بحث مخصص

2008-07-24

باب أبى السماوى


عشت في باكستان في عزلة لأني كنت مقعدة عاجزة عن المشي لا أقدر على ترك حجرتي بغير مساعدة وكانت ديانات كثيرة في باكستان في هذا الوقت ولم أكن بعد من خراف المسيح.وقد كان أبي يحبني حبا جما وقد أوصته أمي وهي على فراش الموت بي كطفلة كسيحة حبيسة الفراش ، لذلك قرر أبي أن يسافر إلى لندن بعد أن نصحه بذلك أحد الأطباء الإنجليز الذين تعرف عليهم في باكستان .وكانت رحلة قاسية من كل النواحي ، حركتي صعبة جدا ، إلي جانب رجوعي كما أنا في القبيلة التي يرأسها أبي سيكون عارا لي ، ولكن الطبيب بمجرد أن فحص قدمي وذراعي الضامرة ، قال لأبي بهدوء " لا دواء لحالة هكذا ، فقط الصلاة قد تشفيها " إنه حكم الله ، حالة ميئوس منها ، رجعت لأواجه مصيري الحزين بينما الفتيات في مثل عمري يحلمن باليوم الذي فيه يلبسن ثياب زفافهن الحمراء الموشاة بالذهب وتوالت على الأحزان بموت أبي الذي كان سندي في الحياة ، تجمدت من الحزن وفقدت الرغبة في مقابلة الآخرين ، كنت أفكر في حالي " يا له من سخف أن أظل على قيد الحياة فيما بعد فتاة عاجزة بلا فائدة ، من فضلك ربي خذني ، أريد أن أموت ، لقد كرهت نظرة الإشفاق في عيون الناس والحزن يملأني ولكن صوت داخلي كان يقول لي : من الذي فتح أعين الأعمى وأقام الميت ، أليس أنا ؟ " اشفيني أنا أيضا يارب " كنت أصرخ هكذا في ظلام الليل ، وإذ بنور يزداد في الحجرة أكثر من نور النهار بلمعان شديد وشخص منير جدا يقول لي : أنا يسوع قومي وتعالي إلي . بدأت في البكاء ، يا سيد أنا مقعدة لا أستطيع القيام ، فقال لي قفي وتعالى إلي ، أنا يسوع ، شعرت بقوة جديدة تسري في أطرافي العاجزة ، وضعت قدمي على الأرض ووقفت وتحركت نحوه ، حرك يده ووضعها على رأسي ، فرأيت ثقبا في يده يشع ضوءا مبهرا وقال لي : أنا يسوع عمانوئيل الطريق والحق والحياة ، منذ الآن ستكوني شاهدتي واحفظي نفسك من الخطية وسأكون معك ، عليك أن تصلي هكذا " أبانا الذي في السموات ..... " فأعدت الصلاة بعده التي استقرت في عمق قلبي ، ما أجمل أن أدعو الله أبي. واختفي يسوع امتلأت بالفرح والسعادة ، شئ لا يمكن أن أصفه ، نظرت ذراعي ورجلي ، إنهما صحيحتان بعد أن كانا بهما ضمور يا للفرح. نادت عمتي علي في الغرفة الأخرى " جولشان ( هذا اسمي ) جولشان ، من الذي يمشي عندك في الغرفة ؟! إنه أنا يا عمتي ، قالت لي : أنت تهذين ، ففتحت الباب ودخلت حجرتها ، اقتربت مني وهي تتحسس ذراعي الميت وصرخت يا له من أمر غريب. طارت أخبار المعجزة في كل البلدة وكنت أقول في كل البلدة : يسوع عمانوئيل ظهر لي وشفاني ، ورغم فرحة أخوتي وأهلي بي إلا إن هذا الأمر بدا يسبب لهم قلق. أما أنا فكان يكفيني أن أردد " أبانا الذي ... " كل كلمة في هذه الصلاة تمس احتياجي ، إنه أبي ، إنه ملك ، إنه يعطيني الخبز، لأعمل إرادته ، لأطلب منه أن يحميني من التجارب ، يا لها من صلاة معزية ، كنت أصرخ ماذا تريد يارب أن أفعل؟ ثم اجتمع بي كبار العائلة وكأنها صالة محاكمة وقال لي أخي الأكبر بحزم شديد : إذا لم تتوقفي عما تقولينه ، فسوف نطردك من العائلة ونحرمك من كل شئ . ولكن جولشان الجديدة كانت تشعر بقوة خارقة وقلت لهم إني سأنتظر الإجابة من يسوع وعندما سأسمعها سأطيعه حتى لو قتلتموني. تركت منزلي وبحثت عن شخص مسيحي يعطيني الكتاب المقدس ولا تسألني عما وجدته في الإنجيل ، اسأل رضيعا ما هو اللبن أو عطشانا ما هو الماء ، يسوع أعطاني ماءا حيا لجسدي المعذب وروحي المضطربة والآن أريد أن أموت معه في المعمودية . كنت أقول ليسوع : سلمت نفسي في يديك وأسمع صوته داخلي يقول لي أنا دائما معك ، لذلك قررت أن أتبعه مهما كلفني الأمر. ذهبت للخدمة في أحد ملاجئ الأطفال ولأول مرة نمت على الأرض بعد أن كانت لدي خادمتان ووصيفة أخذت أهتم بالأطفال وأحدثهم عن يسوع . اتصل بي أخي وقال لي : لا أريد أن أرى وجهك ثانية ، ولن تريني أبدا بعد الآن ، فقلت له : إن أغلقت بابك في وجهي ، فباب أبي السماوي مفتوح لي ، وإن كنت ميته بالنسبة لك ، فذلك لأني فعلا مت مع المسيح. لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ( في 1 : 21 )

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers