بحث مخصص

2008-11-04

كيف أحب عدوى


كانت سوزان تعبر محطة الترام بعد عودتها من العشية عندما فؤجئـت بعربة تسير بسرعة جنونية في عكس الاتجاه ، فصدمتها بعنف ورفعتها في الهواء لتدور دورة كاملة وتنزل على العربة ثم على الأرض وسط الدماء.التف المارة حولها كما أمسكوا بالشاب الطائش مجـــدي وأخذوا رقم السيارة المرسيدس ورقم بطاقته وحملوها للمستـشفى وقد كانت غير فاقدة الوعي بالرغم من الكسور التي أصابتها .وفي المستشفى أظهرت الأشعة المقطعية إنها مصابة بكـسر بالعمود الفقري وكسور متعددة أخرى وتحتاج لعملية كبيــرة وخطــيرة ، غير التكاليف الباهظة المطلوبة كما تم عمل كشـف طبي بالإصــابة وإبلاغ البوليس للتحقيق. كانت سوزان تتألم بشدة خاصة من كـسر العمود الفـــقري ، وقد اسودت الدنيا في عينيها وهي تتخيل أنها على كرسي بعجلات وشـعرت بغيظ شديد من هذا الشاب المستهتر الطائش الذي أضاع مستقبــلها.... لديـــها اسمه ورقم السيـارة والبطــاقة ، لابد أن ينـال عقـابه ويذوق مـرارة السجن ويدفع تعويض ضخم ، نعم هو يستحق وليس في هذا إي خطية ، نامت سوزان بتأثير المسكنات ورأت في نومها صورة لا تستطيع أن تنساها طول حياتها ، رأت المصلوب متوج بإكليل الشوك والدماء تقطر منه ولا يوجد بجسمه جزءا خاليا من الجراحات ، وإذا بالجندي لنجينوس يطعنه بالحربة وهو يسخر منه ، فينزل دم وماء من جنب السيد المسيح على عين لنجينوس المصابة ، فيبصر. استيقظت سوزان وقد فهمت معنى الرسالة وعندما تم استجوابها :

ــــ من تتهمين ؟
ــــ لا أحد ، لقد كنت أسير مسرعة ووقعت على الأرض وصدمتني السيارة ولكنه خطأى أنا.
ــــ الشهود يقولون إن السائق هو المخطئ ويمكنك أن تدخليه السجن إذ ذكرت إى معلومات عنه ، لا سيما إن إصابنك خطيرة.
ــــ لا ، أنا لا أتهم أحدا ، وأنا مسئولة عما أقوله.

فوجئت سوزان بسيل من اللوم من صديقاتها وأقاربها ... ما هذا العبط ؟ ما الذي فعلتيه ؟ لكن سوزان شعرت بالسلام والرضا عندما تذكرت المرأة التي سكبت الطيب عند قدمي يسوع وغضب منها الجميع وهم يقولون لماذا هذا الاتلاف ولكن الرب قبل الطيب ومدحها.. أما مجدي الشاب السائق ، فلم يغمض له جفن ، وهو يفكر في الليالي البائسة التي سيقضيها بين أربعة جدران ، ولا سيما إنها ليست الجريمة الوحيدة التي ارتكبها ، فقد تعود أن يسرق وينهب لينفق على ملذاته وشهواته. جاء مجدي لسوزان ليستعطفها لكي لا تضيع مستقبله وهو مستعد لتحمل كل تكاليف علاجها و... " لقد سامحتك بالفعل ولم أتهمك " قالتها سوزان ، أما مجدي فلم ينطق ببنت شفة لأن دموعه كانت أبلغ من إي كلام يقال. وقرر مجدي أن يترك الاستهتار الذي يعيش فيه وذهب للكنيسة تائبا وقرر ترك كل علاقة له بالخطية. أما سوزان فقد قررت أن تذهب بكل شجاعة للعملية رغم معرفتها بأن نسبة نجاح العملية 10% ولكن ثقتها بالله كانت ترفع نسبة نجاح العملية لـ100%. وأجريت لها العملية بنجاح لم يتوقعه أحد ، وعادت طبيعية تماما وإن شعر جميع معارفها بأنها مكافأة الله لها على تنفيذها وصية : لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير ( رو 12 : 21 )

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers