بحث مخصص

2008-07-24

فشل طفل


''تكون لنا تعزية قوية نحن الذين إلتجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا.''عب 18:6 تعثر طفل فى دراسته وأشتكى منه مدرسيه ووجهت له المدرسة إنذارات كثيرة وفى النهاية حكمت أنه ضعيف الذكاء ولا يهتم بعمل واجباته المدرسية وبالتالى لا يمكن أن يواصل دراسته فطرد من المدرسة.اضطر والد هذا الطفل أن يبحث له عن عمل وكان له رجاء فى أن يحقق ابنه نفسه فى أحد الأعمال ,وتنقل من عمل إلى أخر وأخيراً استقر أن يعمل فى أعمال البناء وبذل جهداً كثيراً فصار من العمال الممتازين .استمر والده فى تشجيعه وفى أحد الأيام فى فترة الراحة أراد هذا الشاب الذى يسمى جورج أن يشرب شاي , فملأ الإبريق ماء ووضعه على النار وبعد لحظه وجد أن غطاء الإبريق بدأ يتحرك ويرتفع ثم يسقط مصاحباً لغليان الماء داخل الإبريق وهداه هذا إلى إختراع الآلة البخارية. هذا هو العالم جورج ستيفنس. لا تتضايق إن فشلت فى أمر ما فهذا طبيعي جداً لأنه لا يمكن أن تكون قادراً على كل شئ فالوحيد القادر على كل شئ هو الله ,وأفحص نفسك هل فشلك كامل أم جزئي ؟ فإن كان جزئياً فهذا معناه نجاحك الجزئي فأنت ناجح وليس فاشلاً , وبالإضافة إلى ذلك أبحث الأمور التى تنجح فيها لتشكر الله عليها فيعطيك هذا رجاء لنجاحات أكثر.كن مشجعاً لمن حولك حتى لو قال عنهم الناس أنهم فاشلون لأن حكم الناس ظاهري ومتسرع , واعلم أن الله يشجع الكل أما الشيطان وحده هو الذى يبث أفكار اليأس , فلا تبخل بكلمات التشجيع عن الكبير والصغير لتجدد رجاءه

قاعة الالف مراه


منذ زمن طويل فى بلده ما كان يوجد قصر يوجد به الف مرآة فى قاعة واحدة سمع كلب بهذه القاعة فقرر ان يزورها وعندما وصل اخذ يقفز على السلالم فرحا ولما دخل القاعة وجد الف كلب يبتسمون فى وجهه ويهزون اذيالهم فرحين فسر جدا بهذا وقال فى نفسه لابد ان احضر هنا مرات اخرى كثيرة سمع كلب اخر بهذة القصة فقرر ان يزور القصر مثل صديقه ولكنه لم يكن فرحا بطبيعته...مشى بخطوات متثاقلة حتى وصل الى القاعة زات الالف مرآة ولكن يا للعجب ...وجد الف كلب يعبسون فى وجهه فكشر عن انيابه وذعر اذ وجد الف كلب يكشرون عن انيابهم فأدار وجهه وجرى وهو لا ينوى على شىء صديقى:.كل الوجوه فى العالم مرايا فاى انعكاس تجده على وجوه الناس؟ فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بها

باب أبى السماوى


عشت في باكستان في عزلة لأني كنت مقعدة عاجزة عن المشي لا أقدر على ترك حجرتي بغير مساعدة وكانت ديانات كثيرة في باكستان في هذا الوقت ولم أكن بعد من خراف المسيح.وقد كان أبي يحبني حبا جما وقد أوصته أمي وهي على فراش الموت بي كطفلة كسيحة حبيسة الفراش ، لذلك قرر أبي أن يسافر إلى لندن بعد أن نصحه بذلك أحد الأطباء الإنجليز الذين تعرف عليهم في باكستان .وكانت رحلة قاسية من كل النواحي ، حركتي صعبة جدا ، إلي جانب رجوعي كما أنا في القبيلة التي يرأسها أبي سيكون عارا لي ، ولكن الطبيب بمجرد أن فحص قدمي وذراعي الضامرة ، قال لأبي بهدوء " لا دواء لحالة هكذا ، فقط الصلاة قد تشفيها " إنه حكم الله ، حالة ميئوس منها ، رجعت لأواجه مصيري الحزين بينما الفتيات في مثل عمري يحلمن باليوم الذي فيه يلبسن ثياب زفافهن الحمراء الموشاة بالذهب وتوالت على الأحزان بموت أبي الذي كان سندي في الحياة ، تجمدت من الحزن وفقدت الرغبة في مقابلة الآخرين ، كنت أفكر في حالي " يا له من سخف أن أظل على قيد الحياة فيما بعد فتاة عاجزة بلا فائدة ، من فضلك ربي خذني ، أريد أن أموت ، لقد كرهت نظرة الإشفاق في عيون الناس والحزن يملأني ولكن صوت داخلي كان يقول لي : من الذي فتح أعين الأعمى وأقام الميت ، أليس أنا ؟ " اشفيني أنا أيضا يارب " كنت أصرخ هكذا في ظلام الليل ، وإذ بنور يزداد في الحجرة أكثر من نور النهار بلمعان شديد وشخص منير جدا يقول لي : أنا يسوع قومي وتعالي إلي . بدأت في البكاء ، يا سيد أنا مقعدة لا أستطيع القيام ، فقال لي قفي وتعالى إلي ، أنا يسوع ، شعرت بقوة جديدة تسري في أطرافي العاجزة ، وضعت قدمي على الأرض ووقفت وتحركت نحوه ، حرك يده ووضعها على رأسي ، فرأيت ثقبا في يده يشع ضوءا مبهرا وقال لي : أنا يسوع عمانوئيل الطريق والحق والحياة ، منذ الآن ستكوني شاهدتي واحفظي نفسك من الخطية وسأكون معك ، عليك أن تصلي هكذا " أبانا الذي في السموات ..... " فأعدت الصلاة بعده التي استقرت في عمق قلبي ، ما أجمل أن أدعو الله أبي. واختفي يسوع امتلأت بالفرح والسعادة ، شئ لا يمكن أن أصفه ، نظرت ذراعي ورجلي ، إنهما صحيحتان بعد أن كانا بهما ضمور يا للفرح. نادت عمتي علي في الغرفة الأخرى " جولشان ( هذا اسمي ) جولشان ، من الذي يمشي عندك في الغرفة ؟! إنه أنا يا عمتي ، قالت لي : أنت تهذين ، ففتحت الباب ودخلت حجرتها ، اقتربت مني وهي تتحسس ذراعي الميت وصرخت يا له من أمر غريب. طارت أخبار المعجزة في كل البلدة وكنت أقول في كل البلدة : يسوع عمانوئيل ظهر لي وشفاني ، ورغم فرحة أخوتي وأهلي بي إلا إن هذا الأمر بدا يسبب لهم قلق. أما أنا فكان يكفيني أن أردد " أبانا الذي ... " كل كلمة في هذه الصلاة تمس احتياجي ، إنه أبي ، إنه ملك ، إنه يعطيني الخبز، لأعمل إرادته ، لأطلب منه أن يحميني من التجارب ، يا لها من صلاة معزية ، كنت أصرخ ماذا تريد يارب أن أفعل؟ ثم اجتمع بي كبار العائلة وكأنها صالة محاكمة وقال لي أخي الأكبر بحزم شديد : إذا لم تتوقفي عما تقولينه ، فسوف نطردك من العائلة ونحرمك من كل شئ . ولكن جولشان الجديدة كانت تشعر بقوة خارقة وقلت لهم إني سأنتظر الإجابة من يسوع وعندما سأسمعها سأطيعه حتى لو قتلتموني. تركت منزلي وبحثت عن شخص مسيحي يعطيني الكتاب المقدس ولا تسألني عما وجدته في الإنجيل ، اسأل رضيعا ما هو اللبن أو عطشانا ما هو الماء ، يسوع أعطاني ماءا حيا لجسدي المعذب وروحي المضطربة والآن أريد أن أموت معه في المعمودية . كنت أقول ليسوع : سلمت نفسي في يديك وأسمع صوته داخلي يقول لي أنا دائما معك ، لذلك قررت أن أتبعه مهما كلفني الأمر. ذهبت للخدمة في أحد ملاجئ الأطفال ولأول مرة نمت على الأرض بعد أن كانت لدي خادمتان ووصيفة أخذت أهتم بالأطفال وأحدثهم عن يسوع . اتصل بي أخي وقال لي : لا أريد أن أرى وجهك ثانية ، ولن تريني أبدا بعد الآن ، فقلت له : إن أغلقت بابك في وجهي ، فباب أبي السماوي مفتوح لي ، وإن كنت ميته بالنسبة لك ، فذلك لأني فعلا مت مع المسيح. لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ( في 1 : 21 )

الفراشة والعجوز


حدث في زمانٍ ما وفي أرضٍ بعيدة جداً، أن كان يعيش رجل عجوز طيب القلب أحب كل شيء حتى الحيوانات, والطيور، والعنكبوت، والحشرات.وفي يومٍ ما بينما كان يتمشَّى في الغابات المحيطة بمنزله، وجد هذا الرجل الطيب القلب شرنقة. وإذ كان يحس بالوحدة، قرر أن يأخذ هذه الشرنقة إلى بيته ليُشاهد عملية التحوُّل الجميلة من شرنقة صغيرة لطيفة المنظر إلى فراشة جميلة. ووضع الشرنقة برفق على المنضدة بالمطبخ، وأخذ يُراقبها بدقة لمدة أيام عدة. وفجأة، وفي اليوم السابع بدأت الشرنقة تتحرك وكانت تتحرك بعنف. وأحس العجوز بأسف على الفراشة الصغيرة التي داخل الشرنقة. وكان يُراقبها وهي تجاهد وتجاهد وتجاهد من داخل الشرنقة لكي تشقَّها!وأخيراً، أشفق العجوز على فراشة الشرنقة ، فاندفع إلى معونتها بمشرط جراحي ، حيث شقَّ به الشرنقة برفق شديد شقّاً طولياً حتى يمكن للفراشة من الداخل أن تخرج منه وتبدو للعيان! وكانت هي الفتحة ، حيث خرجت منها الفراشة حُرَّة ، ولكن لكي تستلقي وهي ذاوية بلا أي حِراك تماماً. ولم يعرف العجوز حتى أن يفكر . فهل هو قتل الفراشة الصغيرة عن غير قصد؟ لا، فها هي تتحرَّك قليلاً! ربما كانت عليلة! ومَن ذلك الحكيم الذي يستطيع أن يدلَّه عمَّا حدث لها؟ وأُحبط، وتحيَّر! وقال لنفسه: ”ماذا عليَّ أن أفعل“؟ وفي حسرته عمَّا فعل لهذا المخلوق الصغير، قرَّر أن أفضل ما يفعله هو أن يُرجعها برفق شديد إلى شرنقتها مرة أخرى. وهكذا فعل، ولَحَم الشقَّ الذي فتحه بقليل من العسل ، وترك الفراشة تتقوقع مرة أخرى في حالتها الطبيعية الأولى داخل الشرنقة. وفي اليوم التالي لاحظ أن الشرنقة تتحرَّك مرة أخرى. يا لله! إنها تتحرك وتتحرك والفراشة من الداخل تجاهد وتجاهد . وأخيراً انطلقت الفراشة حُرَّة من شرنقتها، وفَرَدت جناحيها طولاً وعرضاً! ما أكثر الوقت اللازم لكي يظهر الفجر! ها هي بجناحيها الملوَّنين المليئين بالنقوش البديعة! وطارت داخل الغرفة ثم خرجت من النافذة وهي في منتهى الجمال! وكاد العجوز أن يطير من الفرح! وظل يراقبها وهي تطير في الخارج حتى غابت عن نظره. ما أعظم الفرح الذي أصابه! ثم بدأ يُفكِّر، ما الخطأ الذي فعلته وأنا أحاول أن أساعد هذه الفراشة الصغيرة الجميلة على الخروج من شرنقتها المرة الأولى؟ وتوجَّه العجوز إلى المدينة، وبحث عن المكتبة العامة، وأخذ يُفتش في كل كتاب وجده عن الشرنقات والفراشات. وأخيراً، عثر على الإجابة. فالفراشة كان لابد أن تجاهد وتجاهد داخل الشرنقة. وهذه هي الطريقة التي تحصل بها على القوة. وهذا ما دبَّره الله لها لكي تقدر أن تُقاوم، لكي تخرج قوية وجميلة! ولا حاجة إلى القول إن العجوز اندهش، وحَزِن، ولكنه استراح أخيراً. الآن عرف السبب فيما حدث منه للفراشة. فكان لابد للفراشة أن تجتاز هذا الموقف الصعب لكي تخرج إلى الحرية وتطير بحرية. كما عرف الرجل أنه كثيراً إذا ما أحببنا شيئاً أو شخصاً ما، فلابد أن نصلِّي من أجله ونُشجِّعه على الجهاد.وتحقَّق أيضاً أن الله عجيب في حكمته، وأنه كثيراً ما يكون المظهر الخارجي غير ما نظن أنه هو الحقيقة في نظرنا. فنحن جميعاً نشبه الفراشات الجميلة، ولابد لنا من الجهاد لكي نصير على ما نحن عليه من جمال وما أصدق قول الرب في الإنجيل حينما قال:+ «ادخلوا من الباب الضيِّق... ما أضْيَق الباب وأكْرَب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة» (مت 7: 14،13).- كما يقول القديس بطرس الرسول:+ «إن كان يجب تُحزنون يسيراً بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يُمتحن بالنار؛ توجد (تزكية إيمانكم) للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح» (1بط 1: 7،6).

2008-07-23

الحب ليس له حدود


بينما كان الأب يقوم بتلميع سيارته الجديدة إذا بالابن ذو الأربع سنوات يلتقط حجراً ويقوم بعمل خدوش على جانب السيارة وفي قمة غضبه ، إذا بالأب يأخذ بيد ابنه ويضربه عليها عدة مرات بدون أن يشعر أنه كان يستخدم 'مفتاح انجليزي' مفك يستخدمه عادة السباكين في فك وربط المواسير في المستشفى بعدما فقد أصابعه ، كان الابن يسأل الأب متى سوف تنموا أصابعي؟ وكان الأب في غاية الألم عاد الأب إلى السيارة وبدأ يركلها عدة مرات وعند جلوسه على الأرض، نظر إلى الخدوش التي أحدثها الأبن فوجده قد كتب' أنا أحبك يا أبي '

الحب والغضب ليس لهما حدود...........

2008-07-22

سأقبـل عـذرك و لكنى سأعـود مرة أخـرى


إلتقيت بشيخ مسن فقلت له: "أرجو لك أيضاً 15 عامًا مباركًا في هذا العالم". فوجئت بالشيخ يقول لي: "15 عامًا فقط... لي إيمان إني أعيش حتى يأتي السيد المسيح على السحاب!"يبدو أنه من الصعب أن يتقبل الإنسان سرعة خروجه من العالم. وإن كان كثير من المؤمنين يترقبون بفرح خروجهم إلى الفردوس.جاء في قصة شعبية أن شابًا وقف به ملاك الموت فجأة فقال له:- من أنت ؟- أنا ملاك الموت!- ماذا تطلب ؟- أطلب نفسك الآن!- كيف وأنا شاب صغير ولي طفلان صغيران؟! إني فقير لم أجمع لهما شيئًا. كيف يعيشان بعد موتي؟ أعطني فرصة حتى أدبر أمور الطفلين.- سأقبل عذرك، لكنني سأعود مرة أخرى إليك ولن أقبل أي عذر. - أرجو قبل حضورك ترسل لي رسولاً حتى لا أفاجأ بحضورك.- أعدك بذلك.كان الشاب مضطربًا، لكنه سرعان ما أدرك أنه لم يكن هذا كله إلا حلمًا. إستيقظ الشاب، وكان يخشى أن ما رآه في الحلم يكون حقيقة. عبرت سنوات وسنوات وصار الرجل غنيًا جدًا، وتزوج إبناه، وإذ شاخ جدًا جاءه ملاك الموت يطلب نفسه. قال الرجل له: "كيف تطلب نفسي، وأنت قد وعدتني أن ترسل لي رسولاً يخطرني بحضورك، فأرجو أن توفى لي بوعدك!؟"أجاب ملاك الموت قائلاً:"لقد وفيت بوعدي، لم أرسل لك رسولاً واحدًا بل سبعة رسل: الرسول الأول هو عيناك اللتان كانتا حادتان، والآن قد صارتا عاجزتين. الرسول الثاني هو أذناك، فقد كدت أن تصير أصمًا بالكاد تسمع صوت بوق مرتفع.الرسول الثالث هو أسنانك التي كانت تسحق الحجارة وقد تساقطت جميعها.الرسول الرابع هو شعرك الذي كان أسود وقد صار أبيضًا كالقطن.الرسول الخامس هو هيكل جسمك الذي كان كشجرة النخيل وقد إنحنى كالقوس.الرسول السادس هو ساقاك اللتان صارتا ترتعشان ولا تقدران أن تحملاك.والرسول السابع هو شهيتك، فبعدما كنت تأكل كل شيء بالكاد تقبل أن تأكل القليل.هؤلاء هم الرسل السبع؛ ألم تسمع لهم؟"إذ سمع الرجل ذلك سلم نفسه بين يدي ملاك الموت.في كل يوم تبعث لي رسولاً.لأقل الآن: قلبي مستعد يا الله، قلبي مستعد!لا أخاف الموت ولا أطلب تأجيله،إني مشتاق إليك يا شهوة نفسي!( من كتاب أبونا / تادرس يعقوب )

الملك وابنه


كان لأحد الملوك ابن شرير. وإذ قطع الأمل من تغيره نحو الأفضل، حكم الملك على ابنه بالموت وأعطاه شهراً للاستعداد. انقضى الشهر واستدعى الملك ابنه للمثول لديه. تفاجأ من أن الشاب قد تغيّر بشكل ملحوظ: وجهه ضعيفٌ وشاحبٌ، فيما يظهر جسده وكأنه قد تعذّب. فسأل الوالد: "كيف جرى لك ذلك التغيّر يا بني؟" فأجاب الابن: "أبي وسيدي، كيف لي ألاّ أتغيّر وكل يوم يقرّبني أكثر من الموت؟" فقال الملك: "حسنٌ يا ابني، لأنّه من الجلي أنّك عدت إلى رشدِك، فسوف أسامحك. ومع ذلك، عليك أن تحفظ هذا الموقف اليقظ في نفسك مدى ما تبقّى من حياتك". فأجاب الابن: "هذا مستحيل يا أبي. كيف لي أن أقاوم الإغراءات والتجارب التي لا تُحصى؟" عندها أمر الملك بإحضار وعاءً كبيراً مملوءاً زيتاً، وقال لابنه: "خُذْ هذا الوعاء ودُرْ به في شوارع المدينة. سوف يتبعك جنديان يحملان سيفين حادين. إذا أرَقتَ نقطة واحدة فسوف يقطعان رأسك". أطاع الابن، وبخطوات خفيفة متأنّية سار في الشوارع يرافقه الجنديان ولم يُرِق أي نقطة. عندما عاد إلى القصر، سأله الأب: "يا بني، ماذا رأيتَ حينما كنتَ تجوب المدينة؟". أجاب الابن: "لم أرَ شيئاً". فقال الملك: "ماذا تعني بلا شيء؟ فاليوم عطلة، ولا بد قد رأيت الأكشاك مع كل أنواع الحلى، عربات كثيرة، أناساً، حيوانات...". قال الابن: "لم ألحَظ شيئاً من هذا. كل انتباهي كان مركّزاً !على الزيت في الوعاء. لقد كنت خائفاً من أن أريق أي نقطة وبالتالي أخسر حياتي". فقال الملك: "هذا عين الصواب يا بنيّ. احفظ هذا الدرس في فكرك طالما أنت حيّ. كُنْ متيقظاً على نفسك كما كنتَ اليوم حريصاً على الزيت في الوعاء. حوّل أفكارك بعيداً عن كل ما سوف يزول سريعاً وأبقِها مركَّزَة على ما هو أبدي. ما سوف يتبعك لن يكون جنوداً مسلَّحين بل الموت الذي نقترب منه كل يوم. كًنْ حريصاً على أن تحفظ نفسك من كل الأهواء الهدّامة"."

كيــــس الحجـــــارة


في أحد الأيام وقبل شروق الشمس .... وصل صياد إلى النهر ، وبينما كان على الضفة تعثر بشئ ما وجده على ضفة النهر... كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة ، فحمل الكيس ووضع شبكته جانبا ، وجلس ينتظر شروق الشمس ... كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله ....حمل الكيس بكسل وأخذ منه حجراً ورماه في النهر ، وهكذا أخذ يرمى الأحجار..... حجراً بعد الآخر ..... أحبّ صوت اصطدام الحجارة بالماء ، ولهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء حجر ...اثنان ....ثلاثة ... وهكذا .سطعت الشمس ... أنارت المكان... كان الصياد قد رمى كلّ الحجارة ماعدا حجراً واحداً بقي في كف يده ، وحين أمعن النظر فيما يحمله... لم يصدق ما رأت عيناه .....لقد ... لقد كان يحمل ماساً !! نعم .....يا إلهي ... لقد رمى كيساً كاملاً من الماس في النهر ، ولم يبق سوى قطعة واحدة في يده ؛ فأخذ يبكي ويندب حظّه التّعس...... لقد تعثّرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على عقب ... ولكنّه وسط الظّلام ، رماها كلها دون أدنى انتباه .لكن ألا ترون أنّّ هذا الصّياد محظوظ ؟! إنّه ما يزال يملك ماسة واحدة في يده.... كان النّور قد سطع قبل أن يرميها هي أيضاً ... وهذا لا يكون إلّا للمحظوظين وهم الّذين لا بدّ للشّمس أن تشرق في حياتهم ولو بعد حين .... وغيرهم من التعسين قد لا يأتي الصباح والنور إلى حياتهم أبداً ... يرمون كلّ ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة !!!!!الحياة كنز عظيم ودفين ... لكننا لا نفعل شيئا سوى إضاعتها أو خسارتها ، حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة ..... سخرنا منها واستخف الكثيرون منا بها ، وهكذا تضيع حياتنا سدى إذا لم نعرف ونختبر ما هو مختبئ فيها من أسرار وجمال وغنًى...!!!!!ليس مهما مقدار الكنز الضائع ... فلو بقيت لحظة واحدة فقط من الحياة ؛ فإنّ شيئا ما يمكن أن يحدث .... شيء ما سيبقى خالداَ .... شيء ما يمكن انجازه ..... ففي البحث عن الحياة لا يكون الوقت متأخراً أبداً..... وبذلك لا يكون هناك شعور لأحد باليأس ؛ لكن بسبب جهلنا ، وبسبب الظلام الذي نعيش فيه افترضنا أن الحياة ليست سوى مجموعة من الحجارة ، والذين توقفوا عند فرضية كهذه قبلوا بالهزيمة قبل أن يبذلوا أي جهد في التفكير والبحث والتأمل .وإذا كنت تتمتع بالنظر جيدا ؛ فإنك سترى نور الحياة الماسيّ يشرق لك لينير حياتك بأمل جدي

قطعة من الخبز


التهب قلب أحد الشبان باللَّه، فكان يُكرس وقتًا طويلاً للعبادة، كما كان يبذل الكثير من أجل خدمة الآخرين واهتمامه بخلاصهم. كان محبًا للنسك، فكان يكتفي بأكلة واحدة في اليوم. لم يكن يشعر بالجوع، ولم يشته طعامًا ما، بل كان كل فكره منشغلاً بالمجد المُعد له في السماء.صار يتردد على أحد أديرة القديس باخوميوس بصعيد مصر، وكان يتعجب كيف يلتزم الرهبان أن يأكلوا معًا مرتين كل يوم، ففي رأيه أن أكلة واحدة تكفي الإنسان لكي يعيش ويُمارس نشاطه.التحق بالدير والتزم أن يأكل مع الرهبان مرتين كل يوم. والعجيب أنه بعد فترة وجد نفسه يشعر بجوعٍ شديدٍ جدًا، حتى اضطر أن يأخذ قطعة خبز خفية أثناء طعامه. وكان متى ذهب إلى قلايته لا يحتمل الجوع، فيأكل قطعة الخبز. لكنه ما أن ينتهي من أكل الخبز حتى يجد دموعه تتسلل من عينيه، فكان يصرخ في أعماق قلبه، قائلاً:"إلهي، كيف تحولت حياتي إلى الشر؟!كنت في العالم اكتفي بأكلة واحدة في اليوم،والآن في الدير لا أشبع حتى بأكلتين يوميًا!!كيف أسرق الخبز؟!كيف أخفي ما أنا فيه؟!إني انحدر من خطية إلى خطية!من ينقذني من هذا الانحدار سواك يا مخلص نفسي؟!إني أتعهد أمامك أنني لن أسرق الخبز، حتى وإن مُت من الجوع". في اليوم التالي ذهب الراهب الشاب إلى صالة الطعام وسط الأعداد الضخمة من الرهبان، ووضع في قلبه أنه لن يأخذ شيئًا من الخبز خفية مهما شعر من جوع. لكنه بعد أن أكل لم يحتمل الجوع، فأخذ للمرة الثانية الخبز… وتكرر الأمر يومًا فيومًا، وظن أنه لا يوجد حلّ لهذه المشكلة. التقى الراهب بأب اعترافه وفي خجل شديد اعترف بكل ما فعله، وكيف كان يخجل من أن يعترف بهذا الأمر. كان يعترف بنفسٍ مُرّة للغاية. أما أب اعترافه فبابتسامة رقيقة ملأت نفس الراهب بالرجاء، قال للراهب:"لقد عرف عدو الخير كيف يدخل إليك،فقد أسقطك في خطية تبدو تافهة،وإذ كنت تخجل أن تعترف بها لم تكن قادرًا على الخلاص منها.الآن وقد قدمت توبة أمام اللَّه غافر الخطية،وفضحت نفسك في حضرة أب اعترافك،انهدم سلطان هذه الخطية.إنها لا تسود عليك.إلهك يهبك روح النصرة والغلبة،فهو يعمل في النفس الصريحة التي لا تخفي شيئًا!" خرج الراهب من حضرة أب اعترافه يُسبّح اللَّه واهب النصرة لأولاده المخلصين المملوءين صراحة.جاء موعد الطعام ولم يشعر بالجوع، بل عادت حالته إلى ما كان عليه قبل رهبنته. كان يأكل القليل بشكر مع تهليل قلب، وكفَّ عما كان يفعله. عاد إليه سلام اللَّه الفائق! + لأعترف بخطاياي في مخدعي!خاصة الخطايا التافهة،التي قد لا يسقط فيها شاب صغير!هب لي كابن اللَّه أن أكون صريحًا.اعترف لك بخطيتي،وأثق في غنى حبك ورحمتك يا غافر الخطايا!+ هب لي أن اعترف أيضًا لك في حضرة أب اعترافي!لأخجل الآن من تفاهات تصرفاتي،فلا أنفضح في يوم الرب العظيم!

2008-07-21

ولفراخ الغربان التي تدعوه


هل تعلمون كيف تأكل الغربان الصغيرة تبني أنثى الغراب عشها فوق مكان عال في منطقة مهجورة كل الطيور تقريبا تطعم صغارها بنفس الطريقة ... فالأم تذهب لتصطاد الطعام ... ثم تعود والطعام بفهمها ... ثم تقف فوق العش وتنظر أسفل لصغارها الذين يكونون في بداية حياتهم عميانا لم تنفتح أعينهم ... ونرى الصغار وهم ناظرون لأعلى وأفواههم مفتوحة وعيونهم مغلقة ... وتبدأ الأم بإسقاط بعض الطعام شيئا فشيئا من فمها لتلتقطه هذه الفراخ الصغيرة ... هكذا تتغذى كل فراخ الطيور إلا فراخ الغربان فأنثى الغراب لا تفعل مثل باقي الطيور ... فهي تأتي بالطعام في فمها ... وتقف فوق صغارها ... ويفتح الصغار أفواههم ناظرين لأعلى ... ولكن أنثى الغراب بدلا من أن تسقط لهم الطعام ... نجدها تبتلعه ثم تذهب الأم لتبحث عن صيد آخر ... ولعل هذا هو ما أكسب هذه الطيور صفة القسوة والآن ... لدينا بعض الغربان الصغيرة التي تربض في عش فوق مكان مرتفع ... هذه الفراخ ليس لها القدرة على الطيران ولا حتى الرؤية !! فلو أن حشرة مرت بجانبها فلن تراها فكيف إذن تأكل الغربان بحث يعض علماء الطيور عش أحد الغربان ... ووضعوا كاميرات مراقبة بالقرب منه فوجدوا أن فراخ الغربان هذه بعد رحيل أمها ... ومن شدة الجوع ... تنزل من عينها قطرات من سائل لزج يشبه الدموع ... ينزل من عينيها وحتى منقارها ...ووجد العلماء أن هذا السائل تلتصق به حشرات كالذباب أو البعوض ... وأثناء جريانه من العين ببطء يدفع الحشرة نحو فم الغراب فيأكلها دعونا نتخيل ونتذكر قوانين المساحة والأحجام والاحتمالات ... الغراب موجود في مكان مرتفع ومهجور قد يزيد حجمه عن 10متر × 10متر 10متر ...فوق هذا المكان يوجد العش الذي مساحته تقريبا 10سم × 10سم ...في العش توجد فراخ الغربان ... كل فرخ لا يزيد عن 3سم × 3سم × 3سم ...رأس فرخ الغراب لا تزيد عن 1سم × 1سم × 1سم ...المساحة ما بين العين والمنقار لا تزيد عن 5مم × 5مم ...الذبابة لا تزيد عن 5مم × 5مم × 5مم ...ترى ... ما هو احتمال أن تصطدم ذبابة تطير في هذه المساحة من الهواء هواء بفرخ غراب يطل برأسه من العش ... وليس جسم فرخ الغراب كله بل بالمنطقة بين عينه ومنقاره ؟وحتى لو افترضنا أنها ذبابة منحوسة لهذه الدرجة ... هل هي عمياء ألا يمكنها أن تميز هذا الطائر فتحيد قليلا في مسارها لتتفاداه ؟! لا يوجد إلا احتمال واحد ... أن يكون الله هو من ساقها بيديه الحانية لتكون وجبة لفرخ غراب يبكي من شدة الجوع ... لتكون مجرد حلقة في سلسلة غذائية في نظام محكم أسسه هو بيده ... الله الذي يعطي البهائم طعامها وفراخ الغربان التي تدعوه هذا هو ما ذكره الله لأيوب "من يهيئ للغراب صيده ، إذ تنعب (أي تصرخ ببكاء) فراخه إلى الله، وتتردد (أي تطل برأسها) لعدم القوت (أي الطعام)" (أيوب 38 : 41) يا الله ... كثيرا ما نتهمك ظلما أنك تنسانا وأنك تقسو علينا وأنك لا تحبنا وأنك .... وأنك ..... وأنك . وننسى أنك قلت لنا ... أنتم أفضل من عصافير كثيرة ...أو كثيرا ما نعتقد أننا نحيا بذواتنا وبقوتنا ... غير عالمين أنه لولا مراحمك لشابهنا الهابطين في الجب ...يا الله ... أنت لا تنسى أصغر المخلوقات التي خلقتها ... فما هي مقدار محبتك ورحمتك علينا ... تعطيها لنا حتى ونحن لا نقدرها ... لا تعطيها لنا فقط بل هي جديدة كل صباح ...سامحنا يا الله على جهلنا ... وامنحنا يا سيدنا بصيرة روحية نرى بها كل يوم كم أنك تهتم بنا ... حتى إن لم يكن بعيوننا فبإيماننا ...أعطنا يا رب بصيرة كما التي كانت لدى المرتل داود حتى قال ...سبحوا الرب لأن المزمور جيد ... ولإلهنا يلذ التسبيح الرب يبني أورشليم ... الرب يجمع متفرقي إسرائيل الرب يشفي منكسري القلوب ويجبر جميع كسرهم المحصي الكواكب ولكافاتها يعطي أسماءعظيم هو الرب وعظيمة هي قوته ... ولا إحصاء لفهمه الرب يرفع الودعاء ويذل الخطاء إلى الأرض ابتدئوا للرب بالاعتراف ... رتلوا لإلهنا بالقيثارة الذي يجلل السماء بالغمام ... الذي يهيئ الأرض للمطر ... والخضرة لخدمة بني البشريعطي البهائم طعامها ... ولفراخ الغربان التي تدعوه لا يؤثر قوة الفرس ... ولا يسر بساقي الرجل بل يسر الرب بخائفيه ... وبالراجين رحمته هللويـــــــــــــــــــا

وتبدد الصراع


( تعلن شركة مصر للطيران عن قيام رحلتها رقم 707 المتجهة لباريس ، الرجاء ربط الأحزمة وعدم التدخين ) تردد هذا النداء بصورة آلية وأنا في الطائرة ، فابتسمت ووضعت حزام الأمان وتمنيت من أعماق قلبي أن أستمتع بهذه الرحلة ، فسأذهب إلي Paris عاصمة فرنسا مدينة الفن والنور والجمال كما يقال عنها.... ( نحن الآن على ارتفاع 9 كيلومتر فوق سطح البحر ونحلق فوق البحر المتوسط وسرعة الطائرة 800 كيلومتر في الساعة ودرجة الحرارة خارج الطائرة 50 درجة تحت الصفر وسنصل باريس في حوالي أربعة ساعات ) فابتسمت مرة أخرى واسترجعت معلوماتي عن باريس ، يوجد بها برج أيفل الشهير ومتحف اللوفر الذي فاقت شهرته الآفاق وقوس النصر وحدائق فرساي الشهيرة. مرت ساعتان وأنا أفكر في هذه الرحلة الجميلة و......وفجأة رأيت حركة غير طبيعية عند كابينة القيادة وضجة شديدة ورأيت الرعب يرتسم على وجه المضيفات. ( الرجاء الهدوء وربط الأحزمة ، فنحن نواجه الآن عاصفة شديدة جدا ) شعرت بتزايد ضربات قلبي وبالعرق الشديد على وجهي وأنا أستمع إليه ، فمن الواضح إن الأمر خطير للغاية ، ولا أعرف لماذا تذكرت حياتي الروحية في تلك اللحظة ، فقد كانت الطائرة تهتز من قوة العاصفة وكأنها مصنوعة من الورق وبدا لي الموت أقرب من حبل الوريد ، فلهذا السبب تذكرت حياتي الروحية. ولكن حياتي الروحية ليس فيها ما يستحق التذكر ، لن أقول أنني بعيد جدا ولكني إنسان فاتر روحيا أو إنسان متقلب روحيا ، ترتفع حياتي الروحية بعد الاعتراف وأواظب على الصلاة والكتاب المقدس والتناول وحضور الاجتماعات وأعيش فترة جميلة ثم بعد ذلك أقع في الخطية ، فتنتهي علاقتي بكل ما هو روحي إلي أن تشاء الظروف أن أعترف وأرجع ثانية لحياتي الروحية وهكذا دواليك أقوم وأسقط وأسقط وأقوم ، ولكني أعرف سبب هذا الصراع ، إني أريد أن أحيا مع الله وأن أعيش في الخطية ، أحب الله ولكني أعشق الخطية ، أقترب من الله ولكني لا أبعد عن الخطية ، ربما كان اعترافي ليس سوى راحة للضمير من وقت لآخر ولكن بدون توبة حقيقية. ارتفع بكاء الأطفال وعويل النساء وصراخ الرجال وتحول الموقف إلي مأساة حقيقية ونحن نرى الطائرة تهتز هنا وهناك والهواء يضرب بجدران الطائرة بكل قوته وصفير الرياح الذي كان بالنسبة لي أشبه بنداء الموت ، وهنا تذكرت شهواتي وخطاياي ، ماذا انتفعت منها الآن وأنا أرى الموت بعيناي ؟ لماذا لم أحسم الصراع الذي كان يدور بداخلي بين الخطية وبين الله ؟ لقد حسمته الآن ولكن للأسف بعد فوات الوقت. لقد تأكدت من مقولة سليمان الحكيم : ( باطل الأباطيل الكل باطل ، ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس ) ، ولكني أدركت هذا بعد أن انتهى كل شئ ، فعلا كل شئ باطل ، كل خطية نسعى إليها وكل شهوة نريدها ، هي باطل ، هل أسعدتني الخطية ؟ هل أشبعتني ؟ وحتى لو كانت أسعدتني سعادة وقتية ، فما فائدتها وأنا الآن أموت وأذهب للجحيم. يا إلهي ، لقد انتهى الصراع بداخلي ولكن هل هناك وقت للتوبة ، لا أظن هذا ولكني لن أفقد الأمل ، فقد تاب اللص اليمين في آخر ساعات حياته ، فهل هناك وقت لتوبتي وخلاصي ، أعطني فرصة يا إلهي ، أنت تفرح والسماء تفرح بخاطي واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلى توبة. وفجأة اهتزت الطائرة اهتزازة عنيفة جدا وبدت كأنها ستهوى إلي أعماق البحر وبدا لي أن القائد فقد السيطرة عليها وغاص قلبي بين ضلوعي وشعرت بروحي تنسحب مني وصمت الكل من الخوف والرعب وتجمد الموقف للحظات بدت كدهور و....وعادت الطائرة تحلق بهدوء واختفت العاصفة المخيفة بطريقة شبة إعجازية وبمعونة إلهية وأشرقت الشمس من جديد.وعندما وصلنا إلي باريس بسلام ، لم يكن أحد يدري كيف حدثت هذه المعجزة ؟ فلقد كان من غير الممكن أن تنتهي عاصفة مخيفة كهذه بهذه الطريقة ، حتى قائد الطائرة كان مذهولا ولكني كنت أعرف السبب ، فقد أعطاني إلهي فرصة جديدة لأثبت له إني قد حسمت الصراع بين الجسد والروح وبين الخطية والتوبة ، وأخيرا تبدد الصراع الذي كان داخلي وعشت حياة توبة حقيقية مع الله.
حتى متى تعرجون بين الفرقتين ان كان الرب هو الله فاتبعوه و ان كان البعل فاتبعوه فلم يجبه الشعب بكلمة ( 1مل 18 : 21 )

2008-07-20

العنكبوت


لماذا يعيش العنكبوت منزويًا؟ ولماذا يأكل العنكبوت الحشرات الميتة؟ سأل بيتر جده:"لماذا يقيم العنكبوت بيته في زوايا البيوت؟ ولماذا يأكل العنكبوت الحشرات الصغيرة الميتة؟ "روي جده لحفيده القصة الرمزية المشهورة عن العنكبوت:كان العنكبوت ملتزمًا أن يدفع ما عليه من ضرائب، وإذ لم يكن معه مالاً قال في نفسه: لأذهب واقترض مالاً من بعض الحيوانات ولا أرده.انطلق إلى الطريق فوجد فأرًا فسأله أن يقرضه جنيهًا واحدًا حتى الصباح، وإذ أكد الفأر أنه محتاج إليه، وعده العنكبوت أنه سيرده إليه في اليوم التالي صباحًا. قدم له الفأر الجنيه وانطلق.سار العنكبوت في الطريق فوجد قطة فسألها جنيهًا تقرضه إياه حتى الصباح ووعدها أنه سيرد المبلغ مع علمه أنه يعجز عن سداد الدين.كرر الأمر حين رأى كلبًا، ثم رأى نمرًا، وأخيرًا أسدًا.حمل العنكبوت الجنيهات الخمس وسدد ما عليه من ضرائب. ثم عاد إلى بيته يفكر ماذا يفعل، وكيف يسدد ما عليه من دين. أمسك بفأس وحفر حفرة ضخمة في الحديقة خلف منزله وغطّاها. وفي الصباح جاءه الفأر يسأله أن يسدد الدين الذي عليه. قابله بكل بشاشة وصار يتحدث معه حتى سمع طرقات على الباب، وإذ عرف أن القطة على الباب ارتبك جدًا. طلب منه العنكبوت أن يجري إلى حجرة بعيدة إلى أن تنصرف القطة.فتح العنكبوت الباب ورحّب بالقطة، وإذ سألته عن الدين أجابها أنه سيدفعه فورًا، لكنه قد أعد لها وجبة فطار شهية تأكلها قبل أن تأخذه. أشار إلى الحجرة التي اختبأ فيها الفأر. دخلت الحجرة ووثبت عليه وأكلته. عادت إلى العنكبوت، فصار يحاورها حتى سمعت طرقات الباب، وإذ عرفت أنه كلب جرت تختبئ في حجرة بعيدة.دخل الكلب وتكرر الأمر معه، إذ أشار إليه العنكبوت جرى نحو القطة وقتلها. وهكذا فعل مع النمر والأسد.وإذ شبع الأسد طلب منه العنكبوت أن يأتي وراءه في الحديقة الخلفية ليُعطيه الجنيه. سار الأسد وراءه، وإذ عبر على الحفرة المغطاة سقط فيها، فصار يزأر.جاءت كل الحيوانات لترى ماذا فعل العنكبوت بملك الوحوش، وكيف قدم كل حيوان فريسة لحيوان آخر حتى لا يفي بوعده. وقفت كل الحيوانات ضده، فاضطر العنكبوت أن يجري إلى زاوية البيت ويُقيم نسيجه عند السقف، وصار منعزلاً. لم يعد له طعام سوى الحشرات الصغيرة الميتة.أخيرًا قال جده لحفيده بيتر: "من لا يفي بوعده يفقد احترام الكل له، فيصير منزويًا كما في زاوية، ولا يجد طعامًا لائقًا".

الأميرة والحاخام


كثيراً ما سمعت الأميرة عن الحاخام يشوع بن قانانيا وحكمته العظيمة، وقد حفظت الكثير من كلماته عن ظهر قلب. اشتاقت أن تراه وتجلس معه وتستمع لكلماته التي لا تُقدر بثمن. وبالفعل انطلقت بمركبتها الملوكية إلى حيث يقيم الحاخام. لاحظت الأميرة إنه يسكن في بيت بسيط لا يليق بذاك الذي نال هذه الشهرة العظيمة والتي يشتهي كثير من رجال الدولة أن يسمعوا كلماته ويهتدون بنصائحه وإرشاداته. قرعت الباب وكم كانت مفاجأتها حين رأت إنساناً في نظرها قبيح الشكل يفتح الباب. سألت عن الحاخام فعرفت أنه هو هذا الذي فتح لها الباب. صمت طويلاً، وإذ لم تتمالك نفسها وما يجول في داخلها قالت الأميرة: "إني أندهش جداً أن أجد هذه الحكمة العظيمة والعجيبة مستودعة في إنسان قبيح الوجه هكذا!"ابتسم ووجِّه للأميرة السؤال التالي: "أين تخزنين خمرك؟" أجابت الأميرة: "مثل كل البشر في أوان خزفية".هز الحاخام رأسه وقال لها: "إني مندهش أن ابنة الإمبراطور العظيم في غناه وإمكانياته تضع خمرها في أوانٍ من الترابمثل عامة الشعب، كنت أظن إنك تخزنين خمرك في أوانٍ ذهبية أو فضية ". فكرت الأميرة المتشامخة في هذا القول وقالت له: "إنك على صواب". وانطلقت بمركبتها إلى القصر الإمبراطورى ودخلت جناحها الخاص وطلبت أوان فضية فخمة ووضعت فيها كل ما في مخازنها من خمور. بعد زمان فسدت الخمر، وعرف الإمبراطور بذلك فاستدعى الحاخام يسأله كيف يقدم مشورة كهذه لأبنته أفسدت كل ما لديها من خمورٍ. روى الحاخام للإمبراطور ما جرى بينه وبين الأميرة، وكيف أراد أن يقدم لها درساً عملياً لتدرك أن الحكمة لا يقتنيها من انشغل بالجمال الخارجي والمظاهر الباطلة، بل من ينشغل بجمال أعماقه الداخلية.

ربـــع دولار


ولاية تكساس الأمريكية أكبر ولاية أمريكية من حيث الحجم، وتسمّى "ولاية النجمة الوحيدة"حيث أن كل من علم الولاية وختمها يحتوي على نجمة واحدة، وتأتي هذه التسمية منذ عام 1821م حيث لاحظ الحاكم المكسيكي للولاية يومها هنري سميث أن شكل الولاية كأنها نجمة خماسية الأضلاع. وتُعتبَر مدينة هيوستن أكبر مدينة في الولاية. منذ عدة سنوات جاء خادم إنجيل من خارج ولاية تكساس ليخدم الرب في هيوستن، وكان سيقيم فيها لفترة من الزمان. وبعد عدة اسابيع من وصوله وخدمته في الكنيسة بهيوستن، استقل الأتوبيس من منزله إلى وسط المدينة في جولة لمعرفة معالمها. وبعد أن أخذ الخادم التذكرة من سائق الأتوبيس، وجلس في المقعد في الخلف، لاحظ الخادم أن السائق أعطاه عملة معدنية بربع دولار زيادة عن ما يستحق. ربما يكون السائق أخطأ في حساب ثمن التذكرة! تردَّد الخادم: ماذا يفعل بالربع دولار؟ هل هو هدية السماء له ليأكل أيس كريم في جو هيوستن شديد الحرارة مرتفع الرطوبة؟! أم يجب أن يخبر السائق ويردّ له الربع دولار؟! أم أن ما يجول بخاطره أساسًا أفكار ساذجة فالأتوبيس يكسب كثيرًا ولا يفرق عنده ربع دولار؟! فربع دولار لا يستحق أي أهتمام أو تفكير؟! وعندها استغرق الخادم في متابعة معالم المدينة، وتناسى تمامًا موضوع الربع دولار الذي كان سيزعجه.جاءت المحطة التي كان يجب أن ينزل فيها الخادم، وتوقف الأتوبيس، وقبل أن ينزل، شعر الخادم بصوت داخلي عميق ومُلِح يذكِّره بالربع دولار؛ وعندها اتخذ قراره، وقال للسائق وهو يقدِّم له ربع الدولار: "سيدي لقد أخطأت في الحساب وأنت تعطي لي التذكرة واعطيتني ربع الدولار هذا زيادة فهذا حقك". وبينما السائق يأخذ الربع دولار كان يبتسم وهو يقول للخادم: "رائع! انت خادم الكنيسة الجديد اليس كذلك؟" فأجاب الخادم بالإيجاب. فقال له السائق: "شعرت بعطش شديد لله ولسماع الإنجيل في الأشهر الماضية، وأفكِّر في الرجوع للمسيح والذهاب للكنيسة بانتظام، ولما رأيتك تدخل الأتوبيس عرفتك، لأني كنت قد رأيتك من قبل في مناسبة اجتماعية في الكنيسة، خطرت سريعًا الفكرة على ذهني، وقرَّرت أن أقدِّم لك ربع دولار زيادة، حتى أرى هل تعيش الوعظ الذي تعظ به؟ وهل من المفيد أن أسمع منك كلمات الإنجيل؟ فشكرًا لله، وشكرًا لك لأنك ردّدت لي ربع الدولار، وتأكّد لي أمانتك في القليل، وبالتالي سأثق في أمانتك في الكبير الذي تقدمه لي وللناس في الكنيسة، أقصد كلمة الله. وبالمناسبة؛ ما هي مواعيد الاجتماعات؟ سأواظب عليها من يوم الأحد القادم؟" وبعد أن أخبر الخادم السائق بميعاد الاجتماع، وبينما هو ينزل من الأتوبيس كان يصلي بداخله قائلاً: أيها الآب شكرًا لك لأنك أنقذتني من أن أبيع الشهادة عن ابنك الرب يسوع المسيح بربع دولار.القارئ العزيز القارئة العزيزة أعلم أنه لم يعجبك ما عمله السائق من أختبار بربع دولار، ولكن دعني أقول لك أن العالم ينظر إلينا بميكروسكوبه ونحن نشهد للمسيح كما قال الرب: «وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ والسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ» (أعمال1: 8). ولقد قال الرسول بولس: «لأَنَّنَا صِرْنَا مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ» (1كورنثوس4: 9). ولاحظ أن رغم صغر الربع دولار، فقد كان كفيلاً أن يطفئ شهادة الخادم بالنسبة للسائق إلى النهاية. وليس الصغير الذي يجب أن نتحذر منه هو فقط أعمال نقوم بها، لكن يمكن أن تكون كلمات أو أفكار أو عادات؛ فأفكارنا تصير كلمات، وكلماتنا تصبح أفعال، وأفعالنا تصير عادات وعاداتنا توثِّر علينا وعلى الآخرين في الحاضر والمستقبل.

2008-07-19

حبه خردل


ذكر أحد الخدام المشاهير إنه تعرف على موريس وأليس زوجته ويمكن أن يلخص حياتهما إنهما كانا فاشلين بل عنوانا للفشل وكانا يعيشان في فيلادلفيا مع ولديهما في حالة يرثى لها ، وفي مرة من المرات قرر موريس أن يحضر عظة في الكنيسة وهذا كان عمل في غاية الغرابة بالنسبة له وكان موضوع العظة (حبة خردل) " لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فينتقل ....." فطلب موريس مني بعد العظة أن يتحدث معي على انفراد وهناك أفرغ ما بداخله من مشاعر الإحباط والمشاكل المادية والديون والمستقبل الغامض والحياة الفاشلة التي يعيشها وأنهى حديثه إن الأمر ميئوس منه ولا فائدة ترجى ولكني حدثته عن الإيمان ، إن الله يستطيع أن يحل مشاكله ويمكنه أن يتخذه له شريكا في كل أعماله ويطرد من قلبه رذيلة الحقد والثورة على كل إنسان ، فقال لي : إنه عندما يأوي لفراشه كل يوم لا حديث له ولزوجته سوى معاملات الناس السيئة التي هي سبب البلاء والشتائم على الآخرين. ثم قال لي : ومن أين لي بهذا الإيمان الذي ينقل الجبال ، قلت له : اطلبه من الله ، فأنت لا تحتاج لإيمان عظيم ...فقط إيمان مثل حبة الخردل .....هل رأيت حبة خردل ؟ رجع موريس لزوجته أليس ، فوجدها في المطبخ ، فسألها: هل لديك حبة خردل لأنه يريد أن يقتني واحدة ليحل مشاكله. ضحكت أليس وناولته واحدة من البرطمان وهي تقول له : إنك لست بحاجة لحبة خردل حقيقية ، إنها رمز لفكرة الإيمان ، فأخذ حبة الخردل ووضعها في كفه وهو يتعجب من صغرها ، أهذا كل الإيمان الذي أحتاجه ، ثم وضعها في كفه وهو يتعجب من صغرها... أهذا كل الإيمان الذي أحتاجه ،ثم وضعها في جيبه ليتأملها بعد قليل ولكنها بالطبع زاغت في جيبه. طرأت في ذهنه فكرة أن يضعها في كرة من البلاستيك ويضعها في سلسلة مفاتيح أو عقد ويكتب عليها إيمان مثل حبة خردل . وكلما واجهته مشكلة يخرج هذه الكرة الصغيرة ويقول لله : أومن يا سيد إنك تستطيع أن تحل مشكلتي ، فأعن عدم إيماني . وهل تتخيل إن موريس وأليس باعا الكثير من هذه الحلى والسلاسل حتى صارت مصدر ثروة لهما ولكن الثروة الحقيقية هي إنه تمسك بالإيمان في كل حياته حتى عندما أخبره الطبيب بأنه مصاب بورم خبيث ( سرطان) في عظم الفك ، لم يضطرب وطلب من زوجته الإنجيل وقرأ قصص الإيمان وسمع السيد المسيح يقول له إن كنت تستطيع أن تؤمن ، فكل شئ مستطاع للمؤمن ، لذا ركع وصلى وهو يتأمل حبة الخردل ويقول عبارته الشهيرة ( أومن يا سيد ، فأعن عدم إيماني ) وفعلا تحسنت حالته ورجع للأطباء الذين شخصوا حالته وفحصوه من جديد ، فانتابهم العجب ، لكنهم بصراحتهم المتشائمة قالوا له : إن التحسن من الممكن أن يكون وقتيا ، وقد يعاوده من جديد. سألت موريس وأنا أراه في كامل الصحة والحيوية : كم مضى على هذه الحادثة ، فقال لي : 14 عاما. نظرت إليه ، فوجدته قويا نشيطا ..... وقد أصبح من مشاهير الرجال في عمله ، فتيقنت أن الإيمان يستطيع أن يفعل المعجزات.
بالإيمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود ، أطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش الغرباء ( عب 11 : 33 )

عزيزي الله،


في إحدى المدارس الأمريكية طلبتِ المعلمةُ من الأطفال أن يوجهوا رسائل إلى الله في الكريسماس. يسألونه عن أحلامهم وأمنياتهم. أو يوجهون إليه أسئلة مما يخفق الأبوان والمعلمون في الإجابة عنها. وفي حين بدت بعض الرسائل طفولية شديدة البراءة، وبعضها جاء ضاحكا عابثا، بدت أخرى عميقةً ماكرة شديدة الإيغال الإشكاليّ والفلسفي، بل والسياسيّ أيضا. ولا عجب، فالجهل يفتح مدارك الإنسان نحو أقصى مدارج السؤال، عكس المعرفة التي تحدّ رؤانا بسقف الممكن والمنطق، فتنخفض هامةُ الأسئلة لتنضوي تحت خيمة المعلوم من الحياة بالضرورة. وحين قال النفّري "الجهل عمود الطمأنينة"، أظنه لم يعن فقط أن عدم المعرفة تريح بالك من التفكير في إجابات لأسئلة الوجود الكبرى ومن ثم تطمئن وتنام، على عكس ما يَأْرقُ الفلاسفةُ والعلماءُ، فيخاصمهم النوم وتنأى عنهم الراحة، بل أظنه قصد أيضا أن المعرفة تحدّ من أسئلتك وتقصّ من شطحاتها لأنك مقيّد بالنظرية ومكبّلٌ بالقانون. فلم يعد ممكنا أن تسأل (الآن) لماذا تدور الأرض عكس اتجاه عقارب الساعة؟ ولماذا ينير القمر ليلا؟ ولماذا تبدو السماء زرقاء؟ ولماذا تسقط الثمرة من الشجرة بدلا من أن تطير؟ لكن مَن يجهل يحق له أن يسأل "مطمئنًا" عمّا يشاء وقتما يشاء وعلى النحو الذي يشاء. لأنه يمتلك شيئا ثمينا يُفقدنا العلمُ إياه. الدهشة. والدهشةُ أصلُ الفرح ومصدر الإبداع الأكبر. لذلك الأطفال مبدعون كبار في أسئلتهم وفي رسومهم وفي ركضهم وراء فراشة أو ضفدع. فالطفلةُ التي سألت الله عن الحدود بين الدول، لا تفهم معنى كلمة احتلال، ولا إمبراطوريات. ولا تعرف من هو سير مارك سايكس أو مسيو جورج بيكو، ولا آرثر بلفور ووعوده. وحُكما هي بريئة من دم الهندي الأحمر الذي تدوس قدماها رفاته كل يوم وهي في طريقها إلى المدرسة. هنا بعض هذه الرسائل ترجمتُها إذ أراها قطعا من الشعر الصافي.

عزيزي الله،في المدرسة يخبروننا أنك تفعل كلّ شيء. مَن الذي يقوم بمهامك يوم إجازتك؟ جين عزيزي الله،هل فعلا كنت تقصد أن تكون الزرافة هكذا، أم حدث ذلك نتيجة خطأ ما؟ نورما عزيزي الله،بدلا من أن تجعل الناس يموتون، ثم تضطر لصناعة بشر جديدين، لماذا لا تحتفظ وحسب بهؤلاء الذين صنعتهم بالفعل؟ جين عزيزي الله،مَن رسم هذه الخطوط على الخريطة حول الدول؟ نان عزيزي الله،قرأتُ الإنجيل. ماذا تعني كلمة "ينجب"؟ لم يجبني أحد. مع حبي، آليسون عزيزي الله،هل أنت فعلا غير مرئي، أم أن هذه حيلة أو لعبة؟ لاكي عزيزي الله،من فضلك إرسلْ لي حصانا صغيرا. ولاحظ أني لم أسألك أيّ شيء من قبل، وتستطيع التأكد من ذلك بالرجوع إلى دفاترك. بروس عزيزي الله،ذهبت إلى حفل الزفاف هذا، ورأيتهم يقبّلون بعضهما في الكنيسة. هل هذا جائز؟ نيل عزيزي الله،هل حقا تعني ما قلته: رُدَ للآخرين ما أعطوك إياه؟ لأنك لو تعني ذلك فسوف أعيد لأخي ركلتَه. دارتا عزيزي الله،ماذا يعني أنك ربٌّ غيور؟ كنتُ أظنُّ أن لديك كل شيء. جين عزيزي الله،شكرا على أخي المولود الذي وهبتنا إياه أمس، لكن صلواتي لك كانت بخصوص جرو! هل حدث خطأ ما؟ جويس عزيزي الله،لقد أمطرتْ طيلة الإجازة. وجنّ جنون أبي! فقال بعض الكلمات عنك مما ينبغي ألا يقولها الناس، لكنني أرجو ألا تؤذيه بسبب ذلك على كل حال. صديقك... (عفوا لن أخبرك عن اسمي)عزيزي الله،لماذا "مدرسة الكنيسة" يوم الأحد؟ كنت أظنُّ أن الأحد هو يوم إجازتنا. توم عزيزي الله، إذا كنا سنعود من جديد في هيئات أخرى- من فضلك لا تجعلني جانيفر هورتون لأنني أكرهها. دينيس عزيزي الله،إذا أعطيتني المصباح السحري مثل علاء الدين، سوف أعطيك بالمقابل أي شيء تطلبه، ما عدا فلوسي ولعبة الشطرنج خاصتي. رفائيل عزيزي الله،شقيقي فأر صغير. كان يجب أن تمنحه ذيلا. ها ها.. داني عزيزي الله قابيل وهابيل ربما ما كانا ليقتلا بعضهما البعض جدا لو أن أباهما أعطى لكل منهما غرفة مستقلة. لقد جرّبنا ذلك ونفع هذا الأمر مع شقيقي. لاري عزيزي الله،أحب أن أكون مثل أبي عندما أكبر، لكن ليس بكل هذا الشعر في جسده. سام عزيزي الله،ليس عليك أن تقلق عليّ كثيرا. فأنا أنظر للجهتين دائما حين أعبر الطريق. دين عزيزي الله،أظن أن دبّاسة الأوراق هي أحد أعظم اختراعاتك. روث م.عزيزي الله،أفكر فيك أحيانا، حتى حين لا أكون في الصلاة. إيليوت عزيزي الله،أراهن أن ليس بوسعك أن تحب جميع البشر في العالم. يوجد أربعة فقط في أسرتي ولم أستطع أن أفعل ذلك. نان عزيزي الله،بين كل البشر الذين عملوا من أجلك، أحبُّ أكثرهم نوح وداود. روب عزيزي الله،إذا شاهدتني يوم الأحد في الكنيسة، سوف أريك حذائي الجديد. ميكي دي عزيزي الله،أود أن أعيش 900 عام مثل ذلك الرجل في الإنجيل. مع حبي، كريس عزيزي الله،قرأتُ أن توماس إديسون اخترع اللمبة. وفي المدرسة يقولون إنك من صنع النور. أراهن أنه سرق فكرتك. المخلصة، دونّا عزيزي الله،الأشرار سخروا من نوح: "تصنع سفينةً فوق الأرض الجافة أيها الأحمق!" لكنه كان ذكيًّا، كان ملتصقا بك. هذا ما سوف أفعله أيضا. إيدين عزيزي الله،لم أكن أصدق أن اللون البرتقالي يمكن أن يتماشى جماليا مع اللون الأرجواني، حتى شاهدت غروب الشمس الذي صنعتًه يوم الثلاثاء. كم كان ذلك جميلا. إيوجين عزيزي الله،لا أعتقد أن ثمة من يمكن أن يكون ربًّا أفضل منك. حسنا، فقط أريدك أن تعرف أنني لا أقول ذلك لأنك أنت الربُّ بالفعل. تشارلز

الطفلة ماريا


كان على جورج ويوستينا أن يتركا ابنتهما الصغيرة ماريا البالغة من العمر ثلاثة أعوام ونصف وحدها من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الثانية عشر ظهراً يوم الجمعة ليقوما بخدمة الأفتقاد حيث كانا هاذين الزوجين يعيشان معاً حياة أساسها وهدفها المسيح ، كل ما يشغلهما هو كيف يجعلان السيد المسيح فرحاً.كانت هذه هي المرة الأولى التي يتركا ماريا وحدها ، فقد إعتادا أن يتركا ماريا عند آن أخت يوستينا والتي تسكن بنفس العمارة ولكن بسبب سفر آن إلى كندا لم يجدا حلاً غير ترك ماريا وحدها.كانت الأم يوستينا خائفة ولكن جورج الأب طلب منها أن يدخلا إلى غرفة الصلاة (بعض الأسر المسيحية تخصص حجرة بالمنزل للصلاة) ويستشيرا الرب حيث أنه من المستحيل أخذ الطفلة معهما في إفتقاد المرضى والمعاقين والفقراء خوفاً عليها من أن تؤثر هذه المشاهدفي نفسية الطفلة التي لا تحتمل أن ترى إنسان يتألم.دخل جورج ويوستينا غرفة الصلاة وبدءا بالترنيم ثم الصلاة وبعد ذلك بدءا في قراءة الكتاب المقدس وقد كان ترتيب القراءة اليومية للصباح على سفر أشعياء النبي من الإصحاح التاسع والأربعين إلى الإصحاح الثاني والخمسون ، وعند الآية الخامسة عشر من الإصحاح التاسع والأربعين وجدا هذا الوعد(هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم إبن بطنها حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك (اش 49 : 15) ،وعند قراءة هذه الآية إنهمرت الدموع من عينا جورج ويوستينا ... بدءا يشكران الرب على عظم حبه وعطفه ورفعا صلاة شكر للرب الحنون على عظم محبته وتفهمه للضعف البشري .وبدءا الأب والأم في الأستعداد للنزول ، وقامت يوستينا بتجهيز أفلام الكرتون للطفلتها المحبوبة فقد كانت ماريا تعشق أفلام الكرتون وبالأخص أفلام المغامرون الصغار ، وقد وضع جورج جهاز الفيديو على إرتفاع منخفض بحيث يكون في متناول ماريا أن تضع أفلام الكرتون التي تحبها وتشاهدها على التلفاز بسهولة ، فقد كانت ماريا طفلة في غاية الذكاء وكان جورج يريد أن يعلمها أن تعتمد على نفسها في هذا السن المبكر. لقد كان قلب جورج ويوستينا في غاية الإطمئنان فلقد شعرا بأن ماريا في يد خالق الكون ، فمن ذا الذي يستطيع أن يؤذي طفلتهما ... خرج الأب والأم بعد أن طلبا من ماريا أن تكون هادءة . فأكدت لهم الطفلة أنها سوف تكون هادئة ومطيعة فقال لها جورج سوف أجلب لك صورة لبابا يسوع بينما وعدتها يوستينا بأنها سوف تجلب لها صورة لماما العدرا . وبالفعل خرجا الأب والأم في تمام العاشرة صباحاً.وبمجرد خروجهما إتجهت ماريا إلى الفيديو لتقوم بتشغيل فيلم من أفلام الكرتون ولكن شد انتباها فيلم حياة يسوع .. ولقد إعتاد جورج ويوستينا أن يقوما بتشغيل جزء من حياة يسوع لطفلتهما ماريا باستمرار وهذا الجزء يشمل ميلاد يسوع وبعض معجزاته إلا أنه عند بدأ تسليم السيد الرب وآلامه كان يوقفان الفيلم حتى لا تتأثر طفلتهما الصغيرة بمناظر الصلب ، ويبدو أن يوستيا الأم من كثرة ارتباكها قد نسيت أن تضع فيلم حياة يسوع في الطابق العلوي للمكتبة.. ،.قبلت الطفلة صورة الرب يسوع ووضعت الفيلم في الفيديو متوقعة أن تشاهد الجزء الذي اعتادت عليه. ولكن هذه المرة إختلف الوضع فلقد بدأ الفيلم من حيث ينتهي كل مرة حيث لم يقم الأب أو الأم بترجيع الفيلم من البداية.. وكانت علامات الدهشه على وجه ماريا فلقد شاهدت هذا الفيلم عشرات المرات بل وحفظته عن ظهر قلبها إلا أنها لم تكن قد شاهدت هذا الجزء... في البداية كان الجزء الخاص بالعشاء الرباني وبخيانة يهوذا وبالطبع لم تفهمه ماريا ثم ذهاب الرب يسوع إلى بستان جسيماني وبكاءه وحزنه عندئذ بدأت ماريا تتأثر ... ثم مجئ يهوذا وتسليمه للسيد المسيح وإستهزاء الجند برب المجد ، .. بدأت الطفلة تبكي بصوت مرتفع وهي تشاهد رب المجد يُضرب ويُلطم ويُبصق على وجه وكانت تصرخ قائلة (بابا يسوع حبيبي . بابا يسوع . حرام عليكم) .. ، وعندمشاهد الجلد كانت تبكي بحرقة وكانت تردد بصوت متقطع (بيضربوا بابا يسوع) ... أما في مشاهد الصلب لم تستطع الطفلة أن تنطق بكلمة ولكنها كانت في ذهول !!! .. تبكي بحرقة وكادت أن تفقد وعيها بالعالم الخارجي لولا أن الرب يسوع منع حدوث ذلك... ، وعلى الصليب اتجهت الطفلة إلى التلفاز وبدأت تقبل وجه المسيح والدموع تنهمر من عينيها ... مرت الفترة من موت السيد المسيح إلى قيامته سريعة على ماريا فلم تكن تعى أى شئ بل كانت تردد بداخلها كلمتين فقط (بابا يسوع .. بابا يسوع) .. ولكن عند أول ظهور للسيد المسيح بعد القيامة بدأت الحياة تدب في ماريا ، فلقد شاهدته وهو سليم خالياً من الدماء والجروح ... لم تفهم ماذا يحدث ولكن الأمل بدأ يدب في الطفلة بأن حبيب قلبها بابا يسوع بخير .... وفجأة حدث شئ في هذا الفيلم يختلف عن أى نسخة أخرى فعند ظهور السيد المسيح لتلاميذه في العليا لم يتجه إليهم بل إتجه خارج شاشة التلفاز إلى ماريا .. !! في البداية اضطربت الطفلة ولكن رب المجد أدخل في قلبها الطمأنينة وقال لها (لا تخافي يا حبيبتي ماريا. أنا بابا يسوع ... أنا جيت علشان بحبك وعاوز أقولك أني بحبك وعاوز ألعب معاكي) . أجابت ماريا وهي في حالة ذهول (بابا يسوع) أجابها رب المجد (ليه أنا شايف الدموع في خدك ، أنا خلاص خفيت) .. فأجابته ماريا (يعني إنت كويس ومش موجوع) ، وهنا تقدم رب المجد ليحتضن ماريا ، وفي براءة الأطفال بكت ماريا وهي في حضن رب المجد وهي تقول (أنا بحبك خالص يا بابا يسوع أكتر من كل الناس) فلقد زرع والديها فيها هذا المبدأ منذ صغرها ففي كل صلاة مع والديها قبل نومها تردد هذه العبارة ( يا بابا يسوع علمني أحبك أكتر من كل الناس ، أكتر من بابا وماما) ... وهنا اختفى الخوف من قلب الطفلة وشملها سلام عجيب. وبدأ يسوع يحمل ماريا ويرفعها إلى فوق فتضحك ماريا ثم مضى الوقت سريعاً وفي حوالى الساعة الثانية قال لها رب المجد (أنا همشي بقا يا ماريا دلوأتي ) فبكت ماريا وقالت له (من فضلك بابا يسوع خليك معايا . إلعب معايا . وكمان أنا عاوزة ماما وبابا يشوفوك .. دول هيفرحوا خالص) أجابها رب المجد والابتسامة التي تملأ القلب سلاماً على وجهه( ماريا أنتي بتحبيني أكتر من بابا وماما). أجابته الطفلة ( أيوة . أنا بحبك أكتر من كل الناس حتى أكتر من بابا وماما) .. قال لها رب المجد (تحبي تبقي معايا على طول). أجابته (أيوة طبعاً) .. حينئذ قال لها رب المجد (طيب أنا هجيلك النهاردة بليل وآخدك معايا .. بايباي دلوأتي) وأشار لها رب المجد بعلامة الوداع فردت عليه ماريا في براءة الأطفال ثم إتجه رب المجد إلى التلفاز حيث رجع إلى الفيلم عند مشهد الصعود. ، وفي أثناء مشهد الصعود كانت ماريا تلوح له وهي تقول له (بايباي . أنا مستنياك بليل .. متنساش) .. ، وفي أثناء ذلك كان جورج ويوستينا يفتحان باب الشقة وبمجرد دخولهما رأيا الطفلة واقفة وهي تردد (بايباي . أنا مستنياك بليل . متنساش) ...في بداية الأمر لم يدرك جورج ويوستينا الأمر ولكن حالما نظرا إلى نهاية فيلم حياة يسوع أدركا أن ماريا شاهدت الفيلم فارتبكا خاصة حينما رأيا آثار الدموع على ماريا . فبادرت ماريا وهي متهللة (بابا يسوع جالي ولعب معايا).. كانت صدمة لجورج ويوستينا.. فتركا كل شئ والتفتا حول طفلتهما المحبوبة يسألانها عما حدث ؟ .. فقصت لهما ماريا ما حدث على قدر استيعابها. فذهل الوالدين ولم يعرفا إن كان ما تقوله حقيقة أم مجرد انفعال طفولي لكن قلبهما إطمأن أن ماريا بسلام ولا تعاني من تعب نفسي من مشاهدة الآلام التي تعرض لها السيد المسيح. ، ثم بدءا يحاولان تخيل ما حدث ولكن أكثر ما أثار دهشة والديها هي ثقة الطفلة وإصرارها حتى بعد سؤالها عدة مرات بطرق مختلفة.لقد كان عقل جورج و يوستينا يرفضان قصة ماريا خاصة وأنه لا توجد مثلاً رائحة بخور أو أي شئ يدل على ظهور رب المجد لطفلتهما لكن شعوراً داخلياً قوياً كان يقول لهم (هذا حدث بالفعل). ، وكالعادة أسرع جورج و يوستينا إلى غرفة الصلاة وقاما بالصلاة من كل أعماق قلوبهما وأثناء الصلاة كان الشعور القوي الداخلي الذي يقول لهم أن ماريا على حق يزداد عندهما ثم طلبا من رب المجد أن يجيب عليهم من خلال الكتاب المقدس وفتحا الكتاب المقدس ليقرءا حسب الترتيب الجزء الخاص بقراءات المساء من الإصحاح الثالث والخمسون حتي الإصحاح السادس والخمسون ... لقد كان جورج ويوستينا يحفظان الإصحاح الثالث والخمسون عن ظهر قلب فهو بالنسبة لهم موضوع التأمل في أسبوع الآلام من كل عام ، ولكن التوقيت الذي جاء فيه كان عجيباً... فهذا الإصحاح هو قمة نبوات العهد القديم عن السيد المسيح وآلامه وكأن أشعياء النبي كان جالساً تحت الصليب ليروي ما حدث ... شعر جورج ويوستينا بأن الرب يريد أن يقول لهم يأن ما قالته أبنتهما حقيقة وليس خيال ... إتجه جورج ويوستينا إلى حجرة طفلتهما حيث دهشا حينما رأيا طفلتهما واقفة أمام صورة رب المجد التي تحبها وهي تصلي لأول مرة بدموع وتقول (حبيبي بابا بسوع . أنا بحبك خالص . من فضلك ما تنساش تجيلي النهاردة . أنا متأكده انك جاي علشان تخدني أأعد عندك على طول) ... إندهش الأب والأم من حرارة صلاة إبنتهما الصغيرة ومن مضمونها خاصة من الجزء الخاص بـ(تخدني أأعد عندك على طول) ... يل وبدأت الأم تضطرب من مضمون هذه الكلمات ... ثم قاطع جورج صلاة إبنته وإحتضنتها يوستينا بشدة وطلبوا منها أن تذهب معهم ليناموا قليلاً فلقد كان اليوم مرهقاً جداً ولم تعد عند جورج ويوستينا القدرة على التفكير فلقد شعرا أن تفكيرهما قد شل ... ولكن ماريا قالت لهما (لا يا بابا ، أنا هفضل صاحية علشان بابا يسوع وعدني أنه حيجي بليل يخدني معاه على طول) وهنا لم يتمالك والديها نفسيهما من البكاء ولكن جورج تمالك نفسه وقال لها (يا ماريا يا حبيبتي ، تعالي ننام دلوأتي أنا وأنتي وماما على سريرنا وبليل نصحا علشان نشوف بابا يسوع) فأجابت ماريا (لأ أنا أخاف أنام ومصحاش لما بابا يسوع ييجي) فقالت لها يوستينا (ماتخافيش . حتصحي وماتنسيش إن بابا يسوع بيحب البنات إللي بيسمعوا كلام بابا وماما زي ما كان بابا يسوع بيسمع الكلام)وهنا إستسلمت ماريا لكلام والديها وذهبت الطفلة لتنام في حجرة والديها لأول مرة منذ عامين حيث إعتاد جورج ويوستينا أن يجعلا ماريا تنام في حجرتها المجاورة لحجرتهم منذ أن كان عمرها عاماً ونصف . وكانت الساعة السادسة مساءاً حينما إتجه الجميع للنوم ومن شدة الإرهاق البدني والذهني نسيت يوستينا أن تضبط المنبه وذلك لأن الرب علم بشدة تعبهم وأراد أن يناموا لأطول فترة ممكنة ...، وفي تمام الساعة الحادية عشر والنصف أستيقظت ماريا دون والديها بدافع داخلي وإتجهت إلى حجرتها مسرعة ووقفت أمام صورة رب المجد وهي تبكي وتقول له (أنت لسه ماجتش ليه . أهو بليل جه وإنت لسه ماجتش . أحسن تكون جيت وأنا نايمه . ماتزعلش مني أنا نمت علشان بابا وماما ألولى أروح أنام وأنا لازم أسمع كلامهم علشان أفرح قلبك . أنا متأكدة إنك لو كنت جيت كنت هاتصحيني . أكيد أنت لسه مجتش . تعالى بأه دلوقتي من فضلك . أصلك وحشتني خالص) ... وقبل منتصف الليل بعشر دقائق أستيقظ جورج ويوستينا معاً في نفس التوقيت على رائحة بخور قوية زكية جداً جداً وبمجرد أن أستيقظا صاحا الإثنان معاً ماريا ! ماريا! وإتجها في لمح البصر إلى حجرة ماريا ولكنهما لم يستطعا دخول الحجرة .. فلقد كانت البخور تملأ الحجرة بكثافة ولكنهما شاهدا ابنتيهما وهي ترفع يدها وتمسك بيد رب المجد يسوع وهي تقول له ( أنا كنت متأكده إنك جاي) .. وكان رب المجد يلمع بشدة بحيث كان من الصعب تمييز ملامحه . ثم إتجه رب المجد وهو يمسك بيد ماريا إلى سريرها الصغير ثم رفعهاعلى السرير ووضعها عليه لتستريح إلى الأبد.كل هذا يحدث وجورج ويوستينا ينظران من خارج الحجرة وهم في حالة ذهول . ثم نظر رب المجد إليهما وقد بدأت ملامح وجهه التي لا تستطيع الكلمات أن تصفه تظهر وقال لهما ( لقد جئت لآخذ ماريا . لا تحزنا . إن هذا هو أفضل وقت لآخذ فيه حبيبتي ماريا . إقبلوا سلامي بداخلكم الذي لا يستطيع العالم أن ينزعه منكم) ... ثم إبتسم رب المجد والحنان يشع من وجهه والعجيب أن جورج ويوستينا إبتسما لرب المجد وكان قلبيهما يشع فرحاً وسلاماً ... وكيف لا ورب المجد معهم وبتعهدهم برعايته وسلامه . ثم إختفى رب المجد . هنا وبعد عشر دقائق من اللاشعور إستطاع جورج ويوستينا الدخول إلى غرفة صغيرتهما حيث وجداها قد انتقلت لتسكن مع بابا يسوع إلى الأبد . وقف جورج ويوستينا وهما يقولان والدموع تنهمر من أعينهم ( الرب أعطى والرب أخذ فليكن إسم الرب مباركاً ) .. (اي 1 : 21) لقد كانت دموعهما تنهمر ليس حزناً على الفراق فلقد أزال ظهور رب المجد منهم كل حزن ،لقد كانت دموعهما فرحاً لرعاية رب المجد لهم ولأبنتهم

2008-07-17

ثمن الصداقة


لا يوجد أحد ممن عاصروا حرب النكسة يستطيع أن يصف أو ينقل صورة حقيقية لحجم وفداحة الكارثة التي أصابت مصر في الخامس من يونيو عام 1967 ، سلاح الطيران كله تحطم قبل أن تصعد طائرة واحدة إلي السماء ، معظم شباب مصر استشهد قبل أن يطلق رصاصة واحدة ، ثم صدر قرار بالانسحاب ، واستدار الجيش كله يركض وسط رمال الصحراء في اتجاه الغرب سعيا وراء الفرار ، ومن بين هؤلاء كان يركض الجندي مينا والحزن يملأ قلبه. وفجأة تذكر مينا صديقه جرجس ، صديقه الذي ابتعد عن المسيح وسار وراء شهواته ومن يومها ابتعد جرجس عن مينا ، ولكن شاء القدر أن يقضوا فترة تجنيدهما معا في وسط هذه الكارثة ، وتذكر مينا إن صديقه جرجس هناك عند الممرات (ممر متلا ) وأحس إنه يحتاج إليه ، وقرر مينا العودة إلي الشرق ، إلي منطقة الممرات حتى يعود بصديقه.وصل مينا إلي منطقة الممرات عند غروب الشمس وهناك ألقى جسده على الرمال وأخذ يلهث من التعب ولكنه لن يتراجع أبدا ، لن يتخلى عن صديقه أبدا ، سيعود به للمسيح حتى لو دفع حياته ثمنا لذلك ، إنه ثمن الصداقة.وفجأة رأى جرجس وهو ملقى على الأرض ولكنه لا يستطيع الحركة بسبب كسر في رجله ، وكان لقاءا حارا بينهما.لماذا أنت هنا يا مينا ؟ لقد أتيت لأعود بك يا صديقي جرجس ؟ هل عدت من أجلي أنا !!نعم يا جرجس وسننجو معا ، هيا ضع يدك على كتفي حتى نعود.لا يمكن يا مينا ، عد بدوني يا صديقي فلا فائدة مني.اسمعني يا جرجس ، إنني لم أقطع كل هذه المسافة لكي أعود من غيرك ، لقد وعدته أن أعود بك.من هو يا مينا الذي وعدته ؟ لقد وعدت المسيح أن أعود بك يا جرجس ، لن أتركك تموت وأنت بعيدا عنه ، لن أدعك تذهب للجحيم ، لن أغفر لنفسي إذا مت وأنت في الخطية.زلزلت هذه الكلمات قلب جرجس ، هل فعل صديقه كل هذا من أجله ، هل بلغت محبة صديقه له أكثر من محبته لنفسه ؟ ولكن إذا كان الإنسان يحبه هكذا ، فكم يحبه خالق الإنسان ، إذا كان مينا مستعد أن يبذل حياته لأجله ، فكم وكم ربنا يسوع المسيح الذي بذل حياته فعلا من أجله ؟( إذا كتب لنا النجاة يا صديقي مينا ، فثق إن أول شئ سأفعله هو أني سأتوب وأتغير وأعود عن طرقي الرديئة ، فالذي فعلته معي لا يمكن أن أنساه ) وابتدأت رحلة العودة حتى أصبحت القناة على مرمى البصر ، ولكن الموقف تبدل دفعة واحدة عندما وجدتهما فرقة إسرائيلية وأمطرتهما بالرصاص وأصبح من الواضح أن النهاية قريبة ولكن الله لا ينسانا ، فقد انهالت الرصاصات على الإسرائيليين من مجموعة من بدو سيناء ، واستطاع أحد البدو أن يوفر لمينا وجرجس قارب حتى يستطيعوا عبور القناة ويعودوا إلي الغرب. وفعلا ابتدأ الزورق يبتعد وأشرق الأمل في قلب مينا وقال لجرجس : لقد نجحنا يا صديقي ، إن الله لم ينسانا يا جرجس....ثم دوت تلك الرصاصة الغادرة وجحظت عينا مينا وصرخ جرجس : صديقي مينا.....ترنح مينا وارتسمت على شفتيه ابتسامة شاحبة: لا تحزن يا جرجس ، لا تحزن يا صديقي ، لقد أكملت مهمتي ونجحت فيها ، كل ما أطلبه منك ألا تنسى وعدك وتعود لحضن المسيح وتتوب من قلبك وتنسى الخطية ، لا تجعل حياتي تضيع هباء وعود للمسيح يا...وتراخى جسد مينا بين ذراعي صديقه جرجس. مهلا لا داع لكل هذا الحزن ولا كل هذه الدموع ، فالقصة لم تنته بعد في زورق صغير في مياه قناة السويس ، بل انتهت في أحد المستشفيات عندما فتح مينا عينيه ورأى جرجس قدامه يبتسم قائلا : الحمد لله على سلامتك يا بطل. قال مينا : كيف نجونا ؟ قال الطبيب : عندما أصابتك الرصاصة في جانبك ، اخترقت الطحال وفقدت كمية كبيرة من دمائك وكنا نعاني من نقص في أكياس الدم ، لذا فقد أعطاك صديقك جرجس لترا كاملا من دمائه.قال مينا مذهولا : كيف تفعل هذا وأنت تعاني من كل هذه الإصابات.قال جرجس : لا يهم ذلك يا صديقي ، المهم إنه يجري في عروقنا دم واحد ، ولا تنسى إن الذي فعلته هو ثمن الصداقة. الصديق الحقيقي هو الذي يفعل المستحيل ليعود بأصدقائه لحضن المسيح ، أما الصديق الذي يبعدني عن المسيح فهو ليس صديقي.

2008-07-16

المصباح السحري


ربما تجد هذه القصة غريبة بعض الشيء عن القصص الأخرى التي نكتبها وبالتأكيد ستكون أول مرة تقرأها و لكنها حدثت وتحدث كل يوم ، فصدقها.ففي هذا الصباح وعندما كنت أسير وحدي على شاطئ البحر ، اصطدمت بشيء ، فوقعت على وجهي وعندما قمت ، كنت ألتفت إلى ما أوقعني فوجدتها قطعة من النحاس قد علاها الصدأ ، حفرت حولها وأخرجت بقيتها ، فوجدتها مصباح نحاسي قديم وربما هو ملقى هنا من آلاف السنيين فقط لاصطدم به. دعكته وعلى وجهي ابتسامة وكأنه مصباح علاء الدين الذي كانوا ينسجوا حوله القصص من مئات السنين و .....وتلاشت من على وجهي الابتسامة وحلت محلها نظرة رعب لهذا الجني الذي ظهر أمامي عاقدا ذراعيه فوق صدره قائلا : شبيك لبيك لقد أعطاني خمسة أمنيات ليحققها ، فكانت الأولى ونتيجة لفيلم المصارع الذي شاهدته أول أمس أن أكون قائد المملكة الروماني على ألا أموت في آخر الفيلم ، أما الثانية فانعكست على الدراسة الصعبة التي تواجهني في الكلية فكانت أن أكون الطبيب الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يصف كل طرق علاج الأمراض بما فيها مرض الجمرة الخبيثة ( الأنثراكس ) ، هل تسألني عن الأمنية الثالثة ؟ لقد كانت أن أكون أوسم خلق الله أجمعين وأكثرهم جاذبية ، هل بدأت تمل وتزهق ؟ الرابعة هي أن أكون لاعب كرة من طراز فريد يتراوح سعري ما بين المليار والدشليار بالدولار طبعا وأما الأمنية الخامسة فكانت ولشغفي الشديد بالفضاء فكانت أن أكون أعظم رائد فضاء عرفته البشرية. هل تسألني هل حقق الجني هذه الأمنيات ؟ نعم والحق يقال ، لقد كان افضل عرفته في حياتي ، فلقد جعلني ملكا على الإمبراطورية الرومانية ، وفي الوقت الذي كنت أطوح بسيفي يمينا ويسارا ، فقد كنت أمارس هوايتي المفضلة لمدة ربع ساعة كل أسبوع ، أسجل 4 أهداف ثم أخرج. أما عن الطب ، فقد كانوا يأتون إلي ليقولوا : هناك نوبة برد ، فأقول : شاي بليمون ، وماذا عن السكر ، فأجيب نعناع . ولقد حقق لي أعظم الأماني عندما أصبحت أول من وضع قدمه على المريخ ولولائي الوطني رفعت علم بلادي على الأرض المريخية ، أما في موضوع الوسامة والجاذبية ، فان الشيء الوحيد الذي فشلت فيه هو تعداد المعجبات لأن الأفندية رجالي كانوا يخطئون في العد.تحققت لي كل ما تمنيت ، عشت حياتي بالطول والعرض ، لقد سارت على ما يرام ومرت الأيام ومضت السنين ، والآن ها أنا على فراش الموت ، أموت ، أحتضر ، نعم إنها النهاية ، نهاية كل كائن حي ، الموت ، حينما يعرف كل إنسان مستقبله النهائي ، حينما تنحصر كل ممتلكاته وكل ما معه في تابوت صغير ولوحة من الرخام كتب عليها : هنا يرقد فلان . لقد كان شعورا فظيعا عندما أتت النهاية ، لقد كان الألم رهيبا في كل جسمي وكنت مصاب بصعوبة في التنفس تجعلني ألهث وراء الهواء الذي استنشقه ، وجدت نفسي أصرخ يا إلهي ارحمني من هذا العذاب ، خلصني من هذا ....ما هذا ؟ يا إلهي ، إنها أول مرة أناديك ، أعيش حياتي كلها بالطول والعرض كما أردت والآن أناديك وألجأ إليك ، ولكن ماذا يحدث ؟ إني أموت ، نعم فأنا أشعر بروحي تفارق جسدي ، سأقول لك شيئا في الثواني البقية ، أنت تكرر قصتي عندما تعيش حياتك بالطول والعرض ناسيا إن الله هو إلهك ، خلاصك ، أبوك ، حبيبك ، تنساه وأنت تطلب منه الأماني المادية ناسيا كلمته " اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كله ا تزاد لكم "تنساه عندما تنشغل بشهوات مادية تربطك بالعالم ، حاول أن تقوم من رقادك ، استيقظ من غفوتك وأحلامك لتكون مستحقا سماع صوته الممتلئ فرحا " تعالوا إلي يا مباركي أبى! رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم " ولا تسمع هذه الجملة التي أسمعها الآن وأخشى أن تسمعها أنت أيضا " يا غبي ! هذه ‍الليلة تطلب نفسك منك ، فهذه التي أعددتها لمن تكون ، اذهبوا عني يا ملاعين لأني لا أعرفكم

صديقي المفضل


في بلدة زراعية صغيرة في اوكلاهوما، عاش صبي صغير وفقير، في العاشرة من عمره واسمه آندي..وكان آندي قد اعتاد أن يمر صباح كل يوم على الكنيسة ليسلّم على يسوع ويؤدّي صلاته الصباحية ثم التوجه بعد ذلك إلى مدرسته، وفي سبيل ذلك كان عليه اجتياز طريقاً سريعاً خطراً.وفي الكنيسة كان يلتقي دائما بالكاهن ثومسن والذي كان يحبه كثيرا ويراقبه باهتمام .. حتى انه أقنعه بأن يعبر الطريق السريع معه كي لا يتعرض اندي لأخطار السيارات.وما أن يدخل آندي الكنيسة كان الكاهن يتركه بمفرده ليؤدي صلاته بهدوء، ولكن الكاهن كان يرتابه الفضول لسماع ما يتفوه به آندي خلال صلاته، وفي يوم من الأيام اختبأ الكاهن بالقرب من اندي دون أن يشعر به، وحاول سماع ما يقوله هذا الفتى..وكان اندي يقول ليسوع ...أنت تعلم بان امتحان الرياضيات كان سيئاً جدا، ولكني رفضت الغش فيه مع أن زميلي كان يلح عليّ بذلك .. كما أن أبي يعاني هذه السنة في زراعته ومؤونتنا تكاد تنفد، وللتخفيف عن أبي قليلاً أكلت بعض الخبز والماء وانأ أشكرك جدا على ذلك.. ولكني وجدت هرّاً قريبا مني وكنت اشعر بأنه جائع فقمت بإطعامه جزءا من خبزي .. هذا مضحك أليس كذلك؟ .. عموما أنا لم أكن جائعاً جداً. انظر يا يسوع .. هذا هو الزوج الأخير من الأحذية لدي .. وربما سأضطر للمشي حافيا إلى المدرسة قريبا لان حذائي قد اهترأ .. ولكن لابتأس فعلى الأقل أنا أذهب إلى المدرسة لأن أصدقائي تركوها كي يعاونوا أهلهم فيالزراعة في هذا الموسم القاسي .. أرجوك يسوع أن تساعدهم كي يعودوا للمدرسة .. على فكرة يسوع .. أظن أنني وقعت في الحب .. هناك هذه الفتاة الجميلة آنيتا التي معي في الصف .. هل تظن باني سوف أعجبها؟ .. على العموم .. على الأقل فاني اعرف باني أعجبك أنت دائما .. وليس علي أن أصبح شخصا مختلفا كي تحبني أنت .. فأنت صديقي المفضل .. هل تعرف؟ .. عيد ميلادك سيكون الأسبوع القادم .. ألا تشعر بالابتهاج؟ .. أنا مبتهج جدا .. انتظر حتى ترى هديتي لك .. ولكنها ستكون مفاجأة ... اووو لقد نسيت .. علي أن اذهب الآن.وخرج اندي قاصدا الكاهن ثومسن وعبرا الشارع سوية.لقد كان هذا الكاهن معجبا كثيرا بالطفل اندي الذي كان يثابر على الحضور يوميا كي يصلي ويتحدث إلى يسوع، وكان الكاهن يذكره أمام الشعب في كل يوم أحد كمثال جميل على الإيمان والنقاء ووجهة النظر الايجابية التي يتمتع بها على الرغم من ظروفه الصعبة جدا وفقره المدقع.وقبل يوم واحد من عيد الميلاد مرض الكاهن ثومسن وأدخل المستشفى، فحل محله كاهن آخر لا علم له بعادات الأب ثومسن، وفي ذلك اليوم سمع الكاهن الجديد صوتا في الكنيسة فذهب ورأى آندي وهو يصلي ويتحدث مع يسوع كعادته، فسأله ماذا تفعل هنا يا صبي؟ أجابه آندي : أنا أتحدث مع يسوع، فما كان من الكاهن الجديد إلا أن طلب منه إنهاء صلاته بسرعة والخروج من الكنيسة ليتسنى له تجهيز الكنيسة لقدّاس العيد. وسبّب هذا حزنا كبيراً لآندي لأنه كان قد أحضر اليوم هديته لعيد ميلاد صديقه يسوع والتي لم يتمكن من إيصالها بسبب الكاهن الجديد هذا.وأثناء عبوره لوحده الطريق كان هو مشغولا في لفلفة هديته لحمايتها فباغتته شاحنة كبيرة وصدمته فقتلته في الحال وتجمع حوله الكثير من الناس وهو غارق بدمائه.فجأة .. ظهر رجل بثياب بيضاء يركض مسرعاً باتجاه الصبي فحمله على ذراعيه وهو ينوح ويبكي عليه، والتقط هدية اندي البسيطة ووضعها قرب قلبه، فسأله الناس هناك: هل تعرف الفتى؟ فأجاب وهو يبكي: هذا هو صديقي المفضل.. وهنا نهض حاملا جثة الفتى ومضى بها إلى بيته.وبعد أيام عاد الكاهن ثومسن إلى كنيسته ليفاجأ بالخبر المفجع، فتوجه إلى بيت أهل اندي كي يعزيهم ويسألهم عن هذا الشخص الغريب ذي الثياب البيضاء.. أجابه الأب بأن أحداً لم يتعرّف على هذا الشخص وهو أيضاً لم يحدّث أحداً ولكنه جلس حزينا وحيدا باكياً يندب ابننا وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد وعندما سألناه عن هويته وكيفية معرفته بآندي أجابنا بأنه كان يلتقيه يومياً في الكنيسة!! وحصل أمر غريب بحضوره .. فقد قام هذا الشخص برفع شعر ابني عن وجهه وقبله هامساً في أذنيه ببعض الكلمات .. فسأل الكاهن: ماذا قال؟ .. فأجاب الوالد: قال شكراً على الهدية .. سأراك قريبا .. لأنك ستكون !معي ..وأكمل الوالد .. لقد بكيت وبكيت ولكن شعوراً رائعاً كان في داخلي فدموعي كانت دموع فرح، ولكني لم استطع تفسير الأمر .. وعندما غادر ذلك الرجل .. أحسست بسلام داخلي عجيب وبشعور حب عميق .... أنا اعلم بأن ابني هو في السماء .. ولكن أخبرني يا سيادة الكاهن .. من كان هذا الشخص الذي كان آندي يلتقي به يوميا في كنيستك؟فأجهش الكاهن بالبكاء وارتجفت ركبتاه وهو يقول: .. ابنك كان يلتقي ويتكلم مع صديقه.. يسوع

2008-07-11

ثلاثة أصدقاء

طلب راهب كلمه منفعة من رجل علمانى ونظرا لان الرجل لم يعرف القراءه قال له اصغ الى هذا المثل . كان لرجل ثلاثه اصدقاء فقال للاول انى ذاهب للامبراطور فتعالى معى فرد عليه وقال سوف اذهب معك ولكن الى نصف المسافه فقط فلا استطيع اكثر من ذلك فذهب الرجل لصديقه الثانى وطلب منه وقال تعالى معى الى الامبراطور فرد عليه سوف أتى معك واصلك الى باب القصر فلا استطيع الدخول معك فطلب الرجل من صديقه الثالث وقال له تعالى معى فاجابه وقال سوف أتى معك وادخل معك واتكلم الى الامبراطور نيابه عنك فى موضوعك فتعجب الراهب من هذا المثل وطلب تفسيره. فقال الرجل العلمانى الصديق الاول هو التقشف والذهد فهما اللذان يقودونا الى منتصف الطريق فقط والصديق الثانى هو حياه القداسه والنقاوه التى تقودنا الى السماء اما الصديق الثالث فهو الحب والحنان الممتزجون بالرحمه فهما اللذان يجعلان الانسان يمثل امام الله ويتحدثان بالنيابه عنا بجساره و بدون خوف او رهبه لان المحبه تطرد الخوف الى خارج كما قال القديس الحب + الرحمه + القداسه

السيدة العذراء تتدخل


عاش الاب سيرافيم وهو راهب روسى ارثوذكسى متوحداً بالقرب من الدير.وفى أحد المرات حركت قوات الشر ثلاثة من اللصوص ليبحثوا عن مال فى مكان سكن المتوحد, وامام عنفهم كان يمكن لأبونا سيرافيم أن يدافع عن نفسه وكانت البلطه التى يستخدمها فى قطع الاشجار بالقرب منه. لكنه فكر فى المسيح الذى لم يكن يقاوم الشر. فترك البلطه وكتف يديه حول صدره وقال بهدوء افعلوا ما اتيتم لتفعلوه .... لكن واحد من الاشقياء تناول البلطه وضرب بها المتوحد على رأسه فسقط مغشياً عليه فركلوه وربطوه بحبل وتركوه مكفياً على وجهه ليموت .. ثم عبث اللصوص بالكوخ ليبحثوا عن الكنز المخفى. فكان كل ما وجدوه هو بضع ثمار بطاطس ... وفجأه اخذتهم رعدة مما فعلوا فهربوا .. ولما قبض عليهم فيما بعد أصر الاب سيرافيم ان لا يعاقبوا ولكن الله اعلن دينونته على هؤلاء الاشقياء إذ قد اشتعلت نار فى القريه التى كانوا يسكنون فيها وحرقت بيوتهم وكل ممتلكاتهم..... اما الاب سيرافيم فعندما افاق حاول أن يفك قيودة وظل يزحف حتى وصل الى الدير ... وكان يبدو انه يقترب من الموت ... ولم يستطع ان ينام او ياكل وسط الام شديدة جداً.وقد شخص الاطباء الحاله بأنها كسر فى الجمجمه وكسر فى الضلوع مع جروح وكدمات عديدة وبينما الرهبان مجتمعون مع الاطباء حول سرير القيس اغمض الاب سيرافيم عينيه وغفى ...وجاءت أم الله المملوءة مجداً ومعها الرسولان يوحنا وبطرس حيث توجهت بالحديث الى الرسولان وسمعها بعض الاباء الموجودون تقول عن الاطباء ... ماذا يصنعونإنه من جنسنا .... أنه منا وبعدها فتح القديس عينيه ... وتشجع وامتلأ قوة ... وقام من على فراش المرض. وتمشى بعض خطوات فى حجرته وتناول طعاماً واستعاد صحته بسرعه عجيبة . ... وبعد ايام قليلة عاد الى وحدته بل عاد الى من قالوا عنه انه من جنسهم.... نعم هو جنس سماوى... إننا يا سيدنا لسنا اهلاً لان نتشفع فى طوباوية أولئك القديسيين ... بل هم القائمون امام منبر ابنك الوحيد يتشفعون فى مسكنتنا وضعفنا .
كن غافراً لخطايانا ... ساتراً لأثامنا ... لأجل طلباتهم المقدسة ولأجل اسمك القدوس الذى دعى علينا.

الكنيسة ماتت


لاحظ أحد الأباء الكهنة فى الكنيسة تناقص عدد المصلين فى القداسات وجلسات الإعتراف والإجتماعات إذ أن الشعب كان يهتم بحضور الكنيسة فى المناسات ، وفى إحدى المرات ضرب الأب الكاهن جرس الكنيسة بالطريقة الحزاينى فأسرع الشعب نحو الكنيسة سائلين عما يحدث فأجابهم الأب " الكنيسة ماتت وصلاة الجناز اليوم فى الساعة الثانية ظهراً " فأستغرب الشعب من كلام الكاهن وراح كل منهم يخبر الأخر بالخبر وعندما جاءت الساعة الثانية ظهراً وإذا الشعب فى الكنيسة ناظرين صندوق موضوع أمام الهيكل وفى وسط حيرة الشعب قال لهم الأب : هلما إلقوا نظرة أخيرة على الكنيسة ، فكان كلما إقترب أحد من الصندوق يرى نفسة لأن الأب الكاهن وضع مرآة داخل الصندوق .
يا أحبائى ليتنا نفيق من نومنا " متى جاء إبن الإنسان ألعلة يجد إيمان على الأرض "( لو 18 : 8 )هب لى يارب عيون ترنو إليك هب لى يا رب قلباً ممتلئ بمحبتك
عزيزى وعزيزتى ...هذة السطور موجهة إلىّ وإليك فهل نسمع لصوت الرب الذى يدعونا فى كل وقت وفى كل مكان ومن خلال جميع الوسائل وكل ورقة نمسكها فلا تقسوا قلوبكم وإسمعوا لصوت الرب الذى يدعوكم فى كل وق

كاهن يعظ إلى لا أحد


دعا أحد مسئولى الخدمة بواحدة من كنائس القاهرة أب كاهن مبارك لإلقاء كلمة بإجتماع الشباب بالكنيسة موضوعها "الحياة مع المسيح" .. وللأسف تعرضت القاهرة فى ليلة هذا الإجتماع لموجة شديدة البرودة تصاحبها أمطار رعدية غزيرة.. وقف الأب الكاهن يصلى قبل الذهاب إلى الكنيسة ليتكلم الرب على فمه.. ويمكنه من الوصول إلى الكنيسة بسهولة فى هذا الطقس الردئ.. ويطرد من فكره الإعتذار عن الذهاب لسوء الطقس وقد يحضر شباب لسماع كلمة الله رغم هذا الطقس..خرج الأب الكاهن ليصل الكنيسة بعد طول معاناه فى الموعد المحدد ليجد كل شئ قد أعد فالكنيسة مفتوحة ومضاءة وفوق منضدة أمام المصلين يرقد الكتاب المقدس والميكروفون.. ولكن الكنيسة خالية تماماً من الشباب أو حتى الخدام وبلا حراس.. وبدأ يتكلم بدون مستمعين لعل أحد يصل ولو متأخراً إلى الكنيسة.. تحدث عن جمال العشرة مع المسيح تحت كل الظروف والصعوبات.. تحدث عن طهارة يوسف وتحمله ظلم اخوته وظلم فوطيفار.. ليصبح فى النهاية الثانى بعد فرعون (تك 41: 43) تحدث عن حنانيا وسفيرة اللذان اختلسا من ثمن الحقل (أع 5: 3).. واستمر يتحدث حتى انتهى الوقت المحدد دون أن يحضر أحد وصلى واختتم قائلاً "امضوا بسلام سلام الرب يكون معكم".. لم يكن هناك من يرد عليه.. فغادر الكنيسة ومازالت الأمطار تهطل والرعد يزمجر والبرق يتوعد.. وتمر الأيام والشهور والسنوات ليقابله شاب بعد القداس ويبادره بقوله "أنت يا أبى لا تعرفنى ولكنى أعرفك جيداً وكنت أبحث عنك طويلاً.. لقد ألتقيت بك فى يوم شديد البرودة.. لم تكن وحدك بالكنيسة.. كنت أختبئ فى أحد أركانها لعلك تغادرها فأسرق صندوق التبرعات منتهزاً فرصة الطقس السئ.. كان الشيطان ملأ قلبى.. ولكن كلماتك أنارت كالبرق ذهنى وملأت كالرعد اذنى فانهمرت كالمطر دموعى.. خرج بعدها الشيطان من قلبى بعد حواراً لتسكن كلمة الله.. كلمتك يا أبى ..
كانت كلمة الله .. لانها لم ترجع فارغة"

الوردة الحمراء


كان ياما مكان فى ذات الزمان شاب فقير ذهب ذات مره لحضور حفله فى احدى القصور العاليه فراى فتاه جميله أعجب بها وأحبها فذهب إليها وهى جالسه وطلب منها أن تسمح له بأن يرقص معها فرفضت إلا إذا أحضر لها ورده حمراء ؛فقال لها: كيف أحضر لكِ ورده حمراء من هنا الأن؛ نحن فى فصل الخريف ولا توجد زهور حمراء فى الحديقه أو فى البلده ؛فقالت له: ليس لى شأن بهذا إن أردت أن تراقصنى أحضر لي ورده حمراء؛ فخرج الشاب الفقير حزين جدا فرآه عصفور صغير جميل الشكل فقال له: ماذا بك أيها الشاب فقال له: أريد ورده حمراء ؛ فقال له: كيف لا توجد ورده حمراء فى البلده الأن ؛ فقال الشاب: إنى معجب جداً بالفتاه وأريد أن أحضر لها ما تطلبه منى ولكن كيف؟ لا أدرى فقال العصفور: لا تحزن سوف أحاول أن أجد لك ورده حمراء في الحديقه وطار العصفور بعيداً جدًا حتى وصل إلى بستان به زهوركثيرة وأخذ يتطلع يميناً ويسارًا ولم يجد آى زهره حمراء وجلس على الأرض يبكى فرأته شجره بها بعض الزهور ؛ فقالت له: لماذا تبكى أيها الصغير الجميل؟ قال أبحث عن ورده حمراء لصديقي ولا أجد منها أى شىء قالت: نحن الأن فى فصل الخريف ولن تجد أى ورده حمراء فى البستان أو خارجه قال: أعلم ولكنى أحتاجها جدآ لإنى أحب هذا الشاب ولا أريده أن يكون حزينا ؛ فقالت: أتريد الزهور فعلا مهما كان الثمن ؛ فقط أريدها حتي أهديها إليه؟ قالت:إسمع ما أقوله لكِ وأفعله إقطع جزء من الغُصن الجاف بأفرُعي وأغرسه فى قلبك فيتساقط الدماء على أزهار فتحمر وتقطف منها زهره وتأخذها إلى صديقك ففعل العصفور ماقالته له الشجره فى الحال وأخذ الغُصن وأخذ يُغرسه فى قلبه بشده حتى تساقط الدماء على الأزهار فأحمرت الأزهار فأخذ ورده منها وأخذ يُطير والدماء تُسيل منه بشده حتى وصل إلى الشاب فأعطاه الورده الحمراء ومن شده الفرحه لم يتذكر الشاب حتى أن يشكره على ما فعله وطار الشاب إلى الفتاه حامل الورده الحمراء دون أن يتذكرالعصفور فعندما وصل إليها ؛ فقال لها: إليك الورده الحمراء أيتها الجميله هل لى الأن أن أرقص معكى؟ قالت له: فات الأوان ياهذا ! فقد جاء الأحسن منك جمالا والأغنى منك مالآ وجاء بها ، وخرج الشاب وسقطت الورده الحمراء من يده لكى يدوس عليها الماره ،دون أن يتذكر ما فعله العصفور له! ومات العصفور من شده جراحه ومن يومها يتذكر الناس الورده الحمراء على إنها رمز للحب والوفاء لما فعله العصفور من حب وإخلاص للحبيب دون مراعاه لحياته

قميص من حديد


إن قيود السرير (أقصد الالتزام بالسرير ) في حد ذاته هو سجن لا يطاق ... وإذا لزم الإنسان السرير عدة أيام يتطلع إلي حرية وانطلاق من هذه القيود ....أما إذا كان داخل السرير قيودا أكثر ... فهذا أمر لا يعبر عنه ..وأقصد بذلك الأمر الآتي : مرضت الأخت ........وهي انسانة طيبة القلب , متدينة , كانت شكواها آلام في الظهر لم تستطع الوقوف وإذا نامت لا تستطع أن تتقلب يمينا أو يسارا ... وكانت التشخيصات مختلفة إلا أن التحاليل والأشعات وصلت إلي بيت القصيد فهي مريضة بارتخاء في أعصاب العمود الفقري ... والأطباء عرفوا الداء ولكنهم عجزوا عن الدواء فهذا المرض ليس له حل ولا دواء ....... وصاحبه يسلم الأمر لصاحب الأمر بعد تجربة الأصناف الجديدة من الأدوية المشددة المقوية للأعصاب ...... ولكنها جميعا انتهت إلي لا شئ .ولكن بقي أمام الأهل سؤال محير :.كيف تجلس؟كيف تأكل؟.كيف تقضي حاجتها؟.... كيف؟؟... كيف؟؟..كيف؟؟؟وأجمع الأطباء علي: عمل قميص من حديد يسندها من كل ناحية وهي في سريرها لتأكل وتشرب .. وممكن الاستغناء عنه أثناء النوم أو حتى تنام وهي جالسة فيه !!!!!!!!!!!! ولك أن تتخيل .........إنسانه يحوطها الحديد من كل ناحية ..إن اقسي حدود الحديد هو أن يوضع حول المعصمين ..ونحن نقول أنها القيود الحديدية ...ولكن ماذا تقول عن هذه الأخت ؟!!!!!!!!! وذات يوم فكرت أن أزورها لكي أشدد ضعفها وأكلمها بكلمات تعزية ترفع من لروحها المعنوية المحطمة .... نعم المحطمة و كيف لا تكون محطمة وهي علي هذا الحال !!!!!!!!! وما أن دخلت إليها إلا ونادتني بهذه الكلمات ....." أشكر الله الذي اختارني أنا بالذات لهذه المحنة فأنا اعتبرها امتياز لا يعطي إلا للمختارين لأن الله تجاربه صالحة... والذي يحبه يجربه....... وأن فترة جلوسي في السرير جعلتني أجد أوقاتا طويلة أتكلم فيها مع الله ...هذه الفرصة لم تكن لي وأنا بكامل صحتي ....." أحنيت رأسي خجلا من سكيب العطية السماوية الممنوحة لها من الله ............

مجرد آية


عاشت فتاة في بلاد الانجليز عيشة فساد وشر ، وقد اتخذها رجل بدون زواج معه في بيته ويوما ما ذهبت لمحطة لندن لتقطع تذكرة للسفر إلى هذا الرجل الذى كان يحوز علي لقب (سير ) فى تلك البلاد . وبينما هي تقطع التذكرة رفعت نظرها فوق شباك التذاكر فقرات عجيبا "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية "(يو 3 : 16 )فسالت الفتاة قاطع التذاكر عن معنى هذه الجملة، فأجابها: إنها جزء من الكتاب المقدس، فاستغربت هذا الأمر لأنها لم تقرا في الكتاب قط. وطلبت من الرجل أن يرشدها إلى اقرب مكان يبيع هذا الكتاب.... وتوا ذهبت وسالت بائع الكتب المقدسة أن يعطيها كتابا فيه هذه الجملة فعرفها أن الجملة موجودة في كل كتاب من كتبه، فاشترت كتابا مقدسا وتوجهت للمحطة ، وهناك سالت من وجدتهم عن مكان الآية فواحد بعد الأخر لم يعرفوا المكان إلى أن وصلت إلى شخص اخرج مكان الآية فنظرت فيها باندهاش وأخذت تقول لهم :"هل كنتم تعرفون انه توجد أية هكذا تعلن محبة الله في هذا الكتاب ؟ "وأخيراً أخذت التذكرة ونزلت في القطار وهي ممسكة بالكتاب، وعيناها شاخصتان إلى الآية وأخذت تجول في القطار من كرسي إلى كرسي وهي تسال:" هل تعرفون انه في الكتاب قول مثل هذا القول ؟ " وهل أدركتم معناه ؟"وبعد أربع ساعات وصل القطار ووجدت الرجل في انتظارها بعربته ودعاها للركوب معه. وبعد الوصول للبيت قالت له :"اقرأهذا الكلام أولا ، ثم أرته الآية ".وسألته : "هل كنت تعرف هذا ؟"فأجابها : " نعم وقد قرأت الكتاب كله "فأجابته : "عجبا ! ! ! كيف تعيش عيشتك هذه وأنت تعرف هذا، إذا فلن امكث معك فيما بعد "...وعبثا حاول أقنعاها للانتظار ووعدها بالزواج بها في أول فرصة، فأبت قائلة لن أعيش مع رجل عاش مدة طويلة معي كهذه ،وهو يعرف أن في الكتاب المقدس مثل هذا الكلام .فآخذها إلى كاهن الجهة وهناك ركعا، وسلمت حياتها للمسيح وسلم هو أيضا حياته للرب. وبعد ذلك أمكن أن تقترن به وعاشا بعد ذلك حياة طاهرة مقدسة، وكان بيتهما على الدوام محط رجال أولاد الله وخدام المسيح !.

