بحث مخصص

2007-12-27

اشكرك يا إلهى


كانت " لوسي" فتاة جميلة مدللة، تذهب إلى الكنيسة ، تمارس بعض الصلوات ، و تحضر من آن لآخر القداس...وبرغم أن ظروفها لم تكن قاسية إلا أن كل محاولات الأسرة لإسعادها باءت بالفشل ، فهي دائمة التذمر، دائمة الغيرة ، لا تتخيل أن صديقتها تحمل "موبيل" وهي لا تمتلك مثلها ...لا تحتمل كلمة مديح تقال أمامها على إحدى صديقاتها....دائمة العصبية ...تريد أن تدير العالم بال" ريموت كونترول "...... لابد أن كل الناس تحاول إسعادها....لذلك فهي لا تحتمل نظام التعليم ولا حرارة الجو ولا يرضيها المصروف....ويا للهول إذا وجهت إليها أمها اللوم لتأخرها خارج البيت !!! وبالاختصار لا شيء يعجبها في الأسرة أو الكلية أو البلد ولا حتى في الكنيسة .....مصر كلها تخلف والشعب جاهل متأخر ولا سعادة إلا في أمريكا.......
وفي يوم وهي ذاهبة إلى الكلية غاضبة , مندفعة كعادتها .....حدث ما لم يكن في الحسبان ..صدمتها سيارة مسرعة ...فانكسرت ساقها !!!وليس هذا فقط بل المصيبة الكبرى هي أن زجاج السيارة أصاب عينيها , ففقدت البصر!!!! وتم عمل جبس لساقها وطلب الطبيب منها عدم الحركة لمدة شهر وهي مغطاة العينين .......
ظلام دامس.....عدم حركة.....تحطيم لكل الآمال......أين الكلية ؟ أين الأصدقاء والخروج والدخول ؟؟ أين التليفزيون والأفلام ؟؟؟ أين .....؟؟؟؟؟ صدمت صدمة عنيفة جدا ....ولكن الله الذي لا يتركنا بل مع التجربة يعطي المنفذ .....
كانت فرصة طويلة لتستفيد" لوسي " من حياتها السابقة....كيف كانت تتذمر رغم الصحة والمال والجمال والنجاح والآن ها هي قد فقدت كل شيء ......ولكن نور المسيح بدأ يضيء في حياتها.....بدأت تشعر أن هناك صديق لا ولم ولن يتركها ، ندمت على تذمرها الذي لم يكن له مبرر ....وبدأت تطلب من الله أن يظهر لها عنايته بها ....
وجدت " لوسي " آلاف الأشياء تشكر الله عليها.... فالله أعطاها أب وأم ، رحماء ، يرعون شئونها.....والله أعطاها مال لتشتري الدواء ...والله وهبها صديقات وفيات تسألن عنها.... والله ترك لها قدما سليمة وترك لها السمع لتسمع القداسات والعظات والترانيم وفي النهاية سمح لها بهذه التجربة لترجع لحضنه.....
ولأول مرة بعد مرور شهر ، وقبل زيارة الطبيب ، تساندت على ذراع والدتها ، وقالتها من الأعماق " أشكرك يا الهي ولتكن إرادتك .... " لم تكن كلمة ترددها بل قالتها بتسليم حقيقي ، شعرت بالسلام وذهبت للطبيب الذي أجابها مندهشا رغم إنه كان كسر مضاعف إلا إنه التحم تماما ويمكنك أن تسيري . فرحت " لوسي " جدا و ظلت تقول أشكرك يا إلهي عدة مرات .
وبعد أسبوع قرر طبيب العيون إزالة الغطاء عن عينيها وقال لها بحذر وهو خائف : إن إحدى العينين عادت طبيعية ولكن ...... وتعثم في الحديث ثم قال : ولكن الأخرى كانت إصابتها خطيرة . ولدهشته وجدها تفرح فرحا شديدا وقالت : يا إلهي هل سأستطيع ان أبصر ثانية بالعين اليمنى.... كم أشكرك ، كم أحمدك .
تعلمت " لوسي " من هذه التجربة أن تشكر الله كل صباح ومساء على أبسط الأمور وتشعر بالسعادة والرضا لكل عطايا الله لها وهي تقول : بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه , باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته .
كفاك يا صديقي تذمرا ولا تضطر الله أن يسحب نعمته منك ، فليست عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر .

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers