بحث مخصص

2007-12-27

تأملات ونبضات


للقمص: مرقس عزيز خليل - راع كنيسة السيدة العذراء المعلقة
خرجت أفتش عن أخي وقلبي مثقل، ناديته باسمه وفتحت عيني عبثاً ولكنه لم يجب ولم أره، سعيت من الشرق وواصلت السير إلي الغرب، وصوتي لا يكل عن النداء، ولكن أخي لم يجبني. ولما عدت إلي بيتي حزيناً متعباً. وجلست إلي فراشي مهموماً مضطرباً، سمعت صوتاً يقول لي ها هو ذا أخوك ورأيت أخي، رأيته الجائع الذي أذله الجوع. والمريض وقد هد المرض حيله، وهو الحزين وقد بري القلب حزنه، والمهموم وقد كادت تقتله الهموم، رأيت أخي قريباً مني، علي بابي، وكان قد ناداني ألوف المرات، ولكنني للأسف لم أكن أنتبه له.
* ليس منا من يجهل القلم الرصاص وفوائده، تصوروا كيف يكون العالم من غير أقلام، التلاميذ والرسامون والتجار والأطباء وبالجملة كل الناس يستعملون الأقلام، خاصة الأقلام الرصاص، لقد أفادنا القلم كثيراً واليوم يجب أن نعطيه الفرصة ليلقي علينا بعض دروسه المهمة إنه يقول: إن قيمة القلم تتوقف بالأكثر علي نوع عنصره الداخلي. أهم جزء في القلم ليس خشبه الخارجي، لا يهم كثيراً نوع الخشب أو لونه، وإنما يهمنا كثيراً وجود رصاصه، وكذلك الأمر مع الناس، لا يهم كثيراً الشكل أو اللون الخارجي، لكن المهم النفس الداخلية، كان الملك شاول جميلاً جداً في صورته، ولكن نفسه كانت نفس شيطان، وداود لم يكن في حسن منظر شاول، لكن حياته الداخلية كانت جوهرة جميلة.. أيضاً يجب أن يضحي الجزء الخارجي من القلم حتي يمكن الاستفادة منه. وقد أعلن السيد المسيح أن من يريد أن يتبعه عليه أولاً أن ينكر نفسه، وكما يبري القلم كذلك يجب أن نبري الأنانية والكبرياء قبل أن نكون ذوي نفع. ولو أن القلم يحس التألم لتألم من المبرأة ولكنها نافعة له. وهذه هي التجارب بالنسبة لنا.. كما أنه توجد في كثير من الأقلام (أستيكة) لمحو الأخطاء. ويقول الله للبشر (هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج). إنه الغفران الإلهي. كذلك فإن القلم لا يصلح إلا في يد ذات أهلية، ولا يمكن أن تكون حياتنا في يد ذات كفاية إلا إذا كانت في يد الله. لا يستطيع أحد أن يخطفهم من يده. ماذا كان بولس قبل أن تتسلمه يد السيد؟ كان مجدفاً وقاتلاً. وعندما قال ماذا تريد يا رب أن أفعل ولما أطاع أمره صار عظيماً، شكراً لله الذي يعلمنا أموراً نافعة حتي من القلم الرصاص.
* عندما قرأت الآية الواردة في (أشعياء 6: 18) والتي تقول: (ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا، فقلت هانذا أرسلني) تذكرت طابع البريد الذي عن طريقه يمكننا أن نرسل خطاباتنا إلي أي مكان والذي منه نتعلم العديد من الأمور، فليس لطابع البريد الذي في ذاته، ولكن اسم الحكومة التي تصدره هو الذي يعطي لهذه الورقة قيمة، وكذلك الحال مع حياتنا فهي لا تساوي شيئاً إلا إذا كانت تحمل البصمة الإلهية، كذلك فإن الطابع يؤدي المهمة التي وضع من أجلها، وهنا درس مهم لنا، إننا كثيراً ما نرفض القيام بالمهمة الموضوعة علينا، أما الطابع فإنه يؤدي ما هو مفروض عليه إلي التمام.. كذلك يقوم الطابع بواجبه مهما كان، إنه أحياناً يحمل رسالة فرح وأخري رسالة نعي، أحياناً دعوة لحفل وأحياناً عمل تجاري، الطابع يؤدي واجبه نحو الجميع، لا يقبل أن يحمل رسالة الفرح ويرفض رسالة النعي، كلا، إنه يحمل أية رسالة يطلب منه أن يحملها، فهل نحن كذلك؟ كما أن طابع البريد لا يفشل فيمكنك أن تستخدمه بطرق عديدة كأن يعود إليك مرة أخري بعد أن يتمم مهمته (علم وصول) أو أن يطلب ممن يتسلمه أن يوقع بما يفيد استلامه لخطابك. إنه لا يكل ولا يمل ولا يكف عن تأدية عمله إلي أن يموت. إنه يظل سائراً من بلد إلي بلد آخر حاملاً رسالته إلي أن يوضع في إدارة المهملات. أي إلي أن يدفن، ليتنا كلما ننظر إلي طابع البريد أن نتذكر بعض هذه الحقائق ونسعي لكي نحيا مسرورين ونافعين كما يعيش طابع البريد

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers