بحث مخصص

2009-09-15

الاحساس بالوحدة


فى اليوم السابق لعيد الميلاد خرج كاهن احدى قرى الصعيد كعادتة ومعه احد الخدام لتوزيع عطايا العيد على المحتاجين فى القرية. وبعد ان طافا بالبيوت التى يقصدونها بقى كوخ صغير فى اخر البلدة.تردد الخادم فى الذهاب الية من اجل المجهود الذى قاما بة ولان الوقت قد تاخر حتى يستطيعا اللحاق بميعاد صلاة ليلة العيد. ولكن الكاهن شجعه وسارا فى الطريق الطويل حتى وصلا الى الكوخ .كانا يتساءلان فى فكرهما اثناء سيرهما من سيفتح لنا الباب؟ او لعله يكون مغلق تماما , لانهما يعلمان ان السيدة التى تقيم فى الكوخ مقعده ، وصلا الى الكوخ ووجدا الباب مغلقا فطرقاه والعجيب انهما وجدا السيدة تفتح لهما وقد تشددت رجلاها فأعطياها عطية العيد من المواد الغذائية فشكرتهما وعندما هما بالانصراف امسكت بهما واصرت على دخولهما. وعندما دخلا اشتما رائحة ذكية بل رايا نورا واضحا فى الكوخ لم يعرفا مصدره. اما السيدة فقالت لهما انى اعيش مع ابنى فى هذا الكوخ ولا استطيع القيام باحتياجاتى وابنى يقضى معظم الوقت خارج المسكن واعانى من الاحساس بالوحدة لانة يندر ان يزورنا احد فى كوخنا البسيط هذا البعيد عن القرية وليس امامى الا الصلاة وطلب المعونة من الله حتى يرفع عنى الاحساس بالوحدة ويعطينى شيئا من السلام والراحة واليوم بعدما خرج ابنى ازدادت مشاعرى بالوحده والعزلة لانة فى هذا اليوم يستعد الجميع للاحتفال بالعيد ويلبسون الملابس الجديده ويلتقون فى الكنيسة بالمسيح ويفرحون بميلاده اما انا فارقد وحيده بهذا الكوخ لا اشعر بافراح العيد فاخذت اصلى واعاتب المسيح لانة تركنى فى هذة الوحده وكانت معلقة امامى صورة المسيح الطفل الذى تحملة السيدة العزراء فنظرت الية اعاتبة قائلة انت نسيت الغلابة ولا اية؟ ثم فكرت السيده فى انة لم يزورها احد من الاقارب او الكنيسة فواصلت عتابها للمسيح قائلة لة العيد دخل علينا ومحد ش زارنا وفيما انا انظر الية بعتاب ودموعى تسيل من عينى وجدتة قد خرج من الصورة واقترب منى ومسح دموعى وقال لى كل سنة وانت طيبة فشعرت بفرح ورهبة لا استطيع التعبير عنها واحسست فى نفس الوقت بقوة تسرى فى كيانى فتشددت رجلاى الضعيفتان وقمت منتصبة واذا المسيح اختفى تاركا فى الكوخ نورة الجميل ورائحتة الزكية ولم يمضى وقت طويل حتى وجدت طرقاتكم على الباب فتعزى الكاهن والخادم وشكرا الله الذى شجعهما ليزورا اخر زيارة واهم زيارة فى هذا الكوخ الحقير ليصير اعظم مسكن فى القرية وكما بارك قديما المكان الذى لا يتوقع احد ان يولد فية انسان الا وهو مذود البقر فقد بارك الان هذا المكان . عندما يبتعد عنك الناس او عندما تجد الكثيرون حولك لا يشعرون بك وتعانى من العزلة النفسية اعلم ان المسيح مشتاق ان يشعرك بوجودة معك هو قريب منك جدا وهذة هى فرصتك للتمتع بة اطلبة وضع كل شكواك واحتياجاتك امامة انة يحبك ويشتاق ان يسمع صلاتك ومهما طال احساسك بالوحدة فاعلم انه من اول ساعه كان بجوارك ولم يتركك لحظة واحدة الح عليه ليظهر ذاتة لك فيعزى قلبك وتتمتع بسلام وفرح لا يعبر عنة ولا يضاهية اية راحة او فرح من افراح العالم

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers