بحث مخصص

2008-04-26

آلالام ربى -7


أيها الصليب المقدس : إليك نرفع أنظارنا. وكما كان يتطلع بنو إسرائيل إلى عصا موسى وهو يرفعها ليضرب بها الصخرة لتخرج ماء، هكذا نرفع إليك أيها الصليب عيوننا، أنت الذى سال عليك من جنب المخلص دما وماء قال المرنم " ومن الصخرة كنت أشبعك عسلا" ( مز 16:81) أما نحن فنطلب منك ماء مرا ً نظير ذلك الذى شربه نائبنا عليك لأننا نروم أن نتوجع على آلامه ونتحسر على عذابه، لا على آلامه وعذابه فقط بل على خطايانا التى سببت له كل ذلك والتى ما زلنا مقيمين فيها كأننا نروم أن يبقى مخلصنا إلى الأبد معذبا لأجلنا
تطلعى يا عينى إليه مصلوبا. واسمعى يا اذنى صوت المطرقة وهى تدق المسامير فى جسد حبيبى . وذق يا لسانى مرارة ذاقها قبلك الذى " حلقه حلاوه وكله مشتهيات " وتأملى يا نفسي فيما صار إليه إلهك لأجلك . فإنه افترش الصليب وتوسد إكليل الشوك والتحف العرى واتخذ قضيب ملكه مسمارا، وشرابه خلا ومرا. فهلا تحزنين وتندبين إهمالك فى خدمته ؟ ها هو مهان ومعير ، ألا يكسر ذلك تشامخك ويذل كبريائك؟
من انا أيها المخلص الكامل حتى تموت لأجلى ؟ انت الذى تشتهى الملائكة أن تتطلع إلى مجدك. ما قيمة نفسى حتى تدفع فيها هذا الثمن الغالى ؟ إن نقطة دم واحدة تسيل منك تفوق قدرا من السماء والأرض وما فيهما. فإذن نفسي غاليه فى عينيك يا سيدى بهذا المقدار، ولكنها رخيصة فى عينى أنا ! لأنى أستهين بها ولا أسلمها إليك، بل اقدمها قربانا على مذبح شهوة العيون وتعظم المعيشة
فها أنا الآن يا إلهى أغرس فى عينى أشواك غكليلك لكى تتطهرا مما تنظرانه من الشرور. إملأ أذنى بكلمات التجديف التى وجهت إليك حتى لا تعودان تسمعان كلام العالم الباطل. اجعل فمى يشرب المر ّ حتى لا يعود يتفوه بالأكاذيب. ...يا اسفى على عدم قدرتى على احتمال اليسير من التعب لأجلك أنت يا من احتملت أثقل الآلام لأجلى لكى تخلصنى من الأوجاع، اقتبلت الموت لكى تمنحنى الحياة. ولبست جسدى الضعيف لكى توشحنى بروحك القدوس. حملت خطاياى على ظهرك لكى تخولنى نعمتك فاعطنى أن اعتبر أن آلالام لأجلك هى قوتى، والافتقار لأجلك هو غناى، والموت لأجلك هو حياتى. أعطنى أن أعتبر عذابك كنزى، واكليلك الشوكى مجدى. وأوجاعك تنعمى، ومرارتك حلاوتى، وجراحاتك صحتى، ودمك حياتى، ومحبتك سرورى وفخرى
ألا يا مخلصى كيف أشكرك على محبتك هذه لى. وكيف أكافئك على أتعابك وآلامك التى احتماتها لأجلى. لو امكن وقدمت العالم كله ولو قبلت كل وجع يمكن وجوده آلاف الأجيال. لما استطعت سبيلا إلى وفاء ديونى لك : إذن أنا مديون لك إلى الأبد ، وخير لى أن اكون مديونا لك : أما أنت فممجد من الآب وملائكتك ، والخلائق بأسرها تسبحك إلى الأبد. وأما أنا فإنى عاجز عن ذلك وقاصر جدا فأعطنى يا مخلصى الصالح أن أشعر بفضلك فى كل حين
أحبك كثيرا يا إلهى

2008-04-24

الساعة الذهبية

ورشة نجارة كبيرة , زارها صاحبها وكان ثريا جدا , واثناء تجواله بها فقد ساعته الثمينة وسط أرضها الممتلئة بنشارة خشب كثيفة عندها اعلن صاحب الورشة عن مكافأه مالية ضخمة لمن يجد الساعة دب النشاط فى العمال, وضاعفوا من جهدهم وقلبوا الورشة راسا على عقب بحثا عن الساعة , ولكن دون فائدة وعند خروجهم ساعة الغذاء , دخل صبى صغير الى الورشة ثم خرج بعد فترة وجيزة ومعه الساعة الثمينة نظروا اليه بدهشة, أين ؟ وكيف وجدتها؟؟ أجابهم : لم أفعل شيئا وولم أبحث عنها كل ما فعلته انى جلست على الارض ودققت السمع حتى التقطت اذناى صوت دقات الساعة
صديقى .. صديقتى ما اكثر احتياجنا للهدوء للانفراد مع السيد فى جلسة هادئة عند قدميه , نسمع لصوته الهادىء "بالرجوع والسكون تخلصون , بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم " (اشعياء 15:30 ) ان قوتنا الحقيقية ليست بالمجهودات الكثيرة والاصوات الرنانة , بل بجلسة كمريم عند قدمى الرب لنسمع الى صوته فتوكن قوتنا . فهل جلست عند قدميه بهدوء لتستمع لصوته الحلو الرقيق العذب؟

هكذا يصلى الأطفال


كعادتها قامت تلك الطفلة الصغيرة ذات الأربع سنوات من فراشها لتبدأ يومها بالصلاة للرب يسوع فهاهى تركع بركبتيها على الأرض، وتضم كفيها الصغيرتين، وتغمض عينيها، وتخفض رأسها قليلاً وتفتح فاها..
بابا يسوع.. صباح الخير أنا بحبك خالص، بابا وماما قلولى أنك أنت كمان بتحبنى وبتكبلى كل الحاكات الحلوة، تعرف يا بابا يسوع أنا حلمت حلم كميل أوى.. حلمت أنى صحيت الصبح بدرى عشان أحضّر لحفلة عيد ميلادك، دخلت المزود عشان أنضفه.. شلت القشّ القديم كُله كُله وكبت قشّ كِتيد خالص.
أتصور يا بابا يسوع؟! وأنا بنضف المزود لقيت إيه؟ لقيت الخروف بياكل فى السرير بتاعك!! بس أنا زعقتله وقلتله ياكل فى حته تانى وهو طلع شاطر وقال (سورى) وسمع الكلام.
بابا يسوع أنت السرير بتاعك صغنن خالص ومش عليه الأقزام السبعة زى بتاعى ومش فيه كمان بطانية.. أنا هقول لبابا يكبلك بطانية زى بتاعتى عشان مش تكون سقعان.
تعرف إيه كمان؟ الحمار كان عمّال يلعب ويعمل شقلباز على الأرض وكان عامل دشوة كامدة خالص.. بس أنا قلتله: "نسكت هُثْ هُثْ.. زى الحمير الشُطار".كمان يا بابا يسوع كان فى حصان نونو نونو شكله تعبان أوى ومامته الحصانة كانت قاعدة جنبه زعلانة.. أنا طبطبت عليه وقلتله متخفش.. بابا يسوع لما ييكى هيخليك حلو خالص وتركع تلعب تانى مع أصحابك الحُصانات.. ممكن يا بابا يسوع عشان خاطرى تشفيه؟
بابا كبلى لبس كتيد كميل وكمان كوتسى عليه (باربى) عشان أحضر بيهم عيد ميلادك وأنا عمّالة أحوّس وأحوّس عسان أكبلك كادو حلوة.. كنت عايذ أكبلك ميكانو.. لما سألت ماما ضحكت وحضنتنى وقالتلى أنك مش بتلعب بيه! طب أنت بتحب تلعب بإيه؟!
أنا عايذة أديك التويتى بتاعى.. أنت هتحبها كتير أوى خالص.. دى صحبتى وبنعمل كل حاكة مع بعض.. بناكل مع بعض.. ونصلى مع بعض بس ماما مش ترضى تخلينى أخدها معايا مدارس الأحد عشان هى بتروّح مش نضيفه وماما كل شوية تحّميها فى الغسّالة!
خلى بالك عليها يا بابا يسوع وخليها تنام كنبك عشان هى بتخاف من الضلمة.بابا يسوع أنا بحبك أكتر من كل الحاكات.. أكتر من الكاندى والتشوكلت والآيس كريم.. ده أنا كمان بحبك أكتر من تويتى صحبتى
حافظ على بابا وماما وكل أخواتى وأصحابى و... كل حد وكمان حافظ علىّ. أمين

2008-04-23

آلالام ربى-6


يسوع يحمل الصليب....بعد أن صدرالحكم بالصلب على المخلص اقتيد إلى موضع الصلب. وكانت العادة أن الذى يحمل الصليب هو المحكوم عليه بالصلب فأراد القساة أن يحّملوا المخلص ذلك الصليب الثقيل، وقد جرت العادة عند الحكام أن يضعوا على أعين المذنبين وقت القتل غطاء حتى لا يروا أدوات العذاب، ولكنهم لم يسلكوا هذا مع المسيح بل حملوه على كاهله وجعلوه يرى بعينيه آلات تعذيبه وقطرات دمه التى كانت تسيل من جراحه... لقد كان المنظور حينئذ للعالم أن المسيح يحمل الصليب فقط. ولكنه حقا كان يحمل آثام البشر عامة : فالجسم يحمل الصليب والنفس تحمل الخطية. جسمه يتحمل أتعاب أجسامنا، ونفسه تتحمل أتعاب أرواحنا. فهو أراد أن ينوب عنا فى تحمل أثقال أجسادنا وأرواحنا بجسده وروحه
أيها الحمل الوديع : لقد أعياك التعب لما ذهبت فى طلب نفس واحدة حتى استرحت على بئر يعقوب...يو6:4 أما الآن وأنت تسعى فى طلب كل النفوس فلماذا لا تجلس لتستريح من طول الأسفار ومضض الجلدات مع شدة الألم والعناء ... فأعطنى أن اشاركك فى اتعابك.. أن ابكى على الأقل على ذنوبى وأندم عليها شديد الندم لأنها هى التى جعلتك ترزح تحت ثقلها
وفى الطريق تبعه جمهور كثير من النساء اللواتى كن ينحن ويلطمن عليه. وكان بعض النساء متأثرات مما شاهدن مظهرات علامات الحزن وهن فى ذلك منساقات بعواطفهن الطبيعية فقط لرؤية واحد من أبناء جنسهن مظلوما، ولما لم يكن لهن الإيمان المطلوب التفت إليهن يسوع وقال: " يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل على أنفسكن وعلى أولادكن " لو 28:23... فلم تكن الآلام كافية لأن تنسيه إرشاد الناس وتعليمهم ، وبهذا علمنا ألا تلهينا آلام الحياة وشدتها عن القيام بالواجب نحو أنفسنا ونحو الكنيسة، وألا تكون أحزاننا لآلامه نتيجة تأثرنا بعواطفنا فقط، ولكن يجب أن يصور الإيمان من آلامه جلال الحب الفياض والتضحية التامة حتى إذا بكينا فإنما نبكى على فضل أنكرناه، وعطف رفضناه مقدمين بندامتنا طلب العفو والرضوان
أعطنى با إلهى أن اشفق على نفسى قبل أن اتأثر لصلبك لأنك وأنت تحمل الصليب كنت بريئا. أما وأنا بلا صليب فإن خطاياي تثقل كاهلى : قال القديس يوحنا ذهبى الفم : " لأى سبب أراد يسوع أن يساعده سمعان القيروان فى حمل الصليب مع أنه وحده احتمل العذاب والآلام، وذلك لأن المخلص أراد أن يفهمنا أن صليبه المقدس لا يكفى للخلاص دون صليبنا فإن اردنا والحالة هذه أن نخلص يجب أن نتبع المسيح حاملين الصليب بصبر وخشوع لمشيئته تعالى، تابعين معلمنا الإلهى الى الموت
فما أسعدنا نحن لو عرفنا كيف نتبع المسيح فى هذه الرحلة متحملين صليب المحن والشقاء فى هذا العالم.
أشكرك يا يسوع إذ قبلت عنى هذه الآلام لكى تحررنى من ديون خطاياى. وإذا كنت ترانى عودا يابسا : أو كنت ترى فىّ قلبا قاسيا . فامنحنى لينا بزيت نعمتك رطبنى بدمك الزكى. أخلق فىّ قلبا جديدا لحميا وروحك القدوس لا تنزعه منى يا الله

5آلالام ربى


يسوع يُوضع على رأسه إكليل من الشوك ....لما تعب الجنود من كثرة الضرب ضفر بعضهم إكليلا من شوك وناوله لأشرس الجنود فأخذه هذا بيده ووضعه بعنف على رأس يسوع فوخزه الشوك فى صدغيه وجرحه جراح دامية، فلم يبد يسوع أدنى شكوى ولكن الألم الشديد أسال من عينيه دموعا غزيره جرت على خديه واختلطت بالدم السائل من جراحات الشوك...وهكذا اختلطت دموعه بدمه ليتركب منها دواء لشفاء جميع الأمم
فقولى لى أيتها الرأس الكريمة كم كان وجعك لما انغرست فيك الأشواك !فمن يستطيع أن يدرك شدة الوجع الذى شعرت به أنت يا سيدى من غرس أشواك كثيرة ، لا فى رجلك ولا فى يدك، بل فى هامتك الحساسة الشريفة، بل فى صدغيك اللطيفين ، بل فى دماغك المقدس، حيث تؤثر الاذية بل تقتل
فيا مخلصى الأمين . لقد قال عنك داود مخاطبا إياك " وبمجد وبهاء تكلله " فكيف اراك الآن مكللا بإكليل الشوك أنت الذى كللت الإنسان بكل خير وبركة ؟ كيف يكافئك على صنيعك بهذا الإكليل القاسى ؟ أيها الخطاة أمزجوا هذا الدم الجارى من رأس مخلصكم بدموعكم وعبرانكم ، وانحنوا إجلالا لهذه الرأس المكللة بالشوك، فإنها الرأس المرتفعة فوق جميع الرؤوس والمتعالية على كل علو
فتصور أيها الخاطئ وردة جميلة بين الحسك أو ثمرة لذيذه محاطة بالأشواك. هكذا كان مخلصك الحلو الذى هو أبرع جمالا من بنى البشر.. كان مكللا بالشوك. بل كان كما قالت عنه العروس " كالتفاخ بين شجر الوعر كذلك حبيبى بين البنين "... فكيف ترى الأشواك تجرح قلب ملكك ولا تحزن .... كيف يسوغ لك أن ترى سيدك ومولاك معذبا ولا تصحبه على الأقل بدموعك ؟... أيها الخاطئ يكفيك ما جلبته من الإهانة لسيدك بخطاياك ... يكفيك أن كل خطية كانت شوكة حادة تنفذ إلى جبينه المبارك بل إلى قلبه الطاهر ... هيا من اليوم نقدم داخل شوك الانسحاق لتعرف مقدار الوجع الذى سببه الشوك

آلالام ربى-4


يسوع يُجلد ....لقد جلد مخلصنا جلدا شديدا وهوعريانا مربوطا بعامود والجنود يتناوبون فى جلده على كتفيه وصدره المقدس، تارة بالسياط وطورا بحبال ذات أشواك حديدية وأخرى بالسلاسل حتى ترضضت أعضاءه وتناثر لحمه وسال دمه، وتم عليه قول النبى " من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جروخ وأحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت 1ش:6:1
ما هذا أيها الحمل الوديع ؟ أتحتمل كل هذا العذاب لأجل خليقة ساقطة....كيف أهملت نفسك الغالية بهذا المقدار وتركتها فى أشر الحالات... إن نقطة دم واحدة سالت من جراحاتك التى نشات عن ضربات السياط لهى غير متناهية قيمة وثمنا. حقا لقد أفرطت فى محبتك لنا وأحببتنا حبا لا حد له
آه ايها السيد : لقد قبلت بفيض محبتك ان تجرح وتجلد لأجل آثامنا، ولهذا قلت بفم نبيك " كنت مصابا اليوم كله" شكرا يا إبن الله االمبارك على ما بذلت. أما أنت أيها الخطية فما اشرك وما اخبثك. أتنزلين إلهى ليتحمل كل هذه الآلام. ليت العالم ينتهى عاجلا حتى تنحدرى إلى الجحيم مع من ارتكبوه
فهيا يا نفسى، حلقى فوق إيوان بيلاطس وشاهدى مخلصك كيف عرى من ثيابه، وترك وحده بين جماعة الأشرار بدون مدافع أو نصير، وهو لم يظهر أى تذمر أو شكوى. ولم ينطق بكلمة لأثبات براءته وتذكرى أنه احتمل كل ذلك من أجلك ....فإذا حاول العالم أن يجذبك الى ملذاته الباطلة أو امجاده الكاذبة... فإحتمى فى كنف جراحات مخلصك الأمين لتجدى راحة وسلاما... نعم ما من شئ يطرد عنا محبة العالم وبحملنا على اعتبار كل خبراته كالغبار سوى كلوم سيدنا الصالح، تلك الكلوم التى بمجرد أن شاهدها توما صرخ قائلا " ربى وإلهى"
تأملى يا نفسى ... فى جراحات مخاصك أنت التى لا تحتملين أيه كلمة قاسية تصدر فى حقك. كيف حمل المسيح احزاننا وتحمل أوجاعنا ... كيف يهان من قوم قساة بصبر وسكون لأجلك . فإن كان إلهك قد احتمل أمراضك وأسقامك، فكيف لا تحتملين أنت أمراض قريبك ؟ وإن كان هو قد اقتبل التأديب الذى عليك ليشفيك فلماذا لا تسعين أنت معه فى امر شفائك، بل تزيدين جراحه جراحا بأفعالك المنحرفة ولماذا لا تكرهين الخطية التى جرحت حبيبك يسوع بل تتعلقين بها كحبيبة وتهملين خدمة فاديك كعدو ؟ ابغضى يا نفسى الخطية . مزقيها إربا، وذريها كما ذرى موسى العجل الذهبى، ودوسيها بأقدامك واجعلى عينيك فى كل حين نحو من ضرب لأجلك
يا لعظم لطفك ويا لغنى رحمتك وجميل صلاحك يا يسوع. ويا لعظم تقصيرى وشدة كسلى فى وفاء ما على من الشكر لجلالك الأقدس ! إمنحنى يا ربى نعمة لتدوم جراحاتك مرسومة أمامى فى كل حين حتى لا أنساك. علمنى أن أحتمل كل شئ بشكر كما احتملت أنت، لأستحق أن اكون لك بحق

آلالام ربى-3


لطموه ......سأل قيافا يسوع عن تعليمه فأجابه " أسأل الذين سمعوا ماذا كامتهم... ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا أهكذا تجاوب رئيس الكهنة. أجابه يسوع إن كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردئ وإن حسنا فلماذا تضربنى .. يو 19:18-23
فيالها من يد قاسية ، وياله من قلب وحشى. كيف تجاسرت أيها الشقى أن ترفع يديك على ذلك الوجه الملوكى الذى تتطلع إليه الملائكة برعب؟.. نعم تقدم العبد وضرب إبن الله على خده. أضطربت السماء لأنه لم يأمرها أن تنزل عليه صواعق النفمة ، ودهشت الأرض إذ لم يطلب منها ابتلاعه، ولكن إبن الله رضى أن يكون أقل من عبد ليرسل المنسحقين فى الحرية
فما أجحدك أيتها البشرية وما اكفرك بحسنات خالقك لأنه بدل من أن تنطق ألسنتك بحمد من فك الأفواه بعجائب من أنطقها، كالت له التعييرات وقذفته بأنواع السباب وصوبت إلى وحهه الطاهر اللطم والتفل والبصاق
لقد خلقنا الله لكى نكرمه ولكننا أهناه. رب الكرامة أهين، صاخب المجد أختقر. اما أنت أيها الحاطئ فإذا كنت تروم أن تعزي الإبن فاغسل دنس نفسك بعبرات التوبه لأنك بهذا تكون قد غسلت البصاق عن وجه المسيح لأن نفسك هى صورته تعالى تك26:1

-2 آلالام ربى


يسوع يقبض عليه ويُحاكم.... ها قد حان وقت مكافئتك يا سيدى يسوع عن العرق الذى سكبته فى البستان وعما قبلت إحتماله لخلاص الإنسان.... قال ماريعقوب السروجى ... أسرع القش ليجرى الخصام مع اللهيب. والتراب والغبار يضادان الريح الذى يقلع الجبال، السحاب والغمام خرجا بالتهديد على النهار . والظل اختل وحاول أن يربط الشمس.... فلماذا صمت يا يسوع ؟ إن أقل أهانه تلحقنا تدفعنا إلى الإنتقام ممن أهاننا، أما أنت فقد صمت. أنت القادر فإذا تكلمت كلمة واحدة سحقتهم. لقد قلت حينما طلبوك " أنا هو " فرجعوا وسقطوا على الأرض فلماذا تترك نفسك بين أيديهم يمثلون بك بكل قساوة ؟ لماذا لم تطلب إلى أبيك فيقدم لك إثنى عشر جيشا من الملائكة؟ ... حينئذ قام الجند وقبضوا عليه وأوثقوه وشدوا يديه بالحبال شدا عنيفا حتى كاد ينسلخ جله.... أية يد تلك التى تجاسرت أن تربط يدى مخلصنا اللتين لم تصنعا سوى الخير والأحسان؟ آه يالقساوة قلبى انا الشقى. لأنى أنا هو الذى ربطت يديك المقدستين يا إلهى. فكم من مرة أردت أن تمد يديك إلي بمواهب نعمتك، أما أنا فربطتها ورددتها بفتورى وغفلتى عما يجب على من المعرفة والشكر بجودك وأحسانك. فأمنحنى يارب منذ الآن نعمة لكى أطيع أرشاداتك المقدسة ولا أضاد إرادتك الطوباوية. مد يدك وأفعل بى ما تشاء فأنى أبنك المطيع

أيها الخلص المبارك. اين انت الآن ؟ فى بيت الحكم ! ألست انت الذى كنت تقوم فى مجامعهم معلما جهلاءهم، وفى بيوتهم وشوارعهم شافيا مرضاهم. فلماذا تقدم الآن لتدان؟ أية نفوس وحشية تلك التى قبضت عليك ؟ أبكين يا بنات أورشليم وأنتحبن نادبات، ليس بدموع بل بدماء قلوبكن لأن عريسكن وضع فى القيود والأغلال. فلنبك جميعا على يسوع الموثوق لأجل الخطاة، فإن تلك الأغلال قد أتت بها كثرة خطايانا وذنوبنا، ومحبته لخلاصنا وفدائنا
حقا يا إلهى لقد شئت أن تسلم نفسك للشيطان لتخلصنى من اسره، ورضيت أن تربط بالحبال لتحلنى من رباطات خطاياى. وأقتبلت العار الذى كنت أنا أهلا ً له بسبب أثامى فأشكرك من كل قلبى وتشكرك معى كافة ملائكتك وجميع قديسيك

آلالام ربى-1


فى بستان جثسيمانى... نرى المحبة تعصر جسم المخلص الطاهر وتخرج منه عرقا ً وافرا. فانظر أيها الإنسان أى شقاء عظيم استحقيت حتى أن إلهك لما اراد أن يبكى عليك لم يستعمل الدموع المألوفة عند البشر، التى تجرى من العيون فقط بل زاد عليها الدموع التى تجرى من جميع مسام الجسد بغزاره حتى أنها كانت تجرى كقطرات الدم ، مما يدل على عظم محبته لك فأى شكر تستحقه يا إبن الله على هذا الجهاد وذاك العرق ... إن دماء الشهداء وسائر البشر المولودين منذ ابتداء العالم إلى نهايته ليست شيئا يذكر بالنسبة إلى نقطة واحدة مما قطر منك فى البستان
فلماذا كل هذا الحزن الثقيل الذى تكبده يسوع، والضيق والمر الذى قاساه، والأوجاع الشديدة التى تحملها بصبر حتى فتتت أحشاءه إيلاما ومزقت قلبه أحتراقا ؟ ... إنما هو لكى يحمل احزاننا ويرفع أوجاعنا، لذلك سلم ذاته لحزن مفرط طوعا واختيارا بل تفضلا وحنوا لكى ينقلنا من حزن أبدى وأوجاع خالدة إلى حياة سعيدة باقية
فانتبهى يا نفسى لئلا تصيرى إحدى النفوس التى أحزنت يسوع وسببت له الإنزعاج العظيم. إذا كنت خاطئة كيف ترفعين عينيك إلى مخلصك ولا تذوبين خزيا وحجلا عندما تشاهدينه يحزن عليك فإن كان قلبك قاسيا حتى أن حزن سيدك لا يؤثر فيك فلا أقل من أن تحزنى على خطاياك التى سببت له الأحزان. وإنه لمن أشد دواعى حزن يسوع مشاهدته الناس ينكرون جميله فهل أنت ممن كان يبكى عليهم يسوع فى البستان ؟ احذرى واذكرى فضله ولا تدعيه يذرف عليك دمعة أخرى وكفى ما قد ذرفه من دموع سخية غزيرة
أبينا القس منسى يوحنا

2008-04-22

لماذا اعيش


كان " ريمون " سيئ الحظ جدا , فقد مات أبوه في الحرب وهو طفل ، ولما وصل إلي سن السابعة حدث زلزال دمر أغلب المدينة ، ولكنه نجا من تحت الأنقاض وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة . ولما تم إنقاذه طلبت السلطات من إي أسرة أن تأخذه عندها ، فأخذته أسرة مكونة من خمسة أفراد ، ولكن سرعان ما مات الوالد ، فطلبت الأم من " ريمون " في خجل أن يبحث له عن مكان آخر ولكن الله الذي لا ينسى أحد ، لم ينساه ، فأرسل له فلاح عجوز فقير ولكنه حكيم جدا ،عرض عليه أن يقبله عنده رغم فقره واحتياجه . لم يجد " ريمون " إي بديل للقبول .... استطاع الفلاح أن يدخل " ريمون " إلي مدرسة القرية ، ولكن كان " ريمون " يعود حزينا من المدرسة . لاحظ ذلك الفلاح الحكيم ففاتحه في الأمر ، فقال له " ريمون " : أن التلاميذ الآخرين ينظرون له باحتقار ، فملابسي قديمة وشكلي يوحي بالفقر وأنا غريب بالنسبة لهم .... ولهم حق في ذلك فأنا إنسان ليس لي فائدة في الدنيا .... كلما تنفرج أزمة أصاب بأشد منها .... لماذا أعيش وانفجر باكيا ، فقال له الفلاح بعد أن طيب خاطره : عندي وصفة سحرية ستجعل حياتك سعيدة إن وعدتني بإتباعها سأضمن لك السعادة . أشرقت عينا " ريمون " وقال له : أعدك . قال له الفلاح الحكيم : ساعد كل إنسان محتاج للمساعدة دون أن تنتظر منه شيئا . اندهش " ريمون " من هذه الوصفة السحرية العجيبة ، كيف تجلب السعادة ، ولكنه صمم على تنفيذها . ذهب للمدرسة وأعطى كراسه لزميله الذي غاب عن المدرسة لمرضه وعرض عليه أن يشرح له الدروس ، وحمل حقيبة زميله المعوق وأوصله لبيته ، واشترى الخبز لسيدة عجوز ، ورجع بيته وهو راضي عن نفسه . وظل يبحث ، كل يوم ، عن كل محتاج ليقدم له خدمة ، وأحبه الجميع وأصبح أشهر شخص في القرية الصغيرة . وتوالت السنوات وحقق نجاح كبير واستطاع أن يكتشف دواء أفاد الملايين من البشر , وشعر بالسعادة ،هل تعرف لماذا شعر بالسعادة ، لأنه نسى نفسه وهمومه ومشاكله وفكر في الآخرين وسعد بإسعادهم . يا صديقي هل حاولت مرة أن تسعد شخص ، أو تسأل عن حزين ، أو تبتسم لإنسان بائس ، أو تقدم خدمة بسيطة لمحتاج ؟ ثق إنك عندما تفعل ذلك ستشعر بالسعادة ، وستدرك معنى حياتك ، ولن تسأل ذلك السؤال " لماذا أعيش ؟ " + لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو لاخرين ايضا( في 2 : 4 )

2008-04-18

كمبيوتر


رجعت لبيتي بعد أكلة جميلة مع أصدقائي ، كنا قد ذهبنا لـ(بيتزا هت ) بمناسبة الرفاع لبدء الصيام الصغير ، المهم إنني الآن في بيتي ، ترددت هل أذاكر تل المواد المتراكمة علي أم أذهب ألعب قليلا بالـكمبيوتر لأستريح من عناء الفسحة ، صراحة لم أتردد كثيرا واخترت الاختيار الصواب وذهبت للـكمبيوتر بكل ثقة.
جلست قدام الجهاز وأنا لا أدري ماذا أفعل ؟ فقد مللت كل اللعب التقليدية ، ماذا أفعل يا ترى ؟
لمحت فايل مكتوب عليه ( حياتي الروحية ) وتذكرت هذا الـفايل ، فقد أنشأته منذ زمن طويل وهو يتكون من عدة أقسام ، قسم به الوسائط الروحية ( الصلاة ، الصوم ، التناول ، الاعتراف , ...) وكل يوم أكتب هل أتزمت في صلاتي أم لا ، هل قرأت الإنجيل في هذا اليوم أم لا ؟ هل تناولت الأسبوع الماضي ؟ هل اعترفت الشهر السابق ؟ ولكن لفت انتباهي ، إنني لم أصلي منذ أسبوع بسبب انشغالي بالمذاكرة ( ويارتني فالح فيها ) ، ولفت انتباهي أني لم أتناول منذ شهر لأني لم أعترف منذ 3 شهور ، ولماذا لم أعترف ؟ سألت نفسي هذا السؤال ؟ بالتأكيد لأن أبونا مش فاضي ..... كلا ليس هذا السبب ، هناك سبب آخر ، فما فائدة الاعتراف وأنا أقع في نفس الخطايا كل مرة ، لقد تحول الاعتراف لعمل روتيني دون معنى أو هدف ، أين الماضي الجميل عندما كنت أخرج من عند أبونا وأنا أشعر إنني أسعد إنسان في الدنيا .
حزنت جدا من هذا القسم وقررت أن أذهب لقسم آخر، فوجدت قسم مكتوب عليه خطاياي ، وهذا القسم يمتاز بالتخمة الشديدة ، فهو يحتوى على خطاياي ، فقد كنت أكتب كل يوم الخطايا التي فعلتها في هذا اليوم ، من بداية اليوم إلي أن أضع رأسي على السرير ، ثم عندما أتوب وأعترف ، أمسح هذا الملف تماما ، ولكني وجدته اليوم ممتلئ على آخره من كل ما لذ وطاب من الخطايا ، شتيمة على إدانة وكذب على حلفان وشهوة على أفكار شريرة و ...... يئست تماما وحزنت على كل ما أراه ، ما الحل يارب ؟ في كل هذا ، ما الحل ؟ حتى لو تشجعت وذهبت للاعتراف ، ما الذي يضمن لي عدم الوقوع في نفس الخطايا مرة ثانية ؟ لا يوجد أي ضمان وقد اعترفت عشرات المرات وكل مرة أقع في نفس الخطايا ، كلا ، كلا ، لا يوجد فائدة ، لا ......وبكيت بكل مرارة الدنيا وأنا أجلس بجانب هذا الجهاز الذي أحسست إنه يبكي معي حزنا علي و.... وفجأة أشرق نور جميل في كل الحجرة ، ووجدته قدامي ، نعم وجدته ، وجدت ربي وإلهي وهو ينظر إلي بكل حب الدنيا ويقول لي بكل حنان الدنيا : ما لك يا ابني يا حبيبي ؟ لماذا أنت حزين هكذا ؟ فقلت له : سامحني يارب ، سامحني لقد غلبتني الخطية ، لقد انتصرت علي ، إني لا أستطيع أن أقاوم قط ، لا أستطيع يارب ، لا .....
كيف تقول هكذا يا حبيبي ؟ لا يمكن أن تنتصر الخطية عليك طالما أنت متكل علي ، لقد غلبت الخطية على الصليب "
ولكني يارب ، كل مرة أتوب وأعترف ، أقع مرة ثانية في الخطية ، فما الحل ؟
قال لي : لا تيأس أبدا ، وتذكر دائما الآية : أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني ، لا تيأس وحتى لو وقعت مرة أواثنين أوعشرة في نفس الخطية ، فلا تيأس ، فسيأتي يوم وتنتصر عليها بنعمتي ، فهناك فارق كبير بين إنسان يحاول أن يقاوم الخطية ويحاول ويحاول ولكنه أحيانا يقع فيها بسبب ضعفه وبين إنسان مستسلم للخطية ولا يريد حتى أن يقاومها بل هو مستمع بها.
فأنا لا أترك الإنسان الذي يقع عن ضعف بل أساعده وأقويه بنعمتي وأجعله ينتصر على الخطية ، أما الإنسان الذي يقع عن تعمد وعن رغبة في الخطية ، فهو يرفض نعمتي ، هل فهمت يا بني ، هل فهمت يا حبيبي ؟
نعم فهمت يارب ، سأقاوم الخطية وسأتوب وأعترف وحتى لو وقعت مرة واثنين ، فلن أيأس قط ، وسأقاوم بكل قوتي وبكل نعمتك يارب ، ساعدني يارب ولا تتركني أرجوك ، ساعدني .....
حرام عليك يا ولد ، فاتورة الكهرباء ، كمان نايم ومولع الـكمبيوتر وكان صوت أبى
لا تشمتي بي يا عدوتي اذا سقطت اقوم اذا جلست في الظلمة فالرب نور لي ( مي 7 : 8 )

تهبنى أكثر مما يفـوق إدراكى


القليل مع مخافة الرب خير من كنز عظيم مع هم (ام 15 : 16)
اللآلئ الثمينة
وقفت ناتالي بجوار أحد المتاجر التي تبيع حلي من النحاس والمعادن الرخيصة فرأت "عقدًا" مزين بخمسة أحجار مزيفة من الزجاج . سألتها والدتها أن تسير معها لتشترى طعامًا. لكن ناتالي قالت لها: "أماه، أرجوك اشتري لي هذا العقد. إني معجبة به جدًا". بحزن قالت لها: "ناتالي، ثمنه جنيهان وأنا لا أملك في محفظتي سوى جنيهان اشتري بهم طعامًا لنا جميعًا".
- إنه عقد جميل يا أماه. اشتريه لي وأنا لا آكل اليوم وغدًا.
- صدقيني أنا لا املك سوى جنيهان!
- إنه جميل!
- لا تضايقيني، لنذهب إلى المنزل ونفتح "الحصالة".
بعد ثلاثة أيام يوم عيد ميلادك سيقدم لك والدك هدية العيد جنيهًا. تعالي واشتري العقد. صمتت ناتالي، وسارت مع والدتها وعلامات الحزن لاتزال على وجهها. وإذ بلغت المنزل أحضرت للحال حصالتها وكسرتها فوجدت جنيهًا وثلاثون قرشًا.عبرت الأيام الثلاثة أيام كأنها ثلاث سنوات، فهي تترقب يوم عيد ميلادها ليس من اجل الكعكة التي أعدتها والدتها لها، وإنما من اجل استلام الجنيه هدية عيد ميلادها من والدها لتشتري العقد المزين بالجواهر المزيفة.جاء يوم عيد ميلادها وتسلمت ناتالي الجنيه. لم يكن يشغلها شيء طوال حفل ميلادها سوى شراء العقد.وفي الصباح الباكر جدًا طلبت ناتالي من والدتها أن تذهب معها إلى السوق لتشتري العقد.اشترت العقد ولم تنتظر أن تعود إلى بيتها بل لبسته في المحل، وجاءت إلى بيتها منطلقة نحو المرآة لترى صدرها وقد تزين بالعقد الجديد.لم تكن ناتالي تخلع العقد قط حتى في لحظات نومها ماعدا عندما تستحم، إذ قالت لها والدتها بأنها إن لم تخلعه فإن النحاس يصدأ، ويصير شكله رديئًا.كعادته بعد شهور، في إحدى الليالي إذ روى الأب قصة المساء كعادته لابنته وقال لها:
- ناتالي، أتحبيني؟
- نعم يا أبي.
- أعطيني هذا العقد!
- خذ يا أبي العروسة التي قدمتها لي والدتي في عيد ميلادي.
- شكرًا، أرجو لكِ أحلامًا سعيدة، الرب معكِ يا ناتالي.
بعد أسابيع تكرر الأمر بعد أن روى الأب قصة المساء ولكن في هذه المرة تسللت الدموع من عيني ناتالي وهي تقول له: "هذا العقد لا يصلح لك يا أبي. خذ ما يعجبك من حجرتي!" أما هو فقَّبلها وشكرها وقال لها: "أرجو لك أحلامًا سعيدة، الرب معك".عاد الأب بعد أسابيع يكرر نفس الطلب وتكرر نفس الأمر.لم يمضِ بعد سوى ثلاثة أيام، وإذ جاء الأب إلى حجرة ناتالي وروى لها قصة المساء، وقبل أن يقَّبلها خلعت ناتالي عقدها، وبفرحٍ شديدٍ قدمته إلى والدها وهي تقول له:
"أرجوك يا أبي اقبل هذه الهدية البسيطة، إني أحبك. كل حياتي هي ملكك!"لم يحتمل الأب منظر ابنته وهي بحب شديد وفرح تقدم له العقد الثمين في عينيها. تسللت الدموع من عينيه، ومد يده اليسرى ليستلم الهدية بينما قدم بيده اليمنى عقدًا ثمينًا به حجارة كريمة حقيقية.
دهشت الطفلة لما فعله والدها. أما هو فقال لها: لقد اشتريت هذا العقد لك منذ شهور وأنا أترقب تلك اللحظات التي فيها تقدمين العقد النحاسي بالحجارة المزيفة لأهبك هذا العقد الثمين.
أنت تطلب القليل مما وهبتني. تشتاق أن تأخذ لتفتح لي أبواب مخازنك. وأنت تستلم مالك مني، تهبني بالأكثر ما يفوق إدراكي. حبك عجيب يا أيها الأب الحقيقي

هب لى يا رب روح الشكر الدائم فلا اشتهى ما هو ليس لى


لقمة يابسةٌ ومعها سلامةٌ خيرٌ من بيت ملآن ذبائح ومعه خصام"(أم1:17)
حوار بين فأرين
خرج فأر من مدينة الإسكندرية متجهًا نحو قرية ملاصقة وإذ كان يتمشى بين المزروعات التقى بفأر يقطن في القرية. رحَّب الأخير بضيفه القادم من المدينة. جاع فأر المدينة فأخذه فأر القرية إلى إحدى مخازن الفلاحين، وهناك قال له: "لقد صنعت ثقبين أحدهما في جوال مملوء قمحًا والآخر مملوء شعيرًا، فلتأكل يا صديقي من هذا أو ذاك!" بامتعاض قال فأر المدينة: "ألا يوجد لديك شيء آخر غير القمح والشعير؟" لا، إن الحياة هنا قاسية، ليست كحياة المدن، إنك أسعد حظًا مني. ولماذا لا تأتي معي وتتمتع بما ننعم به؟ لدينا ما لذ وطاب! لماذا تبقى في هذا الحرمان؟ حقًا، إن حياتنا هنا بلا طعم، لا نتمتع بمأكولات كثيرة! هل لديك مكان في منزلك؟ نعم، تعال، فإن المكان متسع للغاية والمأكولات شهية وعديدة.
انطلق فأر المدينة نحو الإسكندرية وفي صحبته فأر القرية، وتسللا إلى المنزل. قال فأر القرية: "إني جائع، ماذا تقدم لي؟" تعال خلفي"... تسلل الاثنان نحو المطبخ، وإذ اشتما رائحة الطعام، قال فأر القرية: "يا لها من رائحة ممتعة! لقد حُرمتُ كل زمان حياتي من هذه الرائحة؟" هذا بالنسبة للرائحة، فماذا عندما تذوق... تعال ورائي. دخل الاثنان في دولاب المطبخ وصنعا ثقبين في كيس للسكر، وصار يأكلان. كان فأر القرية يلتهم السكر وهو يقول في داخله: "يا له من طعم لذيذ! لم أذق مثل هذا قط من قبل!" فجأة انفتح باب الدولاب، ومدت سيدة يدها لتأخذ كيس الدقيق. همس فأر المدينة في أذن صديقه: "لتُسرع ولتجري ورائي". ثم دخل الاثنان في ثقب . اهتز كل كيان فأر القرية وهو يقول: "لقد نجونا من يد السيدة!" علق فأر المدينة قائلاً: "لا تخف، إنها لحظات وتُغلق السيدة الدولاب، ثم نعود إلى كيس السكر".
تركت السيدة المطبخ، وعاد الفأران إلى حيث كانا ليأكلا من السكر. وفي طريقهما إلى كيس السكر قال فأر المدينة لصديقه: "تعال معي". وسار الاثنان إلى الرف العلوي حيث يوجد بلح مجفف وتين مجفف مغلف بكيس شفاف. بدأ الاثنان ينقران الكيسين، وبينما كان فأر القرية يأكل منهما مندهشًا، وحزينًا على عمره الذي عبر دون أن يتمتع بمثل هذه الأطعمة، إذا به يسمع صوت مومأة: "مِوْ...مِوْ".
ما هذا الصوت! هش! لا تتحدث! إنه صوت أخطر قط في المدينة، صياد ماهر للفئران.إن وثب عليك يلهو بك، ويحطم أعصابك.ويقتلك ببطء شديد، ثم يأكلك!يا له من أمر خطير ! لنرجع إلى الثقب الذي جئنا منه حتى يترك القط المطبخ . بقى الاثنان في الثقب، وكان القط يحوم حوله، لكنه لم يستطع أن يدخله. بعد فترة خرج الاثنان، فدعا فأر المدينة صديقه أن يذهب معه إلى المخزن. وكان المخزن بالنسبة لفأر القرية عالَمًا جديدًا لم يسبق أن يقتحمه. ما هذا العالم العجيب؟! هذا هو عالمنا الممتع، فنحن لا نعرف الحرمان الذي تُعانون أنتم منه. أخبرني عن أسماء هذه الأطعمة، وما هي أشهاها؟! هلم نتمشى معًا، لكي نتذوق كل صنف...فإن غالبية الأطعمة هنا شهية. كان فأر القرية يتنقل مندهشًا... يمد رأسه ليشتم كل صنف يلتقي به، ويأكل القليل حتى لا يشبع. فجأة صرخ فأر المدينة: "لا تمل برأسك على قطعة الجبن الشهية!" لماذا؟ إنها بالحق شهية جدًا! إن مددت رأسك لتلمسها تنطبق عليك المصيدة. ماذا تعني؟ تسقط على رأسك قطعة حديد قوية، تطبق على رأسك فتموت في الحال، قبل أن تذق الجبن.
ارتعب فأر القرية وهو يقول لصديقه : أشكرك يا صديقي على نصيحتك المملوءة حبًا! لكن اسمح لي أن أعود إلى قريتي. هنا يوجد أطعمة شهية للغاية، لكنني لاحظت أنك تعيش في رعب، تارة تخشى ربة البيت، وثانية القط، ثالثة المصيدة. لأعُدْ إلى القمح والشعير مع السلام وعدم الخوف وأقضي حياتي مطمئن البال.
هب لي روح الشكر الدائم فلا أتذمر قط، ولا أشتهي ما هو ليس لي. عجيب أنت في اهتمامك بي يا إلهي! كثيرًا ما ظننت إنني أُعاني من الحرمان، لكن سلامك الداخلي يُشبع نفسي، ويحوِّل حتى المرارة إلى عذوبة.

2008-04-15

ما أجمل السماء


بينما أنا جالس مكتئب غاضب من نفسي تارة ، أم غاضب من المجتمع تارة ، أم ساخط على ضميري الذي يقيدني كلما أريد أن أفعل الخطية ........
في لحظة ، قررت أن أضرب عرض الحائط بكل ما سمعته من عظات في كلمات أب اعترافي ، من آيات من الإنجيل ، من تحذيرات الأهل و......لا فأنا مع ميعاد مع الخطية ....كم هي لذيذة .... سأفعل الخطية .... و أرضيت جنوني .... و لا أدري ماذا حدث ، فقد شعرت أن روحي تهبط هبوطا متواليا .... و جثم على صدري حجر ثقيل .... ظلام ثم ظلام أشد حلكة من الليل ، إنه ظلام الجحيم .... ثم سمعت ضحكات هستيرية تنبعث من كائنات مرعبة .... ثم صراخ و ولولة .... ثم نيران حمراء .... أخرجوني سريعا .... يا أصدقاء السوء .... يا شيطان الشهوة الذي أغريتني بالسعادة .... يا إبليس أبو الكذاب لقد أغريتني ألا تدخلني في أي ضيقة بل تنقذني بالكذب الأبيض .... يا شيطان اللذة و المخدرات لقد وعدتني أن تنسيني همومي ....
و لكن للأسف لا أحد يستجيب .... و أنا أسقط بسرعة شديدة .... فصرخت من أعماق قلبي كمن يتعلق بآخر حبل للنجاة : " يا سيدي يسوع المسيح أنقذني بسرعة ".....و لا أعرف كيف تذكرت مزمور اللهم التفت إلى معونتي يارب أسرع و أعني و.......
ما هي إلا لحظات ...حتى رأيت سماء جديدة و أرض جديدة .... يا إلهي كيف أستطيع أن أعبر .... أي جمال هذا !!! كيف يمسح الله كل دمعة من عيون المتألمين ؟؟؟ ما هذه الروعة ...!!!
هذا صديقي المسكين " نبيل " الذي كان صابرا على مرضه اللعين .....يا إلهي!! أراه الآن صحيحا كل جسمه منيرا ...و هذا الفقير الذي كان يجمع القمامة شاكرا غير متذمرا و هو يرتل المزامير.... يا للعجب أراه الآن يلبس ملابس أبهى من الملوك العظماء ....و هذا الطفل الصغير الذي كان يصحب جده الأعمى كل صباح يوم الأحد ليحضره إلى القداس ... هذا أيضا أراه و على رأسه إكليل مرصع بالجواهر .... بل هذا زميلي في الكلية الذي كنا نسخر منه سخرية شديدة عندما يرفض السيجارة و لا يريد حتى أن يسمعنا ندين أحد فينسحب بلطف و كنا ننظر إليه على انه إنسان ساذج و " دقة قديمة " ...انه هو " ماجد " صديقي !!! من الذي أعطاه هذا الإكليل ؟؟؟انه لم يستشهد أو يتعذب مثل القديسين ......
و ما هذا أيضا !! زميل أبي الذي قيل عنه أنه يرفض النعمة ( الرشوة ) و أنه غبي و سيعيش فقيرا معدما إلي الأبد ...أراه يلبس ثوب محلى بالذهب و اللآلئ الثمينة ....
بل أني أرى أيضا" مارينا " زميلتي التي حاولت مرارا و تكرارا أن ألاطفها أو حتى أخذ منها نمرة الموبايل ، فرفضت عكس باقي زميلاتها ... و يا للعجب لم أكن أتصور أبدا أن أرى زميلتنا " دميانة " التي كانت ترفض ارتداء بعض الملابس التي كانت على الموضة حيث أنها كانت ترى أن بعضها لا يوافقها كابنة لله و الآن أراها متسربلة و مزينة بملابس بيضاء غاية في الروعة و الجمال ... . و أخيرا رأيت السيدة مريم جارتنا التي كانت تتحمل القسوة الرهيبة التي كان يعاملها بها زوجها بشكر و تسليم لإرادة الله دون أن تشكو لأحد بل كانت دائما بشوشة و فرحة لأنها تشارك المسيح في حمل الصليب و هي الآن أراها في حضن المسيح تتمتع بأمجاد و بركات عظيمة لا حصر لها .....
أما عن مارجرجس و مارمينا و الأنبا أنطونيوس فلا أستطيع أن أصف المجد الذين هم يتمتعون به في السماء .....
كل هؤلاء هنا و أنا لا ..... لماذا لماذا ؟؟؟ و بكيت بحرقة ...." يا سيدي يسوع المسيح أرجوك اقبلني مثلهم ...سأعيش معك و أرفض الخطية و ...... "
إذ بي أفتح عيني و أستيقظ من هذه الرؤيا الجميلة و أشعر بقوة عظيمة تدعوني أن أرفض الخطية لأذهب للذي أعده الله لي ...

2008-04-14

قصة ابو رمحين


تحكى تماف ايرينى على انه كان مره غفير حارس للارض القبلية فى دير الشهيد العظيم ابى سيفين سيدى كرير كان راجل عربى وبيسبب دايما مشاكل كثيرة وفى يوم طلبمبلغ كبير قوى ..قعدت اصلى طول الليل وأعاتب الشهيد ابى سيفين واقول له :دى ارضك اتصرف
تانى يوم الغفير راح مكتب المحامى بتاعنا وقال له : هات راسك ابوسها وحقك على ولما ساله ايه الحكايه قال
انا عايز ابو رمحين يرضى على انا لما جيت انام امبارح لقيت ضابط منير برمحين صحانى وقال لى قوم على حيلك
قلت له حاضر حاضر يا افندم وقمت منطور من مكانى وضربت له سلام
فقال لى:عارف انا مين قلت له لا يا افندم
قال لى : انا ابو سيفين صاحب الارض وانا ابو الراهبات وحكى لى انه استشهد على اسم المسيح ةانه نال عذابات كتيره وحكى لى قصة السيف التانى وفى الاخر قال لى بشدة : تمشى كويس أبسطك وتشوف خير كتير تضر أرضى وتتعب بناتى ح زعلك وتشوف متاعب كتيرة
فقلت له : خلاص حرمت انا ح امشى كويس تمام ثم اختفى من امامى فى لمح البصر ماقدرتش انام وقعدت استنى طلوع الشمس علشان أجى اعتذر لكم
وفعلا من يومها مشى كويس وكل مايتعوج نفكره على طول بالشهيد ابى سيفين والكلام اللى قاله
بركة شفعاته تكون معانا امين

2008-04-11

عمليه لوز

(سارة ) هى الابنة المدللة للأستاذة (.........) وأمها السيدة (........) . هى الابنة الوحيدة ... وكل ما تطلبه يستجاب لها فوراً اليد طايلة والحياة سهلة وكلة تمام برنامج حياتها هو الذهاب الى المدرسة ويقوم والدها بتوصيلها ثم يمر عليها لكى يحضرها ... يومياً ... لا تسير فى الشارع لئلا يسود وجهها خوفا عليها من الحر ....فى اواحخر شهر ديسمبر نظرت الام الى إبنتها الوحيده سارة فإذا قوامها اشتد وعودها انفرد وشعرها تاج فوق رأسها وبدأت مع قليل من المكياج تبدوا كأنها ملكه جمال ( فى عينى امها ) ....لكن ...... هى نحيفه الى حد ما.... والحل بسيط ففى يناير المقبل نعمل لها عمليه استئصال اللوزتين وهى الان عمرها 15 سنه فتبدوا اكثر جمالاً حين يمتلئ جسمها بعد ذلك ...... عرضت الامر على زوجها ...لم يعارض ... عمليه اللوز بسيطة وتخرج فى نفس اليوم ........ وبدأت الفكرة تختمر ...ففى بدء أجازة نصف العام عرضها والدها على دكتور اخصائى انف واذن وحنجرة....... فوافق على اجراء العمليه ......المطلوب هو تحليل دم وهذا اجراء طبيعى جدا جداذهب الاب بسرعة ومعه سارة الى معمل التحاليل الطبية... فالدكتور صديق محبوب وبسرعه نأخذ النتيجة ...وفى معمل التحاليل رحب الدكتور .......وبسرعه ( سرنجه سحب الدم ) ودخل محراب الاجراءات التحليليه لكن الدكتور تصبب عرقه ....... اعاد الاجراءات مرة اخرى ...... خرج الدكتور وهو مرتبك جدا ....... اسف يأستاذ ( جهاز التحليل الخاص بالدم اصابه عطل الان ياريت تحلل عند الاستاذ الدكتور ..... فى ......... او فى معمل البرج وبسرعه..... شكراً يادكتور نزل الاب الذى اصابه الذعر الى وسط المدينه وعند اشهر دكتور تحاليل وطلب التحاليل فورا وانه ينتظر النتيجه فوراً مهما كان الثمن وتحت اى ظروف ..الدكتور خرج اليه إهدأ يااستاذ ........ بعد ساعتين تأخد النتيجة دفع الفلوس .....إنتظر وبعد ساعتين خرج الدكتور يحمل النتيجة وهو ينظر الى سارة فى اسى ....... وحزن وكأنه يكاد يبكى ....... ويقول توجه بها الى اشهر دكتور اخصائى...الى علاج سريع ...... اجاب الاب فى لهفة فى ايه يادكتور ؟..!!- الدكتور اللى هاتروح له يقولك .....- - اعمل معروف ......- اسف معنديس كلام ........خرج الاب توجه الى اقرب طبيب للطمأنينه ...... وقدم التحاليل فهز رأسه وقال ..... خسارة يابنتى ...- الاب : فى ايه ؟!!- سرطان فى الدم ........- انهار لم يقو على احتمال الكلمة .جلس على كرسى وسند رأسه على الحائط ........ معقول مش ممكن ليه يارب .......بدأ يسحب قدميه ويمشى محاولا الوصول الى السيارة ....... وهو يختلس نظرات الى ابنته وكأنها نظرات الوداع ..... ويبدو ان سارة لم تكن تدرى مقدار الكارثة ولا تعرف ما معنى سرطان فى الدم ولكن فى براءة العذارى تقول بابا انا كويسه ..... يبكى المسكين .وعاد الى بيته وزوجته لا تدرى ماذا جرى فى رحلة التحاليل الموحشه القى بنفسه فى مدخل الشقه عند اقرب كرسى وفى بساطة زوجتة قالت انت مكبر العمليه ليه هى بنتنا اول بنت تشيل اللوز ولا اخرهم.......كلما حاول ان يفتح فمه ليتكلم لا يستطيع .....حاول ولكن دون جدوى....حاول .......ولكن انهار وقال سر..طان..فى.....الد...م...ياسارة انهار المسكين واغمى عليه واخد يبكى ... وكلما عاد الى وعيه وتذكر الوحش الكاسر ( سرطان فى الدم ) يبكى مرة اخرى .... ولست ادرى ما تخفيه الايام للزهرة اليانعة سارة من مفاجأت .....لكن الله قادر ان ينزع كل ضعف لانه طبيب الانفس والارواح والاجساد......ويتعهد الجميع بالقوة ةالشفاء.....وفى الايام الكثير والكثير .......والله قادر على كل شئ.

شباك ينكسر


الاسطى (صبحى ) نجار مكافح يأكل خبزة بعرق جبينه ....كانت امنتيه ان يفتح محلا او ورشة.....ونظر الله الى طيبة قلبه لانه انسان لا يضر احد ولا يخاصم احد....وربنا حقق مناه ...... فوجد محلا مناسبا وبأجر بسيط..... ولكن كان المحل فى شارع جانبى ..... وبدات الحياه تسير على ما يرام وبدات الحياة فى هدوء.... ولكن المحل او الورشه الخاصه بلاسطى صبحى كانت فى ركن الشارع وامامه سور طويل لفيلا او قصر مملوء بالخيرات والحديقة التى يحوطها السور تطل اعلاها اشجار الموز والتفاح والبرتقال والمشمش والليمون ...... ومن الباب يخرج الخدم والحشم والسائقون والعمال ........ وسيارة داخلة وسياره خارجه نعم ان هذا القصر من المؤكد انه قصر الرفاهية ....... ولكن ماذا يوجد بداخله كان الشغل الشاغل للاسطى صبحى ........ماذا يوجد داخل هذا السور ؟...... ماذا يوجد فى هذا القصر البديع ..... آه عينى عليك ياصبحى ......حجرة ضيقه تحت السلم تنام فيها انت وفوزية والوالدين ....ناس عايشة وناس مدفونة تحت السلم !! لكن لينا رب .......استرها يارب وشد انتباه عم صبحى سياره محمله بالخضروات داخلة القصر فرفع عينه الى السماء اوعدنا يارب .... شباك ينكسر وندخل الجنه ( القصر ) علشان نتفرج عليها .......وتحقق مراده .... ذات يوم مع عواصف امشير وزعابيره طارت واحده من شبابيك ذلك القصر فى الهواء وسقطت مهشمه على الارض ..........فإذا بصاحب هذا القصر يشير الى الخدم باحضار النجار ..... تهلل وفرح الاسطى صبحى وحينما وصل اليه احد الخدام يستدعيه لإصلاح الشباك المكسور .....سرى فى جسمه نشاط غير عادى .....وكأنه ذاهب الى البيت الابيض ....رشاقه متناهية ...ولمعت عينيه ببريق اخاذ كأنه ذاهب ليخترع الذرة....حاول ان يمسح حذائه المتهالك من الاتربة حرصا على نظافه القصر ..... رفع حزام البنطلون لئلا يراه الباشا صاحب القصر ........هندم نفسه على قدر الامكان وضع القلم الرصاص فوق اذنه وحمل حقيبة العدة التى فيها بعض الادوات البسيطة التى سوف يستخدمها فى رحله اصلاح الشباك ..... وما ان دخل القصر من الخارج الا ورفع عينيه الى فوق وهو يقول عينى علينا احنا الغلابة .....احنا لينا الجنة...مفروض ان لا يكون لنا حساب فى الاخرة ......وامام الشباك المكسور جلس الاسطى صبحى وهو يتحرك ببطء متعقل ويريد ان يقضى اكبر وقت فى هذا القصر ........سبحان من يجعله ينتهى من الاختراع العسير فى انهاء إصلاح الشباك ......الى ان حان وقت الغذاء ....وبدأ رائحه المشويات والمقليات والمسبكات تملآ الارجاء .......وبعد الوقت مضى وحضر اليه احد الخدم يقول يااسطى يانجار إتفضل الغذاء جاهز ...قام الاسطى صبحى وغسل يديه واتجه الى المائدة .... فوجد ان المائده عليها الصعام من ناحية ما لذ وطاب من اللحوم والخضروات وعلى الطرف الثانى طبق شوربة خضار يتيم ....فقال النجار فى نفسه المنحوس منحوس ولو علق فى رقبته فانوس ........من المؤكد ان طبق شوربه الخضار للنجار ...طبعا ....... وبعد دقائق حضر الباشا المتواضع الذى سيجلس مع النجار على مائده واحدة .........دخل وجلس امام الشوربه وفى استغراب شديد من الاسطى صبحى فوجئ بالباشا يقول له اجلس يااسطى ! ! امام طعامك ...حاول الاسطى صبحى يستعفى من الموقف إلا ان الباشا قال للنجار ......انا مريض بحساسيه فى المعده ....ودوالى فى المرئ وضغط الدم مع نزيف يعاودنى من حين لاخر .....فهذا طعامى الدائم وهو شوربه خضار .......جلس الاسطى صبحى امام الباشا وينظر الى الباشا نظرات عطف ......مسكين الباشا .......ياحرام .......مش قادر يبلع .....حتى لو كام اكل المرضى الا ان الشهية التى للاسطى صبحى انعدمت ......حاول ان يبلع الطعام فوجد ان داخل قصور البشاوات مآسى ..... وهو جالس امام الباشا ....احتاج الباشا ان يبلع عده براشيم الادوية فقام الاسطى صبحى ليساعده فى ذلك ....وبعدها خرج يكمل الشباك المكسور...وهو يردد .احنا فى نعيم نشكرك يارب على كل حال ....الفقر مع الصحه اعظم غنى فى الوجود ......نعم ان الصحه تاج على رأس الانسان لا يعرف قدرها سوى المرضى ....... وجلس الاسطى صبحى امام الورشة مستهينا بالقصر وهو يقول حجرتى انا وفوزية والعيال اعظم جنة فى الوجود....وربنا يديمها نعمة...

وعادت الى حيث اتت

هى شابة(...........) بافعة الطول , طويلة الشعر , ناصعة الوجه, بشوشة مرحة لبقة ,, كل هذا جعل منها إنسانة مغرورة . فالكل يريد الحديث معها ولا يرفض لها طلب .... فهى ترى أن الجميع خاضع لها ..... بل وامتد الامر ان البعض يأخذ مشورتها .... الامر الذى زادها غروراً وأنهت دراستها من كليه التجارة بسق النفس فبدأ الكل يصغر حولها رفعها غرورها فوق رأس والدها المكدوح الذى يشقى من اجلها وامها التى جارت عليها الايام وخلعت بعض اسنانها وانتحل بعض شعرها وضعف بصرها إذ كانت فى شبابها تخدم فى بعض البيوت لتوفر لها حياة كريمه هى واخواتها البنات ... وفى طموح منحرف وعجرفة الطيش سمعت من صديقة لها ان فلانه ذهبت اليونان ومنها الى بيروت ثم عادت معها ثلاث شنط محملة بالملابس وادوات المكياج ..... فسى فى جسمها تيار الغيرة الكهربائي ..... إرتفعت درجة حرارتها .. وكادت الغيرة ان تقتلها .. تعرفت من صديقتها على فلانه ثم تعرفت على (شيطان افندى ) الذى يقوم بتسفير البنات او إصطياد الفريسة , وصور لها شيطان افندى بأنها فرصة عمرها .......وجلست مع والدها ووالدتها وهى تضع ساقاً فوق الاخرى وفتحت موضوع سفرها ..... وحين عارض ابوها . إنهالت عليه بعبارات التصغير .. هو انت فاهم حاجة !! إنت مش عارف الدنيا ماشيه ازاى ... انا انسه جامعية .. خلونى اشوف حالى ... وامام الثقه الزائده .. واغراء العرض , صمت الاب وخرست الام , وبسرعه إستخرجت جواز السفر .. وباتت تحلم بركوب الطائرة ... وكان الشيطان افندى وكل قواته الى جوارها فى تسهيل كل شئ ......وركبت بالفعل الطائرة . وبعد نظرات وداع لمنزل اهلها العفيف المتواضع .... لسرير الطهارة الذى يجمعها مع اخواتها الثلاثة , وحمل لهن احلى الذكريات والسهرات والحكايات فى بساطه العيش ومقر الطهارة ....وهناك فى اليونان نزلت ضيفة على منزل (........) صديق شيطان افندى .. الذى انبهر بعودها الفارع ووجهها الناصع , وهى جيوبها خاويه وارضها متعطشة والشيطان واصدقائة على استعداد لان يدفع كل ما تحتاج ........ونسيت وتناست ان الشيطان لا يدفع مجانا او بدون مقابل , وفى حلة عاصفة ... وتيارات الشر تجمعت حولها وهمس ابليس فى اذنها .... مين يعرفك هنا ؟!عيشى ايامك . اتمتعتى , بلاش عقد ... الخسارة مش كبيرة ...... وكل حاجة ليها علاج . وكل مشكله وليها حل ..... وكل شئ بثمنه , نظرت حولها وجدت الاجنبيات تدخن ... ففى سرعه البرق وضعت ساقا فوق الاخرى وغرورها سهل لها المهمه واخذت سيجارة من علبة ابليس افندى وكأنها بنت اغاخان . نسيت ابوها المكوجى , وامها الغسالة واخواتها البؤساء ..... وفى خلال 48 ساعة كانت طريحة الخطية على سرير الشر وخسرت اطهر واجمل وارق واغلى ماتملكة البنت العفيفة .... ثم بدات تغرف وتغرق .....فى وحل وتقوم من مستنقع تسقط فى بركة ....ومن بركة الى منحدر ومن منحدر الى أسوأ .... صارت عبدة للخطية والدنس كل يوم تتطلع الى فريسة جديدة لكى تبيع نفسها ... المهم ان تقبض إمتلأت حقيبتها من الملابس والفلوس وادوات المكياج ....وهو الامر الذى كانت تسعى إليه .... فكرت ان تعود تذكرت بالحنين سرير العذارى اخواتها .... اشتهت ان تعود اليهم ..... ولكن .... وضعت فى اصابعها الخواتم الذهبية المتعددة لكى تتباهى انها صارت بنت ملوك الاغريق , ارسلت برقية الى اهلها تخبرهم بقدومها .... وحزمت حقائبها المملوءة بالملابس التى جميعها صارت دنسة ومن أجرة الإثم....وعادت الى القاهرة .... وجدت والدها المكوجى فى انتظارها مع الاسطى .... سائق التاكسى الذى يسكن فى اخر شارعهم خرجت من المطار ..... وركبت الى جوار والدها فى التاكسى ولكنها ادارت وجهها ناحسه شباك السيارة لانها احسن ان رائحه والدتها لا تطاق عادت الى البيت والكل فى انتظارها وكانوا يأملون ان يكون معها عريسها ولكن دخلت وجلست وفتحت حقيبه يدها واخرجت علبة السجائر ووضعت ساقا فوق الاخرى غير ان فستانها القصير جعلها فى موقف مخجل لاخواتها .... جلست بين اخواتها فى استغراب وجهها البرئ النقى اصبح ملطخ بالمكياج عينيها الصافيتين اللتين كانتا مشعه بالكبر اصبحت غمازة بالشر .... شعرها الطويل المنساب اصبح مصبوغ باللون الاصفر المقزز كالراقصات والغوازى .... فمها يلعب باللبان المطرقع .... ضحكتها ساخرة خاليه من الحياء ...تتصرف بغير حرج وتتمايل بدون حشمه ...حتى دخان سيجارتها يخرج من انفها لا من فمها بنفس شديد ...نظرت اليها الام ........ وقالت ....لا ......لا .... دى مش بنتى ...ضحكت وقالت باردون ... وفتحت حقيبتها الخاصه بملابسها واخرجت بعض ملابسها لكى تستريح وفوجئ الجميع بان قميص النوم بلا اكمام .... وبلا هندام .. وبلا وقار ... لطمت الام وقلبها يقطر دماً الكل ادرك انها باعت نفسها لابليس واعوانه ..... واصبح الجواب باين من عنوانه .... الكل نفر منها ومن رائحه شرها .... بات الاب ليلته يبكى والام تندب حظها .... وفى فجر اليوم التالى لم يجدوها فى السرير ... تركت ورقه مكتوب عليها ( ندمت حين فكرت فى العوده اليكم ) ... عادت الى حيث اتت ..ان الخنزير يفرح حينما يرجع الى طين الحمأة والكلب يفرح حينما يرجع الى قيئة .... عادت الى شرها وتركت عارها لأهلها
__________________

عمليه فتاق

اذكره واذكرشبابه الغض .... وجهه البشوش ورقته المتناهية وخجله الحاضر ....إلتحق بالقوات المسلحة وهو مهندس زراعى ... والكل كان يقول عنه أنه محظوظ... ربما.. كلام الناس رؤية شخصية ....لأنه في الجيش وحضر حرب 73,67 والحمدلله لم يصيب بأذى ... كما انه على اكتافه ثلاث دبابير ( نقيب ).... وكلما رآه احد يقول لعم شفيق والده ابنك محظوظ وقرب موعد خروجه من الجيش وتبقى شهرا واحد على تسليم مهماته العسكرية ....وكان قد ظهر اسفل بطنه ( فتاق ) فقال فى نفسه ان إمكانيات المستشفيات العسكريه رائعه .... وغير موجودة فى المستشفيات الخارجية عن الجيش ... دخل بسرعه أجرى الكشف وتحدد له موعد لاجراء عمليه الفتاق وبسرعه تمت الاجراءات فالمسألة لا تحتاج اكثر من يويمن او ثلاثة على الاكثر.... وتم حجزة قبل العمليه بيوم واحد وفى صباح يوم العمليه إقتادوره الى حجرة العمليات واعطاه الطبيب حقنه التخدير .... وفى ثوانى توقف القلب .... نظر الاطباء بعضهم الى بعض ....!!!! فى ذهول .... كيف هذا ؟!... نعم انها حاله نادرة . واحد فى كام مليون .... انها حساسية ضد التخدير ... ولا يستطيع احد ان يكتشفها .... ولكن هذا هو قدره ..... نصيبه..... او موعد سفره الى السماء..... أنه نجى من حرب 73.67 ولكنه فى طمانينة انتهت قصته بإبرة صغيرة . من يد الطبيب ... إن الاجل هو الفاصل الحقيقى..ولكن كل ما آسرنى فى هذه القصه هو عم شفيق الرجل الطيب .... الذى سندوه واحد يمينه وواحد يسارة ويبكى عم شفيق ويقول مات المحظوظ.... الذى نجى من حرب 73,67 لكنه مات بإبرة 0.... اين الحظ .واين النصيب ؟ واين ابنى ؟!!!لك الكل واليك الكل يارب إن عشنا لك نعيش وان متنا لك نموت وان عشنا وان متنا لك نحن.... وهكذا من يدرى ومن يعرف ومن يعيش المستقبل القريب او البعيد كله بيد القادر على كل شئ
__________________

انا ماليش ماما


من اروع الزيارات واقدسها زيارة الملاجئ والمؤسسات الخاصه بالايتام ... لها رتم واحساس ودف‘ جميل ....وأذكر واقعه لصديقى الطفل (.....) هو اسود اللون خفيف الدم .... دخل الى الحياة بطريقه او باخرى .... المهم انه بلأ اب وبلا ام ... تربى فى دار ايواء (ملجأ) انا تعلقت به وصرنا اصدقاء.وفى شهر اغسطس من كل عاد إعتاد الاطفال الايتام ان يذهب كل واحد منهم الى اهله فهذا يذهب الى جده وذاك يذهب الى عمه وثالث الى خاله ... المهم يتبقى صديقى (...) الذى بلا اهل قررت بينى وبين نفسى ان استضيفه فى منزلى وخاصة ان عمرة اربعه سنوات فقط.... واصطحبت صديقى الى منزلى وجلسنا ... وبينما نتسامر ونضحك مع ضيفنا الصغير فوجئت به يقول لزوجتى !طنط انا عاوز اقول حاجة ... كل اخواتى ليهم ماما انا ماليش ماما ممكن تكونى انت ماما ... انا عاوز اقول للدنيا كلها ان لى ماما ....اجابت زوجتى وقالت له انت ابنى وانا ماما ترى من هى الام الحقيقيه لهذا اليتيم الباحث عن ماما ؟!!!وكيف استطاعت امه ان تدوس على مشاعرها وامومتها وتلقى بهذا المولود فى قارعه الطريق .... لقد كان من الممكن ان نتهشه الكلاب ..... او تمزقه القطط..... وكلن عين الله كانت ارحم به من كل ذى البشر ..... ورغم قساوة قلب امه التى القت به إلا انه يبحث عن ماما..... عتقد انه لن ينسى كلمة انا مليش ماما....رحمة الله شملت قلوب رحيمة ولكن هل يوجد شئ فى الدنيا يعوض حنان الام .... ياام ..... اسمعى ابنك بيقول انا مليش ماما ...

عاد من الآسر


هي صيدلانية لكنها بسيطة جداً عرفت فيها الوداعة المتناهية ربما لان نشأتها صعيديه فأبوها رجل يخاف الله ويحيا بضمير حساس يخشى الحرام بطريقه فطريه كما انه متمسك بالقديم في كل شئ ... يلبس الجلباب الصعيدي وعلى رأسه العمامة البيضاء.... ولكنها هي كانت النظارة المكبرة لأبوها وأمها يرون بها كل شئ جميل ولأنها وحيده فكل شئ مطاع لها فى حدود التقاليد الصعيدية ... طرق بابها ابن الحلال بالطريقة التقليدية.... فالصيدلانية مطلوبة ومرغوبة وهو مهندس فى شباب غض نافع بشوش لبق.ملأ البيت بهجة وسعادة وفرح. وهى ازدادت رشاقة وبهجة وتمت الخطوبة وليست الدبله وكأن الدنيا كلها أصبحت في إصبع يدها ...من حقها ان تفرح به.. لا يهيبه اى شئ ولكن بعد اسوبع واحد من الخطوبه تم استدعاء المهندس الخطيب الى القوات المسلحه كان هذا الاستدعاء فى مايو 1967 وبعد فترة قليله انقطعت اخبارة فى الجيش حيث قامت حرب 67 وغاب الخطيب لا حس ولا خبر ... ومضى شهر واثنين وثلاثه وطال إنتظار الخطيبة وهى تندب حظها ولكن تطلب معونه ربها ان يحافظ لها عليه .... كل مناها ان تسمع عنه اى خبر .... اى خطاب اى رساله اى شئ ..... ولكن ..... طال الغيب واصبحت المسكينه فى جحيم وكأن النيران كلها تجمعت لكى تكويها .... فارقتها البسمه واصبحت المناديل هى صديقة عينيها .... دموعها تسيل بغير انقطاع طار نومها... وفارقتها اوقات التسليه.... واصبحت تحيا فى حدة واحمرت عينيها وظهرت حولها هالة زرقاء وإصفر وجهها وبين الحين والاخر ترفع عينيها الى فوق وتقول لا تسمح يارب !!!!!!!!!!1ماذا تفعل المسكينه ؟! حاولت عن طريق المعارف ومحبى فعل الخير ان يطرقوا لها ابواب البحث ولكن كل الطرق كانت موصدة بلا امل ....طرقت ابوبا السجلات العسكريه لتسأل عن اسماء الشهداء او مصابى العمليات العسكريه .....ولكن بعد بحث شاق .....تكون الاجابه اسف .... الاسم غير موجود.حاولت جاهده الاتصال بالمستشفيات العسكريه.... لتسأل عن اسمه لعل وعسى.... لكن كانت الاجابة واحده.الاسم غير موجود..وازدادت الحيرة امام العروس التعيسه......هل تاه فى الجبال ؟ هل هو اسير حرب ؟ هل حدثت له صدمة فقد على اثرها الذاكرة... ولم يعرف السمه او عنوانة!!! ربما .... تعبت الاخت الصيدلانية واصبحت اشبه بهيكل عظمى متحرك او دمية تتحرك فيها عينين زائغتين ... الذهن شارد والاعصاب متوترة وتبكى وتنتحب وتقول ..... دلونى ياولاد الحلال ..... أسأل عنه فين ...؟! وأمها البسيطة تبكى وهى تردد ....( جت ++++++++++++++++++ه تفرح ملقتلهاش .....) اهملت الصيدلانيه عملها .... واصبحت كريشه فى مهب الريح إسودت الدنيا فى عينيها فقدت شهيتها للأكل ...... اهملت لبسها ..... اصبح منظرها قريب الى حد الشيوخ ..انقضى على هذه المأساه عام واربعه شهور وهى فريسه لهذه المأساه التى جعلتها تربط شعرها كعاده اهل الصعيد كشده الصداع الذى كاد يفتك بها ..... ولكن ذات مساء .... دق جرس الباب فجأه على غير العادة حيث اصبحت الساعه العاشرة مساءاً ..... فلم تبالى الصيدلانية بان تفتح الباب فقامت لكى تفتح الباب وفى حركات بطيئه فعلت ..., ومن هو على الباب يطرق الجرس مرة اخرى ..... والام تقول حاضر....طيب .... مستعجل على ايه يللى على الباب .... وفتحت الباب وكانت المفجأه . سمرت قدماها ... وهى تقول مش مش ممكن خط خط خط يبك يادكتورة.....هرولت الاخت الصيدلانيه عانقته امسكت بيه تعلقت والدموع تسيل فى فرحة لم تسبق لها مثيل ...... اغمى عليها ....... حيث اصبح جسمها ضعيف .....تجمع الجيران والمعارف ... افراح وزعاريد.... عاد العريس الغائب ... بدأ يدب فى عينيها بريق جديد ... تنظر اليه وتضحك ودموعها تسيل فى آن واحد .... لم تصدق وهدات وسط تجمع حافل من الاهل والاحباء والجيران ويسألوها اخبرنا .... اين كنت؟ ما سبب الغيبه ؟طالت السهرة الى فجر يوم جديد ... انه حضر من التو واللحظة الى منزل خطيبته واهله لم يعرفوا حتى الان خبر عودته ....المهم الصباح رباح اقنعوه بالمبيت وخاصة انه تعبان وحاضر من تعب الاسر العسكرى ودخل حجرة منفردة فى منزل خطيبته وكانت هى بين الحين والاخر تفتح الباب تجده نائما .... فتقول الحمدلله اشكرك يارب اتركه لكى يشبع نوماً ... بلغ الوقت الى بعد ظهر اليوم التالى ولاحظت الاخت الصيدلانيه انه لا يغير جنبا بل هو نائم على وتيرة واحده ...ز المهم انه عاد بكل سلامة..المهم انه يحب ان يشرب الشاى باللبن .... صنعت له قدحا من الشاى باللبن ودخلت لكى تيقظه .... امها تقول لها اتركيه يرتاح ... ده تعبان ... وفى خطى خفيفة هادئة تقدمت الصيدلانيه نحو السرير على اطراف قدميها ونظرت الى خطيبها النائم وجدته مفتوح العينين الجاحظتين الواسعتين.... لا يتحرك هوته .... صرخت باعلى صوتها ... انهارت وقعت على الارض .. تجمع الناس والجيران والاقارب والكل يضربون كف على كف وهم يقولون يا ريته ما رجع ...!!!دخلت الصيدلانيه مصحة للامراض العطبية بعد ان فقدت صحتها واعصابها واتزان تفكيرها .... بسبب فقدان خطيبها ... وانقطعت اخبار هذه الاخت الصيدلانيه عنى منذ اكثر من عشر سنوات... وفجاه رأيتها فى شارع شبرا تسير وامامها طفل يجرى عمرة 5 سنوات ... سلمت عليها بحرارة لاننى كنت فى لهفه للإطمئنان علي اخبارها .... وعينها على طفلها ... نادت عليه ولكى أراه ... فقالت لى .(ابنى ممدوح) اغمضت عينى وعادت بى الدنيا الى ماضى .... ممدوح .... اى ممدوح لقد مات ممدوح خطيبها منذ اكثر من عشر سنوات .... نعم لم يمت مازال يحيا فى داخلها واعتقد انه لن يمون إنه كيان ‘نسان ... ربما سيكون ممدوح مهندس فى الايام المقبلة ... المهم سلمت على الطفل ممدوح وقبلته وقلت لها ربنا يحافظ على ممدوح ففى لهفة قالت يارب وانصرفت وانصرفت الصيدلانيه وانا اردد فى داخلى المحبة لا تسقط ابدا ...

اخر عمليه


لا انسى ذلك اليوم.... يوم ان ذهبت الى معهد الاورام بفم الخليج..... حيث اعتدت ان اقوم بزيارة احبائى من مرضى السرطان واحسب ان الوقت الذى اقضيه بينهم وقت محسوب لى بالسعاده والخير ..... وكانت تشاركنى احيانا فى بعض هذه الزيارات الاخت الكميائيه الانسه (ك)...... وهناك فى الدور السادس وعند حجرة رقم (.......) نعرف انه يوجد بها عم (ح) فهو رجل عجوز وكلنه خفيف الظل سخى الابتسامه مرح بشوش . وطرقت اختى الانسه ( ك) الباب ولم نسمع صوتا لعم ( ح) . ....... ولم يفتح احدا سألنا احدى الممرضات فقالت انه موجود داخل الحجرة ولم يخرج ..... عسى ان يكون هناك ام ما .!! ربما يكون نائما تقدمت الاخت (ك) الى باب حجرة عم (ح) وامسكت بأكرة الباب فى هدوء تام وحركت الاكرة لتفتح الباب دون اى حركه حتى لا يحدث قلقا . وإذا بعم ( ح) واقفا رافعا يديه يصلى ....... نعم يصلى ....... وما الغرابه فى ذلك انه مريض بالسرطان ويصلى طالبا الشفاء...وما اسرع الانسان بالجرى الى الله فى ساعه التجربه والضيقه...وفى هدوء وقفنا خلف عم (ح) الى ان انهى صلواته وبعدها جلسنا معه لكى ننال بركته حيث ان بركه المرضى ثريه وغنية فكلما تقدمت بهم الايام إزدادوا قرباً لله... فقالت اختى الخادمه لعم (ح) ..... كل سنه وانت طيب ياعم (ح) ــــــ الحمدلله على كل حال ومن اجل كل حال ياابنتى... صلى لاجلى علشان ربنا يمد ايده وتكون العمليه للى هاعملها تكون اخر عمليه!!!!!!!!!ـــ هو انت عملت عمليات قبل كدة ياعم (ح)ـ نعم ياابنتى عملت واحد وعشرين عمليه فتح بطن وفى كل مرة يستأصل جزء من الامعاء... وياريت دى تكون اخر عملية .....!!!!!!نعم...... انه يصلى .وصلاه لايمان تشفى المريض....من هو عم (ح) ...... ربما يكون ايوب الجديد .... عادت بى ذاكرتى يوم ان تورم احد اصابعى بخراج سخيف مما اضطر الطبيب ان يستخدم المشرط..... دمعت عيناى على تجربه اصبعى واعتبرتها تجربه قاسيه .... ولكن ماذا اقول عن عم (ح) ترى ماذا تقول السموات عن عم (ح)..هل تتخلى عنايه القدير عنه ؟!! من المؤكد لا. لكن كما يقول المؤمن مصاب او بالحرى كثيرة هى بلايا الصديق انه دخل بوتقه الاختيار ليخرج منها رجل بار طوباك ياعم (ح)سألت عنه ..... عرفت انه اجرى العمليه وخرج ولم اعرف بعد هل عاد الى المستشفى مرة اخرى ام لا ... لكن من المؤكد انه يملك رصيد من الايمان المحسوب له واذا تزكى ينال ما لا يوصف وما لا يخطر على بال بشر.

الحقونا ماتت سعاد

احداث هذه القصه ترجع الى عام 1980 فى فترة تواجدى فى مدينه........ التابعه لمحافظه المنياحيث اكنت هذه الاسرة تحيا فى مأساه...والمأساه هى ان هذه الاسرة مكونه من زوج وزوجه وشقيقة الزوجه ( سعاد) . وكان الزوج اصيب بالشلل التام والزوجه كسيحه منذ سنوات طويله والذى يقوم بخدمه الزوج المشلول والزوجه الكسيحه هى سعاد الشابه التى بلغت من العمر 29 سنه .... وكانت سعاد محبوبه . مرحه. لطيفه.. خفيفه الظل .. خدومه . لاترد طلبا لاحد فكانت بمثابه السواعد والاقدام للزوجين المقعدين...وكان الناس يتساءلون فى انفسهم ماذا يحدث لو تزوجت سعاد .... وهذا امر وارد .... ومن يرضى ان يتزوج سعاد وبعد زواجها تقوم بهذا العمل الشاق ....والناس يقفون عند هذا الحد من التفكير وفى ذات يوم استيقظ الزوج المشلول وهو محتاج الى كوب ماء فنادى سعاد ... سعاد ... لم تجب ربما هى تغط فى نوم عميق .... تركها قليلا من الوقت .... ثم نادى سعاد .... سعاد... ولكنها لم ترد ...... إستيقظت اختها الكسيحه وصاحت سعاد...... فلم ترد .... زحفت الزوجه الكسيحه الى سرير سعاد الشابه وجدت ان جسمها بارد برود الثلج إنهارت الزوجه الكسيحه..... الحقونا .......... ماتت سعاد........ كسر الجيران الابواب وهم يضربون كفا على كف من كان بالاولى ان يموت!!!!!!!!!!! ولكن مقاصد الله اعلى من افكار البشر ......... حمل الناس والجيران نعش سعاد وزفوها كعروسه ماضيه الى بيت عريسها الى مكان لا يوجد فيه كسحا ولا مشلولين.......والناس فى حيرة شديده من يخدم هذا الزوج المشلول والزوجه الكسيحه ...... لكن بقى ان نسال نحن سؤلا . هل قلوب الناس ارحم من حنان الله .....من المؤكد لا ....... لان يد الله ارحم من كل بنى البشر ....... ولكن السماء ارادت ان تعطى المدينه درساً ان عكاز العاجز ممكن ان ينكسر ولكن الله لا يترك نفسه بلا شاهد......وعاش الرجل المشلول والزوجه الكسيحه وبابهم مفتوح ليلا نهارا لعل فعلة الخير يدخلون اليهم....... نعن ( طوبى للرحماء لانهم يرحمون )

قميص من حديد


ان قيود السرير اقصد الالتزام بالسرير فى حد ذاته هو سجن لا يطاق ... واذا لزم الانسان السرير عده ايام يتطلع الى حريه الانطلاق من هذه القيود .... اما اذا كان داخل السرير قيود اكثر ... فهذا امر لا يعبر عنه .... واقصد بذلك الامر الاتى :مرضت الاخت ..... وهى انسانه طيبه القلب متدينة كانت شكواها الام فى الظهر لم تستطيع الوقوف واذا نامت لا تستطيع ان تتقلب يمينا او يسارا ... وكانت التشخيصات مختلفه الا ان التحاليل والاشاعات وصلت الى بيت القصيد فهى مريضه بارتخاء فى اعصاب العمود الفقرى .... والاطباء عرفوا الداء لكنهم عجزوا عن الدوار فهذا المرض ليس له حل ولا دواء .... وصاحبه يسلم الامر لصاحب الامر بعد تجربه الاصناف الجديده من الادويه المشدده المقويه للاعصاب ... ولكنها جميعها انتهت الى لا شئ .ولكن بقى امام الاهل والاحباب سؤال محير ... كيف تجلس ؟ كيف تاكل ؟ كيف تقضى حاجتها ؟ كيف ؟ واجمع الاطباء على عمل قميص من حديد يسندها من كل ناحيه وهى فى سريرها لتاكل وتشرب ... وترى الناس .. وممكن الاستغناء عنه عند النوم او حتى تنام وهى جالسه فيه !!! ولك ان تتخيل .... انسانه يحوطها الحديد من كل ناحيه ... ان اقسى حدودها الحديد هو ان يوضع حول المعمين ... ونحن نقول انها القيود الحديديه ولكم ماذا تقول عن هذه الاخت ؟!!!!!!!وذات يوم فكرت ان ازورها لكى اشدت ضعفها واكلمها بكلمات تعزيه ترفع من روحها المعنويه المحطمه... وكيف لا تكون محطمه وهى على هذا الحال!!!!!!!!!!!وما ان دخلت اليها الا ونادتنى بهذه الكلمات... اشكر الله الذى اختارنى انا بالذات لهذه المحنه فانا اعتبرها امتياز لا يعطى الا للمختارين لان الله تجاربه صالحه .... والذى يحبه يجربه وان فترة جلوسى فى السرير جعلتنى اجد اوقاتا طويله اتكلم فيها مع الله ...هذه الفرصه لم تكن لى وانا بكامل صحتى...احنيت راسى خجلا من سكيب العطيه السماويه الممنوحه لها من الله.

2008-04-10

مصالحة


كان فيه راجل إنجليزي عنده ابن وحيد. والأبناء الوحيدين بيكونوا أحياناً ناس مدللين. وعشان كده الابن ده أصبح عنيد جداً، وكان كتير يعمل مشاكل مع أبوه. وف يوم اختلفوا مع بعض. فغضب الأب جداً وكمان غضب الابن. والأب قال إنه يتمنى ابنه يسيب البيت وما يرجعش أبداً. فردّ الابن وقال إنه هايمشي ومش هايرجع لبيت أبوه تاني إلا لما يبعتله. لكن الأب قال إنه مستحيل يبعتله أبداً.
رحل الابن. لكن رغم إن الأب ممكن يتخلى عنه، الأم مش ممكن. لأن ما فيش حب على الأرض أقوى من حب الأم. وأنا هنا باقصد الأم المخلصة وبس
ابتدت الأم تلتمس من ابنها إنه يكتب لأبوه عشان يسامحه فقالها: أنا مش راجع البيت أبداً إلا لما هو يطلبني. فابتدت الأم تلتمس من الأب فقالها: لأ، أنا مش هابعتله أبداً.
وفي النهاية تعبت الأم وصارت طريحة الفراش. ولما حسّ الزوج بآلامها حبّ يعرف لو عندها أمنية ممكن يحققهالها قبل ما تموت. فنظرت له الأم نظرة عرف معناها تمام. قالتله: إنت عارف إن فيه أمنية واحدة إنك تبعت لابني.
فردّ عليها: حاضر، أنا هابعتله، بس هأقوله إنك إنتي اللي عايزة تشوفيه. فقالتله: لأ، إنت عارف إنه مش هاييجي عشان خاطري أنا.
وأخيراً بعت الأب رسالة باسمه وطلب من ابنه الرجوع. ولما رجع الابن شاف أمه على الفراش وأبوه معاها. لكن الأب لما شاف ابنه ما بادرش بمقابلته وراح مكان تاني ورفض يتكلم معاه.
أما الأم فمسكت إيد ابنها وقالتله: يا ابني، روح دلوقتي اتكلم مع أبوك وكل شئ هايكون تمام.
بس الابن قالها: لأ، يا أمي، أنا مش هاكلمه لحدّ ما هو يتكلم الأول.
فمسكت الأم إيد زوجها بإيدها اليمين ومسكت إيد ابنها بإيدها الشمال وأمضت لحظاتها الأخيرة وهي بتحاول تصالحهم. وفي اللحظات دي كانت مش قادرة تتكلم. وعشان كده وضعت إيد ابنها المتمرد في إيد الأب ورحلت. فبصّ الابن على أمه وبصّ الأب على زوجته. وأخيراً انفطر قلب الأب وفتح ذراعيه وحضن ابنه.

2008-04-09

رضينا بالهم ولكن


( منال ) بنت طيبه القلب ... ابوها رجل بسيط يعمل اسكافى اى تصليح الاحذيه القديمه وهى مهنة ارزاق بسيطة ... ويوم فيه ويوم مفيش ... ولكن الأرزاق بالله وعايشين .... ومنال هى اكبر اخواتها الاولاد والبنات.... العمر بيجرى .. اصبح الوقت حرج بلغت من العمر 29 سنه والقطار سريع لا يرحم .... قطار الوقت لا يتوقف ... وامها البسيطه تنظر اليها وتقول ... شكلك حلو ... قوامك حلو ... لسانك حلو .... لكن فين شباب اليوم ... امتى افرح بيكى يا بنتى ؟ وتبكى الام الوديعه ... ولكن البنت يرتسم على وجهها تكشيرة الحزن وهى تقول الفرج من عند ربنا يا أمى وتضرب الام كفا على كف وتقول ... امتى هايجى الفرج ؟! يظهر ان ربنا ناسينا ... إرحمنا يارب ومتاخدش ذنبنا فى بناتنا ... وتحاول منال ان تخرج امها من عبوسه الموقف وتقول قولى ياامى فين سوق العرسان وانا اروح اشترى عريس وذات يوم جاءت ام يوسف الجارى الطيبه التى تسكن فى اول الشارع وهمست فى اذن ام منال وتقول ابن الحلال عاوز منال .... فين هو ؟ ... ليه مجاش وصمتت ام منال ثم تكلمت عمره كام ..؟ 35 سنه مناسب ... امتى يجى ..؟ يوم الخميس الساع 7 .... وانتظرت منال عريسها وفى شوق وهى على احر من الجمر .... وصباح يوم الخميس ذهبت منال الى بنت خالتها التى تعمل كوافيرة فى شبرا لكى تتهندم للعريس المرتقب ... وفى مساء يوم الخميس حضر العريس وكانت المفجأه ....ــــ انه يستند على عكازين ..... ولكن ام يوسف لم تقل لنا هذا الامر ...ما هذا هل هو اصيب فى حادث ...؟ ام ..... اجابت ام يوسف انه من طفولته مصاب بشلل اطفال .اصيبت منال بخيه امل .. اصوم اصوم وافطر على !!!!! هو ده اخر صبرى .....والام فى بؤس قالت لبنتها شوفى يابنتى فيه بعدك ثلاث بنات لازم تتجوزيه علشان توسعى لاخواتك البنات .... ضربت منال على صدرها .... آخد واحد مشلول بيمشى على عكازين ... ليه ...؟ من قله الرجاله ...!قالت الام ... الراجل لا يعيبه اى شئ ... وفكرت منال بسرعه وقالت اتجوزة واخلص من عذاب الغسيل والمواعين والكنس و و و و ...... وارتاح ووافقت منال ... بعد تردد ... وامها وافقت على مضض ماذا تفعل هذا هو نصيبها ...وتحدد ميعاد الخطوبه ... وفى بساطه سمع الناس ان منال ستتم خطوبتها ... الكل فرح للمسكينه ... ولكن خطيبها مشلول .. . فبدأت هذه تتغمز وتلك تقول ليه رضيت بالمشلول ... وثالثه تقول يسترها وخلاص ... ورابعه تقول ....... اما منا فكان رايها مش مهم كلام الناس.... المهم ان العريس يجى ..... وحضر العريس لتقديم الشبكه وسط فرحة .... ودخل وهو يستند على العكازينولما حان وقت تلبيس الدبله اختل توازن العريس لانه اضطر ان يتخلى عن العكاز الذى يمسكه فى اليد اليمين ولما اختل توازنه سقط على الارض .... فهلع الناس .... الف الف سلامه للعريس وبدأوا ينفضون له ملابسه .... ومنال دموعها تتساقط وتقول ياارض انفتحى وابلعينى ... ولما سألها العريس لماذا تبكيم ؟ فقالت ليه من الفرحه .... وانقضت الليله على خير ... المهم .. اهى جوازة والسلام اخرج علشان اخواتى البنات واعيش خدامه لهذا العريس ... الهم...طالت فترة الخطوبه ... ومنال تحاول ان تقنع نفسها بان الزواج قسمه ونصيب ... ولكن بعد عام ونصف حضرت ام يوسف الجارة التى تسكن فى اول الشارع وتطلب ام منال وهمست فى اذنها وقالت لها ان العريس مش عاوز يكمل ....؟ ليه ؟ لان العروس لا تحمل مؤهل عال وهذا يؤثر على تربيه الاولاد ... سرى الخبر الى منال العروس التى استغربت انه يطالبنى بمؤهل عال وانا لم اطالبه بأى شئ ....حقيقى رضينا بالهم والهم مرضيش بينا .

حاضر فى طائرة التاسعه مساء الاحد


(.....) ابن وحيد لعائله متيسرة تسكن فى مدينه المنيا عروس الصعيد.... كما انه برغم انه وحيد الا انه ملتزم متدين ناجح فى حياته الدراسيه حصل على ليسانس الحقوق فى جامعه القاهرة بتقدير عام جيد جدا ولان ابوة مقتدر فسعى الشاب (.......) للحصول على منحه دراسيه فى الخارج , وبالفعل سافر الى لندن.... وهناك بعد جهد وعناء حصل على الماجيستير ....وتاهل للدكتوراه.... وفى كل فترة يرسل الى والده ويساله إرسال مبلغ من المال ... فكان الوالد يبيع بعض الافدنه ويرسل الى ابنه وامله فى الحياه فى الحصول على الدكتوراه ........ واى دكتوراه ( فى القانون الدولى )........واذا ساله احد عن سر بيع الافدنه كان جوابه دائما ابنى هيجة ويعوضنى ....(الدكتور من جامعه لندن ) فى زهور ومباهاه وافتخار .وآن الأوان لتحقيق المراد .... جاءت برقيه من لندن الى المنيا الى والده تقول حصلت على الدكتوراه بجدارة وحاجز فى طائرة التاسعه مساء الاحد المقبل .... سَر الاب ... كاد ان يطير فرحاً .. علق الانوار والزينات اخبر الاهل والجيران والمعارف والاصدقاء ... من كل حدب وصوب ..... ابنى جاى الاستاذ الدكتور الجامعى وقبل ظهر يوم الاحد المرتقب اجتمع الاهل والاصدقاء والاحباب وزحف الجميع الى مطار القاهرة بافخر الثياب وزينوا السيارات وعلقوا الزينات فى الشارع باكمله .... وهناك فى مطار القاهرة اعلنت الاذاعه الداخليه عن وصول الطائرة القادمه من لندن وتطلع الجميع الى نزول الدكتور ولكنه لم ينزل .... فهرول الاب الى مكتب الاستعلامات يسأل .....- الدكتور (.......)القادم من لندن هل وصل على نفس الطائرة ؟!- نعم وصل...- لكنه لم ينزل...- كيف ينزل وهو فى صندوق ؟!..سيصعد اربعه وينزلون لانه فى ليله سفرة فى سهرة مع الاصدقاء لأجل وداعه فى اخر ليله .... خرج وهو مخمور وفى سرعه القياده إصطدم بسيارة اخرى ومات على الفور .... وتمت إجراءات نقل الجثمان بسرعه وتم شحنه على نفس الطائرة التى كان ينوى السفر عليها ....فى موكب مزين بالورو حمل الاهل والاصدقاء الجثمان ووضعوه فى احدى السيارات القادمه من المنيا ...... وعادوا به الى الشارع التى تربى فيه والمزين باللمبات والانوار لاستقباله استقبالا احتفاليا...وتم وداعه بين صرخات وعبارات بالسلامه والف سلامه يادكتور .... وراح دكتور القانون ..... وضاع امل الوالد الذى كان يردد ( الدكتور هيجى ويعوضنى ) حقا انها اوهام .... وتم اعظم احتفال لدفن اكبر امل للوالد المذكور والام الام الثكلى ........... كخيال يتمشى الانسان وايامه كلا شئ

الدكتور مستعجل


خدمه النفوس فيها العجب .... فتعودت زيارة دار المسنين يحى......... وهناك يوجد بين النزلاء فى دار المسنين عم ..... هو رجل طيب حلو الحديث..... ولكنه فيه نفخه كدابه ......ربما يكون معه حق..... فهو اب لابنين ........ والاثنان فى امريكا ......... وفى كل مرة ازورة كان حديثه يطول حول إبنه الاكبر استاذ الاساتذه فى امريكا ........وكان يتأثر ويبكى لان اولاده تركوه ولم يتذكروه وكيف انتهى به المصير الى دار المسنين هذا ..... وهذا هو حال الدنيا الكدابه .......وكيف كان يحيا على ذكريات جميله فى تربيه اولاده ثم سافرا وبعدها ماتت زوجته ولم يجد له مأوى الا دار المسنين المجانيه التى استضافته رحمه بشيخوخته ولكنه استسلم للامر الواقع وما باليد حيله .......وذات يوم وانا اتصفح جريده الاهرام وجدت صورة ابنه الباحث الشهير واستاذ البث التكنولوجى للقمر الصناعى وانه قادم الى القاهرة لحضور مؤتمر من يوم واحد ........ فرحت وذهبت بسرعه الى دار المسنين الى عم .... ونقلت له الخبر السعيد وامسك بالجريده وطار هنا وهناك ينشر الخبر ويمتع الناس بصورة الابن الباحث العالمى ....إسترد حيويته وكأنه شاب العشرين وبدأ يسأل الؤتمر فين ؟.. والساعه كام ؟...هيجى فى طيارة كام .؟.... وبدأ الرجل يعد الساعات ويسال النزلاء عايزين حاجة من امريكا ؟ اكيد هاسافر مع ابنى ......انا رايح امريكا ......وفى يوم المؤتمر ....وفى مساء اليوم نفسه ذهبت لاتمتع برؤيه الاستاذ الدكتور ابن عم ...... وتاخر الميعاد الى قرب منتصف الليل وفيما انا اهم بالانصراف حضر رجل يسال عن عم.... صديقى المسن والد الدكتور .......فقال الرجل انا هو ابو الدكتور .........فقال الضيف ........الدكتور (فلان ) إبنك كان يود ان يحضر اليك ولكنه مستعجل جدا فاضطر يسافر بسرعه وبعتلك الفلوس دى ......سقط الرجل من هول المفجأه .......بكى عم....... كالاطفال وهو يردد معقول ...... وانا على باب القبر ....... وانتظر الموت كل ساعه!! هيفضى امتى يشوفنى ؟!! وانا خلاص 73 سنه واذا كان مش فاضى يشوفنى ياترى هايفضى يتقبل العزاء في ....... لقد انهارت اعصابه ..... وخارت قواه وامتقع لونه حاولت ان اتكلم معه ولكن كلامى كان كالصفير فى اذنيه .... لان صديقى العجوز فقد احن قلب له ...... وبعد ان كانت دار المسنين المجانيه التى يتعاظم عليها بابنه العالم المشهور ........ بدأ انه فى امس الحاجة اليها ووجد فيها راحته وسلامته....... وبعد دقائق حضر خادم الدار وقال له برشاقه الضغط يا عم ........ وادى كوبايه الميه نظر عم....الى الاخ الخادم الوديع وقال له شكرا ياابنى ......... لا...لا انت احسن من ابنى ....ابنى معندوش وقت يسلم على ....سافر .........مشغول.........ترى من ينتظر عم....... ابنه مشغول فبدأ ينتظر النهايه لكى يستريح الراحه النهائيه الاخيرة ......لان ابنه مشغول !!!!!!!!!

ويارتها ما


روى لى صديق هذه الواقعه المؤلمه عن :السيده........... كانت تسكن فى حى السكاكينى بالظاهر بالقاهرة تزوجت وكام كل املها ان يكون طفل او طفله , ولكن مرت الايام والشهور والسنوات وصلت الى حوالى 13 سنه .زارت خلالها اطباء عقم ونساء ......... زارت الاماكن المقدسه ..... لم تترك مكانا او وصفه لكى تحقق مناها او املها ولكن دون جدوى إلى ان تطلعت اليها العنايه الالهيه ...... وبالفعل حملت وولدت بعد حرمان ..... ولدت تؤأم اولاد وهى لا تكاد تصدق ... معقول نعم معقول إن الله لا يعسر عليه أمر ..........وبينما هى فى أفراحها بالتؤأم الجميل وبعد ثلاث شهور من الولاده حملت ثانيه ... ورزقت ثانيه بتؤأم بنات اى انها صارت اما لاربعه اطفال خلال عام........... ولم تكن الدنيا تتسع لها ..... إنبهرت بالاطفال .....تفننت فى إظهارهم باروع ما يكون......... تسريحه البنات مميزة و ملابس الاولاد متلفه ........ من حقها ان تروى امومتها المتعطشه ................ز ادخلتهم اروع المدارس فالحقت الولدين مدرسه سان مايكل بشارع الظاهر .....وألحقت البنتين مدرسه رهبات الدلفراند بميدان الرطل بالظاهر ............وكانت يوميا تصحبهم الاولاد من ناحيه والبنات من ناحيه اخرى ..... وكأنها تريد ان تقول .......... يادنيا إتهدى .... فانا اسعد ام باسعد واجمل ولدين وبنتينوذات يوك وكان الولدان بالصف الحامس الابتدائى وقف الولدان رشاقه الاطفال فى انتظار هذا الترام وما عليه من اطفال يتسلقونه كالقرود...........وفى شقاوة الصبيه تسلق واحد منهما بالترام ...... فعز على شقيقه ان يتركه فامسك به وسقط الاثنان دفعه واحده والترام يسير بسرعه .... وتحولا الى كومه من اللحم وسط بركه من الدم ........ لقد ضاع توأم الصبر وكانت الصدمه عنيفه اكبر من ان تحتمل .......... ولم يجد الناس كلمات نعزيه للآم سوى القول ...... خلى بالك من البنتين......ده قدر ربنا ...........صمتت المسكينه صاغرة امام قسوة التجربه .........ولكنها فى وهن الليل تقوم مفزوعه تنظر الى سرير الولدين وتبكى.......... ثم تذهب الى سرير البنتين وتغطيهن ..... وعينها الى السماء حيث يوجد الولدان وعين على السرير حيث يوجد البنتين ........... ولكن المسكينه اصبحت مجنونه بالبنتين فقد عزمت على ان لا تترك البنتين من يدها لاى امر ما وشددت عليهما الكلام ان لا تخرجا من باب المدرسه تحت اى ظرف من الظروف ........ والبنتين كساهما حزن فطرى ...... ولفهما انطواء عجيب لك يكن الا المناخ الطبيعى الذى ساد البيت ........... وذات يوم بعد ثلاثه اشهر من حادثه الولدين ... كانت البنتان فى انتظار امهما ....... جلستا الى جوار سور المدرسه فى انتظار ماما ....... وكأنهما على موعد من السور المشؤم فقد انهار السور المتهالك وسقط فوق توأم الرجاء المتبقى لها .......... وتجمع الناس فى سرعه لإزاله الطوب والرماد ولكن كان قد سبق السف العزل ...... أخرج الناس الجشتين للطفلتين فى شكل ملائكه نيام........ حضرت الأم ...... إنهارت وكلما حاول الناس إفاقتها تعود مرة اخرى إلى غيبوبتها ولآن التجربه كانت أقسى وأقوى منها ..... لم ترحم عقلها فكانت تخرج فى منتصف الليل شعرها منكوش وعينيها زأئغتين وملابسها غير مهندمه ....... تصرخ وتنادى جوجو ...مرمر ...نانا... توتى ......وكان الناس فى اسى حينما يرونها يضربون كفا على كف ويقولون يارتها ما كانت .

2008-04-04

يا حفنـة التـراب المتـألمـة أنظـرى




إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه (رومية 8 : 17 )
كان العروسان مغرمين بشراء الأواني الفخارية الثمينة والأثرية. في إحدى رحلتهما إلى أوربا ذهبا إلى متجر خاص بالأثريات.
لفت نظر العروس إناء فخاري ثمين موضوع في إحدى زوايا المتجر وكان حوله زينة جذابة. انطلقت العروس إليه وأمسكت به في إعجاب. نادت عريسها وهي تقول: "لم أرَ في حياتي مثل هذا الجمال الرائع. يا لصانعه من فنان رائع!"
بينما كانت العروس تتأمل فيه وهي تحدث عريسها عن جمال كل جزء منه، إذ بها تسمع صوتا يخرج من الإناء يقول: "أيتها العروس الجميلة ، انك لاً تفهمين من أنا. أنا لم اكن هكذا في هذا الجمال الرائع!"
صمت الإناء قليلاً ثم قال لها: "ألاً تعرفين أنني كنت حفنة من تراب، لو لمستيني لغسلتي يديك إذ تصيران متسختين.
امسك بي سيدي ووضع عليَّ ماءً وصار يعجني كنت اصرخ:
"اتركني على الأرض، لماذا تعجني بهذا العنف؟
ماذا فعلت بك؟"
نظر إلىّ سيدي وهو يبتسم قائلا:ً "ليس بعد!"
شعرت بمرارة وقلت: "ماذا يفعل بي بعد؟"
وضعني في دولاب الفخار وصار يحركه بقوة، شعرت كأن الأرض كلها تدور حولي. وصرت أصرخ: "كفي، كفي، فإنني اشعر بدوار شديد. إني أموت. ارحمني".
هز سيدي رأسه وهو يبتسم ويقول: "ليس بعد!"
أمسك بي وصار يتأمل فيَّ، وإذا به يضعني في الفرن. كانت الحرارة مرتفعة للغاية، لم اختبر مثلها قط.
قلت له: "لماذا تحرقني بالنار؟ ماذا فعلت بك لتقتلني. يا لك من قاسي القلب!"
صرخت: "افتح لي باب الفرن. كفي".
بعد فترة فتح الباب ورأيت على وجهه ابتسامة وهو يقول: "ليس بعد!"
حملني من الفرن ووضعني على رف، فتنسمت الهواء، وبدأت الحرارة تزول.
امسك بي من جديد وإذ به يضرب بالفرشاة ليرسم على أشكالاً جميلة، لكن رائحة الألوان صعبة للغاية. أحسست بحالة قيئ شديد. قلت له: "كفي، كفي، إني لا احتمل رائحة الألوان". أما هو فهز رأسه وقال: "ليس بعد!"
كدت أموت وهو يمسك بي ليضعني ثانية في الفرن ليثبت الألوان ويغير من طبيعتي.
كانت حرارة الفرن مضاعفة. توسلت إليه ألاً يضعني فيها، لكنه أصر كنت أتطلع إليه وأنا أبكي أما هو فكان يرد: "ليس بعد!"
فتح الباب وحملني من الفرن، ووضعني على الرف حتى أبرد .
بعد قليل قدم لي مرآة وقال لي: "يا حفنة التراب المتألمة انظري!"
دهشت حين رأيت نفسي في هذا الجمال الباهر. قلت له: "إنني لست أنا! إنني لست حفنة التراب المداسة بالأقدام".
قال لي: "هذا ما فعلته بك مدرسة الألم".
سيدتي العروس، لا تخافي من الألم، فان سيدك يدخل معك في طريق الآلام.
لو تركك بدون أن يعجنك تصيرين ترابا بلاً قيمة.
وان لم يحملك إلى دولابه الفخاري، تصيرين قطعة طين بلاً شكل.
إن لم يدخل بك إلى الفرن تجفين وتتشققين.
إن لم يلقِ بالألوان برائحتها الصعبة لاً تحملين صورًا جميلة.
إن لم تدخلي الفرن ثانيةً ما تستحقين أن تكوني في مركز رائع محوطة بالمجد.
لتصرخي معي قائلة: "مرحبًا بمدرسة الألم، مرحبًا بمدرسة الأمجاد الأبدية".

إهداء من المؤلف نفسه


كل الكتاب هو مُوحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر) (2 تي 16:3)
قررت ماري الفتاة المسيحية التقية، أن تُهدي الكتاب المقدس إلى أبيها الذي تحبه بمناسبة عيد ميلاده، على أن تصلي لأجله لكي يقرأه، لعله يترك إلحاده ويعود إلى الله المُحب.
وعندما فتحت ماري الكتاب المقدس الذي اشترته لكي تكتب على الصفحة الأولى كلمة إهداء، لم تعرف ماذا تكتب. هل تكتب له (من ماري .. ؟) هذا ليس كافياً ليعبّر عما بداخلها تجاهه، ولا ليعبر عن أهمية الكتاب المقدس أيضاً. ثم قالت هل أكتب (من ابنتك التي تُحبك ماري؟) هذا أيضاً ليس كافياً، فهناك آخرون يحبونه.
وعندها خطرت على بالها فكرة فقررت سريعاً أن تُنفذها: لماذا لا تذهب إلى مكتبة أبيها وتأخذ من هناك الكتاب المُحبب لديه والذي يقرأه كثيراً؟ لعلها تجد فيه ما يساعدها على كتابة الإهداء الأنسب. وعندما فعلت ماري ذلك، وجدت مُدون على الصفحة الأولى للكتاب الذي اختارته إهداء يقول: من المؤلف نفسه.
فأُعجبت بالإهداء وكتبت نفس العبارة على الكتاب المقدس وتركت الهدية في حجرة أبيها وخرجت.
عندما فتح الأب الهدية ورأى الإهداء مكتوباً بخط ابنته ماري وقرأ العبارة المدونة عليه، وكان فيضان عواطفه الجياشة تُجاه ابنته يغمره، فإنه سأل نفسه قائلاً: لكني لا أعرف مؤلف الكتاب المقدس، وعرفاناً بمحبة ابنته له ورغبة لمعرفة مؤلف الكتاب المقدس، قرر في أن يبدأ في قراءة كلمة الله، وهذا أدى به في النهاية، لا أن يعرف من هو المؤلف فقط، بل أن يدخل معه في علاقة شخصية ويحصل على الخلاص والسلام الأبدي.
عزيزي.. إن الكتاب المقدس هو هدية ورسالة شخصية من الله إليك.. من المؤلف نفسه. فكل الكتاب هو موحى به من الله (أنفاس الله) (2 تي 16:3) وشهادة يسوع هي روح النبوة (رؤ 10:19) أي أن الهدف من الكتاب المقدس بل روح الكتاب هو الرب يسوع المسيح الذي تجده بصورة رمزية وإشارات متنوعة في العهد القديم.
كما نجده بصورة علنية في العهد الجديد هو المُحب، الله الذي ظهر في الجسد (1 تي 16:3) ليموت عنا كي ما يصنع بنفسه تطهيراً لخطايانا (عب 3:1).
فهل تقبل الهدية من المؤلف نفسه وتفتح باب قلبك للرب يسوع الآن وتصلي له قائلاً: ربي يسوع .. يا روح نبوة الكتاب، يا أعظم هدية لنا من الآب، أشكرك، فبدلي تحملت العذاب، أقبلك في قلبي يا أحن وأرق الأحباب.

أنـــا لســـت خـــاطـــىء


دخل شابٌ الى احدى الكنائس، وسمع الواعظ يتكلّم عن دخول الخطيئة الى الحياة البشرية عندما عصى آدم على الله؛ وأنّ كل انسان خاطئ لا بالوراثة من آدم فقط، بل وبإرادته الشخصية أيضاً، وأنّ ما من انسانٍ لم يعصَ الله. وختم الواعظ كلامه بأن الله من محبته جسّد كلمته الأزلية في شخص السيد المسيح الذي مات حاملاً عقاب البشرعلى الصليب، وقام منتصراً على الموت والشيطان، وفاتحاً باب الخلاص من جهنّم لكل مَن يؤمن به.
عند نهاية العظة دنا الشاب اليه قائلاً: "لستُ بحاجة الى فداء المسيح لكي أرضي الله، وأنا لست خاطئاً كما فعل آدم!"
فنظر اليه الواعظ مبتسماً وأجاب:"إني أدعوك لتناول الغذاء معي اليوم، لنتكلّم بهذا الموضوع." فوافق الشاب. وبعد خروج العابدين؛ توجّه الاثنان الى بيت الواعظ، وراح الأخير يضع أشهى المآكل على مائدة الطعام، بينما كان الشاب مراقباً منتظراً. ثم، وضع الواعظ طبقاً كبيراً مغطىً في وسط المائدة، وقال للشاب: "إني سأخرج لعشر دقائق فقط، فأرجو منك أن تبدأ بالأكل؛ ولكن، اُترك لي هذا الطبق في وسط المائدة!" فاندهش الشاب، لكنه جلس أمام المائدة، بينما خرج الواعظ من البيت.
مضت بضع دقائق، والشاب يتفرّس في الطبق المغطّى، مع أن المائدة كانت مملوءة من الأطعمة الشهية. ولم يتمالك نفسه حتى رفع غطاء الطبق، وإذا بعصفور جميل يطير منه ويغطّ على الثريا فوق المائدة، فأسرع الشاب ووقف على المائدة ليلتقط العصفور، لكنّه طار مجدداً من النافذة بينما وقع الشاب لاضطرابه على الصحون، فتكسّر ما تكسّر، وانسكبت الاطعمة على الكراسي وعلى الارض؛
وإذا بالباب قد انفتح فدخل الواعظ ورأى الشاب خجولاً وقد وسّخ ثيابه وقاعة الطعام؛
فقال الشابُ: "لستُ أفضل من آدم، فقد فعلتُ مثله، بل أكثر، لأني علمتُ ما فعل، ومع ذلك لم أتعظ!" فأجابه الواعظ: "كنتُ سأهديك هذا العصفور، لو أثبَتّ فعلاً انك أفضل من آدم؛ لكن الآن، هناك هدية أعظم، لا منّي، بل من الله، فقد سدد المسيح ديون خطاياك وما دمّرته في حياتك وحولك، وهو مستعدٌ ليهبك روحه القدّوس ليجدّد حياتك، فترضي الله بقوته ونعمته؛ فما رأيك بعطية الله؟ فاعترف الشاب كم هو خاطئ ومحتاج الى غفران الله؛ ولمس فعلاً تجديد روحه وخرج من بيت الواعظ إنساناً جديداً

الهارب



جلس في مكتبه في لندن ، شاب اصفر الوجه ، متعب النفس ، يكتب في بطء وتثاقل ، وقد تسرب الضباب الكثيف الى داخل المكتب ، حتى اضطر الى اضاءة الانوار ، واستمروا يعملون عملهم في صمت ورهبة ، الى ان القى الكاتب الذي بجوار صاحبنا هذا ، قلمه فجأة ، واقترب منه وهمس في اذنه قائلاً: "اعطني نصف جنيه يا جو ، انني محتاج اليه جداً" . فقال : نصف جنيه ؟! أنت تعلم ان ليس لدي شيء . فأجابه قائلاً لا تتعجل ، ثم اقترب جداً من اذنه وقال: "انني عالم بسرك ، يجب ان تنتهز الفرصة لتكسبني قبل ان اسلمك للسلطات المختصة". فامتقع وجه جو وتمتم قائلاً : انت لا تعرف عني أي شيء ، أي سر لي ؟ فأجابه : اذن اريد ان اعرف ما شأن أحد جنود الجيش في هذا المكتب ؟ فأجابه قائلاً لست جندياً الآن. لقد رحلت فرقتي الى بلاد اجنبية حينما كنت مريضاً ، وليس هي غلطتي في ان امكث هنا ‍ فأجاب : "لا.لا. انك لا تستطيع ان تخدعني . ما انت الا هارب جبان وسوف احرص على ان اخبر كل واحد بذلك اذا انت لم تدفع اجرة صمتي ". فقال وهو يرمي بالنقود اليه : "لا تقل شيئاً خذ اجرتك"‍ ‍ ‍‍فوضع ذلك النقود في جيبه وعلى فمه ضحكة النصرة، واستأنف كل منهما عمله، وارتسمت تلك الكلمات امام جو بينما كان يحاول ان يواصل عمله بنفس مثقلة وقلب خافق … وكأن كلمة "هارب" قد اخترقت نفسه فاشعلت فيها نار مؤججة اذ تصور نفسه موثوق اليدين مكبلاً بالقيود ، محاطاً بالجنود ، مسوقاً الى المعسكر ثانية ‍ وانحنت روحه تحت ضغط فعلته المخزية … أسفاً على جو المسكين : لقد عرف ان "طريق الخطية وعر"
ان افواه المدافع في ساحة القتال بدت أخف وطأة من الرعب الذي يهدده باستمرار ، رعب يد البوليس تقبض على عنقه …. أو رعب التهديد من زميله الكاتب …‍
ومن ذلك الوقت اصبحت حياته ، حياة البؤس المطبق … ولننظر اليه بعد تسع سنوات سائراً في شوارع لندن وقد انحنت قامته قليلاً ، ليس من تقدم العمر لأنه لا زال شاباً ، ولكن من ثقل الخطية التي كان يحصد نتيجتها يومياً والتي احنته قبل الأوان، ولنتتبعه اذ يدخل مكتب البريد ، وبينما هو منتظر هناك ، يستند الى الحائط اذ به ينظر في ذهول … ترى ماذا حدث ، فملك على نفسه ؟
انها لوحة كبيرة معلقة على الحائط ، لم يهتم بها احد الحاضرين بل قلما نظر اليها احد … دعنا اذا نتأمل تلك اللوحة ، كانت كلماتها الاولى هكذا : " من جلالة الملكة ــ عفو شامل ، عن الجنود الذين هربوا من المعسكرات".
خفق قلب جو خفقاً عالياً ، بينما هو يقرأ ان الملكة فكتوريا بمناسبة مرور 15 سنة على حكمها قد اصدرت عفواً شاملاً عن جميع الجنود الهاربين بشرط ان يخبروا عن انفسهم في بحر شهرين واختم الاعلان بهذا القول : نحن نعلم ان أي شخص أشير اليه هنا لا يتيح لنفسه فرصة هذا العفو سوف يتعرض لأشد العقوبات بمحكمة عسكرية تنعقد في محكمة وندزور في يوم 17 حزيران يونيه سنة 1887
فقال جو : هذا عظيم جداً ولكنه لا يكاد يصدق ، لا شك ان هذا ينطبق على الحالات السهلة ولكن عفو جلالة الملكة لا يمكن ان يشمل مسكيناً مثلي ‍ وهكذا مضى في بؤسه ، ستة اسابيع اخرى وهو متردد متباطئ وفي ليلة ما ، بلغ بؤسه منتهاه .. كانت أبأس ليلة مضت عليه في حياته كلها ، لم يذق فيها طعم النوم وأخيراً انتفض قائلاً : سأعلن عن نفسي ، الموت أهون من معاناتي ، وسأثق في وعد جلالة الملكة ، واذا رفضت ان تعفو عني فليكن ‍…
وكتب رسالة قصيرة ، عبارة عن اعتراف بالهرب من قوات جلالة الملكة منذ عشر سنوات . ثم اغلق الخطاب دون ان يجرؤ على قراءة ما كتب . وامسك قبعته واسرع الى الخارج واسقط الرسالة في اول صندوق بريد ومرت أيام بطيئة ثقيلة طويلة بينما كان جو ينتظر الرد بقلب مريض سقيم . واخيراً وصله جواب مكتوب عليه : "حكومة جلالة الملكة" فكاد يسقط على الأرض وتندى جبينه بعرق بارد وارتمى على كرسي قبل ان يجرؤ على فض الغلاف الذي سيتقرر فيه مصيره: طبعاً رفض طلبي ، وصرت رجلاً مهدر الدم ‍ ما أغباني ‍ لماذا اعلنت عن نفسي ‍
قال هذا بينما كانت يده المرتجفة تفض الرسالة ولم تصدق عيناه ما رأت حين قرأ "شهادة عفو مطلق" مكتوب باسم جلالة الملكة وممهور باسم القائد العام ‍ نعم لقد عُفي عنه … فوضع الوثيقة الثمينة في صدره ، وبخطوات خفيفة ورأس مرتفع تقدم نحو المكتب ، فقال صاحبه : " ايه يا جو ، نصف جنيه آخر … انها فرصة لك تشتري بها صمتي " فأجاب جو لن تأخذ مني شيئاً آخر ، لقد اخذت نصيبك يا صديقي وابرز له في نصرة الفرح شهادة العفو . فتعجب زميله في ذهول وقال : ما هذا ؟ آه ‍ لقد عُفي عنك يا جو . فأجاب جو نعم ‍ لقد عُفي عني ‍ فما الحال معك يا عزيزي القارئ ، ألا تقبل عطية العفو الإلهي المجاني المقدم لك ؟ ان دم يسوع المسيح ابن الله يطهر من كل خطية . لاحظ ان لا بد ان تعترف بأنك خاطئ للسيد الرب حتى تنال العفو الشامل . لا تؤجل ولا تتمهل ان الرب ينتظر ان تأتي اليه سريعاً قبل فوات الفرصة … نعم قبل فوات الفرصة " اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" . "هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص " . واسمع صوت الرب نفسه يقول : " من يقبل اليَّ فلا اخرجه خارجاً "

عودت الجندي الجريح


بعد انتهاء الحروب عادت باخرة الى احد الموانئ الأميركية تحمل عدداً من الأسرى والجرحى ممن وصلت حالتهم الى البؤس واليأس ، وكان من بينهم شاب عمره 22 عاماً قد أضنته الجراح المثخنة وهدّته الأمراض الموجعة . هو فتى ربيب أسرة مهذبة ، شب رقيقاً على حياة الليونة فشقت عليه حياة الأسر والثكنات العسكرية والحرمان من اللباس الناعم ، أضف الى هذا ما اكتسى به جسده من جروح وقروح مما شق احتماله .
علم أن أخاه الأكبر وليم سيكون على رصيف الميناء . لكنه أخذ يفكر كيف يتسنى لأخيه أن يعرفه وهو على هذه الصورة !! .
وأخذ يحدث رفاقه أن أخاه مهذباً ، يحيا حياة الرفاهية والتنعم ، وله بيت توفرت فيه وسائل العيش الرغيد . ثم أخذ يقول : " كيف يمكن أن يرحبوا بي في هذا الوضع ؟ !! لقد تغيّرت حالتي كثيراً بحيث أن وليم لن يعرفني ! وحتى لو عرفني فانه سوف لا يأخذني معه … انه لا خير لي إلا أن يضمني المستشفى مرة أخرى ليسلمني بعد ذلك الى القبر " . وكان يبكي وهو يتفرس في أسماله وفي الصورة المشوهة التي صار عليها .
وما أن لامست الباخرة رصيف الميناء حتى صعد اليها رجل متين البنية جميل الطلعة ، هو وليم شقيق الجندي الجريح ، وقد كان في انتظار الباخرة اربع ساعات كاملة . وكانت معه عربة فخمة أعد فيها وسائد لينة وأغطية لتحمل أخاه الى القطار ثم الى المنزل .
لقد مرَّ وليم بجانبه لكنه لم يتعرف عليه . لقد تقززت نفسه وهو يتطلّع الى ذلك المُلقى البائس ، قروح في فمه وأنفه ، وجهه متنفخ ، وشعره أشعث ، وجبهته ملفوفة بالأربطة ، أقدام عارية كلها أورام ، مجموعة من الملابس الرثة تكسو جسده … مما جعله يتحوّل مشمئزاً مكروباً .
ذاب قلب الغلام التعيس وقال في نفسه : " هذا هو ما كنت أتوقعه أن وليم لن يعرفني وسيشمئز من منظري " ، ولم يجد لديه الشجاعة الكافية أن يكلمه .
للمرة الثانية والثالثة اجتاز وليم بين ركاب الباخرة ولم يهتدي الى اخيه ، وظن أنه قد مات أثناء الرحلة . وللمرة الأخير أخذ يتفحّص الجنود واحداً واحداً دون أن يتعرّف عليه . بينما كان عتيداً أن يتحوّل سمع صيحة مرّة : ألا تعرفني يا وليم ! " قالها الجريح بشفاه مرتعشة وهو يستجمع أنفاسه بكل قوة .
أخي الحبيب !! لماذا لم تتكلم من قبل ؟! هكذا كان جواب وليم لأخيه . ثم حمله في الحال الى العربة ، بأسماله وجراحه وأوجاعه . ووضع تحت تصرفه كل قوته وثروته وكل ما يملك .
أيها القارئ العزيز ، قد يكون احساسك بخطاياك ووضاعتك وجروحك وقروحك الأدبية والنفسية يشيع في نفسك مثل هذا الإحساس بالنسبة للرب يسوع . ولكن ثق أنك حين تأتي اليه سيعانقك ويقبلك ويضمك الى صدره كما فعل وليم مع أخيه المضنى ، والفارق بين محبة وغنى وليم وشخص الرب يسوع عظيم لا يقاس.
لقد بيّن الله محبته لك ، وأنت بعد خاطئ مات المسيح لأجلك . ولا يزال يناديك مرحباً بك في احضان محبته قائلاً " من يقبل اليَّ لا أخرجه خارجاً " يوحنا 6 : 37 ومهما كانت خطاياك وآثامك فإن صوت المحبة يناديك " إن كانت خطاياك كالقرمز تبيض كالثلج وإن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف " اشعياء 1 :18 ويسوع لا يزال يمد اليك يده منتظراً عودتك اليه ، فلا تتوانى لحظة عن المجيء اليه.

النعمة في حياة نوح


" اما نوح فوجد نعمة في عيني الرب " ( تك 6 : 7 )عند تعريفنا للنعمة نجدها تعني الهبة المجانية المقدمة من الله الي الانسان المسكين الخاطئ الذي لايستحق وهذه هي خطة الله من البداية فنري انه عالج قضية ادم وحواء في الجنة بالنعمة دون اي مجهود مقدم من أدم او امراته حواء بعد فشلهم في في ستر عورتهم باستخدام ورق التين الذي هو صورة الاعمال التي نقوم بها فبدون اي تكلفة منهم قام الرب بذبح حيوان برئ وستر ادم وحواء بعد ان صنع هو بنفسه لهم اقمصة من جلد وسترهم من عريهم المخجل .ثم نري بعد ذلك سلوك ابناء ادم قايين وهابيل وفيهما نري طريقين لابد لنا من سلوك احدهما واعني طريق الأعمال أي المجهودات البشرية التي نراها في قايين وطريق الايمان بنعمة الله والتي نراها في هابيل ففي الظاهر نري الاخين متشابهين في كونهم ابناء ادم وتمتعوا بامتيازات مماثلة وعاشوا في ظروف متشابهة لكن يظهر لنا الاختلاف في الطريق الذي سلكه كلاٌ منهما فسلك قايين في الطريق الاول الذي هو طريق الاعمال فقدم من ثمار الارض وسلك هابيل في الطريق الثاني الذي هو طريق الايمان بنعمة الله المجانية فقدم من خيار الغنم اي قدم ذبائح حيوانية التي نري فيها صورة لذبيحة الرب يسوع المسيح وكان رد فعل الله انه قبل تقدمة هابيل لانها مؤسسة علي نعمة الله المجانية دون تدخل منه ولم يلتفت الي تقدمة قايين .وهنا نجد في هذا العدد الذي تصدر هذا الموضوع أول ذكر لكلمة النعمة في الكتاب المقدس وبالقاء الضوء علي الخلفية التاريخية لهذا العدد نجدها خلفية مظلمة حيث كل انسان فعل ما حسن في عينيه الامر الذي اغضب الله جدا لكن ياتي السؤال الهام . هل هناك نعمة من الله وسط هذا الغضب ؟ الاجابة نعم فعلي الرغم من تزايد شر الانسان وكان في قلب الله ان يهلك كل بشر بل كل كائن حي لكن هناك الاسرة التي حازت ووجدت نعمة في عيني الرب لا تسالني لماذا قدم الله النعمة لنوح ؟ هل لاستحقاقه لها ؟ وهنا اجيب واقول لو كان نوح مستحق للنعمة لم تكن بعد نعمة أن النعمة هي التي جعلت نوح يطيع الله فالانسان بطبيعته لا يطيع أما بعد عمل نعمة الله في الانسان تكسبه طبيعة جديدة تطيع وتحب الله وهذا ما حدث مع نوح عندما قال له الله اصنع لنفسك فلكاٌ أطاع من القلب ووثق في الله حتي لو كان هذا الامر مستحيل للعين البشرية أطاع نوح الله رغم خبرته القليلة بالمقارنة بخبرتنا نحن الان فاعتقد لو قال الله لي او لك الان اصنع فلك لاني سامطر طوفان لدي خبرة سابقة تجعلني اصدق لان الله فعل هذا سابقاٌ فقد سبق ان امطر طوفان في ايام نوح ( تك 7 : 6 ) وامطر نار وكبريت في ايام لوط ( تك 19 : 24 )وامطر حجارة من البرد في ايام يشوع ( يش 10 : 11 ) لكن لم يحدث قبل نوح ان الله أمطر طوفان لكن نوح بالنعمة والايمان اطاع ووثق وصدق كلام الله وبني الفلك الذي كان برهان ودليل قاطع علي نعمة الله المقدمة له فخلص من الغضب هو وبيته .والان يشير الله الي كل واحد منا فلم يقول ابني فلك بل يقول الفلك معد فالمسيح هو الان فلك نجاتنا فهل تدخل فيه وتنجو من الغضب والهلاك ؟ لانه مكتوب " لان غضب الله معلن من السماء علي جميع فجور الناس واثمهم " ( رو 1 : 18 ) بدخولك الي الرب يسوع الفلك الحقيقي تختبر " اذاٌ ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت وهوذا الكل قد صار جديداٌ " ( 2 كو 5 : 17 ) وتختبر نعمة الله المقدمة لك وينطبق عليك القول اما فلان فوجد نعمة في عيني الرب .
فتعال الان قبل فوات الاوان .

قررت ان استضيفك


خلاص يا رب انا قررت استضيفك عندى . انا لقيت نفسى محتاجلك وحياتى بايظة ووحشة وماشية معايا بالعكس وكل مشاريعى فشلت وخلاص نفسى اتخنقت منى .
عشان كل اللى قلتهولك دة انا خلاص قررت استضيفك . بس انت يا رب متجيش كدة فى قلبى انت ليك عندى استقبال كبير . استقبال يليق بيك . انا لازم استعد وابقى كويس واكون انسان يليق بيك وبحضورك . لازم كل حاجة تبقى على اتم الاستعداد لازم اخلص كل اللى ورايا عشان افضالك بقى واعيش معاك .
لازم اخلص مزاكرتى وشغلى والتزاماتى ومواعيدى وخروجاتى ووعودى عشان اعيش معاك لازم اخلص بقى من خطيتى . يمكن الموضوع ياخد شوية وقت بس مش مشكلة ما هو انا برضو ميصحش ربنا ييجى ويلاقينى كده .
يا رب ما انا عايز اقوللك قد ايه انت حلو وعظيم واله جميل جدا وانا بحبك جدا جدا عشان كده عايز كل حاجة تبقى حلوة عشانك انت .
صحابى اللى تعبونى كتير وبعدونى عنك سنين لازم اسيبهم بقى كفاية كدة . بس برضو مينفعش اسيبهم كده مرة واحدة عشان معملش مشكلة . شوية بشوية وكل حاجة هترجع كويسة تانى .
يمر الوقت وتفوت لايام وتعدى عليها ايام والايام كبرت وبقت سنين ولسا الكلام الحلو زى ما هو . انا فرحان بيك انا بحبك انا مشتاقلك وبس.
عايز اقول ان احنا ساعات علاقتنا بربنا بتبقى كلام ووعود وساعات بتبقى انفعالات ويمكن دموع لكن اوقات قليلة وبتعدى ونرجع تانى نبعد وننسى ولما نقع نتعب ونفتكر ربنا ونعيط بالدموع.والخوف ان حياتنا تستمر على كده . تبقى علاقتنا بيه اوقات صغيرة بتعدى . بلاش يبقى حبك ليه كلام وانفعالات . فى حبك لربنا لازم تحط خطة
اول خط فى الخطة بيقول انك لازم تسيب خطيتك وفورا وبعدين اوعى تقول احل مشاكلى واظبط حالى وابقى كويس وبعدين احب ربنا . يا ريت تعرف ان زكا لما اسقبل ربنا مقالش اروح وانضف البيت الأول . زكا استقبل ربنا فى نفس اليوم اللى شاف فيه رب المجد
يعنى خللى ربنا يعيش فى حياتك كده زى ما هى . مكركبة وملخبطة . خليه يشوفها ومتتكسفش . اعمل زى السامرية هى متكسفتش وخبت وشها وطلعت تجرى لا . هى لقت اللى كشفها مش عشان يعيرها لكن عشان هو بيحبها
ربنا بيحبك جدا وعايز يعيش فى بيتك فى كلامك فى تصرفاتك فى مشاعرك وكل دول من فضلك اديهمله زى ما هما .
 

website traffic counters
Dell Computers