بحث مخصص

2009-07-04

طفل صاحب شخصية قوية


جاءتني سيدة تشتكى لي طفلها الذي ألحقته بالحضانة، قالت لي : ] منذ أيام قليلة ارتكب طفلي الصغير خطأ، وإذ انتهرته بهدوء، قائلة له : " لا تفعل كذا !" أجابني الطفل : " لا ... سأفعل !". قلت له بشيء من اللطف :" هذا خطأ يا حبيبي !" أجاب بإصرارٍ :" أنا سأفعل كذا ...وسأفعله ." دهشت جدًا، فإنني أعرفه طفلاً رقيقًا للغاية، ويحبني ... وأنا لطيفة جدًا معه . فلكي لا يعتاد أن يكون عنيفًا معي أو مع غيري تجاهلت الموقف، وتركت المكان وأنا أتصنع الابتسامة . في اليوم التالي إذ كنت ألاطفه سألته :" ما رأيك فيما فعلت بالأمس؟ " أجابني الصغير :" ماما ...أنا أعلم أن ما فعلته خطأ ..." قلت له :" إذن لماذا صممت أن تفعله، وأنت تعرف أنه خطأ؟ " أجاب للفور :" كان لابد أن أفعل ذلك، وإلا أصبحت شخصيتي ضعيفة ! ما أريد أن أفعله سأفعله حتى إن كان خطأ !" دهشت جدًا لإجابته، فهو طفل لم يبلغ بعد السادسة من عمره، كيف يحسب أن الاستماع لنصيحتي وأنا أمه المحبوبة لديه أنه ضعف شخصية .ماذا أفعل لكي أصحح مفاهيمه دون أن أخسره؟ [ إذ وجدت السيدة في حيرة قلت لها : " أنصحكِ أن تتعمدي أن تصنعي شيئًا خاطئًا قدامه، فإذا ما قال لكِ : هذا خطأ؟، قولي له : " إنك على حق " ، وصححي الخطأ ... وبعد يومٍ أو يومين اسأليه : ما هو رأيك في سماعي لكلامك؟ هل تظن إنني بهذا ضعيفة الشخصية؟ !
عزيزي كثيرًا ما نحمل ذات سلوك هذا الطفل الصغير فنظن أن قوة الشخصية هو في الإصرار على الرأي دون الإنصات إلى مشورة الغير، خاصة المحبوبين لنا مثل الوالدين الخ . الشخصية القوية هي التي لا تحمل تشبث الأطفال المغلق دون انتفاع بخبرة الناضجين ! قيل عن السيد المسيح إنه كان "خاضعًا لهما "، أي للقديسة مريم والقديس يوسف، وهو خالقهما، بل هو حكمة اللَّه نفسه ! لتلتصق بالرب فتحمل روح التواضع الذي يعزز قوة إرادتك فيه ويهبك شخصية سوية، تعرف كيف تتعامل مع الجميع، وتنتفع بخبرة الكثيرين ............ ... مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تالم به ( عب 5 : 8 )

