بحث مخصص

2008-05-24

ولما لا وهى هبه من الله


جلست شابة وحيدة في الحديقة ، بائسة ، باكية بعد وداع صديقة طفولتها الوحيدة التي هاجرت إلى بلاد بعيدة .
هكذا استغرقت الفتاة في أفكارها الحزينة فهي غير سعيدة في حياتها وكانت صديقتها هذه هي من تسمع شكواها وتنصحها بما فيه الخير لها فجأة اقترب منها صبى صغير يلهث من شدة لعبه . وقف الصبي أمامها وقال بنبرة منتصرة :- أنظري ....لقد وجدت هذه الزهرة الجميلة
نظرت الفتاة....وإذا بالصبي لا يحمل في يده سوى زهرة ذابلة حرمها القدر من المياه والضوء فكانت بلا منظر ولا جمال...رفضت الفتاة أن تأخذ تلك الزهرة لكن الصبي جلس بجوارها وقرب الزهرة من أنفه وهو يصيح : يا لرائحتها الجميلة...لقد قطفتها خصيصا من أجلك .
تفرست الفتاة في الزهرة الذابلة....ذات الألوان الباهتة وقررت أن تأخذها وإلا فلن يتركها الصبي لحالها....فمدت إليه يدها وقالت : أنها الزهرة التي كنت أريدها ولكنها رأت أن الصبي لا يرى يدها الممدودة إليه.....واخذ يحول يده الممسكة بالزهرة باحثا عنها ... حينئذ أدركت أنه فاقد البصر. رق قلبها له و قالت :أنها فعلا زهرة جميلة ...
فأجابها الصبي : طبعا جميلة فقد قطفتها خصيصا لأجلك .
ورجع إلى لعبه ولهوه رامحا هنا وهناك .عزيزي القارىء : هل سألت نفسك كيف استطاع هذا الصبي الكفيف أن يرى فتاة حزينة تجلس وحدها في هذه الحديقة الشاسعة ؟ لقد رآها بقلبه...ببصيرته... لقد كشف لها هذا الصبي أن المشكلة ليست في العالم المظلم الذي تتصور أنها تعيش فيه ... فها هو قد هزم ظلام عينيه ... حقا أنه لا يملك البصر لكن أعطاه الله بصيرة الإحساس بالآخر . أتعلم يا عزيزي القارىء أن الفتاة عندما فكرت في ذلك قربت الزهرة من أنفها ويا للعجب أدركت أن رائحتها فعلا خلابة بالرغم من مظاهر ذبولها ... تماما مثل حياة الانسان التى لن تخلو أبدا من سعادة بالرغم من منغصاتها الكثيرة ... ولما لا وهى هبة من الله .

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers