بحث مخصص

2008-09-25

شــكرا لك يا امي

وقفت الأم يعتصرها الألم أمام إبنتها وقالت وقد انسابت الدموع بغزارة من عينيها : " إني أسوأ أم في العالم " ثم بدأت تعّدد مساوؤها في طريقة تربيتها لي : " كم من مرة كنت صارمة نحوك وكم من مرة منعتك من ممارسة هواياتك ، والإلتقاء بصديقاتك .... لقد نجحت في الثانوية العامة بمجموع مشرّف ولكن لفقرنا الشديد لم نستطع والدك وأنا أن نهديك الخاتم الذي وعدناك به ... كم من مرة قمت ُ بعقابك وخاصة خلال تلك السنة الماضية ... كم من مرة تدخلت في حريتك في إختيار صديقاتك إني حقا " أسوأ أم في العالم
نظرت الإبنة إلى والدتها وهي تعدد مساوؤها من خلال دموعها فوجدتها في غاية من الجمال ... أحست بمشاعر الحب تتدفق نحو تلك الأم الباكية والذي عجز لسانها عن التعبير عن عظم مكانتها في قلبها ... إلا أنها قالت : " أريدك أن تعلمي يا امي إن عقابك لي وصرامتك نحوي في صباي يحتلان مكانا ضئيلا في ذاكرتي إذا ما قورنا بالليالي التي أمضيتها ساهرة بجواري لتمريضي ... والساعات الطويلة التي امضيتها واقفة لتـُعدي لي ما أحبه من طعام وحلوى وكيف أنسى إختيارك الحرمان من الضروريات لتوفري لي الكماليات ... وكيف أنسى علامات الحب الوفيرة التي احطيني بها في كل مراحل عمري ... وكيف أنسى كلمات فمك وتعبيرات وجهك الناطقة بمكانتي الخاصة في قلبك .. كيف أنسى حبك لي الذي لا يستطيع كائن بشري أن يحبني مثله ... هذا الحب الباذل الذي لا يطالب بأي مقابل ...؟ مضت السنون ولم أقل لأمي إن اخطاءها هي الربوة التي رفعتني وحبها وتفهمها هما الجبال التي أعانتني على تسلقها لأسمو وأرتفع لكني أستطيع أن أقولها الآن : " شكرا لك يا أمي ... شكرا لك يا إلهي إذ وهبتني مثل هذه الأم العظيمة

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers