بحث مخصص

2008-09-08

أعظم خادم


الجميع قبلما يتكلمون يعرفون أنفسهم أولا ..وأنا متخوف جدا ..بل مرتعب من هذه اللحظة ..فأنا أخشي أن يحدث ما يحدث في كل مرة ...وأخاف أنكم بمجرد أن تعرفون اسمي تنفرون من قراءة بقية قصتي فما رأيكم ؟..هل أتشجع ؟..وهل تحتملون ؟؟؟ ....حسنا .... اسمي ...اسمي ..ززززفـت مهـلا أرجوكـــم ...... لا تلقوا بقصتي في الهواء ..انه اسمي ومن منكم يختار اسمه في الميلاد ؟؟.. ثم انكم أنتم الذين اخترتموه لي ليطلق علي فما ذنبي اذن؟؟؟ لوني أسود قاتم ..... رائحتي منفرة ....... وهيئتي لا أحسد عليها غير أني لست سيئا تماما , فأنا أحب الجميع الا ذاتي ..وأخدم الكل الا نفسي .... حياتي كلها ..أخشي أن أقول كلها آلالام ..فلست أريد أن أضايقكم بدراما مشاكلي ....... دعوني أقول حياتي كلها صعاب ........ أكثر عمري أقضيه تحت الأرض خلف طبقاتها السحيقة في صورة بترول .. وأظل تائها مجهولا لأزمنة بعيدة الي أن أكتشف بعد مجهود شاق أو بمحض الصدفة..... وحينما يخرجونني ... أفرح وأحسب أنني قد تحررت من سجني ..لكنهم فورا يودعونني أفرانا ساحقة الحرارة..فأتعذب في جحيم نيرانها بهدف عندهم ...... ثم لا أكاد أهدأ حتي تنهال علي... عمليات كيماوية كثيرة ومعقدة يعملون بي فيها ما يحسن في أعينهم وأنا مستسلم تماما لا أعترض علي أي شئ يضيفونه الي ولا أتمسك بشئ ينزعونه عني ..وكلما يزدادون في سحقي أتذكر قول اشعياء النبي عن الرب يسوع ( مسحوق لأجل آثامنا ) في النهاية ..بعدما انسحق تماما ..وأكون كما يتمنون يلقونني هناك في الشوارع في الطرقات التي تحتاج الي تصليح وتجميل وتري ذلك عيناي فأتعجب .......... كيف يستخدم الله قتامي وسوادي في الاصلاح ويسخر قبحي لأجل التجميل ؟......وهنا تذكرت قول عروس النشيد .... ( أنا سوداء وجميلة ) ( نش 1 : 5 ) ويدفعني التعجب أن أشكر وأصبر ..احتمل وأتحمل ..... وتمضي ماكيناتهم الهندسية تسحقني تحتها وآلاتهم الثقيلة تطحنني كي يمهد بي الطريق .. وكلما يمرون يعودون وكلما يذهبون يجيئون وأنا أعتصر ألما لكني أبقي فرحانا لأن الطريق يزداد جمالا وينتهي العمل وتبدأ مرحلة الآلام اليومية............ صباحا ومساء ..الكل يعبر , يمضي ويدوس وأنا أرقد صامدا تحت أثقالهم ..تطأني أقدام الجموع فلا أحتج ..ولا أتذمر فأتذكر قول النبي أرميا عن الرب يسوع ( أشبعني مرائر وأرواني أفسنتينا .جرش بالحصي أسناني ..كبسني بالرماد ) تحركت في الشكوي ذات يوم فلم أستسلم وأقمعت ذاتي وقلت : "طالما أنك يا الهي وضعتني هنا.. فلن أكون هناك وطالما قد جعلتني لهذا.....فلن أكون لذاك وبقيت في مكاني " سنوات طويلة مرت .... لا أتذكر فيها أن شخصا ما قد أحني رأسه يوما يشكرني . أو أن انسانا قد جال بخاطره أن يبدي لي شيئا من الامتنان . هم لا يهتمون بي...... الا اذا ظهر بي عيب ما ..حينئذ يثورون ويسخطون وقد يلعنونني أيضا قائلين ...( طريق زي الزفت ) ..وهنا أتذكر قول الرسول بولس ( نُشتم فنبارك ..نُضطهد فنحتمل ...يُفتري علينا فنعظ ) ( 1 بط 2 : 23 ) وأتذكر قول الرسول بولس عن رب المجد يسوع ( الذي اذ شُتم لم يكن يشتم عوضا ) ( 1 بط 2 : 21 فما علي أنا الآن الا أن أصمت متشبها بالخادم الأعظم .. الخادم الصامت ... الرب يسوع وهكذا فأني ان كنت سيئا أذم .....وان كنت حسنا لا أُُمدح . * عفوا ..عفوا ... تذكرت أمرا حدث ذات صباح .. شيخ وقور ينظرني ...يشخصني بعمق صامتا ...مدفوعا يروح التأمل والخشوع ....يومها رقص قلبي مبتهجا .... رغم أن الشيخ لم ينطق الي بكلمة واحده .لكني اكتفيت أنه قد أهداني دقيقة من حياته ..غير أني حزنت أن الرجل مضي مغموما ...مكتئبا ولم يكن السبب أن شكلي يدعو للاكتئاب ..مع أنه كذلك فعلا ...لكن الرجل قد ساءه فعلا أن يشار اليه بالبنان ويقال عنه في شيخوخته أنه مجنون . واعتقدت الأمر سيختلف هذه المرة .. فهذا طفل جميل برئ لست أدري لأي سبب انحني فوقي ينظرني فاحصا يميني ويساري بعين لاهثة قلت في نفسي ما أجمل الطفل ..ما أحلي براءته .... اشتقت لو أن يجلس فوقي ...يكلمني ...يصاحبني .. لكنه هب مفزوعا وانطلق فجأة يعبر الطريق ..ولم أكن قد فهمت شيئا ...حتي سمعت صوت صاحبه يناديه علي الجانب الآخر : " تعال يا جون ...تعال ..لقد وجدت العشرة قروش هنا " وعرفت ما كان يجذب الطفل الي ..لقد كان يبحث عن 10 قروش ضائعة وخابت آمالي ..لقد كنت أظنه يتأمل جمالي ....ولكني نسيت نفسي فأين هو جمالي ؟؟ الجميع في زحمة مشغولياتهم ينسوني ... لكن الأمر لا يعنيني كثيرا فأنا لا أسعي خلف الشكر .... ولا ألهث وراء المديح ....الحب الصادق أبلغ من كل الكلمات .. وأعظم ما في الخدمة أن تكون صامتة ....لذا سأظل كما أنا دائما .. ** أحب الكل وأخدم الجميع ** لا فرق عندي أن تدوسني سيارة ثري أو حذاء متهدل لفقير ... ولست أسمح للأبرار بالمضي فوقي ثم أعترض الأشرار لا لست أفرق في محبتي ... فللكل في قلبي مكان ومكانة ... مهما اختلفوا لغة أو دينا أو جنسا .... مهما نسوني أو تركوني أو انشغلوا بحياتهم عني ... مهما ثقلت أوزانهم على ... حتي ان أُهنت منهم وصرت مثالا للقبح في تعبيراتهم حتي ان ثاروا يوما واغتاظوا من أحمق بينهم فراحوا ينعتونه في غضب أنه : كالزفت.
صديقي الخادم .....هذه القصة الرمزية تحمل معاني كثيرة جدا... هل أنت تخدم في صمت أم تُصوت أمام الناس بالبوق وتذيع خدماتك في كل مكان أمام الناس ؟؟ ان أولادك في الخدمة سيتعلمون من صمتك أكثر من كلامك ... ليتك تخدم في صمت وتعلم أولادك بصمتك قبل كلامك صديقي ...*هل قابلتك اهانات في خدمتك ؟؟؟*هل قابلت آلام ومشاكل في خدمتك ؟؟؟*وهل تحملتها في صبر وشكر؟؟ *وهل تحب الكل وتخدم الجميع بلا تفرقة ؟؟....ليتك تكون كذلك *هل أنت مجهول ومحتقر بين الناس؟ ليتك تكون هكذا متشبها بمسيحك الذي جاء ليخدم لا ليُخدم فاحتقروه وعروه وضربوه ان كل خادم أو خادمة ممن تركوا بصمة علي صفحات التاريخ واجهوا الاحتقار والازدراء في زمانهم ..ان هذه هي الخدمة الحقيقية ..أعظم خدمة. أم أنك تريد خدمة ممتلئة بالكرامة والمديح والتمجيد لذاتك.. تريد خدمة تنال فيها أمجادك من الناس وليس من الله ... ليتنا نتعلم من هذه القصة الرمزية كيف تكون الخدمة......

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers