كان في قديم الزمان ملك قوي وغني يحب الأبّهة والعظمة وكان في كل صباح يستقبل حاشيته وأعيان القوم يؤدون إليه الاحترام والولاء ويقدمون له الهدايا ويلهون ويمرحون ويرقصون.وكان في كل صباح يأتي شحاد رث الثياب يمثل أمام الملك ويقدم إليه تفاحة وينسحب بين ضحك الحضور واستهزائهم وأما الملك فكان عندما يمسك بالتفاحة يُلقيها بدون اكتراث في صندوق وراء ظهره. وهكذا كان يفعل كل يوم والشحاد يكرر الهدية كل يوم أيضا. وفي يوم من الأيام أخذ قرد الملك المدلل تفاحةً من الصندوق وقضمها وألقاها أمام الملك فظهرت في داخلها جوهرة متلألئة أبهرت عيون الملك وجميع الحاضرين ولما فتحوا جميع التفاحات وجدوا أن كل تفاحة تحمل جوهرة فتعجّب الملك وأرسل في طلب الشحاد ليسأله عن سر هذه الجواهر وعن معنى إعطائه الهدية في كل صباح. فلما وقف الشحاد بين يدي الملك وسأله عن الأمر قال:" أيها الملك ، لقد حملت إليك هذه الهدايا لأجعلك تفكر وتفهم أن الحياة تقدم إليك في كل صباح هدية رائعة غالية الثمن ، وأنت لا تكترث لها ولا تبالي بها وتلقيها من وراء ظهرك ، لأنك مشغول جدا بأشياء كثيرة ومبهور بسحر هذه الدنيا وملذاتها بحيث أعمت عينيك عن اكتشاف كنـز الحياة الذي هو قريب منك وأنت بعيد عنه .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق