بحث مخصص

2008-05-16

البلبل المجروح


في قديم الزمان وفي احدي الغابات كان هناك بلبلا جميلا يغني باجمل الالحان ليجعل من الغابه جنه صغيره ينعم بها كل من فيها كانت اجمل احلامه هي ان ينجح في ان يعبر عن حبه لمحبوبته الجميله فتاة الغابه وان يوضح لها هذه المشاعر وامنيته ان تبادله شيئا من هذه المشاعر ليس كل المشاعر فمشاعره كانت عميقه وعظيمه وقويه بدرجة جعلته لا يطمع ان تبادله نفس المشاعر ولكنه كان يحلم بجزء بسيط من هذه المشاعر تمر الايام بالغابه وبلبلنا الجميل يلحن ويقفز يمينا ويسارا ليملا الدنيا سعاده وفي يوم من الايام تمرض الفتاه بمرض احتار فيه الاطباء والعظماء حاولوا كثيرا دون جدوي وفتاتنا الجميله تبدأ في الذبول والجفاف يوما بعد يوم حاول الجميع في معرفة مرضها ووصف علاج له دون فائده جن جنون البلبل طار وهبط وهو يبحث عن علاج لمحبوبته
وبعد طول عناء تقابل مع حكيم الغابه فسأله عن علاج لمحبوبته فأجابه الحكيم قائلا :علاجها صعب ولكن ان طالت بها الايام دون هذا العلاج ستموت لذا لابد من علاج وسأخبرك به وهوعباره عن وردة الغابه الحمراء وانت تعلم انها لاتنبت في هذا الوقت من العام وان انتظرنا حتي تنبت ستموت محبوبتك ولكن في هذا الوقت ينبت نفس النوع من هذا الورد ولكنها وردة الغابه البيضاء فيلزم تحويلها الي حمراء اجاب البلبل ولكن كيف ذلك رد الحكيم بتأثر يجب ان يقطع المغامر مسافات طويله شاقه لأقصي الغابه ويبحث عن هذه الورده ويغرس الاشواك في جسده ويضغط عليها بعنف ليسيل دمه عليها ويضغط بقوه حتي تخترق الاشواك قلبه فيسيل منه الدم الوحيد والكافي لتحويلها الي الورده الحمراء ويأخذها ويرجع بها الي الجميله المريضه وعندما تمسكها تشفي في الحال طار البلبل الجميل لايعرف كم من الكيلو مترات قطعها ولاكم من الزمن قد مضي كل تفكيره في جميلته كانت هذه الرحله شاقه جدا ولكنها بالنسبه له اجمل رحله علي الاطلاق رحلة انقاذ محبوبته راجع فيها ذكرياته مع محبوبته تذكر اول مره قابلها فيها تذكر ابتسامتها وكيف كان يعبر لها عن حبه بأحلي الكلمات ولم تكن الكلمات كافيه بل بالافعال تذكر كيف ترك عشه الجميل الهادئ وسط اسرته واستقر في عش بالقرب من شرفتها ليراها كل صباح ومساء واعتبرها كل اسرته بل كل حياته وتذكر ضحكاتها ودموعها لم ينسي ايضا ان يتذكر انها لم تقل له كلمه جميله ورغم ذلك لم يصفها بالجحود بل كان يؤنب ذاته ويعتبر نفسه مقصرا في حبها وها هذه الرحله رحلة اثبات الحب لعلها تكون كافيه لاثبات الحب افكار وذكريات واحلام راودته واخيرا وصل الي مكان الورده البيضاء وهاهي الشواك تحيط بها اخترقها بقوه لم يري الدماء تسيل منه ولا الاشواك تدمي ارجله لم تبصر عيناة ريشه الجميل يتطاير بل جسده يتمزق حتي رأسه الجميل لم يبالي بها وهي محاطه ومخنوقه بالشواك كل ماكان يراه محبوبته الجميله وقد شفيت مره اخري اخترق الاشواك وعند اقرب شوكه من وردة الغابه غرس جسده فيها فسالت دماؤه امام عينيه فأصبحت سعادته وهو يري وردة الغابه البيضاء تتحول الي اللون الاحمر تفوق الوصف وليكمل علاج محبوبته غرس بقوه جسده ليصتدم قلبه بطريقه مقصوده بتلك الشوكه القاسيه لتتلون بل تتحول الي وردة الغابه الحمراء فاحتضنها وطار بها لم يكن يخشي ان يموت في الطريق خوفا علي ذاته بل علي محبوبته طار وطار وهويلهث لينقذ محبوبته اخيرا وصل سعيدا وهو يلفظ انفاسه الاخيره دخل من شرفة محبوبته التي كان دائما يري محبوبته فيها وكان كل حلمه ان يقدم وردة الغابه الحمراء لمحبوبته لم يستطع ان يصل الي السرير الذي ترقد عليه محبوبته لكنه لفظ انفاسه الاخيره ليس فقط بسب قلب الجريح الذي سالت دماؤه ولامن هول رحلته العجيبه بل عندما وجد محبوبته مع حبيب اخر لايعرف معني الحب ولا التضحيه ولكنها كانت بين احضان الخداع والوهم مات البلبل ولكن الحب الذي قدمه لن يموت

ومات رب المجد ولم نزال نحن في احضان الشيطان

اذكروني في صلواتكم

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers