بحث مخصص

2009-12-11

هدفى هو أبديتى


اشتدّ الصراع قديمًا بين أميرين في الهند. وأخيرًا حُسمَت المعركة لصالح واحدٍ منهما، وكانت العادة أن يجلس الأمير المنتصر فوق فيل ضخم يتحرك بهِ في شوارع مدينته وأمامه موكب من أسراه يسيرون قدامه حُفاة الأقدام، وقبل أن يتحرّك الموكب دار بين الأمير المنتصر والأمير المنهزم هذا الحوار :- اخلع ثياب المُلك وسِر أمامي حافي القدمين مثلك مثل بقيَّة الأسرى .كيف يحدث لي هذا؟! كيف أسير حافي القدمين؟! أي كلمات سخرية سأسمعها؟! -- بل أكثر من هذا سوف تحمل هذا الإناء الممتلئ باللبن حتى حافتهِ وسوف يسير بجوارك واحد من حراسى، أمرته أن يقطع رأسك في الحال، إذا ما سال منك اللبن إلى الأرض ولو قطرة واحدة منه .وسار الموكب في شوارع المدينة ونجح الأمير المنهزم في أن يحفظ حياته فلم يدعْ قطرة واحدة من اللبن تسقط منه، وأحضروه مرةً أُخرى أمام الأمير المنتصر الذي بادر بالسؤال:
" ماذا كان شعورك وأنت تسمع كلمات السخرية والتعيير من الجماهير؟"..
فأجاب الأمير المنهزم: " لم أسمع شيئًا. لقد كنتُ بجملتي منشغلاً في إناء اللبن الذي سيُحدِّد مصيري" عزيزي.. هل تجرحك كلمات الناس التي تنتقدك؟ هل تفقدك فرحك الداخلي؟ هل تُهبِط عزيمتك وتعطَِّّل انطلاقك مع الله؟ افعل مثلما فعل ..الأمير الحكيم
انشغل بالأمور المصيرية
انشغل بخلاص نفسك انشغل بنقاوة قلبكانشغل بالحرص على ثياب العُرس التي أخذتها في المعموديّة، حتى لا تُسرَق منك انشغل بحياتك الأبدية ومصيرك بعد الموت ولا تهتم بما يحدث من الناس، أو بما يقولونه
وستقدر أن تُردَّد مع بولس الرسول :
وأمّا أنا فأقلّ شيء عندي أن يُحكَم فيَّ منكم (1كو3:4)

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers