بحث مخصص

2008-06-27

ابو طاقيه وجلابيه


حكاية قديسنا ابو طاقيه وجلابيه دى كانت حكتها الام ايرينى (شفعتها تكون معانا امين) كان فى واحده من صعيد مصر ابنها الوحيد مات فزعلت جدا عليه وبتدءت تجدف على ربنا وتقولوا اشمعنا ابنى اللى اخته فظهرت ليها امنا العدرا وقالت لها روحى للام ايرينى فى دير ابو سيفين وهى ها تحكيلك حكاية ابو طاقية وجلابيه وده بقى كان واحد اسمه الحقيقى عم رشدى وكان بيشتغل نجار وكان راجل فقير بيعيش على الكفاف وكانت حياته بيعيشها انه يشتغل شويه ويصلى شويه وكان اكله فى الفطار حتة جبنه ومعاها رغيف عيش وفى الصيام رغيف عيش ومعاه طعميه او فول وكان كل مايلاقى واحد غلبان كان يقلع الطاقية والجلابية بتوعه ويدهمله (وعشان كدة سموه ابو طاقية وجلابيه ) وكانت مراته لما يروح البيت كانت تتخانق معاه وتقولوا ماكنت تديله قماش بدال ما كل شويه نقعد نفصل فى طاقية وجلابية جداد فكان يقول لها مش مشكله احنا نشتغل فى تفصيلهم شويه ونصلى شوية وفى يوم مات عم رشدى وبعد ما مات عم رشدى وحطوا فى الصندوق وكانوا مستنين قرايبه لما يجوا من بره القريه وهم قاعدين وفجاءه ليقوا الصندوق بيتحرك ففتحو الصندوق وليقوا عم رشدى عايش وقلهم انه جه الملاك اخد روحى طلعنا لفوق ولما دخلت المكان مع الملاك لاقيته مكان جميل خالص انا ما اقدرش اوصفو وشفت فيه قديسين كتير انا عرفتهم وشفت كمان قرايبى اللى ماتوا من زمان وشفت رب المجد وقلى انت لسه ما جاش يومك انت ها تنزل تانى الارض فا انا قولت له لا يارب المكان هنا جميل خالص انا مش عايز انزل تانى الارض فقالى ربنا انت هاتنزل برسالة وبعد تلات ايام هاتيجى تانى قول للناس اللى فى الارض يعملوا خير مع بعض لان الايام قربت وفعلا بعد تلات ايام مات عم رشدى بركة كل القديسين تكون معانا امين

2008-06-26

انت ستر لي


سافرت الي الولايات المتحده الامريكيه للدراسه وقسمت وقتي بين الدراسه والعمل اخذتني الحياه بصوره كبيره انبهرت بهذه الحياه الخاليه من القيود وشدتني خطوه وراء خطوه . . . . حدت عن طريق الله فانزلقت قدماي في طريق الخطيه ، حتي تمكنت مني تماما وطالما الخطيه تملكت علي القلب طردت منه النعمه ، فلم يعد للمسيح مكان في قلبي او حياتي ، وصارت المسافه بيننا ابعد ما تكون بعد ان زين لي الشيطان طريق الخطيه وهكذا سارت بي الحياه . . . . لكنها المسيحيه بمفاعيل النعمه الالهيه يعمل الروح القدس في المؤمنين ، والذي نلناه في سر المعموديه وختمنا بسر الميرون لا يفرط فينا بسهوله ، فهو يفتقدنا بوسائل عديده . . . . . لكن في حالتي هذه كان لابد ان يوخذني الروح القدس بشده حتي استيقظ من غفوه موت الخطيه . يقول القديس مرقس الناسك :(يقدم لنا الشيطان خطايا صغيره تبدو كانها تافهه في اعيننا لانه بغير هذا لا يقدر ان يقودنا الي الخطايا العظيمه) اصبت بالتهاب فيروس كبدي(ب) وكانت الحاله متدهوره تسير من سئ الي اسوء رغم اتباعي جميع تعليمات الاطباء والمواظبه علي تعاطي العلاج ونظام الاكل .
مكثت في البيت لمده 3 اشهر والطبيب هنا يذكرك بعواقب المرض قبل ان يذكر لك امكانيه الشفاء .التجات الي الطبيب الحقيقي الرب يسوع واخذت اتشفع بالبابا كيرلس وابي سيفين وابونا عبد المسيح جاءني البابا كيرلس ليلا اثناء نومي وقال لي : " قم ادفع الي عليك " سالته ايه الي عليه فاخرج لي ورقه من جيبه مدون عليها ثلث المبلغ الذي نذرته للبابا كيرلس كثيرا من اجل الشفاء ، فتيقنت ان البابا كيرلس وابونا عبد المسيح سوف يعملوا معي المعجزه . والعجيب انه في نفس اليوم ، وصلني شيك بمبلغ ضعف النذر الذي نذرته ، وكان لم يتبق علي عمل التحليل سوي اسبوع ، فاخذت ادهن نفسي بالزيت المقدس واصلي وابكي واقدم توبه لربنا يسوع المسيح .
اتوسل اليه ان يعاملني بلطفه المعهود ، ويسامحني ويغفر لي خطاياي الكثيره ولا يسمح ان ابعد عن نعمته مره اخري ويجدد طبيعتي .
ذهبت لاجراء التحاليل وتحققت المعجزه كما وعدني البابا في الحلم وجاءت النتيجه سلبي اي اختفي الفيرس ولم يعد له اي اثر في دمي . شكرا لرب المجد الذي قبل شفاعه البابا كيرلس عني وافتقدني بمراحمه حتي عدت الي حضن الكنيسه
بدون التوبه تنهار منارتنا ، لهذا يسرع الرب فينذر معنفا بشده اذ لا يحتمل ان يري مناره اولاده تتزحزح من مكانها .

الطائر الطنان


إذ جلست ثناء بجوار ابنتها في حديقة المنزل الخلفية، سألتها ابنتها: "لماذا قداسنا يبلغ حوالي الساعتين يا أمّاه؟ أجابتها ثناء: "إذ نشعر أن الكنيسة هي بيتنا نودّ أن نقضي ساعات طويلة فيها، وإذ هي أيقونة للسماء نتدرب كيف نعيش كملائكة اللََّه نسبح اللََّه على الدوام" ، سألت الطفلة والدتها: "أتظنين أننا سنصير كملائكة اللََّه في السماء؟"أجابت ثناء: "هذا وعد إلهي! ونحن هنا في العالم كمن في مدرسة، إما نتشبه بالملائكة لنصير في صحبتهم أو بغير الملائكة فلا يكون لنا نصيب معهم!" ، بينما كان الاثنان يتحاوران عن كيف يصير المؤمن ملاكًا إذ بطائر أمريكي جميل يدعى الطنّان يقترب منهما وهو يتنقل بين الزهور ويعطي صوتًا جميلاً. عندما قالت ثناء: "أتعرفين يا ابنتي قصة الطنّان؟" أجابت الطفلة: "أود أن اسمعها يا أمّاه!"إنها قصة رمزية تكشف كيف نعيش في العالم كمن في مدرسة لنتدرّب إما أن نصير كملائكة اللََّه المسبّحين له أو نحمل صورة عدو الخير بسماته الفاسدة.قيل أن سيدة تدعى مرثا بأمريكا الجنوبية كان لها أربعة بنات: مارجو وسونة وكوثر وماريا. كانت البنات الثلاث كسالي وكانت ألفاظهن جافة، غير مطيعات لوالدتهم، أما الرابعة ماريّا فكانت نشيطة محبة للعمل، رقيقة الطبع، ومطيعة لوالدتها ، إذ كبرت الأم استدعت بناتها الأربع وقالت لهن: "لقد شخت يا بناتي العزيزات، وأيام رحيلي من العالم قد قربت جدًا فلا أعود اعتني بكن. لذا أطلب من كل واحدة منكن أن تمارس عملاً لكي تعشن هنا في حياة لائقة.ها أنتِ يا مارجو عليك بنظافة البيت وإزالة نسيج العنكبوت من الجدران.وأنتِ يا سونة تقومين بكنس الأرضية.وأنتِ يا كوثر تهتمين بنظافة مدخل البيت وتنسيقه.وأخيرًا أنتٍ يا ماريّا تلتزمين بحديقة المنزل".تطلّعت مارجو إلى جدران البيت ونسيج العنكبوت ثم قالت: "كيف أترك النوم اللذيذ وأقضي وقتي وسط التراب وإزالة العنكبوت؟" أمسكت مارجو بحقيبتها وتركت البيت لتبحث عن مكان تضع فيه رأسها لتقضي نهارًا نائمة؟أمسكت سونة بالمكنسة ثم قالت: "هذا ليس عملي، إنني لا أعرف كيف أكنس!" سأسير في الشوارع لعلّي أجد أصدقاء أقضي وقتي معهم عِوض الكنس! تطلّعت كوثر إلى مدخل البيت ثم قالت: "أليس من الأفضل أن أقضي حياتي في اللهو عن التعب في نظافة مدخل البيت وتنسيقه؟!" ثم حملت حقيبتها وتركت البيت.أما ماريّا فانطلقت إلى الحديقة بفرح وسرور، وصارت تهيئ الأرض وهي تترنم وتسبّح اللََّه. زرعت كثير من أنواع الزهور والفواكه والخضروات. وكانت في كل صباح تمجد اللََّه من أجل الزهور الجميلة والفواكه والخضروات ، كانت تقدم من هذه الثمار لوالدتها، وتبيع البعض لتنفق على البيت وهي متهللة.شاخت مرثا جدًا وشعرت أنه لم يبق لها سوى ربما أيام وترحل من العالم، فأرسلت ابنتها الصغر ماريّا إلى أخواتها لكي يحضرن قبل وفاتها.انطلقت ماريّا تبحث عن أخواتها وبعد بحث شديد وجدت الكبرى مارجو تنام تحت ظل شجرة في الغابة القريبة من المدينة. بالكاد أيقظتها وسألتها أن تذهب معها لترى والدتها قبل موتها. أما هي ففي قورة قالت لها: "كيف تُيقظينني؟ إنني نائمة! اذهبي إلى أمي وأخبريها بأنني سأحضر فيما بعد عندما استيقظ". ثم أغمضت عينيها لتقضي اليوم كله نائمة!ذهبت ماريّا إلى أختها سونة فوجدتها تتجوّل في شوارع المدينة تبحث وسط البقايا عن بعض الخبز الجاف أو الأطعمة التي يلقيها الناس لعلّها تشبع من هذه البقايا. طلبت منها ماريّا أن تذهب لترى والدتها فقالت لهاك "هل هذا وقت لرؤية أمي؟ إني جائعة بعدما تشبع بطني من البقايا سأحضر لأراها".والتقت ماريّا بأختها كوثر فوجدتها تنطلق من بيت إلى بيت تقرع الأبواب لعلّها تجد أحدًا يجود عليها بشيء. وإذ سألتها ماريّا أن تذهب معها لرؤية والدتها، أجابتها: "إنه يوم شئوم لم التقِ بعد بإنسانٍ سخي ليُقدم لي إحسانًا. قولي لأمك أنه بعدما أجد من يُحسن عليّ بطعام وأشبع سأذهب لرؤيتها.انطلقت ماريّا إلى والدتها مرثا وهي حزينة جدًا على حال أخواتها الثلاث. وبدأت تروي لوالدتها ما حدث معها. تنهدت الأم جدًا، وسالت الدموع من عينيها وهي تقول: "لقد اختارت مارجو النوم والكسل فلتنم كل نهارها. واختارت سونة التسكّع في الشوارع لتأكل من البقايا، فليكن لها سؤل قلبها، والثالثة كوثر تعيش لتشحذ لعلّها تشبع بإحسانات الناس، تبقى دائمًا تقرع أبواب الغير. أما أنتٍ يا ابنتي فتهتمين بحديقة بيتك فليفرح قلبك بالثمر وتتغنى أعماقك بالتسابيح".انطلقت نفس مرثا وتحققت نبوتها فصارت مارجو بومة تنام طول النهار ولا تعيش إلى إلا في الظلام. وصارت سونة حدأة تعيش على الأكل من وسط القاذورات، وصارت كوثر طائر النقّار woodpecker) يقرع بمنقاره على الخشب على الدوام ليلقط القليل بمنقاره، أما ماريّا فصارت الطائر الطنّان الذي يتنقل بين الزهور وهو يُغنّي ويبعث بالفرح على الآخرين.سمعت الطفلة الصغيرة هذه القصة الرمزية، ثم ركعت تصلّي قائلة:إلهي، أشكرك لأنك تهبني روحك القدوس،يعمل فيّ فلا أكف عن العمل.لا أتسكّع كما في الشوارع، ولا أشحذ من أحد،إنما أرى في العالم كله حديقة ممتعة.أعمل بروحك القدوس، وأنعم بالثمر المتزايد!عطاياك لي بلا حدود!اختبر كل يوم تجديدًا في أعماقي!متى أصير بالحق كملاكٍ سماوي؟

النصيحة الذهبية


كان كارلوس يعيش في نيويورك وبدأ شرب الخمر في السادسة عشر من عمره ، لأن هذا ما كانوا يدعونه ( الرجولة المبكرة ) ، فقد كان الذي يرفض شرب الخمر يسمونه ( الـبيبى ) وقد أدى ذلك إلي خسارة تلو الأخرى ، فعندما بلغ 23 سنة كان لديه زوجة وطفلة ، لكن زوجته هجرته وأخذت الطفلة معها ، بعد أن أصبح سيئ السير والسلوك ، فاشلا في عمله. وعندما أتصل كارلوس بزوجته ، ردت حماته عليه بقسوة وسخرية ، فاحتدم الغيظ والغضب داخله وتصاعد كبركان حتى قرر أن يرتكب الجريمة البشعة ، يقتل زوجته وابنته وحماته. لذا قرر أن يدخل الحانة ويأخذ جرعة كبيرة من الخمر ، أعتقد أنها ستعطيه القوة اللازمة للقيام بهذا العمل الإجرامي. وهذه قصته كما يرويها بنفسه : في 24 إبريل عام 1947 ، دخلت الحانة والشر يتطاير من عيني ، فوقع بصري على شخص هادئ ، تأملت في وجهه ، إنه بيتر صديق الطفولة وزميلي في الشر ، لم أكن قد رأيته من أيام المدرسة ، كنت أكرهه عندما يجذب حوله أصدقاء الشر فيتركوني وحدي ، فأبتدعت فكرة أشر لأجذب الأصدقاء منه ، لكني اندهشت من منظره النظيف الأنيق ووجهه الذي يشع نورا وسلاما.
وفي الحال ، عندما تلاقت نظراتـنا ، قام وقبلني بـحرارة شديدة ، فـقلت له ساخرا : ما هذا ؟ هل تشرب القهوة بدلا من الخمر اللذيذ الذي يعطينا القوة أيها الـبيبى ؟
أما هو فأجابني بابتسامة هادئة : لقد تركت الخمر منذ سنة ، هل تريد أن تقلع عنها مثلي ؟
نظرت لنفسي ، مظهري ، حالي…… وقلت له بيأس شديد : لا فائدة ، فقد حاولت آلاف المرات.
قال لي بيتر : سأنتظرك غدا عند باب الكنيسة الساعة 7 مساءا ، قلت له : ( لا تنتظر ، فأنا لا أهتم بالدين) وودعته وانصرفت دون أن أشرب خمرا ، عدت للبيت وأنا أحاول أن أبعد عن مخيلتي هذا الضوء المشع من عينيه ، السلام الهادي على وجهه. كانت زجاجة الخمر أمامي على المائدة ، لكنها فقدت سحرها بالنسبة لي ، لا أعرف لماذا ؟ في اليوم الثاني ، قادتني قدماي للكنيسة ، وفي الطريق وجدت أمامي الحانة التي أتردد عليها يوميا وكأنها مجال مغناطيسي يحاول اجتذابي ، لكني تذكرت نصيحة بيتر الذهبية حين قال لي : حينما تقترب من حانة، صلي قائلا :(يارب أرجوك أن تنقذني من هذا المكان ) ثم أسرع بالابتعاد عن هذا المكان بكل قوتك. أخذت أجري وأجري بكل ما أملك من قوة حتى ذهبت للكنيسة ، لكني وجدت باب الكنيسة مغلقا ، حزنت بشدة وعاتبت الله : ( لماذا تغلق بابك في وجهي ؟ ) ثـم تـذكرت كم من مرة أغلقت باب قلبي لنداء إلـهي ، فبكيت بشدة وقلت له : يا ربي ، لا تغلق باب رحمتك في وجهي أبدا..........وفي الحال ، وجدت بيتر بجانبي يقول لي : ( ليس هذا باب الكنيسة بل الباب الذي يليه يا صديقي ) ، دخلت معه الكنيسة في سعادة غامرة وظللت أبكي كطفل صغير ، شعرت بعد ذلك إن الله يقول لي : ( ستعود بقوة أعظم ) ومن يومها لم أذق الخمر وعادت إلي زوجتي وطفلتي ، حينما شعرت هي بالتغيير الذي طرأ علي. وفي كل مرة يحاول عدو الخير تذكرتي بحياتي الماضية ، أتذكر النصيحة الذهبية : حينما تحاصرك الخطية ، أطلب معونة الله ، ثم أسرع بالابتعاد عن هذا المكان بكل قوتك.
صديقي ، ليتك تجرب هذه النصيحة الذهبية حينما تجد نفسك مستعبدا لشيء معين لا تستطيع الفكاك منه.
اما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والايمان والمحبة والسلام ( 2تي 2 : 22 )

2008-06-25

من يوميات طبيب

كانت طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات محجوزة فى قسمى تعانى من فيروس سى بالدم ... وفشل كلوى ... وعيب خلقى بأرجلها فكانت معقوفة ولا تستطيع المشى فكانت محمولة دوما على أذرع والديها ... وانسداد بأحدى قنوات المخ تم عمل جراحة لها وتركيب قسطرة بالمخ ... ونزيف حول القلب ... وانفجار بأحدى الرئتين وكانت محجوزة انتظارا لدورها فى جراحة ثالثة بالمخ لتسليك القسطرة التى تحركت من مكانها كان عمرها خمس سنوات ... قضت منهم فى غرف المستشفيات أكثر مما عاشت فى عالمنا. عندما كنت اقترب منها للكشف أو لأى غرض كانت تصرخ طلبا للرحمة من يسوع بتأوهات مثل التى يطلبها شيخ فى السبعين من عمره !! كنت أخاف الإقتراب منها ... لأنها كشفتنى أمام نفسى فكثيرا ما كنت أشكر الله على الصحة فى صلاتى... ولكنى لم أعرف معنى وقيمة عطية الله إلا عندما رأيت هذه الطفلة... وسألت نفسى هل من الممكن فعلا أن أشكره إن كنت فى نفس موقفها ؟!! فمن من السهل أن أشكر الله فى الصحة ... لكن صعب أن أشكره فى المرض خاصة عند عدم الاستجابة لطلبات الشفاء ومن السهل أن أشكر الله فى النجاح ... لكن صعب أن أشكره فى الفشل والخسارة
لا أعلم لماذا تذكرت قصة شعب الله فى هروبه من العبودية إلى مصر ( سفر الخروج ) لقد شق لهم الله البحر الأحمر لينجوا ... عطشوا فتحول الماء المر إلى عذب ... تاهوا فقادهم نهار بعمود السحاب وليلا بعمود النار ... جاعوا فامطرت السماء عليهم منّ وسلوى ! انبهر الشعب ومجد الله فى أعماله ومرت الأيام والسنون وتذمر الشعب على المن والسلوى وأشتاق إلى الثوم والكرات فى أرض العبودية نسى الشعب أنه كاد يموت جوعا وعطشا فى الصحراء فأمطرت عليه السماء طعاما وشرابا فى وقت كان يمكن أن يأكلوا فيه بعضهم البعض ويشربوا دماء بعض من أجل البقاء على قيد الحياة صارت احسانات الله وأعاجيبه أمرا عاديا ألف إليها وفقد الشعور بها ... فأشتهى الثوم والكرات فى أرض العبودية
تلك الفتاة أعادت إلى نفس شعور ذلك الشعب الذى تذمر على احسانات الإله الحىّ فصار المألوف والطبيعى عندى أن أكون انسانا متعلم له أب وأم وأخوة واصدقاء يحبونه , لديه بيت يسكن فيه , يتناول ثلاث وجبات , يتمتع بصحة جيدة , و و و و وفقد اعتدت على كل ما منحنى إياه الله من عطايا ولم أعد أشعر فى قرار نفسى أنها هبة من عنده ... فهذا هو الطبيعى بل وصرت أتذمر لأنى لم أحظى بقدر أكبر من التعليم أو أملك بيت أكبر أو أن اتناول طعام أفضل أو أن اتمتع بجسد أقوى أو أو أو تلك الفتاة أيقظتنى من غفوة ... فالمألوف عندى فقد بهجته ... وشكرى لإلهى فقد معناه ولم يتعد كونه كلمة تنطق بها شفتاى دون أن اشعر بمعناها الحقيقى فوقفت يوما أمامها وأخذت أقارن فقط بين كل عضو من جسمها العليل وبين أعضاء جسدى فلم أجد فيها أى عضو يعمل بصورة سليمة فهى مصابة بمرض فى كل جزء من جسدها. أما أنا فلم أجد فى جسدى عيبا ... فقد تعلمت معنى أن أشكر الله فعلا من قلبى على ما اغدق علىّ به من عطايا لا أستحقها وحاولت أن أكون صديقا لها فأتيت لها يوما مبكرا بالحلوى لكن الله اختار أن يضمها إلى حضنه فى تلك الليلة لم يمهلنى الوقت لنكون اصدقاء ... لكنها صارت معلمتى علمتنى أن أشكر الله كل يوم من أجل أصغر وأتفه الأمور علمتنى أن أضاعف فرحى بأن أعدد إحسانات الله إلىّ علمتنى أن الشكر هو الصلاة المرفوعة إلى الله وقت الضيق
' اشكروا فى كل شىء لأن هذه هى مشيئة الله ' ( 1تس 18:5 )

2008-06-22

المقعد الرذيل


كان بيشوي يحب الله كثيرا وكان يميل إلى العزلة والخلوة وأشتاق أن يكرس حياته لله ، لكنه كان مترددا في أن يترهبن فهو يشتاق لخدمة الآخرين ، وبعد صلاة عميقة واستشارة أب اعترافه واختبارات عديدة توجه للدير وترهبن وكان دائما يصلي : يارب أعطني أن أخدمك في شخص أخوتي ، إذ كان يشتهي أن يخدم الآخرين. وفي يوم أرسله رئيس الدير لشراء ما يحتاجه الرهبان من العالم , هناك قابل شخص مقعد في الطريق ، فتوجه إليه ليعطيه صدقة ولكن المقعد بكى ، وقال له: أنا لا أحتاج للمال فقط ، بل لشخص يخدمني ، وأهلي تعبوا مني وأحضروني هنا لأستعطي ، ألا تستطيع أيها الراهب القديس أن تخدمني وسأكون لك مطيعا ومدينا لك العمر كله ، تردد الراهب للحظات إن الله أعطاه شهوة قلبه ولكن هل سيقبل رئيس الدير بذلك ، قال له : اسمح لي أن آخذ إذن أبي في هذا الأمر ، ثم أحضر إليك غدا , ذهب لأبيه الروحي واعلمه بالأمر ، فقال له : هل أنت مستعد أن تخدمه طول العمر مع ممارسة صلواتك والأعمال الأخرى المطلوبة منك أم إنه انفعال مؤقت ، قال له بيشوي : يا أبي بصلواتك أنا مستعد، ذهب الراهب بيشوي فرحا وأحضر أولوجيوس المقعد وكان يدعو له بطول العمر والصحة وعكف على خدمته باجتهاد شديد. وبعد مرور عدة سنوات تحول أولوجيوس من مقعد مسكين إلى شخص كئيب دائم التذمر ، يأمر وينهي الراهب كأنه عبده ويحيره بطلبات غير متوافرة و يتهمه بأنه لا يبالي به وإنه يهتم بنفسه أكثر ، والراهب يحزن ويضاعف جهده ويحاول إرضاءه دون جدوى وبالتدريج شعر الراهب إنه ظلم نفسه بهذه الخدمة وما الذي يدعوه لذلك وهو الذي ترك العالم ، ثم إن باقي الرهبان أحرار في وقتهم لا ينغص عليهم شي ، لماذا هو ؟ فكر بيشوي الراهب أن يرجع المقعد مكانه وكفى كل هذه السنين ، ولكنه قد عاهد أبيه الروحي أن يخدمه طول العمر ، والمقعد المتذمر يقول له : أنا كنت مرتاح لوحدي ، رجعني مكاني ، هل أتيت بي هنا لتعذبني ، وفي لحظة قررا أن يذهبا لأبيهما الروحي ليأخذا منه الحل وكل واحد يذهب لمكانه ويفترقا للأبد ، وصل الراهب بيشوي لأبيه الروحي ، وشكى له حاله متوقعا منه أن يتعاطف معه ولكنه فوجئ به يعنفه ويقول له : هل تظن إن الله لا يقدر أن يوفر له إنسان يخدمه غيرك ، هل بهذه السهولة تتخلى عنه ؟ وما الذي احتملته أنت وكيف تفكر في هذا الأمر ، ارجع وقدم توبة وابكي على هذا الفكر واخدمه بكل قلبك. ثم ذهب الأب الروحي للمقعد على انفراد ووبخه قائلا : ألا تشكر الله على أنه أعطاك هذا الراهب القديس الذي خدمك طيلة هذه السنين دون أي أجر ، هل تكافئه شرا عن الخير الذي فعله لك ، اذهب واعتذر له ، بكى المقعد وهو يطلب السماح من الراهب ، الذي بكى هو أيضا وهو يقول له : سامحني أنا المخطئ ، وذهبا كلاهما إلى القلاية وبعد 3 أيام مات المقعد وبعد 3 أيام أخرى مات الراهب بيشوي
هل تدرك يا صديقي أن الشيطان يحاول بأي وسيلة أن يجعلنا نخسر إكليلنا وتعبنا في أي لحظة ، بأن نغضب ولا نحتمل ، ماذا لو استجاب الراهب والمقعد لصوت الشيطان وافترقا ومات كلاهما وهو غاضب على الآخر.

2008-06-21

أنقذ المقادين إلى الموت والممدودين للقتل ، لا تمتنع


شبَّت النيران في سفينة لم تكن بعيدة جدًا عن الشاطئ، وكان بالسفينة تاجر مجوهرات من "كاليفورنيا" ومعه حقيبة مليئة بالمجوهرات ، هي كل ثروته، التي تقدر بملايين الدولارات، وقد ربط الحقيبة حول صدره ليسبح بها إلي الشاطئ، ولكن قبل أن يقفز للماء إذ بيد صغيرة تمتد إلي كتفه وعندما نظر خلفه رأي طفلة صغيرة تبكي في فزع شديد وقالت له: - «أرجوك انقذني واحملني للشاطئ، فأنا لا أعرف أن أعوم وبابا وماما اختفوا في النيران».
اشتعلت في هذه اللحظة في قلب الرجل معركة، لهيبها أعلي من النيران التي تحرق السفينة؛ فيجب عليه في لحظات أن يقرر ويختار: إما أن ينقذ ثروته في حقيبة المجوهرات، وإما أن يضحي بها لإنقاذ الطفلة، وسريعًا اختار إنقاذ الطفلة، فالقي بالحقيبة في مياه المحيط، وحمل الطفلة علي ظهره، وعندما وصل إلي الشاطئ بسلام كان فقد الوعي من الإعياء، ولكنه أستيقظ علي ابتسامة الطفلة التي أنقذها وهي تمسح المياه من علي وجهه وشعره، وعاش هذا الرجل طوال عمره وهو فخور بما فعل، وقال أنه لم يندم لحظه علي ما عمل، وعلي فقده لكل مجوهراته، بل إنه كان سيظل نادمًا طوال عمره إن عمل العكس، وظل دائمًا يقول بفخر أن هذه الطفلة التي أنقذها وتبناها هي أغلى عنده من كل العالم وكنوزه، وليس فقط من حقيبة المجوهرات التي ضحي بها لإنقاذها!
صديقي القارئ المسيحي الحقيقي .. صديقتي القارئة المسيحية، دعني أسألك:- «ما هي حقيبة مجوهراتك التي تعيقك وتحرمك من إنقاذ ملايين بل مليارات من النفوس التي تهلك حولك بدون المسيح، وبدون الإيمان الحقيقي به، وبعمله الكفاري علي الصليب؟!»
فالعالم الآن قد تجاوز عدد سكانه الستة مليار نسمة، تلك النفوس التي تحترق بها سفينة الحياة، لا لتغرق في بحر أو محيط من المياه، بل ينتظرها غرق أبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، وسيُعَذَّبون نهارًا وليلاً إلي أبد الآبدين .. هذا هو الموت الثاني {وكل من لم يوجد مكتوبًا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار} (رؤيا10:20،15).
إنَّ ربح النفوس بالعمل الفردي (أي بالشهادة الفردية لأفراد، والكلام معهم عن عمل المسيح في حياتك، وعمله لأجلك علي الصليب) هو مسئولية كل مسيحي حقيقي، وهو متعة، أدعوك أن تختبرها وتمارسها، فتتغير حياتك لتكون مثل الرب يسوع رابح النفوس الأعظم، الذي قال: {ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ} (لوقا 10:19).
بل دعني أقول لك أن أشواقك لربح النفوس يمكن أن يكون "ترمومترًا" ومقياسًا لمدي حبك للرب، ولتتميم رغبة قلبه وشبعه بخلاص النفوس؛ فبعد خلاص السامرية سأله تلاميذه قائلين:- {«يَا مُعَلِّمُ كُلْ» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». فَقَالَ التّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَدًا أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. وَﭐلْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ لأَبَدِيَّةِ لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعًا. لأَنَّهُ فِي هَذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِدًا يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ»} (يوحنا 31:4-37).
صديقي القاريء العزيز .. صديقتي القارئة العزيزة، مرة أخري اسمح لي أن أسألك:
- «ما هي حقيبة مجوهراتك التي تحرمك من إطاعة الرب، والشهادة للنفوس وربحها للمسيح بالعمل الفردي؟»
ربما تكون الحقيبة هي بعض الأفكار الخاطئة التي استخدمها الشيطان لآلاف السنين، وحرم بها ملايين المسيحيين الحقيقيين من متعة ربح النفوس للمسيح بالعمل الفردي، وأقصد بها الأفكار التي تقول بعدم مسئولية كل مسيحي حقيقي عن الشهادة، أو ضرورة الانتظار حتى تتحسن حالتك الروحية، أو أن تسمع الدعوة بطريقة أوضح ... كلاَّ! أرجو ان تلاحظ المكتوب: {أَنْقِذِ الْمُنْقَادِينَ إِلَى الْمَوْتِ وَالْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لاَ تَمْتَنِعْ. إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هَذَا»، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ} (أمثال24: 11

لقد فاز يسوع


صرخ الطفل ذو العشرة أعوام ملتاعا متلفت الرأس من قاعة العرض راكضا في الممر الطويل ، باحثا عن سارق لوحته فلم يجد أحدا . كان يصرخ في فراغ . جلس على حافة سلم قريب من باب الخروج ينتحب بحرقة ويبكي وحده.عاد الى البيت مكسور الفؤاد متألم ، استقبلته أمه كعادتها كل يوم ولكن هذه المرة هالها مظهر الحزن والقهر البادي على محيّا ولدها ، أحاطته بذراعيها واحتضنته مربتة على ظهره بحنان ، ثم أبعدته عن صدرها قليلا سائلة إياه : ما بك اليوم … أراك حزينا ؟فقال وما زالت الدموع تتسابق في الخروج من عينيه الحلوتين : ذهبتُ بلوحتي الى معرض مسابقة الرسم الذي ستقيمه مدرستي بعد أن قضيت شهرين أرسم بها ، وقد وقد …سرقت..
مسحت الأم على شعر ابنها وضمت رأسه مرة ثانية الى صدرها وجففت دموعه وهي ترفع وجهه نحو عينيها قائلة له : ارسم الثانية . ما المشكلة ؟فأجابها طفلها منتحبا :- سيفتتح المعرض بعد 3 أيام ، هي غير كافية لأُكمل رسم لوحة مثل لوحتي التي ضاعت مني- وماذا رسمت فيها ؟- رسمت فيها صليب يسوع وخلفه شمسا ساطعة وطيورا تحلق حوله وفراشات تحط على حافاته .- حسنا … حسنا لا تبكي كفى . سأقول لك ارسم واحدة ثانية في يوم واحد وبسرعة وستفوز ، سترى … ارسمها من أجلي … من أجل ماما - حسنا سأرسمها من أجلك فقط ، لأنني لا أُصدق انه يمكن لي أن أفوز .جلس الطفل أمام أوراقه البيضاء وأدوات رسمه الليل بطوله منكبا راسما لوحته الثانية الذي انتهى منها قبل أن يبزغ الفجر بقليل .وبدت لسرعة رسمها ولحزنه الشديد ، غير منضبطة الخطوط ، كئيبة ، فلم يكن بمقدوره سوى إعادة رسم الصليب فقط ، الذي بدا هو نفسه فقيرا بألوانه … يبعث الكآبة في النفس ، وليس كما كان في بهاء لوحته الاولى .حملها في الصباح ليريها لأُمه ، فقبلته وقالت له إسرع بها الآن الى قاعة العرض . فسألها : هل سيقبلون بها ؟ قالت له : إسرع وبعد ذلك ستعرف .أسرع الطفل بلوحته الحزينة وهو لا يريد المشاركة بها لأنه يعلم مدى الظُلمة الذي تتمتع به ، ولكنه فعلها امتثالا لرجاء أُمه .دخل الى قاعة العرض فاستقبله مدير مدرسته هاتفا به :- أين لوحتك يا شادي ؟فرفعها اليه قائلا : ها هي يا سيدي .
نظر المدير الى لوحة شادي وكانت تفتقد الى الألوان الجميلة ، الذي تعود أن يرسم بها ، وقد احتوت صليبا غامق اللون ممتداً في وسطها لا غير .- ما هذا يا شادي . لوحتك غير صالحة لأن تُعلق في معرض المدرسة السنوي . أنها تفتقر الى أبسط شروط الرسم الفني . وأنت تعرف ذلك يا ولدي . أرجوك يا سيدي علقها إرضاء لأُمي فقط ، فأنا مقتنع انها غير صالحة أيضا .- حسنا … حسنا . هناك زاوية خافتة الإضاءة أنا مضطر لتعليق لوحتك فيها لئلا تشوه إطلالة بقية لوحات المعرض ، ولأنه لا يعقل ان هناك أحدا سيسير باتجاهها ليتطلع اليها- موافق يا سيدي .وأثناء خروج الطفل من قاعة العرض بدرت منه استدارة جعلت عينيه الجميلتين تلتصقان بلوحته الاولى التي سرقت منه معلقة في موضع رئيس من قاعة العرض بجانب شباك عملاق ذو دفتين ، حيث الشمس شارقة من خلال قضبانه الفضية البيضاء / ملقية بأشعتها على لوحته مضيفا اليها بهاء فوق بهائها ، لقد كان منظرها ساحراً .ثم انتبه الى أن لوحته تحمل اسم غيره … لقد كانت تحمل اسم سارقها … ، الذي قام بطلاء اسم شادي وإخفاءه ببعض الألوان المائية وكتابة حروف اسمه بدلا من صاحبها الحقيقي .نظر شادي الى لوحته متألما وعادت عيناه تسبح في بحر من دموعه الغزيرة وهو يخرج من القاعة دون أن ينبس بحرف واحد ، لأنه غير قادر على إثبات ان هذه اللوحة هي لوحته ، فحتى اسمه قد مُحيَّ منها .عاد الى البيت وحكى لأمه ما مرَّ به من أحداث . قبلته امه من جبينه قائلة له : ولا يهمك صلي في هذه الليلة الى الرب يسوع المسيح هو الذي سيساعدك على أن تكون من الفائزين .فأجابها الطفل ضاحكا لأول مرة : أيعقل يا امي أن تفوز لوحتي القبيحة هذه . مستحيل. أنا التي رسمتها وأنا أعرف انه يستحيل عليها الفوز . انك تخدعينني .- نعم ستفوز لو طلبت ذلك من ربنا يسوع المسيح- كيف ؟-اطلب منه ذلك قبل أن تنام الليلة وسترى.- وماذا سأقول له ؟- تكلم معه مثل ما تتكلم معي الآن ، لا شيء غيره.
ركع الطفل الصغير تلك الليلة على حافة فراشه وصلى قائلايا سيدي يسوع المسيح أُمي قالت لي أن أُصلي لك لكي تفوز لوحتي غدا في معرض الرسم الذي تقيمه مدرستنا .أنا أعرف ان لوحتي رديئة جدا وليس هناك أدنى أمل في فوزها أرجوك أن تكون معي ولكن لا أدري كيف ، أنا أدري انك لا تستطيع أن تصنع أكثر مما صنعته أنا لأنه ليس هناك وقت ، وإذا لم تستطع أن تفعل شيئا … أرجوك لا تحزن لأني أعرف ان لوحتي سوف لا ينظر اليها أحد لأنها عُلقت في زاوية بعيدة خافتة النور كي لا تؤثر على جمال بقية اللوحات المعلقة على جدران قاعة العرض .أشكرك يا ربي يسوع لأنك سمعتني فقط ، لأني أعرف انه ليس هناك حل ممكن أن تقوم به لمثل هذه المشكلة التي أمر بها .ونام الصغير .حضر شادي الى قاعة العرض مصطحبا أُمه ، دخلها وهو يرمق بعينين حزينتين لوحته الكئيبة المنزوية بعيدا عن باقي اللوحات ، ثم معاودا اختلاس النظر مرات ومرات الى لوحته المسروقة وهي تتوسط قاعة العرض .كان يوما شتائيا بارداً والسماء ملبدة بالغيوم ، ومع ذلك فقد بدأ الزائرون يتوافدون على صالة العرض الغارقة بأضواء باذخة والذي كان جزءً كبيرا منها مسلطا على تلك اللوحة المسروقة ، ولتلطيف هواء القاعة المكتضة بزوارها ، قام المشرف عليها بفتح دفتي الشباك العملاق على مصراعيها لتتسلل نسائم باردة عليلة الى داخل القاعة ، ونتيجة للبرودة الطاغية خارج القاعة لاحظ الزائرون دخول ثلاث طيور مغردة صغيرة حطت فوق حافات عدد من كوات الانارة الصناعية الموزعة في الحدود العلوية لجدران القاعة ، محتمية بدفئها من برودة الطقس الخارجي .وبعد أن اكتمل تجمع الزائرين في وسط القاعة ، أُغلقت الأبواب حيث بدأت أصوات البرق تعلو منذرة بعاصفة مطرية محتملة . وفجأة انقطع نور التيار الكهربائي في قاعة العرض .وساد ظلام دامس أرجاء المكان ، واستمر البرق يضرب وجه السماء ، ولوهلة بدا للزائرين وكأن لوحة شادي ، المعلقة بعيدا عنهم في زاوية مظلمة ، تنير أرجاء المكان . لقد انبعث نور مضيء من صليبها الوحيد . ساد هرج ومرج في صالة العرض واستدارت رؤوس الزائرين جميعهم نحو لوحة شادي . وتعلقت العيون بمصدر النور المنبعث من رسم الصليب الغامق .وتدافعت الأقدام باتجاه تلك اللوحة الموضوعة بعيدا عنهم ليستطلعوا حقيقة مصدر النور الذي أنار ظلام ليلتهم وعيونهم . وكلما زاد دوي البرق ، زاد تساقط الأمطار ، وزاد دفق النور المنبعث من تلك اللوحة حتى تأكد للناظرين اليها بانها ، تلك التي خالوها كئيبة في أول الأمر ، هي مصدره .ونتيجة للنور المنبعث من صليبها تركت الطيور الثلاث أماكنها العالية ورفرفت بأجنحتها الصغيرة حول نور الصليب الممتد في وسطها ، منجذبة الى ضوءه ، وسمع الحاضرون تغريدا عذباً صادرا من قلب اللوحة . الذي أُلبست ثوب جمال قلَّ نظيره .حتى شادي نفسه ، لم يصدق ما يجري أمام عينيه ، فقد أطال النظر الى لوحته البعيدة ، وهو فاغرا فاه اندهاشا مما يجري أمامه ، ومن الليل المظلم الذي تحول في لمحة الى نهار ، من النور الخارج من بين خطوط ألوانها الغامقة ملامسا لصفحة وجهه الجميل ، والذي لا يفهم لأصل انبعاثه سبباوأثناء الظلام ودون أن ينتبه أحد تطاير رذاذ المطر من الشباك العملاق المفتوح الدفتين داخلا عنوة الى قاعة العرض ليضرب سطح لوحة شادي المسروقة الذي تبللت أجزاءها السفلى بصورة كاملة ..
بعد ثلاثة دقائق فقط من هذه الأحداث القصيرة المتلاحقة نجح الفنيون في إيصال نور التيار الكهربائي الى قاعة العرض ، وأسرع مشرفها الى غلق شباكها العملاق ليكتشف ان ماء المطر الذي انساب فوق ألوان اللوحة قد أزال طبقة الألوان العلوية الحديثة التي استعان بها السارق ليمحو اسم صانعها الحقيقي ، وليظهر اسم شادي تحتها يتلألأوكانت مكافأة شادي في نهاية ليلته الساحرة هذه هي … الفوز.عاد شادي لأول مرة مطمئنا بصحبة أُمه الى بيتهما وقبل أن يدخلا قالت له أُمه ويدها تحتضن بمحبة كف ولدها:-ألم أقل لك انك ستفوز .فأجابها شادي مبتهجا ضاحكا:- لم أفز أنا يا أمي … لقد فاز يسوع!لقد فاز يسوع

يسوع الذى أعرفه


يسوع الذي أعرفه أحبني أولا، أحبني كما أنا ، فقيرة ، ضعيفة، خاطئة. لقد ولدت عام 1908 من والد فرنسي وأم بلجيكية متدينة ولما بلغت السادسة أخذتني أمي في ليلة عيد الميلاد إلي الكنيسة وكم دهشت عندما رأيت في المذود طفلا صغيرا عاريا نائما على القش, فسألت أمي ماذا يفعل هذا الطفل؟ فقالت لي ألا تعرفينه؟ إنه يسوع الذي نزل من السماء لأجلنا فاندهشت أكثر لماذا لا ينام على سرير جميل مثل كل الأطفال؟ قالت لي أمي إنه يحب الفقراء، لذلك أراد أن يشاركهم حياتهم.
تركت هذه العبارة في أثرا لا يمحى… فقد مات والدي واختفى عن نظري إلى الأبد وكنت أقول لنفسي كثيرا لو كان والدي هنا لحملني بين ذراعيه!!! وها يسوع مستعد أن يأخذني بين ذراعيه! لذلك قلت له من أعماقي إني أحبك ...لو كنت معك وقتها لأحضرت لك البطانية لتدفأ, لقد فقدت السعادة والأمان بموت والدي وها سعادة وأمان أكبر يدخلان قلبي بحب يسوع لي. من هذه اللحظة تمنيت أن أعيش فقيرة بين الفقراء مثله.
كنت أذهب مع والدتي يوم الأحد لأتناول بالفستان الأبيض وأرجع سعيدة لأكل الجاتوه لكن أمي قالت لي إن شيئا أهم يسعدك ..إن يسوع الذي يحبك يدخل قلبك هذا اليوم ..قلبي أنا!!! يا للجمال.
بدأت اشعر أن يسوع عريسي يحبني أكثر من كل الناس لقد مات حبا في. بدأت أنظر لمن حولي بنظرة يسوع فلا أراهم أشرارا أبدا بل أرى الخير داخلهم. إنه الحب الذي يجعل كل شيئا جميلا فعندما أرى طفلا يضرب ويشتم آخر أضمه في حنو إليّ، أجده يهدأ ويهدأ حتى يبدو ملاكا. (من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا في وأنا فيه) هذه الآية الذهبية لم تفارق ذهني أبدا, يسوع مستعد أن يدخل قلبي كل يوم, لذلك عزمت من قلبي أن أذهب للكنيسة كل صباح قبل المدرسة وحتى نهاية عمري مهما كانت الظروف. لقد ظن من حولي أن هذا اندفاع طفولي سرعان ما يهدأ
ولكن مضت الآن 75سنة حتى كتابة هذه الكلمات لم أتأخر يوما عن سر الافخارستيا(التناول). ترى ما الذي يجعل فتاة صغيرة تستيقظ الرابعة صباحا تجرى وسط الثلوج في الشتاء القارص لتذهب للقداس, ثم تعود لتذهب للمدرسة !! وحتى في السبعين من عمري كنت أسير في المقطم وسط الخنازير ورجلي تغوص في أكوام الزبالة لأذهب للكنيسة لأتناول وكأني على موعد للحب... نعم وأي حب إنه يسوع الذي يجذبني, انه يجدد روحي الضعيفة فأشعر أن بي طاقة أستطيع أن أحارب.
ولكن هل يكفي أن أتناول كل صباح؟ إن يسوع يقول لي كل ما فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم. سأذهب معك يا يسوع وأشارك كل مريض وبائس حياته وعندما أنحني لأضمد جراحاته أشعر أني ألمس جسد يسوع.
نحو سعادة أكبر: كنت في الصباح أتناول وفي المساء الفسح ولعب التنس ومقابلة الأصدقاء...ثم ماذا ؟ إني أريد أن أكرس قلبي وروحي لك يا يسوع , أعيش مع الفقراء والمساكين. كان هذا النداء يناديني كل يوم, فصرخت من أعماقي :هل أنا احبك أم لا؟؟ لماذا أنتظر ؟؟ وبدأت خدمتي في الأماكن المحيطة لكن هذا لم يشف غليلي..إني أريد أكثر.. لقد غادرت أوروبا إلى القاهرة وكانوا يقولون لي يا للمسكينة!! الأخت إيمانويلا ستعيش حياة بائسة , لم أفهم كلامهم لأني كنت في منتهى السعادة.
قضيت سنوات تنقلت فيها بين اسطانبول وتونس ومصر وأخيرا وجدت ضالتي المنشودة في عشوائيات المقطم ، فقد سمعت عن الزبالين وما هو معروف عنهم..مجرمين ولصوص يعيشون في القذارة حتى أن البوليس نفسه يبتعد عنهم ، هناك تعرفت على عائلة وطلبت منهم تأجير حجرة لي ولا تتصور فرحتي عندما جاءوا لي بعربة كارو وضعت عليها سرير وكرسي ولمبة جاز. وبالرغم مما سمعته عنهم إلا إني وجدت داخلهم قلبا محبا , سريع الاستجابة , فقد تغيروا سريعا بالحب وحده. لقد شاركتهم غذاءهم المفضل "طبق الفول " وجلست معهم على الأرض وغسلت رجلي صلاح وجرجس ومحمد لأخرج منها الزجاج أو مسمار أو غيره مما يدخل أرجلهم وهم يسيرون حافين أو يلتقطون مخلفات الأطعمة غذاء لهم من بين أكوام الزبالة...
لقد وجدتهم أقرب إلى الله من كثيرين..ترنم فوزية تنتقل إليك سعادتها وعندما يصرخ جرجس قائلا" يارب ارحمنى أنا خاطئ " يقولها من أعماقه فيستنير وجهه. لقد تعلمت أن أصرخ مثله عندما أقع في شدة وأقول (يارب ارحمنى أنا خاطية)...أنها أسعد أيام حياتي .. عندما طرقت الباب في نصف الليل أم حلمي تصرخ الحقيني يا ميس قبضوا على حلمي واذهب للظابط أشرح له الأمر فيعود لبيته في الصباح . لقد عشت مع أخوتي الزبالين22سنة لم أتركهم إلا لأسافر أوروبا أجمع الأموال من الأغنياء لأبني المدارس والمستشفيات والنوادي .3مرات منفصلة أخذت شيك بمليون جنيه من أجلهم .عندما أنظر إلى حياتهم بعد أن تغيرت كثيرا أدرك أن بعد الصليب دائما توجد قيامة ونصرة فأقول لنفسي يا إيمانويلا (Eummanuel) :إلي الصليب مع يسوع قومي حاربي حتى أخر نسمة في حياتك إن القيامة آتية والسماء مفتوحة.

2008-06-17

الأنبا دانيال واللص


كان بالقربِ من جبلِ شيهات ، الذي تفسيرُه ميزانُ القلوب ، ديرٌ فيه كثيرٌ من العذارى، وكان لهن رزقٌ قليل، وكن يفرقن منه على المساكين والغرباء، وإنَّ مبغضَ الخير، لم يحتمل البرَّ الذي يصنعنه، فدخل في قلبِ مقدمِ قبيلةٍ بالقربِ منهن، وأغراه بسرقةِ الديرِ، وكم كان فرحُ رجالهِ لما عرََّفهم بعزمهِ.فلما جاءوا إلى الديرِ، تحايلوا كيف يجدون السبيلَ لأخذهِ، لكنهم لم يقدروا، لأن حصنَ الديرِ كان منيعاً، فقال لهم مقدمُهم: «ما أقوله لكم افعلوه، امضوا واحضروا لي ثيابَ راهبٍ، وبليناً أسودَ، وقلونية منقوشةً كلها صلبان، مثل شكل أنبا دانيال، الذي من شيهات، فإذا أمسى الوقتُ، لبستُ كلَّ ذلك، وآخذ بيدي جريدةً، وأقرع البابَ، فإذا نظرن إليَّ يفتحن لي من أجلهِ، وبذلك أهيئ لكم الموضعَ لتنهبوه براحةٍ». فلما سمعوا فرحوا، وأحضروا الثيابَ الذي طلبه.ولما أمسى الوقتُ، قام المقدمُ، لابساً الثيابَ، وأخذ في يدهِ جريدةً، وقرع البابَ، فجاوبته البوابةُ: «من أنت يا سيدي وأبي؟»، فقال لها: «امضِ وعرِّفي الأم بأن المسكينَ دانيال القسيس، الذي من شيهات، قائمٌ على البابِ، ويقول: اقبلنني عندكن إلى الغداةِ لكي أستريحَ». فأبلغت البوابةُ الأم بالكلام، وما أن سمعت الأم أن أنبا دانيال قائمٌ على البابِ، حتى قامت مسرعةً، والأخوات يتبعنها، وقبَّلن رجلي ذلك الإنسان. ولأن الوقتَ كان مساءً، فإنهن لم يتحققن شخصَه، بل أسرعن، وأحضرن ماءً في لقانٍ، وغسلن رجليه، ولما أردن أن يفرشن له في علو الديرِ، منعهن قائلاً: «لن أفارقَ هذا الموضعِ».وإن الأم والأخوات أخذن الماء الذي غسل فيه رجليه، ووضعوه قدامه، وبدأت كلُّ واحدةٍ تغسل وجهَها منه، وهو يُصَلِّب عليها. وكانت بين الأخوات بنتٌ عذراء عمياء من بطنِ أمها، فحدث لما أمسكن بيديها، وأحضرنها إلى ذلك الإنسان، أن كان الأب أنبا دانيال قد حضر عندهن بالروح في تلك الساعةِ، وأمسك بيد العذراء وأحضرها إلى ذلك الإنسان، وقلن له: «يا أبانا، نطلب من قدسِك أن تصلِّب على عينيها»، فقال لهن: «قدِّمن لها فضلةَ الماءِ الذي في اللقان». وكان قولُه هذا استهزاءً بالماءِ، واستقلالاً لعقولهن، فلما أخذت الأختُ الماءَ، ورشمت عليه باسمِ المسيحِ قائلةً: «بصلاة القديس أنبا دانيال»، فللوقتِ انفتحت عيناها، وذلك الإنسانُ ينظرُ.فيا للخوفِ الذي لحقه ويا للرعدةِ، وما أعظم الصراخ الذي صرخن به في تلك الساعةِ وبدأن يقبِّلن رجلي ذلك اللص، قائلات له: «يا أبانا، مباركةٌ الساعةُ التي دخلتَ فيها إلينا».أما اللصُ، فقال: «يا ويلي، ويا غربتي من اللهِ، إذا كان باسمِ أنبا دانيال، تُفتح أعينُ العميان، فكم تكون عظمة ذلك الذي يعمل عملَ الربِّ، ويلي، كيف ضيعتُ زماني في عملِ النجاسات، وحق صلاة أنبا دانيال، من الآن، لن أرجعَ أسلك الطريقَ التي كنتُ أسلكها»، وكان يقول هذا، وهو يبكي، وينتف شعرَ لحيته.أما العذارى، فكن يكررن عليه القولَ: «مباركةٌ الساعةُ التي حضرتَ فيها إلى ههنا»، وأما هو فكان يقول: «بالحقيقة إنها ساعةٌ مباركةٌ».وأما الرجالُ الذين كانوا ينتظرونه، ليفتحَ لهم البابَ، فقد كانوا قياماً، وسيوفُهم بأيديهم، وهم قلقون على فتحِ البابِ، وقد سمعهم، وهو في الداخلِ، يقولون: «لقد أزف الليلُ، لعله يريدُ أن يترهب ويسكن عندهن»، وآخر منهم يقول: «لعل راهبةً منهن جعلته نصرانياً»، وكانوا يقولون هذا الكلامَ باستهزاءٍ، فكان يسمع ذلك ويقول: «حقاً، لقد نطقَ نبيُ الله على أفواهِهم، بأني أترهب، وأن راهبةً منهن جعلتني نصرانياً».ولما أنار النورُ، وانقطع رجاؤهم فيه، خافوا وانصرفوا إلى مكانِهم محزونين، وأسنانُهم تصرُّ على مقدِّمهم. ولما كان الصباحُ سَحراً، بسط ذلك اللصُ يديه نحو المشرقِ قائلاً: «يا ربُّ، إنك لم تأت لتدعو الصديقين، لكن الخطاةَ، فاقبلني إليك بصلاةِ الذين تعبوا على اسمِك». ثم إنه ودعهن، وخرج وهن متحققات من أنه أنبا دانيال.فلما توسط الطريقَ، خرج عليه رفقاؤه، وقالوا له: «ما الذي أصابك؟ إنما قعودك كان لأنك وجدتَ جواهرَ حسنةً، وأنت تقصد أن تبدِّي نفسَك علينا. أرنا ما معك». فلما فتشوه، وجدوه بأسوأ حالٍ، وقد تغير وجهُه، وتورمت عيناه، من عِظم البكاء، وقد تغيَّر كلُّه، وخرجت منه النفسُ السبعية، وعند ذلك خافوا وارتعدوا، وبدءوا يسألونه بخوفٍ وحشمةٍ، أن يُعرِّفهم ما السبب في تغيير جميعِ حياته.وعند ذلك بدأ يعرِّفهم من وقتِ دخولهِ عندهن، وأمرُ العذراءِ العمياء، حتى الساعة التي هو فيها. أما هم فلما سمعوا، داخلهم الخوفُ وسكتوا.ثم إنه توجَّه نحو البريةِ، إلى عندِ الأب دانيال، وتبعه بعضُ رفقائه، وقصَّ عليه ما جرى بدير العذارى، فقال له أنبا دانيال: «أنا الذي أحضرتُ إليك العذراءَ العمياء، ومن وقتِ دخولك إليهن، أنا كنتُ حاضراً بينكم بالروحِ». ومن بعد ذلك رهبنه، وأقام عنده بالعبادة الحسنةِ، والزهد الزائد، إلى يومِ وفاته، وعمل هذا اللصُ معجزاتٍ عظيمةً، وبصلاته سكن فردوس النعيم،

وحده يقدر أن يدخل معي


جلس الرجل بجوار أبونا بيشوي كامل الذي فرح به، قائلا" له: +لعل كل المشاكل قد انتهت، فاني أراك متهللا" ! +لا يا أبي ، كل الأمور كما هي ..+فلماذا اذن أراك متهلل ؟+لقد أدركت أن مسيحي وحده يبقي معي في مشاكلي حتي النهاية . سأروي لك حلما بل رؤيا سحبت كل قلبي ، وملأتني فرحا ...نمت و أنا منكسر النفس جدا"، يحيط بي اليأس من كل جانب،حتي فكرت في الإنتحار. رأيت نفسي في الحلم حزينا" للغاية،وقد وضعت في قلبي أن أتخلص من هذه الحياه المرة.كنت أجري نحو قمة جبل مصمما" أن ألقي بنفسي الي سفحه فأموت! التقي بي أصدقائي ، واحد وراء آخر، كل منهم يقدم لي كلمة تعزية ، لكني شعرت مع محبتهم لي أنهم لا يستطيعون مشاركتي أّلامي.إنها مجرد كلمات أو مشاعر ..لكن أين الحل لمشاكلي؟ صممت أن أكمل الطريق ، فالتقي بي كاهن صار يتحدث معي ،وكانت كلماته عذبة ، ولكن اذ كنت محصورا " في اًلامي لم أستجب لندائه بالرجوع عن طريق الإنتحار! في الطريق جاء ملاك يرافقني، وصار يتحدث معي عن الحياة السماوية وعذوبتها وتحدث معي عن الحياة الزمنية بكل اًلامها بكونها لحظات عابرة ، لكن لغباوتي لم أنصت له كثيرا" وأصررت علي الإنتحار..سرت حتي بلغت قمة الجبل لألقي بنفسي الي السفح. كان الكل يصرخ أصدقائي والكاهن والملاك ، وأنا لا أبالي ، أدركت انهم بالحق يحبونني ، لكنهم عاجزون عن حل مشاكلي ! أخيرا ألقيت بنفسي من القمه وإرتطم جسدي علي صخرة أسفل الجبل وإندفعت الدماء من جراحاتي ، وقبلما أفكر في شئ سمعت صوت ارتطام شديد! تطلعت حولي فرأيت مسيحي يلقي بنفسه ورائي ليخلصني من الموت المحقق .. لقد فعل الأصدقاء والكهنة والملائكة كل ما في طاقاتهم ، لكنهم في لحظات وقفوا مكتوفي الأيدي ، أما يسوعي فهو وحده نزل معي الي الموت ليهبني حياته.. بقي وحده معي! يشفي جراحاتي التي لا تبرأ إلا بجراحاته الفائقة وحده يقدر أن يدخل معي كما الي القبر ليهبني القيامة من الأموات.. وحده يحول ظلمتي الي نوره ومرارتي الي عذوبته..لا أعود أخاف ، لا أيأس ، إنه معي كل الأيام .... هب لي ياسيدي أن تختفي كل الأيدي البشرية لأري يديك المبسوطتين لتحتضناني نعم أراك في أعماقي عندما أجلس مع نفسي ويرفع روحك القدوس قلبي إليك ، أسمع صوتك خلال الأحداث المحيطه بي ،أراك تتجلي أمامي وتدخل معي في حوار حب خلال إنجيلك المفرح وكنيستك المقدسة

2008-06-15

نادر جـداً من أسمة


كان يوماً عادياً ككل يوم من أيام حياتي وكعادتي كنت مرهقاً بسبب العمل المستمرالذي لا ينتهي ، فأنا طبيب أبلغ من العمر 67 عاما ، خادم شباب غير ناجح بسبب الفجوة العمرية بيني وبين الشباب والتي تقترب من نصف قرن من الزمان أحمل قلباً ضعيفاً يعاني من ضيق في الشرايين التاجية المغذية له بسبب أطنان من الكوليسترول التي تسد هذه الشرايين. قررت أن أقضي ليلتي في الإتصال بالمخدومين ( أولادي في الخدمة ) للإطمئنان عليهم في فترة الامتحانات. آلو ، إزيك يا مينا ، أخبار المذاكرة إيه؟ ربنا معاك يا حبيبي ، باي باي. آلو ، إزيك يا مرقس ، أخبار المذاكرة إيه ؟ربنا معاك يا حبيبي ، باي باي. آلو ، إزيك يا بيتر ، أخبار المذاكرة إيه ؟ ربنامعاك يا حبيبي ، باي باي . وهكذا إلي أن وصلت لابني في الخدمة ، نادر ، ونادر هو شخص نادر جدا ، نادر جدا أن يأتي للاجتماع ، لدرجة تبلغ الاستحالة ، نادرجدا أن تجده في البيت في أي مرة تذهب لافتقاده ( وأنا أذهب إليه كثيرا لأن المسافة قصيرة بين بيتي وبيته ) ، نادر جدا أن تتصل به و تجده مستيقظا ، بل دائما نائما في سابع نومة ، هذا هو نادر. و قد أصابني اليأس منه فعلا ، كثيرا ما نصحني أب اعترافي بعدم اليأس وتكرار المحاولة معه ، فالله لم ييأس منه بعد. كنت فاقد الأمل تماما في أن أرى نادر ولو لمرة واحدة في الكنيسة ، حتى في حوش الكنيسة ، حتىبجانب كانتين الكنيسة حتى في أي شارع يبعد عن الكنيسة مسافة 100 متر. قررت أن أؤجل المكالمة بعض الوقت لئلا أصاب بالإحباط التقليدي الذي أصاب به بعد مكالمة نادر ، و لكن صوتا بداخلي ألح علي لكي أطلبه. أنا: آلو ، ممكن أكلم نادر. شخص ما: أنا نادر أنا (في سري : مستحيل ) : أهلا يا نادر، أزيك يا حبيبي ، أنا أستاذ..... من كنيسة مارجرجس . نادر : أزيك يا أستاذ..... ممكن تتصل بعد شوية . أنا : أنت مشغول يا نادر ؟ نادر : ( أيوه ، أنا مشغول أوي لأني بأنتحر ) ووضع سماعة الهاتف. أنا : ؟؟؟؟؟؟؟ رميت سماعة التليفون على الأرض ،وأخذت أجري من الشقة ، للشارع ، لعمارة بيت نادر ، كنت أجري كما لم أجر من قبل ،تقطعت أنفاسي ، شعرت بوهن في كل عضلات جسمي ،العرق يتصبب على جبيني ، شعرت بقلبي الضعيف يكاد يهلك وهو يتوسل لشراييني التاجية أن تعطيه قليلا من الدماء ، كنت أجري بروحي الملهوفه على ابني ، مخدومي ، ابن المسيح ، الخروف الضال ، الذي لن أسامح نفسي لو ضاع ، لن أسامح نفسي طول عمري ، لن أسامح نفسي أبدا.
لو استمر الحال هكذا ( الجري المتواصل ) سوف نفقد اثنين في يوم واحد ، مخدوم ينتحر وخادم يصاب بذبحة صدرية. أخيرا وصلت لباب العمارة ، استدعيت البواب و كسرنا باب الشقة لأنه لن يفتح لي في مثل هذه الظروف. كنت أتوقع أن أجد كارثة ، أن أرى حبل في السقف وجسد نادر يتدلي منه و لكن لحسن حظه أنه اختار أسوأ وسيلة للانتحار وهي قطع شرايين اليد. كان نادر ملقى على الأرض و الدماء تسيل منه أنهارا و يده اليمني تمسك السكين ، حاولت بكل الطرق الممكنة أن أوقف النزيف عن طريق ربط منديل في موضع أعلى من الجرح ، وطلبت من البواب طلب الإسعاف رغم ثقتي إن عربة الإسعاف لن تأتي إلا بعد أن نتلقى التعزية و السلوان في موت نادر ، لم يتحمل قلبي الضعيف كل هذا التوتر وفقدت الوعي ...... عدت للوعي و أنا في المستشفى ، في البداية لم أتبين ملامح الوجه الذي ينظر إلي ، إنه نادر ، كان واقفا وفي عينيه كل علامات الامتنان ، كانت يده مربوطة بشاش نظيف. ( لقد وصلت عربة الإسعاف و نقلتني أنا و نادر للمستشفى ) بالطبع من يمر بموقف نادر ، يجب أن تتغير حياته ، يجب أن يرجع لحضن أبيه ، فقد شعر نادر بأن الله يهتم به ، وإنه أرسلني في تلك الدقائق لأنقذ حياته. أما أنا فشعرت فعلا بأهمية كل خروف ضال عند ربي و إلهي ، فلولا الصوت الذي شعرت به بداخلي والذي جعلني لا أؤجل طلب نمرة نادر ، لكان نادر الآن في الجحيم. كم نتهاون كثيرا بحق هذه النفوس وتضيع بسبب الإنشغال واليأس من عدم جدوى المحاولة

هناك دائماً أمل


فى القرن الثامن عشر كان احد المزارعين الانجليز يقوم بعمل تجارب فى حقله لانتاج انواع جديدة من المحاصيل وبعد كل تجربة تكون النتيجة هو فشله فى البلوغ الى ما ترجاه وعدم تحقيقه لهدفه ومع ذلك فهذا المزارع كان لا يعرف روح الفشل بدأ يراجع نفسه ليتعرف على سبب فشله فكتب مذكراته عن سبب فشله لكى ينتفع من خبراته المرة التى كلفته كثيرا دون ان يربح شيئا انتفع كثيرا مما كتبه ولكى ينتفع غيره من تجاربه هذه نشر هذه المذكرات فى كتاب سماه ( كيف تزرع؟ ) تلقفته الايدى بكل اهتمام وانتشر الكتاب بين الكثيرين فجمع منه ثروة كبيرة بل اكثر من ذلك اختير هذا المزارع وزيرا

2008-06-13

فكونوا أنتم كاملين


مينا فتى نشيط من مدارس الأحد سنه تجاوز الرابعة عشر بقليل ، حدث معه موقف عجيب فى المدرسة .. كان واحد من زملائه غير المسيحيين يعامله معاملة خشنة بعض الشئ ، على الرغم من أن مينا كان يحترم الجميع ... وحدث أن هذا الزميل أصيب بمرض صدرى ألزمه الفراش فى مستشفى الأمراض الصدرية ببلدة مجاورة لأن البلدة التى كان يسكن فيها مينا لم يكن فيها مستشفى خاصة بالأمراض الصدرية ... وعندما طال تغيّب هذا الزميل عن المدرسة ، سأل مينا عليه ولما عرف بقصة مرضه إتفق مع مجموعة من زملائه أن يسافروا ليسألوا عن زميلهم المريض ، وفعلآ حددوا يومآ للذهاب بعد المدرسة وسافروا مع بعضهم بالأتوبيس وقد أخذوا معهم هدية قيّمة ... وعندما وصلوا المستشفى كان من تدبير ربنا أنهم ذهبوا فى ميعاد الزيارة وهم لايدرون ... فصعدوا الدور الثالث لزميلهم الذى فوجئ بهم ، وعندما وقعت عيناه على مينا دُهش جدآ وبالكاد إستطاع أن يمنع دموعه من التساقط ... وبعد أن قضوا معه وقتآ طيبآ عادوا لبلدتهم ... ولما طالت فترة الغياب زاره مرة ثانية وثالثة إلى أن عاد لبلدته ومدرسته ... ومن يومها تغيّرت العلاقات تمامآ بين مينا وهذا الولد فقد بدأ الولد يحبه ويحترمه جدآ وشعر بحلاوة المسيحية التى يعيشها مينا الذى كان ينفذ وصية المسيح " إن أحببتم الذين يحبونكم فأى فضل لكم أليس العشارون أيضآ يفعلون ذلك ... فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل"

التغلّب على الأنانية


حدث فى أحد أيام النادى الصيفى بالكنيسة أن ذهب سامح وإشتكى لأحد الخدام بوجود مجموعة زملاء له عندهم أنانية كبيرة فهم لايريدونه أن يلعب معهم ، وأن هانى لايريد أن يعطيه مضرب تنس الطاولة حتى يستطيع أن يلعب .. فإتفق الخادم معه أنه عندما يجئ ميعاد لعبه سيلعب هو معه وذهب الخادم وتكلّم مع هانى فوافق أن يعطيه المضرب لكن ليس عن حب بل خجل من الخادم ... وعلى أن يلعب هو مباراة بعد أن تنتهى مباراة سامح ... وعندما جاء ميعاد اللعب تقدم الخادم ومعه سامح للعب المباراة ولكن وقعت المفاجأة من سامح الذى رفض اللعب أولآ وتقدّم إلى هانى وطلب منه أن يلعب هو بدلآ منه...وكانت هذه المحبة المفاجأة لهانى الذى رفض أن يلعب هو أولآ لأنه دور سامح ... فزاد إصرار سامح أن يلعب هانى أولآ... ولعب هانى أولآ وبعد إنتهاء المباراة جرى وأعطى سامح مضربه ... ولكن هذه المرة فى محبة كبيرة . وبذلك قدّم لنا سامح كيف تكون المحبة وعرف كيف يتغلّب على الأنانية ويحولها إلى محبة بحفظه لوصية السيد المسيح والعمل بها.."هذه هى وصيتى أن تحبوا بعضكم بعضآ كما أحببتكم"(يو12:15).

فصل الملايكة


مارى بنت من بنات مدارس الأحد فى فصل الملايكة ، وكانت ذكية جدآ ومحبوبة من أسرتها ، ولكن... يشاء الله أن تسقط من الدور الرابع ويحدث لها إرتجاج شديد بالمخ ونزيف داخلى وعدم النطق والحركة لمدة زادت عن سنة فى أحد المستشفيات ... وهنا ظهرت محبة زملائها وزميلاتها فى فصل الملايكة له ا... فى يوم مدارس التربية الكنسية إجتمع الأطفال كلهم والخادم أما كل أيقونة من أيقونات القديسين فى الكنيسة وعملوا تمجيد لكل قديس هكذا: أمام أيقونة العذراء مثلآ يقولوا ..."السلام لكى يا ستى يا عذراء لاتنسى مارى فى صلاتك آمين..." وهكذا أمام صور القديسين ... وتحدث المعجزة ونسمع عن تطور العلاج مع مارى فأصبحت تنتبه إلى ما حولها وأصبحت تأكل وتشرب وتتحرك وتتكلّم والحمد لله الذى إستجاب لصلوات زملائها وزميلاتها المحبين لها كما علمنا السيد المسيح"إن إتفق إثنان منكم على الأرض فى أى شئ يطلبانه فإنه يكون لهم من قبل أبى الذى فى السموات"(مت19:18).

مغبوط هو العطاء


فى أحد معسكرات مدارس الأحد قام الخادم المسئول بتوزيع العمل بالمطبخ كما هى العادة على الأولاد لتنظيفه... بعد كل وجبة يشترك جميع الأولاد بالتناوب على مدى أيام المعسكر...ومنذ أول يوم إستأذن منه أحد الأولاد للعمل مع المجموعة التى عليها الدور فسمح له الخادم وقد أخفى الدهشة فى قلبه... ولكنه أخذ يتابعه ويلاحظه فوجده يأخذ الأعمال الشاقة من إخوته وكان يتكفّل دائمآ بغسل الأطباق والأوعية الكبيرة التى يُعد فيها الطعام... وكان يفعل ذلك بكل سرور... وفى اليوم الأخير من المعسكر أخذ الأولاد يعدّون حقائبهم أما هو فأعد حقيبته بسرعة ثم أخذ أوعية القمامة يفرغها وبعدها بدأ فى توضيب الأوانى وغسل ماكان غير نظيف حتى ترك المطبخ فى حالة ممتازة... وفى الختام عقد الخادم إستفتاء كتابى بين الأولاد لإختيار الولد المثالى...ففاز باللقب ثلاثة أولاد كان أحدهم هو...كان هذا الولد مثالآ رائعآ للمحبة التى تُبذل ولا تطلب ما لنفسها... يتعب لكى يرتاح إخوته... وفى كل هذا كان فى منتهى الفرحة واللهفة لكى يعمل أعمالآ أخرى...فحقآ قال الأنجيل"مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ"(أع35:20).

أمينة هى جراح المحب


كان عادل تلميذآ مهذبآ ووديعآ متفوقآ فى حياته الدراسية بل والروحية أيضآ ، مواظبآ على حضور القداسات والتناول من جسد الرب ودمه وقراءة الإنجيل ... مداومآ على حضور مدارس الأحد وكان مشهودآ له من الجميع .. لكن عدو الخير لايترك أولاد الله ناجحين فى حياتهم الروحية بل يحسدهم على رضا الله والناس عنهم ، ويحاول إيقاعهم فى الخطية ليبعدهم عن الله ، فحرّك زميلآ له بالفصل معروفآ بأستهتاره وسوء سلوكه ليتقرب من عادل بحجة حاجته لمعاونته فى فهم ما غاب عنه من دروس ... وسرعان ما توطدت الصداقة بينهما...ونظرآ لأن"المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة" فقد تحول عادل إلى ولد مستهتر كثير اللعب ، كثير التغيب عن المدرسة ، وهبط مستواه الدراسى بصورة ملحوظة وبدأت شكوى والديه منه... ولكن الله لايترك أولاده ... فقد لاحظ مرقس وهو زميل له بفصله كثرة تغيب عادل عن المدرسة وعن فصل مدارس الأحد فبعد أن كان عادل مضرب المثل فى الأخلاق والنظام والتفوق محبآ للجميع ... أصبح مكروهآ من الجميع منبوذآ.. فآلم ذلك مرقس جدآ وأخذ يصلى بحرارة من أجله وبيّن خطورة الطريق الذى يسير فيه فأخذ يقسو عليه تارة وتارة أخرى يبيّن له حنان الله ومحبته... فشعر عادل بخطئه وندم على ما بدر منه وذهب إلى أب إعترافه ليبدأ صفحة جديدة وليرجع كما كان أولآ أمينآ فى دراسته وأمينآ فى علاقته بربنا... ومن تلك اللحظة أصبح عادل ومرقس صديقين حميمين لايفترقان فحقآ قال الكتاب"أمينة هى جراح المحب وغاشة هى قبلات العدو"(أم6:27).

مقدمين بعضكم بعضآ فى الكرامة


فى صباح أحد أيام الصيف، كانت الحركة بالكنيسة غير عادية فقد كان هذا هو أخر يوم من أيام النادى الصيفى الذى تنظمه الكنيسة من أول الصيف لملء أوقات فراغ أبنائها ولكى يتجمعوا معآ فى محبة لقضاء أوقات سعيدة تحت رعاية الكنيسة... وكان الخدام منذ الليلة السابقة يعدّون لحفل ختام النادى ، وبعد أن حضر أولاد مدارس الأحد القداس الإلهى نزلوا لتناول الإفطار.. وبعد فترة وجيزة بدأت الحفلة وتوالت الفقرات والكل سعيد وهم فى فرحة غامرة...وقبل نهاية الحفل أعلن الخدام عن تقديم جائزة للولد أو البنت المثالية طوال فترة النادى،ووقف أمين الخدمة ليعلن عن الأسم الذى رشحه الخدام ليفوز بالجائزة ، وإنتظر جميع الأولاد وهم فى حالة إنتباه من سيفوز؟؟!! وساد المكان هدوء تام حتى أعلن الخادم عن إسم الولد الفائز بالجائزة فوقف من بين الأولاد وبدأ التصفيق له ، وذهب إلى الخادم لتسلّم جائزته فوقف أمام الميكروفون وقال:"أنا أشكر الأساتذة لأنهم إختارونى لأفوز بالمسابقة والجائزة ولكننى لا أستحق هذه الجائزة " وهنا دوت صيحات الأولاد من هذه المفاجأة وسأله الخادم عن السبب فعاود حديثه : " الجائزة دى هتنازل عنها لصديق لىّ أعتقد إنه أحق منى بها وهو موجود معنا هنا " وما أن نطق بإسمه ووقف صديقه من بين الجالسين حتى دوى تصفيق حاد إعجابآ بهذا الموقف المثالى الذى قام به هذا الولد والذى لم ينس أنه بمحبته هذه قد قام بتطبيق عملى جدآ للأية " مقدمين بعضكم بعضآ فى الكرامة".

محبة الأخرين


كان عماد مواظبآ على حضور مدارس الأحد لكنه كان لا يكلّم أحدآ....يأتى على ميعاد مدارس الأحد وينصرف مباشرة بعدها ، وفى إحدى زيارات خادم مدارس الأحد له صارحه عماد أنه لايشعر بمحبة الآخرين له فجاوبه الخادم أن من يريد محبة الأخرين عليه أن يبدأ هو بمحبتهم أولآ...فقال عماد للخادم أنه يحبهم ولكنه لايعرف كيف يقدم لهم هذا الحب فقال الخادم يجب أن تترجم هذا الحب إلى عمل وأبسط هذه الأعمال أن تأخذ بعض أسماء زملائك الذين يسكنون بجوارك ولكنهم غير مواظبين على حضور الكنيسة وتبدأ أن تمر عليهم قبل أن تأتى مدارس الأحد ليحضروا معك...فوافق عماد ونزل مع الخادم ليتعرف عليهم ويعرف منازلهم...بدأ عماد هذا العمل بنشاط كبير إذ كان يمر على إثنين أو ثلاثة فى كل مرة وكان لايمل فى المرور عليهم بالرغم من أن بعضهم كان لايحضر الكنيسة لعدة أسابيع متصلة وزاد عماد فى عمله هذا بأنه كان يذهب مع الخادم لهم إذا مرض أحدهم...وزادت نسبة حضور هؤلاء الزملاء لمدارس الأحد وزادت علاقة الحب بين عماد وزملائه والتى شعر بها عماد عندما لم يتمكّن فى إحدى المرات من حضور مدارس الأحد فوجد هؤلاء الزملاء مع الخادم وقد أتوا له ليسألوا عنه...أخى...أختى ...من يريد المحبة فعليه أن يبدأ هو بها...أبسط شئ تستيطع أن تقدمه للمسيح الذى أحبك أن تأتى له بمن هم بعيدون عنه ليرتووا هم أيضآ بمحبته.

مشاجرة محبة

ذهب الخدام كالعادة لإحدى الدورات البعيدة عن الكنيسة..وبدأوا فى تجميع الأولاد فى المكان المحدد المتفق عليه..ولكن بمرور الوقت أحس الخدام أن الميكروباس قد تأخر خلاف العادة وأنه ربما قد حدث شئ ما...وفجأة وجدوا أمامهم الخادم المرافق للميكروباس مستقلآ تاكسى ووقف أمامهم وأخبرهم أن الميكروباس قد تعطل وقد أسرع بتأجير تاكسى لإحضارهم...المشكلة التى واجهت الخدام أن التاكسى لن يعود مرة أخرى وظهرت المشكلة ثانية حينما تسابق الجميع على ركوب التاكسى وإتضح أنه لن يساع كل هذا العدد وقد تأخر الوقت جدآ فقرر الخدام ركوب بعض الأولاد والبقية سوف تصل الكنيسة بالمواصلات مع الخدام....وهنا...بدأت المشاجرة لكنها من نوع جديد...فبدأ الأولاد يتشاجرون عمّن ينزل من التاكسى لشعوره أن بقية أخوته لايستطيعون أن يقفوا أكثر من ذلك ، فى حين أنه يستطيع أن يقف أو يستقل أى مواصلات ونزل تقريبآ نصف من كانوا بالتاكسى حتى يركب الأخرين...وكانت بذلك مشاجرة محبة وكل واحد يفضّل أخيه وإن تعب هو قليلآ...وأخيرآ وصل الجميع للكنيسة بعد أن أعطوا مثالآ واضحآ للمحبة والبذل التى علمها لنا السيد المسيح نفسه حين قال"إن الراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف" وقدّم نفسه وبذلها من أجلنا لكى يعلمنا نحن الخراف أن المحبة هى فى العطاء والتضحية والبذل.

2008-06-10

أنتم نور العالم


أنتم نور العالم . لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل مت 14:5
ذهب هذا الأستاذ المسيحى لبعثة تعليمية للتدريس فى اليابان وأشترط عليه المسئولون هناك أن لا يتكلم عن المسيح لأن اليابانيين إما وثنيين أو ملحدين فوافق الأستاذ . وبعد أنقضاء عام على عمله هناك فوجئ المسئولون بتحول معظم طلبته إلى المسيحية وتعليقهم صلبان على صدورهم ولكنه قال أنه لم يتكلم عن المسيح , وعندما استدعوا الطلبة قالوا أنة فعلاً لم يتكلم عن المسيح ولكن محبتة وأتضاعة ورفقة مع الجميع لم يشاهدوا له من قبلاً ولما علما أنه مسيحي عرفوا سر تميزه بهذه الصفات فلذا أحبوا المسيح وبحثوا عن الكتاب المقدس وسألوا عن المسيحية حتى أمنوا بها وصاروا مسيحين من أجل معاشرتهم لهذا الأستاذ الذى وإن كان حقاً لم يتكلم ولكن حياته كانت نوراً لم يتعودوه أضاء أمامهم ورفعهم لحياة جديدة أسمى من حياتهم .
أقوى شئ فى الحياة هو الحب , فأن أظهرت محبتك لمن حولك فهى تأسر قلوب الكثيرين دون أن تتكلم سواء فى تسامحك أو بشاشتك أو أهتمامك بخدمة المحتاجين وكل من يسألونك . إن حفظك لوصايا الله وأمانتك وتدقيقك سيظهر حتماً عليك لأنك تعامل الله قبل الناس وحينئذ تظهر نقاوة قلبك وبرك فيشتهى كل أنسان أن يقم علاقة معك والذى يقاومك لا يستطيع أن يرفض النور الذى فيك خاصة وأن أحتمالك له يخجله . ومن كانت صفاته شرسة وعنيفة سيحبك أكثر من الكل لأن جميع من حوله يتضايقون منه إلا أنت لأجل أمتلاء قلبك بالمسيح .

غاشّة هي قبلات العدو


لا تهمني الطريقة، جلسة تحضير أرواح، تنجيم، قراءة كف، حتى قراءة فنجان .. المهم أن أعرف السر» .. هكذا توسلت الدوقة "إيزابيلا" إلى عرّاف البلاط الملكي. فأجابها الساحر: - «ولكن هذا سر عميق يا سيدتي، وسيحتاج مني إلى مجهود جبار ومُضنٍ مع الجانّ، وقد يكلف هذا جلالتك مبالغًا طائلة!».ضحكت الدوقة "إيزابيلا" قائلة: - «لا يهمني! سأدفع ملايين الجنيهات لك إن كشفت لي هذا السر بالذات». صمت العرّاف وأخذ يتمتم ببعض عبارات السحر والشعوذة، وقال: - «إذًا أحضري لي الأموال الآن، وأتعهد أنه قبل مرور ثلاثة أشهر ونصف، أكون قد كشفت لكِ السر».نظرت إليه الدوقة بغضب وحزم قائلة: - «ولكن ما هو الضمان إن أعطيتك المال وأنت لم تكشف لي السر؟»أجاب الساحر بابتسامة صفراء باردة: - «سيدتي، إني مُجرد عرّاف في بلاط جلالتك الملكي، فإن مضى الوقت ولم أخبرك بالسر، خذي المال وبالطبع ستأخذي معه رقبتي وحياتي، هذا بمقدورك وفي سلطانك».تعالت ضحكة إيزابيلا بقهقهة ملأت جَنَبَات القصر، وعادت وهي تحمل ملايين الجنيهات لتضعها بين يدي، بل وملء ثوب الساحر. ولكن الساحر قبل أن ينطلق بالمال ثبَّت عينيه الغائرتين عليها قائلاً: - «لكي يُكشف السر، عليكِ يا سيدتي أن تخضعي للسادة!»- «من هُم؟» سألته الدوقة. أجاب الساحر: - «الجانّ .. السادة». أجابت إيزابيلا: - «وكيف أعلن خضوعي لهم؟» قال العرّاف: - «فقط عليك في كل صباح، وقبل أن تقومي بأي عمل، أن تُقَبِّلي اللوحة الزيتية التي على جدار القصر؛ إنها صورة مسحورة، وإن فعلتِ هذا كل صباح، سيكون هذا إعلان ولائك للتوابع.» وقبلت الدوقة، وطفقت تقبّل الصورة كل صباح. وقبل أن تمر ثلاثة شهور كانت الدوقة إيزابيلا قد فارقت الحياة بعد تدهور صحتها تدريجيًا، وخسرت أموالها وحياتها، بل والسر الذي تريد أن تعرفه!هل تعلم عزيزي ماذا حدث؟ لقد كان هذا الساحر الداهية يدهن، كل مساء. الصورة الزيتية بطبقة من السم عديم اللون والرائحة وكانت الدوقة في كل صباح، وهي تُقبّل الصورة لتعلن خضوعها للشياطين وللجانّ، تلحس السم وتستنشقه في خضوع وخنوع وتسليم حتى الموت. صديقي.. صديقتي، ألم يكن سليمان على صواب حينما قال في (أمثال 6: 27) {غاشّة هي قبلات العدو}؟هل تعرف الثعابين الهائلة التي تعيش في الغابات وبالأكثر في غابات نهر "الأمازون"؟ وكيف أن جلدها ناعم جذّاب، وعاكس للضوء بطريقة مميزة، حتى أنه عندما ترسل أشعة الشمس أشعتها الذهبية على الجلد الملون اللامع، في حين تكون الثعابين ملتفة في حركة دائرية تخفي فيها رأسها في مركز الدائرة، تبدو هذه الحيَّات من بعيد وكأنها ينبوع ماء. وكم يخلب هذا المشهد أنظار الغزالة الرقيقة العطشى في الصباح الباكر، فلا تتوانى على أن تجري بكل سرعتها لترمي بنفسها في وسط هذا الينبوع، وهي لا تعرف أنها تقدم نفسها بإرادتها قربانًا لهذا الوحش الرهيب، الذي يرفع رأسه بحركة سريعة ليبتلع هذه الغزالة المسكينة المخدوعة فلا يلفظ منها إلا حوافر أقدامها مع قرونها. مرة أخرى أُذَكّرك بما قاله الحكيم {غاشّة هي قبلات العدو}. فسواء كان هذا الساحر الخادع الذي جعل الدوقة "إيزابيلا" تُقبّل السم لتبتلعه كل صباح، أو كانت هذه الثعابين التي تخدع بجمالها الخائن الغزالة العطشى لتبتلعها وهي حية، فإن كلها أمثلة باهتة لأكبر وأخطر قتّال، كذّاب، داهية، خائن في العالم (يوحنا 44: 8). فإبليس له فخّ (2 تيموثاوس 26: 2)؛ وأخاف أيها القارئ أن تكون أنت واحد من ضحاياه، الذين اقتنصهم الآن في الفخ، أو في الطريق إليه. لهذا أحذرك من إبليس الماكر المتقلب الألوان، فهو قد يأتي إليك: 1- كأسد: {إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو} (1بطرس8: 5)، في محاولته لبلعك والبطش بك، وبث الرعب والإحباط واليأس في داخلك.2- كحية: {أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها، هكذا تفسد أذهانكم} (2كورنثوس3: 11)، في محاولته أن يخدعك بالتلذذ والتمتع الوقتي بالخطية (عبرانيين25: 11).3- كملاك نور: {الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور} (2 كورنثوس 14: 11)، إنه يخدع حتى من خلال أقدس الأمور الروحية.4- كطيور السماء: {يأتي إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا} (لوقا 12: 8)، في محاولته لحجب وصول كلمة الله إلى أعماقك بأية طريقة.إن إبليس قويٌ جدًا، وسلاحه كامل لاستعباد أي إنسان مهما كان، {ولكن متى جاء من هو أقوى منه (أي: الرب يسوع)، فإنه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه} (لوقا22: 11)، وهذا ما تم بتجسد الرب يسوع وموته وقيامته {فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس، ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية} (عبرانيين14: 2،15).إن الاحتماء في المسيح المنتصر هو المكان الوحيد الذي نتمتع فيه بالأمان الحقيقي من هذا الماكر. اسمع تحذير الرب في (يوحنا10: 10) {السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل}، من هذه الآية نفهم أن الشيطان هو: 1- السارق: اللص الأكبر .. {وقع بين لصوص} (لوقا30: 10).2- يذبح: هو القاتل الحقيقي {ذاك كان قتّالاً للناس من البدء} (يوحنا 44: 8). فهو يُطعم ضحاياه بالشرور والخطايا حتى يذبحهم في النهاية.3- يهلك: انظر كيف يهلك إبليس الجسد (1 كورنثوس 5: 5)!، وكيف دُعي يهوذا الاسخريوطي ابن الهلاك عندما سلم قيادة حياته للشيطان (يوحنا 12: 17)!
صديقي.. صديقتي، دعني مرة ثالثة وأخيرة أذكِّرك بالآية الواردة في (أمثال 6: 27) {أمينة هي جروح المُحبّ، وغاشّة هي قبلات العدو}، فالرب يسوع هو المُحبّ .. إن جرحنا فجراحاته أمينة، بل إنه هو الذي جُرح لكي يكسر فخ إبليس عنا. {الفخ انكسر ونحن انفلتنا} (مزمور 7: 124). فتعال واحتمِ الآن في هذا المجروح، ولا بد أنك ستغلب الشيطان {بدم الخروف} (رؤيا11: 12). فهل تصلي معي الآن بإخلاص من قلبك؟صلاة: يا من سحقت رأس الحية القديمة حين سُحقت برَحَى العدل الأليمة. خبئني واقبلني في جراحاتك الرحيمة.. آمين

عبودية اختيارية


«لأني غير مستعد أن اكون عبدًا فأني أرفض أن أكون سيدًا أيضا» قالها الرئيس الأمريكي "أبراهام لنكولن" المشهور بمحرر العبيد عندما أعلن تحرير العبيد في أمريكا بتاريخ 2 يناير 1863م. وقد دفع الشعب الأمريكي ثمنًا باهظًا لهذا الإعلان حيث اندلعت حرب أهلية مابين الشمال والجنوب تركت آلاف القتلى من الطرفين وقُتل لنكولن نفسه في عام 1865م، وبعده جاء "مارتن لوثر كينج" الذي قال أيضا: - «إنني أحلم بيوم يعيش فيه أطفالي في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم»وفي أول ديسمبر عام 1955م رفضت إحدى السيدات، تُدعى "روزا باركس"، وهي حائكة من السود، أن تخلي مقعدها لأحد الركاب البيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال البوليس، وبدأت مواجهات شديدة لتحرير السود من التفرقة العنصرية. وفي 30 يناير 1965م حينما كان "مارتن لوثر كينج" يخطب في اجتماع عام، ألقيت قنبلة على الجزء الأمامي من منزله، ورغم أنه نجا منها، لكنه اُغتيل ببندقية أحد المتعصبين، ويدعى "جيمس أرل راي" في 4 أبريل 1968وكانت تجارة العبيد زائعة الصيت في العالم وفي أمريكا بشكل خاص في تلك الحقبة الزمنية. وفي أحد الأيام رست سفينة كبيرة في في مرفإ مدينة "نيويورك" وكانت كل بضاعتها من العبيد الذين تم اختطافهم أو اصطيادهم من أفريقيا، ثم تعريتهم ودهن أجسادهم ببعض الألوان لتميزهم، ثم اعطائهم أرقامًا وصكوكًا وعقودًا ليباعوا بها، وبجوار كل صك رقم العبد أو الأَمَة، ومعه مفاتيح السلاسل الكبيرة التي كانت تُكَبِّل أرجل وأقدام هولاء العبيد.كان هناك الكثير من الناس بانتظار السفينة ليشتروا ما طاب لهم من العبيد في المزاد العلني الذي يعقد في مدينة "نيويورك" ليستعبدوهم في بيوتهم ومزارعهم ويستغلونهم بكل الطرق التي يندى لها جبين الإنسانية. كان العبيد الجدد يمشون منكسي الرؤوس، ببطء تحت ثقل الذل والخوف والسلاسل.بدأ المزاد وكانت الأصوات تعلو وتخبو إلى أن ساد المزاد صمت رهيب عندما قدم التجار فتاة غاية في الجمال، وحسنة المنظر جدًا وهي في ريعان شبابها وتبدو على محياها علامات تنم على أنهم ربما يكونوا قد اصطادوها أو خطفوها من عائلة عظيمة! يمكن أن تكون بنت أحد الملوك أو الأمراء أو على الأقل النبلاء!وقفت الفتاة منكسة الرأس وبينما التهمها الجميع بنظرات الجشع وشهوة الامتلاك، قال منادي المزاد: - «هذه هي جوهرة البضاعة .. إنها أجمل امرأة عرفها مزاد "نيويورك" منذ سنين طويلة. من هو سعيد الحظ الذي سيمتلكها؟» تعالت الأصوات وكثرت المزايدات على هذه الشابة، وفي وسط الجمع وقف رجل وقور بهدوء، وكان دائمًا يزايد بسعر أعلى مما يقوله آخر. ارتفع ثمن الفتاة ولكن الرجل ظل يزايد بأكثر إلى أن صمت الجميع، فدفع الثمن، وكتب مسئول المزاد صك ملكيته للفتاة، وسلمه لذلك الرجل الوقور، وسلمه أيضًا الشابة مكبّلة اليدين والرجلين ومنحنية الرأس. وبعدما تحركوا من المزاد, رفعت الشابة عينيها ونظرت لسيدها وقالت: - «أنا الآن ملك لك. لقد اشتريتني. بإمكانك أن تفعل بي وبجسدي ما تشاء، أما قلبي فلن تستطيع امتلاكه مهما دفعت». لم يتأخر الرجل كثيرًا، ولكنه خلع عباءته وأعطاها للفتاة وسترها بعد أن فك قيودها، ثم مزق الصك والعقد أمام عينيها وقال لها بصوت أبوي حنون:- «أنت الآن حرة أيتها الفتاة المسكينة، لن يستعبدك إنسان بعد اليوم, أنا لا أستعبد أحدًا فأنا ضد تجارة الرقيق وأقاومها جدًا بكل ما أملك، لذلك اشتريتك لأحررك لا لأستعبدك»كل هذا والفتاة تنظر في ذهول وهي لا تصدق ما تراه وتسمعه! انحنت الفتاة وأمسكت بقدمي الرجل وهي تغمرهما بالدموع قائلة: - «سيدي، أرجوك تقبل عبوديتي الاختيارية لك. إني أريد أن أخدمك طوال عمري. أرجوك اقبل ودعني أخدمك ولا تتركني هنا وحدي مع الذئاب البشرية من حولي. أرجوك أن تقبل خدمتي الاختيارية لك. أريد أن أبقى بجوارك يا أرق وأنبل إنسان قابلته في حياتي».عزيزي القاريء .. عزيزتي القارئة، إن هذا الرجل والرئيس "لينكولن" و"مارتن لوثر كينج"، جميعهم دعوا لتحرير العبيد، لكن الرب يسوع وحده الذي لكي يحررنا أخذ صورة عبد, {الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لله. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ} (فيلبي2: 6). انظر الرمز في (خروج21: 1-7). لقد اشتراك واشتراني بدماه الذكية, {وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ،لأَنَّكَ ذُبِحْتَ واشْتَرَيْتَنَا لِلَّهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ} (رؤيا4: 9) بل وأيضًا قد فداني بدمه, {َعالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ ... بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ} (1بطرس1: 18) وبه قد خلقنا, {فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ ... الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ} (كولوسي1: 16). فنحن ملكه ثلاث مرات: مرة بالخليقة ومرة ثانية بالشراء ومرة ثالثة بالفداء, ولكنه رغم ملكيته الأكيدة لنا لا يريد أن يستعبدنا, حاشا! بل يحررنا من الشيطان والخطية, {أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَﭐلْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا} (يوحنا8: 34-36). اسمعه يقول لي ولك: {لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي} (يوحنا15: 15). ولكننا اختياريًا نفتخر أن نكون عبيدًا له كما قال الرسول بولس: {بولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ} (رومية1: 1). فهل نظير هذة الفتاة التي شعرت برغبة في خدمة محررها، تعطيه حياتك معي في عبودية اختيارية؟ هل تصلي معي؟ صلاة:أيها الإله الفريد يا من أخذت صورة العبيد لتعتقني، فكني من كل قيودي واعطني قلبًا جديد. آمين.

2008-06-06

توبه حقيقيه


لقد خرج اب كاهن للأافتقاد وفي يديه المفكره وبها عناوين الذين يفتقدهم ولكنه اخطاء ودخل في شارع خطا ولكن بعد فوات الأوان لقد طرق علي باب احدي الشقق فجل ان ينزل قبل ان يفتح الباب ولكن فتح له شخص ولأحظ الكاهن صوره دينيه علي الحائط فعرف ان هذا الشخص مسيحي فوقف الأخ في حاله زهول وقال للكاهن كيف اتيت الي هنا فقال الكاهن عن طريق الخطاء يابني فابتداء الرجل في البكاء واستغرب الأب الكاهن فقال الرجل تفضل يا ابي وانا احكي لك قصتي انا كنت شاب اعيش في الأسكندريه وكنت اعيش حياه طهاره وصلأه وبدات حياتي ينتابها شئ من الفتور والتقصير في الصلأه ثم اصدقاء السوء ثم الأمبالأه ثم حياه الخطيه بكل صوررها واساليبها ثم احسست بالضياع ولي الأن اكثر من عشرين عام لم اتناول ثم من دون اي مقدمات تحركت احشائي كالبركان احسسات توبه ورجوع الي الله ودموع صادقه تنفجر من عيني لقد رجعت الي وقفات الصله وبحثت عن انجيلي وقراه بشغف وكانت كلماته مثل سهام مبريه تخترق جدران قلبي لقد سقط العالم كله في نظري واظل في صلواتي ودموعي وانجيلي ولكن اصدقاء السوء لم يتركوني انهم يحاولون معي كل يوم لأ ارجع من جديد لحياه الخطيه ولكني رفضه تماما وظنوه اني في حاله اكتئاب لكني ذهدت حتي الأصدقاء وكنت اصلي كثيرا الي الله ان يعطني علأمه بها اعرف انه قبلني اليه من جديد وكنت اطلب من الله ان يرسل لي اب كاهن لأ اعترف امامه واشعر ان توبتي قبلت امام الله وقال الكاهن لقد اخزاتني رعده وانا اسمع هذه الكلمات ومجدت المسيح الذي يعمل بروحه القدوس في توبه اولأده وعندما يغيب الخدام يعمل الله بروحه في القلوب ويرد اليه خروفه الضال وقد قلت للرجل لقد اعطاك الرب سؤال قلبك ثم قدم هذا الأخ اعترافا يسجل في السماء وقد صار يحضر الي الكنيسه وكانت النعمه تشبعه نعم يا اخوتي لقد قدم هذا الأخ توبه حقيقيه من القلب لينتا نفعل مثلما فعل ونقول اقبل توبتي وامسح دموعي ودمعتي وكما عفوت عن الخطاه والضالين اعف عني لأنك و حدك تري ضعفي وانت وحدك تعرف قلبي وانت تري الحرب من حولي فساعدني يارب وقوي ضعفي

ميكروسكوب أم تلسكوب


كان "جورج"، ذلك الشابُّ المسيحي الحقيقي، يبحر علي ظهر سفينة تتجه إلي "مونتيفيديو" . وكم كانت سعادته بالغة عندما تقابل علي سطح السفينة مع زميله القديم في الدراسة "وليم". وإذ كان الزميلان يتذكران بفرح غامر ذكرياتهما معًا في المدرسة، لاحظ "وليم" التغيير الكامل في صفات وطريقة حياة وأسلوب تفكير "جورج" فبادره بالسؤال:- «ماذا حدث لك؟ إني أري أنك تغيرت تماما!»وعندها كانت الفرصة مناسبة "لجورج" ليحدث صديقة القديم عن الرب يسوع وخلاصه العجيب وكيف أنه اختبر محبة الله وتمتع بالفرح والسلام الحقيقي منذ ذلك اليوم الذي سلم فيه حياته وقلبه وكل إرادته للرب يسوع المسيح. استهزأ "وليم" بالإنجيل وقال لصديقة القديم:- «هل ما زلت تصدق هذه الخرافات القديمة عن الله والصليب؟ إن الدين أفيون الشعوب. وتلك الأوهام كانوا يقولونها لأجدادنا في العصور القديمة ليخيفوهم بها». وأردف قائلا:- ¬«وإن افترضنا جدلا أن ما كتب في الكتاب المقدس حقيقة، فأنا ما زلت شابًا صغيرًا، يجب أولاً أن أتمتع بحياتي, أعيشها كما أريد أنا وليس كما يريد الله أن يمليها عليَّ. أنا حر!لم تمض ساعات قليلة حتى دق جرس الإنذار وأعلن القبطان أن راكب قد سقط في البحر. حاول البحارة بكل جهدهم أن يعودوا بالسفينة في اتجاه صوت الغريق، وغيروا مسار السفينة عدة مرات وأخيرا رموا له طوق النجاة وأنقذوه. وكم كان التأثر الشديد يسيطر علي "جورج" إذ أن الغريق الذي أُنقذ هو زميله القديم "وليم" الذي كان يستهتر بالله وبالأبدية منذ ساعات قليلة.ذهب "جورج" في صباح اليوم التالي إلي زميله القديم "وليم" ليسأل عن صحته فوجده يعاني من حمى وإعياء شديد بسبب الغرق. وكم أخذته الدهشة عندما بادره "وليم" قائلا:- «كنت أنتظرك يا "جورج" بفارغ الصبر لتأتي وتحدثني عن المسيح وعمله وكيف يمكنني أن أتمتع بخلاصه حتى أكون مستعد في أي وقت لأذهب عنده في السماء»تأثر جورج وازدادت دهشته، وقال لزميله:- «لكنك بالأمس يا "وليم" كنت تسخر من الكتاب المقدس بل من الله ووجوده», أجابه وليم والدموع تملأ عينيه:- «يا "جورج" يوجد فرق كبير بين أن تتحدث بكبرياء عن الله وأنت في أمان وهمي علي ظهر السفينة، وبين احتياجك وصراخك له وأنت بين الأمواج الهائجة، في الظلام. من قبل كنت أنظر إلى الموت والأبدية "بالتليسكوب" فأراها بعيدة، ولكن وأنا بين أنياب الأمواج الثائرة كنت أراها "بالميكروسكوب" كانت قريبة جدًا مني. لم أكن أصدق أبدًا أنني سأنجو، والآن قد نجاني الله من الغرق في البحر، فأرجوك أن تخبرني سريعًا من الإنجيل كيف أنجو أيضًا من بحيرة النار والكبريت » فتح "جورج" كتابه المقدس، وأخذ يحكي بحرارة وحب لزميله القديم "وليم" طريق الخلاص الذي أتمه الرب يسوع بموته النيابي والكفاري لأجلنا علي الصليب، وكيف أن بالإيمان القلبي بعمله الكامل علي الصليب ننجو من الغضب الإلهي, {اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ الله} (يوحنا36:3).تقابل "وليم" مع الرب يسوع المسيح وتمتع بالسلام الإلهي عندما صلى مع "جورج" واعترف لله بجميع خطاياه، وقَبِلَ بالتمام عمل المسيح الكامل لأجله. وبعدما ودع "جورج" صديقه "وليم" وتركه في "مونتيفيديو"، لم تمض أيام قليلة حتى رقد "وليم" في سلام ليتقابل من مخلصه الحبيب الرب يسوع الذي لم ينجه من الغرق في البحر فقط بل أيضا من الغرق الأبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.
صديقي القارئ العزيز .. صديقتي القارئة العزيزة، ماذا عني وعنك؟ كيف ننظر للعالم الحاضر وكيف ننظر للأبدية؟ قال خادم الرب الشهير "تشارلز سبرجن":- «ينظر الناس إلي العالم "بالميكروسكوب" فيعطونه أكبر من حجمه لأنهم يجدونه كبيرًا تحت المجهر، مع أنه سيمضي: {لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ - شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ - لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَد} (1يو15:2-17). وينظر البشر للأبدية "بالتليسكوب" فيجدوها بعيدة وباهتة مع أن الواقع الحقيقي أنها قريبة جدًا وخالدة، كما قال الله للغني الغبي: {يا غبي، هذه الليلة تطلب نفسك منك} (لوقا20:16)»ليتنا ننظر كما كان الرسول بولس ينظر: {وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ (2كو18:4). وننظر للأبدية "بالميكروسكوب" فنراها قريبة فنُقَدِّر الأمور الأبدية.
فهل تأتي معي الآن لمقابلة شخصية مع الرب يسوع قبل فوات الأوان؟ أدعوك أن تصلي معي وأنت تقرا هذه المقالة:صلاة:يا خالق الأنهار والبحار يا من لأجلي احتملت العطش والمرار يا من عروك لتحمل عني العار أومن بك وأقبل خلاصك أيها القدوس البار فاقبلني معك وبك أعيش باستمرار آمين

احتمال التجارب


عاش خادم مع الله حياة مقدسة وهاجر إلى أمريكا وظل متمسكاً بالكنيسة وخدمتها. وتعرض هذا الخادم لتجربة قاسية شديدة, من أحد المقربين له, وكانت صدمة عنيفة, لم يستطع احتمالها, وبدأت الأفكار تعلو في داخله. كلمه بعض الآباء الكهنة ليحتمل التجربة, وكذا زوجته المباركة, وحاول فعلا, ولكن ضغط الأفكار كان شديدا عليه. وفي أحد الأيام قرر أن يترك بيته, ويذهب إلى حيث لا يدري هرباً من التجربة التي تفوق احتماله. فكتب لزوجته خطاباً يعرفها بذلك وطلب منها أن لا تحاول البحث عنه. ثم ركب سيارته وخرج على الطريق السريع المؤدي إلى الولايات الأخرى. وبعد ما سار مسافة قصيرة. وجد آية تتردد في ذهنه لم يكون يفكر فيها. ولكنها أتت على ذهنه فجأة وهي: "طوبي للرجل الذي يتحمل التجربة. لأنه إذا تزكي ينال أكليل الحياة" (يع12:1) وظلت هذه الآية تتردد في ذهنه عشرات المرات. لم يستطع مقاومتها. وأذرفت عينيه بالدموع لتغسل مرارة التجربة وقسوتها, إذ شعر بصوت الله الحنون واضحاً في أذنيه. فعاد بسيارته في الحال إلى بيته وتمسك بإيمانه وعاد إلى حياته الروحية وخدمته.

إن المسيح الحى فينا يُمَكِننا من العيش فوق ظروفنا, مهما كانت آليمة. ربما تكون مسحوقاً تحت وطأة الظروف التي تتعرض لها الآن. فلا تيأس ولا تبتئس, إن نعمة الله كافية لك, وهي تمكنك من الارتفاع فوق تجاربك. كن واثقاً إنه لا شدة ولا ضيق ولا اضطهاد ولا جوع ولا عري ولا خطر ولا سيف تستطيع أن تفصلك عن محبة المسيح (رو35:8-37). إن في يدنا أن نحول النكبات بركات , أو أن نجعل الأحزان أكفاناً لنا. الضيقة هي التي لا يتسع لها القلب أما القلب

2008-06-05

ضع نفسك مكانى


رجعت من عملي متأخرا في ليلة عيد الميلاد وقد كنت أعمل مديرا لأحد السجون في مدينة ( ميتشجان ) بأمريكا ، وكنت أسرع لأشتري هدايا العيد لابنتي الصغيرة ، وكان البرد شديدا ، لكني لمحت شبحا يتسلل في ظل جدران السجن فوقفت وتعجبت عندما رأيت فتاه صغيرة تلبس ثوبا خفيفا و شبشب في رجليها وتحمل علبة صغيرة.
فقلت لها : ماذا تطلبين ؟ فقالت : هل أنت يا سيدي مأمور السجن ؟ قلت : نعم ، ولكن لماذا لا تمكثين في بيتك في هذا الوقت المتأخر ، فقالت : يا سيدي ليس لي بيت ، فقد ماتت أمي منذ أسبوعين في دار الفقراء وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ، قالت لي : إن أبي توم في السجن ، فهل تسمح لي برؤيته و تقديم هدية عيد الميلاد له ؟
قلت لها : كلا ، عليك أن تنتظري يوم الزيارة ، فقد تعودت أن أكون صارما معتقدا إن منصبي يفرض علي أن أتجرد من المشاعر الإنسانية وتعودت أن أرى نظرات الحقد والكراهية تنطلق من طابور المحكوم عليهم بالإعدام دون أن يهتز لي جفن و قد كان توم هذا من أعنف المجرمين وسبب لنا متعب كثيرة.
و لكن الفتاة لم تستسلم بل قالت لي والدموع في عينيها : يا سيدي ، ضع نفسك مكاني و افرض أن أبنتك الصغيرة كانت مكاني وأمها ماتت وليس لها مأوى ولا من يعطف عليها وأبوها في السجن و أنا ( أي الفتاة ) كنت مأمور السجن وجاءت ابنتك ترجو رؤية والدها و تقديم هدية عيد الميلاد ، فهل تظن إني كنت سأرفض ؟
في هذه اللحظة تحركت في مشاعري الجامدة و قلت لها : سأسمح لك يا ابنتي وأمسكت بيدها التي ترتجف من البرد وطلبت ( توم ) السجين 37 و ما أن رأى ابنته حتى قال لها غاضبا : لماذا جئت إلى هنا ؟ اذهبي لأمك .بكت الطفلة وقالت له : أمي ماتت ، وأوصتني بأخي ( جيمي ) الذي تحبه يا أبي ولكن ...ولكن مات ( جيمي ) أيضا لذلك فكرت أن أحضر لك هذه الهدية ذكرى من أخي الذي تحبه وفتحت العلبة وهي تحمل خصلة جميلة من شعر( جيمي ) الأصفر.
هنا شهق ( توم ) الأب وبكى واحتضن طفلته الصغيرة وهو يهتز من الانفعال وأنا أراقب الموقف و دموعي تسيل وأنا أرى هذا الوحش الكاسر ( توم ) يأتي منكسرا ويقول لي : يا سيدي ، ليس معي نقود ولا شئ أعطيه لابنتي غير ثوب السجن ليستر جسدها من البرد القارص و مقابل ذلك سأعمل من الصباح الباكر حتى منتصف الليل وستجدني إنسانا آخر.
قلت له : كلا يا توم ، سأخذ ابنتك لبيتي وستهتم بها زوجتي حتى تخرج أنت من السجن ، أما توم فلم يصدق نفسه .وعاشت معي كابنتي وعلمتني الكثير ، لكن أهم درس تعلمته أن أضع نفسي مكان الآخرين.
ومرت الأيام و صدر الأمر بالعفو لـ ( توم ) لحسن سيره وسلوكه بعد أن قضى مدة من العقوبة وأصبح إنسانا آخر بسبب حب ابنته وعاد لبيته وكرس حياته لإسعاد ابنته الوحيدة.
وقد تركت هذه الحادثة في أثر لا يمحى بعد أن أدركت إن كل إنسان مهما بدا شريرا له قلب ومشاعر تظهر إن وجد من يشعر به و يقدم له محبة وتحولت أنا أيضا لإنسان آخر أضع نفسي مكان الآخرين في كل موقف متذكرا قول السيد المسيح :
كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضا بهم.

طرطور الملك


عاش في قدم الزمــان ملـك عظـيم وكان لـهذا الملك مـهرج يـثير ضحكـاته بنكته التي كان يطلقها وهو يتصنع السذاجة والبـلاة ، وذات مـرة عندما تصــرف ذلك المهرج بمنتهى الحمق أهداه الملك طرطورا وطلب منه أن يظـل يرتديه دائـما حتى يرى يوما شخصا أكثر بلاهة وسذاجة منه ، فيعطيه إياه. مرت الأيام و هذا المهرج يرتدي دائما الطرطور الذي أهداه إليه الملك مظهرا بذلك إنه لم يكتشف بعد شخصا أكثر سذاجة منه وكـان من آن إلـي آخر يدخل إلي الملك ليقوم بتسليته ولاسيما عندما يكون الملك مهموما أو متضايقا. وفي ذات يوم أسـرعوا إلي هذا المــهرج طالـبين منه سـرعة الحضـــور إلي الملك. ولما ذهب إليه وجده في منتهى الخوف والاضطراب ، إذا شعر الملك بدنو اجله وقرب ساعة موته ، وكان يقول للذين حوله إنه لا يريد أن يموت هكذا سريعا. تدخل المهرج وحاول أن يضحك الملك وقال له : ( يا مولاي لماذا أنت خائف هكذا ؟ أجابه : ( إني مسافر إلي الأبدية ولا أعلم أين سأكون )
قال له المهرج: مولاي ألم تفكر قط في تلك اللحظة من قبل ؟
أجاب الملك : لقد كان عندي الكثير لأفكر فيه و لكن لحظة الرحيل فلم أفكر فيها قط ولم أستعد لتلك الرحلة الأبدية.
إذا فأنت ذاهب لرحلة أبدية ولا تعرف أين ستذهب ولم تستعد لتلك الرحلة مطلقا ؟
أجاب الملك : هذا هو حالي تماما ولهذا فإني في منتهى الفزع.
وهنا خلع المهرج الطرطور الذي كان يرتديه وقال للملك : لقد أخبرتني ألا أتخلى عن هذا الطرطور حتى أجد شخصا أكثر بلاهة وحمقا مني وإني يا مولاي لم أتمكن طوال سنين كثيرة أن أجد هذا الشخص ، لكنني أخيرا وجدته ، أنت يا جلالة الملك هو هذا الشخص الأبله الذي على وشك القيام بأخطر رحلة في الحياة ولم يحاول يوما ما طوال حياته أن يفكر فيها قط.
عزيزي القارئ ، هل حقا تعيش حياة توبة مستمرة ؟ هل تفكر حقا في أبديتك ؟ أم إن لديك بالفعل الكثير لتفكر فيه ؟ ولديك أيضا الطرطور الخاص بك ؟
انظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة ( أف 5: 15، 16 )

2008-06-03

كيتا


كان هناك طفل ... راعيا للاغنام ... فى مجاهل افريقيا ... اسمه كيتا وبسبب العمل الكرازى هناك ... تحول الطفل من الوثنية الى المسيحية كان فى الوثنية طفل رديئا جدا ... يشتم ويكذب والفاظه رديئة ولكنه بعد ان صار مسيحيا تغير كل شئ فى حياته وبدأ ... قراءة الكتاب المقدس ... فاصبح لطيفا ويهتم بالاخرين
وفى يوم حضر الطفل الى الخادم وهو قلقان جدا وقال للخادم : - الكلب اكل جزء من العهد الجديد من الانجيل
فقال له الخادم : - اطمن يا كيتا ... انا هاديك كتاب مقدس تانى
فرد الطفل : - انا خايف على الكلب قوى
فقال له الخادم : - متخفش ده الكلب يقدر ياكل باسنانه العضم ومش هيضره انه ياكل ورق الكتاب المقدس
فاجاب كيتا : - مش ده قصدى يا خادمى العزيز انما قصدى هو انا كنت باكره اعدائى وعاوز اقتلهم ولكن بعد ما اديتنى الكتاب المقدس وقرات فيه عن بابا يسوع بدأت احب اعدائى
ودلوقتى الكلب اكل ورق الكتاب المقدس كده الكلب هيحب الذئاب وهيسيبها تاكل الخرفان ........ ........ ....... ؟ ! ؟ ! ؟ ! ؟ !
كيتا افتكر ان الكتاب المقدس اللى غير حياته ... هيغير حياة الكلب ايضا
ياسلام يارب على ايمان كيتا كلام الكتاب المقدس يغير حتى الحيوانات ياه يارب على قساوة قلبى بانسى اقرأ الكتاب المقدس وحتى لما باقرأ قلبى برضه حديد امين يارب خلى قلبى مع كلامك ... زى قلب قش
 

website traffic counters
Dell Computers