بينما كانت مجموعة من الشباب في رحلة في أحدى الغابات النائيه ، تناهى الى مسامعهم فجأة صوت قادم من مكان بعيد . طلب أحدهم من الجميع الصمت وعدم أثارة أية حركه ليتبينوا مصدر الصوت ، وهاهم يسمعون الصوت ثانية وكان في هذه المرة أكثر وضوحا بحيث أنهم أستطاعوا أن يحددوا الجهة التي قدم منها الصوت. ساروا جميعا بالأتجاه الذي حددوه وبعد فترة وجيزة كانوا أمام وادي عميق . تطلعوا الى أسفل الوادي فأذا بأنظارهم تقع على رجلين وأدركوا أن هما من كان يصرخ ، وأن صراخهما كان لطلب النجده . كان منظر الوادي مخيفا فهو عميق وسفوحه شديدة الوعوره . وأن كان النزول صعبا فأن تسلق سفوح الوادي أمر شبه مستحيل أن لم يكن مستحيلا فعلا . أدرك الجميع بأن حظ هذان المسكينان العاثر هو الذي أوقعهما في هذا الوادي. ويبدو أن الرجلين نزلا أو سقطا بطريقة ما الى قاع الوادي . ويبدو أيضا أن الحظ أبتسم لهما من جهة حين بقيا على قيد الحياة بعد هذا النزول الخطر , ولكن من جهة أخرى قطب الحظ جبينه بوحه الاثنين عابسا بعد أن فشلا في أيجاد طريق آمن للصعود. تيقن الشباب الى أن لا سبيل لنجدة الاثنين وأنهما هالكان لا محالة. وأدرك الرجلان أيضا بأن لا أحد على أستعداد للمجازفة بحياته في سبيل أنقاذهما وأنهما لو بقيا حتى قدوم الليل فأنهما سيكونان وجبة شهية لوحوش الغابه . لم يبقى امامهما سوى خيار المحاوله رغم علمهما المسبق بصعوبة بل بأستحالة النجاح . أختار كل منهما جهة من جهات الوادي لكي لا يرى احدهم زميله وهو يهوى أمام عينيه ويلقى حتفه . اختفى الرجلان من أنظار الشباب ولم يفطن الشباب بأن الرجلين قد أختارا التسلق . لاشك أن حب الحياة هو الذي دفعهما لاختيار التسلق . ولاشك ان كلا الخياران البقاء او التسلق هما مران ولكن لابد من المجازفه . بعد فترة من الحيره والدهشه عن سبب أختفاء الرجلين من أنظارهم , وبعد أن قطع الرجلان شوطا من طريق الصعود . لاحا أخيرا أمام أنظار الشباب الذين أستغربوا قدوم الرجلين على هذه المجازفه غير محمودة العواقب . وأخذوا يصرخون بأعلى ما أوتوا من صوت محذرين الرجلين من الاستمرار . ويبدو أن تأثير تحذيراتهم قد أثرت على أحد الرجلين , فبعد أن كان يصعد بكل ثقه , جاءت تحذيرات الشباب وصراخهم المدوي لتزرع الرعب في قلبه وسرعان ما شلت حركته وأصبح عاجزا على الصمود , وبعد دقائق هوى المسكين جثة هامده على أرض الوادي . كان المنظر مؤلما للشباب ولكن زميله لم يره وهو يهوى صريعا. أستمر الرجل في الصعود والشباب يصرخون ويصرخون؛ ـ توقف .. أنزل ستموت كما مات صديقك. ولكن الرجل أستمر في التسلق ولم يأبه بتحذيرات الشباب . وبعد ساعات من صراع الرجل مع قدره أستطاع أخيرا أن يصل الى بر ألامان . كان منهك القوى وبالكاد يستطيع التنفس . أستقبله الشباب وعلامات ألأستغراب وألأعجاب مرتسمه على وجوههم . وبدؤا يمطرون المسكين بالأسئله ـ لماذا لم تستمع لتحذيراتنا ؟ ـ لماذا لم تأبه بمصير صديقك ؟ ـ كيف أستطعت الصمود والتسلق ؟ كل هذا والمسكين صامت . وبعد أن أخذ قسطا من الراحة بدأ بالتكلم. ـ احب أن أشكركم من صميم قلبي على تشجيعكم لي على المحاوله , ولولا تشجيعكم لما وصلت سالما . أراد الشباب أخباره بأنهم لم يكونوا يشجعونه بل كانوا يحذرونه من الاستمرار وأرادوا أن يثنوه عن عزمه. ولكن الرجل خاطب الشباب عندما أرادوا أخباره؛ ـ بالمناسبه يا أصدقائي أنا أصم ولا أسمع شيئا - فيا حبذا لو أستعملتم لغة ألاشارات عند التكلم معي . احبتي لاشك أن كون الرجل أصم هو الذي أنقذ حياته ولو أنه سمع تحذيرات الشباب بخطورة وأستحالة التسلق لكان لقي نفس مصير صديقه , الذي زرعت تحذيرات الشباب بذور الخوف والشك والرهبة في قلبه فشلت حركته وتفكيره وكان مصيره مؤلما. لماذا لا نشجع الاخرين بدلا من اثباط عزائمهم . وأن لم تكن لنا القدره على التشجيع فمن المهم أن لاتكون لدينا القدره على أثباط العزائم. وأن لم تكن لدينا القدره على زرع الامل فمن المهم أن لا نزرع اليأس في نفوس الآخرين . وأن لم تكن لدينا القدره على رسم الابتسامه والضحكه على الشفاه فمن الضروري والمهم أن لا نحاول رسم لوحات الحزن والبؤس والشقاء على وجوه الآخرين.فمن لساننا نستطيع أخراج الكلمات التي تبعث في نفوس ألآخرين ألأمل في التقدم وألأستمرار , وفي نفس الوقت نستطيع أن نتفوه بكلمات تزوع اليأس والقنوط في الآخرين. لنتكل على الله ولنسمع كلماته فهي البلسم الذي يشفي جروحنا ، والحافز والدافع الذي يجعلنا نستمر في مسيرتنا في الحياة بكل ثقة وأمل . إن للسان، قوة الحياة والموت...
2010-07-22
أنا أصم ولا أسمع
بينما كانت مجموعة من الشباب في رحلة في أحدى الغابات النائيه ، تناهى الى مسامعهم فجأة صوت قادم من مكان بعيد . طلب أحدهم من الجميع الصمت وعدم أثارة أية حركه ليتبينوا مصدر الصوت ، وهاهم يسمعون الصوت ثانية وكان في هذه المرة أكثر وضوحا بحيث أنهم أستطاعوا أن يحددوا الجهة التي قدم منها الصوت. ساروا جميعا بالأتجاه الذي حددوه وبعد فترة وجيزة كانوا أمام وادي عميق . تطلعوا الى أسفل الوادي فأذا بأنظارهم تقع على رجلين وأدركوا أن هما من كان يصرخ ، وأن صراخهما كان لطلب النجده . كان منظر الوادي مخيفا فهو عميق وسفوحه شديدة الوعوره . وأن كان النزول صعبا فأن تسلق سفوح الوادي أمر شبه مستحيل أن لم يكن مستحيلا فعلا . أدرك الجميع بأن حظ هذان المسكينان العاثر هو الذي أوقعهما في هذا الوادي. ويبدو أن الرجلين نزلا أو سقطا بطريقة ما الى قاع الوادي . ويبدو أيضا أن الحظ أبتسم لهما من جهة حين بقيا على قيد الحياة بعد هذا النزول الخطر , ولكن من جهة أخرى قطب الحظ جبينه بوحه الاثنين عابسا بعد أن فشلا في أيجاد طريق آمن للصعود. تيقن الشباب الى أن لا سبيل لنجدة الاثنين وأنهما هالكان لا محالة. وأدرك الرجلان أيضا بأن لا أحد على أستعداد للمجازفة بحياته في سبيل أنقاذهما وأنهما لو بقيا حتى قدوم الليل فأنهما سيكونان وجبة شهية لوحوش الغابه . لم يبقى امامهما سوى خيار المحاوله رغم علمهما المسبق بصعوبة بل بأستحالة النجاح . أختار كل منهما جهة من جهات الوادي لكي لا يرى احدهم زميله وهو يهوى أمام عينيه ويلقى حتفه . اختفى الرجلان من أنظار الشباب ولم يفطن الشباب بأن الرجلين قد أختارا التسلق . لاشك أن حب الحياة هو الذي دفعهما لاختيار التسلق . ولاشك ان كلا الخياران البقاء او التسلق هما مران ولكن لابد من المجازفه . بعد فترة من الحيره والدهشه عن سبب أختفاء الرجلين من أنظارهم , وبعد أن قطع الرجلان شوطا من طريق الصعود . لاحا أخيرا أمام أنظار الشباب الذين أستغربوا قدوم الرجلين على هذه المجازفه غير محمودة العواقب . وأخذوا يصرخون بأعلى ما أوتوا من صوت محذرين الرجلين من الاستمرار . ويبدو أن تأثير تحذيراتهم قد أثرت على أحد الرجلين , فبعد أن كان يصعد بكل ثقه , جاءت تحذيرات الشباب وصراخهم المدوي لتزرع الرعب في قلبه وسرعان ما شلت حركته وأصبح عاجزا على الصمود , وبعد دقائق هوى المسكين جثة هامده على أرض الوادي . كان المنظر مؤلما للشباب ولكن زميله لم يره وهو يهوى صريعا. أستمر الرجل في الصعود والشباب يصرخون ويصرخون؛ ـ توقف .. أنزل ستموت كما مات صديقك. ولكن الرجل أستمر في التسلق ولم يأبه بتحذيرات الشباب . وبعد ساعات من صراع الرجل مع قدره أستطاع أخيرا أن يصل الى بر ألامان . كان منهك القوى وبالكاد يستطيع التنفس . أستقبله الشباب وعلامات ألأستغراب وألأعجاب مرتسمه على وجوههم . وبدؤا يمطرون المسكين بالأسئله ـ لماذا لم تستمع لتحذيراتنا ؟ ـ لماذا لم تأبه بمصير صديقك ؟ ـ كيف أستطعت الصمود والتسلق ؟ كل هذا والمسكين صامت . وبعد أن أخذ قسطا من الراحة بدأ بالتكلم. ـ احب أن أشكركم من صميم قلبي على تشجيعكم لي على المحاوله , ولولا تشجيعكم لما وصلت سالما . أراد الشباب أخباره بأنهم لم يكونوا يشجعونه بل كانوا يحذرونه من الاستمرار وأرادوا أن يثنوه عن عزمه. ولكن الرجل خاطب الشباب عندما أرادوا أخباره؛ ـ بالمناسبه يا أصدقائي أنا أصم ولا أسمع شيئا - فيا حبذا لو أستعملتم لغة ألاشارات عند التكلم معي . احبتي لاشك أن كون الرجل أصم هو الذي أنقذ حياته ولو أنه سمع تحذيرات الشباب بخطورة وأستحالة التسلق لكان لقي نفس مصير صديقه , الذي زرعت تحذيرات الشباب بذور الخوف والشك والرهبة في قلبه فشلت حركته وتفكيره وكان مصيره مؤلما. لماذا لا نشجع الاخرين بدلا من اثباط عزائمهم . وأن لم تكن لنا القدره على التشجيع فمن المهم أن لاتكون لدينا القدره على أثباط العزائم. وأن لم تكن لدينا القدره على زرع الامل فمن المهم أن لا نزرع اليأس في نفوس الآخرين . وأن لم تكن لدينا القدره على رسم الابتسامه والضحكه على الشفاه فمن الضروري والمهم أن لا نحاول رسم لوحات الحزن والبؤس والشقاء على وجوه الآخرين.فمن لساننا نستطيع أخراج الكلمات التي تبعث في نفوس ألآخرين ألأمل في التقدم وألأستمرار , وفي نفس الوقت نستطيع أن نتفوه بكلمات تزوع اليأس والقنوط في الآخرين. لنتكل على الله ولنسمع كلماته فهي البلسم الذي يشفي جروحنا ، والحافز والدافع الذي يجعلنا نستمر في مسيرتنا في الحياة بكل ثقة وأمل . إن للسان، قوة الحياة والموت...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق