بحث مخصص

2008-07-11

قميص من حديد


إن قيود السرير (أقصد الالتزام بالسرير ) في حد ذاته هو سجن لا يطاق ... وإذا لزم الإنسان السرير عدة أيام يتطلع إلي حرية وانطلاق من هذه القيود ....أما إذا كان داخل السرير قيودا أكثر ... فهذا أمر لا يعبر عنه ..وأقصد بذلك الأمر الآتي : مرضت الأخت ........وهي انسانة طيبة القلب , متدينة , كانت شكواها آلام في الظهر لم تستطع الوقوف وإذا نامت لا تستطع أن تتقلب يمينا أو يسارا ... وكانت التشخيصات مختلفة إلا أن التحاليل والأشعات وصلت إلي بيت القصيد فهي مريضة بارتخاء في أعصاب العمود الفقري ... والأطباء عرفوا الداء ولكنهم عجزوا عن الدواء فهذا المرض ليس له حل ولا دواء ....... وصاحبه يسلم الأمر لصاحب الأمر بعد تجربة الأصناف الجديدة من الأدوية المشددة المقوية للأعصاب ...... ولكنها جميعا انتهت إلي لا شئ .ولكن بقي أمام الأهل سؤال محير :.كيف تجلس؟كيف تأكل؟.كيف تقضي حاجتها؟.... كيف؟؟... كيف؟؟..كيف؟؟؟وأجمع الأطباء علي: عمل قميص من حديد يسندها من كل ناحية وهي في سريرها لتأكل وتشرب .. وممكن الاستغناء عنه أثناء النوم أو حتى تنام وهي جالسة فيه !!!!!!!!!!!! ولك أن تتخيل .........إنسانه يحوطها الحديد من كل ناحية ..إن اقسي حدود الحديد هو أن يوضع حول المعصمين ..ونحن نقول أنها القيود الحديدية ...ولكن ماذا تقول عن هذه الأخت ؟!!!!!!!!! وذات يوم فكرت أن أزورها لكي أشدد ضعفها وأكلمها بكلمات تعزية ترفع من لروحها المعنوية المحطمة .... نعم المحطمة و كيف لا تكون محطمة وهي علي هذا الحال !!!!!!!!! وما أن دخلت إليها إلا ونادتني بهذه الكلمات ....." أشكر الله الذي اختارني أنا بالذات لهذه المحنة فأنا اعتبرها امتياز لا يعطي إلا للمختارين لأن الله تجاربه صالحة... والذي يحبه يجربه....... وأن فترة جلوسي في السرير جعلتني أجد أوقاتا طويلة أتكلم فيها مع الله ...هذه الفرصة لم تكن لي وأنا بكامل صحتي ....." أحنيت رأسي خجلا من سكيب العطية السماوية الممنوحة لها من الله ............

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers