجاة .. لا تقل ، إن الأخطار عديدة ومن المستحيل أن أنجو منها .. لا تصدق إبليس إن قال ليس لك رجاء ..
لا ، لم يتأخر الوقت بعد .. ارفع قلبك إليه واصرخ بكل ثقة "يارب نجنى " ..
حتما سترى يد الرب تمتد إليك وتصنع الإنقاذ مثلما فعل لخروف داود ومثلما فعل لبطرس .. لا لم يتأخر الوقت بعد ..

عظيـــم هــو حنـــانـــك يا رب


القصة باختصار يحكيها طفل عمره 10 سنوات كان يعيش مع احدى قريباته فى احدى قرى الصعيد. وكان النظام صارم فى هذا البيت النوم من 8 مساء والاستيقاظ من 4 صباحا للصلاة وكانت قريبته تقرأ لأهل البيت صباح كل يوم الانجيل وتشرح وتفسر ما قرأته بروح تعليمى وبسلطان ثم ينصرف كل واحد الى عمله.
وفي احد الايام وصلت الجرائد اليومية الى المنزل وحاول الصبى أن يقرأ العناوين الرئيسية ولما لم يفهم بعض الكلمات ذهب الى قريبته طالبا منها تفسير ما تعذر عليه فهمه. فأجابته برقة :"حبيبي أنا آسفة أنا لا اعرف القراءة" الصبي ظن انها تمزح فأعاد السؤال وأتاه نفس الرد.
احتار الصبى كيف أنها لا تعرف القراءة وهي تقرأ أمامه كل يوم الإنجيل بل وتشرح ما تقرأ وظن إنها لا تريد أن تضيع وقتها مع طفل. اضطرت هذه السيدة أن تقص عليه قصتها فقد كانت اكبر أخواتها السبع وكان هذا سبب ألمها وتعبها لمده 19 سنه لأنه لما ولدت وادخلها والدها المدرسة وكان أيامها التعليم مش منتشر وخاصة للبنات فهاج عليه رجال البيت وكانت فضيحة ازاى البنت تتعلم !! دى البنت للبيت!!.
خضع والدها لضغط الناس و أخرجها من المدرسة بعد أسبوع.وبعد فترة ندم والدها على قراره الخاطئ وادخل كل أخواتها البنات المدرسة وأصبحت هى اقل أخواتها فهى الوحيدة التى لا تستطيع القراءة والكتابة. كان الألم يعتصرها وزاد الألم لما رأت أخواتها يقرأن الإنجيل والمزامير وكانت دموعها حارقة على وجنتيها.
وفى يوم فى منتصف الليل أخذت تصلى وتبكى وخرجت منها كلمات عفوية غير مرتبة "يا رب أنت أبو الكل أنا مش عاوزة تعليم ولا شهادات انا بس عاوزة اقرأ إنجيلك المقدس أنا عاملة زى الوثنية وسط المسيحيين أرجوك يارب أرجوك" ونامت باكية وبعد أيام كانت أختها تجلس بجوارها وفى يدها الكتاب المقدس وإذا بها تنطق الكلام قبل أختها وعقلها يفهمه.
كاد قلبها أن يتوقف وذهبت بسرعة إلى احد الكتب المدرسية فى غرفة أخواتها وإذا بها لا تفهم شيئا وعادت الحروف غريبة وغير مفهومة. رجعت إلى الكتاب المقدس واذا بها تقرأه بطلاقة. لقد أعطاها الله القدرة على القراءة ولكن للإنجيل فقط كما كان طلبها. تنيحت هذه السيدة الفاضلة سنه 1980 والكتاب المقدس لا يفارق يدها ولا قلبها.
ألا تعتقدوا أن هذه المرأة ستدين كل من تعلموا القراءة والكتابة ولا يقرأون الكتاب المقدس.عظيمة هي أعمالك يا رب. أنت معلم الجميع.

عايزة قلب ..عايزة اعيش


إنك تعانين من هبوط حاد في القلب ، الحل الوحيد هو إجراء عملية زرع قلب جديد ) قالها الطبيب صراحة للسيدة جوليا التي لم تستطع تقبل الأمر في البداية ، كيف يتم زرع قلب إنسان آخر لي ، كيف يموت إنسان لكي أحيا أنا ؟ ولكن لم يكن أمامها سوى ذلك الحل ، فاستسلمت للأمر الواقع ووضعت في قائمة انتظار المرضى الذين يحتاجون لهذه العملية.
ومر أسبوعان وإذ بطبيبها يكلمها ويبشرها أن شابا يدعى توم قد صدمه سائق طائش ولقى مصرعه ولقد كان قد أوصى بالتبرع بقلبه بعد وفاته ولحسن الحظ إنه من نفس فصيلة دمها ويجب عليها الاستعداد الآن للعملية التي ستتم غدا وبأقصى سرعة. طارت جوليا من الفرح وبالفعل تمت العملية في اليوم التالي ونجحت وبعد شهر أصبحت جوليا تستطيع أن تمارس حياتها بشكل طبيعي ولكن حدث تغير مفاجئ في حياتها ، فبعد أن كانت دائما عصبية ولا تتقبل الآخرين الذين كانوا ينفرون منها ، تغيرت تماما وأحبها الجميع لوداعتها ومحبتها التي تفيض عليهم وابتدأت جوليا تخدم الآخرين تعبيرا عن حبها للمسيح الذي أنقذها.خدمت في مصحة للمرضي النفسيين وأخذت تمر على جميع المرضى في غرفهم وتسمع مشاكلهم وتحاول التخفيف عنهم.وفي غرفة من الغرف وجدت شابا مكتئبا جدا وحالته النفسية متدهورة بشدة ، فتحدثت معه لتعرف مشكلته فأخبرها أن ضميره معذب جدا منذ سنة تقريبا لأنه تسبب في مقتل إنسان برئ بسبب قيادته الطائشة للسيارة وسرعته الجنونية ، وهرب خوفا من العقاب وتركه جريحا على قارعة الطريق حتى مات من شدة النزيف.وفي أثناء حديثه إذ بالسيدة جوليا تكتشف أن الشاب الذي صدمه الفتى الطائش هو نفسه توم الذي تبرع لها بقلبه.فتأثرت جدا وأخبرت هذا الشاب الذي يعذبه ضميره بقصتها وأنها تدين لتوم بالفضل ، ليس لأنه وهبها قلبه فقط ولكن لأنها تشعر أنها لا تسلك حسب صفاتها وطبعها القديم ولكنها تسلك بقلب توم الجديد الذي وهبها إياه وأخبرته إنها تشعر أن قلب توم الذي تحمله داخلها قد سامحه وأنه لا يحمل له إلا كل الحب.صديقي هل تعلم إن هذه القصة لم تحدث مع جوليا فقط ولكنها حدثت مع كل شخص فينا ، لقد مات المسيح لأجلنا ليس لكي يهبنا الحياة فقط بل أيضا لكي نسلك بقلب المسيح في كل أمور حياتنا ، فالمسيح عندما قال لنا : أحبوا أعدائكم ، كان يعلم إنها وصية صعبة للشخص العادي ولكنه قد غفر لصالبيه أولا لكي يهبنا القلب الغافر الصافح عن الآخرين. فهل في جميع مواقف حياتنا نفكر أولا هل هذا التصرف الذي نسلكه يتوافق مع قلب المسيح الذي نحمله داخلنا ؟ قلبا نقـيا اخــــــلق فــــــــي يا الله

2008-05-11

الزعيم


شعر " وفيق " برغبة شديدة بخدمة الآخرين ، لم يرغب أن يلقي عظة أو يقوم بتبرع ، لقد تمنى أن يخدم " الذين ليس لهم أحد يذكرهم " والمتروكين والمشردين. بعد صلاة عميقة ، عرض رغبته على أب إعترافه ، يا أبي إني أريد أن أخدم " أولاد الشوارع " ، فقال له أبونا : إن الأمر ليس بهذه السهولة يا " وفيق " يا بني ويحتاج لحكمة كبيرة حتى لا تعرض نفسك للخطر ، ربما إنك لا تتصورإنك ستقابل مدمنين وحرامية ، لكن أمام رغبته الصادقة ، قال له أبونا ربنا معاك يا ابني. عرض الأمر على أصدقائه ، سخر منه الأغلبية إلا واحد انضم إليه.
أخذ الأسبوع الأول لا يعمل شيئا سوى الصلاة واكتشاف هذا الجو العجيب .... هذا ينام على الرصيف وآخر في محطة ترام ليحتمي من البرد القارص في الشتاء وأطفال يدخنون ويشمون ويسرقون وينشلون.
حاول الاقتراب منهم ودعوتهم لتناول " سندوتش " كل يوم خميس في إي مكان يختارونه ، توجس منه البعض وسألوه : هل أنت بوليس أم مباحث ؟ لكن تدريجيا أحبوه هو وصديقه وصارت جلسة الخميس جلسة محبة وكانوا يلقبون أنفسهم بأسماء مستعارة " الوحش " ، " الأسد " ، " الغول " .......
وعندما وثقوا في "وفيق " أخذوا يحكون له قصصهم..... واحد يتيم الأبوين وواحد تعلم النشل من والده إلا أحدهم ويدعى " الزعيم " كان غامضا ولا يتحدث عن نفسه إطلاقا وكلما حاول " وفيق " التقرب منه كان يهرب منه ، لكن " وفيق " ظل يصلى له.
وبعد مرور سنة قال له الزعيم إنه يريد أن يتحدث معه على انفراد ، وعلى غير عادة الزعيم في إلقاء النكت والقفشات ، بكى ... بكى أكثر مما بكى في حياته كلها .... وقال له :
" أنت تحدثني عن محبة الآب السماوي ، كيف أدرك حب الآب وأنا لا أشعر به ، فقد طردني أبي ( المدير العام ) من البيت في القاهرة منذ 3 سنوات ومن يومها وأنا مشرد حاقد على كل الناس "
طلب منه " وفيق " أن يسافر معه لمقابلة والده ، فأكد له الزعيم إنه لن يفتح له الباب ، وأخيرا قرر " وفيق " أن يذهب للوالد بدونه ، سافر للقاهرة وهو يتضرع لله أن يعطيه الحكمة وعندما فتح أبو الزعيم ، قال له "وفيق " أنا خادم في كنيسة ...... فقال له ببرود : أنا مشغول ، أنا مبتبرعش بفلوس للكنيسة.
لم ييأس " وفيق " بل طلب منه 10 دقائق فقط لأن الموضوع يخص ابنه نبيل عبد المسيح ، فقال له الأب : ابني مات منذ 10 سنين ، فقال له وفيق : كلا لم يمت ، بل يحيا حياة بائسة منذ طردته من سنتين ، لا يجد لقمة العيش ولا دواء عندما يمرض ولا غطاء في الشتاء القارص ولا بيت يأويه. انهار الأب وبكى وجاءت الأم مسرعة عندما سمعت اسم ابنها ، قال الأب : هل تعرف ماذا فعل بي ابني ؟ لقد سرقني ، فضحني وسط الجيران والمعارف ، رفع السكين على أمه لكي تعطيه الفلوس التي يصرفها على المخدرات .....لقد أصبح مجرم..... حرامي
قال له "وفيق" : سأسألك سؤال واحد ، هل تريد أن يرجع إليك أم يقضي باقي عمره هكذا ؟ إذا أردت رؤيته فأتصل بي في منزلي غدا الساعة 7 مساءا وسوف تتحدث معه..... وتركه ونزل.
رن جرس التليفون قبل الـ7 مساءا .....ابني ابني ، أرجوك سامحني يا ابني تعال ، أنا سامحتك على كل شئ ، سامحني أنا كمان.
وضع الزعيم السماعة وارتمى في حضن " وفيق " وقال له : لن أنسى لك هذا الجميل مدى العمر، لقد أدركت الآن مدى حب الآب السماوي ، إن كان أبي الأرضى قد سامحني على كل ما فعلته ، فكم يكون حب أبي السماوي.
سافر الزعيم بعد أن ودع أخواته و أصدقائه و لكن قبل أن يذهب لأبيه الأرضي ، ذهب يشكر أبيه السماوي و قدم توبة حقيقية.
هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين و انا لا انساك ( اش 49 : 15 )

2008-05-10

احلام اليوم الاخير


كانت ليلة مقمرة في نهاية العام سافرت فيها أحلامنا إلى بعيد ..بعيد جدا .. حيث يسكن الحبيب إلى السماء .. كان الجو يساعد على البوح والاعتراف بتلك الأسرار الصغيرة التي تجول بقلوبنا ..
قالت حبة حالمة : كم أود أن اطحن ثم أتألم بنيران المحرقة .. فأصير خبزا نقيا طاهرا يقدم على مذبح الله
فردت عليها أخرى : وأنا أيضا مثلك وان كان الجوعى يثيرون شفقتي .. كم أتمنى أن أصير خبزة تسد جوع طفل صغير ..
همست حبة : آه .. ماذا لو عاد الزمن .. وشاركت في صنع خبزة من تلك الخبزات المباركة التي أشبعت الآلاف ..
قالت حبة بصوت خفيض وهى سارحة ببصرها إلى بعيد .. ربما تستشف المستقبل : رغبتي الأكيدة أن كل الحبوب التي تمتلىء بها سنابلي .. تعود فتدفن في الأرض .. وتموت لتهب العالم ثمارا أكثر فأكثر ..
هتفت حبة بنشاط : أما أنا فأود أن يستخدم الزارع الحبيب امكانياتى الضعيفة في خدمته ما بقى من عمري ..
وظللنا هكذا طيلة الليل .. نتقل بين الأحلام والامانى .. ومع آخر نسمات الليل الباردة .. تكلمت حبة في ركن قصي من الحقل .. حبة صامتة دائما .. لم نعهد منها الكلام .. تكلمت بصوت كأنه أنفاس تتردد .. لم يكن ما تقوله حلما أو أمنية ..بل قصة أو قل حوارا مع النفس ..
قالت : كانت حبة جيدة جدا .. ممتلئة بالنعمة .. منيرة بالرجاء .. كان لها حلمها الخاص .. بل كانت لها أحلامكم كلها مجتمعة ..وعندما بدأت خدمتها كانت كنار تحرق الزوان .. كم من نفوس تابت وقلوب تغيرت ..
كان لكلماتها قوة قائلها .. وكم كانت تتوق لحمل الصليب بكل نشاط وجهاد .. وتدور الأيام وتتسع الخدمة وتزيد المشغوليات .. وتبرد المحبة الأولى .. وتنكشف الذات وبدلا من الجلوس عند أقدام الحبيب ومراجعة الهدف ..
تاهت الحبة في طرق كثيرة ليس بنها طريق الجلجثة وحملت أثقال كثيرة ليس بينها الصليب .. وابتلعتها دوامة الخدمة .. فسقطت حتى الأعماق ..
قلنا : كيف وعهدنا بها إنها تخدم خدمة نارية ؟؟
قالت الحبة في حزن : إننا محدودي الرؤية لقد حدث التعدي في الداخل وهذا لا يخفى على الزارع الحبيب .. لقد صار مجدها في خزيها .. كأنها غيمة بلا ماء تحملها الريح .. أو نجمة تائهة في قتام الظلام إلى الأبد !!
وساد الصمت ربوع الحقل .. ربما انطلقت همهمات أو آهات هنا وهناك
ومع أول خيوط الفجر .. تنسمنا رائحة الحبيب كبخور ذكى وجاءنا صوته كريح دافئة :
احترزوا إذا من يظن انه قائم فلينظر أن لا يسقط .. لأنه إذا سقط فقد لا يعود ويقوم ..
فالجبل الساقط حجارته تنتثر .. وصخره يزحزح من مكانه ..

الببغاء جاكوب

يا ابني ان تملقك الخطاة, فلا ترضى (أم10:1)
كان لمزارع ببغاء أليف سمّاه "جاكوب" وقد تعود ان يطير بحرية في الحقول المحيطةبالمزرعة. وفي أحد الأيام حطّ بين سرب منالغربان التي كانت تسبب كثيراً من الضررلمحاصيل سيده. ولكي يقازم المزارع غزوالغربان بادرهم بدفعة من الطلقات من بندقيته.وبين الطيور التي سقطت بسبب الطلقات, وجدالمزارع ببغاءه مُصاباً بجروح. فقال له: "أيهاالطائر الأحمق, هذا ما يحدث عندما تكون مع رفقة رديئة. هل تسمعني؟ معاشرة رديئة!"وعندما وصل الى المنزل سأل الأطفال أباهمعن جرح "جاكوب" فصاح الببغاء: "المعاشرة الرديئة!".هذا تحذير للأبناء الذين تربوا حسناً في بيوت مسيحية, لكنهم انحرفوا الى المعاشرات الرديئة ووصلوا الى نهاية مؤسفة. اذا كنت منهؤلاء, انتبه وسلم حياتك للرب يسوع واجعلهالصديق المُحب لك. إنه سيحفظك كما أنه يخلصك.

هذا اليوم مقدس للرب إلهكم


كانت مجموعة من العمال تحت قيادة رئيس لهم في ترميم قصر الملك جورج الثالث الذى يقع بجوار لندن وسار العمل بنشاط واهتمام ورئيسهم يشجعهم لإنهاء العمل فى ميعاده .
شعر رئيسهم بكثرة الأعمال المطلوبة واقتراب وقت تسليم المكان مجهزا ، فطلب من بعض العمال أن يحضروا يوم الأحد لاستكمال العمل ، ولكن واحدا منهم اعتذر لان هذا يوم الرب وهو مرتبط بحضور القداس ، فرفض الرئيس التماسه فوعد العامل رئيسه أن يعمل ساعات إضافية في باقي الأسبوع ، أما الرئيس فكان متشددا وهدده بالطرد من العمل إن لم يأت يوم الأحد للعمل .
وهنا كان هذا العامل متحيرا بين أمرين هما طاعة الله بتقديس يومه أو طاعة رئيسه في العمل ، ففضل طاعة الله فطرده الرئيس وخسر وظيفته .
في يوم الاثنين مر الملك جورج بنفسه يتفقد العمل الذي كان يلاحظه بنفسه في كثير من الأيام ، فلاحظ عدم وجود هذا العامل فقال رئيس العمل انه رفض العمل يوم الأحد لذا طرده ، فقال الملك إن الذي يقدس يوم الرب هو أكثر إنسان يؤتمن على العمل عندي وأعاد العامل بإكرام شديد .
+ طاعة الوصية تحفظك مهما عارضك العالم لأنك عندما تطيع الله يصبح هو المسئول عنك والمدافع عن حقك.
تقديس يوم الرب عظيم لان فيه قام المسيح من الأموات ، فان كانت الوصية الرابعة من الوصايا العشر تنص على تقديس السبت فبالأولى في العهد الجديد حيث فاق يوم الأحد في مجده عن يوم السبت فتقدسه في اهتمام كبير .
قدم اهتماما روحيا اكبر في يوم الأحد مثل حضور القداس والصلاة في الاجبية أكثر وكذا قراءات وعمل خدمات وحضور اجتماعا روحية .

2008-05-09

الأن أفرح فى ألامى


كانت المريضة الصينية ترقد فى أحدى المستشفيات وتعانى من قرحة خبيثة فى يدها وقرر الأطباء إمكانية شفاءها أن أعطاها أحد قطعة من جسده وبعض من دمائه , فطلبت من أبنها ولكنه رفض فتأثرت جداً وأخذت تبكى من أجل قسوته وعدم تضحيته من أجلها .
مرت الممرضة المسيحية عليها وعلمت السبب فعرضت عليها أن تقبل جزءاً من جسدها وبعضاً من دمائها , ففرحت المريضة وتأثرت جداً وتمت العملية بنجاح وبدأت المريضة تتماثل الشفاء .
سألت المريضة الممرضة عن سبب هذا البذل العظيم لأجلها فقالت لها " أنى أفعل كما فعل المسيح معى فهو أحبنى وبذل ذاته على الصليب من أجلى وقدم لى جسده ودمه على المذبح " , فتأثرت هذة المريضة وبدأت تسأل عن المسيح والإيمان حتى صارت مسيحية إذ رأت فى المسيحين والمسيح حبأً عجيباً لم يفعله معها أقرب الناس إليها وهو أبنها .

2008-05-07

تكونون أحراراً


كان هناك شخصاً يُدعى "بلاس", وهو فنان يجيد الرسم والنحت, وكان سجيناً بسبب إيمانه بالمسيح في عهد الملك هنري الثالث ... وكان الملك يرغب في أن ينجيه لأنه كان يستفيد من أعماله الفنية, فكان يلح عليه دائما أن ينكر إيمانه بالمسيح ليطلقه من السجن, ولكن "بلاس" كان يرفض دائماً. وأخيراً ذهب إليه الملك وقال له: "إن لم تتخلى هذه المرة عن إيمانك فإنني سأجبر بقتلك". فأجابه "بلاس" ... عفوا جلالة الملك, وهل ملك فرنسا يقول أنه سيجبر على شيء لا يريده؟ إنني رغم أني واحد من أفقر رعايا مملكتك (مجرد فنان فقير) أستطيع أن أقولها بتحدي إنه لا توجد قوة تجبرني على التخلي عن إيماني بالمسيح, فمن منا إذا هو الحر بالحقيقة؟ لقد قال الرب يسوع: <<فإن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً>> (يو36:8), وقال: <<إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية>> (يو34:8).

احبو بعضكم بعضا


طفل صغير لم يتعد عمره الثانيه عشر قالو لي ان اذهب اليه لاجلس معه لانه مريض وأجري عده عمليات وكان جسمه صغير الحجم كجسم طفل صغير وتوقف نموه تقريبا عند هذا الحجم تراه وكأنه طفل في السابعه من عمره كان يعاني من عدة امراض ذهبت اليه وجهه كوجه طفل صغير جدا حركته بطيئه جدا جلست معه ...كلماته بسيطه جدا جدا لم اجد كلمات اقولها له فقد كان منظره مؤلما لاقصي حد!!لم اجد ما اقوله سوي ان اطبطب عليه وانظر في عينيه محاولا ان اظهر من خلال عيني ما عجز لساني عن قوله اظهر له كم احبه واحنو عليه كانت عينيه بريئه جدا وكان يفرح كثيرا عندما كنت ازوره واجلس معه فما كان له اصدقاء او انسان يجلس معه .وحدث ان تغيبت عنه فتره وفجاه وجدته يدخل علي في بطء شديد وقد انهكه التعب الشديد ..سالته :ما الذي اتي بك لماذا تتعب نفسك .انا اسف اني اتاخرت عليك وكانت اجابته الرائعه وهو ياخذ انفاسه بصعوبه شديده فقال لي وهو ينظر الي بتلك النظره الطفوليه البريئه اصلك وحشتنياذابتني هذه الكلمات جداا!وجدت يسوعي الحلو جالسا بجواره ناظرا الي قائلاانظر الي رقه مشاعره .. انظر الي الحب الصافي الصادق .. هذا هو ما اعنيه عندما اقول لكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم .. لقد احبك فبذل مجهودا غير عادي لكي ياتي اليك ..في اقصي درجات مرضه وضعفه وعجزه اتي اليك لانك وحشته!هل وصلك معني الحب؟!اخجلني تصرف هذا الفتي جدا واشعرني باني لم اكن صادقا في مشاعري عندما احب ..الحب ليس كلمات لكنه بذل وتعب من اجل من تحب ..ان تذهب اليه في وحشه ...لا يهم ما تقوله يكفي الجلوس مع من تحب وان تشعر بانه وحشك جداااا
 

website traffic counters
Dell Computers