انتقلنا إلى مسكن جديد وذهب ابني إلى مدرسة جديدة, كما صرنا أعضاء في كنيسة أخرى قريبة من البيت الجديد. تقابل ابني مع "جون" وهو طفل من الكنيسة في مثل عمره ذو السنوات العشرة, وصار الاثنان لا يفترقان إلا لساعات النوم لأنهما كانا يذهبان إلى نفس المدرسة.
كنت أراهما وهما يلعبان ويذاكران معاً, وابني يبتسم ويضحك بحركته المعروفة, إذ كان يلتفت برأسه إلى ناحية الشمال حتى يسمع جيداً بأذنه اليمني, لقد كان أصماً في أذنه اليسري منذ ولادته...
مرت الأيام حتى قرُب عيد الميلاد المجيد وقال لي ابني: " أود أن أقدم هدية لجون في عيد الميلاد ".
" ولكن أنت تعلم أن والدة جون ربما ترفض الهدية لأنها لن تقدر على ردها "... كنت أعلم ظروفهم المادية ... " ولذا سأترك الهدية على الباب وأرن الجرس ثم أنزل بسرعة وهكذا لن يعلموا من أحضرها ولن يشعروا بالحرج لأنهم غير قادرين على ردها ".
فرحت بروح ابني الكريمة, ووافقته على خطته التي سينفذها قبل قداس عيد الميلاد المجيد. لف ابني الهدية التي كان يعلم أن صديقه يتمناها بشدة, وهي عبارة عن مقلمة أنيقة بها كل الأدوات الهندسية التي يحتاجها التلاميذ في سنهم.
في ليلة العيد وقبل موعد القداس, خرج ابني ليقوم بمهمة المحبة الخفية, وعندما عاد بعد ربع ساعة, وما إن فتحت له الباب حتى انهار باكياً ...
" مالك يا حبيبي, ما الذي حدث أرجوك تكلم حتى أطمئن "... " لا شيء يا ماما, لا شيء خطير ... لقد ذهبت إلى العمارة التي يسكنها جون ووجدت نور السلم مطفئ, فلم أشاء أن أوقده حتى لا أنكشف, وعندما وصلت إلى الشقة وضعت الهدية على الأرض ومددت يدي لأقرع الجرس ... ونسيت في غمرة حماسي أن الجرس عندهم غير موجود بل بعض الأسلاك المغطاة, ويبدو أنها غير مغطاة جيداً لأنه ما إن مددت يدي حيث سرت في جسمي شحنة كهربائية طرحتني أرضاً. قمت جاهداً وجسمي كله ينتفض بيدي على الباب ونزلت السلم جرياً "... أخذت ابني في حضني ونظرت إلى طرف إصبعه فوجدته محروقاً, وضعت عليه بعض المراهم وأنا أقول في نفسي: " لماذا يارب يحدُث هذا في عيد ميلادك؟ لقد أراد ابني تنفيذ وصيتك وهذا ما حدث له ... لماذا يارب ؟؟!! ".
ثم قلت بصوت عال: " هيا بنا إلى الكنيسة فلا شيء يجب أن يُفسد علينا فرحة العيد ". حضرنا القداس وتعزينا كثيراً, وتقابل ابني مع جون الذي حكي له عن الهدية الجميلة التي وجدها على الباب ... وابني لا يتكلم بل ينظر إليه بابتسامة وعيناه تلمعان ... بعد العيد لاحظت أن ابني لم يعد يلتفت برأسه ليسمع جيداً ...
أما هو فقال: " إني أشعر أنني اسمع جيداً بالاثنين "... " إذن ينبغي علينا نعيد كشف السمع ". وعند الطبيب تأكد لنا أن ابني فعلاً يسمع جيداً بأذنيه اليسري, فسألنا الطبيب عما حدث, فقلت له أن ابني تعرض لصدمة كهربائية فهل يمكن أن يكون هذا هو السبب ؟؟!!.
فقال الطبيب : " ربما ولكنها معجزة بكل المقاييس ".
أدركت وقتها أن الله كافئ ابني على محبته ولكن بطريقة لم نفهمها في وقتها.
كنت أراهما وهما يلعبان ويذاكران معاً, وابني يبتسم ويضحك بحركته المعروفة, إذ كان يلتفت برأسه إلى ناحية الشمال حتى يسمع جيداً بأذنه اليمني, لقد كان أصماً في أذنه اليسري منذ ولادته...
مرت الأيام حتى قرُب عيد الميلاد المجيد وقال لي ابني: " أود أن أقدم هدية لجون في عيد الميلاد ".
" ولكن أنت تعلم أن والدة جون ربما ترفض الهدية لأنها لن تقدر على ردها "... كنت أعلم ظروفهم المادية ... " ولذا سأترك الهدية على الباب وأرن الجرس ثم أنزل بسرعة وهكذا لن يعلموا من أحضرها ولن يشعروا بالحرج لأنهم غير قادرين على ردها ".
فرحت بروح ابني الكريمة, ووافقته على خطته التي سينفذها قبل قداس عيد الميلاد المجيد. لف ابني الهدية التي كان يعلم أن صديقه يتمناها بشدة, وهي عبارة عن مقلمة أنيقة بها كل الأدوات الهندسية التي يحتاجها التلاميذ في سنهم.
في ليلة العيد وقبل موعد القداس, خرج ابني ليقوم بمهمة المحبة الخفية, وعندما عاد بعد ربع ساعة, وما إن فتحت له الباب حتى انهار باكياً ...
" مالك يا حبيبي, ما الذي حدث أرجوك تكلم حتى أطمئن "... " لا شيء يا ماما, لا شيء خطير ... لقد ذهبت إلى العمارة التي يسكنها جون ووجدت نور السلم مطفئ, فلم أشاء أن أوقده حتى لا أنكشف, وعندما وصلت إلى الشقة وضعت الهدية على الأرض ومددت يدي لأقرع الجرس ... ونسيت في غمرة حماسي أن الجرس عندهم غير موجود بل بعض الأسلاك المغطاة, ويبدو أنها غير مغطاة جيداً لأنه ما إن مددت يدي حيث سرت في جسمي شحنة كهربائية طرحتني أرضاً. قمت جاهداً وجسمي كله ينتفض بيدي على الباب ونزلت السلم جرياً "... أخذت ابني في حضني ونظرت إلى طرف إصبعه فوجدته محروقاً, وضعت عليه بعض المراهم وأنا أقول في نفسي: " لماذا يارب يحدُث هذا في عيد ميلادك؟ لقد أراد ابني تنفيذ وصيتك وهذا ما حدث له ... لماذا يارب ؟؟!! ".
ثم قلت بصوت عال: " هيا بنا إلى الكنيسة فلا شيء يجب أن يُفسد علينا فرحة العيد ". حضرنا القداس وتعزينا كثيراً, وتقابل ابني مع جون الذي حكي له عن الهدية الجميلة التي وجدها على الباب ... وابني لا يتكلم بل ينظر إليه بابتسامة وعيناه تلمعان ... بعد العيد لاحظت أن ابني لم يعد يلتفت برأسه ليسمع جيداً ...
أما هو فقال: " إني أشعر أنني اسمع جيداً بالاثنين "... " إذن ينبغي علينا نعيد كشف السمع ". وعند الطبيب تأكد لنا أن ابني فعلاً يسمع جيداً بأذنيه اليسري, فسألنا الطبيب عما حدث, فقلت له أن ابني تعرض لصدمة كهربائية فهل يمكن أن يكون هذا هو السبب ؟؟!!.
فقال الطبيب : " ربما ولكنها معجزة بكل المقاييس ".
أدركت وقتها أن الله كافئ ابني على محبته ولكن بطريقة لم نفهمها في وقتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق