في زيارة بإحدى المدن الأمريكية إذ كنت أفتقد أسرة قلت لأحد الأحباء: "في أي الأسفار المقدسة تقرأ؟" أجابني: "لست أقرأ في الكتاب المقدس، فقد قرأت العهد القديم حوالي عشرين مرة، أما العهد الجديد فبلا عدد. إني أعرف كل الوصايا الواردة في الكتاب المقدس وأيضًا القصص الخ." صمتُّ قليلاً ثم قلت له: "لقد قرأ إنسان عبارة واحدة، وبقي يقرأها أكثر من 85 سنة ولم ينتهِ من قراءتها!" - من هو هذا الإنسان؟ - أنبا أنطونيوس. - أيَّة عبارة؟ - دخل الكنيسة وهو شاب صغير لم يبلغ الثمانية عشرة من عمره وسمع قول الرب: "إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء وتعال اتبعني". سمع القول وأدرك أنها رسالة شخصية موجهة إليه. بقي يقرأ العبارة ويحاول أن يتممها طول عمره، فإذا بالوصية واسعة جدًا، وكأنه يردد قول المرتل: "لكل كمالٍ رأيت حدًا أما وصاياك فواسعة جدًا". كتابنا لا يُقرأ لكي يحفظ عن ظهر قلب، ولا لمجرد التعرف على الوصايا والقصص الدينية، إنما يُقرأ لكي يلتقي المؤمن بكلمة اللَّه المخلص والصديق، يدخل معه في حوار حب، ويتمتع بالحياة معه. نقرأ الوصية لنمارسها لا كعملٍ أخلاقي بحت، وإنما لكي نصير أيقونة المسيح، نصير على صورته، ونتحلى بسماته، تتزين نفوسنا بغنى نعمته فتتهيأ كعروسٍ لعريسها السماوي.
2008-07-11
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق