بحث مخصص

2010-09-02

رسـائـل أب



سافر أب إلى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة.. سافر سعيا وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام أرسل الأب رسالته الأولى إلا أنهم لم يفتحوها ليقرءوا ما بها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب..
وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة في علبة قطيفة.. وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم ومضت السنون وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟
قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت قال الأب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال
قال الابن: لا.. فسأله أبوه وأين أخوك؟؟ قال الابن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم
تعجب الأب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتي إليّ رد الابن قائلا: لا.. قال الرجل: لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك؟ قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة
فقال الأب ثائرا: ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا الزواج قال الابن: لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة القطيفة.. دائما نجملها ونقبلها ولكنا لم نقرأها ففكرت في شأن تلك الأسرة وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها ولم تنتفع بها,
بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها ثم نظرت إلى الكتاب المقدس.. إلى الانجيل الموضوع داخل علبة قطيفة على المكتب
ياويحي .. إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم إنني أغلق الانجيل واضعه في مكتبي ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه وهو منهاج حياتي كلها فاستسمحت ربي وأخرجت كتابي المقدس .. وعزمت على أن لا أهجره أبدا

دفعا الكثير !!


قيل أن إمبراطورًا قرر أن يبني كنيسة ضخمة لا يشترك أحدٌ غيره في نفقاتها ।وكان الإمبراطور ينفق بسخاء عليها حتى تم البناء ...وإذ وضعوا لوحة تذكارية عند المدخل جاء فيها اسم الإمبراطور قُبيل تدشينها وافتتاحها، لاحظ المسئولون أن اسم الإمبراطور قد اختفي ونُقش اسمان بدلاً منه ।تعجب المسئولون لذلك، فانتزعوا الحجر، وجاءوا بغيره نُقش عليه اسم الإمبراطور، وتكرر الأمر ثانية ثم ثالث ... سمع الإمبراطور بذلك فلبس المسوح، وصلى إلى اللَّه أن يكشف له الأمر ।ظهر له ملاك الرب وأخبره أن طفلين يستحقان ذكر اسمهما أكثر منه، لأنهما دفعا الكثير .
تساءل الإمبراطور :كيف دفع الطفلان الكثير، وقد قام هو بدفع كل النفقات؟
قال له ملاك الرب إن الطفلين محبان للَّه جدًا، اشتاقا أن يقدما لبناء بيت الرب تبرعًا، لكنهما لا يملكان مالاً، إنما يحملان قلبين غنيين بالحب ।لقد قرر الطفلان أن يحملا وعاءً يملآنه ماءً، يضعانه في طريق الجمال الحاملة للحجارة التي يُبني بها بيت الرب ...كانا يتعبان طول النهار، ليقدما حبهما وجهدهما، فاستحقا هذه الكرامة !
هذان هما العاملان مع اللَّه ولحسابه خفية !
حقًا يحتاج بيت الرب إلى جنود خفيين، سواء كانوا أطفالاً أم شيوخًا أم شبانًا أم رجالاً أم نساءً ... إمكانياتهم الحب الخالص الكثير الثمن ! بيت الرب لا يبنيه الكاهن وحده ولا الشمامسة، بل كل عضو حيّ !حينما استصغر إرميا النبي نفسه سمع الصوت الإلهي :" لا تقل إني ولد ... أنا أكون معك "( إر1 ).
لا تقل إني أصغر من أن أساهم في بيت الرب، فاللَّه يعمل بالكثير كما بالقليل ليخلص على كل حالٍ قومًا ।لا تنشغل بكثرة إمكانياتك أو عدمها ...فاللَّه الذي خلق اللسان تكلم خلال فم موسي الذي اعتذر بثقل لسانه ( خر3 )،
أتريد أن تبني كنيسة المخلص؟ استمع إلى كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم إذ يقول :" علموا الذين في الخارج أنكم كنتم في حضرة اللَّه، كنتم مع الشاروبيم والسيرافيم وكل السمائيين "।يطالب القديس كل رجل أن يبني بيتًا للرب في قلب زوجته، وكل زوجة في قلب رجلها، وكل عبد في قلب سيده ...بالحياة الإنجيلية المملوءة حبًا وفرحًا وتهليلاً ينضم إلى الرب كل يوم الذين يخلصون .
بالحب الصادق الناضج المملوء اتضاعًا نقيم بيتًا للرب في قلوب كثيرة، ولا يقف السن عائقًا، ولا المركز أو الإمكانيات أو المواهب !

مكتفياً بما انا فيه


قد علمت أن أكون مكتفياً بما انا فيه فى 11:4
أراد بعض المحسنين تقديم عطايا للمحتاجين فذهبوا إلى احدى القرى الفقيرة فى مصر
ووجدوا رجلاً مريضاً و حالته المادية ضعيفة جداً فقدموا له بعض المال , اما هو فشكرهم ورفض أخذ العطية قائلاً (( أنى أعمل فى جريد النخل وأدبر أحتياجاتى . اعطوا المال لشخص اّخر يكون محتاجاً اكثر منى ))
ثم ذهبوا لزيارة بيت اّخر تعيش فيه أرملة مع أبنتها ولما قرعوا الباب فتحت لهم فتاة ثيابها ممزقة فقدموا لها بعض المال والثياب , أما هى فقد شكرتهم و قالت لهم أن أمى وجدت عملاً يستطيع أن يسد أحتياجتنا , وفيم هم يتكلمون وصلت الأم التى وجدت عملاً وهو غسل الثياب فى أحدى البيوت وحاولوا ثانية تقديم العطايا لها أما هى فشكرتهم مكتفية بما عندها و قالت لهم ((( أن الله هو مدبر حياتى فلماذا تريدون أن تحرمونى من تدبيره بعطاياكم . إتركونى بين يديه فهو لن ينسانى )))
+ما أجمل ان تكون مكتفياً بما عندك و تشكر الله عليه بسعادة لان الله هو الذى يدبر أحتياجاتك ويهتم بك دائماً بل تكون مطمئناً لأن إلهك هو أبوك الذى يرعاك .
+ قد يكون ما معك قليلاً و لكن أحساسك أنه من يد الله يعطيك فرحاً لأنه هدية من الله وهذا الفرح يعطيك نفسية هادئة بل و صحة جسدية .
+ إذا كنت تشكر الله على ما عندك فإنك تشعر بالثقة فى نفسك وحينئذ تستطيع أن تشعر بمن حولك و تسرع لمساعدتهم , فتميل إلى العطاء اكثر من الأخذ وتكسب نفوس من حولك للمسيح

العجوز والدم


جاءت حفيدتي الصغيرة من مدارس الأحد بالكنيسة وهي بهجة مرحة . جلست بجواري ببراءة وكانت تحبني كثيراً وأنا كذلك . قالت الطفلة : يا جدتي العزيزة ، لقد حكوا لنا اليوم في الكنيسة درساً جميلاً عن الصليب وجعلونا نحفظ آية تقول : ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية .
تنهدت بحسرة وقلت لها في عدم إيمان : أنتم الأطفال خطاياكم قليلة أما أنا العجوز فخطاياي كثيرة لا تُعد . قلت ذلك لأن الشك كان يملك قلبي وخطاياي عظيمة ومتنوعة ، فكم سرقت في الميزان من البائعين وأنا شابة ، وكم شتمت أهل زوجي ، وكم من ساعات وأيام أقضيها في أمور كثيرة شريرة وكم من مشاكل مع جيراني وكم من تذمر على الله وعلى الظروف ومرات شربت الخمور ، ومرة في يأسي حاولت الانتحار .
تنهدت بحسرة مرة أخرى وأنا أذكر خطاياي كشريط يمر أمام عيني ، وسألتني الطفلة : ماذا حل بك جدتي العزيزة . لم أرد ...
غفوت قليلاً ، فرأيت منظراً كأنه رؤيا أو حلم . رأيت نفسي كأني واقفة على جبل عال في أعلاه صليب عظيم وعليه الرب يسوع المسيح مصلوباً ورأيت ملاكاً بهياً واقفاً وهناك قطرات دم نازلة من جرح المسيح .
أمسك الملاك بيدي وقادني . رأيت ُ قطرات الدم تجمعت فصارت جدولاً صغيراً ، يتسع رويداً رويداً ، حتى صار نهراً عظيماً ممتلئاً ثم تحول إلى محيط عظيم لا نهاية له من دم المسيح .
أوقفني الملاك ، وقال لي هل خطاياكِ كثيرة ، فأجبته نعم ؛ قال : خذي رمالاً من على شاطئ المحيط بقدر خطاياكِ فانحنيت وجمعت في ثوبي حبات من الرمال الكثيرة واعتقدت أنها قدر خطاياي وأمرني الملاك بطرحها في المحيط ففعلت فاختفت الرمال فيه نهائياً .
قال الملاك أيهما أعظم ؟ خطاياكِ أم دم المسيح ؟ لا تكوني غير مؤمنة ، واستيقظت من نومي وفاضت دموعي وأنا أقول :
سامحني يا ربي . فدمك يطهر من كل خطية .
ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ( 1 يو 1 : 17 )

2010-08-30

الملاك الحارس


فى يوم ما سنة 1974 فى شارع ابن رباح بالحضرة البحرية رقم 10 ، كانت تقف أربع بنات فى بلكون فى الدور الخامس منهن، امال روفائيل 14 سنة ، وفريال ابادير 18 سنة , فى الساعة السادسة إلا ربع مساء ، وقعت البلكون فجأة ووصل الخبر لأم فريال ، وكانت فى اجتماع روحى و قلن لها زميلاتها لا تخافى ما دمت فى الاجتماع. ولما وصلت البيت ، وجدت فريال صحيحة تشكو من جزع فى رجلها ولم يحدث لها شىء! أما أمال فقالوا أن عندها ارتجاج فى المخ و كانت تردد بعض الكلمات . وفى محضر البوليس قالت أنها وقعت وملاك كان واقفاً تحت البيت و حملها على ذراعية .. وأمرت النيابة بالبحث عن ملاك كشاهد للحادث .. ولكن عبثاً لم يجدوا ولا واحد فى الشارع سامة ملاك .. وبعد بضعة أيام أفاقت أمال تماماً وقالت لهم أمال فى المستشفى: " أنة ليس إنسان اسمة ملاك ولكن الملاك بتاع ربنا"!!
ألا تعلم يا ابنى المبارك أن لكل واحد منا ملاك خاص (حارس) يحرسة دائما كقول المزمور "ملاك الرب حال حول خائفية و ينجيهم" (مز 7:34 ) وعندما يعتمد الطفل فى المعمودية يقول الكاهن للطفل: "لتصحب حياتة ملاكة النور ليخلصوة من مؤامرة المضادين" من أجل ذلك تحتفل الكنيسة كل يوم 12 من الشهر القبطى بالملائكة ورئيسها "الملاك مخيائيل" الذى يحرس كنائسنا وبيوتنا وعائلاتنا وحياتنا كما كان دانيال أثناء صومة ( دا 10) فهل يا أبنى العزيز أنت تعمل تمجيد كل ليلة 12 فى الشهر القبطى أمام صورة الملاك فى منزلك أو فى الكنيسة ... إن الملاك يرفع صلواتك للمساء (أع 10) ، ويحرسك (مز 34)، ويدفعك للتوبة (لو15) . من أجل ذلك نحن نشكرهم ونطلب صلواتهم ليرفعوها مع البخور أمام المذبح الإلهى فى السماء (رؤ3:8)

2010-07-22

أنا أصم ولا أسمع



بينما كانت مجموعة من الشباب في رحلة في أحدى الغابات النائيه ، تناهى الى مسامعهم فجأة صوت قادم من مكان بعيد . طلب أحدهم من الجميع الصمت وعدم أثارة أية حركه ليتبينوا مصدر الصوت ، وهاهم يسمعون الصوت ثانية وكان في هذه المرة أكثر وضوحا بحيث أنهم أستطاعوا أن يحددوا الجهة التي قدم منها الصوت. ساروا جميعا بالأتجاه الذي حددوه وبعد فترة وجيزة كانوا أمام وادي عميق . تطلعوا الى أسفل الوادي فأذا بأنظارهم تقع على رجلين وأدركوا أن هما من كان يصرخ ، وأن صراخهما كان لطلب النجده . كان منظر الوادي مخيفا فهو عميق وسفوحه شديدة الوعوره . وأن كان النزول صعبا فأن تسلق سفوح الوادي أمر شبه مستحيل أن لم يكن مستحيلا فعلا . أدرك الجميع بأن حظ هذان المسكينان العاثر هو الذي أوقعهما في هذا الوادي. ويبدو أن الرجلين نزلا أو سقطا بطريقة ما الى قاع الوادي . ويبدو أيضا أن الحظ أبتسم لهما من جهة حين بقيا على قيد الحياة بعد هذا النزول الخطر , ولكن من جهة أخرى قطب الحظ جبينه بوحه الاثنين عابسا بعد أن فشلا في أيجاد طريق آمن للصعود. تيقن الشباب الى أن لا سبيل لنجدة الاثنين وأنهما هالكان لا محالة. وأدرك الرجلان أيضا بأن لا أحد على أستعداد للمجازفة بحياته في سبيل أنقاذهما وأنهما لو بقيا حتى قدوم الليل فأنهما سيكونان وجبة شهية لوحوش الغابه . لم يبقى امامهما سوى خيار المحاوله رغم علمهما المسبق بصعوبة بل بأستحالة النجاح . أختار كل منهما جهة من جهات الوادي لكي لا يرى احدهم زميله وهو يهوى أمام عينيه ويلقى حتفه . اختفى الرجلان من أنظار الشباب ولم يفطن الشباب بأن الرجلين قد أختارا التسلق . لاشك أن حب الحياة هو الذي دفعهما لاختيار التسلق . ولاشك ان كلا الخياران البقاء او التسلق هما مران ولكن لابد من المجازفه . بعد فترة من الحيره والدهشه عن سبب أختفاء الرجلين من أنظارهم , وبعد أن قطع الرجلان شوطا من طريق الصعود . لاحا أخيرا أمام أنظار الشباب الذين أستغربوا قدوم الرجلين على هذه المجازفه غير محمودة العواقب . وأخذوا يصرخون بأعلى ما أوتوا من صوت محذرين الرجلين من الاستمرار . ويبدو أن تأثير تحذيراتهم قد أثرت على أحد الرجلين , فبعد أن كان يصعد بكل ثقه , جاءت تحذيرات الشباب وصراخهم المدوي لتزرع الرعب في قلبه وسرعان ما شلت حركته وأصبح عاجزا على الصمود , وبعد دقائق هوى المسكين جثة هامده على أرض الوادي . كان المنظر مؤلما للشباب ولكن زميله لم يره وهو يهوى صريعا. أستمر الرجل في الصعود والشباب يصرخون ويصرخون؛ ـ توقف .. أنزل ستموت كما مات صديقك. ولكن الرجل أستمر في التسلق ولم يأبه بتحذيرات الشباب . وبعد ساعات من صراع الرجل مع قدره أستطاع أخيرا أن يصل الى بر ألامان . كان منهك القوى وبالكاد يستطيع التنفس . أستقبله الشباب وعلامات ألأستغراب وألأعجاب مرتسمه على وجوههم . وبدؤا يمطرون المسكين بالأسئله ـ لماذا لم تستمع لتحذيراتنا ؟ ـ لماذا لم تأبه بمصير صديقك ؟ ـ كيف أستطعت الصمود والتسلق ؟ كل هذا والمسكين صامت . وبعد أن أخذ قسطا من الراحة بدأ بالتكلم. ـ احب أن أشكركم من صميم قلبي على تشجيعكم لي على المحاوله , ولولا تشجيعكم لما وصلت سالما . أراد الشباب أخباره بأنهم لم يكونوا يشجعونه بل كانوا يحذرونه من الاستمرار وأرادوا أن يثنوه عن عزمه. ولكن الرجل خاطب الشباب عندما أرادوا أخباره؛ ـ بالمناسبه يا أصدقائي أنا أصم ولا أسمع شيئا - فيا حبذا لو أستعملتم لغة ألاشارات عند التكلم معي . احبتي لاشك أن كون الرجل أصم هو الذي أنقذ حياته ولو أنه سمع تحذيرات الشباب بخطورة وأستحالة التسلق لكان لقي نفس مصير صديقه , الذي زرعت تحذيرات الشباب بذور الخوف والشك والرهبة في قلبه فشلت حركته وتفكيره وكان مصيره مؤلما. لماذا لا نشجع الاخرين بدلا من اثباط عزائمهم . وأن لم تكن لنا القدره على التشجيع فمن المهم أن لاتكون لدينا القدره على أثباط العزائم. وأن لم تكن لدينا القدره على زرع الامل فمن المهم أن لا نزرع اليأس في نفوس الآخرين . وأن لم تكن لدينا القدره على رسم الابتسامه والضحكه على الشفاه فمن الضروري والمهم أن لا نحاول رسم لوحات الحزن والبؤس والشقاء على وجوه الآخرين.فمن لساننا نستطيع أخراج الكلمات التي تبعث في نفوس ألآخرين ألأمل في التقدم وألأستمرار , وفي نفس الوقت نستطيع أن نتفوه بكلمات تزوع اليأس والقنوط في الآخرين. لنتكل على الله ولنسمع كلماته فهي البلسم الذي يشفي جروحنا ، والحافز والدافع الذي يجعلنا نستمر في مسيرتنا في الحياة بكل ثقة وأمل . إن للسان، قوة الحياة والموت...

المعلم والأسقف


أثناء القداس الإلهى لاحظ القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة السابق خطأ في مردات القداس ، فنبه المعلم ، فغضب الأخير من أجل كرامته ولكنه صمت ولم يظهر أى شئ .
في العشية التالية حضر الأسقف إلى الكنيسة ليصلى فوجد الشعب بها ولكنه لم يجد المعلم ، ففهم بالروح أنه غضبان ولذا لم يحضر للصلاة ، فلم يتضايق منه بل بروح الأبوة قرر أن يذهب إليه ليعتذر له ويصالحه .
لاحظ الشعب خروج الأسقف فخرجوا وراءه وفوجئ المعلم بالأسقف على باب منزله والشعب كله وراءه ، ثم إعتذر له الأسقف أمام الكل ، أما المعلم فشعر بخجل شديد وأعتذر له وذهب معه للكنيسة وتعلم الشعب درساً في الحب والإتضاع و السعي لمصالحة الآخرين .
† إن عدو الخير يسعى دائماً لخلق الإنشقاقات والمشاكل بين الناس وإحداث سوء تفاهم حتى لو كان الناس لا يقصدون شراً ، ليخلق الكراهية بينهم ويثير كبرياءهم قدر ما يستطيع ، لذا فالحب والإتضاع هما الوسيلتان اللتان تقهران كل حيل إبليس .
† لا تفكر فيمن أخطأ إليك ولماذا أخطأ لتثور عليه ، بل إبحث كيف تهدئ غضبه بمحبتك التي تقدمها له وإن إستطعت أن تضبط نفسك وتصلى لأجله ، فهذه خطوة عظيمة ولكن الأفضل منها أن تسعى إليه وتصالحه وتنكر ذاتك فتكسبه ، وحتى لو لم يقبل إعتذارك فأنت بهذا تلين قلبه وترضى مسيحك .
† واصل محاولاتك وأستعن بالمحبين كوسطاء لتهدئته وقدم صلوات وأصوام لأجله ، فترفع عنه حرب إبليس وتعيد السلام بينك وبينه مهما إستغرق هذا من وقت وجهد .

إجابة بسيطة

آرثر لاعب التنس الشهير وأسطورة ويمبلدون توفى بعد إصابته بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" بعد نقل دم ملوث له أثناء عملية قلب مفتوح وصلته رسائل عديدة من معجبيه من جميع أنحاء العالم قبل وفاته في إحدى هذه الرسائل تساءل صاحبها: لماذا أنت ليختارك الله لتعاني من هذا المرض اللعين؟
أجاب آرثر في تعليقه على هذه الرسالة: من هذا العالم , بدأ 500 مليون طفل ممارسة لعبة التنس منهم 50 مليون تعلموا قواعد لعبة التنس من هؤلاء 5 مليون أصبحوا لاعبين محترفين وصل 50 ألف إلى محيط ملاعب المحترفين من هؤلاء وصل 5 آلاف للمنافسة على بطولة "الجراند سلام" بفرنسا من هؤلاء وصل 50 للمنافسة على بطولة ويمبلدون ببريطانيا ليفوز 4 للوصول إلى دور ما قبل النهائي من الأربعة وصل 2 إلى الدور النهائي و أخيرا فاز منافس واحد فقط وكنت أنا هذا الفائز بهذه المنافسة وعندما تسلمت كأس البطولة ورفعته في فرحة
لم أسأل ربي
لماذا أنا؟

2010-07-05

جزر بيض بن


ذهبت شابة الى والدتها ، وأخذت تشكو لها عن حياتها وكيف امتلأت بالصعاب . وأنها ليست تعلم كيف تتصرف و ترغب لو تستسلم . لأنها قد تعبت من القتال ومن المقاومة . ويبدو الأمر كما لو أنه كلما حُلت مشكلة برزت أخرى بدلا منها .اصطحبتها والدتها الى المطبخ . حيث ملأت 3 أوانى بالماء ثم وضعتهم على نيران قوية . وبعد وقت قليل أخذ الماء فى الغليان . فوضعت فى الإناء الأول جزر ، وفى الثانى بيض ، ثم وضعت فى الإناء الثالث حبات بن مطحون . وجعلت الأوانى تستمر فى الغليان دون أن تتكلم .
وبعد حوالى عشر دقائق أغلقت مفاتيح الموقد . ثم أخرجت الجزر خارج الإناء ووضعته فى طبق ، ثم أخرجت البيض ووضعته هو الآخر فى طبق ، ثم صبت القهوة فى وعاء آخر .ثم استدارت لابنتها ، وسألتها " أخبرينى ، ما الذى ترينه ؟ " . فقالت " جزر ، بيض ، وقهوة ".
فقربت الأوعية لها وسألتها أن تمسك بالجزر وتتحسسه ، ففعلت الابنة ولاحظت أن الجزر أصبح لينا । ثم عادت الوالدة وسألت ابنتها أن تأخذ بيضة وتكسرها ، وبعد تقشيرها لاحظت الابنة كيف جمد البيض المسلوق । وأخيرا طلبت منها الأم أن ترشف رشفة من القهوة । ابتسمت الابنة وهى تتذوق القهوة ذات الرائحة العبقة الغنية ।وهنا سألت الابنة " وماذا يعنى ذلك يا أمى ؟ " । ففسرت لها والدتها أن كل من الثلاثة مواد قد وضع فى نفس الظروف المعادية ( الماء المغلى ) । ولكن كل واحد منهم تفاعل بطريقة مختلفة ।فالجزر ، كان صلبا لا يلين . ولكنه بعدما وضع فى الماء المغلى ، أصبح طريا وضعيفا . والبيض كان هشا . تحمى قشرته الخارجية الهشة مادته الداخلية السائلة . ولكن بعد بقاءه فى الماء المغلى ، أصبح داخله صلبا .ولكن البن المطحون ، كان مختلفا . لأنه بعد بقاءه فى الماء المغلى ، استطاع أن يغير الماء نفسه .وسألت الأم ابنتها " فمن تكونى أنتِ ؟ " " عندما تدق أبوابك الظروف الغير مواتية ، كيف تستجبين لها ؟ هل أنت مثل الجزر ، أم مثل البيض ؟ ، أم مثل البن المطحون ؟ .فكر أنت فى ذلك : من أنا ؟ هل أنا مثل الجزر أبدو صلبا قويا ، ولكن مع الألم والظروف المعاكسة ، أزوى واصبح ضعيفا وأفقد قوتى وصلابتى ؟ . أم أنا مثل البيض ، أبدأ بقلب طيع ، ولكنه يتقسى بنيران التجارب ؟ هل روحى الداخلية كانت رقيقة كالماء ، ولكن بعد ظرف وفاة ، أو بعد صدمة عاطفية ، أو خسارة مالية ، أو تجارب أخرى ، هل تقسيت وتحجرت ؟ . هل إطارى الخارجى ما زال له نفس الشكل ، ولكنى فى الداخل صرت ملأنا مرارة وخشنا ، بروح متبلدة ، وقلب قاس ؟ .أم أنا مثل حبات البن المطحونة ؟ . غيرت فعلا الماء المغلى ، نفس الظروف التى أتت بالألم عندما راح الماء يغلى ، أطلقت من البن الطعم الحلو والرائحة الطيبة . لأنك إذ كنت مثل حبوب البن ، مهما كانت الظروف فى أسوأ حالاتها ، فإنك تصير أفضل وتغير الموقف من حولك . عندما تكون الأوقات هى الأكثر حلكة ، والتجارب هى الأصعب ، ترى هل ترتفع أنت لمستوى آخر ؟ .ترى كيف تتعامل مع الظروف المعاكسة ؟هل أنت جزر ، أم بيض ، أم حبيبات بن مطحون . ان ارتخيت في يوم الضيق ضاقت قوتك (الأمثال 24 : 10) و لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا (رومية (8 : 3

الشحاذ


كان في قديم الزمان ملك قوي وغني يحب الأبّهة والعظمة وكان في كل صباح يستقبل حاشيته وأعيان القوم يؤدون إليه الاحترام والولاء ويقدمون له الهدايا ويلهون ويمرحون ويرقصون.وكان في كل صباح يأتي شحاد رث الثياب يمثل أمام الملك ويقدم إليه تفاحة وينسحب بين ضحك الحضور واستهزائهم وأما الملك فكان عندما يمسك بالتفاحة يُلقيها بدون اكتراث في صندوق وراء ظهره. وهكذا كان يفعل كل يوم والشحاد يكرر الهدية كل يوم أيضا. وفي يوم من الأيام أخذ قرد الملك المدلل تفاحةً من الصندوق وقضمها وألقاها أمام الملك فظهرت في داخلها جوهرة متلألئة أبهرت عيون الملك وجميع الحاضرين ولما فتحوا جميع التفاحات وجدوا أن كل تفاحة تحمل جوهرة فتعجّب الملك وأرسل في طلب الشحاد ليسأله عن سر هذه الجواهر وعن معنى إعطائه الهدية في كل صباح. فلما وقف الشحاد بين يدي الملك وسأله عن الأمر قال:" أيها الملك ، لقد حملت إليك هذه الهدايا لأجعلك تفكر وتفهم أن الحياة تقدم إليك في كل صباح هدية رائعة غالية الثمن ، وأنت لا تكترث لها ولا تبالي بها وتلقيها من وراء ظهرك ، لأنك مشغول جدا بأشياء كثيرة ومبهور بسحر هذه الدنيا وملذاتها بحيث أعمت عينيك عن اكتشاف كنـز الحياة الذي هو قريب منك وأنت بعيد عنه .

20 عاما وأنا ابحث عنك


فى سنة 1920 أقامت نقابة الاطباء فى انجلترا حفلة لتخيريج دفعة من الاطباء الجدد . وقد شهد الحفل رئيس الوزراء البريطانى فى ذلك الحين ؟.وقام نقيب الاطباء أثناء الحفل بالقاء النصائح الواجبة لهولاء الخريجين الجدد , وروى لهم ما يلى :قال: " طرقت بابى بعد منتصف ليله عاصفة سيدة عجوز وقالت " الحقنى يا دكتور طفلى مريض وهو فى حالة خطيرة جداََ , أرجوك أن تفعل أى شىء لانقاذه .. فأسرعت غير مبال بالزوابع العاصفة والبرد الشديد والمطر الغزير وكان مسكنها فى ضواحى لندن وهناك وبعد رحلة شاقة وجدت منزلها الذى وصلنا اليه بصعوبة حيث تعيش فى غرفة صغيرة والطفل ابنها فى زاوية من هذه الغرفة يئن ويتألم بشدة . وبعد أن أديت واجبى نحو الطفل المريض ناولتنى الأم كيسا صغيرا به نقود , فرفضت أن آخذ هذا الكيس ورددته لها بلطف معتذراََ عن نوال أجرى , وتعهدت الطفل حتى من الله عليه بالشفاء .وتابع نقيب الاطباء كلامه قائلآ هذه هى مهنة الطب والطبيب إنها أقرب المهن إالى الرحمة بل ومن أقرب المهن الى الله....وما كاد نقيب الاطباء ينهى كلامه حتى قفز رئيس الوزراء من مقعده واتجه الى منصة الخطابة قائلاََ:"إسمح لى يا سيدى النقيب أن أقبل يدك!! "منذ عشرين عاما وأنا أبحث عنك ! فأنا ذلك الطفل الذى ذكرته فى حديثك الان ... آه فلتسعد أمى الآن وتهنأ فقد كانت وصيتها الوحيدة لى هى أن اعثر عليك لإكافئك بامر ما أحسنت به علينا فى فقرنا .... أما الطفل الفقير الذى أصبح رئيس وزراء انجلترا فكان " لويد جورج".اننا لابد ان نحصد ما زرعناه ولو بعد أيام كثيرة خيراََ كان أم شراوليعطينا الرب الاله ان نصنع رحمة طوال أيام حياتنا لأنه حقا ما يزرعه الانسان إياه يحصد...

2010-05-07

طائر الزرقا


مجدي وماجد شابان متغربان ينتميان إلى أسرة غنية جداً. إذ أقترب موعد عيد الأم كانا يتنافسان في تقديم هدية قيمة وجذابة لأمهما.. وكانا في حيرة ماذا يقدمان لأمهما الثرية جداً والتي لا ينقصها شئ. كانا يبحثان عن هدية لأمهما. أخيراً سمع مجدى عن طائر الزرقا الجميل الشكل جداً، والقادر على أن يتعلم خمس لغات. اشترى مجدى الطائر الذي دفع ثمنه عدة آلاف من الدولارات وأرسله إلى والدته بالبريد مع كارت جميل وكلمات رقيقة عبر بها عن حبه وتقديره لأمه. كان مجدي يترقب بين لحظة وأخرى مكالمة تليفونية من والدته ليسمع منها رأيها فى هذه الهدية القيمة والجميلة. حل عيد الأم وانتظر حتى الظهيرة ثم اتصل بوالدته ليهنئها بالعيد. لم تشر الوالدة إلى الهدية، فتعجب مجدى.
ـ هل وصلت الهدية يا أماه ؟
- أشكرك يا مجدي على الكارت اللطيف وكلماتك الرقيقة ؟
ـ هل استلمتى الطائر يا أماه؟
ـ نعم يا ابنى! أشكرك فإن لحمه وطعمه لذيذ!
صدم مجدي فقد ذبحت والدته الطائر الذي كلفه عدة آلاف من الدولارات، وكان يترقب أن تعلمه والدته بعض اللغات فتجد تسليتها في الحديث معه. للأسف إنها لم تعرف قيمة العطية! هذا ما نفعله كثيراً حين يقدم لنا الله عطايا ومواهب لا تقدر بثمن فنستخدمها لا كما يليق، حسبما يريد الله، إنما نستخدمها لإشباع شهواتنا وملذاتنا الجسدية.
+ إلهى وهبتنى الحب لأتشبه بك يا كلى الحب.فى غباوتى حولته إلى شهوة رخيصة!
+ وهبتنى دافع الغضب لأثور ضد شري. فاستخدمه ضد اخوتي، فأقتل سلامي الداخلى!
+ وهبتنى دافع الخوف لأخشي كل فساد. فاستخدمته لتحطيم نفسيتى وهلاكها!
+ هب لى روح الحكمة والتميز، فأعرف بروحك القدوس أن أوجه كل عطاياك لى

حوار بين فأرين


"لقمة يابسةٌ ومعها سلامةٌ خيرٌ من بيت ملآن ذبائح ومعه خصام"(أم1:17)

خرج فأر من مدينة الإسكندرية متجهًا نحو قرية ملاصقة وإذ كان يتمشى بين المزروعات التقى بفأر يقطن في القرية. رحَّب الأخير بضيفه القادم من المدينة. جاع فأر المدينة فأخذه فأر القرية إلى إحدى مخازن الفلاحين، وهناك قال له: "لقد صنعت ثقبين أحدهما في جوال مملوء قمحًا والآخر مملوء شعيرًا، فلتأكل يا صديقي من هذا أو ذاك!" بامتعاض قال فأر المدينة: "ألا يوجد لديك شيء آخر غير القمح والشعير؟" لا، إن الحياة هنا قاسية، ليست كحياة المدن، إنك أسعد حظًا مني. ولماذا لا تأتي معي وتتمتع بما ننعم به؟ لدينا ما لذ وطاب! لماذا تبقى في هذا الحرمان؟ حقًا، إن حياتنا هنا بلا طعم، لا نتمتع بمأكولات كثيرة! هل لديك مكان في منزلك؟ نعم، تعال، فإن المكان متسع للغاية والمأكولات شهية وعديدة. انطلق فأر المدينة نحو الإسكندرية وفي صحبته فأر القرية، وتسللا إلى المنزل. قال فأر القرية: "إني جائع، ماذا تقدم لي؟" تعال خلفي"... تسلل الاثنان نحو المطبخ، وإذ اشتما رائحة الطعام، قال فأر القرية: "يا لها من رائحة ممتعة! لقد حُرمتُ كل زمان حياتي من هذه الرائحة؟" هذا بالنسبة للرائحة، فماذا عندما تذوق... تعال ورائي.دخل الاثنان في دولاب المطبخ وصنعا ثقبين في كيس للسكر، وصار يأكلان. كان فأر القرية يلتهم السكر وهو يقول في داخله: "يا له من طعم لذيذ! لم أذق مثل هذا قط من قبل!" فجأة انفتح باب الدولاب، ومدت سيدة يدها لتأخذ كيس الدقيق. همس فأر المدينة في أذن صديقه: "لتُسرع ولتجري ورائي". ثم دخل الاثنان في ثقب. اهتز كل كيان فأر القرية وهو يقول: "لقد نجونا من يد السيدة!" علق فأر المدينة قائلاً: "لا تخف، إنها لحظات وتُغلق السيدة الدولاب، ثم نعود إلى كيس السكر". تركت السيدة المطبخ، وعاد الفأران إلى حيث كانا ليأكلا من السكر. وفي طريقهما إلى كيس السكر قال فأر المدينة لصديقه: "تعال معي". وسار الاثنان إلى الرف العلوي حيث يوجد بلح مجفف وتين مجفف مغلف بكيس شفاف. بدأ الاثنان ينقران الكيسين، وبينما كان فأر القرية يأكل منهما مندهشًا، وحزينًا على عمره الذي عبر دون أن يتمتع بمثل هذه الأطعمة، إذا به يسمع صوت مومأة: "مِوْ...مِوْ".
ما هذا الصوت! هش! لا تتحدث! إنه صوت أخطر قط في المدينة، صياد ماهر للفئران.إن وثب عليك يلهو بك، ويحطم أعصابك.ويقتلك ببطء شديد، ثم يأكلك! يا له من أمر خطير!لنرجع إلى الثقب الذي جئنا منه حتى يترك القط المطبخ. بقى الاثنان في الثقب، وكان القط يحوم حوله، لكنه لم يستطع أن يدخله. بعد فترة خرج الاثنان، فدعا فأر المدينة صديقه أن يذهب معه إلى المخزن. وكان المخزن بالنسبة لفأر القرية عالَمًا جديدًا لم يسبق أن يقتحمه. ما هذا العالم العجيب؟! هذا هو عالمنا الممتع، فنحن لا نعرف الحرمان الذي تُعانون أنتم منه. أخبرني عن أسماء هذه الأطعمة، وما هي أشهاها؟! هلم نتمشى معًا، لكي نتذوق كل صنف...فإن غالبية الأطعمة هنا شهية. كان فأر القرية يتنقل مندهشًا... يمد رأسه ليشتم كل صنف يلتقي به، ويأكل القليل حتى لا يشبع. فجأة صرخ فأر المدينة: "لا تمل برأسك على قطعة الجبن الشهية!" بماذا؟ إنها بالحق شهية جدًا! إن مددت رأسك لتلمسها تنطبق عليك المصيدة. ماذا تعني؟ تسقط على رأسك قطعة حديد قوية، تطبق على رأسك فتموت في الحال، قبل أن تذق الجبن. ارتعب فأر القرية وهو يقول لصديقه: أشكرك يا صديقي على نصيحتك المملوءة حبًا! لكن اسمح لي أن أعود إلى قريتي. هنا يوجد أطعمة شهية للغاية، لكنني لاحظت أنك تعيش في رعب، تارة تخشى ربة البيت، وثانية القط، ثالثة المصيدة. لأعُدْ إلى القمح والشعير مع السلام وعدم الخوف وأقضي حياتي مطمئن البال.
هب لي روح الشكر الدائم فلا أتذمر قط، ولا أشتهي ما هو ليس لي. عجيب أنت في اهتمامك بي يا إلهي! كثيرًا ما ظننت إنني أُعاني من الحرمان، لكن سلامك الداخلي يُشبع نفسي، ويحوِّل حتى المرارة إلى عذوبة.

الناسك على الصليب


رغب الناسك العجوز مرة أن يخرج من منسكه الصغير ويقصد الكنيسة الكبيرة القريبة من منسكه أسوة بالمؤمنين الكثر الذين يزورونها ويطلبون من الرب.ركع الناسك أمام الصليب الكبير القائم في وسط الكنيسة وقال: يا رب, أريد أن أتألم معك , هلا أعطيتني مكانا لأكون على الصليب بدلا منك؟ تفاجأ الناسك بصوت المصلوب يقول له: (سأحقق لك طلبك بشرط أن تعدني بالبقاء صامتا تماما طالما أنت على الصليب) قبل الناسك بالشرط وأخذ مكان المصلوب دون أن يلاحظه أحد. وصل رجل غني صلّى وغادر ناسيا محفظته المليئة بالمال الوفير, فبقي الناسك صامتا. أتى بعده رجل فقير, وبينما كان يصلي لاحظ المحفظة المليئة بالنقود على الأرض. فوجدها أخذها ومشى وبقي الناسك صامتا. ثم أتى شاب ليطلب الحماية في سفره بالباخرة لأنه ذاهب إلى بلاد بعيدة. فيما كان الشاب المسافر يصلي وصل الرجل الغني يبحث عن محفظته فاتهم الشاب بسرقتها وبدأ بالصراخ والشتائم وهدد باستدعاء الشرطة التي أتت واحتجزت الشاب. لم يستطع الناسك البقاء صامتا فنطق بالحقيقة وسط ذهول الجميع. فركض الغني مسرعا وراء الفقير, والشاب مسرعا وراء الباخرة لئلا تفوته. عندما فرغ المزار من الحجاج أتى الرب إلى الناسك وقال له:(انزل لست مؤهلا أن تكون مكاني لأنك ام تبقى صامتا.) أجاب الناسك: ولكن يا رب, هل يجب أن أبقى صامتا أمام مشكلة كهذه؟ فأجاب الرب:(كان يجب أن يضيّع الغني ماله لأنه سيصرفه في عملية قذرة جدا. وكان على الفقير أن يأخذه لأنه بحاجة ماسّة له. أما المسافر, فلو بقي في الحجز لكانت السفينة التي ستغرق في عرض البحر قد فاتته وبقي على قيد الحياة.) كم نتسرع مرارا في أحكامنا, ونلجأ إلى منطقنا, وننسى أن الرب يرانا بمنطق مختلف لكنه أكثر أمانا وأوسع آفاقا.

2010-04-26

مديون له

حدث ذلك منذ نحو مئة عام خلت ..كان فتى من احدى الاسر الانجليزية الغنية في رحلة لقرى اسكتلندا ..وفيما هو يسبح باحدى بحيراتها اصيبت عضلة قدمه بتقلص مفاجئ ..كان على مسافة طويلة من الشاطئ فصرخ طالبآ الانقاذ وما هي ألا لحظات حتى وجد نفسه محاطآ بذراعي فلاح صغير السن كان في حقل قريب وسمع صراخه ..مرت سنوات قبل ان يتقابلا من جديد ودار بينهما حوار وعرف الفتى ان منقذه لديه رغبة عارمة ان يدرس الطب فاسرع وابلغ والديه فرصدا مبلغآ مناسبآ لهذا الامر ..ولمع الفلاح في الطب ولاسيما في مجال البحث وفي عام 1928 أحدث دويآ هائلآ باكتشافه مادة البنسلين القاتلة للميكروبات ..انه الدكتور الذائع الصيت "ألكسندر فلمنج"..
كذلك الفتى الغني اشتهر هو ايضآ بل ربما فاق فلمنج ..وفي سنوات الحرب العالمية الثانية ترك انجلترا وذهب الى البلاد الشرقية ليتقابل مع روزفلت وستالين ..وهناك اصيب بالتهاب رئوي حاد ..ومرة اخرى تعرضت حياته للموت ..ومرة اخرى ينقذ بفضل "فلمنج" ..لكن هذه المرة عن طريق جرعات البنسلين ..انه "ونستون تشرشل" زعيم انجلترا الاشهر الذي صار على الرغم من نفوذه الواسع وغناه مدينآ بحياته مرتين للدكتور فلمنج ..
ايها القارئ ..قد تكون غنيآ ..قد تمتلك جزءآ مما امتلكه تشرشل من اموال ومقتنيات وقد تبلغ بعضآ مما بلغه من شهرة ونفوذ ومع هذا فأن كنت قد قبلت خلاص الرب فستبقى مدينآ له الى الابد ..انت مدين له لقد احبك ومات بدلا منك ..انت مدين له لقد سفك دمه ليغسلك به من خطاياك ..انت مدين له لا مرة ولا مرتين بل بلا عدد !! فهو لاينجيك فقط من الاخطار العديدة التي نتعرض لها بين الحين والاخر بل لقد نجاك مما هو اخطر من الكل ..لقد نجاك من الهلاك الابدي واعطاك الحياة الابدية ..ايها القارئ ..هل تشعر فعلا بانك مدين بحياتك للرب يسوع ؟وهل فكرت من قبل في هذه الاية :"ماذا أرد للرب من اجل كثرة حسناته لي " (مز 12:116)..

يسوع يحبك بصدق


فى كل يوم أحد عصرا ، وبعد انتهاء خدمات صباح الأحد ، كان الراعى وابنه البالغ من العمر 11 عاما يذهبان الى المدينة ليوزعا بعض النبذ .
وفى يوم الأحد الذى نتحدث عنه ، عندما حان وقت خروجهما للشوارع يحملان النبذ ،
كان الجو قد أصبح شديد البرودة وراح المطر ينهمر . وارتدى الصبى اثقل الملابس التى يمتلكها وقال فى حماس لوالده" نعم يابابا ، إننى مستعد "ورد عليه والده الراعى " ما الذى أنت مستعد له ؟ "فقال الصبى " أبى ، إنه الموعد الذى فيه نأخذ فيه النبذ معاً ونخرج للشارع "فرد عليه والده " ياولدى ، إن الجو شديد البرودة فى الخارج ، والأمطار تهطل بشدة"وهنا نظر الصبى نظرة تعجب لوالده ، متسائلا " ولكن أما زال الناس يذهبون للجحيم حتى أثناء هطول المطر ؟ "فأجابه والده وقال فى بطء " ولدى ، لن أخرج فى مثل هذا الجو "فسأل الصبى والده وهو يائس " أبى هل من الممكن أن اذهب أنا _ من فضلك اسمح لى ؟تردد والده للحظات ثم قال " يمكنك أن تذهب ياولدى. ها هى النبذ، فقط كن حريصاً يا بنى"فقال الصبى " شكراً يا أبى " وحالما انتهى من جمع النبذ خرج من الباب فى حماس مهرولا فى المطر .
مشى الغلام ذو الاحدى عشر عاما فى شوارع المدينة وهو يقرع الأبواب بابا وراء الآخر ،
بينما راح يعطى نبذة لكل من يقابله فى الشارع .
بعد مرور ساعتين كان قد ابتل حتى نخاع عظامه وقد بقى معه آخر نبذة .
فوقف فى ركن وهو يتطلع ليقابل أى مار ليعطيه النبذة الأخيرة ، ولكن الشوارع بدت مهجورة تماما .وهنا اتجه الى أول منزل رآه ، ومشى الممر الجانبى متجها للباب الأمامى ودق جرس الباب .
دق الجرس ولم يستجب أحد . فدق الجرس مرة أخرى ، وما زال ليس هناك استجابة .
انتظر ولكنه لم يتلقى استجابة . وفى النهاية استدار الصبى ذو الاحد عشر عاما ليمشى ، ولكن شئ ما استوقفه .فعاد مرة أخرى الى الباب ودق الجرس مرة أخرى ، وأخذ يقرع الباب بقبضته محدثا صوتا عالياً .وانتظر فقد كان هناك شيئا ما يستوقفه فى الردهة الأمامية .
ثم دق الجرس مرة أخرى ، وهذه المرة كانت هناك استجابة ،
فقد فتح الباب ببطء شديد.ورأى سيدة كبيرة السن يرتسم على ملامحها الحزن الشيد، تقف أمام الباب . ولكنها قالت له بهدوء " ما الذى يمكننى أن افعله من أجلك ، يا ولدى ؟ "فقال الغلام بعينين مشعتان وابتسامة عريضة تضئ وجهه " سيدتى ، إننى آسف إذ كنت قد أزعجتك ، ولكننى فقط أريد أن اخبرك ، أن يسوع يحبك بصدق ، بالحقيقة يحبك أنتِ"وقد اتيت لأقدم لك آخر نبذة بقيت معى ، والتى ستخبرك كل شئ عن يسوع ومحبته العظيمة "وهنا ناولها الصبى آخر النبذ التى معه ، واستدار ليمشى . وقالت له السيدة وهو يبتعد " شكرا لك ، يا بنى ! الرب يباركك " وقد لاحظ الغلام أن هناك نبرة تعزية وأمل صارت فى صوتها .فى الكنيسة ، صباح يوم الأحد التالى ، ومن فوق المنبر قال الوالد الراعى متسائلا "هل هناك من لديه اختبار يود أن يشاركنا به ؟ أو أى منكم يريد أن يكلمنا بشئ ؟ "وفى الصف الأخير من الكنيسة ، وقفت فى بطء سيدة كبيرة السن على قدميها .وحين بدأت الكلام ، أشرق وجهها بضياء مجيد وهى تقول " لا أحد منكم فى هذه الكنيسة يعرفنى ، فلم أحضر بينكم من قبل . هل تعلمون أنه قبل الأحد الماضى لم أكن مسيحية مؤمنة . زوجى قد توفى ، فى وقت سابق ، وقد تركنى وحيدة تماما فى هذا العالم .
والأحد الماضى كما تذكرون كان شديد البرودة مطير ، وهكذا كان حال قلبى بل أكثر ..
حيث وصلت الى نهاية طريق اصبحت بعده بدون أى امل أحيا من أجله ." وهكذا أخذت حبلا وكرسى ، وتسلقت السلم الى سطح منزلى حيث ربطت أحد أطراف الحبل جيداً فى أحد دعامات السقف ، ثم وقفت فوق الكرسى وربطت طرف الحبل الآخر حول عنقى " .وكنت واقفة هناك فوق الكرسى وأنا وحيدة بشدة وقلبى كسير جداً ، وبينما كنت على وشك أن اقفز من فوق الكرسى لأشنق نفسى ، وفجأة إذا بصوت جرس الباب العالى يزعجنى وفكرت أن انتظر ، لدقيقة ، وسيمضى الطارق اى كان "" انتظرت وانتظرت .. ولكن رنين جرس الباب بدى أنه صار أعلى واكثر اصراراً ثم بدأ الشخص يدق الباب بقبضته بصوت عال . وفكرت فى نفسى مرة أخرى وأنا اتساءل" من يكون هذا فى هذه الدنيا ؟ . فلم يدق جرس بابى أحد من قبل ولم يحضر أحد أبداً لرؤيتى وهكذا حللت الحبل من حول عنقى وتوجهت ناحية باب المنزل الأمامى ، بينما رنين الجرس المستمر والقرعات على الباب يصبحان أكثر ارتفاعا طيلة الوقت  . وعندما فتحت الباب ونظرت ، وبالكاد استطعت أن أصدق عيناى !" فقد كان هناك فى فناء بيتى الخارجى ، أكثر وجه طفل ملائكى مشرق قد سبق ورأيته طيلة عمرىابتسامته ! اوه لا يمكننى وصفها لكم ! والكلمات التى خرجت من بين شفتيه جعلت قلبى ،الذى كان قد مات منذ زمن طويل ، يبدأ يعود للحياة مرة أخرى .بينما يعلن لى فى صوت ملائكى " سيدتى ، لقد أتيت فقط لأخبرك ،أن يسوع يحبك بصدق ، بالحقيقة يحبك أنتِ"ثم اعطانى هذه النبذة التى امسكها بيدى الآن . وحينما اختفى هذا الملاك الصغير ،خلف ظلمة هذا الجو المطير الرطب ، حينئذ أغلقت أنا بابى وقرأت بتمعن كل كلمة وردت فى هذه النبذة . ثم صعدت الى سطح منزلى وأحضرت الحبل والكرسى ، فلم أعد أحتاج لهم مرة أخرى" فكما ترون أنا الآن ابنة سعيدة للملك ، ولما كان عنوان كنيستكم مذكور فى ظهر النبذة فقد حضرت بنفسى لأقول ، شكراً لملاك الله الصغير الذى جاء فى اللحظة الأخيرة ،وبعمله هذا أنقذ نفسى من أبدية فى الجحيم "وفى هذه اللحظة لم يعد هناك عيون غير باكية فى الكنيسة .
وبينما هتافات الحمد والتهلليل والتمجيد لملك الملوك سمع صداها من كل عمود فى البناية ،
نزل الوالد الراعى من فوق المنبر واتجه للصف الأول من المقاعد حيث كان الملاك الصغير يجلس . وحمله بين ذراعيه وهو يجهش بالبكاء بدون توقف ربما لم تختبر كنيسة أخرى لحظات مجيدة كهذه اللحظات وربما فى كل العالم لم يغمر أب آخر محبة وافتخار من جهة ابن الا واحد فقط .
هذا هو ابانا السماوى الذى سمح لإبنه الوحيد ، يسوع أن يأتى الى عالمنا البارد المظلم ثم استقبله ثانية ، وكما سبحت جميع السماوات وعظمت الملك ، أجلس الآب ابنه الحبيب على عرش أعلى من كل الرياسات والسلاطين والقوات واعطاه اسما فوق كل اسم يسمى .ربما يكون هناك من يقرأ هذه القصة ، وهو يجتاز نفسه فى أوقات مظلمة باردة ، وحيدا فى اعماقه . قد تكون مسيحيا مؤمنا ، لأننا لسنا بلا مشاكل ، أو ربما لم تتعرف بعد بملك الملوك.لكن مهما كانت علاقتك بالرب ، ومهما كان نوع مشكلتك او الموقف الذى ترى نفسك فيه ،لا يهم كم السواد حالك من حولك ، فقط أنا اريدك ان تعرف يقيناً اننى هنا لأقول لك" أن يسوع يحبك بصدق ، بالحقيقة يحبك أنت شخصياً "" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يوحنا 3 : 16 ) "" لأنه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم . الذى يؤمن به لا يدان والذى لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد ( يوحنا 3 : 17-18 ) "

ماذا تلتقط اذناك


يحكى ان رجلا من سكان الغابات كان في زيارة لصديق له باحدى المدن المزدحمة وبينما كان سائرآ معه في احد الشوارع التفت اليه وقال له "انني اسمع صوت احدى الحشرات"..اجابه صديقه "كيف ؟!! ماذا تقول؟!! كيف تسمع صوت حشرة وسط هذا الجو الصاخب ؟!!" قال له رجل الغابات "انني اسمع صوتها ..انني متأكد وساريك شيئآ"..اخرج الرجل من جيبه قطع نقود معدنية ثم القاها على الارض ..في الحال التفتت مجموعة كبيرة من السائرين ليروا النقود الساقطة على الارض..واصل رجل الغابات حديثه فقال "وسط الضجيج لا ينتبه الناس الا للصوت الذي ينسجم مع اهتماماتهم..هؤلاء يهتمون بالمال لذا ينتبهون لصوت العملة اما انا فاهتم بالاشجار والحشرات التي تضرها لذا يثير انتباهي صوتها "..وانت ايها القارئ ..ماهو اهتمامك الاول ؟اهتمامك الاول يحدد اي نوع من الاصوات تنتبه اليه وسط ضجيج اعمالك اليومية ..والان دعني اصارحك ان لو يكن الرب يسوع هو اهتمام قلبك الاول وانشغال ذهنك الاول فلن تقدر ان تميز صوته ..وليكن هو واموره الرقم الاول في قائمة اهتماماتك ..انشغل به وسيمكنك بسهولة ان تتمتع بحضوره وان تشعر بارشاداته حتى وانت تسير في قلب الشوارع المكتظة بالناس..اريدك دائمآ الاول في حياتي ..الاول في كل شئ ..

توفي الشخص الذي كان يعيق تقدمكم‎


في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيسي لمكان العمل كتب عليها: لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة! ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك في البداية حزن جميع الموظفون لوفاة أحد زملائهم في العمل لكن بعد لحظات تملك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم! بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة وضع بها تابوت وتولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل التابوت وكلما نظرشخص لما يوجد بداخل التابوت أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روحه لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن وبجانبها لافتة صغيرة تقول"هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك في هذا العالم وهو أنت"

حياتك لا تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو زوجتك أو مكان عملك أو حالتك المادية.حياتك تتغير عندما تتغير أنت وتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك! راقب شخصيتك وقدراتك ولا تخف من الصعوبات والخسائر والأشياء التي تراها مستحيلة! كن رابحاً دائماً! وضع حدودك على هذا الأساس تصنع الفرق في حياتك وذلك يكون بحسن التوكل على الله وليس التواكل والأخذ بالأسباب والإخلاص لله ثم الإخلاص في العمل والبعد عن اليأس والإحباط والعجز والتكاسل

2010-04-12

هلك بسببى


كان يوماً كئيباً فى كل شىء ... الجو حار بشكل غريب ... الآنربة تملىء الهواء ... الشمس مختفية وراء سحب كثبفة ... شعر بأختناق شديد فالكون كله يقف ضده فى هذا اليوم ... أخذ يتذكر بعض من المواقف التى مرت به فى الآيام السابقة فوجدها كلها تزيده هماً وضيقاً . فها هو يتذكر العظة التى ألقاها يوم الاحد الماضى فى أجتماع الشباب وكيف شعر أنه كان يردد عبارات وكلمات لم يعشها من قبل لذلك تأكد تماماً أنه لم يخرج احد مستفيد من من هذا الموضوع .... وتذكر خدمته يوم الجمعة وكيف كان عدد المخدومين فى فصله لا يتجاوز عدد أصابع يديه ... إذن فهو خادم فاشل ومتكلم تافه و.... و....
أذن ما فائدة القداسات والآجتماعات والمؤتمرات والقراءات الروحية بل ما فائدة هذه الحياة بجملتها ............ ... ظل سائراً وهذه الآفكار القاتلة تلتف حول نفسه فى بطء مميت . واخيراً قرر ان يخرج نفسه من هذا الجو الكئيب وما أن رفع رأسه حتى وجد نفسه أمامه مكان لم يفكر يومأ فى ان يدخله وهنا بدأ يشعر بان الضغط الواقع تحته بدأ يقل تدريجياً . فشعور المغامرة يملىء النفس بمشاعر لذيذة ، فالمغامرة تعنى دخول المجهول تعنى معرفة شىء جديد تعنى ايضاً خبرة جديدة مكتسبة ولكن هذا المكان ملىء بالشر " مش مهم ، لن أدخله مرة أخرى " هكذا خاطب نفسه وبالفعل قطع تذكرة الدخول وجلس فى أحدى الموائد الفارغة ولم يكد يستقر على كرسيه حتى وجد أمامه فتاة ترتدى ملابس غير لائقة تنظر اليه نظرة ممتلئة بالشر ... لقد وجد اناس كثيرين يغطون فى كلمات وضحكات هيستيرية بفعل الخمور التى يشربونها كالماء. أناس يتنفسون الفساد كالهواء . لم يستطع أن يظل فى هذا المكان اكثر من عشر دقائق بعدها وجد نفسه يخرج مسرعاً من هذا المكان وهو يردد لنفسه " سامحنى يارب ... سامحنى يارب " وظل مسرعاً فى خطواته حتى وجد نفسه بين أحضان كنيسته وهنا جلس بجانب رفات العظيم مار جرجس وعندما أشتم رائحة الحنوط العطرة شعر بسعادة حقيقية وقال لنفسه " هنا يارب موضع راحتى " وأخذ يردد بعض المزامير المحببة الى نفسه فشعر بسعادة أكثر وما هى ألا دقائق أخرى الا وكان قد أتصل بأبونا ميخائيل وطلب مقابلته فوراً وكالمعتاد لم يتاخر أبونا فى طلبه بل دعاه الى منزله وبعد نصف ساعة خرج من بيت أبونا ميخائيل وهو يكاد يطير من الفرح لقد أخبر أبونا بكل شىء وتنقاش معه فى كل الآشياء التى كانت تتعبه وكالمعتاد أيضاً شعر بأن الله هو الذى يتكلم على فم ابيه الروحى وهو فى طريق عودته وضع يده فى جيب قميصه يبحث عن منديله فوجدها مازالت موجودة " تذكرة الملهى الليلى الذى ذهب اليه " فأخرجها وهو يبتسم متعجباً من نفسه كيف دخل مثل هذا المكان وبهدوء مزقها ونثر اجزائها فى هواء الليل المنعش الذى شعر به يملىء رئتيه . ومضت الايام وعاقبت السنين وهو ممتلىء نشاط فى كل شىء فى حياته الروحيةوفى خدمته حتى أصبح أمين عام الخدمة فى كنيسته ورشح عدة مرات لنوال نعمة الكهنوت لكنه رفض فى أتضاع حقيقى معلناً عدم قدرته على هذه المسئولية العظيمة وتمضى الايام حتى يأتى ذلك اليوم الذى فوجىء فيه بأمراة تبدو عليها سمات الحزن الشديد تقترب منه وتقول له بصوت يمتزج بحزن مرير " زوجى فى لحظاته الاخيره ويطلب رؤيتك بشدة فأرجوك لا تخذله " بدون تردد ترك كل ما يده وذهب مباشرة مع هذه المراة وعندما وصل الى بيتها وجد ما لم يكن يتوقعه " رجل عجوز ممداً على بطانية ممزقة وأخرى ملقيه على كتفيه ، يسعل بصوت غريب حين تسمعه تتأكد تماماً ان رئتيه تتمزقتان وحينما أقترب منه وجد أن الهالات السواد تحيط بعينيه الصفراويتين بشكل بشع . شعر بالشفقة عليه جداً ... جلس بمقربة منه منتظراً لماذا طلبه هذا الرجل بالذات ولماذا لم يطلب أحد الآباء الكهنة ... مرت دقائق ثقيلة وهو يلاحظ ان هذا الرجل ينظر اليه ثم يستدير بوجهه الى الحائط فعل هذا عدة مرات وأخيراً نظر اليه هذا العجوز وقال فى صوت عميق كأنه صادر من قبر سنين بعيدة " انا فى نفس عمرك تقريباً ... ولدت فى أسرة ميسورة الحال ، مات والدى وبعده بقترة ليست كبيرة ماتت والدتى ، كنت شاباً متزناً أحب المرح واللهو ولكن كنت فى نفس الوقت أحب أن أبدو فى صورة الانسان المحترم . كنت اذهب الى الكنيسة كل يوم أحد لآحضر القداس وفى أحد المرات سمعت ان هناك خادم جيد سيلقى موضوع هام فى أجتماع الشباب فقلت لنفسى ما المانع أن أحضر لعلى أستفيد ، وبالفعل حضرت وكنت أنت المتكلم ... تكلمت عن الحياة مع الله وكم كان كلامك مؤثر لقد أثار فى نفسى الكثير من الآسئلة وفجر داخلى رغبة قوية فى الحياة مع الله ومن ذلك اليوم وأتخذتك مثل أعلى لى . كنت أرى فيك الصورة المثالية لكل شىء .... الى أن جاء يوم وكنت سائراً بسيارتى فى طريقى الى أحد أصدقائى وكان الوقت متأخر وبينما كنت أنتظر فى أشارة المرور رأيتك وانت تتجه نحو شباك تذاكر ذلك الملهى الليلى الشهير ... لقد صدمت وذهلت بشكل رهيب ... مثلى الاعلى انهار فى ثوانى معدودة ... أكملت طريقى وانا أفكر هل يستطيع الانسان أن يسير فى طريقين طريق الله وطريق العالم ؟؟!!...فكرت كثيراً ووجدت أنك أنت أجابة سؤالى !!. فها هو خادم نشيط من أبناء الكنيسة وفى نفس الوقت يدخل هذه الاماكن دون ان يضر ... وحاولت أن أسير مثلك ولكنى...... ما كدت أضع قدمى فى هذا المكان حتى وجدت نفسى ساقطاً بجملتى فى هاوية الجحيم .... حاولت الخروج ولكنى لم أستطع ..... أنقطعت عن الكنيسة وعن الآجتماعات ... لم يعد يهمنى أن أظهر بشكل الرجل المحترم .... أدمنت الخمر ... أهملت بيتى وزوجتى وعملى ...تدمرت حياتى وها أنت الان ترانى بقايا انسان .... أحضرتك اليوم لآقول لك " أعرف أنى ذاهب الى الجحيم ولكن تذكر أنك أنت كنت السبب الرئيسى فى كل هذا ..... !!! " وهنا أمال الرجل رأسه وسكت الى الآبد . خرج الخادم من البيت ودموعه تتساقط بغزارة وهو يردد كلمة واحدة " هلك بسببى ..... هلك بسببى " وكعادته ذهب مسرعاً ألى ابيه الروحى ألذى أفهمه " ان الانسان بلا عذر " " وأن كل أنسان سيجازى حسب أعماله " ولكن فى نفس الوقت هناك يوجد ما يسمى العثرة . فأنت بتصرفك هذا قد اعثرت هذا الرجل وهذه خطية بلا شك لذلك فيجب على الآنسان المسيحى أن يعيش حياة التدقيق . أنت حر أفعل ما تشاء ولكن لا تنسى لا تضر نفسك ولا تنسى أن هناك انسان قد يعثر من تصرفك هذا هل تذكر ما قاله القديس العظيم بولس الرسول " ان كان اكل اللحم يعثر أخى فلن أكل لحماً " أكل اللحم ليس خطية فى حد ذاته ولكن أن كان اخى فقير لا يستطيع شراء هذا اللحم وسيشعر بالدونية أذا رانى وانا أكل اللحم بينما هو عاجز عن ذلك أذن سأمنع هذا اللحم عنى محبةً لآخى . لذلك كن مدققاً فى أقوالك وأفعالك كن مدققاً ولا تنسى أن "عقل الحكيم يسبق لسانه " وبعد أن أخذ هذا الخادم الارشاد والحل ذهب مسرعاً الى بيته لكى يحضر عظة الآحد القادم التى سيلقيها فى أجتماع الشباب وموضوعها عن " مابين العثرة وحياة التدقيق " ..........

ألقى خبزك على وجه المياه


كان احد الخدام يتبادل الحديث دائما مع إنسان غير مسيحى كانت تربطهما علاقة عمل، وكان هذا الأنسان غير المسيحى يعارض دائماً العقائد المسيحية خاصة عقيدة التجسد الإلهى وعقيدة الثليث والتوحيد وعقيدة الفداء.. وكان كل حديث يدور بينهما ينتهى بلا فائدة. وذات مرة بعد انتهاء حديثهما معاً قال الخادم لهذا الرجل: "سأطلب منك شيئاً واحداً تجربه فى حياتك. إذا قابلتك مشكلة أو ضيقة معينة ردد فى قلبك وبلسانك هذه العبارة "يا ربى يسوع المسيح أسرع وأعني" فأجاب "لن أقول شيئاً".. ومرت الأيام وقابلت هذا الرجل ضيقة مالية شديدة فإنهارت تجارته وخسر اموالاً كثيرة، وكان كلما مر علية يوماً تزداد حالته انحداراً، ولما تضايق جداً وكان صوتاً داخلياً يناشده ان يردد العبارة التى قالها له الخادم فقال: "يا ربى يسوع المسيح اسرع واعنى". فأنقلبت الأحوال وتحسنت أحوال تجارته، وكان كلما مر عليه يوماً يزداد تحسناً حتى عادت حالته المالية افضل مما كانت علية قبل الخسارة. ومع ذلك لم يقبل المسيح ومرت الأيام وأصيب هذا الرجل بمرض شديد واستدعى عدد كبير من الأطباء المشهورين بحكم غناه الشديد، ولما ضاق به الحال ولم ينال الشفاء وعجز الأطباء عن علاجه ورفعوا ايديهم وقد اقترب من الموت، وكان الصوت الداخلى ينادية ان يقول العبارة التى قالها له الخادم فصرخ وهو على فراش الموت وقال : "ياربى يسوع المسيح اسرع واعنى" فنال الشفاء ومع ذلك لم يقبل المسيح. ومرت الأيام وذات يوم وجد ان ابنه الوحيد اصيب بالجنون واخذ يلف ويدور به على الأطباء المستشفيات لعلاجه ولكن دون جدوى، وذات ليلة فى ساعة متأخرة نام الولد بعد فترة طويلة من الهلوسة والتخريف.. وكان الرجل قد طار النوم من عينيه وجالس ينظر الى ابنه الوحيد وهو نائم، كان ينظر اليه فى حسرة ويأس وحزن شديد، وفى تلك اللحظة تذكر العبارة ومن ضيقه نفسه صرخ: "ياربى يسوع المسيح اشف ابنى"، فوجد يد ممدودة وبها ثقب من آثار المسمار الذى دق فيها ووضعت على رأس ابنه المريض بالجنون، فقام الولد من نومه وارتمى فى حضن ابية، وقد عاد الى عقله وتم شفاؤه. فآمن الرجل غير المسيحى بيسوع المصلوب وتعمد على اسمه القدوس
.صديقى الخادم هل انت مستعد لمجاوبة كل من يسألك عن سبب الرجاء الذى فيك؟ هل جربت ان تلقى خبزك على وجه المياه لتعاين بنفسك انك ستجده بعد ايام كثيرة (جا11 :1)؟ صديقى لو رأى فينا العالم غير المسيحى شيئاً من رائحة المسيح لصارت ممالك العالم للرب ومسيحه. لو كنا مسيحين بالحقيقة وخدام للرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى ما كان هناك الأن إنسان غير مسيحي على هذه الأرض، ولكننا يجدف على اسم المسيح بسببنا وبسبب افعالنا التى لا تليق بنا كمسيحين وكخدام للمسيح! ليتك تكون حياتك فى حد ذاتها كرازة بإسم المسيح يرى الناس فيها أعمالك الصالحة فيمجدوا مسيحك وإلهك الذى فى السموات..

"الفم الطاهر النفس يتكلم كل ساعة عن خالقه.. فم العفيف يتكلم بالطيبات ويلذذ صاحبه ويفرح سامعيه" (الشيخ الروحاني)

رؤية مختلفة لعيد القيامة


كانت هناك سيدة تدعى اديث بيرنس وهى سيدة مسيحية تقية كانت تعيش فى سان انتنيو ، تكساس . وكانت هى إحدى مريضات طبيب مسيحى حقيقى رقيق اسمه ويل فيليبس ،كان يرى المرضى فى انسانيتهم وليس كحالات فقط .كانت اديث بيرنس مريضة ذات اعتبار خاص لديه . وفى صباح أحد الأيام ذهب الطبيب لعيادته وقلبه مثقل بسبب هذه المرأة . وعندما مر على غرفة انتظار المرضى رأى هناك اديث ومعها كتابها المقدس الأسود الكبير على ركبتيها ، منهمكة فى الحديث مع أم صغيرة السن تجلس الى جوارها .كان دكتور فيليبس يعرف لماذا اديث فى العيادة وما الذى تفعله .فقد كانت عادة ما تسأل اديث بيرنس الآخرين قائلة " أهلاً ، اسمى ادبث بيرنس . هل تؤمن بعيد القيامة ؟ " ، ثم تبدأ فى شرح معنى عيد القيامة ، ومرات عديدة كانت نفوس المتحدثين اليها تخلص . مر دكتور فيليبس الى مكتبه حيث قابل رئيسة الممرضات التى تدعى بيفرلى .كانت بيفرلى قد التقت من قبل بالسيدة اديث بيرنس وهى تقيس لها الضغط .وقد بدأت اديث حديثها معها قائلة " أهلاً ، اسمى ادبث بيرنس . هل تؤمنين بعيد القيامة ؟ " .ورديت بيفرلى قائلة " لماذا ، نعم أنا أؤمن . "فقالت اديث " وما الذى تعتقدينه بخصوص عيد القيامة ؟ " .فردت بيفرلى قائلة " إن به ، لعبة البحث عن البيض الملون ، والذهاب الى الكنيسة ، وارتداء الملابس الجديدة . "حسنا ، واستمرت اديث تشرح لها المعنى الحقيقى لعيد القيامة ، حتى قادتها آخيراً الى التعرف بيسوع المسيح كمخلص شخصى لها .وقال الدكتور فيليبس لبيفرلى " من فضلك لا تدعين اديث للدخول لمقابلتى الآن ، فأنا أرى أن هناك ولادة روحية تحدث مرة أخرى فى غرفة الإنتظار " .وعند دخول اديث غرفة الطبيب ، جلست ولما نظرت للدكتور فيلبس قالت " دكتور ويل ، لماذا أنت حزين هكذا ؟ . هل أنت تقرأ فى الكتاب المقدس ، وهل تصلى ؟ " .قال لها الطبيب " الآن أنا الطبيب وأنتِ المريضة " ثم بقلب كسير عاد وقال لها " تقرير التحاليل المعملية قد وصلت وتفيد إصابتك بالسرطان ، وها أنت يا اديث لن تعيشى طويلاً "فقالت اديث " دكتور ويل فيلبس ، عار عليك ، حزنك الشديد هذا ، هل تعتقد أن الله يعمل أشياء خاطئة ؟ . إنك قد أخبرتنى للتو أننى فى طريقى لر}ية ربى يسوع الغالى ، ولرؤية زوجى وأصدقائى الذين سبقونى . لقد أخبرتنى بأننى سأذهب لأحتفل بالقيامة الى الأبد ،وأنت هنا تجد صعوبة فى إعطائى تذكرة سفرى ! "قال دكتور فيلبس لنفسه " ما أعظمها من إمرأة !! " استمرت ايديث تعود دكتور فيلبس يومياً . وعندما جاء وقت الكرسماس وأقفلت العيادة حتى يوم 3 يناير ،ولكن لما فتحت العيادة لم تظهر ايديث . ومتأخراً فى مساء هذا اليوم اتصلت ايديث بالدكتور فيليبس وقالت له أنها لا بد أن تدخل المستشفى ثم أردفت قائلة " إننى قريبة جداً من بيتى ،فمن فضلك دبر أن يجعلوا دائما رفيقتى فى غرفة المستشفى سيدة تحتاج أن تعرف معنى عيد القيامة ".وقد فعلوا هكذا بالمستشفى " وبدأت سيدات عدة تشارك اديث غرفتها .وكثيرات منهن خلصن لمجد الله . وصار جميع من فى هذا الطابق بدء من العاملين حتى المرضى منشغلا بأمر ايديث ،حتى بدءوا يدعونها ايديث عيد القيامة ، الجميع عدا رئيسة التمريض فيليس كروس .ولقد أظهرت بوضوح إنها لا تريد شيئاً ولا تهتم بما تفعله ايديث لأنها " متهوسة دينياً ".فقد كانت ممرضة فى مستشفى للجيش ، وقد سمعت ورأت كل شئ . وقد سبق وتزوجت 3 مرات ، وهى قد تقست وأصبحت باردة تماما كما قال الكتاب . حسناً ، فى صباح أحد الأيام أصاب المرض الممرضتين اللتين تقومان بالعناية بايديث .وايديث نفسها أخذت الدور ، وكان على الرئيسة أن تذهب لتحقنها بالدواء .حينما دخلت غرفة ايديث ، ارتسمت إبتسامة عريضة على وجهها وقالت " فيليس ، الله يحبك وأنا كذلك أحبك ، وأنا أصلى لأجلك " .فأجابتها فيليس كروس قائلة " يمكنك أن تكفى عن الصلاة لأجلى ، أنتِ متهوسة دينياً ،ولكن هذا لن يجدى معى ، فليس لدى أية أهتمامات بذلك ، فقالت ايديث " إننى سأستمر أصلى وقد طلبت من الله ألا يأخذنى اليه قبلما تنضمى أنتِ الى عائلته " .فأجابتها فيليس كروس وقالت " إذاً أنتِ لن تموتى أبداً ، لأن هذا لن يحدث أبداً " ثم خرجت من الغرفة .كل يوم من الأيام التالية عندما كانت فيليس كروس تدخل الى غرفتها كانت ايديث تقول " الله يحبك يا فيليس وكذلك أنا ، وأنا أصلى لأجلك " .وفى أحد الأيام قالت فيليس كروس ، أنها حرفيا شعرت بانجذاب ناحية غرفة ايديث مثلما ينجذب الحديد الى المغناطيس .ثم جلست على فراش ايديث التى قالت لها " إننى سعيدة جداً أنكِ أتيتِ .لأن الله قال لى أن اليوم هو يومك الخاص . " فقالت فيليس كروس " ايديث إنكِ سألت كل واحد هنا سؤال ، هل أنت تؤمن بعيد القيامة ولكنكٍ لم تسألينى إياه أبداً . "فقالت ايديث " لقد أردت عدة مرات يا فيليس ، ولكن الله كان يقول لى أنه على أن أنتظر حتى تسألى بنفسك ، وها أنتِ قد سالتِ .. "وعندئذ فتحت ايديث بيرنيس كتابها المقدس وشاركت قصة عيد القيامة ، قصة صلب وموت وقيامة يسوع المسيح .قالت ايديث " فيليس هل أنتٍ تؤمنين بعيد القيامة ؟ وهل تؤمنين أن يسوع المسيح حى ويريد أن يحيا فى قلبك ؟ " .فأجابت فيليس كروس قائلة " أننى أريد أن اؤمن بكل قلبى ، وأنا اريد أن يعيش يسوع فىَّ " .وفى الحال صلت فيليس كروس داعية يسوع المسيح الى قلبها .ولأول مرة لا تمشى فيليس كروس خارجة من غرفة فى المستشفى فقد كانت كمن تحملها الملائكة على أجنحتها .وبعد يومين ، عندما أتت فيليس كروس قالت لها ايديث " هل تعلمين أى يىم هو ؟ " .فقالت فيليبس كروس " لماذا يا ايديث ؟ أنه يوم الجمعة العظيمة . "فقالت ايديث " إن كل يوم هو عيد قيامةلكِ . فعيد قيامة سعيد لكِ يا فيليس " وبعد يومان آخران ، فى صباح أحد القيامة " جاءت فيليس كروس الى العمل ، وأدت مهامها ثم نزلت الى الدور الأول واشترت بعض من زهور الزنبق التى تزهر فى عيد القيامة من محل الزهور ، لأنها أرادت أن تصعد الى غرفة ايديث لتراها وتقدم لها الزهور متمنية لها عيد قيامة سعيد .وعندما ذهبت الى غرفة ايديث ، كانت ايديث فى الفراش وكتابها المقدس الأسود الكبير فى حجرها .وكانت كلتا يداها مدسوستين فى الكتاب المقدس . بينما تعلو محياها ابتسامة عذبة .وعندما اتجهت فيليس لتمسك بيد ايديث أدركت أنها قد ماتت .وكانت يد ايديث اليسرى مدسوسة فى انجيل يوحنا الأصحاح الرابع عشر 2-3 " في بيت ابي منازل كثيرة.وإلا فاني كنت قد قلت لكم.انا امضي لاعد لكم مكانا. وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا. " .بينما يدها اليمنى تشير الى رؤيا 21 : 4 " وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت. " القت فيليس كروس نظرة على الجسد المسجى ، ثم رفعت عينيها ناحية السماء ومن وسط دموعها التى غمرت وجنتيها قالت " عيد قيامة سعيد يا ايديث – عيد قيامة سعيد " وعندما غادرت فيليس كروس غرفة ايديث ، كانت هناك تلميذتى تمريض تجلسان أمام طاولة ، فاقتربت منهن قائلة" اسمى فيليس كروس ، هل تؤمنان بعيد القيامة ؟ "."فتقدم يسوع وكلمهم قائلا.دفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.( متى 28 : 18- 19 ) "

2010-04-11

لم أنسى إنى إمرأة


لم أنسى إنى إمرأة وقد انحنى ظهرى لأوجاع السنين ثمانية عشر عاما وروح الضعف تطرحنى النفس منحنية قبل انحناء الظهرالروح منسحقة قبل الكسر واليأس يملأنى أنين لما رآنى دعانى آن الاوان لو تعلمين السبت ليس كأى سبت اليوم أن لحزنك أن يستكين..أحلنى من ضعفى بلمسة يديه أنهضنى أقامنى شددنى رفع رأسى المنحنية حتى قدمىّ فك قيدى من الخطية مجدا له.. حررنى الأمين.

+ + + + + + + + + + + + + +

لم أنسى حين مشيت خلفه باحثة عن لمسةٍ فى طرف ثوبه عن شفاء قد ألمّونى من يدّعُون الطب ولم يُجدى دواء أنفقت كل أموالى وقد ضاعت هباء والقلب ينزفُ مثل الجسم واقترب الفناء إثنتى عشر عاما بخيرِها وبشّرِها حتى يأست وقد زاد العناء إلى أن عرفته والتقيته .. آه لو ألمس الثوب فقط آه لو يتركونى أقترب فأسير عمرى خلفه الجمع حوله مزدحم لو يعلمون مدى عذابى أو يشعرون بمدى اكتئابى لو يعرفون مدى احتياجى إلى لمسة شفاء لو يتركونى أصل اليه فيكون حظى من السماء ويكون سعدى اذا وصلت الى الرداء أسير أتعثر فى خجلى أزاحم الجمع يسبقنى أملى لا أستحق أن يقف السيد من أجلى ها قد لحقته..ها قد لمسته وحين مسسته فى الحال جف نبع الداء.

+ + + + + + + + +

لم أنسى حين جريت خلفه صارخة الرحمة ياسيد إبنتى مجنونة جدا الكل حوله لم يتركوا لىّ مكان طلبوا انصرافى أزعجهم صراخى لِما تصيح وراءنا؟ لو يشعرون بقلب أم يحترق والحزن فى الأعماق سيف يخترق من حزنى أصرخ لوعةًً أنا أم أبغى نجدةًً فلتتركونى يكفينى الفتات وسجدت أطلب بالأيمان وباليقين فأعاننى وأعطانى من خبز البنين.

+ + + + + + + + +

لم انسى حين لاقيتك بالأنتحابوالقلب يبكى من فرطِ العذاب والسؤال الممتزج بالاندهاش لو كنت ههنا ياسيد لم يمت أخى فات الأوان والأمر اصبح منتهى من ذا تحبه ها يرقد هنا..!! فوجدتك ياربى تبكى مثلنا والحزن في عينيك يرثى لحالنا هل ياترى شعرت مثلى باكتئاب شاركتنى نفس شعورى بآلام الفراق وأتانى صوتك بالجواب يامرثا ان آمنت ترين مجد الله لكن شكرا لك إلهى المنتصر قد زلزلت كلماتك....إرفعوا الحجرلعازر قام... والفخ انكسر.

+ + + + + + + + + + + +

لم أنسى ربى أني امرأة خلقتنى كتلة من المشاعر فتنتابنى كل مشاعر الضعف والقلق والخوف مرات كثيرة أفكر بعاطفتى ومعظم المرات أبدو متسرعة لكنك خلقت لى ايضا قلبا حنونا فأشكرك لأنك خلقتنى أمرأة قدسنى فيك وأعن ضعفى
منقوول

حارس للملكة


ذاع الخبر في كل أنحاء المدينة ...الملكة تريد شباباً طوال القامة للعمل ضمن حراسها . كان امتيازاً فائقاً أن يعمل شخص في خدمة الملكة ، ولذا تمنى كل شاب أن ينجح في الاختبار وان يقع عليه الاختبار ... قابل واحد منهم صديقاً له فتحدث إليه قائلاً "اعتقد أن فرصتي اكبر منك ...إن قامتي أطول " ، ثم واضعا كتفيهما جنباً إلى جنب ليعرفوا عملياً حقيقية الأمر... بالطبع لم تكن هذه هي المقابلة الوحيدة التي جرت بهذه الطريقة ، فسرعان ما امتلأت المدينة بالمقارنات والقياسات ... وتحدث شاب إلى نفسه قائلا "اعتقد أنني قست نفسي بكل شباب المدينة ...إن قامتي تعلوهم جميعاً ....حتماً سوف انجح " وجاء يوم الاختبار، واكتشف الشباب أن هناك شرطاً آخر ...فالملكة لا تريد فقط طوال القامة بل من يزيد منهم عن المتـــر والثمانين سنتيمتراً .... وعاد الشاب السابق ليقول لنفسه " حسنا ، بكل تأكيد سأكون حارساً للملكة ... إنني أطول الجميع".. وتم قياس الأطوال بكل دقة وظهر أن طول هذا الشاب هو مئة وتسعة وسبعين سنتمتراً ونصف .... كان اقل طولا من المطلوب بنصف سنتيمتر فقط ... إنه أمام شرط الملكة ، قصيـــر ... لا فرق بينه وبين اقصر شاب في المدينة ، كلاهما مرفوض ...
كثيرون يفعلون مثل هذا الشاب يقيسون أنفسهم ببقية الناس ...هكذا فعل الفريسي في المثل الذي حدثنا به الرب في إنجيل لوقا ... كثيرون يقيسون أنفسهم بغيرهم ، فيتوهمون أنهم مقبولون لدى الله لأنهم أفضل من غيرهم ... يظنون أنهم مقبولون لمجرد كونهم لا يفعلون خطايا معينة مثل القتل والزنى أو لأنهم لا يؤذون أحدا ... ونسوا ان مقياس الله يختلف تماماً عن مقياس البشر ، وان خطية واحدة يفعلها الإنسان و لا تغفر له تحرمه من التمتع بإلهه ... مقياس الله القدوس يحكم على كل البشر هكذا " الجميع زاغوا وفسدوا . ليس من يعمل صلاحــاً ليس ولا واحد " (رو12:3)
في كل تاريخ البشرية ، لم ولن يوجد إنسان استطاع أن يحقق شروط الله إلا شخص واحد ... هو الإله المتجسد الرب يسوع ، الوحيد الذي لم يفعل خطية واحدة ... وهو يدعو كل إنسان في الوجود قائلا له : انظر ، بدوني أنت قصير القامة ...السماء ترفض قبولك ...إنك لا تفي بالشروط المطلوبة ... بل أن العدل الإلهي يطلب بهلاكك ، قانونه يقول " أجرة الخطية [أي خطية] هي موت " (رو23:6).
ولكن انظر أيضا أنا أكملت كل الشروط عنك أنا سددت جميع ديونك أنا مت بديلا عنك وها دمي المسفوك يعلن إنني قدمت حياتي فديه عنك . تعالى إلي .....اطرح خطاياك عند صليبي ..اعترف بها وتب عنها ..... ليس هناك في الوجود امتياز أعظم من أن نكون "في المسيح" ... فبدون المسيح ، أي إنسان أيا كان هو قصير جداً عن مقياس السماء

2010-04-07

واثق فيك


خرج الأب ليشترى بعض الأشياء وترك إبنه وحيدا فى المنزل, وبعد فترة من خروجه حدث حريق فى المحل أسفل المنزل منع السكان من الخروج, واضطرب السكان وخاف الجميع وابتدأوا يلقون بأنفسهم من الشرفات أو يصنعون من الأغطية حبالا وينزلون,والدخان الأسود يتصاعد و يحجب عنهم الرؤية ,ورجع الأب وشاهد إبنه... حبيبه يقف على سور الشرفة والدخان المتصاعد يحيط به ولا يقوى على عمل أى شىء,والنيران تقترب منه فنادى عليه...يا إبنى...يا حبيبى أتسمعنى؟ أنا والدك...إنى أراك ولكنك لا ترانى لأن الدخان يعمى عينيك...فلا تخف... أنا هو... ثق فى و إرمى بنفسك وستجد أحضانى فى إنتظارك...وسمع الإبن الصوت... صوت أبيه الذى يحبه ولكنه خاف وتردد...وابتدأ يفكر فى إحتمالات كثيرة وقال الإبن....لا أستطيع يا أبى...لا أقدر أن أرمى بنفسى من الأفضل أن أعمل مثل باقى السكان فأصنع حبالا من الأغطية وأحاول الوصول إليك بها ولكنها قد تحترق...أوأنتظر قليلا فقد تبتعد النيران عن الشرفة... ولكن هذا غيرمؤكد...آه يا أبى...لست أدرى ماذا أفعل ...إنى خائف.
وهنا صاح الأب بصوت كسير وحزين ولكنه مفعم بالحب...إذا كنت تحبنى وتثق فى إرمى بنفسك...لا تفعل شيئا ولا تحاول أن تفعل...فقط ثق ولا تخف... إنى أراك يا إبنى...سأمسك بك وآخذك فى أحضانى, إنى فاتح ذراعى وأحضانى فى إنتظارك...هيا لا تضيع حياتك... أرجوك بل أتوسل إليك ياإبنى وأغمض الإبن عينيه وترك كل محاولاته العقيمة ورمى بنفسه فى وسط الدخان واثقا من أبيه,لأنه لم يكن هناك أى منقذ آخر..وفجأة وجد نفسه فى أحضان أبيه الذى قال له بحب وعتاب :يا إبنى...لماذا شككت؟ ,ألا تعرف أنى أحبك وإنك جزء منى ,فنظر إليه الإبن والدموع فى عينيه فرحا بأحضان أبيه ونادما على عدم ثقته فيه

أليست هذه هى قصة كل واحد منا ,نار الأبدية تقترب منا...ودخان العالم يعمى أعيننا ويخنقنا ,ونحن نحاول أن نصنع حبالا واهية نتعلق بها, والرب ينادى علينا فهل نسمع صوته ونثق فيه " خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى, وأنا أعطيها حياةأبدية ولن تهلك إلى الأبد, ولايخطفها أحد من يدى

2010-04-01

خسرت كل شيء


عاد بيشوي إلى منزله حزينًا جدًا، لم يحتمل أن يتحدث مع أحدٍ، فقد خسر كل ثروته في صفقة تجارية تمت بالبورصة.جلس بيشوي على الكرسي مكتئبًا للغاية، لا يعرف ماذا يفعل. لكن زوجته الحكيمة التقية جلست مع أولادها وأخبرتهم انه يلزمهم مشاركة أبيهم في آلامه، كما كانوا يتمتعون بثمرة حصاده ومكسبه.تسلل واحد وراء الآخر والتف الكل حوله. وإذ لم يكن قادرًا على التحدث معهم، قالت له زوجته: "لا تحزن يا بيشوي، فإن اللَّه الذي أعطاك الكثير سمح فأخذ منك مما أعطاك. فلنشكره، هو يهتم بنا!"صمت بيشوي ولم ينطق بكلمة. وبعد قليل في لهجة غضب قال: "لقد خسرت كل شيء!" ثم هزَّ رأسه وهو يقول: "حقًا كل شيء! لم يبق معي مليمًا واحدًا!"ابتسمت الزوجة: "لقد أبقاني لك، فكيف تقول إنك خسرت كل شيء؟ ألست أنا أفضل من الأموال والغنى؟"قال الابن: "كل شيء، وماذا عني أنا أيضًا ألم يتركني لك؟!"حوَّطت ابنته الصغيرة رقبته بيدها، وهي تقول: "وأنا أيضًا معك يا أبي! كما ترك لك الصحة، وهي بركة أفضل من كل غنى العالم".بابتسامة لطيفة قالت الزوجة: "لقد ترك لك يدين قويتين تعملان بهما".قال الابن: "وأيضًا ترك لك قدمين يحملانك يا أبي أينما ذهبت!"وأضافت الابنة: "وترك عينيك تتطلع بهما!"أما طفله الصغير مارك فقال: "لقد ترك اللَّه لك مواعيده الصادقة والأمينة، هو أبونا الصالح الساكن معنا، يُشبع كل احتياجاتنا. لنقل مع المرتل: "باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حسناته" (مز103 : 3 ).خجل بيشوي من حب أسرته وإيمانهم، عندئذ قال لهم: "الآن علمت إنني لم أخسر كل شيء، بل ما خسرته لا يُحسب شيئًا أمام ما يقدمه لي إلهي من عطايا".باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حسناته!إني مدين بكل نفسي لخالقي،وبكل مجد داخلي لمخلصي الصالح.تبقى نفسي تسبحك كل أيام غربتي،حتى أراك، فأشترك مع السمائيين في تسبيحهم العلوية!مادمت أقتنيك لا أخسر شيئًا،حتى إن فقدت العالم كله،بل والموت يهبني الالتقاء معك وجهًا لوجه!

رصيد الايمان


كاهن دخل بيتة ليجد ابنه الصغير فى حمى ودرجة حرارته مرتفعة بلغت الاربعين درجة ....فاتصل بالطبيب الذى حالما كشف على الابن وجد ان عندة حمى تيفود وكتب له روشتة دواء سلمتها زوجة الكاهن لابونا لكى يحضر الدواء للابن.... ووضع الكاهن يده فى جيبه فلم يجد فيه مليما واحدا (حدث ذلك فى عام 1973 م) فبحث فى الدولاب والمكتب لعل مبلغا من المال قد نساه...بلا جدوى.
وكان ذلك فى يوم كان عليه خدمة وعظ فى مكان بعيد عن منزله 18 كيلو...وكانت سيارته الصغيرة الواقفة تحت منزله عداد البنزين فيها معلن فراغ الوقود تماما وما بها يكفى بالكاد الوصول الى اقرب محطة بنزين على بعد 100 متر من المنزل.
وعرف الكاهن طريقه للرب اذ دخل مخدعه وهو لابس ثياب الخروج...يقول للرب ها انا انزل خدمتك واعرف انك تدبر لى الوسيلة لاقدم كلامك لشعبك المنتظر...لكن بين يديك اترك ابنى المحتاج لا للدواء المكتوب فى الروشتة التى بين يدى الان انما الى ابوتك القادرة الشافية.
ونزل الكاهن مع صوت زوجته التى تذكره بدواء الابن المريض...وكان قد قرر ان يقود سيارته الى محطة البنزين ليملا وعائها ويعد صاحبها بالسداد عند العودة....لكنه لم يفعل هذا لانه عندما هم بركوب سيارته وجد خطابا ملقى على المقعد المجاور لمقعده القاه احد من الفتحة الصغيرة التى يتركها الكاهن فى زجاج السيارة مفتوحة لتهوية السيارة كالعادة....كان الخطاب به صورة للرب يسوع بلا اى كلام او كتابة ومعها عشرون جنيها...ذهب بفرح يملا بنزين سيارته للخدمة ثم مر على اجزخانة قريبة ليشترى دواء الابن ويتركه فى المنزل....وظل يقود السيارة وهو يرنم بفرح لذاك الذى قال له ( حينما كنت معك هل اعوزك شى ؟!)
تم هذا كله ولم تعرف الزوجة ولا انسانا بان رصيد الايمان فى حياة انجيلة قادر ان يسد كل احتياجات الانسان بل الانسانية باسرها.

2010-03-28

لقد كان ابى عظيما


كنت أحلم منذ كنت فى المرحلة الإعدادية بأن تكون لدىّ سيارة " بى إم " أو " جولف " وكنت أسرح بخيالى كثيرا فأجد نفسى داخل واحدة منها وقد إعتنيت جيدا بها وزودتها بالكماليات ، لا سيما سماعتين ستيريو من الخلف ، وفى ال " سى دى كاسيت " أدير شرائط الموسيقى الغربية وأرفع الصوت عاليا واصحب معى بعض من أصدقائي ، ننطلق بها مسرعين فى شوارع مصر الجديدة فى حالة من الرومانسية أميل ذات اليمين وذات الشمال مع عجلة القيادة
حقيقى أن الأمر تغـّير الآن فقد أصبحت فى الجامعة ولدى سيارة بالفعل ولكنها متواضعة وتؤدى الغرض وأحافظ عليها كثيرا
ولكن تلك الأحاسيس سيطرت عليّ فى ذلك السن الصغير ، فكلما أبصرت سيارة تمرق على الطريق وأعجبتنى ، تخيلت ذاتى فى الحال مالكها ، وكنت حريصا على متابعة المجلات التى تصدر فى هذا الإطار وكذلك ملاحق الجرائد المخصصة لأسواق السيارات ، ولم أنسى أن أزين جدران حجرتى بصور بعض السيارات الفارهة
كنت فى السادسة عشرة من عمرى ، حين حدث ذلك ، فقد كان يمتلك أبى سيارة " فيات " ولم يكن هو ينظر إليها باعتبارها ترفيها أو ركنا رئيسيا يكتمل به الشكل الإجتماعى ، وإنما لإنجاز أعماله، ومن ثم فقد كان كثيرا ما يئن منها ويضجر بسبب متاعب المرور أو أعطالها أو الإرهاق الناتج عن قيادتها ، وكنت أنا أتعجب كثيرا عندما أسمعه يردد أمام أمى مثل هذا الكلام ، فأستنكر كيف يضيق إنسان بسيارة يمتلكها
وكان أبى كريما معى ينتهز كل فرصة ليغدق عليّ هداياه ، وعندما تفوقت فى إمتحانات الشهادة الإعدادية قبل ذلك التاريخ بعام ، سألنى بحنو عن الهدية التى أرغب فيها، فقلت بهدوء مفاجئا إياه : أريد سيارة
وضحك هو كثيرا واعتبر الامر مجرد دعابة أو نادرة ! فأجاب متهكما : فماذا عساى أن أحضر لك متى تخرجت فى الكلية ؟ ! ... وحاولت من جانبى أن أبدو جادا فى طلبى ، ولكنه أصر على التعامل مع هذا الطلب باستخفاف ، ولما رحت ألاجج معه ، حسم الأمر قائلا : سنناقش هذا الأمر فيما بعد
ولكنه فى اليوم التالى لاحظ أننى لست سعيدا ، وكان يعرف ذلك بمجرد نظره إلىّ ، وعلى العشاء بادرنى بالسؤال عما يكـّدر صفوى فأجبته : لاشئ
هو : بل تبدو غير سعيد
أنا : أنت تعرف
هو : كلا فعرفنى
أنا : السيارة
فدهش لكونى مازلت أجتر فى هذا الأمر منذ الأمس وقال لى : إن السيارة لن تصنع منك رجلا ، وكذلك السيجارة ، ومثلها الملابس التى يرتديها الانسان . كما أنك لست فى احتياج حقيقى لها فى هذه السن ، والأفضل أن تمتلك سيارة عندما تتخرج وتعمل حيث تحتاج عندئذ إلى توفير الوقت والجهد ، كما أن السن الصغير يمثل خطورة بالنسبة لقيادة السيارات ، لا سيما داخل القاهرة التى يقطنها 14 مليونا ( فى ذلك الوقت ) وتمرح فى شوارعها مئات الآلآف من السيارات
أنا : ولكن بعضا من أصدقائى لديهم سيارات
فأجاب بدهشة : فى هذه السن ؟ ! فأكدت له ذلك ذاكرا بعضا من أسماء زملائي، فعلق متحمسا : إن الأب والأم اللذان يسمحان بذلك لإبنهما هما فى الواقع يؤذيانه أيما أذيه ، وليس فقط يغامران بعشرات الألوف من الجنيهات ، وإنما يعرضـّان حياته للخطر من أكثر من جهة
أنا : ولكنك تستطيع شراء سياره لى
هو: نعم ، ولكنه يجب على الإنسان أن يقتنى مايحتاج إليه متى كان قادرا ، فالناس لا يمتلكون كل ما يحتاجون إليه ، مثلما يشترى أخرون ما لا حاجة لهم به
ثم راح يحدثنى عن الشكر وعد الغيرة من الآخرين ، وأن أهتم بما يبنيني ويطور شخصيتى أكثر من الأمور
الشكلية، فإن الذى يقنع الآخرين بي هو شخصيتى وليس سيارتى. واختلفنا. ولكن أبى والذى تأكد من تذمرى لاطفنى كثيرا ووعدنى بأن ينظر فى هذا الأمر، وأنه سيبدأ فى تعليمى القيادة أولا كلما سنحت الفرصة بذلك.. وهكذا مرّ الأمر بسلام ... مثل أى طفل يتشبث بما لا ينفعه أو يناسبه. وكان بين آن وآخر يسمح لي بأن أدير محرك السيارة وهو جالس إلى جوارى
وإلى أن جاء يوم .. كان أبى قد عاد من عمله فى موعده اليومى عند الثانية ظهرا ، وبدأ برنامجه التقليدى حيث يأخذ حماما يجلس بعده إلى المائدة ليتناول طعامه ، ثم يأوى إلى فراشه لينال فسطا من النوم قبل الخروج من جديد للعمل والذى يستمر إلى نحو العاشرة ليلا فى تلك الظهيرة سيطرت علىّ فكرة طائشة واستسلمت لها فما أن استسلم أبى للنوم العميق حتى تسللت إلى حجرته ، ثم تقدمت على أطراف أصابعى متجها نحو سرواله المعلق إلى جواره ، وبهدوء إنزلقت أصابعى داخل جيبه لتخرج مفاتيح السيارة فى سلاسه ويسر ! وعدت أدراجى خارجا من الحجره، بينما كانت أمى منشغله فى بعض شئونها فلم تلحظ تسللى إلى خارج الشقة، وفى دقائق كنت أقف أمام السيارة ولم أنتظر طويلا فقد وضعت المفتاح فى الباب وأدرته فانفتح ، وقفزت على الكرسى أمام عجلة القيادة وأغلقت الباب ، وأدرت السيارة.... لقد كنت فى حالة ولَـه شديد ، أشعر بلذه أسطورية مثل أبطال اليونان... تم كل ذلك فى دقائق معدوده ، ثم حركت السياره...وأسرعت.. وإذا بها تقودنى ولست أنا... وانزلقت السيارة مسرعه فى شوارع مصر الجديده الهادئة فى ذلك الوقت من التهار الحار. وراحت تدور بى من شارع إلى آخر ومن ميدان إلى ميدان، كل ذلك يحدث وأنا لا أفكر فى شئ ، حتى فوجئت بسيارة تقف أمامى ولم أكن بالطبع مستعدا لاتخاذ موقف مناسب كقائد سياره ، ففى لحظة اصطدمت سيارتى بمؤخرة تلك السيارة بقوة... قبل ان تسكن تماما ويتوقف مخركها عن الدوران... وفوجئت بشخص ضخم البنية يقف أمام باب " سيارتى " كان الرجل الذى يرتدى نظارة سوداء ثائرا بالطبع يلعن الآباء الذين يتركون سياراتهم لمراهقين مثلى دون مراعاة لما قد ينتج عن ذلك من حوادث قد تودى بأعمار آخرين... ولما هـّم بالتفوه بألفاظ جارحه بادرته بالاحتجاج، وكان بعض الماره قد تجمعوا فطلبوا منى الذهاب لإحضار والدى ! وكان ذلك أكبر عقاب يمكن أن أناله ... كما كان أصعب موقف يمكن أن يواجهه فتى مثلى، نتيجة تصرف طائش كهذا
وتركت موقع الحادث .. وأسرعت أجر أذيال الخجل والضيق نحو البيت ، لقد كان الموقف عصيبا بالنسبة لى، فأمامى عدة عقبات صعبة علىّ اجتيازها
كيف أيقظ أبى وهو نائم مطمئن... وسيارته أمام باب العمارة .. وبنطلونه معلق إلى جواره وبداخله مفتاح السياره
لقد سرقت المفتاح.. وتحركت بالسيارة.. وصدمت أخرى بها.. وأتلفتها .. وأنشبت خلافا مع شخص لا أعرفه وقد يكون شريرا.. وى أعرف كيف ستكون عاقبة ما حدث
وذكرنى ذلك بفأر ساذج أغراه الطعم فى المصيده فانسل غير عابئ بالعواقب وىلآن يعانى داخل المصيده والتى أقفلت عليه ، ومثل الخطية التى يخطف بريقها البصر فيندفع الانسان نحوها فى سكره أو نشوه، ليعانى عقب السقوط من مرارة الحسرة وألم الندم
ولا أعرف كيف وصلت إلى الشقة، ورحت أضغط متواصلا على جرس الباب ، وفتح لى أخى الصغير ولم أبال بدهشته إذ توجهت من فورى إلى حجرة نوم أبى حيث وجدته على حاله منذ تركته نائما فى سلام عميق ... وتسمرت فى مكانى أمامه .. وشتان بين وقفتى أمامه ىلآن ووقفتى أمامه منذ أربعين دقيقة.. وتمالكت نفسي قليلا ورحت أهمس: بابا .... بابا
وتحرك أبى قليلا فى رقدته ولم يرد ، وعدت من جديد أناديه همسا، فرد بصوت متقطع مستنكرا حرمانه من تلك الدقائق التى يستعيد فيها حيويته، ولكنى واصلت إلحاحى، فأشار علىّ - وهو مازال مغمضا عينيه - أن اتحول لأمى لتقضى لى ما أريد
ولكنى أريده هو ... إن الأمر يخصه... وازدادت دقات قلبى اضطرابا... ثم ناديته بنبره لا تخلو من الانزعاج ، وفتح عينيه ثم حرك رأسه بسرعه ينفض عنها النوم ونظر إلىّ فى هدوء قائلا : نعم
وأجبت مترداد : بابا
هو : نعم ! ! فقلت وكأنى أسكب جميع ما فى الإناء دفعة واحدة : لقد أخذت مفتاح السيارة - ولم أترك له الفرصة ليندهش ، فواصلت بسرعة - وقـٌدتها وصدمت بها سياره أخرى
ومرّت لحظات كأنها الدهر ، ثم إذا به يسند رأسه إلى الخاف ويغمض عينيه لحظات ثم يفركهما بيديه، حيث بدا لى أنه قد استوعب تماما ما حدث .. ولم ينبس ببنت شفه ، بل قام فى هدوء واتجه نحو الحمام ليغسل وجهه بسرعه ثم عاد إلى الحجره يرتدى ملابسه، بينما جلست أنا متهالكا فى احد الكراسى مطرقا رأسى واضعا إياها بين كلتا يدي
وأحسّت أمى بشئ ما غير عادى ، فهرولت نحو أبى تسأل عن الأمر، فأجاب أبى : لا شئ ، ولكنها عادت لتلحّ فى السؤال، موجهه الكلام نحوى ، فلم تتلق منى جوابا ، ورفعت رأسي بيدها لتجدنى فى نوبة بكاء شديد ، فزاد اضطرابها ولكن ابى أسرع فطمأنها بعبارة سريعة
ولمحت أبى يضع فى جيب سترته دفتر الشيكات ، وخرج وأمى تمطره بوابل من الأشئله، ثم جاء ووقف إلى جوارى ثم سألنى بهدوء شديد : هل أصيب أحد ؟ فأجبته بهزه نفى من رأسى
وحينئذ لف ذراعه حولى وانحنى عليّ يقبلنى وهو يقول : لا تخف
ولن يستطيع أحد أن يتخيل وقع هذه الكلمة عليّ فى تلك اللحظة بالذات ، فلم اشعر براحة وطمأنينة فى شتى مواقف حياتى قدر شعورى بها فى ذلك الموقف ، لا سيما وأن الذى يقولها هو من سيدفع ! ! ... وبالتالى فلو كنت قد سمعتها من أى عابر سبيل فى موقع الحادث لما كنت قد اكترثت ، أو سرت فى بدنى تلك الراحة اللذيذه عندما قالها أبى ، وهو المسئول عن السياره والذى أعفانى من المسئولية وسيدفع ثمن غلطتى ، إنها تذكرنى بعبارة : " الله يحالك " التى يقولها أب إعترافى بعد الاعتراف وهو يضغط على آخر حروفها... معلنا أن الله قد نقل عنى خطيتى ليضعها فوقه هو
ولستم بحاجة لمعرفة بقية القصة فهى غير مهمة لقد مضى أبى إلى هناك وأنهى الأمر مع صاحب السياره الأخرى فى دقائق متعهدا بدفع نفقة الاصلاح تاركا له بطاقته... ولم يعاتبنى ابى قط على تصرفى ذلك ، وعندما سألته أمى عن ذلك قال لها : يكفيه عقابا ما لاقاه فى مسرح الحادث، وهو كفيل بتلقينه الدرس ولما سألتنى أمى بدورها أجبتها : الآن أدركت معنى قول المسيح " لا تخف " ... فإن الكلام أو الوعد يستمد قوته من مصداقية قائله وقدرته ، وكأن وعد السيد المسيح : رصيد متروك لنا نسحب منه كل يوم ، وإن كان شعورى بالراحة والطمأنينة كبيرا عندما سمعتها من أبى ، فكم وكم تكون فرحتى وسرورى متى سمعتها من فم الله نفسه كل يوم ، فقد قيل لنا أنها موجوده فى المتاب المقدس فى صيغ متعدده حوالى 360 مره، وكأن الله يقول لنا كل يوم من أيام السنة " لا تخف " .... حقا كان أبى عظيما

