بحث مخصص

2014-10-31

ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻻ ﺑﺪّ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻟﻢ




ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥّ ﻗﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﺻﺪﻳﻘﻴﻦ ﻭﻷﻧّﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳُﺒﺮﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄّﻮﻝ ﺇلا ﺃﻥّ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻞّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼّﻤﺖ ﻭﺍﻟﺴّﻠﺒﻴّﺔ، ﻓﺘﻘﺪّﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮﺍﺓ، ﻭﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﻳﻪ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺄﺣﺠﻢ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻈﻬﺮﻩ.
ﻏﺎﺏ ﺍﻷﻭّﻝ ﻋﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺪّﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰّﻣﻦ، ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺼﻴﺮﺍً ﻭﻟﻜﻨّﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻜﻴﻤﺎً، ﺭﺁﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺼّﺎﻣﺖ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ﺍﻟﺮّﺷﻴﻖ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪّﺙ ﺇﻟﻴﻪ.
ﻓﺒﺎﺩﺭﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻱّ ﺑﺎﻟﺘّﻌﺮﻳﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﺗﻌﺠّﺐ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ﻭﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﺻﺪﻳﻘﻪ.
ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ، ﻭﻣﻀﻰ ﻳﺤﺪّﺛﻪ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻠّﻢ ﻓﺘﺮﺓ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﻳﺨﻂّ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﻭﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ.
ﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻨّﺪﻡ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ الا ﺃﻥ ﺗﻘﺪّﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮﺍﺓ ﻟﺘﺒﺮﻳﻪ ، ﻭﻟﻴﻜﺴﺮ ﺣﺎﺟﺰ ﺻﻤﺘﻪ ﻭﺳﻠﺒﻴّﺘﻪ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻻ ﺑﺪّ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻟﻢ.

أغفروا يغفر لكم

 
اقترب موعد لقاء التلاميذ مع معلمهم الفاضل الذي أحبهم فأحبوه... والذي إعتاد طرح موضوعات جديدة وحيّة ليناقشها معهم... دخلالتلاميذ الفصل وبدأت الحصة.. ورأى التلاميذ ورقة كبيرة تغطي مساحة السبورة كلها . طلب الأستاذ من كل تلميذ أن يرسم صورة الشخص الذي لا يحبه أو يكرهه لأنه كثيرا ما ينتقده أو يؤنبه أو يثير غضبه أو يستخف به ..الخ ... رسم أحدهم صورة زميل له لا يحبه بالرغم من تفوقه وشهادة الجميع بحسن سلوكه ... رسم الأخر صورة أخيه الذي يفتش في حقيبته ويخفي أدواته المدرسية ولعبه المفضلة... وبعد تفكير عميق رسم عماد صورة معلمه بأنفه الضخم والحبوب التي تغطي وجهه ونظارته السميكة... أخذ المدرس الصوروعلقها على السبورة وطلب من كل تلميذ أن يوجه سهامه نحو الصورة التي يبغض صاحبها ... سعد التلاميذ بهذه اللعبة المسلية واستمتعوا بها وتعالت ضحكاتهم ... وعبرت السهام الموجهه لكل صورة عن مدى كراهية راشق السهم لحامل الصورة
وجاء دور عماد الذي إستعد أن يرشق صورة معلمه بأسهمه الكثيرة ... ولكن يا لخيبة الأمل ... لقد إنتهى وقت الحصة... لن يسعد عماد برشق سهامه في صورة معلمه الذي طالما أنـّبه على عدم انتباهه وعدم تركيزه في وقت الحصة
وسرعان ما رفع المدرس الورقة التي تغطي السبورة لتظهر تحتها صورة الرب يسوع ... صمت التلاميذ في ألم حينما تذكروا أن سهامهم قد اخترقت وجه الحبيب يسوع بعينيه ... وأنفه ... وفمه ... وخديه.... وامتلأت عيونهم بالدموع وهم يتأملون صورة وجه الحبيب يسوع وقد اخترقته السهام من كل ناحية
هنا فقط استوعبوا جيدا معنى هذه الأية التي أنهى لها المعلم درسه :
 فيجيب الملك ويقول لهم ، الحق أقول لكم ، بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم ( مت40:25 )

إذا كنت فأراً فلا تكن بقرة


كان اللعاب يسيل من فم الفأر، وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمنِّي نفسه بأكله شهية لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح لقد جاؤوا بمصيدة الفئران يا ويلنا هنا صاحت الدجاجة محتجة اسمع يا فرفور المصيدة هذه مشكلتك انت فلا تزعجنا بصياحك وعويلك فتوجه الفأر إلى الخروف الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة فابتسم الخروف وقال يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف يا إلهي .... في بيتنا مصيدة ! ! يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟ 
عندئذ أدرك الفأرمعنى المقولة الشهيرة " ما حولك أحد" وقرر أن يتدبر أمر نفسه وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، ونام بعدها قرير العين بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر
وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله ثم جاءت زوجة المزارع  وبسبب الظلام حسبت أن الفأر"راح فيها" وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة. وبالطبع فإن الشخص المسموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول الشوربة وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة وصنع منها حساء لزوجته المحمومة وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم 
هنا أذكرك بأن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الفأرالذي كان مستهدفا بالمصيدة وكان الوحيد الذي استشعر الخطر ... ثم فكر في أمر من يحسبون انهم بعيدون عن المصيدة وأن "الشر عنهم بعيد " فلا يستشعرون الخطر بل يستخفون بمخاوف الفأر الذي يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما تتصورون
:: في الختام تذكر ::
,, حتى لو كـانت المشكـله التي تحدث قريباً منك لاتعنيـك فلا تستخف بهـا لآنه من الممكن آن تؤثر عليك نتائجها لاحقـا ومن الآولى ان تقف مع صديقك عند الحاجه وكآنها مشاكلك .

إذا ساءت ظروفك فلا تخف


هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها. ونجا بعض الركاب، منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة. ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب، ويشرب من جدول مياه قريب وينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل وحر النهار.
وذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. ولكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها. فأخذ يصرخ: "لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لى شئ فى هذه الدنيا وأنا غريب فى هذا المكان، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه. لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!"
ونام الرجل من الحزن وهو جوعان، ولكن فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى أنتظاره...إذ وجد سفينه تقترب من الجزيرة وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه. أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه: "لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ"
أحبائى:
إذا ساءت ظروفك فلا تخف، إن الله يعمل فى حياتك. وعندما يحترق كوخك أعلم أن الله قادم لإنقاذك.
"لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك.. بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة وبإحسان أبدى أرحمك قال وليكِ الرب" اش 54:7،

مهما حدث ستنقذنى



لا تضرب قلوبكم.. آتي ايضا وآخذكما لي , حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا (يو 14:1_3) 
لم يستغرق الزلزال الذي ضرب امريكا ,عام 1989 سوى اربع دقائق فقط . ولكنه ادى الي تدمير العديد من الابنية , واودى بحياة ما يقرب من الثلاثين الفا , فضلا عن الالاف الذين اصيبوا اصابات بالغة.
وبعد مرور هذه الدقائق المخيفة ,ركض احد الاباء الي مدرسة ابتدائية لكي ينقذ ابنه "ارمان" وعندما وصل ,وجد المبنى قد انهار. واذ تطلع الاب الي اكوام الحجارة والاتربة والكتل الخرسانية ,تذكر وعدا قدمه لابنه , انه مهما حدث فسوف يكون هو هناك بجانبه لمعونته وطمأنته . ودفعه هذا الوعد ان يقترب من مكان فصل ابنه , وبدأ يرفع الأنقاض في محاولة لأنقاذ ابنه.
وصل أباء آخرون يصرخون وينتحبون من أجل أولادهم ,وقالوا له ان الوقت متأخر ولا فائدة لأنهم جميعا اموات تحت الأنقاد . وحتى رجال الأنقاذ حاولوا ان يثنوه عن عزمه, وشجعوه على قبول الامر الواقع والاستسلام .
رفض الأب , واستمر يحفر . ومضت 8 ساعات , ثم 16 ساعة, ثم36 ساعة . تجرحت وتقرحت يداه ورجلاه , وعلاه الغبار والتراب ,وأنهكت قواه . ولكنه استمو ولم يبرح المكان . و أخيرا , وبعد 38ساعة من الأسى والمعاناة الرهيبة , رفع الأب حجرا كبيرا يؤدي الي فراغ كبير في الأنقاض , وأذ به يسمع صوت أبنه فناداه " ارمان .... ارمان " فأجابه الصوت : " هانذا يا أبي" وبصوت متهدج اختلطت فيه دموع الفرح بنبرة الأمتنان للأب المحب الذي جاء ليتمم وعده أضاف الولد هذه الكلمات الثمينة : " أبي .. أخيرا جئت .. لقد كنت انتظرك .. كنت متأكد انك ستأتي الي , ذلك لأنك وعدتني أنه مهما حدث لي فسوف تكون بجانبي .. لقد قلت لزملائي : طالما أنت حي , فسوف تنقذني , وعندما تنقذني سوف تنقذهم أيضا معي .. أبي اشكرك .. أحبك .. كم انا سعيد ان لي اب مثلك .. احبك يا ابي .. احبك 
أيها الأحباء .... ربما يتزلزل العالم , وتهتز الارض وتنهال الصخور , ويصبح كل ما حولنا ركاما وأنقاضا وحطاما , أدبيا وروحيا , اجتماعيا وماديا . ولكن الرب يسوع أعطانا هذا الوعد :" آتي أيضا وآخذكم الي " " لان الذي وعد هو أمين
عب 10: 23 وهو لا ينسى قط ما وعد به

2014-10-27

هل تملك هذا الزيت؟



كان الباب ضخما وثقيلًا.. ولكنهم يريدون أن يدخلوا!!
اجتهدوا أن يفتحوه بالقوة، ودفعوه بكل شده، حاولوا كسره.. محاولات عنيفة متعددة.. لكن الباب كان صلدًا للغاية، وانتهت محاولتهم بالفشل.. 
أخيرًا جاء رجل شيخ، كم كان حكيمًا.. 
صب قليلا من الزيت على مزاليجه، فانفتح بسهوله..
صديقي كثيرون يحاولون معالجة المشاكل بالشدة والعنف والقسوة والبتر، ولكن في الكثير من الأحيان تكون الحاجة إلى قليل من اللطف..
لا تنسى أن واحدًا من ثمار الروح هو اللطف، هكذا يقول الكتاب "وأما ثمر الروح فهو.. لطف" (غلا 5: 22).
ويقول لنا بولس الرسول "كونوا لطفاء" (اف 4:32).
آمن بأن الروح القدس سيثمر فيك لطفه وستكون لطيفًا.. وستتحرر من اندفاعات الغضب.

2014-10-25

أعطني قميصك


يحكى أن أميراً هندياً غنياً جداً كان يعيش حياة في الترف ومع ذلك لم يكن سعيداً فجمع حكماء إمارته وإستشارهم عن سر السعادة 
وبعد صمت وتفكير تجرأ شيخ منهم وقال: " يا صاحب السمو لا وجود للسعادة على وجه الأرض ومع ذلك إبحث عن رجل سعيد وإذا وجدته خذ منه قميصه والبسه فتصبح سعيداً 
ركب الأمير جواده وذهب يسأل الناس ليعرف من السعيد بينهم
البعض منهم تظاهر بالسعادة فقال أحدهم: " أنا سعيد ولكن على خلاف مع زوجتي وقال آخر: أنا مريض وآخر انا فقير تحت وطأة الكآبة توجه الأمير إلى الغابة عله يموه عن نفسه ولما دخلها سمع في البعيد صوتاً جميلاً يترنم بأغنية حلوة وكان كلما أقترب من الصوت تبين أنه يعبر عن سعادة عند صاحبه ولما وصل إليه رأى نفسه أمام صوفي متنسك زهد بكل شئ في الدنيا ووجد السعادة في حياة محررة
فقال له الأمير " هل أنت سعيد حقاً
أجابه بدون شك أنا سعيد جداً
فقال الأمير: " إذاً أعطني قميصك لأصبح سعيداً مثلك!
وبعد صمت طويل حدق فيه الزاهد بنظره الصافي العميق وابتسم وقال: قميصي؟ كم يسعدني أن أعطيك إياه! لكنني إستغنيت عنه منذ زمن بعيد! ولذا أنا سعيداً ! 
على أمل أن يفهم الأمير أن السعادة لا يشتريها المال وأننا نجدها في قلب زهد بأمور الدنيا؟ ولهذا إذهب وبع كل ما تملك لأن الكنز الحقيقي هو أعمالك الصالحة التي سترافقك عند مماتك لا الكنوز الأرضية

سر الأعتراف


ذهب العامل يوسف من جزيرة( شارونة ) إلى الكاهن واعترف بخطاياه يوم السبت وفى اليوم التالى حاول التناول ولكنه شعر بقوة تخرج منه تمنعه وبعد عدة أيام ظهر له القديس أبو مقار ووبخه قائلاً: (لماذا أخفيت أخر خطاياك ألا تعلم أن هناك ملاكين يجلسان عن يمين ويسار الكاهن يرفعان توبتك إلى الله , فأن أعترفت بكل خطاياك تنال غفراناً كاملاً وإن أخفيت شيئاً تصير الملائكة فى حزن عليك) ودعاه للذهاب إلى أبونا ليكمل أعترافه .
أهمل يوسف هذا الكلام خوفاً من فضح خطيته وفى الأسبوع التالى حاول التناول , ولكن فى ليلة التناول ظهر له أبو مقار وقال له ( هل تريد أن تضيف إلى خطية عدم الأعتراف بكل خطاياك خطية التناول بدون أستحقاق ؟) فتأثر يوسف وفى الأسبوع الثالث ذهب إلى أبونا وأعترف بخطيته ثم تناول بعد ذلك من الأسرار المقدسة , وكان فى فرح عظيم خاصة أنه رأى فى حلم بعد ذلك شخصاً منيراً جداً يلبس صدرة عليها صلبان ويمسك قضيب الملك وقال له : لقد قبلت توبتك , فأستمر فى الأعتراف بكل خطاياك طوال عمرك حتى تأتى إلى السماء ) ثم رشمه بالزيت فقام يوسف من نومه فرحاً إذ رأى السيد المسيح واهتم بعد ذلك بالمداومة على سر الأعتراف .
+ إن أحضان الله مفتوحة مهما كانت خطاياك كثيرة أو كبيرة , فانتهز الفرصة لتتخلص منها فى سر الاعتراف ولا تعطل بسبب خجلك أو الناقشات الباطلة التى تحرمك من بركات هذا السر الذى لا يمكن أن تخلص بدونه .
+ أن أباك يحبك وسيمسح عنك كل خطاياك ويساعدك على رفض الخطية والتغلب عليها . إنك باعترافك تفضح الشيطان وليس نفسك , فلا تؤجل توبتك .

عيد ميلاد فى كوريا


كانت عشية عيد ميلاد قارسة البرودة عام 1952 فى كوريا. وكانت هناك أمٌّ حامل صغيرة السن، تُدعى باك يوون، قُتِل زوجها في الحرب الكورية في الخمسينيات من القرن الماضي، ولم يكن لديها أحدٌ آخر تتَّجه إليه، فراحت تعرج فوق الجليد متجهة إلى منزل صديقة مسيحية طيبة اسمها مس واطسن، حيث كانت تعلم أنها ستجد المعونة. وقد تجمَّدت دموع الحزن على وجنتيها، إذ وجدت نفسها وحيدة وحزينة.
وكان هناك فى الطريق بالقرب من منزل صديقتها الطيبة قناة عميقة يربط ضفتيها جسر، وبينما باك يوون تتعثر قدماها متجهة إلى منزل السيدة الطيبة، فاجأتها آلام المخاض بشدة. فوقعت وأدركت أنه لن يمكنها مواصلة طريقها مرة أخرى، فزحفت حتى نهاية الجسر. وهناك ولدت بمفردها وهي وحيدة، وكان طفلها الذي ولدته ذكراً.
لم يكن لدى باك يوون أى شيء غير ملابسها الثقيلة المبطَّنة التى ترتديها. فأخذت تخلعها قطعة بعد الأخرى وتلفها حول المولود، الذي كان لا يزال مرتبطا بها بواسطة حبل السُّرَّة. وبعد ذلك داهمها الإعياء فرقدت ساكنة على الجليد بجوار ابنها الوليد.
فى صباح اليوم التالى، كانت مس واطسون، السيدة المسيحية الطيبة التي لها مدة طويلة فى كوريا، تقود سيارتها عَبْرَ ذلك الجسر ومعها سلة ممتلئة بالأطعمة كهدية عيد الميلاد لإحدى العائلات  المحتاجة. وفى طريق عودتها للمنزل، ولدى اقترابها من الجسر، إذ بالسيارة تقف وذلك بسبب نفاد البنزين.
خرجت مس واطسون من السيارة وبدأت تعبر الجسر سائرة على قدميها، وإذ بها تسمع صوت صراخ طفل ضعيف. توقفت للحظة لتتأكد من ذلك الصوت، وإذ بها تسمع الصرخة الخافتة مرة أخرى وكأنها صادرة من تحت الجسر! زحفت مس واطسن تحت الجسر لتبحث عن مصدر الصوت، وهناك وجدت ولداً صغيراً مُقمَّطاً، كان جسمه دافئاً ولكنه جائع، ووجدت أُم ذلك الطفل متجمدة حتى الموت. وبعد أن قطعت حبل السُّرَّة، أخذت الطفل معها للمنزل. وبعد أن اعتنت به عادت ومعها بعض المعاونين، حيث حملوا جثمان الأُم باك يوون إلى قرب المكان الذي كانت تعيش فيه، حيث دفنوها.
أطلقت مس واطسون على المولود اسم ”سو بارك“، وتبنَّته. كان قوياً وبصحة جيدة، وهكذا نما وسط الكثير من الأطفال اليتامى الآخرين الذين كانت مس واطسون ترعاهم، ولكن سو بارك كان ذا منزلة خاصة لديها.
وكثيراً ما كانت تقول له: ”والدتك أحبتك حبّاً عظيماً يا سو بارك، وقد برهنت على حبها العظيم لك بأنها ماتت متجمِّدة لأنها خلعت ثيابها لتلفك بها“. لم يملَّ هذا الصبي أبداً من سماع هذا الكلام مراراً وتكراراً عن أمه التي أحبته بهذا المقدار حتى حفظته من الموت للحياة.
وفى يوم عيد الميلاد الموافق لعيد الميلاد الثانى عشر لسو بارك ، كان الثلج يتساقط. وبعد أن احتفل الأطفال بعيد ميلاد سو بارك، ذهب فجلس بجوار مس واطسون وقال لها متسائلاً: ”هل تعتقدين أن الله سمح أن سيارتك تفرغ من البنزين ذلك اليوم حتى يمكنك أن تجديني“؟
فأجابته قائلة: ”بالتأكيد هو فعل هذا، لأنه لو لم تتعطل السيارة يومها ما كنتُ قد وجدتك. ولكننى مسرورة جداً أنها توقفت يومها. فأنا أحبك كثيراً كما أننى فخورة جداً بك يا سو بارك“. ثم أحاطته بذراعيها.
أسند سو بارك رأسه عليها وقال: ”ماما واطسون ، هل تسمحين وتأخذينني إلى مقبرة والدتي؟  فأنا أريد أن أشكر الله من أجلها، وأشكرها أيضا لأنها وهبتني الحياة“.
فقالت له: ”نعم، ولكن ارتدِ معطفك الثقيل، فالجو شديد البرودة“.
وبجوار المقبرة، طلب سو بارك من ماما واطسون أن تتركه وحده وتنتظره بعيداً. فمشت بعيداً وانتظرت. وإذا بماما واطسون تملأها الدهشة وهى تراقب الغلام من بعيد وقد بدأ يخلع ملابسه الدافئة قطعة بعد الأخرى. ظنَّت أنه بالتأكيد لن يخلع كل الملابس! لأنه حتماً سيجمد. ولكن الغلام نزع عن نفسه كل شئ، ووضع جميع الملابس على قبر والدته، ثم ركع عارياً على الجليد وهو يرتجف بشدة من البرد. انتظرت مس واطسن دقيقة ثم دقيقتين. ثم بعد ذلك تقدمت ووضعت يدها على كتف الصبي.
نظر سو بارك إلى مس واطسن، ثم انحنى نحو القبر، وفى حزن عميق صرخ الغلام من أجل والدته التي لم يعرفها على الإطلاق: ”هل بردتي هكذا، بل وأكثر من هذا من أجلي يا أُمي“؟ ثم بكى بمرارة، لأنه عرف بالطبع أنها عانت أكثر من ذلك لكي يحيا هو ولا يموت.
+ «فإن المسيح أيضاً تألم مرةً واحدة من أجل الخطايا، البارُّ من أجل الأَثَمَة، لكي يُقرِّبنا إلى الله، مُماتاً في الجسد ولكن مُحْيىً في الروح» (1بط 3: 18).
+ «فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غنيٌّ، لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كو 8: 9).
+ «ليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً. الذي إذ كان في صورة الله، لم يَحْسِب خُلْسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شِبه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب» (في 2: 5-8).
+ «الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعدُ خطاة، مات المسيح لأجلنا» (رو 5: 8).

من يعيق تقدمكم


في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيسي لمكان العمل كتب عليها: "لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة! ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك"
في البداية حزن جميع الموظفون لوفاة أحد زملائهم في العمل لكن بعد لحظات تملك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم
 بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة الكفن وتولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن وكلما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روح لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن وبجانبها لافتة صغيرة تقول "هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك في هذا العالم وهو أنت حياتك لا تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو زوجتك أو شركتك أو مكان عملك أو حالتك المادية. 
حياتك تتغير عندما تتغير أنت وتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك راقب شخصيتك وقدراتك ولا تخف من الصعوبات والخسائر والأشياء التي تراها مستحيلة كن رابحاً دائماً!
ولتكن ذو إرادة حديد

قصة معلمة


هى قصة ليست بالطويله لكنها جميله وبها من العبر الكثير
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب
أما معله في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك
(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية)
إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون. يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، وأن تسبر غور ما ترى، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر، والأحاسيس، والأهواء، والأفكار. أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات
هل يوجد أمثال هذه المعلمه الآن

بائعة المناديل الورقية


كانت هذه الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الست سنوات بائعة المناديل الورقية
تسير حاملة بضاعتها على ذراعها الصغير فمرت على سيدة تبكي توقفت أمامها لحظة تتأملها فرفعت السيدة بصرها للفتاة والدموع تغرق وجهها فما كان من هذه الطفلة إلا أن أعطت للسيدة مناديل من بضاعتها ومعها ابتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراءة وانصرفت عنها حتى قبل أن تتمكن السيدة من إعطائها ثمن علبة المناديل وبعد خطوات استدارت الصغيرة ملوحة للسيدة بيدها الصغيرة ومازالت ابتسامتها الرائعة تتجلى على محياها .
** عادت السيدة الباكية إلى إطراقها ثم أخرجت هاتفها الجوال وأرسلت رسالة ((( آسفة ... حقك علي!!! ))) *** وصلت هذه الرسالة إلى زوجها الجالس في المطعم مهموم حزين !!! فلما قرأها ابتسم وما كان منه إلا أنه أعطى ( الجرسون ) 50 جنيهاً مع أن حساب فاتورته 5 جنيهات فقط !!! ***عندها فرح هذا العامل البسيط بهذا الرزق الذي لم يكن ينتظره
فخرج من المطعم ذهب إلى سيدة فقيرة تفترش ناصية الشارع تبيع حلوى فاشترى منها بجنيه وترك لها 20جنيه صدقة وانصرف عنها سعيداً مبتسماً !!!
*** تجمدت نظرات العجوز على الجنيهات فقامت بوجه مشرق وقلب يرقص فرحاً ولملمت فرشتها وبضاعتها المتواضعة وذهبت للجزار تشتري منه قطعاً من اللحم ورجعت إلى بيتها لكي تطبخ طعاماً شهياً وتنتظر عودة حفيدتها وكل ما لها من الدنيا جهزت الطعام وعلى وجهها نفس الابتسامة التي كانت السبب في أنها ستتناول ( لحم ) لحظات وانفتح الباب ودخل البيت الصغيرة بائعة المناديل متهللة الوجه وابتسامة رائعة تنير وجهها الجميل الطفولي البريء !!!

اسهروا وصلوا


الأية ' لذلك اسهروا متذكرين إنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراًَ لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل أحد' 
أع 31:20
فى عام 1981 أثناء الصوم الكبير علم أرميا كاهن كنيسة السيدة العذراء بإحدى القرى الصغيرة ,التى معظم شعبها من المسيحين ,أن ثلاث من أبناء الكنيسة عزموا على ترك المسيح ولم تفلح محاولات إقناعهم ,فرفع أبونا صلوات أمام الله متشفعاً بالسيدة العذراء وتوالت القداسات والتماجيد للعذراء ولكن الثلاثة كانوا مصرين على ترك المسيح.
وفى قداس يوم الأحد بينما كان يعظ الشعب أنفجر الكاهن ببكاء شديد على أولاده المصرين على ترك المسيح وفى حرارة الصلوات وانسكاب الكاهن فى الدموع لاحظ الحاضرون فى الكنيسة أن أعمدتها تسيل منها قطرات من الماء وكأنها دموع تشارك الكاهن بكاءه , فتأثر الحاضرون وارتفعت صلواتهم بالبكاء أمام الله , ولما علم هؤلاء الثلاثة نخست قلوبهم وعادوا إلى الكنيسة معترفين بخطاياهم .
+ أذا رأيت أنساناً يبتعد عن الله ,فقدم صلوات من قلبك حتى تتحرك مشاعره ويرجع بالتوبة , وإن تمادى فى أخطاءه ورفضه لله لا تنزعج بل ثابر فى صلواتك مستعيناً بشفاعة القديسين القادرة أن تهز كل أركان الشر وتلين القلوب مهما كانت قاسية .
+ قدم محبتك للبعيدين واستمر فيها مسنودة بالصلاة والصوم , وأعلم أن دموعك المنسكبة أمام الله غالية جداً وإيمانك الظاهر فى لجاجتك يفيض عليك مراحم الله فتنمو علاقتك معه وتختبره فى حياتك بل وتستطيع صلاتك المنسحقة أن تهز حتى الجبال .
+ إن أقوى الصلوات هى التى تقدم فى ساعة الضيق وثق أن الله لا يسمح بضيقة فوق الطاقة ولابد أن يتدخل ولو فى أخر لحظة ليخلص أولاده فلا تضيع صلواتك هباء .
+ لا تنس فى صلواتك اليومية أن تذكر البعيدين وكل من فى ضيقة وكذلك الذين طلبوا منك الصلاة لأجلهم , فيرحمك الله ويرحمهم ويباركك ويباركهم .

بركة ربنا


(((عم بشارة ))) كان مشهوراً بالكرم وفى أحد الأيام لاحظ وجود بعض الشباب المستهتر قريباً من بيته فدعاهم بمحبته ليأكلوا عنده .
قال الشباب لبعضهم البعض (( ماذا سيعطينا لنأكل )) وقال للبعض الاّخر ((إن كان مشهوراً بالكرم فلندخل ولنأكل ما يقدمه لنا ثم نطلب ثانية وثالثة حتى يفرغ ما عنده ونحرجه)).
استمر (((عم بشارة))) يرحب بهم ويدعوهم إلى الطعام , فدخلوا وأحضر لهم جبناً وعيش فأندفع الشباب يلتهمون الطعام بسرعة , ولكن الطعام لم ينتهى , فنظروا إلى بعضهم البعض ليسرعوا إلى أنهائه واستمروا يأكلون ويأكلون حتى أمتلأت بطونهم تماماً وكانوا ينظرون إلى(((عم بشارة))) ليطلبوا منه طعاماً أخر ولكن الطعام لم يفرغ .
نظر بعضهم إلى بعض بأندهاش ثم إلى (((عم بشارة))) بخجل وقال واحد منهم له سأعترف لك بما قصدناه , لقد قلنا فى أنفسنا أننا سنأكل ونطلب منك طعاماً ثم طعاماً حتى ننهى ما فى البيت ونحرجك ولكن كيف لم يفرغ الطعام ؟ فأجاب (((عم بشارة))) بهدوء (( قلت يا رب بارك فى الطعام )) فباركه ولم يفرغ.
+ لا تتضايق أن أرتفعت الأسعار وشعرت أن ما معك من مال قليل لأن بركة الله لأولاده عظيمة جداً وهى نعمة تفوق كل المقاييس العقلية . اّمن فقط وارفع قلبك بالصلاة , فترى عجباً وتشعر بسلام لا يعبر عنه .
+ إن أزعاجك البعض بقلقهم وهمهم وتشاؤمهم فلا تضطرب لأن معك قوة تغطيك وتحميك وهى بركة الله التى تحفظك فى كل مكان وتبارك القليل الذى عندك وتسد أحتياجك بل تعطيك أكثر جداً مما تطلب أو تفتكر .



الرب بعيد عن الأشرار و يسمع صلاة الصديقين أم 29:15

لا اريد ان يري ابني الصليب



رجل عظيم فى مركزه الاجتماعى ... متكبرا وبالرغم من انه من عائلة مسيحية كبيرة الا انه كان ينظر الى الصليب على انه اهانة وضعف وكان يخجل من ذكر كلمة الصليب وحين اقترب ميعاد زوجته لتلد ، ادخلها المستشفى وكانت من المستشفيات المسيحية الممتازة وفى الدرجة الممتازة وبعد ان اطمان على راحة زوجته ونظافة المكان لاحظ شيئا لم يعجبه وكان هذا الشئ هو الصليب معلقا على الحائط فغضب وطلب ان ينزع الصليب من على الحائط لانه لا يريد ان يكون الصليب اول من يراه ابنه فى حياته وطلب ذلك من مدير المستشفى لكن مدير المستشفى رفض لانه يؤمن بقوة الصليب وقال لهذا الرجل انه عنده اختيارين ... الاول ان ياخذ زوجته لمستشفى اخر والثانى ان يترك الصليب فى الغرفة

فثار الرجل مرة اخرى ولكن الرجال المحيطين به حاولوا تهدئته واقنعوه بان يترك الصليب لان الطفل يولد صغيرا ولا يميز الاشياء
فقبل الرجل بمرارة ولكن فى داخله تمنى الا يرى ابنه الصليب ومرت الايام وحان موعد الولادة وولدت زوجته طفلا ذكرا جميلا وخرجت الممرضة تبشره بفرح ... فاعطاها هدية مالية لهذه البشرى ولكن الممرضة قالت له : عاوزه اقولك حاجة تانية تفرحك ... فسالها .. ايه هى ؟ فقالت له ربنا استجاب لطلبك وابنك مشفش الصليب زى ما انت عاوز ... ابنك مولود اعمى.........
فحزن الرجل جدا وشعر وقتها فقط بمعنى احتقاره للصليب وقوته وندم على ما قاله وآمن وقتها بان الصليب قوة

وانت صورة الصليب في حياتك شكلها اية هل هي صورة ضعف وأهانة ولا عزة وكرامة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

2014-10-23

الصبر


كانت هناك فتاة جميلة، اعتادت الخروج إلى بحيرة صغيرة جداً، وتتأمل انعكاس صورتها على ماء البحيرة لشدة سكونه. وذات يوم أخذت أخاها الصغير معها، وبينما هي تتأمل وتصفف شعرها على مياه البحيرة، أخذ أخوها حجراً وألقاه في البحيرة، فتموج ماؤها، واضطربت صورة الفتاة.
فغضبت بشدة وبدأت تحاول جاهدة أن توقف تموّج مياه البحيرة، وظلت تتحرك هنا وهنا لتوقف تموجات الماء ولم تستطع. ومرّ شيخ كبير، ورأى حالها فسألها: ما المشكلة؟
فحكت له القصة، فقال لها: سأخبرك بالحل الوحيد الذي سيوقف تموجات الماء ولكنه صعب جداً. فقالت: سأفعله مهما كلفني الثمن، فقال لها: " دعي البحيرة حتى تهدأ " .
إخوتي: بعض الأمور والمشاكل عندما نحاول حلها، نزيدها سوءاً حتى ولو كانت نوايانا سليمة.
لذلك علينا أن نصبر، وندعها للزمن فهو كفيل بحلها. وقل لنفسك: "دع البحيرة حتى تسكن".

2014-10-22

سبتني ليه يا رب


اعتادت طفله وحيده لأبويها ... في عمر الخامسه من حياتها ... علي تقبيل والديها قبل ان تذهب إلي نومها  وذات ليله كانت هذه الليله مختلفه حيث علي الرغم من وجود والدي الطفله بجوارها  كانت تبكي بشده ... فسألوها عن سبب البكاء !! 
كانت لا تجيب عليهم وحين تجيب تقول لا أدري سبب حزني ! وذهبت الطفله إلي فراش نومها ولم تقبل والديها ... فذهبت والدتها اليها لكي تسألها هل تريد شئ 
أجابت الطفله انا لا اريد فقبلتها والدتها وتركتها ... وفي صباح اليوم التالي استيقظت الطفله علي صوت صراخ ... وبكاء ... يهز ارجاء المنزل الا وهو صوت الاسره حزنا علي فقدان الوالد فحزنت الطفله حزنا شديدا علي والدها ....... ولكن كانت والدتها بجوارها دائما تخفف عنها ... فأستطاعت الطفله شئ ما ان تتخطي هذا الحزن ...... بعد مرور سنتين ...أراد الله ان يجرب الأم ... فأصابها بمرض مزمن ... فأشتد سؤ حاله الأم إلي ان استرد الله وديعته ... وانتقلت الأم... فأصبحت الطفله بدون أب ... وبدون أم طفله.... سبع سنوات .... وحيده .... حزينه .... هل تستطيع هذه الطفله ان تعيش بمفردها في منزل واسع كله ذكريات مؤلمه لفقدانها والديها ؟!كان لهذه الطفله خال ... فتظاهر الخال بحنيه قلبه فأخذ الطفله ليربيها مع أولاده ... واستمرت الطفله معه بضعه شهور .... ولكن زوجته لم تكن راضيه عن هذا الوضع .. فأخذت تضايق هذه الطفله بأساليب لا تطاق .... فكانت الطفله تبكي وحدها علي فراش نومها ... وتعاتب الله ... لماذا أنا ؟... بابا مات ........ قالو ماما هتبقي بابا وماما .... تقوم انت تاخد ماما كمان ... سايبني ليه ؟! علشان مرات خالي تضايقني ؟! وتقولي أمسحي ونضفي؟! .... يارب .... لوبتحبني وديني لبابا وماما ... أرجوك يارب .... فقرر خال الطفله أن يضعها في دار ايتام ... وكان الدار ليس بالوضع الذي كانت تعيش به الطفله مع اسرتها سابقا .... ولكن تحملت الطفله كل هذا... وذات يوم قرر الدار أن يقوم برحله إلي حديقه الحيوان ... فكانت هذه الطفله ضمن الرحله .... وأثناء الزياره ضلت الطفله من فريق المسئولين عن الرحله.... ولا تدري كيف تعود اليهم ... ولسؤ الحظ استطاعت الطفله ان تخرج خارج الباب .... والان هي في الشارع .... 
طفله عمرها سبع سنوات وبضعه اشهر ... تائهه ... المكان غير المكان ... لا تدري ماذا تفعل .... من شده الصدمات المتتاليه فقدت الطفله القدره علي التحدث ... وجدها شخص حاول ان يعرف من هي ... من اين أتت ... من والدها ... من والدتها ... لم تستطيع التحدث ... لكنها كانت ترد فقط بدموع عينها ... سلمها هذا الشخص إلي قسم الشرطه ... و ... (( دار الايتام لخوفه من المسئوليه القانونيه لم يقدم بلاغ رسمي بفقدان الطفله وظل يبحث عنها بنفسه )) عند وصول الطفله إلي قسم الشرطه حاول البيه الضابط أن يستجوب الطفله ... فلا تستطيع أن تجاوب سوي بالبكاء ... فأعتقد الضابط العبقري ان هذه الطفله من زوي الأحتياجات الخاصه ... فقرر تسليمها إلي مستشفي الامراض العصبيه والنفسيه... وعند ذهاب الطفله الي هناك ازدادت حالتها سؤ ... اكثر فأكثر والخال -الودو- لم يسأل عليها حتي ولو لمره واحده ( صحيح الخال والد ) ولكن وصل إلي الخال إخطار من هيئه التأمينات العامه يوضح ان الطفله قد ورثت عن والدها مبلغ ثلاثه مليون جنيه ... ففكر الخال وزوجته في أن يستردوا الطفله من دار الايتام حتي ينوبهم من الحب جانب - كما يقال - ولكن فوجئ الخال بفقدان الطفله من دار الايتام ... وحينما عرض الخال أمر الميراث علي الدار فتحركت الإداره بسرعه لانها تدري انها في حاله حضانه طفله ولها ميراث ... سيكون للدار نصيب في هذا الميراث .... فقدم الدار بلاغ بفقدان الطفله .... وعرفوا أن الطفله في مستشفي الامراض العصبيه والنفسيه ... فذهب الخال من جهه ... وإداره دار الايتام من جهه اخري كلا بحثا عن - الطفله ولكن عندما وصلوا إلي المستشفي ... قالت إداره المستشفي ان الطفله عند وصولها إلينا لم تكن لديها القدره علي التحدث ... وذلك لتعرضها لصدمه عصبيه أقوي من تحملها ... وايضا قالت الاداره ان الطفله قد توفت .... بعد وصولها إلي المستشفي بثلاثه ايام ... وهذه هي شهاده الوفاه بدون أسم لعدم قدرتنا علي الاستدلال عن أسمها .... ياااااااه ... تأخرت ايها الخال الكريم في السؤال عن ابنه اختك ... عذبتها في حياتها ... وتسببت في وفاتها ..... تم اتمام الأجرائات في المستشفي .... تقبل الله طلب الطفله الصغيره .. وهي الان مع والديها ..ولكن الخال لا يزال يحلم بالملايين ....فذهب إلي المحامي ليقول له أنه هو الوارث الوحيد .. ولكن صدمه المحامي عندما عرفه أن والد الطفله ترك وصيه بأن يسلم الميراث في حاله وفاه الطفله إلي صندوق دير .فتأمل الخال في حاله بنظره تسودها خيبه الأمل والحزن الشديد....تسببت في موت أبنه أختي - أبنتي - ماتت الطفله ... ولولا الميراث ... ما كان أحد يدري بموتها ولا كانت المستشفي تعرف الأسم الواجب كتابته في شهاده وفاتها .بماذا يفيدك الندم ايها الخال ؟؟؟
لقد ندمت في وقت لا يفيدك ندمك فيه بشئ لقد تنبهت بعد فوات الأوان
يا رب مش عايز اقول انا كمان سبتني ليه عارف انك في كل الاوقات كنت معاياه
بس ها اقولك ادخل سريعا 

هــب لــى يا رب أن أدرك ما بيــن يــدى


أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في 4 : 13)

في حديث مع الشابات بكنيسة ما تحدث أبونا عن ذكريات بعيدة لحدث تم بالكنيسة فقال: 
منذ سنوات طويلة كنا نجد صعوبة شديدة في نقل أطفال مدارس التربية الكنسية من منازلهم إلى الكنيسة، إذ نادرًا ما نجد أحد الخدام يملك سيارة. وكانت إحدى الشابات محبة للَّه جدًا، تكلفت بالمساهمة في هذه الخدمة الأسبوعية. 
كان والدها لا علاقة له باللَّه. وفي أحد الأيام وجد ابنته تستعد للخروج في وقت الظهيرة فسألها عن السبب. مع معرفتها بأفكار أبيها وهجومه على كل ما يمس الدين، قالت له بكل صراحة: "أنا سأذهب لإحضار الأطفال إلى مدرسة التربية الكنسية".
ثار الأب جدًا وبدأ يسب ويلعن ثم أمسك بالصور الدينية ومزّقها، وألقى بالكتاب المقدس على الأرض، وقال لها: "لن تخرجي من المنزل".
اتصلت الفتاة بالكاهن وأخبرته بما حدث، فأجابها: "إن كنتِ تودّين أن تحضري الأطفال إلى الكنيسة ليتعرفوا على اللََّه فبالأولى اخدمي والدك. فبدلاً من الغضب إغلقي على نفسك باب حجرتك وكرّسي صلواتك ومطانياتك هذا الأسبوع لخلاص أبيك".
إمتلأ قلب الفتاة سلامًا وقررت تنفيذ ما سمعته من الكاهن. أغلقت باب حجرتها وبدأت تصلي من أجل والدها وكانت تصنع مطانيات من أجله.
كان والداها يتوقعان ثورة ابنتهما وكآبة وجهها، لكن على العكس لاحظا ابتسامتها وسلامها الداخلي ورقتها في التعامل معهما.
في ليلة اليوم السابع، بينما كانت الفتاة في حجرتها تصلي لأجل والدها، إذا بها تجد والدها يقرع على الباب، ففتحت له وإذ به يحتضنها وهو يبكي قائلاُ: "سامحيني يا بنتي!"
دُهشت الفتاة جدًا، وتجاوبت معه بروح الحب وهي صامتة.
قال لها والدها: "الليلة وأنا نائم رأيت نفسي في حُلم وكأني في أتون نار جهنم. كنت أصرخ من شدة النار. فجأة تطلعت فرأيتُكِ من بعيد تقفين وبجوارك ملاك. في لحظات أسرع الملاك نحوي، وناداني فخرجت من النار. قال لي: تعال، فإنك قد خرجت من هذه النار بصلوات ابنتك التي أرسلَتني إليك. والآن يا ابنتي لن أمنعك من أية ممارسة للعبادة أو الخدمة".
هكذا غيّرت صلوات الفتاة حياة أبيها ومستقبله الأبدي. عِوض التذمر آمنت بالسلطان الذي بين يديها، تصلي فتستجيب السماء، وتهبها أكثر مما تسأل وفوق ما تطلب.
V V V
هب لي يا رب أن أُدرك ما بين يدي.
أحملك في داخلي يا خالق السماء والأرض.
بك أستطيع كل شيء.
بك أترجى خلاص العالم كله!
فلماذا تضطرب نفسي؟

إبــحــث عـن مصـدر الميـــاه داخلـك


وقف الابن في تعجب وشعور بعجز امام هذه الارض التي ورثها عن ابوه 
كانت هذه الارض مزرعه كبيره ومحاطه بالاسوار وموقعها متميز 
ولكن كانت ارضها كلما زرع فيها نباتات او اشجار او فاكهه كانت تضمر وتموت 
فحزن وتعب من التفكير وفكر بجد ان يبيعها 
فوجده رجل عجوز حكيم مختبر الايام ولما سأله عن سبب حزنه
قال الابن الارض متميزه عن غيرها في الموقع والمساحه ولكن كلما اردت الزراعه اجدها تخزلني
فقال له الشيخ 
وما حال مياه الساقيه
فسكت الابن وكانه فوجيء بالسؤال وقال لم افكر في ذلك من قبل 
فراح الابن لمصدر المياه فوجد المياه مخلوطه بمياه الصرف الصحي 
فهي تدمر الارض والمحاصيل
انت وانا ارض جيده مدينه متميزه لاننا مسيحيون 
ولكن دائما لا نشعر بالشبع (لاننا زرعنا قمح ولم ينمو) 
دائما نشعر بأننا لانثمر (لاننا زرعنا اشجار فاكهه ولم تنمو)
دائما يتهمنا الناس او نحن انفسنا اننا معدومي الفضيله( لاننا زرعنا ازهار وورود ولم تنبت)
والان
ابحث عن مصدر المياه الداخل الي حياتك 
هل ملوث بمياه العالم هل مخلوط بمشاعر شريره 
هل مياه تعاليم المسيح النقيه تدخل اليك دون عثرات
اعرف مصدر المياه الذي يروي ارضك 
حينئذ تجني من ارضك قمح فتشعر بالشبع 
واشجار ذات ثمار يقطفها كل من سمعك او جلس معك 
وازهار ورائحه الفضائل تنبعث منك دون ان تتكلم
وان كنت لا تروي ارضك فهلم الان افتح كتاب الحياه واستقي منه 
ان كنت تشعر بالجوع اقترب الي كلمته 
ان كنت تشعر ان لاقيمه وهدف لحياتك استقي ماء واشبع
انه منتظرنا فهلموا اليه
(انا هو الماء الحي)

2014-10-19

العالم يخدعنا بحيله


تحكي قصة عن حفلة عيد ميلاد حدثت منذ عدة أعوام حيث تجمع الأولاد ليأخذوا هدية من سانتا كلوز .
كان وسط الجماعة ولد أطول ستة بوصات عن الآخرين، وكان هذا الولد هو الولد الأبله في القرية ، وكان جالسا" وفمه مفتوح وعيناه تحدقان ، وهو ينتظر بشغف متى ينادى على اسمه لينال هديته .
وزعت الهدايا الواحدة تلو الأخرى حتى كادت الهدايا تفرغ .بدأ الولد الأبله يشعر بإثباط الهمة وكاد أن ينخرط في البكاء .
وفي تلك اللحظة بالذات ، والتي كان فيها سانتا كلوز مختبأ خلف شجر الميلاد، إذ به يظهر ويجذب علبة هدايا كبيرة وينادى باسم الولد ، امتلأ وجه الولد بالفرح وهو يأخذ الهدية ، وفك الرباط للتووفتح العلبة .
يا للمفاجأة ، امتلأ وجه الولد بنظرة ممتلئة بالحزن واليأس التام بدل الفرحة التي كانت تغمره ، كان شخص ما قد قرر أن يسخر من الولد فقد كانت العلبة فارغة ، دفع الصبي العلبة بغضب وخرج وهو مستاء من الحفلة والدموع تسيل من عينيه . من لا يرتاع من مثل هذا العمل المؤذى ؟
العالم يلعب معنا كل يوم نفس الخدعة عندما يضع أمامنا كل الوعود ، ولكنه لا يعطينا شيء .
أن نضع كل رجائنا وكل إيماننا في شخص أو أى شىء غير يسوع هذا معناه نداء لليأس .
هو وحده الذي يعطى الفرح والحياة الأفضل
كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد ، بل الماء الذي أعطيه أنا يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية (يوحنا 4 :13-14)

لقد كان ابى عظيما


أغلب الشباب يحبون السيارات.. أقصد يحبون قيادتها ، وقيادتها بسرعة على وجه الخصوص، والذين لا يحبون قيادتها - ربما بسبب الخوف- يكتفون بمتابعة أخبارها وأسواقها وأسعارها
كنت أحلم منذ كنت فى المرحلة الإعدادية بأن تكون لدىّ سيارة " بى إم " أو " جولف " وكنت أسرح بخيالى كثيرا فأجد نفسى داخل واحدة منها وقد إعتنيت جيدا بها وزودتها بالكماليات ، لا سيما سماعتين ستيريو من الخلف ، وفى ال " سى دى كاسيت " أدير شرائط الموسيقى الغربية وأرفع الصوت عاليا واصحب معى بعض من أصدقائي ، ننطلق بها مسرعين فى شوارع مصر الجديدة فى حالة من الرومانسية أميل ذات اليمين وذات الشمال مع عجلة القيادة
حقيقى أن الأمر تغـّير الآن فقد أصبحت فى الجامعة ولدى سيارة بالفعل ولكنها متواضعة وتؤدى الغرض وأحافظ عليها كثيرا
ولكن تلك الأحاسيس سيطرت عليّ فى ذلك السن الصغير ، فكلما أبصرت سيارة تمرق على الطريق وأعجبتنى ، تخيلت ذاتى فى الحال مالكها ، وكنت حريصا على متابعة المجلات التى تصدر فى هذا الإطار وكذلك ملاحق الجرائد المخصصة لأسواق السيارات ، ولم أنسى أن أزين جدران حجرتى بصور بعض السيارات الفارهة
كنت فى السادسة عشرة من عمرى ، حين حدث ذلك ، فقد كان يمتلك أبى سيارة " فيات " ولم يكن هو ينظر إليها باعتبارها ترفيها أو ركنا رئيسيا يكتمل به الشكل الإجتماعى ، وإنما لإنجاز أعماله، ومن ثم فقد كان كثيرا ما يئن منها ويضجر بسبب متاعب المرور أو أعطالها أو الإرهاق الناتج عن قيادتها ، وكنت أنا أتعجب كثيرا عندما أسمعه يردد أمام أمى مثل هذا الكلام ، فأستنكر كيف يضيق إنسان بسيارة يمتلكها
وكان أبى كريما معى ينتهز كل فرصة ليغدق عليّ هداياه ، وعندما تفوقت فى إمتحانات الشهادة الإعدادية قبل ذلك التاريخ بعام ، سألنى بحنو عن الهدية التى أرغب فيها، فقلت بهدوء مفاجئا إياه : أريد سيارة
وضحك هو كثيرا واعتبر الامر مجرد دعابة أو نادرة ! فأجاب متهكما : فماذا عساى أن أحضر لك متى تخرجت فى الكلية ؟ ! ... وحاولت من جانبى أن أبدو جادا فى طلبى ، ولكنه أصر على التعامل مع هذا الطلب باستخفاف ، ولما رحت ألاجج معه ، حسم الأمر قائلا : سنناقش هذا الأمر فيما بعد
ولكنه فى اليوم التالى لاحظ أننى لست سعيدا ، وكان يعرف ذلك بمجرد نظره إلىّ ، وعلى العشاء بادرنى بالسؤال عما يكـّدر صفوى فأجبته : لاشئ
هو : بل تبدو غير سعيد
أنا : أنت تعرف
هو : كلا فعرفنى
أنا : السيارة
فدهش لكونى مازلت أجتر فى هذا الأمر منذ الأمس وقال لى : إن السيارة لن تصنع منك رجلا ، وكذلك السيجارة ، ومثلها الملابس التى يرتديها الانسان . كما أنك لست فى احتياج حقيقى لها فى هذه السن ، والأفضل أن تمتلك سيارة عندما تتخرج وتعمل حيث تحتاج عندئذ إلى توفير الوقت والجهد ، كما أن السن الصغير يمثل خطورة بالنسبة لقيادة السيارات ، لا سيما داخل القاهرة التى يقطنها 14 مليونا ( فى ذلك الوقت ) وتمرح فى شوارعها مئات الآلآف من السيارات
أنا : ولكن بعضا من أصدقائى لديهم سيارات
فأجاب بدهشة : فى هذه السن ؟ ! فأكدت له ذلك ذاكرا بعضا من أسماء زملائي، فعلق متحمسا : إن الأب والأم اللذان يسمحان بذلك لإبنهما هما فى الواقع يؤذيانه أيما أذيه ، وليس فقط يغامران بعشرات الألوف من الجنيهات ، وإنما يعرضـّان حياته للخطر من أكثر من جهة
أنا : ولكنك تستطيع شراء سياره لى
هو: نعم ، ولكنه يجب على الإنسان أن يقتنى مايحتاج إليه متى كان قادرا ، فالناس لا يمتلكون كل ما يحتاجون إليه ، مثلما يشترى أخرون ما لا حاجة لهم به ثم راح يحدثنى عن الشكر وعد الغيرة من الآخرين ، وأن أهتم بما يبنيني ويطور شخصيتى أكثر من الأمورالشكلية، فإن الذى يقنع الآخرين بي هو شخصيتى وليس سيارتى. واختلفنا. ولكن أبى والذى تأكد من تذمرى لاطفنى كثيرا ووعدنى بأن ينظر فى هذا الأمر، وأنه سيبدأ فى تعليمى القيادة أولا كلما سنحت الفرصة بذلك.. وهكذا مرّ الأمر بسلام ... مثل أى طفل يتشبث بما لا ينفعه أو يناسبه. وكان بين آن وآخر يسمح لي بأن أدير محرك السيارة وهو جالس إلى جوارى
وإلى أن جاء يوم .. كان أبى قد عاد من عمله فى موعده اليومى عند الثانية ظهرا ، وبدأ برنامجه التقليدى حيث يأخذ حماما يجلس بعده إلى المائدة ليتناول طعامه ، ثم يأوى إلى فراشه لينال فسطا من النوم قبل الخروج من جديد للعمل والذى يستمر إلى نحو العاشرة ليلا فى تلك الظهيرة سيطرت علىّ فكرة طائشة واستسلمت لها فما أن استسلم أبى للنوم العميق حتى تسللت إلى حجرته ، ثم تقدمت على أطراف أصابعى متجها نحو سرواله المعلق إلى جواره ، وبهدوء إنزلقت أصابعى داخل جيبه لتخرج مفاتيح السيارة فى سلاسه ويسر ! وعدت أدراجى خارجا من الحجره، بينما كانت أمى منشغله فى بعض شئونها فلم تلحظ تسللى إلى خارج الشقة، وفى دقائق كنت أقف أمام السيارة ولم أنتظر طويلا فقد وضعت المفتاح فى الباب وأدرته فانفتح ، وقفزت على الكرسى أمام عجلة القيادة وأغلقت الباب ، وأدرت السيارة.... لقد كنت فى حالة ولَـه شديد ، أشعر بلذه أسطورية مثل أبطال اليونان... تم كل ذلك فى دقائق معدوده ، ثم حركت السياره...وأسرعت.. وإذا بها تقودنى ولست أنا... وانزلقت السيارة مسرعه فى شوارع مصر الجديده الهادئة فى ذلك الوقت من التهار الحار. وراحت تدور بى من شارع إلى آخر ومن ميدان إلى ميدان، كل ذلك يحدث وأنا لا أفكر فى شئ ، حتى فوجئت بسيارة تقف أمامى ولم أكن بالطبع مستعدا لاتخاذ موقف مناسب كقائد سياره ، ففى لحظة اصطدمت سيارتى بمؤخرة تلك السيارة بقوة... قبل ان تسكن تماما ويتوقف مخركها عن الدوران... وفوجئت بشخص ضخم البنية يقف أمام باب " سيارتى " كان الرجل الذى يرتدى نظارة سوداء ثائرا بالطبع يلعن الآباء الذين يتركون سياراتهم لمراهقين مثلى دون مراعاة لما قد ينتج عن ذلك من حوادث قد تودى بأعمار آخرين... ولما هـّم بالتفوه بألفاظ جارحه بادرته بالاحتجاج، وكان بعض الماره قد تجمعوا فطلبوا منى الذهاب لإحضار والدى ! وكان ذلك أكبر عقاب يمكن أن أناله ... كما كان أصعب موقف يمكن أن يواجهه فتى مثلى، نتيجة تصرف طائش كهذا
وتركت موقع الحادث .. وأسرعت أجر أذيال الخجل والضيق نحو البيت ، لقد كان الموقف عصيبا بالنسبة لى، فأمامى عدة عقبات صعبة علىّ اجتيازها
كيف أيقظ أبى وهو نائم مطمئن... وسيارته أمام باب العمارة .. وبنطلونه معلق إلى جواره وبداخله مفتاح السياره لقد سرقت المفتاح.. وتحركت بالسيارة.. وصدمت أخرى بها.. وأتلفتها .. وأنشبت خلافا مع شخص لا أعرفه وقد يكون شريرا.. ولا أعرف كيف ستكون عاقبة ما حدث وذكرنى ذلك بفأر ساذج أغراه الطعم فى المصيده فانسل غير عابئ بالعواقب والآن يعانى داخل المصيده والتى أقفلت عليه ، ومثل الخطية التى يخطف بريقها البصر فيندفع الانسان نحوها فى سكره أو نشوه، ليعانى عقب السقوط من مرارة الحسرة وألم الندم
ولا أعرف كيف وصلت إلى الشقة، ورحت أضغط متواصلا على جرس الباب ، وفتح لى أخى الصغير ولم أبال بدهشته إذ توجهت من فورى إلى حجرة نوم أبى حيث وجدته على حاله منذ تركته نائما فى سلام عميق ... وتسمرت فى مكانى أمامه .. وشتان بين وقفتى أمامه الآن ووقفتى أمامه منذ أربعين دقيقة.. وتمالكت نفسي قليلا ورحت أهمس: بابا .... بابا وتحرك أبى قليلا فى رقدته ولم يرد ، وعدت من جديد أناديه همسا، فرد بصوت متقطع مستنكرا حرمانه من تلك الدقائق التى يستعيد فيها حيويته، ولكنى واصلت إلحاحى، فأشار علىّ - وهو مازال مغمضا عينيه - أن اتحول لأمى لتقضى لى ما أريد ولكنى أريده هو ... إن الأمر يخصه... وازدادت دقات قلبى اضطرابا... ثم ناديته بنبره لا تخلو من الانزعاج ، وفتح عينيه ثم حرك رأسه بسرعه ينفض عنها النوم ونظر إلىّ فى هدوء قائلا : نعم
وأجبت مترداد : بابا
هو : نعم ! ! فقلت وكأنى أسكب جميع ما فى الإناء دفعة واحدة : لقد أخذت مفتاح السيارة - ولم أترك له الفرصة ليندهش ، فواصلت بسرعة - وقـٌدتها وصدمت بها سياره أخرى ومرّت لحظات كأنها الدهر ، ثم إذا به يسند رأسه إلى الخاف ويغمض عينيه لحظات ثم يفركهما بيديه، حيث بدا لى أنه قد استوعب تماما ما حدث .. ولم ينبس ببنت شفه ، بل قام فى هدوء واتجه نحو الحمام ليغسل وجهه بسرعه ثم عاد إلى الحجره يرتدى ملابسه، بينما جلست أنا متهالكا فى احد الكراسى مطرقا رأسى واضعا إياها بين كلتا يدي
وأحسّت أمى بشئ ما غير عادى ، فهرولت نحو أبى تسأل عن الأمر، فأجاب أبى : لا شئ ، ولكنها عادت لتلحّ فى السؤال، موجهه الكلام نحوى ، فلم تتلق منى جوابا ، ورفعت رأسي بيدها لتجدنى فى نوبة بكاء شديد ، فزاد اضطرابها ولكن ابى أسرع فطمأنها بعبارة سريعة ولمحت أبى يضع فى جيب سترته دفتر الشيكات ، وخرج وأمى تمطره بوابل من الأسئله، ثم جاء ووقف إلى جوارى ثم سألنى بهدوء شديد : هل أصيب أحد ؟ فأجبته بهزه نفى من رأسى وحينئذ لف ذراعه حولى وانحنى عليّ يقبلنى وهو يقول : لا تخف
ولن يستطيع أحد أن يتخيل وقع هذه الكلمة عليّ فى تلك اللحظة بالذات ، فلم اشعر براحة وطمأنينة فى شتى مواقف حياتى قدر شعورى بها فى ذلك الموقف ، لا سيما وأن الذى يقولها هو من سيدفع ! ! ... وبالتالى فلو كنت قد سمعتها من أى عابر سبيل فى موقع الحادث لما كنت قد اكترثت ، أو سرت فى بدنى تلك الراحة اللذيذه عندما قالها أبى ، وهو المسئول عن السياره والذى أعفانى من المسئولية وسيدفع ثمن غلطتى ، إنها تذكرنى بعبارة : " الله يحالك " التى يقولها أب إعترافى بعد الاعتراف وهو يضغط على آخر حروفها... معلنا أن الله قد نقل عنى خطيتى ليضعها فوقه هو ولستم بحاجة لمعرفة بقية القصة فهى غير مهمة لقد مضى أبى إلى هناك وأنهى الأمر مع صاحب السياره الأخرى فى دقائق متعهدا بدفع نفقة الاصلاح تاركا له بطاقته... ولم يعاتبنى ابى قط على تصرفى ذلك ، وعندما سألته أمى عن ذلك قال لها : يكفيه عقابا ما لاقاه فى مسرح الحادث، وهو كفيل بتلقينه الدرس ولما سألتنى أمى بدورها أجبتها : الآن أدركت معنى قول المسيح " لا تخف " ... فإن الكلام أو الوعد يستمد قوته من مصداقية قائله وقدرته ، وكأن وعد السيد المسيح : رصيد متروك لنا نسحب منه كل يوم ، وإن كان شعورى بالراحة والطمأنينة كبيرا عندما سمعتها من أبى ، فكم وكم تكون فرحتى وسرورى متى سمعتها من فم الله نفسه كل يوم ، فقد قيل لنا أنها موجوده فى الكتاب المقدس فى صيغ متعدده حوالى 360 مره، وكأن الله يقول لنا كل يوم من أيام السنة " لا تخف " .... حقا كان أبى عظيما
 

website traffic counters
Dell Computers