بحث مخصص

2012-10-28

هدفى هو أبديتى



اشتدّ الصراع قديمًا بين أميرين في الهند. وأخيرًا حُسمَت المعركة لصالح واحدٍ منهما، وكانت العادة أن يجلسالأمير المنتصر فوق فيل ضخم يتحرك بهِ في شوارع مدينته وأمامه موكب من أسراه يسيرون قدامه حُفاة الأقدام، وقبل أن يتحرّك الموكب دار بين الأمير المنتصر والأمير المنهزم هذا الحوار :
- اخلع ثياب المُلك وسِر أمامي حافي القدمين مثلك مثل بقيَّة الأسرى .
كيف يحدث لي هذا؟! كيف أسير حافي القدمين؟! أي كلمات سخرية سأسمعها؟! -
- بل أكثر من هذا سوف تحمل هذا الإناء الممتلئ باللبن حتى حافتهِ وسوف يسير بجوارك واحد من حراسى، أمرته أن يقطع رأسك في الحال، إذا ما سال منك اللبن إلى الأرض ولو قطرة واحدة منه .
وسار الموكب في شوارع المدينة ونجح الأمير المنهزم في أن يحفظ حياته فلم يدعْ قطرة واحدة من اللبنتسقط منه، وأحضروه مرةً أُخرى أمام الأمير المنتصر الذي بادر بالسؤال:ماذا كان شعورك وأنت تسمع كلمات السخرية والتعيير من الجماهير؟"..
فأجاب الأمير المنهزم: " لم أسمع شيئًا. لقد كنتُ بجملتي منشغلاً في إناء اللبن الذي سيُحدِّد مصيري"
عزيزي.. هل تجرحك كلمات الناس التي تنتقدك؟ هل تفقدك فرحك الداخلي؟ هل تُهبِط عزيمتك وتعطَِّّل انطلاقك مع الله؟ افعل مثلما فعل ..الأمير الحكيم
انشغل بالأمور المصيرية
انشغل بخلاص نفسك 
انشغل بنقاوة قلبك
انشغل بالحرص على ثياب العُرس التي أخذتها في المعموديّة، حتى لا تُسرَق منك 
انشغل بحياتك الأبدية ومصيرك بعد الموت 
ولا تهتم بما يحدث من الناس، أو بما يقولونه

لمن الهدية ؟



 
32 / 52: Your Gift by -Teddy.
 
(( البغض يثير النزاع والحب يستر جميع المعاصي)) امثال10:12

كان لرجل غني ولد يعيش مع ابيه في البحبوحة والترف .
لاحظ الوالد ان لابنه اصدقاء كثرا يستغلون صداقته لانه كان يصرف عليهم المال دون حساب عبثا حاول الاب ان ينبه ابنه من هوءلاء الاصدقاء الذين ، يتظاهرون بمحبتهم لابنه ، لكنهم بالحقيقة ، لم يكونوا يحبونه لذاته بل لماله .فلم يفلح 
ذات يوم ، دخل الاب الى غرفة ابنه حاملا هدية في يده غالية الثمن ، وقال لولده داخل هذه العلبة ساعة مصنوعة من افخر انواع الذهب ، ولكنها ليست لك ، بل اريد ان تهب هذه الساعة لاحسن صديق مخلص لك من بين اصدقائك ))
اجاب الولد على الفور (( شكرا يا ابي ، وسوف اعطيها لصديقي هاني الذي احبه اكثر من الجميع ))
فقال له والده كيف عرفت هذا .
 اردف الولد قائلا (( بالتاكيد ، انه الافضل لانه صديقي الوفيوالمخلص ولا اغير عنه ))
فقال الوالد (( هل اختبرته )) 
اجاب الولد (( كلا يا ابي ))
فقال الوالد اختبره وبعد الاختبار سوف نرى )) 
رضخ الولد لنصيحة ابيه ، وقال (( كيف ))
اجاب الوالد (( اذهب اليه في اليل وثيابك ملطخة بلون الاحمر وقل له : ارجوك يا صديقي بان تخبيني عندك حتى الصباح ، لاني دهست شخصا في سيارتي، وبعدما حاولت ان اخذه الى المستشفى ، رأيتة قد توفى ، خفت فتركته ارضا وهربت وها انا التجئ اليك ))
فقبل الولد ان يختبر صديقه هاني كما قال له ابوه
في اليلة التالية ، عندما قرع الولد باب رفيقه هاني وقص عليه حالته ، رفض هاني ان يستقبل صديقه،لئلا تأتىالشرطة وتقبض عليهما معا ظنا انهما مشتركان في الجريمة،فوصد الباب في وجه قائلا له (( ابتعد من هنا ، لا اعرفك ))
عاد الولد الى ابيه والحزن يمزق قلبه . فلما راه ابوه . عرف ما كانت النتجة ، فقال الوالد ما بالك رجعت الى البيت حزين وخائبا .اكمل التجربة مع بقية الاصدقاء وبعدما كان بائساً من اصحابه بسبب خيبة الامل من افضلهم وافق بان يكمل التجربة ،حتى ولو لم يكونوا بقية اصحاب ، بالنسبة اليه ، جديرين بالثقة والمحبة .
فعندما وصل امام باب احدهم شارحا حالته ، فتح له الباب من كان لا يثق بيه . وادخله سريعا عندما عرف حالته ، اعطاه ثيابا نظيفة بعدما اخذ الحماما ، وحضر له الفراش قائلا له (( لا تخف ، تستطيع ان تبقى مختبا عندي لايام عدة حتى نرى ماذا نستطيع ان نفعل ))
في اليوم التالي شكر صديقه وعاد الى ابيه . عندما رأة ابوه والفرحة تتسم على وجه ، قدم له الهدية قائلا (( ها هي الهدية بين يديك الان ، فمن من اصدقائك يستحقها ، ذاك الذي تحبه انت ،
ام ذاك الذي هو يحبك ))
حياتي هي هبة من الله ،فمن يستحق ان اقدمها له ، اكثر من ذاك الذي احبني اكثر من الجميع ؟ كونه لم يستر عيوبي وسامح خطاياى وحسب ، بل بذل نفسه على الصليب ، محتملا جميع انواع الالام من اجلي واجلك.

احبه اكثر منهم



http://www.7photographyquestions.com/images/14/boy_and_his_dog.jpg


 
في إحدى زيارتي للعائلات بسانتا مونيكا، كاليفورنيا، إذ وقفت بالسيارة جاء الصبي يلتقي بي متهللاً ووراء كلبه الصغير الذي كان يلعب معه في الحديقة أمام المنزل. - أراك مسرورًا بالكلب! - نعم، إني أحبة جدًا... ألعب معه ويلعب معي. - ماذا دعوته؟ - لاكي Lucky، وقد نسبته إلى اسم العائلة Surname. - هل تحبه أكثر من أختك؟ - بالتأكيد! - هل تحبه أكثر من زملائك في المدرسة؟ - نعم، فهو لا يهينني. لا يقول لي: "أنت سمين You are fat" كما يفعل زملائي ويهينوني... خرجت كلمات الصبي من أعماق قلبه وهو مرّ النفس. لقد وجد في كلبه الصغير الحب، يعطيه أغلب وقته ليلعب معه، الأمر الذي لا يقدمه له أفراد أسرته. يداعبه ويعبِّر بطريقة او أخري عن فرحه به ولا يهينه كما يفعل زملاؤه. لقد أشبع الكلب الصغير احتياجات صبي صغير الأمر الذي لم يقدمه له أسرته ولا زملاؤه! قلوب كثيرة تحتاج إلى حبك لتعطيها من وقتك ورقتك، ولا تجرح مشاعرها ولو على سبيل المزاح!
 
هب لنا يا رب أن نشبع قلوب اخوتنا بالحب، فلا يطلبونه من كلب أو قطٍ، ولا يستجدونه بطريقٍ أو آخر!
املأنا بعمل روحك المفرح، فنفيض بالتهليل على اخوتنا.
لا تخرج من فمنا كلمة جارحة، ولا تصدر عن ملامحنا حركة فيها سخرية.
هب لنا أن نحترم كل نفسٍ بشرية. وألا نستخف بطفلٍ أو رضيعٍ، يا من تحملنا في أحضانك الأبوية.

2012-10-23

اللحظة الأخيـرة



Marks and Spencers by kayodeok. 
مارك سبنسر .. أسم لة رنينة الخاص، أنة الأسطورة الملياردير الامريكى
فلم يكن مارك ثرياً عادياً لكنة كان أكثر من عادى يتصدر قائمة رجال الأعمال فى المجتمع الامريكى و متلك اسطولا من الشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، كان طراز خاص من رجال الاعمال ،وعقلية تجارية فذة فشق طريقة سريعاً فى عالم التجارة
ولكن على الرغم ن هذة الرفاهية المترفة التى ملأت حياة هذ الثرى، إلا ان المسيح كان بيعداً عن قلبة وفكرة ، فكان إنساناً فارغاً وكانت زوجتة التقية تتضرع إلى الله نهاراً و ليلاً كى تلمس النعمة قلبة فتهدية إلى معرفة المسيح قبل أن تخنقة أشواك العالم فيموت هالكاً بملايينة، كانت تصلى وبلا يأس، لم تأتى استجابة السماء ، لكنها ظلت تصلى وظل رجاؤها بالمسيح ثابتاً.
وفى إحدى الليالى ، بينما كان مارك يقود سيادرتة الفارهة ، عائداً من إحدى سهرات العمل إلى قصرة فى نيويورك ، لمح على مدى الأضواء الكاشفة لسيارتة شخصاً يشير بيدية بعلامة أتوستوب ليتوقف كان مجنداً يرتدى حلتة العسكرية.
توقف مارك ، وتطلع إلى المجند وسألة : إلى أين يا فتى؟
اجاب: مانهاتن يا سيدى
إنها فى طريقى هى أركب
تردد المجند للحظة وأخيرا استقل السيارة وانطلقت بهما
كان المجند مندهشاً من موافقة الثرى أن ينقلة بسيارتة فى ساعة متأخرة من الليل ودار الحديث بينهما:أنا اشكرك حقا من أجل هذا الكرم البالغ-
أنى أحب بلادى واحترم جيشها وهذا تعبير بسيط عن هذا- 
لو لم تكن جنديا لما توقفت بسيارتى ابداً-
أنا اسمى مايكل -
وانا اسمى مارك-
أستمر الحديث ولاحظ الفتى الثراء الفاحش على مارك السيارة ،الملابس السيجار الباهظ الثمن ولكن بدا هذا الثرى حزينا بائساً فى اعماقة وشعر مايكل بفقر مارك الداخلى لأنة أختبر غنى الروح الحقيقى أشتعلت أعماقة بالغيرة لخلاص تلك النفس التى وضعتها الظروف أمامة ، فطفق يتكلم عن يسوع وعن الصليب بلا خوف ولا خجل ويردد بداخلة: "أخبر بأسمك أخوتى وفى وسط الكنيسة اسبحك" (عب2:12)
ولأول مرة صار مارك يصغى بأهتمام ، بل بشغف وعيناة تتأرجح بين الطريق المظلم وذاك الوجة الساطع المفعم بطاقة عجيبة لم ير مثلها أبداً. وراحت أعماقة تهتز وحياتة تمر أمام عينية تافهة بلا معنى وانفعت العبرات تسيل على وجنتية.
أنها المرة الأولى التى يشعر فيها بضألتة أمام شخص ما, ويحس بتبكيت يوخذ ضميرة المائت.
وفجأة توقف بسيارتة وخرج منها ، فقد لمح كنيسة صغيرة على جانب الطريق دخلها وتبعة الشاب ، وتقدم إلى يسوع المصلوب فى سجود طويل وقدم أثمن طيب فى حياتة ، دموع توبتة تغسل أقدام المسيح.
أنتهى من سجودة وعاد كلاهما 'إلى السيارة التى انطلقت بهما ، ولكنها الأن صارت تحمل قلبين تغمرهما سعادة لا توصف، ويضمهما حب المسيح.
توقف السيارة على مشارف مانهاتن وقبل ان يغادرها مايكل ، أعطاة مارك بطاقة تحمل أسمة وعنوان شركتة وانطلق ألى نيويورك.
أنقضت ثلاثة أعوام ، أنهى مايكل الخدمة العسكرية ووجد نفسة فى نيويورك، خطر ببالة أن يسأل عن صديقة
بحث فى أوراقة الخاصة حتى عثر على البطاقة الخاصة بة ، فتوجهة إلى العنوان وكانت إحدى ناطحات السحاب وسأل عن السيد سبنسر خرجت لة سيدة فى العقد الخامس من عمرها تقابلة وقالت لة انا السيدة سبنسر ، من أنت؟
قص مايكل قصة لقائة بزوجها وكيف صارت توبتة فى تلك الكنيسة انخرطت السيدة فى البكاء وتحدثت بأنفعال وفرحة غريبة
لقد لقى مارك حتفة فى حادث سيارة فى ذات الليلة التى كنت أنت معة" فيها وانا أصلى طوال الاعوام الثلاثة الماضية كى يكشف لى المسيح عن مصير مارك، وها أنت تخبرنى عن توبتة.. ما أعظمك أيها الأب السماوى لقـد أدركتة محبتك فى أخر أيامة "بل فى لحظاتة الأخيرة..
 

مـا الـذى جعلـك تنقــذ حيــاتى



كثر الإضطهاد على المسيحيين الأولين، فكان الرومان بقيادة نيرون يطاردون المسيحيين من مكان إلى آخر. كانت الأوامر مشددة من نيرون نفسه، لكي يقضوا على كل مسيحي، فألقوا القبض على عشرات الآلاف من الرجال والنساء وحتى أولاد المؤمنين وساقوهم إلى العبودية والتعذيب ثم القتل، مما جعل الكثيرين منهم يلجأون الى المغاير والجبال هربا من هذا الإضطهاد الذي لم يسبق له مثيل.لجأت إحدى العائلات الى أحد الكهوف، لتختبئ فيه.، كان الكهف معروفا لدى الجنود الرومان وهم لم يعلموا بذلك، لم تمضي بضعة أيام حتى داهمت ذلك الكهف كتيبة من الرومان بحثا عن من فيه. ولدى دخولهم بمشاعلهم المضيئة وهم يسيرون بخطوات ثقيلة، حدثت زلزلت في ذلك الجبل، وابتدأت الأرض تهتز والتراب يتساقط من كل نحو.هب الجنود هرعا الى خارج الكهف، بغية إنقاذ حياتهم، لكن في أثناء ذلك، تعثر أحدهم هاويا الى أسفل الكهف، حيث لم يكن أي نور. توقف للحظة بعض الجنود، لكنهم عندما أدركوا عمق الحفرة، وما يحدث في ذلك الكهف، إذ كانت الحجارة تتساقط، إنصاعوا الى أوامر قائدهم، وتركوا رفيقهم، إذ ليس هناك أمل في إنقاذه، بينما هو يصرخ طالبا المعونة.رجع الهدوء الى الكهف، ولم يزل ذلك الجندي الروماني في قعر الحفرة. وفجأة سمع صوت دعسات خفيفة، من فوق. فابتدأ من جديد ينادي طالبا المساعدة. لم يكن يعلم بأن الذي فوق، هو نفس تلك العائلة المسيحية، التي جاء هو للقبض عليها وقتلها. فهل يمدوا يد المساعدة لمن جاء ليقتلهم؟. مرة أمام أعين ذلك الأب تخيلات ومشاهد كثيرة، فلم يخفى لديه معرفة قلوب هؤلا الجنود القساة، ولا كيف كانوا يرمون اطفال المسيحين للحيوانات المفترسة. لكنه تذكر أيضا قول الرب يسوع "احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم". طلب من زوجته حبلا، ثم أنزل ذلك الحبل الى ذلك الجندي، وابتداء الجميع معا في رفع ذلك الجندي من الحفرة.إبتدأ قلب ذلك الأب وزوجته يطرقان بسرعة، فها ملامح ذلك الجندي تتضح لديهم. نعم ها هو بعينه، لقد رأوه سابقا يسوق رفقائهم، مقتادا إياهم الى الموت. وها هم الآن ينقذون حياته. ما أن صعد ذلك الجندي من الحفرة، حتى أخذ النور من يد ذلك الرجل، ثم سأله قائلا... ما الذي جعلك تنقذ حياتي، واضعا نفسك وعائلتك في هذا الخطر العظيم؟ لقد تخلى عني رئيس الفرقة... مع أنني خدمته بأمانة كل هذه السنين الطويلة، ولم أعصى أوامره ولا لمرة واحدة. أما أنت، مع أني جئت لألقي القبض عليك لكي أقتلك، وها أنت تخاطر بحياتك وبحياة عائلتك لكي تنقذني؟أجابته زوجة الرجل، لم يكن الأمر بهذه السهولة، لكن الرب يسوع المسيح أوصانا بأن نحب الذين يسيئون إلينا، ولم نستطيع أن نراك تتألم من دون أن نساعدك، وهو يحبك أنت أيضا، ويريدك أيضا أن تفعل هكذا.ثم دعوه أن يأكل معهم... قبل الأكل، رفع ذلك الأب يداه، وشكر الله، لأنه حافظ عليهم، وشكر الله أيضا لأنه أنقذ ذلك الجندي... ما أن إنتهى ذلك الأب من الصلاة... حتى سأله الجندي... وهل يقبل المسيح شخصا مثلي لكي يكون من أتباعه...في ذلك اليوم أصبح ذلك الجندي الروماني من أتباع المسيح، واضعا نفسه تحت نفس الإضطهاد عينه...



أم حنا


أم حنا امرأة بسيطة عاشت كما تعيش معظم الأمهات. خدمت بيتها وزوجها وربّت أولادها ولم تقم بأي عمل خارق في حياتها سوى واجبها كزوجة وأمّ. حلمت يوماً أنها ماتت، وأنها دخلت باب السماء ووقفت في صف طويل تنتظر أن يحاكمها الله تعالى. 
وأثناء انتظارها، تكلّمت مع جارتها في الصف الطويل وسألتها إن كانت خائفة من مواجهة الرب الدّيان العادل. 
 فأجابتها جارتها أنها ليست خائفة، لأنها قامت بالكثير من الأعمال الحسنة، ومنها أنها دخلت يوما البيت بينما كان يحترق وخلصت ابنها الصغير من الموت حرقاً. خافت أم حنا أكثر لأنها لم تقم أبداً بعمل مثل هذا. 
ثم التفتت خلفها، فإذا رجل ينتظر دوره هو أيضا، فسألته إن كان خائفاًَ من مواجهة الله الديان العادل. فأجابها أنه ليس خائفاً، لأنه أثناء حياته على الأرض تبّنى ولدا مُعاقاًَ وربّاه أحسن تربية وعامله مثل باقي أولاده. زاد خوف أم حنا، لأن ذاكرتها خالية تماماً من أي عمل بطولي.
أرادت أم حنا أن تعود إلى الأرض لتقوم بعمل كبير يحسبه الله لها، لكن الملاك أخبرها أنه لا يسمح بمغادرة السماء والعودة إلى الأرض.
لم يبق لأم حنا إلاّ أن تنتظر دورها. فأخذت تحضّر في عقلها ماذا ستقول لله: "سامحني يا رب، فأنا لم أفعل شيئاً بطوليا في حياتي ولا أعلم إن كنت أهلاً للسعادة الأبدية".
وبعد فترة، وصل دورها، فنظرت إلى وجه الله، وفتحت فمها لتقول الجملة التي كانت قد حضّرتها بعناية فائقة، وإذ بالله يسبقها إلى الكلام، ويقول لها: "تفضلي يا أم حنا إلى السعادة الأبدية".
 فأجابت: "لكن يا رب، أنا لم أقم بعمل واحد بطولي في حياتي".
أجابها الله: "ألم تغسلي ثياب زوجك وأولادك آلاف المرات؟
 ألم تهيئي الطعام لهم عشرات آلاف المرات؟
 ألم تقومي بتنظيف البيت يومياً؟
 أتظني أن ذلك ليس عملاً بطولياً؟
 تفضلي. 

الخروف رقم 200


http://tbn3.google.com/images?q=tbn:VoNPcFcFlC3b2M:http://img145.imageshack.us/img145/9638/pic02az7.jpg
كثيرا ما تكون داخل القلب جروح.. ومشاعر سلبية كثيرة وكثيرا ما تكون تلك المشاعر مختفيةلا يعرف بها صاحبها.. الا من خلال الركب المنحنية

الخروف رقم 200 

-         قلت لك أنني لن أذهب إلي الكنيسة , عليك اللعنة , ألن تكفي عن هذا الهراء أبدا ؟! أني ذاهب
-         إلي أين ؟ قالتها باكية ولكني لم ألتفت إمعانا في غيظها
-         إلي أقرب بار , ولن أعود مبكرا , اذهبــي أنـت إلـي الكنيسـة التي تريديـن وعندما ترجعين نامي ولا تنتظريني .
وخرجت غاضبا دون أن أسمع ما تقول ,اتجهت إلي الشاطئ وجلست علي أقرب مقعد أنظر إلي البحر كي أهدئ نفسي . كانت أول مرة أخرج غاضبا من البيت بهذه الصورة , وأعتقد إنها أول مرة أرفع فيها صوتي بهذا الشكل في البيت . أخذت أنظر إلي البحر . وعلي الرغم من أننا كنا في شهر نيسان والساعة لم تتعد السابعة مساء إلا أنه كانت توجد لسعة برد خفيفة فقمت أسير علي الشاطئ أتأمل من حولي , كم هو جــميل شــاطئ مـدينة صـور , إنها من أجمل مدن لبنان . لم يكن الظلام قد حل بعد .. وأخذت أتأمـل في حياتي .
 أنا مهندس أعمل في شركة لأعمال البناء , تلك الشـــركة التي تأسست بعد الحرب الأهليــــة اللبنانية مباشرة . والتي أعمل بها منذ بداية تأسيسها . ومنذ أربعة سنوات تزوجت من زميلة لي بعد قصــة حب دامت أكثر من عام وعشت مع زوجتي أيام هانئة بعد أن تركت زوجتــي العمل لتستقر في المنزل .. كانت الأمور جميلة في بيتنا الهادئ إلي أن دخل المسيح حياتنا ومن وقتها لم أعرف طعم الهناء .
          منذ فترة والسيدة زوجتي [تتروحن ] . تذهب إلي الكنيسة باستمرار , أهملتني وأحبت المسيح أكثر مما أثار هذا الأمر حنقي , ولكني لم أعتد أبدا أن أحجر علي أفكار أحد , وإن كنت أحس بأن زوجتي تخونني بتلك المحبة المفاجئة التي ظهرت .
          طوال الأربعة سنوات لم نرزق بأي أطفال , ذهبت إلي الأطباء وأجرينا فحوصات وتحاليل وكانت النتيجة أنه ليس بنا أي عيب ولكن هذه مشيئة القدر , استسلمت لهذا الأمر ولم أعلق عليه كثيرا , ولكن زوجتي كانت تهتم بهذا الأمر , ولكن مع مرور الوقت هدأت وكفت عن فتح هذا الموضوع الذي ضجرت منه .
          عملي أحبه كثيرا وفيه أنا مشغول من الثامنة صباحا إلي الخامسة مساءا , ولكن بقائي في عملي كل هذا الوقت جعل زوجتي تشعر بالضجر من البقاء وحدها في المنزل لا تجد ما تفعلـه حتى أنها طلبت أن تعود إلي عملها بالشركة والذي كانت قد تركته فور زواجها ولكن للأسف مكانها كان قد شغل .ربما لهذا السبب اتجهت للتدين حتى تملأ فراغ حياتها . ولكن أن تضغط على كي أصير مثلها فلا , هذا كثير , فأنا لا احب الدروشة .. كنا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية نصلي لله كثيرا كي يعبر الله عنا هذه المصيبة ولا مجيب .. شربنا الكأس حتى الثمالة , طلبنا من الله كي يدبر لنا الاحتياجات فصرخت أمعائنا من الجوع .. والآن الأمور مستقرة ونستطيع أن ندبر أنفسنا .
          زوجتي تقول أن الحياة بدون المسيح غير ممكنة , وبدون المسيح لن نجد السلام , وأنا أتساءل  هل أعطي المسيح سلام أثنــاء الحرب التي دمرت البلد تماما ؟! ها نحن نعاني من الغلاء وصعوبة المعيشة بسبب تلك الـحرب التي توقفت منذ أعوام ولا نزال نعاني من آثاره إلي الآن . في الحرب ألـــم نكن جميعا مهـدديــن وجائعين وأعمالنا متوقفة ؟! ماذا فعل المسيح في هذا الوقت إذا كان موجـــودا ؟!
***
قادتني قدماي إلي العمل الذي مقره الرئيسي يقع علي كورنيش شاطئ صور , كان مغلقا بالطبع فبالإضافة إلى أن الوقت كان متأخرا فاليوم هو يوم الأحد العطلة الأسبوعية للمكان . وددت لو كان السيد المدير المهندس غسان موجودا , كنت تجاذبت معه أطراف الحديث حتى أهدأ , فعلاقتي بالمهندس غسان علاقة طيبة , هي علاقة صداقة أكثر منه علاقة رئيس بمرؤوس , فأنا معه منذ تأسيس الشركة , وان كنت أعتقد أنه على علاقة طيبة بجميع موظفي الشركة ويندر أن أجد مدير كهذا , انه مثلي الأعلى إذ لا  علاقة بالدين ولكنه أمين في عمله وأمين مع زبائنه حتى لو علي حساب نفسه , مدقق في كل صغيرة وكبيرة مع موظفيه ولكن بدون تشنج , فهو يلفت النظر إلي الأخطاء بمحبة ووضع سياسة واضحة للعقوبات يسير عليها المخطئ حتى ولو كان المدير نفسه بدون تعنيف أو إهانة , كل هذا ولم يقل أبدا أن المسيح في حياته أو أي شئ من هذا الذي يحكيه المتر وحنون .
          ابتسمت في مرارة زوجتي تقول أنه بدون المسيح لا سلام ولا أمانة ولا عمل جيد . كيف هذا وأنا أرى مثل حي علي رجل لا علاقة له بالمسيح يعيش في سلام وأمانة لا حدود لها . وددت لو أراه , اتجهت لأقرب تليفون أتصل به , فربما يكون غير مشغول فأذهب أجلس عنده قليلا وبعدما أهدأ أرجع إلي المنزل … غير موجود _ مجرد رسالة صوتية , إذن ماذا أفعل ؟ هل أذهب إلي البار مثلما قلت لزوجتي ؟ أنا لا أحب البارات ولم أشرب الخمر في حياتي من قبل , لقد قلت هذا كي أغيظ زوجتي فحسب .
هل أذهب إلي الكنيسة وأصطحبها إلى البيت دون أن أحاول أن أسمع ما يقولون ؟
كلا .. بهذه الطريقة تكون زوجتي انتصرت علي .. سأذهب إلي البار .
***  
الساعة كانت حوالي التاسعة مساءا , مررت بجانب الكنيسة , وجدتهم يخرجون منها ويسلمون علي بعضهم البعض , وقفت أنظر في فضول , ها زوجتي تخرج .. أسرعت أختبئ خلف الجدار حتى لا تراني ولكني ظللت أراقبها , وجدتها تدخل إلى الكنيسة مرة أخرى .. يبدوا أنها نسيت شيئا , وبعد قليل خرجت مسرعة متجهة إلى منزلنا  القريب من الكنيسة , آما أنا فسرت في الاتجاه الآخر لأذهب إلي البار القريب أيضا من الكنيسة .
          اتجهت إلى الساقي وجلست , ماذا أطلب ؟ , لا أعرف فأنا لم أشرب الخمر بحياتي , قلت له بسرعة
-         بيرة من فضلك .
ومن خلفي جاء صوت شخص آخر
-         و انا زجاجة كوكاكولا لو سمحت .
ونظر إلى وقال
-         مرحبا
-          مرحبا
وأخذت زجاجتي وتركت المكان بعيدا عن ذلك الثرثار وجلست علي طاولة مظلمة بعيدة عن الصخب الموجود في البار والذي يسمونه ديسكو .
          ولكن ما أن جلست حتى تبعني  ذلك الثرثار الذي يشرب الكوكاكولا واقتحم طاولتي قائلا
-         يا إلهي , هذا المكان مظلم جدا .. هل يمكن أن أجلس بجانبك ؟
-         لقد تفضلت وجلست بالفعل , والآن اتركني كي أشرب هذه الزجاجة وأرحل من هنا .
-         أوه , يبدو أنـك غاضـب مـن شئ مـا , لمــاذا لا تحــكي لـي وأنت تشــرب زجاجتــك وأشرب أنا زجاجتي .
-         اللعنة عليك يا رجل , من أنت حتى …
-         فيليب , أسمي فيليب , وأعمل في رعي الخراف
-         راعي خراف !! لا منظرك ولا لهجتك تدل علي هذا
قـلتها ضـاحكا ,  فـهذا الـذي أقتحـم مجلسـي يـبدو ظريف , وجه مبتسم ومنير . وجدته يرد علي
-    ومع هذا أنا راعي خراف , صحيح أنني لا أملكها , يملكها راعي آخر . ولكني أعمل بالأجرة عندي مائة وتسعة وتسعون خروف ونعجة .
ضحكت مرة أخري
-         وتعرفهم بالعدد !! لماذا لا تقول مائتين بالتقريب
-    لأنهم لم يصبحوا بعد مائتين , ربما أضفت الخروف رقم مائتين للحظيرة الليلة أو غدا صباحا ولكنهم إلى الآن مائة وتسعة وتسعون خروف ونعجة .. أعرفهم بالاسم وأراعيهم بالاسم .. صحيح قدرتي أقل من قدرة صاحبهم وراعيهم الأصلي ولكني أحاول أن أتقن عملي .
شربت من زجاجة البيرة وقد انسجمت من ذلك الرجل وقلت له ضاحكا
-    تراعيهم ويطمئنون لك , تطعمهم وتسمنهم . وبأمر من صاحب الخراف تسلمهم للجزار وتقبض ثمنهم .. مساكين هؤلاء الخراف الذين يستسلمون لك .
قال صارخا بحركة تمثيلية اهتز بها جسمه الممتلئ وكرشه الكبير
-    لا خرافي لا أتركها . وصاحبها لم يخصصها للذبح والبيع , هو يحبهم ولا يستطيع أن يستغني عن أي خروف أو نعجة .. و أنا راعيهم الذي أحاول أحميهم وأرشدهم وأطعمهم ولكن بإرشاد صاحبهم الأصلي ويا ويلي لو تخاذلت عن هذه المهمة أو تسببت في جرح خروف أو نعجة .. علي العموم بعد أن نشرب مشروباتنا نذهب معا إلى الحظيرة
تجاهلت دعوته وقلت له مستمرا في مداعبته
-         لا تكن واثقا هكذا , فأي خروف مصيره الذبح
-         إلا الخراف الذين معي
يا لهذا الرجل الغريب , قلت له
-    ما الذي أدخلك إلي هذا المكان لتشرب الكوكاكولا بسعر غالي , الكشك الذي بالخارج به نفس زجاجتك ولكن أرخص كثيرا
مال إلى وكأنه سوف يحكي لي بسر خطير
-    صاحب الخراف أمرني أن آت إلي هذا المكان , فيبدوا أنه يوجد في هذا المكان صفقة . خروف جديد سوف أضمه إلي الخراف هذه الليلة
-         الخروف رقم مائتين ؟
-         أجل , وأنت ما الذي أتي بك إلي هذا المكان ,يبدوا لي أنك لا تشرب الخمر هل أتيت أنت أيضا لأجل صفقة معينة  ؟
-         كلا أيها الصديق , أنا فقط إنسان متعب , وليس لي مكان أذهب إليه .
-         لابد أن زوجتك قد أغضبتك 
-         كيف عرفت ؟
-         هذا هو الشيء العادي أيها الصديق , ولكن أنت مسيحي , أليس كذلك ؟
-         أجل
-         اليوم يوم أحد , إذا كنت لا تجد مكان تذهب أليه , لماذا لا تذهب إلي الكنيسة 
-         اللعنة عليك يا رجل , هل جئت إلى هنا لتعظني ؟
قال بهدوء
-    كلا بالطبع , أنت قلت أنك لا تجد مكانا , وأنا أعتقد أن هذا البار ليس مكانك , فتساءلت لماذا لم تذهب إلي الكنيسة , إنني لم أدعوك إلى كنيسة ولكني أسال فقط .
-         ماذا أفعل داخل الكنيسة ؟
-         تصلي , تعلن أنك أبن ليسوع
-         ولكني لست كذلك , ولا أحب أن أكون كذلك
-         آلم تقل أنك مسيحي ؟!
-         هذا هو المكتوب في شهادة الميلاد يا رجل ولكني لا أحب أن أكون ابنا ليسوع
-         لماذا ؟
-         لماذا , لماذا ؟ هذا شأني , أني لا أشعر بالاحتياج إلي يسوع
-         نعم .. أفهمك .. أفهمك كثيرا .. الأمور علي ما يرام , العمل جيد والراتب جيد والحياة جيدة , فماذا تحتاج من يسوع بعد ؟
-         أليس كذلك ؟ .. أننا في حالة استقرار نسبي  الآن , بينما والحرب ..
-         ماذا عن الحرب , هل سلمت حياتك ليسوع أثناء الحرب 
-         كلا , ولكني كنت دائما أصلي كي ينقذنا
-         وهل أنقذك ؟
-         كلا , ولكن الحرب انتهت .
وأطلق الرجل ضحكة كبيرة عندما قلت له هذه العبارة وقال
-         ومن الذي أنهاها يا رجل , ومن الذي حفظك سالما أثناءها ومن الذي أطعمك وأسقاك وأنت لا تجد قوت يومك
ووقف فجأة .. فقلت له
-         لماذا قمت ؟ هل ترحل .. أجلس , لا أحب أن أذهب إلي البيت الآن .
قلتها له وكأني أقولها لصديق حميم ونسيت أني لم أعرفه إلا منذ دقائق قليلة , والغريب أنه رد علي بنفس الطريقة
-         ومن سيذهب إلى البيت . لنخرج من هذا المكان الخانق , أريد أن أريك حظيرة الخراف .
وخرجنا معا كأعز الخراف .. وهو يضحك كثيرا وأنا أشاركه الضحك دون أن أعرف لماذا ؟ ولو كنا شربنا الخمر لقلت أن الخمر لعبت برؤوسنا .
 وعلي مسافة عشرة دقائق من السير وقف فجأة وقال
-         وصلنا .. تعال إلى حظيرتي , ربما لن تخرج منها
أخذت أنظر , أنها الكنيسة , وددت لو غضبت لكني لم أستطع علي الرغم من أنني شعرت أنه ضحك علي , ولكني قلت في استسلام
-         إذن أنت راعي هذه الكنيسة .
-         أجل .. تلك الكنيسة ذات المائة والتسعة والتسعين عضوا .
فهمت معني كلامه ودخلت , أدخلني إلي غرفة صغيرة بها مكتبة وبعض الكراسي ومكتب صغير , ولكنه لم يجلس علي أي من هذه الأشياء المعدة للجلوس بل جلس علي الأرض وأشار إلى وقال
-         أجلس
وجلست بينما هو يحكي
-    هنا غرفة الصلاة , أصلي لأجل مائة وتسعة وتسعون رجلا وامرأة , أعرف ظروفهم وأحوالهم ومشاكلهم وطلباتهم , لم يخذلني الرب أبدا , أجد الاستجابة لكل أمر وأجد الفهم . آن يسوع هو الراعي الحقيقي لهؤلاء المائة والتسعة والتسعين . لم يضع أحد منهم ولن يضيع أحد لأنهم في رعاية الراعي الصالح . أنا فقط أباشر العمل , الاحظه .
ضحكت وقلت
-         وتأتي بالجديد
أطلق ضحكة رنانة ارتعش فيها كرشه الضخم وقال
-    يسوع هـو الـذي يأتي بالجديد , هو يعرف الذين له يا رجل . تعرف أن الإنسان كائن غريب جدا . الرب يحميك من كثير من الشرور وهو يعتبر أن الأمر عادي جدا . تماما مثل الخروف الذي لا يرى  الذئب وهو مقبل عليه , ولكن الراعي يراه فيبعد الذئب وفي سبيل هذا يجرح وتتخرق ملابسه وعندما يراه الخروف يقول في نفسه " ما بال الراعي يأتي بي إلى أرض عشبها قليل , ولمـاذا لا يعتنــي بنفسه ويلبس ملابس أفضل " . الإنسان أيضا هكذا أيها العزيز .. معجزات تحدث له كل يوم تثبت عناية الله والإنسان يصرخ أين هي عناية الله ؟
لم أجد ما أرد به عليه فقال
-         قل لي , متى بدأت عملك ؟
-         بعد الحرب مباشرة
-         ألا تظن أن هذا الأمر ليس نعمة ؟ .. كم شخص معطل عن العمل إلى الآن ؟
-         كثير
-         أجل كثير , وما هي علاقتك برئيسك في العمل ؟
-          رائعة
-         أليس هذا نعمة ؟ كم شخص معذب في عمله ولا يطيق رئيسه
-         إنها الصدف
-         أجل , هي الصدف .. قل لي , هل أنت سعيد في زواجك وزوجتك هل تحبك وتوفر لك كل أسباب السعادة ؟
-         أجل
ابتسم ولم يكرر التعليق بل قال
-         وهذه أيضا صدفة , قل لي , هل زوجتك تعبه هذه الأيام , هل تعرف عنها أنها متألمة من شئ معين ؟
-         أجل , واعتقدت أنها متضجرة بسبب الوحدة
-    هل رأيت يا رجل ؟ زوجتك التي تحبها لا تعرف حاجتها , لكن الرب يعرف ويسدد , زوجتك كانت تتمنى طفل وربما تأخرها في الإنجاب هو الذي جعلها تقبل يسوع . هل تعرف أنها الآن مسئوله عن كثير من الأطفال في مدارس الأحد وهذا سدد بعض احتياجها وأسعد الأطفال وأفادهم ؟ .
-         وهل هذا كافي ؟
-    إنني لا زلت أطلب لأجلها , وكثير من أعضاء الكنيسة يطلبون ويشاركونها الصلاة . والرب في الوقت المناسب سوف يستجيب .
قلت له
-         وإذا لم يستجيب ؟
-    بل يستجيب .. أنا أثق من هذا , لم أقل يعطيها طفل , ولكن يسد الجوع الذي تشعر به تجاه هذا الأمر , ربما يعطيها طفل وربما بوسيلة أخري , الرب يسدد الاحتياجات أيها العزيز .
وأشار إلي صورة علي الزاوية للمسيح وعلي رأسه إكليل الشوك وقال
-         الرب أيها العزيز صلب لكي يسدد الاحتياجات .. ألا تفهم ؟
نظرت إلى الصورة وأنا شارد بينما هو قال
-    ما الذي يجعله يتألم هكذا , أنه لم يكن مضطرا لولا محبته لخرافه , أراد أن يذبح عوضا عنهم حتى يعيشوا هم أحياء بعد أن أماتتهم الخطية .
دمعت عيناي وقلت
-         إذن الأمانة والمحبة والعمل بضمير صالح بدون المسيح …
أكمل هو
-    بالنسبة لله لا شئ , لن يستطيع الإنسان أن يكون كاملا كي يرضي الله القدوس الكامل , بينما إذا اختفي ذلك الإنسان خلف عمل المسيح الكامل يصير هو أيضا كاملا
قلت في نفسي
-         كم أنت مسكين أيها المهندس غسان
-         ماذا تقول
خرجت مما أفكر فيه وقلت
-         أليست هذه غرفة للصلاة
-         أتريد أن تصلي ؟
-         أبدا أنت بالصلاة لأجلي
-    وأنت , فتش عن تلك الأمور التي تغضبك من ألهك , من كلامك فهمت أنه يوجد حائل بينك وبين ألهك , تحمله مسئولية أشياء وتنتظر منه أشياء وجدته لا يعملها .. صلي .. واطلب منه الفهم,,اخرج له كل ما في قلبك .
وصلينا , فتحت قلبي كما لم أفتحه من قبل , ووجدت كثير من الاحتياجات تتدفق , وشعرت بيسوع كأب حنون يحتويني ويهدئ من روعي , وجدت سنين الحرب تركت شروخا كنت أخفيها ولكنها ظهرت بالصلاة , شعرت بأيدي يسوع يلم تلك الجراحات , وعرفت أنه بدون يسوع كل شئ بلا طعم وسخيف , كم هي مظلمة تلك السنين التي قضيتها بدون يسوع .
وجاء الصباح , وفيه أصبحت إنسانا جديدا .
***
قال الراعي وأنا أترك المكان
-         عندما تصلي إلى البيت أشكر زوجتك
-         لماذا ؟
-    كانت تصلي لأجلك كل يوم , وعندما رأتك بجانب الكنيسة لم تتجاهل ذلك , بسرعة دخلت وطلبت مني أن أركض وراءك , فتبعتك إلى ذلك البار .
-         كنت صيدا إذن , شكرا لك ولها , إلى اللقاء
-         أين ستذهب ؟
-         إلى البيت أغسل وجهي وأخبر زوجتي , ثم أذهب إلى عملي
-         ذكرتني , ما أسم مديرك
-         المهندس غسان
نظر إلى وقال
-غسان ؟!
ثم انطلق ضاحكا تاركا لكرشه العنان وقال
-         عندما تذهب إلي عملك اليوم أدخل إلى مكتب السيد غسان واخبره بما حدث لك .
-         السيد غسان ؟! , لا أعتقد انه يحب الحديث عن هذه المواضيع في المكتب
مرة أخري ضحك كثيرا وقال
-         بل أخبره , أنها شهادة لابد أن تؤديها , ولا تنسي إن أغضبك بكلامه أن توبخه , هل تفهم ؟
-         حسنا .
قلتها دون أن أفهم , أوبخه علي أي شئ ولكني لم أعلق مددت يدي إليه فامسك بها وسألني
-         سؤال أخير , هل أكتب اسمك في حظيرتي
-         أجل , لقد تمت الصفقة بنجاح , أنا الخروف رقم 200 والآن عليك أن تبحث عن رقم 201
-         هذا عملك أنت أيضا , ابحث معه أيضا معي .
***
دخلت العمل وأنا سعيد ومبتهج رغم أنني تأخرت أكثر من ساعتين , ولائحة الجزاءات فتحت بتلقائية , لكني لم أبال , فهذه هي المرة الأولي والأخيرة التي سوف يحدث فيها هذا . فأنا وزوجتي كنا نحتفل بذلك التغيير الذي حدث لي والفرحة كانت تغمرنا .
والآن علي أن أبحث أنا أيضا عن الخروف الأول بعد المائتين , لماذا لا يكون هو السيد غسان .. سأحاول
دخلت أليه وقلت له
-         معذرة يا سيد غسان عن تأخري ولكن عندي خبر مهم
-         أجلس أيها الصديق , هذه أول مرة تتأخر هكذا , لا عليك , ماذا عندك من أخبار ؟
-         لقد تعرفت علي أعظم شخصية بالأمس وسلمته حياتي بالكامل
ابتسم غسان ولمعت عيناه وقال
-         أيها العزيز , هل قبلت المسيح بالأمس
استغربت من كلامه وقلت
-         كيف عرفت ؟
-         أنني أصلي لك منذ أن عملت معي ؟
-         تصلي لأجلي ؟ هل أنت تعرف المسيح ؟
-         منذ سنوات كثيرة
وصدق ظن الراعي إذ شعرت بالغضب كثيرا , قلت له
-         هل تعرفه وتحرمني منه طوال هذه المدة , أنت السبب الرئيسي الذي عطل مجيئي للمسيح طوال هذه السنوات .
-         كيف !!
-    حياتك الرائعة دون أن تشهد ولو مرة واحدة عنه جعلت إمكانية أن أعيش بدونه سهلة , وأنا الذي أردت أن أشهد لك عنه فور قبولي ؟! أين محبتك لي
قال معتذرا
-    يا عزيزي , سامحني , أنا لا أعرف كيف أشهد , شخصيتي وطبيعة عملي جعلتني لا أعرف كيف أتكلم عنه كما يجب , ولكنني أتقنت فن الصلاة . ربما لم أشهد لك ولكن صلاتي شاركت في إحضارك , والآن دعنا نعمل معا ونصلي معا , تشهد أنت وأصلي لك أنا , هل نتفق ؟ .
-         نتفق

 

website traffic counters
Dell Computers