الصراع


لم يكن ما أفعله في تلك القرية هو آمالي وطموحاتي, ولكني لم أجد بدا من إقامة تلك المدرسة في تلك البقعة النائية من أرض أفريقيا, ولم أكن أتوقع النجاح كثيرا لما أفعله ولكنها كانت خطوة في طريق رؤيتي تجاه تلك القرية التي كان حظها من المدنية منعدم تقريبا.منذ عدة أعوام جئت إلى أفريقيا من موطني الأصلي إنجلترا وأنا أحاول أن أقدم محبة المسيح بعدة طرق ولكني كنت دائما أحصد الفشل, في البداية كانت اللغة حائلا من أن يفهمني هؤلاء البسطاء, فبقيت وسطهم أتعلم لغتهم حتى استطعنا أن نتواصل من حيث اللغة بعد وقت وجهد ليس بالقليل.. ولكني اكتشفت أن اللغة لم تكن هي الحائل الوحيد بيننا, فهناك حاجز كبير بيني وبينهم.. كان لديهم كثير من المراسيم الوثنية التي فيها يرقصون حول طوطم القرية طوال الليل حتى ينهكون ويطلبون من ساحرهم أن يصلي إلى الطوطم الذي هو في الواقع اله القرية, ويقدمون مع طلباتهم هداياهم السخية إلى التمثال والتي يحصل عليها الساحر والراقصون معه بالطبع . كانت ديانتهم مجهولة على, فالطوطم هذا لم يكن هو إلههم بل الممثل لذلك الإله وبالتأكيد الله لم يكن هو ألههم , ولكن إذا قلت لهم لنعبد الله لقالوا أننا فعلا نعبده , فمن هو الله؟! أليس هو خالق السماوات والأرض ومدبر كل الاحتياجات لنا ولأولادنا ؟!. ان اله بهذه الصفات هو الذي نعبده بل وصنعنا له هذا الطوطم حتى نستطيع أن نراه ويرانا ونقدم له فروض الولاء والعبادة . والطقوس التي يعبرون بها عن محبتهم لذلك الإله كانت غريبة ولم أستطع أبدا زحزحتهم عنها , وكان الطوطم في منتصف القرية تماما وبجانبه كوخ الساحر الذي ما أن يلبس قناعه ويبدأ في رقصه بعد أن يبدأ مساعده في الدق على الطبلة الضخمة حتى تبدأ مجموعة من أعوانه في الرقص حول الطوطم وسرعان ما نجد رجال القرية ونساؤها انضموا إلى الركب. وفي الواقع كانت احتياجاتهم التي يطلبونها ويقدمونها إلى الطوطم بسيطة, فمرة يصلون لأجل موسم الأمطار ولم يكن الله يبخل عليهم فطوال وجودي معهم تأتي الأمطار في ميعادها كل عام ولم يتعرضوا للجفاف أبدا , أيضا كانوا يصلون لأجل الحماية من وحوش الغابة , وأيضا لا أذكر إلا حالات بسيطة من الاعتداءات التي فيها اعتدى بعض الحيوانات المفترسة على القبيلة, غير ذلك كان أقصى اعتداء هو اعتداء الثعالب على دجاج أهل القرية. كانوا يصلون لأجل مزروعاتهم البسيطة وزوجاتهم وكانت الأمور تسير بهدوء ويسر , فلا معاناة ولا ضيق. وكنت بالنسبة لهم الرجل الأجنبي ممثل الاستعمار الذي يكرهونه جدا, فكيف يسمعون ويصدقون مني عن اله يحبهم ويموت لأجل خطاياهم.حينئذ فكرت بالمدرسة, قلت لنفسي أنه ربما اجتذبت المدرسة بعض الأطفال الذين يمكن أن أبدأ بهم نواة الكنيسة الصغيرة.ويبدوا أن فكرة المدرسة ضايقت ساحرهم جدا, إذ أنه كان يتجاهل وجودي تمتما في البداية , وعندما بدأت في بناء كوخي الضخم استعدادا للمدرسة جاء إلى وسألني . - ماذا تفعل؟ - كوخ كبير.- لماذا؟ , هل ضاق بك كوخك؟ - لا, بل أنني أرغب في بناء مدرسة لأولادكم. - ومن قال لك أننا نريد أن نعلم أولادنا من غربي - أني لن أجبر أحدا, ولكني سأعلن أن في هذا المكان مدرسة لمن يرغب في تعليم أولاده . فصرخ في غضب- اللعنة عليك أيها الغربي, نحن لا نريد مدرستك ولا تعاليمك الفاسدة, ولن يدخل هذه المدرسة أحد من أولادناوأخذ يسب ويلعن فعرفت أن الصراع سيكون بيني وبين هذا الرجل على أشده, ولكني لأم أنهزم فأخذت أسعى لإكمال البناء بينما أخذ الساحر يدق الطبول كي يجمع القرية من حوله يحذرهم من ذلك البناء. . ***والآن ها قد تم البناء، والبناء دون دارسين لا معنى له، فقمت بدوري لزيارة أهل القرية بيت… بيت، وأشرح فكرة المدرسة وأنا أعد نفسي لحرب قاسية، ولكن لا أستطيع أن أقول أني انهزمت إذ استطعت أن أجمع بضعة أولاد قلائل وشرعت في تعليمهم القراءة والكتابة. مما أثار حنق الساحر على الرغم من قلة الأولاد.***والساحر هو العمود الفقري لتلك القرية التي لم تنل من المدنية ولا حتى الشيء اليسير, فهي بدون كهرباء, ولا أي أجهزة أخرى, بل كل شئ على ما كانت عليه منذ ثلاث آلاف سنة .. فإذا كانت هناك سيدة عاقر ذهبت إلى الساحر بالهدايا المطلوبة فيصلي ويرقص أمام الطوطم ويعطيها من الأعشاب الطبية بعض الأشياء التي كثيراً ما تكون ذا منفعة. وإذا أراد رجل أن يتزوج أو يشتري بقرة فيذهب إلى الساحر الذي هو الملجأ ورجل المشورة ورجل القانون ومنفذ الأحكام .. كان الساحر كل شئ وعلى دراية بأي شئ.. ويبدوا أن الساحر فهم أنني أتيت لأنزع عنه هذا الصولجان فكرهني من أول تعامل على الرغم من أنني سلكت بالحكمة فلم أبشر بمسيحي بأسلوب مباشر بل أنني أعتقد أنني لم أتفوه باسم المسيح طوال سنتين كنت خلالها أراقب الناس وأتعلم العادات التي لدى أهل القرية وأعرف احتياجاتهم. ومع ذلك لم أفهم الكثير ولكني عرفت لغتهم ويبدوا أن الساحر بدوره كان ينظر إلي ويراقبني. كان يريد أن يعرف هوية ذلك الأجنبي وماذا يريد في البلدة. عندما جئت إلى القرية كنت قد جئت كراع لمجموعة من المهندسين والعمل الذين يبحثون عن البترول على الساحل النيجيري القريب من تلك القرية .. مكث هذا الفوج بضعة أعوام كنت أمارس مهنتي خلالها ثم أتجول بعد هذا في القرى المحيطة..أحيانا بدافع حب الاستطلاع وأحيانا أخرى محاولا أن أفهمهم وعندما بدأت اختلط بالناس بصورة جدية وضع الرب في قلبي محبة لهؤلاء الناس وإشفاقًاً على جهلهم ومن ثم بدأت محاولة الخدمة داخل هذه القرية القريبة من عملي الأساسي، لذلك لم أرحل مع الراحلين من الفوج ولكني بنيت كوخ لنفس وسكنت كضيف بالقرب من حدود القرية. في البداية كنت ضيف غير مرغوب فيه، وبعد فترة من الوقت تحولت إلى ضيف اعتادوا وجوده. كنت ضيف عديم الهوية فهم يعرفون معنى مهندس ومعنى الطبيب. ولكن لا أنا مهندس ولا طبيب، وإذا قلت لهم أني مرسل فسيطردونني حتما سواء فهموا معنى الكلمة أم لا. وإذا طردت فلن أستطيع تبشيرهم وتوصيل رسالتي لهم. وأخذت أتأمل في احتياجاتهم التي من خلالها أستطيع أن أحدد هويتي حتى وصلت في النهاية إلى فكرة بناء المدرسة لأصير بالنسبة لهم معلماً.. وبعد مرور ستة أشهر من بدء العمل بالمدرسة جاءني ولد وقال - تقول أن الله هو خالقنا- بالتأكيد - وتقول أنني عندما أصلي له يسمعني- نعم - أنا أم ساحر القرية- ماذا تقصد ؟- هل أذهب أنا إلى الله أم أدع الساحر يذهب ليصلي نيابة عني - بل أنت.. الله يحبك أنت ويريد أن يسمعك أنت، وهو يود لو تأتي أنت إليه.- ولكني لا أعرف كيف أقدم التسابيح لله.. لا أعرف طريقة الرقص أو طريقة قرع الطبول فلم أكن في يوم من الأيام أحد معاوني الساحر من قبل.. والساحر هو الذي يوجه عملية الرقص هو وأعوانه. ابتسمت وقلت - ليس بالضرورة انك عندما تأتي إلى الرب أن تأتي إليه بدف ورقص. وبدا كل شئ أمامي صعب, وقتها عرفت أنه ينبغي أن أوجه قوى الظلمة المتمثلة في الساحر وجها لوجه.. وكفاني قعوداً. يومها لجأت إلى الله في الصلاة وسألته قائلاً" يا رب .. هل حان الوقت؟!.. وقت الصراع والتصدي للشر المتمثل في الساحر ؟ هل حان الوقت لأكشف أوراقي وأكشف محبتك وأكشف صليبك؟!وكان الرد المنبعث من داخلي "نعم اذهب.. أما أمرتك ليتشدد وليتشجع قلبك فلا ترهب ولا ترتعب لأني أنا الرب إلهك معك حيثما تذهب كنت أخاف كثيراً من هذا اليوم رغم ثقتي من أنه آت لا محالة, ولكني أيضا بدأت من خلال المدرسة. وبدأت بالهجوم المباشر قائلاً للأولاد- يا أولاد .. هذا الطوطم الذي ترقصون حوله ليس له أي فائدة والله هو إله السماوات والأرض. خالق كل شئ فينبغي أن تسجد له وتطيعه وتبعد عن الخرافات.. والله أرسل ابنه يسوع المسيح كي يربط الإنسان بالسماء. ولم أكمل كلامي.. نظر الأولاد إلى وتركوا المدرسة في صمت، وقلت في نفسي من جديد - هل أخطأت التوقيت ؟! لم أعرف ولكن بداخلي صوت مشجع يقول لي لا تخف، خرجت من المدرسة لأجد كثير من الأهالي تركوا مزارعهم في الصباح واجتمعوا في وسط القرية حيث الساحر والطوطم المقدس. الساحر خرج بقناعة السخيف يرقص وعلا صوت الطبلة مما أدى إلى اجتماع المزيد والمزيد من الأهالي. وفي هدوء اقتربت من المكان حيث كان الأهالي ينظرون إلى الساحر وينظرون إلي. وما أن اجتمع الجميع حتى صرخ الساحر بصوت عظيم.- أيها العدو الملعون.. لتلعنك الأرواح، ألهنا العظيم إله القبيلة ولإله هذا الطوطم الذي أنت احتقرته وأهنته سوف يدمر مدرستك هذا المساء. لم أصدق أننا في منتصف القرن العشرين بل ظننت أن الزمن عاد إلى الوراء أكثر من ألف عام, وأخذت طبلة مساعد الساحر تدق دقات رتيبة مخيفة وأنا أنظر إليه في دهشة لتلك الثقة التي يتكلم بها.. وفجأة تغيرت السماء التي كانت صافية وحلت على المكان عاصفة شديدة والطبلة تزيد من دقاتها, فبدأ البرق والرعد ينبئان عن خطر داهم……يبدوا أنني لم أعط هذا الساحر حقه، فهو بحق عميل لقوى الشر, ورأيت ابتسامة أهل القرية الساخرة تستقبلني وهم ينتظرون أن يروا المدرسة وهي تحترق. ثم بدأ الساحر يرقص حول الطوطم وأعوانه انضموا إليه وكذلك أهل القرية مترنمين بكلمات لم افهمها. ورجعت إلى المدرسة التي تنبأ الساحر بدمارها ومددت يدي لأحمل الكتاب المقدس وأنا أشعر بالهزيمة.. ولكن رن في داخلي صوت يقول " أنا أنا هو الله وليس آخر " وتخيلت أبليا الذي تحدى قوات الشر وانتصر.. بسرعة تكلم الله في داخلي وذكرني بوعود ووعود كثيرة, لقد سبق أن انتصر الله في معركة حاسمة هي معركة الصليب فكيف أنهزم أنا؟.. خرجت وأنا أحمل الكتاب المقدس لأعلى واقتربت من مجتمع الراقصين وصرخت وسط المطر- استمع أيها الساحرولكن ضاعت كلماتي وسط الرقصات وصرخات الطبول، فاتجهت إلى الطبلة وحاملها بقدمي زحت الطبلة عن موقعها بين ساقي الرجل الذي يدقها فتوقف عن الدق في دهشة وبالتالي توقف الرقص لينظر الجميع إلي في دهشة وغضب.. وقبل أن يتحول الغضب إلى فعل غاضب بصوت جهوري قلت موجهاً كلامي للساحر- الإله الذي أعبده هو الذي سيضرب طوطمك بالبرق تلك الليلة. لتستمر الأمطار وليستمر البرق, ولكن على رأسك أنت أيها الشريرفخلع الساحر قناعه بعصبية وقال- لنر أيها الأجنبي.. مدرستك ستنهار وسأحرقك بيدي أمام الجميع إن لم ترحل من بعدها ولن أبالي بدولتك التي تحتمي بها..- حاميني هو الرب إله السماء والأرض والمطر والسحاب والبرق.. وحسناً تقول.. إذا كان طوطمك هو الرب فاعبدوه..وتحولت عنه ورجعت إلى المدرسة. ولكني لم أصل إلى المدرسة فلقد اشتدت الرياح كثيرا وصاعقة أضاءت المكان من حولي, وشعرت بنار تضئ من خلفي, ونظرت ورأيت الطوطم الذي يعبدونه وقد صار كتلة من اللهب وسط صرخات الناس المذعورة وهي تهرب من جانب هذا الوثن. ***ومثلما بدأ الصراع سريعا انتهى سريعا أيضا. وبدأت في القرية خدمة مباركة وتحولت المدرسة إلي كنيسة كبيرة. إن قوى الشيطان تنهزم حين نسير مع الله. لا ينبغي أن نخاف البتة فإبليس وقواته لا يمكن أن يجاروا الله أو يباروه.

احبك يا ابى...فلماذا تضربنى


بينما كان الأب يقوم بتلميع سيارته الجديدة إذا بالابن ذو الأربع سنوات يلتقط حجراً، ويقوم بعمل خدوش على جانب السيارة وفي قمة غضبه... إذا بالأب يأخذ بيد ابنه ويضربه عليها عدة مرات بدون أن يشعر أنه كان يستخدم "مفتاح انجليزي" (مفك يستخدمه عادة السباكين في فك وربط المواسير) مما أدى إلى بتر أصابع الابن في المستشفى. كان الابن يسأل الأب متى سوف تنموا أصابعي؟ وكان الأب في غاية الألم!! عاد الأب إلى السيارة، وبدأ يركلها عدة مرات، وعند جلوسه على الأرض، نظر إلى الخدوش التي أحدثها الابن فوجده قد كتب:."أنا أحبك يا أبي"...صديقي عندما قرأت هذه القصة تأثرت منها جداً وتعلمت أن ردود الأفعال وتصرفات الآخرين ولا سيما الأطفال تختلف من شخص لآخر.. منهم مَنْ يعبر عن حبه بطريقة خطأ .. لكن في الحقيقة هو يحب منهم مَنْ يتصرف بطرق خطأ.. لكنه من داخله يتمنى الخير. منهم مَنْ يحاول أن يرسل لنا معنى جميل ولكن بتصرف خطأ. كثيراً ما نترجم تصرفات الآخرين من الظاهر فنظن بهم السوء.. بل ونحكم عليهم ونظلمهم ونغضب منهم.. ونرجع نندم على ردود أفعالنا عندما نستوعب الأمور.. لكن بعد جرحهم بكلماتنا وتصرفاتنا. صديقي .. تعالى نتعلم سوياً أن نتأنى في الحكم على الآخرين. تعالى نصلى أولاً.. ونطلب حكمة من الرب وتمييز بالروح القدس لتصرفات الآخرين نحونا. فإذا كنت شخص متسرع في غضبك صلى معي هذه الصلاة: يارب.. أريد حكمة الروح القدس أن ترشدني قبل أن أتسرع في حكمي على الآخرين. علمني يارب أن أكون حليماً مثلك فأنت لم تستعمل العنف أبداً حتى مع من صلبوك ولطموك وأهانوك. يارب علمني أناتك وتواضعك علمني أن أظهر المحبة للآخرين ولأطفالي أيضاً فكثيرً ما نعامل الأطفال بجفاء وغضب ولوم لكل كلامهم وتصرفاتهم وننسى أنهم صغار لا يدركون الشر.. علمنا يارب الرحمة بالصغار وبالآخرين أيضاً

لن أخاف مادمت حبيبي


كأن هناك زوجين ربطت بينهما علاقة الحب والصداقة فكل منهما لا يجد سعادته وراحته إلا بقرب الآخر إلا أنهما على الرغم من ذلك مختلفين تماماً في الطباع والمذاج فالرجل هاديء الطبع جداً .. لا يُثار و لا يغضب حتى في أصعب الظروف وعلى العكس تماماً .. فزوجته حادة الطبع تثور وتغضب وتضطرب لأقل الأمور وذات يومٍ قضت الظروف أن يسافر كليهما معاً في رحلة بحرية أمضت السفينة عدة أيام في البحر .. وبعدها ثارت عاصفة رهيبة كادت العاصفة أن تودي بالسفينة .. فالرياح مضادة والأمواج هائجة امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الزعر والخوف بين كل الركاب حتى قائد السفينة نفسه لم يخفي على الركاب أنهم في خطر حقيقي وأن فرصة النجاة من الموت تحتاج إلى معجزة من الله لم تتمالك الزوجة أعصابها حينما سمعت تلك الكلمات وشعرت بالخطر الحقيقي فأخذت تصرخ في زعر .. لا تعلم ماذا تصنع وسط ثورتها ذهبت وهي تسرع بخطواتها نحو زوجها لعلها تجد عنده فكرة أو حل للنجاة من هذا الموت المحقق كان جميع الركاب في حالة من الهياج الشديد ولكنها فوجئت بالزوج كعادته جالساً هادئاً وكأن شيئأً لم يحدث فازدادت غضباً وسخطاً واتهمته بالبرود واللامبالاه نظر إليها الزوج نظرة ثاقبة .. وبوجه عابث .. وأعين غاضبة استل خنجره المسنون ذو الحدين وأسرع ليدفعه نحو صدرها وحينما أصبح سلاح الخنجر ملامساً لجسدها قال لها بكل جدية وبصوت حاد ألا تخافين من هذا الخنجر ؟نظرت إليه وقد ارتسمت الابتسامة على وجهها وقالت بالتأكيد لا فقال لها لماذا ؟ فقالت .. لأن هذا الخنجر ممسوك في يد حبيبي فابتسم هو الآخر وقال لها وهكذا أيضاً .. كذلك هذا البحر وهذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد حبيبي فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور ؟

صديقي هل أتعبتك أمواج الحياة ؟ هل عصفت بك الرياح وصارت مضادة لك لتحطم كل ما هو جميل في حياتك ؟هل توقعت أن نهايتك وشيكة بفعل هذه الرياح ؟ لا تخف فالله يحبك ..وهو الذي لديه القدرة والسلطان على كل ريح عاصفة قد يتبادر إلى ذهنك الآن سؤال وتقول ما دام الله يحبني فلماذا يسمح لي بالألم ؟ لماذا يسمح للرياح أن تعصف بحياتي وتدمر أجمل ما فيها ؟ لا تخف هو يعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك هو يكشف مستقبلك الذي لا تعلم أنت عنه شيء هو يرتب لك الأفضل رغم أنك لن تدرك ذلك الآن أريد أن أسألك فقط سؤال واحد يا ..هل تحب الله ؟ إن كنت تحبه .. فثق تماماً فيما وعدك به الوعد لكل من يحب الرب يقول كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الرب كل الظروف .. كل الأحداث .. كل المواقف .. كل المشاكل .. كل الصعوبات تجتمع معاً .. وتمتذج بشكل عجيب .. وتنتج شيئاً جديدا ًشيء لن تتوقعه على الإطلاق إنها خطة الله الرائعة لحياتك فهل تشكر الرب عليها ..هل تخضع ليده القوية التي تمسك بزمام الأمور لتعد لك مستقبل أفضل ؟

لم يأتي كي يديننا


كان في إحدى المدن إمرأة عجوز في ضيقة مادية كبيرة، صعب عليها شراء ما تحتاج إليه لسد جوعها. سمع خبرها رجل طيب القلب وتأثر لحالها، فقرر مساعدتها. سأل هذا الرجل الطيب القلب، عن تلك العجوز الفقيرة، وجاء ذات يوم إلى منزلها، وأخذ يقرع الباب، ولكن لم يكن من مجيب، ولما طال إنتظاره وهو يقرع الباب، ظن بأن هذه المرأة العجوز ليست في المنزل. مرة فترة من الزمن على تلك الحال، وهذا الإنسان منزعج، إذ لم يستطع مساعدة هذه العجوز الفقيرة. لكن في ذات يوم، التقى بتلك العجوز، لدى لقاءه بها، أخبرها بأنه قصد بيتها عدة مرات، لكي يسد إعوازها، ولكنه في كل مرة، كان يقف خارجا وهو يطرق الباب وليس من مجيب. لدى سماع هذه العجوز ما كان يفعله هذا الرجل، صاحت قائلة، هل أنت هو الرجل الذي كان يقف خارجا ويطرق الباب؟ أجابها نعم...! أجابته، لقد ظننت في كل مرة بأنك صاحب البيت، وأنك قادم لتطالبني بالإيجار. وإذ لم يكن لي مال لأوفي، خفت أن أفتح الباب.
صديقي، إن ما فعلته هذه العجوز بهذا الرجل الطيب الذي أراد مساعدتها، والإحسان إليها، وسد عوزها، يفعله الكثيرون من الناس مع الله . فعندما يقرع الله على أبواب قلوبهم، يحسبونه آتيا ليطالبهم بشيء، ولكن حسابهم خطاء، فإن الله إنما يأتي لكي يعطي... لقد كتب أحد المرنمين هذه الكلمات لم يأتي كي يديننا، لم يأتي كي يلوم. بل جاء لفدائنا وأنقذ الملوم. إن اسمه يسوع، إن اسمه يسوع، إن اسمه يسوع ذا المخلص العظيم. لم يأتي الرب يسوع إلى عالمنا فقط، ليعلمنا تعاليم سامية ورفيعة، مع أنه علَّم. ولم يأتي فقط لشفاء المرضى والعمي والعرج مع أنه شفى الألوف ويشفي حتى في أيامنا هذه. ولم يأتي ليؤسس ملكا أرضيا وليجمع وراءه المئات والألوف، مع أنه ملك الملوك ورب الأرباب وهو إبن الله من الأزل والى الأبد، وهناك مئات بل ألوف الملايين الذين يتبعونه. لكنه جاء، وبحسب قول الملاك للرعاة: لا تخافوا . فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب. لقد جاء ليعطي الخلاص مجانا... نعم ليعطي وليسدد دين خطاياك وخطاياي... لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلّص ما قد هلك. إنه لا يطالبك بما عليك من دين بل يزورك ليسدد ديونك... فهل ستفتح له قلبك ..

لا تدينوا كي لا تدانوا


سافر الفلاح من قريته إلى المركز ليبيع الزبد التي تصنعه زوجته وكانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة تزن كل منها كيلو جراما.
باع الفلاح الزبد للبقال واشترى منه ما يحتاجه من سكر وزيت وشاي ثم عاد إلى قريته.
أما البقال .. فبدأ يرص الزبد في الثلاجة .. فخطر بباله أن يزن قطعة .. وإذ به يكتشف أنها تزن 900 جراما فقط .. ووزن الثانية فوجدها مثلها .. وكذلك كل الزبد الذي أحضره الفلاح !
في الإسبوع التالي .. حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبد .. فاستقبله البقال بصوت عال ٍ: "أنا لن أتعامل معك مرة أخرى .. فأنت رجل غشاش .. فكل قطع الزبد التي بعتها لي تزن 900 جراما فقط .. وأنت حاسبتني على كيلو جراما كاملا!".
هز الفلاح رأسه بأسى وقال:"لا تسىء الظن بي .. فنحن أناس فقراء .. ولا نمتلك وزن الكيلو جراما .. فأنا عندما أخذ منك كيلو السكر أضعه على كفة .. وأزن الزبد في الكفة الأخرى..!".
لا تدينوا كي لا تدانوا .. وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم..!

هل تصغى


منذ سنين مضت، كان التلغراف أسرع وسيلة معروفة للاتصال للمسافات البعيدة ،ومع تزايد إستخدامه، وضعت إحدى الشركات إعلان في الجريدة، تبحث فيه عن موظف ليعمل على جهاز، لنقل التلغرافات، بموجب الإشارات المعروفة Morris Code. تقدم شاب صغير السن، لهذا العمل، بناء على الإعلان الذي وضعته هذه الشركة فى الجريدة . ذهب هذا الشاب الى العنوان المذكور، وعندما وصل إليه، دخل، فوجد مكتبا كبيرا مملؤاً بالضجيج والصخب، ومن ضمنها صوت التلغراف في الخلفية. لدى دخول هذا الشاب وجد إعلانا يقول: بأن على المتقدمين للوظيفة ملء الاستمارة الخاصة بالوظيفة، ثم الانتظار حتى يُطلب منهم الدخول الى المكتب الداخلي لإجراء المقابلة.ملأ الشاب الصغير الاستمارة وجلس مع المتقدمين السبعة الآخرين للوظيفة في مكان الانتظار، لكن، وبعد دقائق إذا بالشاب يقف ثم يعبر الغرفة، وإذ به يدخل المكتب الداخلي. ومن الطبيعي انتبه المتقدمين الآخرين لما حصل، متسائلين عما يحدث؟ . ثم تمتموا فيما بينهم قائلين أنهم بالتأكيد لم يسمعوا أحدا يستدعيهم ، وافترضوا أن الشاب الصغير بدخوله المكتب الداخلي بهذه الطريقة قد ارتكب خطأ جسيما سيرفض بسببه من الوظيفةلم يمضي الكثير من الوقت، حتى خرج هذا الشاب من المكتب الداخلي، مبتسما وبرفقة الموظف المسؤول عن التوظيف، ثم خاطب المسؤول باقي المتقدمين للوظيفة المنتظرين فى مكان الانتظار وقال لهم : "شكرا أيها السادة من أجل مجيئكم ولكن الوظيفة قد شُغلت حالاً " تذمر باقى المتقدمين للوظيفة فيما بينهم، ثم تكلم واحد منهم مع المسؤول وقال " من فضلك يا سيدي ، أنا لا أستطيع أن أفهم . أن هذا الشاب هو آخر من جاء الى هنا . ونحن لم يتقابل معنا أحد ولم نأخذ فرصة حتى لاختبارنا. ومع ذلك أخذ هو الوظيفة، وهذا غير عادل " .أجاب الموظف " أنا آسف يا سادة ، ولكن طيلة الوقت وأنتم جالسين هنا ، فإن التلغراف يتكتك رسالة متكررة بإشارات موريس تقول :إذا كنت تفهم هذه الرسالة ، تقدم للداخل والوظيفة لك ... إذا كنت تفهم هذه الرسالة ، تقدم للداخل والوظيفة لك... والمؤسف، هو بإنه لم يسمع أحدا منكم تلك الرسالة أو فهمها، ولكن هذا الشاب عندما أتى، فهم الرسالة وجاء للداخل، فصارت الوظيفة له".نحن نعيش فى عالم مزدحم مملوء بالضجيج مثل هذا المكتب، فإن الناس أصبحوا حيارى ولم يعودوا يستطيعون أن يسمعوا صوت الله الرقيق الهادئ ، إنه يتكلم فى الخليقة، إذ قدرته السرمدية معلنة بالمصنوعات، يتكلم فى الأسفار المقدسة، تكلم الينا عندما أرسل إبنه الوحيد ليعلن لنا محبته، يتكلم الينا في عنايته وبركاته علينا... فهل التفت لصوت الله عندما كلمك؟ ، وهل أنت مصغ له ؟ وهو يقول لك "هذا هو إبنى الحبيب .. له اسمعوا
عبير فرنسيس

مش عارفة أموت إزاي


صبية في عمر الزهور، أُصيبت بمرض عضّال· ولأنها حادة الذكاء أدركت أن مرضها خطير،ليس له شفاء ولن ينفع معه طب أو دواء· ومن خلال كميات الأدوية التي كانت تتناولها، وتعليقات الأطباء التي كانت تسمعها، فهمت أن وقت رحيلها من الدنيا قد حان· وتذكرت يوم أن مات جدها، حيث حملته سيارة في رحلة اكتنفها الغموض، ولم يَعُد العجوز من يومها· وجال بخاطرالصغيرة سؤال استولى على مشاعرها وكيانها، لم تجد إجابة له في كتاب حياتها الصغير رغم ما اكتسبته من خبرات مدرسية، ولا من خلال رحلاتها الكثيرة خارجية أو داخلية جوية كانت أو بحرية، مع أسرتها المرفهة الغنية· والسؤال هو: أين ذهب جدها العجوز؟ وهل سيعود؟ وحدث ذات ليلة، وبعد أن أفاقت من غيبوبة داهمتها، فتحت عينيها، وكان إلى جوارها أبويها، إنفجرت الصبية في بكاء هستيري عنيف، وكلما حاولا تهدئتها، إزدادت نحيبًا وصراخًا، ولما هدأت،سألوها عن سر هذا البكاء· أجابت: "رأيت نفقًا طويلاً مظلمًا وضيقًا، آه·· إني اختنقت"· ثم نظرت لأبيها، نظرة تحمل معاني الحزن والأسى، وبعينين غائرتين صغيرتين، وكأنهما تنظران إلى بعيد قالت لأبيها: "أنا زعلانة منك يا دادي"·· فأنزعج الأب وهو غير مصدق قائلاً:"أنا يا نور عين دادي·· وأنا الذي لم أقصِّر معك في شيء، فأنا علّمتك في أرقى المدارس الأجنبية، ودرّبتك عند أشهر أساتذة الموسيقى والسباحة والفروسية، ودفعت لك آلاف الدولارات اشتراكات النوادي والألعاب الرياضية"· قاطعته الأم قائلة: "أما عن ملابسك فهي أشيك الملابس المستوردة، وعلى أحدث خطوط الأزياء العالمية"· وقبل أن تخوض الأم في حديث طويل عن طعامها وشرابها وألعابها، صرخت الفتاة وهي تقول:"أرجوكم·· كفّوا·· لقد كان اهتمامكم بالخارج فقط، لكن ماذا فعلتم لنفسي وروحي··يا بابا أنا باموت ومش عارفة أموت إزاي·· لكل لعبة ولكل جهاز كتالوج خاص به لمعرفة طريقة تشغيله،أما أنا فأين الكتالوج الخاص بي، أين سأذهب بعد أن أموت؟ ومن يعبر بي ذلك النفق الضيق المظلم؟ لقد انصبّ اهتمامكم بطعامي وشرابي في حاضري، لكن ماذا عن مستقبلي؟"· فأجاب الأب: "لا يا بُنيتي هذا عملت حسابه أيضًا ·· لا تخافي"· ثم قام وأحضر أوراقًا وهو يشعل سيجارًا،قائلاً: "هذا يضمن لك مستقبلك: مليون دولار في البنك"· فصرخت الفتاة وهي تقول: "فلتذهب المليون دولار لمن يرحمني من العذاب والنار، ويجيب حيرتي، ويفك غوامض هذا السؤال: أنا راحلة! لكن إلى أين؟ ومع مَن؟ وكيف أعبر النفق المظلم وحدي؟"·ولأول مرة يشعر الأب بالعجز، وعدم قدرته أن يفعل لابنته شيئًا، رغم أنه رجل أعمال من الطراز الأول،وعنده الكثير من الأصحاب الأغنياء والمشهورين· ساد الغرفة صمت شديد، وبعدها دخلت الفتاة في نوبةأخرى لم تستفق بعدها أبدًا!

عزيزتي القارئة وعزيزي القارئ·ما أتعس الإنسان الذي طريقه إلى الأبدية مجهول ومسدود··ما أشقاه ذلك الذي ليس عنده نور للحياة والخلود··ولم يتعرف بعد على المسيح المحب الودود·· فالمسيح وحده هو الذي: بمـوته أبـاد ذاك الذي لـه سلطـان الـموت (عبرانيين2: 14)،وبقيامته نقض أوجاع الموت (أعمال2: 24)،بل ونزع شوكته (1كورنثوس15: 55)،وغيّر مفهومه، إذ صار الموت راحة ونومًا للمؤمنين (يوحنا11: 11)،بل وجعل الموت الذي هو خسارة ربحًا (فيلبي1: 21)·لقد أبطل المسيح الموت (2تيموثاوس1: 10)، وكأن الموت قنبلة موقوتة تنفجر في أية لحظة، لكن بموته أبطل مفعولها ونزع فتيلها، وصرنا في أمان تام·والذي آمن قلبيًا بالمسيح، لا ينتظر الموت بل ينتظر مجيء المسيح، أما إن كانت مشيئته أن نموت فيقينًا سيضمّنا إلى صدره (1تسالونيكي 4: 14) لنكون معه، وحتمًا لن نرى شبح ذلك النفق الضيق والمظلم، بل سنرى المسيح، الذي له كل المجد
 

website traffic counters
Dell Computers