يا للحمل الثقيل


أوصَدْتُ باب غرفة النوم، واتَّكأتُ بظهري عليه وصرختُ: ”لماذا حِمْلي هكذا ثقيل؟ أَلاَ توجد راحة في هذه الدنيا“؟ وكنتُ متوتِّرة حتى أني تعثَّرتُ في سريري ووقعتُ عليه، وشددتُ الوسادة حول أُذنيَّ حتى لا أسمع الضوضاء التي تعتمل في نفسي! وصرختُ إلى الله: ”دعني، يا رب، أن أنام. دعني أنام للأبد ولا أستيقظ أبداً“! وبنشيج من البكاء حاولتُ أن أُدخل نفسي في نسيان لكل شيء، ورضيتُ بالظلمة التي أحاطت بعقلي. وإذا بنور يحيط بي فأستعيد وعيي، وإذ بحثتُ عن مصدره وجدتُه: شخص إنسان يقف أمام صليب، وسألني هذا الشخص: ”يا ابنتي، لماذا تريدين أن تأتي إليَّ قبل أن أكون قد قررتُ أن أدعوكِ“؟ فرددتُ متلعثمة: ”يا رب، أنا آسفة، إنه مجرد ... لن أفعل ذلك ثانية. أنت ترى كم أن الأمر قاسٍ عليَّ. انظرْ إلي كل هذا الحِمْل المرعب المُلقَى على ظهري. أنا غير قادرة على حَمْله فيما بعد“. - ”ولكن ألم أدعوكِ أن تُلقي بكل أثقالك عليَّ، لأني أنا أعتني بكِ؟ إن نيري هيِّن وحِملي خفيف“. - ”أنا أعلم، يا رب، أنك قلتَ هذا، ولكن لماذا حِمْلي أنا بالذات ثقيل إلى هذا الحدِّ“؟ - ”يا ابنتي، إن لكل واحد في هذا العالم حِمْله، ربما تفكِّرين أن تجرِّبي حِمْلاً آخر“؟! - ”نعم، أنا أُريد ذلك“. وأشار إلى أحمالٍ متعددة مُلقاة عند قدميه، وقال لي: ”جرِّبي أيّاً منها“! كانت كل الأحمال ذات حجمٍ متساوٍ. ولكن كان لكل حِمْلٍ بطاقة عليها اسم صاحبها. فقلتُ له: ”هذا حِمْل مريم“. كانت مريم متزوِّجة برجل أعمال غني. وكانت تعيش في فيللا كبيرة، وتُهنْدم بناتها بأجمل الملابس. وكانت تأخذني معها أحياناً في سيارتها الكاديلاك إلى الكنيسة حينما كانت سيارتي المتواضعة متعطِّلة. فقلتُ: ”إليَّ بهذا الحِمْل لأُجرِّبه“! وتساءلتُ في نفسي: ”تُرَى كيف سيكون حِمْلها صعباً“؟ ونزع الرب عني حِمْلي واستبدله بحِمْل مريم، ووضعه على كتفيَّ. وإذا بي أنوء بالحِمْل الجديد وأحني ركبتيَّ تحت ثِقَله. فقلتُ: ”لا، يا رب، ارفعه عني... ما الذي يجعله هكذا ثقيلاً“؟ فردَّ: ”انظري بداخله“. فأخذتُ أفكُّ الأربطة وأفتحه. فوجدتُ بالداخل شخصية حماتها، وحينما رفعتُها سمعتها تقول: ”يا مريم، أنتِ لا تصلحين زوجة لابني، وما كان ينبغي عليه أن يتزوَّجكِ. أنتِ أيضاً أمٌّ قاسية على أحفادي“. وأسرعتُ ورددتُ هذه الشخصية في داخل ”البؤجة“، وأخرجتُ عنصراً آخر. إنها ”دونَّا“، الابنة الصغرى لمريم؛ فرأسها كان مربوطاً بأربطة من جراء عملية جراحية في مخِّها فشلت في علاج مرض الصرع الذي عندها. ثم أخرجتُ عنصراً آخر في حياتها، إنه شقيق مريم؛ كان مُدمناً للمخدرات، وكان قد اتُّهم بقتل أمين شرطة. فاتجهتُ بالحديث نحو الرب وقلتُ له: ”إني أعرف الآن لماذا حِمْلها ثقيل جداً هكذا. لكني، ويا للعجب، أراها دائماً مبتسمة وتقضي أوقاتاً كثيرة في خدمة الآخرين، ولم أتحقَّق من أمر حياتها“. وسألني بهدوء: ”هل تريدين أن تُجرِّبي حِمْلاً آخر“؟ وجرَّبتُ أحمالاً متعددة. فحِمْل ”بولا“ أحسست به ثقيلاً، فقد كانت تربِّي 4 أطفال صغار محرومين من الأب. أما ”مارسيل“ فقد عانت في طفولتها من خبرات سيئة، وهي تعاني الآن من زواج مليء بالمصاعب. وحينما جرَّبتُ حِمل ”راعوث“، لم أستطع ولا حتى احتماله، لأني وجدتُ بداخلها التهاباً مزمناً في المفاصل، مع تقدُّم في العمر، ووظيفتها تستدعي العمل طيلة النهار؛ أما زوجها الذي تحبه فهو مُودَع في دار إيواء المسنِّين. فصرختُ إلى الرب قائلة: ”إنها كلها أحمال ثقيلة جداً، يا رب، أرْجِعْ إليَّ حِمْلي“. وحالما رفعتُ مرةً أخرى الحِمْل العادي الذي كان لي، بدا لي أنه أخفُّ كثيراً من أحمال الآخرين. فقال لي الرب: ”فلننظر إلى ما بداخله“. فأشحتُ بوجهي وأنا ممسكة به مغلقاً، وقلتُ: ”لا، إنها فكرة غير جيدة“. فسألني: ”لماذا“؟ فأجبتُ: ”إن فيه نفايات كثيرة“. فقال: ”دعيني أنظر“. واضطرني صوته الهادئ ولكن القوي أن أفتح حِمْلي. فأخرج منه حجراً، وقال: ”خبِّريني عن هذا الحجر“. فرددتُ: ”يا رب، أنت تعرف إنه المال. فنحن لا نُعاني مثل الناس التي تعاني في بعض البلاد أو في الأحياء الفقيرة. ولكن ليس عندنا بوليصة تأمين، تؤمِّن لنا مصاريف طبيب لأطفالنا حينما يمرضون، حتى أننا قلَّما نأخذهم للطبيب، وعمرهم ما ذهبوا إلى طبيب الأسنان. وأنا أتعب في حياكة ملابسهم بيديَّ“. فقال لي: ”يا ابنتي، أنا كفيلٌ بسدِّ كل احتياجاتك، واحتياجات أطفالك. لقد منحتُهم أجساماً صحية. وسوف أُعلِّمهم أن الملابس غالية الثمن ليست هي التي تجعلهم ذوي قيمة في نظري“. ثم أخرج عنصراً آخر في حِملْي، فإذا به ”أندرو“. فخبَّأتُ وجهي بين يديَّ خَجِلَة من أن أدَّعي أن ابني هو حِمْل ثقيل عليَّ. فقلتُ له: ”لكنه، يا رب، شقي جداً. إنه لا يهدأ مثل أخويه الاثنين. إنه يُتعبني جداً. إنه دائماً يتسبَّب في الأذى، ودائماً أصيح فيه، وأحياناً أضربه“. فردَّ عليَّ: ”يا ابنتي، إن كنتِ تثقين فيَّ، فسوف أُجدِّد قوتك. وإن أعطيتني الفرصة لأملأك من روحي القدوس، فسوف أُعطيكِ صبراً“. ثم مدَّ يده وأخرج بعض الحَصَى من بؤجة حِمْلي. فتأوَّهتُ: ”نعم، يا رب، إنها حقاً صغيرة، لكنها مهمة. فإني أكره شعري، إنه سميك، فلا يمكنني أن أجعله حسن المنظر! كما أني لستُ قادرة للذهاب إلى الكوافير! كما أني زائدة في الوزن وليس في مقدوري أن أعيش على نظام التغذية. إني أكره كل ملابسي، أكره منظري“! فردَّ: ”يا ابنتي، الناس ينظرون إلى المنظر الخارجي، أما أنا فأنظر إلى قلبكِ. لكن روحي القدوس إذا ملأكِ، فسيمكنكِ أن تضبطي طعامك فتُنزلي وزنكِ. إن جمالكِ لن يكون هو المنظر الخارجي، بل هو إنسانك الباطن الذي سمَّاه بطرس الرسول: «إنسان القلب الخفي»، والزينة هي "زينة نفس وديعة مطمئنة لا تذبل، وثمنها عندي عظيم" (1بط 3: 4،3)“. وبدأ حِمْلي الآن يزداد خفة عن ذي قبل، فقلتُ: ”أظن أني الآن يمكنني حِمْله“. لكنه عاد يقول لي: ”عندكِ المزيد، سلِّميني هذا الحجر الأخير“. فقلتُ: ”ياه، لا تأخذه، يا رب. فلا يمكنني إعطاءه لك“. فردَّ بصوته الهادئ ولكن القوي: ”يا بُنيَّتي، هاته“. ومدَّ يده ليأخذه، ولأول مرة أرى الجُرح المتقيِّح. فقلتُ له: ”ولكن، يا رب، هذا الحجر مؤلم. إنه قبيح؛ ولكن... يا رب، ما الذي حدث ليديك؟ إنهما مجروحتان“! ولم أَعُدْ أُركِّز نظري على حِمْلي، بل نظرتُ لأول مرة إلى وجهه. فرأيتُ في جبينه آثار جروح غائرة وكأن شخصاً ما قد غرز الأشواك في جسمه. فتمتمتُ: ”ما الذي حدث لك، يا رب“؟ ونفذت عيناه الممتلئة بالمحبة داخل نفسي، وقال لي: ”يا ابنتي، أنتِ تعرفين. هاتِ لي الحجر، إنه يخصُّني، فقد اشتريته“. فرددتُ مستغربة: ”كيف“؟ فردَّ: ”بدمي“. وتساءلتُ: ”ولكن لماذا، يا رب“؟ فأجاب: ”لأني محبة أبدية أحببتُكِ. هاتِه لي“. ووضعتُ الحجر المدنَّس في راحة يده المجروحة. وكان الحجر ملوَّثاً بكل القذارة والشر في حياتي: كبريائي، أنانيتي، الكآبة التي طالما مزَّقتني. ثم اتَّجه الرب إلى الصليب، وقذف حجري في بركة الدماء التي تحت الصليب. وبالكاد تسبَّب في تموُّج الدم. وقال لي: ”الآن، يا بُنيَّتي، أنتِ محتاجة إلى أن تعودي أدراجكِ. وأنا سأكون معكِ دائماً. وإذا اضطربتِ، اطلبيني وسأُعينُكِ، وأُريكِ ما لن يخطر لكِ على بال“. ورددتُ عليه: ”نعم، يا رب، سوف أدعوك“. وهممتُ أن آخذ حِمْلي وأنصرف. فقال لي: ”اتركيه هنا، إذا شئتِ. أَلاَ ترين كل هذه الأحمال؟ إنها أحمالٌ تركها الآخرون تحت قدميَّ: مريم وبولا وراعوث ومارسيل، وغيرهن“. وإذ تركتُ حِمْلي عنده، بدأ النور يخفت. إلاَّ أني سمعته يقول: ”لن أترككِ. لن أتخلَّى عنكِ“.
تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم ( مت 11 : 28 )

ما هى قيمة حياتك ؟


بعد إكتشاف الحقول الغنية بالذهب في جبال وسهول كاليفورنيا، اندفع الآف الناس الى تلك المناطق بحثا وتفتيشا عن الثروة والغنى. فعاد البعض، محمّلا بالكثير من الذهب، والبعض عاد ولم يكن نصيبه إلا القليل، وأما البعض الآخر فلقد مات بحثا عنه. يسجل التاريخ عن سفينة تدعى سنترال امريكا والتي كانت تحمل 480 راكبا، كان معظم ركابها من الذين صرفوا السنين في التنقيب والبحث عن كنوز الذهب، والقليل من العائلات المسافرة، فضلا عن 102 عاملا للباخرة ، وشحنة سرّية ل 15 طنا من الذهب الخالص. لقد كان كل شيء على ما يرام، ولم يكن يعلم قبطان تلك الباخرة بأنه يسير باتجاه زوبعة هائجة، قد اختطفت السفينة وأصبحت تضرب بها يمنة ويسرى. أُعطي الأمر بأن يلازم الركاب حُجَرهم، فكان كل واحد ممسكا بما جمّع به من ثروة خوفا عليها، وكثيرون حزموا الذهب الذي بحوزتهم حول خصورهم خوفا من فقدان ثروة الحياة. ولكن سرعان ما إشتدّت الزوبعة، فَعَلَت الامواج فوق السفينة، وبدت علامات الخوف والرعب على أوجه الجميع، ومن شدة العاصفة لم يستطع العمال توصيل الفحم الى غرفة الإشعال، فانطفأ محركها، واصبحت الباخرة تُحمل، غير قادرة أن تواجه الأمواج والرياح، وإذ مالت الى جانبها الأيسر، ابتدأت المياه تدخل السفينة... أطلق قبطان الباخرة أسهم نارية معلنا عن الخطر المحيط بهم وطالبا النجدة... ونسي الكل محبة الذهب الذي تعبوا في جمعه، ولم يعد له قيمة أمام هول ذلك الموقف المرعب إذ هم ينظرون الموت بعيونهم وكأنه لا مفّر منه. أسرعت باخرة كانت في تلك المحيط وبالجهد استطاعت أن تقترب من السفينة إذ إبتداء الليل يقترب... وفي تلك الليلة، لم يستطع الوصول الى الباخرة الأخرى سوى بعض النساء والأولاد لأن السفينة بدأت تنقلب من كثرة الماء التي دخلتها. ولم تمضي إلا دقائق حتى ابتلع البحر تلك السفينة، وهكذا اختفت السنترال امريكا وعلى سطحها المئات في وسط الليل المظلم، وهم يصرخون ويتضرعون طالبين النجدة. وهكذا اختفت تلك الأصوات الصارخة... إذ لم يكن من مجيب...! أخي وأختي... إن هذا العالم يشبه بحرا واسعا جدا، وكلٌ منّا هو سفينة في هذا البحر، فهناك من يبحر مسافة طويلة، ومنّا من يبحر مسافة قليلة ... يقول الرب يسوع " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه "... إن حياتك مهمة جدا، أنت روحا ونفسا وجسدا، ولكل منّا حياة واحدة، فإن خسرها خسر كل شيء... ولا يستطيع أن يستعيدها ولو امتلك كنوز العالم كله إذ لا شيء يساويها... لو سألت أي من الأشخاص الذين غرقوا في ذلك اليوم لأعطاك كل ما يملك عوض حياته... إذ للحياة قيمة عظيمة...لهذا السبب مات المسيح عنك ليهبك الحياة الأبدية... لقد مات عنك... فهل أدركت ما هي قيمة حياتك... ؟؟
 

website traffic counters
Dell Computers