كانت مارتينا تتعجب في نفسها من معاملة أمها لها ، لماذا لا تعاملها مثل باقي أخواتها مع إنها أكثرهم تفوقا وطاعة لوالدتها وخدمة لأخواتها ، أما صدمتها الكبرى فكانت عندما رجعت فرحانة لحصولها على 97% في الإعدادية ، ففوجئت بوالدتها تقول لها ببرود " يلا يا شاطرة ، شيلي الشهادة في الدرج علشان هتساعديني في خدمة أخواتك وشغل البيت وكمان ما عندناش فلوس تكملي تعليمك " ، انهارت باكية ولكن أمها لم تلين وذادت دهشتها عندما وصلت أختها للإعدادية وأكملت تعليمها. ولكن الشيء الوحيد الذي كان يخفف عنها هو ركوعها للصلاة وحديثها مع يسوع صديقها الحقيقي بعد أن ينام الجميع ، فهو الوحيد الذي يدخل السلام لقلبها ، كما كانت تضع صورة العذراء أمامها وتتذكر قولها " هوذا أنا أمة الرب " وتردده كثيرا. مرت الأيام وتزوج أخواتها في احتفال كبير وسافروا بلاد بعيدة ، أما هي فلا تقابل الضيوف ولا تلبس سوى الملابس القديمة. ثارت تساؤلات كثيرة في نفسها ، لماذا يحنو عليها أبوها في غياب والدتها فقط ، أما في حضور والدتها فيلتزم الصمت ولكن اكتملت الصورة المحزنة بموت أبيها وخلا البيت عليها هي وأمها التي ازدادت قسوة عليها .وفي يوم رجعت المنزل بعد شراء الطلبات ، فوجدت أمها ملقاة على الأرض فاقدة الوعي. أسرعت وأحضرت الطبيب الذي قرر إنها أصيبت بجلطة في المخ وبعد العلاج عادت لوعيها ولكنها أصيبت بشلل نصفي منعها من الحركة. نظرت مارتينا لصورة العذراء وتذكرت قولها " هوذا أنا أمة الرب " وقررت خدمة أمها بكل إخلاص. رأى الطبيب إخلاصها وأعجب بها وعرض عليها الزواج ، شعرت مارتينا بأنها فرصة العمر، فقد قاربت الثلاثين وتعذبت كثيرا في حياتها ، ولكن الطبيب اشترط عليها أن تترك أمها في رعاية إي شخص ، فهو لا يريد أن يبدأ حياته متحملا مسئولية سيدة مريضة ، رفضت مارتينا ، فقال لها : لا تتسرعي ، أمامك يومين لتعطيني الرد. سمعت الأم الحديث ، فبكت وضمتها لصدرها لأول مرة وهي تقول : أنت أفضل من بناتي الحقيقيين !!!! سألتها مارتينا وعلامات الذهول على وجهها : ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟ فأخبرتها الأم بالحقيقة المؤلمة : أنت لست ابنتي .... أنت ابنة زوجي ، فقد توفيت أمك وأنت رضيعة ، وعندما تزوجت أبيك عاملتك بقسوة شديدة لأنك لست ابنتي .... اتركيني فأنا أستحق ثمن قسوتي.انهارت مارتينا ، فقد انكشف أمامها السر الغامض وبدأت تسترجع شريط حياتها وتذكرت قسوة هذه السيدة عليها وحرمانها من التعليم والزواج وها هي فرصة العمر أمامها. لم يغمض لها جفن حتى الصباح وهي تبكي وتصلي ، ثم اتصلت بالطبيب وأعلمته إنها لا تستطيع أن تترك والدتها. وبعد 6 أشهر توفيت الأم وحضر أبنائها الذين لم يسألوا عنها منذ سنوات ولكن المفاجأة الكبرى إنهم وجدوا وصية الأم بأن تعطى مارتينا 50 ألف جنيه. والله الذي لا ينسى تعب المحبة لأجل اسمه أرسل لها شخص مخلص وتزوجت وعاشت حياة سعيدة. فلا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل ( غلا 6 : 9 )
2008-09-08
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق