في غضب شديد ثار ذيل حية علي رأسها قائلاً: "لماذا تحتلين أيتها الرأس مركز القيادة، وأنا أكون تابعًا لكِ؟! أنا أعلم أن الذيل يبقي في الخلف بالنسبة للحصان، لأن رأسه ضخمة جدًا وذيله رفيع، ولكن أنا ذيل طويل للغاية وأنتِ أيتها الرأس صغيرة. لاحتل أنا مركز القيادة، ولتكوني أنتِ تابعة لي". صمتت الرأس قليلاً وهي تفكر: "ليحتل الذيل مركز القيادة، ماذا انتفع بهذا المركز؟! إنه يرفع عني أعباء المسئولية، وأبقي أنا مستريحة". بالفعل ترك الرأس للذيل أن يحتل مركز القيادة. تحرك الذيل في تشامخ وعجرفة إذ صار هو القائد. وإذ لا يوجد في الذيل عيون سقط في بركة بها أعشاب مملوءة أشواكًا، فأُصيب الذيل وأيضًا الرأس بجراحات خطيرة. تساءلت الحية المسكينة: "تًري من هو المسئول عن هذه الكارثة، الذيل أم الرأس؟" لقد أخطأ الاثنان إذ تذمر الاثنان، ورفضا مركزهما المناسب لهما. لتبقَ الرأس رأسًا قائدًا، ويبقي الذيل تابعًا، بهذا يعمل الاثنان معًا في انسجام وتوافق . فإن الجسد ليس عضوًا واحدًا بل أعضاء كثيرة.
إن قالت الرجل: لأني لست يدًا لست من الجسد،أفلم تكن من الجسد؟!...لو كان كل الجسد عينًا، فأين السمع؟لو كان الكل سمعًا، فأين الشم؟!وأما الآن فقد وضع اللَّه الأعضاء كل واحدٍ منها في الجسد كما أراده" (1كو14:12-18).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق