بحث مخصص

2012-04-12

كلمة السر


لما كنت طفل صُغيَّر .. كان يوم عيد ميلادي بالنسبة لي هو"أحلي يوم" في السنة ! .. حفلة كبيرة وهدايا ! ..  كل ده ليه ! .. لأني شرَّفت العالم بإني اتوَلَدت ! ..
كبرت شوية ... ودَخَلت المدرسة .. وتَخَيَّلت إن "أحلي يوم" في حياتي .. هايكون يوم ما اتفَوَّق في دراستي .. ويختاروني "الطالب المثالي" ! .. وفعلا ً حَصَل ! .. وفِرحت جداً طبعاً ! .. لكن بعد شوية حَسِّيت إن مش هوه ده اللي أنا بادَوَّر عليه ! ....

انتهت دراستي .. وقلت لنفسي : يِمكِن "أحلي يوم" في حياتي .. هايكون يوم ما اشتغل وأكون شخص مستقل ! .. ولا حَد يقوللي : هاحرِمَك من المصروف !.. ولا حَد يقوللي : رايح فين وجاى منين وفعلا ًحَصَل ! .. واشتَغَلت .. لكن في الشُغل شُفت العَجَب ! .. ويا بَخت مَن كان المدير خاله ! .. كله بيقول : ياللا مصلحتي ! .. وشُفت أشخاص معندهاش مانع عشان تِطلَع دَرَجَة .. تِطلعها على حساب  اللي حواليه ! ... 

بعدها قلت لنفسي : الحياة من غير الحب .. عاملة زي الصحرا ! .. غالباً "أحلي يوم" في حياتي ... هايكون يوم  ما أحِب وأتجوز البنت اللى بحبها ! .. أكيد وقتها هامسك نجوم السما بإيدَيّا ! .. وفعلاً حَصَل ! .. حَبِّيت وإتجَوِّزت ... لكن يا خسارة يا حُب ! .. ماكَنش العَشَم ! .. مالقيتش فيك اللي بادوَّر عليه ! ...

قلت لنفسي : الاولاد ! .. أكيد "أحلي يوم" في حياتي .. هايكون يوم ما ربنا يرزقني بطفل ! .. أكيد هو اللي هايعَوَّضني عن أي خسارة ! .. وفعلاً حَصَل ! .. ورَزَقني ربنا بوَلَد يفرِح .. مَا افرَحش إزاي ! .. يا خبر ! ..  ده هو الغالي ! .. تِعِبت ورَبِّيت وكَبَّرت ... وفي الآخر .. معلش يا بابا ! .. أصل ظروف الحياة شغلاني وبَعدَاني عنك ! ....
قعَدت مع نفسي .. واسترجَعت كل الأحداث اللي مَرِّيت بيها في حياتي .. واستغربت جداً .. لأن مفيهاش حاجة أنا أتمنِّيتها .. ما حَصَلتش عليها ! .. ومع كده .. لا مال ولا جمال شبَّعنِي ! .. ولا حَسَب ولا نَسَب رَوَاني ! ..
في قَرَارِة نَفسي شاعر إني حزين ومش مرتاح ! .. شوية ظروف حلوة .. بترفعني فوق فوق ! .. وشوية ظروف صعبة .. بتنَزِّلني تحت تحت ! .. أنا فعلاً تَعبان !!! ...

-فجأة !  سِمِعت صوت هَمس في ودني بيقول : " تكثُر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء اله آخر" مزمور 16: 4.

"لأن شعبي عَمِلَ شَرَّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحَيَّة، ليَنقروا لأنفسهم آباراً، آباراً مُشقَّقَة لا تَضبُط ماء "إرميا13:2"

- خُفت ! .. " لأن كلامه كان بسُلطان " لوقا 4: 32 .. وقلت له : إنتَ مين ؟!؟! ...

- " فقال لي : أنا يسوع الذي أنتَ (تَستَهين بوجوده في حياتك) " أعمال الرسل 9: 5..

- سألته بمنتهي السذَاجة : هوه إنت يسوع بتاع يوم "الحَد" الصُبح ؟! .. يسوع اللي في الكنيسة !!! ...

- صِعِبت عليه ! .. وبحَنان ماشفتهوش قبل كده قاللي: 

وهوه فيه حاجة تَعباك ومِمَرَّرة حياتك غير إن إنت فاكر إن أنا يسوع بتاع يوم الحَد الصُبح بَس !!! ..

لأ يا حبيبي .. أنا يسوع بتاع الاتنين والتلات وكل يوم ! ... أنا يسوع بتاع العُمر كله ! ...

- ارتَحت له ! .. وقررت أفَضفَض له ع اللي في قلبي .. قلت له : أنا تَعبان ! .. كل ما أتمني حاجة .. بافضَل وَرَاها لغاية ما أحصُل عليها .. ولما باطولها .. باشعر إني مِسِكت الهوا بإيديَّا ! .. مش لاقي حاجة تِشبَّعني ! .. مش لاقي حاجة ترويني ! .. " كل الأنهار تَجرِي إلى البحر ، والبحر ليسَ بِمَلآن " جامعة7:1 ..

- " فقال يسوع : أنا هو خُبز الحياة .. مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع ، ومَن يُؤمن بي فلا يعطش أبداً " يوحنا 6: 35..

عشان كده ما تِستَغرَبش إنك جَعان وعطشان ! ...

إنت سيبتِني وجِريت ورا آبار ناشفة ! .. كنت مُتَخَيِّل إن هي اللي هاتِسعِدَك ! ..

يوم ما ابتديت تِشتَغل .. ما أخَدتِنيش معاك وإنت رايح الشُغل ! ...

يوم ما فكَّرت ترتَبط .. ما أخَدتِش رأيي وإنت بتِختار شريك حياتك ! ..

يوم ما رزقتك بطفل .. ما سألتِنيش تِرَّبي ابنك إزاي ! ..

مشكلتك كانت دايماً إنك فاكر إن أنا يسوع اللي في الكنيسة بَس ! ..

صَدَّق إني كِتيـر حَبِّيتك .. صَدَّق إني عشانك جيت

صَدَّق إني أنـا مِستَنِّي .. مهما بِعِدت ومهما جريت

صَدَّق إني راح أنسَى ماضيك

صَدَّق إني راح أسـكن فيـك

ليـه الهَـم يسُودَك .. ليـه بيحنِي عُـودَك

خَلليني أمسِك إيدَك .. ويبقي اليوم يوم عِيدَك

- لما الناس بيسألوني : إيه السِر ورا التغيير ده كله !؟!؟ ..

- اقول لهم : كلمة السر هيَّه : ( يسوع إتوَلَد ! ) ..

- بيقولولي : وإيه الجديد في كده ! ... إنت جِبت إيه مِن عندك !؟! .. ما كلِّنا عارفين إن (يسوع إتوَلَد) !!! ....

- باقول : فعلا ً .. لو الأمر انتهي عند (يسوع إتولد) وبَس .. كنت هافضَل أنا زي ما أنا ! .. لكن كلمة السر هيَّه :
                   (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) ...

 وقِفت قدَّام عينيَّ المقفولة ! .. وقلت لها : إنفتحى يا عينى ! .. قالت لي : إيه كلمة السر ؟ ..

قلت لها : (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) .. فانفَتَحِت في الحال ! ... وقالت لي : ياه ! .. أخيراً هاتِبتِدِي تشوف إيدُه اللي ورا "كل" نجاح في حياتك ! ..

 ووقِفت قدَّام وِدانِي المَسدُودة ! .. وقلت لها : إنفتحى يا وداني ! .. قالت لي : إيه كلمة السر ؟ ..  قلت لها : (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) .. فانفَتَحِت في الحال ! .. وقالت لي : ياه ! .. أخيراً هتِبتِدي تِسمَع صوته وهوه مِتعَلَّق ع الصليب .. وبيقول لك : (بَــحِــبَّــك)! ...

 ووقِفت قدَّام قلبي المِتحَجَّر ... وقلت له : افتح يا قلبى.. قاللي : إيه كلمة السر ؟ .. قلت له : (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) .. فانفَتَح في الحال ! .. وقال لي : ياه ! .. أخيراً هتِبتِدي تُشعُر بحِنِّيته ! .. أخيراً هاتِبتِدي تِحِس بتعزيَّاته و طَبطَبتُه عليك وإنت بتتألِم !!! ... بَس قلبي بالذات لما إنفَتَح قدَّامي ... شُفت فيه اللي لا يسُر عدو ولا حبيب !!! .. فقلت لـ"قلبي" : يادي المصيبة !!! .. هاعمِل فيك إيه !؟! .. ده إنت هتوَدِّيني على جُهَنَّم حَدف !!! ...

رَد قلبي عليَّ و قاللي : اطَّمِّن ! .. " في ابتِدَاء تَضَرُّعاتك خَرَج الأمر ( مِن عند الرب ) ، وأنا جِئتُ لأخبِرَك لأنك أنت مَحبُوب " دانيال23:9 .. و هتِبقَى مِن طينة غير الطينة ! .. " الكُل قد صَار جَديداً "كو 2  17:5

زمان كنت فاكر إن المعجزة هى إن ظروفي تِتغَيَّر .. 

لكن "دلوقتي" اكتشفت إن معجزة المعجزات هى إن أنا اللي أتغيرت!  .. ..  إن أنا " أتولِدت " من جديد .. 

2012-04-11

صفات أمى



كنت قد بلغت العاشره من عمرى عندما أ ُصيبت أمى بالشلل، نتيجه لوجود ورم فى عمودها الفقرى، وكانت قبل هذا إمرأه مفعمه بالحيوية والحياه وكانت نشيطه لدرجه أنها أذهلت الكثير من الناس، وحتى أنا كطفله صغيره كنت مذهوله بأعمالها وجمالها، ولكن فى الحادية والثلاثين، تغيرت حياتها وكذلك حياتى أنا ايضا
كانت طوال الليل - على ما أظن - كانت تتمدد على ظهرها، راقده على سرير بالمستشفى، لإصابتها بورم حميد أقعدها، ولصغر سنى حينها لم أدرك معنى كلمه " حميد " إلا أنها لم تعد أبدا كما كانت
لا زلت أتذكرها قبل أن يصيبها الشلل : كانت ذات شخصية اجتماعيه وكثيرا ما تستقبل ضيوفا، كما كانت تقضى ساعات طويله فى إعداد المشهيات، ووضع الزهور- التى كنا نقطفها من الأحواض الموجوده فى فناء المنزل-  بكل أرجاء البيت، وكانت أحيانا تقوم بإعادة ترتيب أثاث المنزل، لإفساح المجال للأصدقاء كى يسعدوا. وفى الحقيقة كانت أمى أكثرهم حبا للمرح
كنت أؤمن بأنها تستطيع فعل أى شئ ، سواء كان لعب التنس (حيث فازت ببطولات أثناء الجامعه ) أو الحياكه (فقد صنعت كل ملابسنا) أو التصوير الفوتوغرافى (وقد فازت فى مسابقه وطنيه للتصوير ) أو الكتابه (فقد كانت تكتب عمودا فى صحيفه) أو الطهى ( خاصة الوجبات الأسبانية التى كانت تصنعها لأبى
والآن وبالرغم من عجزها القيام بأي من هذه الأشياء، إلا أنها واجهت المرض بنفس الحماس التى كانت تواجه به كل أمورها الأخرى
أصبحت كلمات : " كالشلل " ،  " العلاج الطبيعى " جزءا من حياه غريبه دخلناها سويا، وأضفت عليها " كرات الأطفال المطاطيه" ، التى كانت تعتصرها بكفيها - كنوع من العلاج - غموضا لم يدخل الى حياتها من قبل أبدا ، وتدريجيا بدأت فى رعاية أمى التى طالما رعتنى ، وانا صغيره، وتعلمت أن أعتنى بشعرى وشعرها أيضا ، وأخيرا أصبح شيئا روتينيا أن أصطحبها بكرسيها المتحرك الى المطبخ كى تعلمنى فنون تقشير الجزر، والبطاطس ، وكيفية خلط اللحم المشوى، مع الثوم الطازج ، والملح وشرائح الزبد
 
وعندما ذكر العكاز أمامى لأول مرة اعترضت قائله : لا أريد لأمى الجميله أن تستخدم عكازا " . ولكنها قالت : " ألا تفضلين أن اسير بعكاز عن أن لا أسير مطلقا " ؟
 
كان كل إنجاز تحققه حدثا هاما بالنسبة لكلينا : " الآله الكاتبة الكهربائية ، السيارة ذات المكابح والمقود الآلى ، عودتها للجامعه ، حيث حصلت على درجة الماجستير فى التعليم الخاص
 
وتعلمت كل ما استطاعت تعلمه عن المعاقين، وأخيرا أسست جمعية دعم أنشطه تسمى  متحدو الإعاقة ) وفى أحد الأيام، وبدون أن تخبرنا مسبقا، اصطحبتنى أنا واخوتى لاجتماع تلك الجمعية.لم أرى من قبل، هذا العدد من المعاقين، وعدت الى البيت، وأنا أفكر بتمعن فى مدى ما نتمتع به من حظ وافر. وبعد ذلك أخذتنا مرات ، ومرات لمثل هذه الاجتماعات حتى أنه لم يعد يسبب لى أى صدمة أن ارى رجلا أو إمرأه بدون أرجل، أو أذرع. وقامت أمى بتقديمنا الى بعض ضحايا الشلل الدماغى مؤكده، أن معظمهم كانوا فى مثل حيويتنا بل وأكثر، وعلمتنا كيفية التعامل مع المعاقين ذهنيا ، موضحه مدى ما يتمتعون به من ودّ للناس، لا يتمتع به " الأسوياء" ، وخلال كل هذا ظل أبى محبا ومشجعا
ولأن أمى تقبلت حالتها بهذا التفاؤل ، فنادرا ما شعرت بالحزن والاستياء تجاه تلك الحاله، ولكنى لن انسى أبدا اليوم الذى انهارت فيه سعادتى، فبعد فتره كبيره من تراجع صوره أمى وهى ترتدى الأحذية العالية - من ذهنى - كان هناك حفلا فى منزلنا، وفى هذا الوقت كنت فى مرحلة المراهقة، وبينما كنت أتطلع الى أمى وهى منزويه فى احد الجوانب ناظره الى أصدقائها، وهم يمرحون، كان يعتصرنى الألم من قسوة ما تعانيه، وفجأه رجع بى الزمن الى أيام طفولتى، وتراءت أمامى ثانية صورة أمى، وهى تمرح لامعه
وتساءلت :هل تذكرت أمى هى أيضا ؟ وسرت بتلقائيه تجاه أمى، وعندما لاحظت بالرغم من ابتسامتها أن عيناها مملوءتان بالدموع، هرعت خارج الغرفة، واتجهت الى غرفتى ودفنت وجهى فى وسادتى، وذرفت دموعا غزيره، كل الدموع التى لم تذرفها هى أبدا ، ولأول مره سخطت على الحياه وظلمها لأمى
وظلت ذكرى ابتسامة أمى المتلألئه فى داخلى، ومنذ تلك اللحظه نظرت إلى عزمها على تخطى فقدها للعديد من المزايا، ورغبتها فى المضى قدما- وهى أشياء كنت أعتبرها مسلمات- على أنها ألغاز كبيره، ومصادر إلهام قويه
وعندما كبرت، وعملت فى مجال إصلاحيات الأحداث ، أصبحت أمى تستمتع بالعمل مع المسجونين، واتصلت بالسجن، وطلبت أن تقوم بتدريس الكتايه الإبدعيه للمسجونين، وأتذكر كيف كانوا يتجمعون حولها، كلما ذهبت هناك، وبدوا يتمسكون بكل كلمه، كما كنت أفعل وأنا طفلة
وعندما أصبحت لا تستطيع الذهاب الى السجن كانت تراسل العديد من المسجونين
وفى احد الأيام طلبت منى امى أن ارسل خطابا الى سجين يدعى " مارك " وسألت إذا ما كان يمكن أن أقرأه أو لا فوافقت بقليل من الإدراك على ما أظن بأنه سيكون مصدر إلهام كبير لى ، وقالت فى الخطاب
 
عزيزى مارك
 
أريدك أن تعلم بأننى أفكر فيك منذ أن استلمت رسالتك، لقد ذكرت صعوبة الحبس خلف قضبان، وقد انفطر قلبى عليك، وعندما تذكرت أنه لا يمكننى أن اشعر كيف يكون الحال فى السجن، وجدت انه يجب عليّ أن أخبرك بأنك مخطئ
 
هناك انواع مختلفة من الحرية يا " مارك " ، وأنواع مختلفة من السجون ، واحيانا تفرض على أنفسنا سجونا
فعندما كنت فى الحادية والثلاثين، استيقظت ذات يوم لأجد نفسي عاجزه تماما عن الحركة، وشعرت بأننى محاصره، ويغمرنى احساسي بالسجن داخل جسد، لن يسمح لى بعد الآن أن أجرى فى الروضة أو أرقص أو أحمل طفلى بين ذراعيّ
 
ورقدت هكذا لمدة طويله، محاولة التكيف مع عجزي، وألا أستسلم للشفقة على نفسى، وسألت نفسي : هل فعلا تستحق الحياة عناء العيش تحت هذه الظروف، أم أنه من الأفضل أن أموت
 
فكرت فى هذا المفهوم للسجن،لأننى شعرت بفقدان كل ما هو مهم فى حياتى، وكنت شارفت على اليأس
ولكن حينئذ، وفى أحد الأيام اتضح لي، أنه فى الحقيقة مازال هناك بعض الاختيارات المتاحة لى ، وأننى أمتلك حرية الاختيار بينهم : هل أبتسم عندما أرى أطفالى ثانية أم أبكى ؟ هل أشكو لله أم أسأله أن يقوى إيمانى
وبمعنى آخر : ماذا أفعل بالإراده الحرة التى أعطانى الله إياها، والتى ما زالت ملكا ً لى
إتخذت قرارا بالكفاح، طالما دمت على قيد الحياة، وأن أعيش حياتى كاملة، وأن أقوم بتحويل ما يبدو أنه تجارب سلبية، إلى أخرى إيجابية، وأن أجد طريقة لتجاوز حدودى البدنية، بالتوسع فى حدودى العقلية والروحية، وكان لى الخيار : إما أن أكون قدوة إيجابية لأطفالى، أو أن أذبل وأموت عاطفيا وبدنيا
 
وهناك أنواع عديدة من الحرية يا مارك، فعندما نفقد أحد هذه الأنواع، يجب - ببساطة - أن نبحث عن نوع أخر
أنت وأنا أنعم علينا بالحرية فى الاختيار بين الكتب الجيده، أيهما سوف تقرأ، وأيهما سوف نضعه جانبا
يمكنك أن تنظر الى قضبان زنزانتك، وأن تنظر من خلالهما، يمكنك أن تكون قدوة حسنة لصغار المسجونين، أو أن تختلط بمثيرى المشاكل، ويمكنك أن تحب الله ، وتتوق للتقرب إليه، أو أن تبتعد عنه
يا مارك نحن معا فى هذا السجن الى حد ما
 
وعند انتهائى من قراءة خطاب " مارك" اغرورقت عيناى بالدموع فلأول مرة أرى أمى بوضوح أكثر، وفهم أعمق

مسبحة



شاب ترك الصلاة كان عائداً من رحلة. و فجأة رأى مسبحة على الأرض، و كانت أوّل ردّة فعل له أن يتركها ويتابع سيره.
 
 لكن حبّه الدفين لمريم العذراء منعه من ذلك، فالتقطها وقال:
 "لا يمكنني أن أردّها لصاحبها، سأعطيها لمريم العذراء، و سأضعها عند هيكل العذراء في أول كنيسة أصادفها".
 
وبالفعل دخل أوّل كنيسة، وعندما وصل إلى هيكل العذراء، سمع صوتاً داخليا يقول له: "أتلُ المسبحة قبل أن تضعها على الهيكل وتذهب".
وبعدما صلّى المسبحة، تأثّر جداً، وشعر بصوت يدعوه إلى الكهنوت. فكّر كثيرا، ثم قبل الدعوة وأصبح كاهناً.
 
ومنذ يوم رسامته، كان يتلو المسبحة التي وجدها في الطريق بتقوى كبيرة لأنها كانت السبب في رجوعه الى الله وفي وصوله الى سّر الكهنوت.
وبعد بضع سنوات، عيّنه الأسقف مسئولا عن مستشفى. كان يزور المرضى يوميا و يصلي لمن يطلب منه ذلك.
 
دخل يوما غرفة مريض، وما إن رآه المريض حتى قال: "لا تكلّمني عن الله فأنا ملحد".
حاول الكاهن ان يُكلّم المريض بلطف، لكن المريض رفض، فقال الكاهن: "حسناَ سأتلو اليوم المسبحة عن نّيتك".
 
 أجاب المريض: "لا أريد أن اسمع كلمة "مسبحة". أجاب الكاهن: "لكن صلاة المسبحة لا يمكن الاّ أن تفيدَك". أجاب المريض:
 
 "بل هي سبب شقائي وتعاستي". قال الكاهن: "كيف"؟
 
 أجاب المريض: "اسمع قصتي مع المسبحة"... عندما كنت صغيراً،
 
كنت أصلّي المسبحة مع والدتي كلّ يوم. وعندما كبرت، ذهبت الى المدينة، فعملت فيها. وهناك تعرّفت على رفقاء سوء أبعدوني عن الله وعن الصلاة.
ويوماً ما استدعوني الى القرية حيث كانت تسكن والدتي، لأنها كانت على فراش الموت. وهناك طَلَبتْ مني وعداً أن أصلي ولو قِسماً من المسبحة كل يوم.
 خجلت منها ووعدتُها. عندئذ أعطتني والدتي مسبحتها التي كانت تصلي بها منذ سنين. وعندما كنت في طريق عودتي الى المدينة، همس الشيطان في قلبي قائلاً:
"تخلّص من هذه المسبحة اللعينة، وارمها على الأرض". رميتها،
 
ومنذ ذلك اليوم لم أعرف طعم الراحة، لا بل أشعر أني أصبحت ملعوناً.
تأثر الكاهن وسأل المريض عن السنة وعن الشهر الذي حصل فيه ذلك، ثم أخرج المسبحة من جيبه وسأل المريض: "هل سبق ورأيت هذه المسبحة؟". فصاح المريض: "بل هي مسبحة والدتي". فقال الكاهن: "انظر، المسبحة التي كانت سبب تعاستك كانت سبب سعادتي، لأنها هي التي قادتني الى الكهنوت. خذها وابدأ من جديد حياة سعيدة هنيئة...".

2012-04-08

قتلت ابني


فتح أحد الروس باب بيته ليجد أمامه ضيفًا تظهر عليه علامات الغني العظيم.
وقف الضيف قليلاً يتفرس في صاحب البيت، لكن صاحب البيت كان يتطلع إليه في جمود. أخيرًا لم يحتمل الضيف التأخير بل سقط على عنق صاحب المنزل وهو يقول له: "ألا تعرفني؟! أنا صديق الطفولة فلان!"
لم يصدق الرجل نفسه، فسأله: "أين ذهبت طوال هذه السنوات"؟
أجاب الضيف: "لقد هاجرت إلى بلادٍ بعيدة، وأنجح الرب طريقي فاغتنيت جدًا، وقد جئت إليك لكي تهيئ لي الطريق للالتقاء بوالديّ".
جلس الاثنان معًا واستدعيا الأصدقاء القدامى، واستقر الرأي فيما بينهم على أن يتوجه إلى بيت أبيه متنكرًا ويبيت كضيفٍ غريبٍ، وفي الصباح يأتي الأصدقاء ومعهم فرقة موسيقى، ويقيمون حفل تعارف بين الابن ووالديه.
طرق الابن باب والديه، ففتحا له وقبلاه ضيفًا، ودفع لهما بسخاء من أجل مبيته وطعامه. لم يعرف الشيخان أنه ابنهما بل ظنّاه سائحًا غنيًّا، خاصة لمّا أبصرا جرابه مملوء مالاً.
اتفق الرجل وزوجته على قتل الضيف والاستيلاء على أمواله. وفي نصف الليل أخذت السيدة العجوز مصباحًا ضئيل النور وتقدمت مع زوجها، ودخلا غرفة الضيف وكان نائمًا، وعلى وجهه ابتسامة عذبة، غالبًا ما كان يحلم باللقاء مع والديه والتعارف عليهما في وجود أصدقائه وفرقة الموسيقى.
رقَّ قلب الرجل لكن الزوجة سألته أن يُعجِّل. فضرب بالسكين ضربة قوية قضت على حياة الابن. وانشغل الاثنان في إخفاء الجريمة.
في الصباح أتى أصدقاء الابن وسألوا عن الضيف، فأنكرت السيدة، وتشددت في الإنكار. أخيرًا قال لها أحدهم: "ويحكِ أيتها العجوز، إن ضيف الأمس هو ابنك الوحيد عاد من بلاد الغربة واتفق معنا أن نوقظه لتتعرفا عليه".
إذ سمع الوالدان هذه الكلمات وقعا على الأرض، وكان كل منهما يصرخ: "لقد قتلت ابني!"
* كم مرة تأتي إليّ يا رئيس الحياة،
وفي غباوتي وقسوة قلبي أقتلك (أع15:3).
كل كلمة جارحة تصدر مني،
هي قتل لكَ يا أيها الرقيق في حبك!
                   ترنيمة دمي بيصرخ                   

لي الحياة هي المسيح و الموت هو ربح



عشت في باكستان في عزلة لأني كنت مقعدة عاجزة عن المشي لا أقدر على ترك حجرتي بغير مساعدة و كانت ديانات كثيرة في باكستان في هذا الوقت و لم أكن بعد من خراف المسيح.
وقد كان أبي يحبني حبا جما و قد أوصته أمي و هي على فراش الموت بي كطفلة كسيحة حبيسة الفراش ، لذلك قرر أبي أن يسافر إلى لندن بعد أن نصحه بذلك أحد الأطباء الإنجليز الذين تعرف عليهم في باكستان .
و كانت رحلة قاسية من كل النواحي ، حركتي صعبة جدا ، إلي جانب رجوعي كما أنا في القبيلة التي يرأسها أبي سيكون عارا لي ، ولكن الطبيب بمجرد أن فحص قدمي و ذراعي الضامرة ، قال لأبي بهدوء " لا دواء لحالة هكذا ، فقط الصلاة قد تشفيها "
إنه حكم الله ، حالة ميئوس منها ، رجعت لأواجه مصيري الحزين بينما الفتيات في مثل عمري يحلمن باليوم الذي فيه يلبسن ثياب زفافهن الحمراء الموشاة بالذهب و توالت على الأحزان بموت أبي الذي كان سندي في الحياة ، تجمدت من الحزن و فقدت الرغبة في مقابلة الآخرين ، كنت أفكر في حالي " يا له من سخف أن أظل على قيد الحياة فيما بعد فتاة عاجزة بلا فائدة ، من فضلك ربي خذني ، أريد أن أموت ، لقد كرهت نظرة الإشفاق في عيون الناس والحزن يملأني و لكن صوت داخلي كان يقول لي : من الذي فتح أعين الأعمى وأقام الميت ، أليس أنا ؟
 " اشفيني أنا أيضا يارب " كنت أصرخ هكذا في ظلام الليل ، و إذ بنور يزداد في الحجرة أكثر من نور النهار بلمعان شديد و شخص منير جدا يقول لي : أنا يسوعقومي وتعالي إلي .
بدأت في البكاء ، يا سيد أنا مقعدة لا أستطيع القيام ، فقال لي قفي وتعالى إلي ، أنا يسوع ، شعرت بقوة جديدة تسري في أطرافي العاجزة ، وضعت قدمي على الأرض و وقفت وتحركت نحوه ، حرك يده  ووضعها على رأسي ، فرأيت ثقبا في يده يشع ضوءا مبهرا وقال لي : أنا يسوع عمانوئيل الطريق والحق والحياة ، منذ الآن ستكوني شاهدتي واحفظي نفسك من الخطية و سأكون معك ، عليك أن تصلي هكذا " أبانا الذي في السموات ..... "  فأعدت الصلاة بعده التي استقرت في عمق قلبي ، ما أجمل أن أدعو الله أبي. واختفي يسوع
امتلأت بالفرح والسعادة ، شئ لا يمكن أن أصفه ، نظرت ذراعي ورجلي ، إنهما صحيحتان بعد أن كانا بهما ضمور يا للفرح.
 نادت عمتي علي في الغرفة الأخرى  " جولشان ( هذا اسمي )  جولشان ، من الذي يمشي عندك في الغرفة ؟! إنه أنا يا عمتي  ، قالت لي : أنت تهذين ، ففتحت الباب ودخلت حجرتها ، اقتربت مني و هي تتحسس ذراعي الميت و صرخت يا له من أمر غريب.  طارت أخبار المعجزة في كل البلدة و كنت أقول في كل البلدة : يسوع عمانوئيل ظهر لي وشفاني ، ورغم فرحة أخوتي و أهلي بي إلا إن هذا الأمر بدا يسبب لهم قلق.
أما أنا فكان يكفيني أن أردد " أبانا الذي ... " كل كلمة في هذه الصلاة تمس احتياجي ، إنه أبي  ، إنه ملك ، إنه يعطيني الخبز، لأعمل إرادته ، لأطلب منه أن يحميني من التجارب ، يا لها من صلاة معزية ، كنت أصرخ ماذا تريد يارب أن أفعل؟
ثم اجتمع بي كبار العائلة و كأنها صالة محاكمة و قال لي أخي الأكبر بحزم شديد : إذا لم تتوقفي عما تقولينه ، فسوف نطردك من العائلة ونحرمك من كل شئ . و لكن جولشان الجديدة كانت تشعر بقوة خارقة و قلت لهم إني سأنتظر الإجابة من يسوع و عندما سأسمعها سأطيعه حتى لو قتلتموني.
تركت منزلي و بحثت عن شخص مسيحي يعطيني الكتاب المقدس و لا تسألني عما وجدته في الإنجيل ، اسأل رضيعا ما هو اللبن أو عطشانا ما هو الماء ، يسوع أعطاني ماءا حيا لجسدي المعذب و روحي المضطربة والآن أريد أن أموت معه في المعمودية . 
كنت أقول ليسوع : سلمت نفسي في يديك و أسمع صوته داخلي يقول لي أنا دائما معك ، لذلك قررت أن أتبعه مهما كلفني الأمر. ذهبت للخدمة في أحد ملاجئ الأطفال و لأول مرة نمت على الأرض بعد أن كانت لدي خادمتان و وصيفة  أخذت أهتم بالأطفال وأحدثهم عن يسوع .
اتصل بي أخي وقال لي : لا أريد أن أرى وجهك ثانية ، و لن تريني أبدا بعد الآن ، فقلت له :  إن أغلقت بابك في وجهي ، فباب أبي السماوي مفتوح لي ، و إن كنت ميته بالنسبة لك ، فذلك لأني فعلا مت مع المسيح.
 
لي الحياة هي المسيح و الموت هو ربح   ( في 1 : 21 )

تضحية



كان هذا العجوز يسكن فى قرية على شاطئ بحر اليابان , و كان بيته فى نهاية القرية على تل عال , فى أحد أيام عام 1896م حدث زلزال شديد فخرج العجوز من منزله و معه حفيده و رأى مياه البحر تهجم على الشاطئ ليروا هذا المنظر الغريب .
كان هذا العجوز قد رأى زلزالاً مثل هذا و هو صغير و علم ما سيحدث و الذى لا يعلمه أهل القرية و لا يمكن أن يصدقوه ,
فأسرع ليشعل الحطب الذى يغطى سقف بيته و تعجب حفيده و ظن أن جده أصيب بالجنون و حاول منعه , و لكنه استمر يشعل الحطب حتى دبت النار فى البيت كله و أرفعت إلى فوق , فلما رأى أهل القرية الحريق أسرعوا لنجدة العجوز و لما وصلوا حاولوا أطفاء النار فمنعهم حتى تجمع كل أهل القرية حول بيته و هم يسألونه (( لماذا تركت بيتك يحترق )) , و أما هو فقال لهم ((أنظروا خلفكم نحو الشاطئ )) فرأوا مالم يتوقعوه إذ هجمت المياه على القرية و أغرقتها و أخربتها تماماً , ففهموا تضحية هذا العجوز ببيته و مقتنياته لكى ينقذ نفوس أهل قريته .
+ كثيرون بعيدون عن الله حولك و لا يدرون أنهم فى خطر و تتقاذفهم الخطايا و تكاد تفتك بهم و أنت لا تعلم كل هذا , فكيف يهدأ قلبك و أنت تعلم الهلاك المسرع نحوهم ؟ إنهم محتاجون لنجدتك السريعة و لكن لعمى قلوبهم لا يستطيعون أن  يطلبوا منك مساعدتهم , فمد يدك نحوهم بالصلاة و عمل الخير لينتبهوا من أنانيتهم و شهواتهم . أطلب من الله أن يهيئ لك فرصة لتكلمهم عنه و تدعوهم إلى الكنيسة ليتمتعوا بسر الأعتراف و التناول حتى يخلصوا من شر العالم أن أى تضحية منك هى لا شئ أمام إنقاذ نفوسهم الضائعة .

المحبة لا تطلب ما لنفسها   1كو 5:13

الغفران


في انطاكيه فى القرن الثالث قامت صداقه بين شخص يدعى " نكفورس " و هو من البسطاء الأتقياء و كاهن يدعى " سبريسيوس " و لكن بعد فترة حدثت مشادة و خصام بينهما .
بعد مده شعر نكفورس بضيقه من هذا الخصام و حاول مصالحة الكاهن ، فأرسل له احد الأحباء مرتين و لكنه رفض الصلح ، فذهب الى بيته معتذرا على خطاه و لم يقبل الكاهن .
أثار الملك " جاليريوس " الاضطهاد على المسيحيين ، فقبضوا على الكاهن الذي أعلن إيمانه فعذبوه ثم أمر بقطع رأسه ، فأسرع إليه نكفورس فلاقاه فى طريقه إلى ساحة الاستشهاد و سجد له طالبا الغفران ، فرفض و كرر ذلك مره ثانيه اثناء الطريق فأصر الكاهن على الرفض . و لما راى الله قسوة قلب  الكاهن  فارقته نعمة الله و لما رفع السياف السيف خاف و أنكر الإيمان و أعلن خضوعه لعبادة الأوثان ، فأطلقوا سراحه ، و هنا تشجع نكفورس فأسرع يعلن إيمانه و نال إكليل الشهادة.
+ الله محبة أما إبليس فحياته فى المشاكل و المنازعات ليثير الكراهية بين الناس و حينئذ يبتعدون عن الله المحب ، لذا فأنت تستطيع ان تطفئ كل نيران الغضب بالتسامح و الحب . لا تنظر الى أخطاء الآخر بل إلى إبليس الذي يحاول التفرقة بينك و بين غيرك و أسرع إلى إبعاده بالحب و الاتضاع .
ان طلب احد الصلح معك او الاعتذار لك ، فإياك ان تصده او تجرحه بسرد أخطائه و إظهار تفاصيلها المخزية بل يكفى اتضاعه و سعيه إلى الاعتذار و عليك ان تمتدحه و تعظمه أكثر من نفسك ، فهو أفضل منك لأنه أتى إليك ، حتى لو كان ابنك الصغير الطفل ، فليتك تشجعه باهتمام كبير .
بعد تصفية العلاقات مع من كنت مختلفا معه ، احرص أن تقدم له محبة لتثبت العلاقات الطيبة معه و تساعده خاصة في الضيقات .   
أفما كان ينبغي انك أنت  أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا  ( مت 18 : 33 )

الرجل الذى يسير على حبل


ساد الذهول جموع الناس ، صمتوا وكأن على رؤوسهم الطير وهم يتابعون بعيونهم ذلك الرجل الذى يسير على حبل رفيع معلق بين عمودين عاليين دون وجود شبكة تنقذه تحته 
وياليت الامر اقتصر على مجرد السير بل انه يأتى بحركات اقل ما يقال عنها انها رعناء ... آه انظر إنه يقفز ويدور عدة دورات فى الهواء ويرجع ويستقر على الحبل مرة أخرى وكإنه يقف على أرض مسطحة ملساء . 
ولكن ما هذا الذى سيفعله ذلك الرجل إنه يسير على الحبل حاملاً اثقال فوق كتفه ... لا إنه قد تمادى هذه المرة ، توقف كل الكلام وكل صيحات وعيون الناس تتابع حركاته البطيئة فوق الحبل وكل ثانية تحمل احتمالا ان تكون هى ثانية إلتقاء هذا الرجل بربه عند سقوطه من هذا العلو الذى يفوق إثنتى العشر أمتار ... آه لم يقولوا لنا أننا سنشاهد عرض حى عن انتحار احدهم دون تمثيل ولكن ها هو قد نجح .. انه عظيم .. أنه رائع لقد عبر للجانب الأخر فى أمان لابد انه يمارسها منذ نعومة أظافره . 
سيداتى سادتى ... هل أنا ماهر فى المشى على الحبل ؟
سأل هذا الرجل الجمهور ، فجاوبوه : اوه نعم بالطبع . هل تثقون اننى استطيع حمل اى شئ والسير به فوق الحبل ؟ نعم بالتأكيد أنت ماهر وبديع . 
" إذن .. من منكم يثق بأننى استطيع ان احمله واسير به على هذا الحبل حتى اصل به الى طرفه الاخر ؟ 
وهنا ... سكتت الضحكات .. توقف التصفيق والهتافات .. لان الامر لم يصبح مجرد التفرج على رجل يسير على الحبل بل هو المشاركة والمعاينة المحسوسة والاشتراك معه فى هذه المغامرة . 
انتظر الرجل ان يرفع احدهم ليتطوع ولكن للأسف لا يوجد من يجرؤ " يبدو أنكم قد اتيتم لمجرد التفرج والاستمتاع فقط دون مشاركة منكم فى تأكيد مهاراتى ، ولكن ... للاسف فأنتم لاتثقون فىّ  

عزيزى 
هل فهمت ما أريد قوله ؟؟ ما أكثر ما سمعنا كلمات حب الله .. عن قيادته لنا .. عن رعايته للقطيع .. بل وكثيراً ما شجعنا الاخرين وقلنا لهم ثقوا به إنه الراعى إنه الفخارى ..
ولكن أنت .. أنت هل جربت بنفسك قيادته لك هل تثق فيه ؟ 
هل فعلت عمله ومشيئته فى حياتك هل خرجت ثقتك به من مجرد شريط كاسيت تسمعه او كتاباً تقرأه الى واقع عملى فى حياتك ..
أرفض ان يكون ايمانك بإله تسمع عنه ... او بإله تقرأ عنه فقط .. وأطلب بلجاجة الإيمان بإله يقود دفة حياتك فى آلامها وتجاربها فى حلوها ومرها .

 

website traffic counters
Dell Computers