جزيرة مليئة بالذهب .. ولكن


انطلقت سفينة عبر احد المحيطات تحمل المئات من البشر يبحثون عن فرص للعمل والتجارة فجأة ضرب ناقوس الخطروادرك الكل أن المياة بدأت تتسرب الى السفينة ,فأنزلوا قوارب النجاة , وحملوا ما استطاعو من الطعام , وانطلقوا الى جزيرة قريبة جدا منهم ..... ,اجتمع الكل فى الجزيرة التى لم يكن يسكنها احد ,وعرفوا انهم صاروا فى عزلة عن العالم كله ,فقد امتلأت السفينة بمياة المحيط وغطست فى الاعماق قرروا أن يبدأوا بحرث الارض وزراعتها ببذر بعض الحبوب التى انقذوها , وبالفعل بدأوا بذلك ولم يمض يومان حتى جاء احدهم يصرخ متهللا :لا تحزنوا سأقدم لكم نبأ خطير نحن فى جزيرة مملوءة بمناجم غنية بالذهب ,وسنصير أغنياء جدا !!! فرح الكل , وتركوا الزراعة , وانشغل الكل باستخراج الذهب وصاروا يملكون الكثير ونفذ الطعام وحل فصل الشتاء ولم يجدوا طعاما وهنا ... ,بدأوا يتفطنون ماذا يفعلون بكل هذا الذهب وهم لا يجدون طعاما ! فصاروا فى حيرة لكن قد ضاع وقت البذر والحصاد لقد بدأوا يخورون الواحد وراء الاخر ,واخيرا ماتوا من الجوع ,وانطرحت جثثهم وسط اكوام الذهب التى لم تقدر ان تخلصهم . هذة قصة الكثيرين منا ,حيث يرفضون الالتقاء مع الله الذى يشبع النفس بطعام المعرفة الالهية ,مقدمين اعذارا واهية انهم مشغولون بالامور الزمنية لكن تأتى ساعة يكتشفون ان كل ما جمعوه لا يشبع نفوسهم ,وأن الفرصة قد ضاعت , وفقدوا حياتهم الابدية ! انشغلت نفسى بأمور كثيرة , وانت طعامها السماوى حكمتك تشبع نفسى , ومعرفتك تروى ظمأى لأقتنيك فأحيا , واشبع , ولا اموت انت شبعى وفرحى وغناى انت حياتى ومجدى انت نصيبى يا شهوة قلبى

أنت أقوى منى


هذه العبارة هي التي غيرت مجري حياتي ، فقد ولدت عام 1875 في ألمانيا وعشت طفولة سعيدة وأحببت الموسيقى حتى أتقنت العزف على البيانو في سن الخامسة من عمري ، ثم عزفت على الأرغن وكنت أشعر بزهو كبير وأنا أجذب الانتباه في هذه السن الصغيرة بتميزي الشديد. و في أحد الأيام تشاجرت مع زميلي جورج في المدرسة ، فأخذته بعيدا عن المدرسة وطرحته على الأرض وضربته بعنف ، فقد كنت أتمتع بصحة جيدة ، ولكني لن أنسى هذا اليوم أبدا، فقد نهض جورج من على الأرض وهو يقول لي ( أنت أقوى مني يا ألبرت ، أنت تأكل ما لذ وطاب وتشتري ما تريد وتذهب إلي أي مكان وتحاط برعاية الجميع أنت لم تعرف معنى الجوع..... من أنا حتى أفكر في الانتصار عليك ؟ أنا فقير وهزيل). نفذت كلماته إلي أعماقي كالسهم ، ولأول مرة تأملت وجهه ، لأرى آثار المعاناة تبدو عليه ودمعة كبيرة تترقرق في عينيه...... ساعدته في ترتيب ملابسه ولاحظ هو التأثر الشديد على وجهي ، فطيب خاطري وكأنه هو الذي أساء إلي رجعت منزلي وأنا أفكر لأول مرة في الفقراء والمساكين والمرضى و الحزانى ، يومها لم يستطع ألبرت شفايتزر تناول عشاءه. تخرج ألبرت من جامعة ستراسبورج وكتب في الفلسفة و الاجتماع والأدب وربح الكثير من الحفلات التي كان يدعى إليها للعزف على الأرغن والبيانو ، لكنه لم يكن مقتنعا بما يفعله و وجه صديقه البائس جورج لم يفارق ذهنه ، فماذا قدم لأخوته ؟ قرأ يوما مقالا في إحدى الصحف عن الأمراض المنتشرة في وسط أفريقيا والمرضى الذين يحتاجون لأطباء ودواء ورنت كلمات صديقه القديم في أذنيه ( أنت أقوى مني يا ألبرت ) فماذا فعل هو بهذه القوة؟ وكيف يخدمهم و هو الأديب ورجل الفلسفة ؟ ظل الصراع يتصاعد داخله ، حتى قرر أن يلتحق بكلية الطب في باريس وهو في سن الـ33 ثم سافر إلي أفريقيا واشترى هناك كوخ صغير وضع فيه بعض صناديق الدواء والأجهزة الطبية وعمل ليلا ونهارا حتى أحبه الجميع ولقبوه بـ( الساحر ) فمستحيل أن يكون شخصا عاديا.ولكن كل عمل ناجح لابد له من مقاومين ، فقد صدر أمر بالقبض عليه وترحيله لفرنسا و دخوله السجن. وفي السجن كان ألبرت هو الطبيب الجسدي والنفسي لزملائه المسجونين ، ولما أفرج عنه أخذ يعزف في الحفلات الكبيرة ليجمع المال ويعود به إلي أفريقيا ( حبه الأول) وهناك بنى مستشفى بها 25 سرير لمرضى الجزام وكم كان سعيدا وسط أصدقائه الزنوج. و في عام 1952 حصل الدكتور ألبرت شفايتزر على جائزة نوبل للسلام ، فهو الأديب الفنان والطبيب الإنسان.
لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو لاخرين ايضا ( في 2 : 4 )

لمن نحن


في أحد فصول مدارس الأحد........وقف الخادم أمام مخدوميه يحمل في يديه ورقة بنكنوت من فئة ال100جنيهو رفعها أمام أولاده وسألهم :" من منكم يريد أن يأخذ هذه ال100 جنيه؟ "فرفع جميع الأولاد أيديهم.فأمسك الخادم ورقة البنكنوت وضغط عليها في قبضة يديه بشدة حتىتجعدت الورقة تماما ثم رفعها ثانية وسأل نفس السؤال:" من منكم لازال يريد أن يأخذ هذه ال100 جنيه؟ "فرفع جميع الأولاد أيديهم.في هذه المرة وضعها الخادم علي الأرض وأخذ يضرب عليها بحذائه بشدة ،حتي اتسخت تماما ثم رفعها مرة ثالثة أمامهم:" من منكم لازال مصرا.... يريد أن يأخذ هذه ال100 جنيه؟ "فرفع جميع الأولاد أيديهم.هكذا قال الخادم للأولاد:"بالرغم من كل ما فعلته في ورقة البنكنوت فمازال قيمتها 100 جنيه" ونحن أيضا يا أحبائي كثيرا ما ننسحق ونتسخ بسبب خطايانا لكننا أبدا لا نفقد قيمتنا في نظر أبينا السماوي .فمازالت قيمتنا في نظر أبينا السماوي هي: "دم ابنه الذكي"فالقيمة الحقيقية لنا.....ليس في (من نحن؟) بل....( لمن نحن؟

سباق في الحب


قيل إن أحد أبطال سباق سرعة السيارات، أرجنتيني الجنسية، نال بطولة العالم وكان يقدر أن يسير بسرعة تبلغ 150 ميلاً في الساعة، وقد ربح كل جوائز السباقات العالمية في طرق أوربا في ذلك الحين. امتاز هذا البطل بحذره الشديد وحبه للغير... فكان إذا ما سار في الطرق السريعة يخرج أحيانًا بعض الشباب يندفعون بسياراتهم بجواره لعلهم يلحقون به وهم في غيظٍ شديد. وكان في مقدوره أن يُسرع حتى يُحسبون كمن هم واقفين في أماكنهم، أما هو فلم يكن يستخدم مهارته الفائقة في السباق معهم، بل كثيرًا ما إذا رأى بعضهم يريدون أن يسبقونه يهدئ من سرعته ويتركهم يعبرون. لم يكن يشبع كبرياءه بل يقدم نفسه مثلاً للحب وحسن استخدام الحرية. كأنه يقول لهؤلاء الشبان: إنكم تتسابقون ببطءٍ. إنكم لا تستطيعون أن تسرعوا مثلي، فإني أستطيع أن أغيِّر مسير العربة في عُشر ثانية دون أن يصيبني أذى. لكنكم إن أردتم أن تتمثلوا بي تقتلون أنفسكم. إني أترفق بكم ولا أدخل معكم في سباق يهلككم!" هذه هي الحرية التي يليق بالمؤمن أن يمارسها، إنه لا يستخدمها لإشباع الأنا ego، إنما يهتم بما لاخوته. إنه يمارس سباقًا لا في إبراز تفوقه ومهارته بل في حبه العظيم نحو اخوته.

تكلفة النضوج


إذ ينمو الشبل قليلاً يخرج الأسد إلى الغابة أو الصحراء لا ليأتي بفريسة إلى شبله بل ليقتنص غزالاً صغيرًا يأتي به حيًا إلى شبله. يتركه أمام الشبل ليدخل الاثنان في صراع معًا، ويقف الأسد متحفزًا، فإذا رأى الغزال يضرب الشبل ضربة خطيرة يتدخل بضربة قاضية. بهذا الصراع يتعلم الشبل الافتراس، ويعرف كيف يخرج مع والده مرة ومرات حتى إذا ما نضج يتركه يخرج وحده يمارس حياته الناضجة. هذه هي تكلفة النضوج! لا يُترك الشبل في عرينه يلهو ويمرح على الدوام، بل يدخل في صراع حتى يبلغ إلى النضوج. وبنفس الفكرة يُعلم النسر صغاره الطيران، إذ يحمل النسر صغيره بمنقاره ويطير به إلى ارتفاع مئات الأقدام في الهواء، وإذ يتركه يبدأ الصغير في السقوط لكن يسرع النسر بالطيران تحت صغيره ليحمله على جناحيه المفرودين ثم يلتقطه بمنقاره، ويكرر الأمر مرة ومرات حتى يتعلم الطيران، عندئذ يتركه النسر يطير بمفرده ليمارس حياته الناضجة. يمكننا القول بأن اللَّه في أبوته الحانية يريد لنا النضج، فيقول لنا: "هذا هو طريق حبي ورعايتي المستمرة لك. إنني أحملك إلى حين لكنني أبسط جناحي تحتك والتقطك حتى لا تنحدر إلى الهاوية. أريدك أن تتعلم الطيران... ارتفع بك ولا أتركك وحدك! لا تستكن للطفولة غير الناضجة، لا تبقى طفلاً على الدوام!" هذه هي خبرة المرتل القائل: "لا تتركني إلى الغاية (النهاية)"، إذ يشعر أن اللَّه يحمله إلى الأعالي ويتركه لكن إلى لُحيظَة ليحمله من جديد، حتى يتعلم الطيران. إلهي... كثيرًا ما اشتاق إلى طرق الطفولة غير الناضجة، أريد أن استريح وألهو على الدوام. وأنت بأبوتك تدخل بي إلى المعركة ضد إبليس، أيها الأسد الخارج من سبط يهوذا، تُريدني ألا أبقى شبلاً صغيرًا بل أسدًا قويًا‍. لتحملني إلى الأعالي، علمني بروحك القدوس كيف أطير. هب لي ألاّ استكين في العش بل أحلق في السماويات.

الطيور المغردة


في الصباح الباكر انطلق الطفل مارك إلى أبيه الذي حوّل وجهه من ناحية النافذة إليه كعادته، واحتضنه وقبَّله. - لماذا أراك تتطلع كثيرًا من النافذة في الصباح المبكر يا أبي؟ - إني معجب بالطيور المغردة التي تقف معًا على سلك التليفونات، تُغرد معًا ثم تطير، وكأنها تبدأ صباحها بالتسبيح والفرح لتنطلق للعمل معًا بروح الجماعة. - ماذا يعجبك أيضًا في هذه الطيور؟ صوتها المنسجم العذب؟! - أتطلع إليها وهى تغني معًا، كأنه ليس في الكائنات على الأرض أسعد منها. - وما هو سرّ ذلك؟ - إنها تقف على أسلاك التليفونات لتُثبِّت بمخالبها الصغيرة وقفتها. بلاشك تحمل هذه الأسلاك أحاديث تليفونية كثيرة تَعْبر من بيت إلى بيت، أو من قرية إلى قرية. تحوي هذه الأحاديث أخبارًا مفرحة أو حزينة... لكن تمر الأخبار تحت أقدام الطيور، ولا تفقد الطيور سلامها الداخلي. إنها تضع قلوبها في يديْ اللَّه، وتثبت أقدامها في طريقه... تتهلل برعايته متطلعة نحو السماء. عزيزي، ليتك تكون كأحد هذه الطيور تضع أخبار العالم تحت قدميك، تجتاز كما في أسلاك التليفونات، لن تحطم قلبك، ولا تشغل فكرك عن السماء! لتبدأ حياتك بالفرح وتعمل بروح الجماعة فتقضي أيامك كما في السماويات. هب لي يا رب أن أستقر على كفيك، أراك بقلبي، وانشغل بالمناجاة معك، لا أنشغل بأحاديث العالم، ولا ارتبك باهتماماته. تغني نفسي لك يا شهوة قلبي!

أن أتبعك، هذا ما لست مُقتنعًا به


دخل مؤمن إلى موضع مدافن بالهند، وكان يتمشى يتأمل في حياة الذين ماتوا وعبروا هذا العالم. وبينما هو غارق في أفكاره وجد مقبرة قديمة يبلغ عمرها حوالي 100 عامًا وقد كَتب الراقد فيها قبل موته هذه العبارات: "أُذكر أيها الغريب يا من تعبر بي، كما أنت الآن هكذا كُنتُ أنا يومًا ما. وكما أنا الآن فستكون أنت أيضًا يومًا ما. استعد للموت، وتعال اتبعني!" بينما كان المؤمن يتأمل فيما نُقش على المقبرة، إذ به يجد نقشًا آخر على ذات المقبرة صنعه أحد العابرين، جاء فيه: "أن أتبعك هذا ما لست مقتنعًا به، حتى أعرف أيّ طريق أنت سلكت فيه". حقًا ما أصعب أن يقتنع أحد بأن يتبع ميتًا حتى القبر ما لم يُدرك أنه قادر على العبور من القبر إلى حياة جديدة. واحد لم يقدر القبر أن يحبسه هو السيد المسيح، القائل: "أنا هو القيامة"، "أنا هو الطريق". لنتبعه حتى ندخل معه إلى القبر وننطلق معه إلى حضن أبيه مترنمين: "أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا هاوية؟!"

الرحمة لمن لا يستحق الرحمة


قيل إن سيدة وقفت أمام نابليون بونابرت تشفع بدموعها في ابنها الذي ارتكب جرمًا عظيمًا يستحق عقوبة قاسية. - إني أعلم أنك إنسان رحوم، فأرجو أن تعفو عنه هذه المرة. - إني أحب الرحمة، وقد صفحت عنه في المرة السابقة. - اصفح عنه أيضًا في هذه المرة. - إنه لا يستحق الرحمة، فقد استهان برحمتي السابقة. - أنا أعلم أنه لا يستحق الرحمة، لكنك أنت رحوم. - كيف أقدم الرحمة لمن لا يستحقها؟ - إن قُدِّمت الرحمة لمن يستحقها لا تُحسب رحمة، لكن الرحمة الحقَّة هي التي تُقدم لمن لا يستحقها. صمت نابليون قليلاً ثم قال لها: "لقد أدركت الآن ما هي الرحمة، لذا قررت العفو عنه!" هذه هي احساسات الرسول بولس وهو يقول: "ونحن أعداء قد صولحنا مع اللَّه بموت ابنه" (رو 10:5)، فقد تحققت مراحم اللَّه بالعفو عنَّا ومصالحتنا مع اللَّه ونحن أعداء ومقاومون له! أعطيناه القفا فأعطانا وجهه، قاومناه بكل طاقاتنا فبذل حياته لأجلنا... أحبنا أولاً حتى نذوق مراحمه المجانية فنتقبله فينا، عندئذ نفتح قلوبنا بالمراحم والحب له، بل ولكل البشرية، فنرحم من نحسبه لا يستحق الرحمة، ونُحب من نظنه لا يستحق حبنا! أشكرك يا رب لأنك بالحق رحوم! رحمتني أنا غير المستحق الرحمة. فتحت أبواب أحضانك أمامي أنا الهارب من وجهك، جذبتني بالحب إلى أحشائك الملتهبة بنار الحب! تصهر طبيعتي القاسية وتُجددها، أحمل شركة الطبيعة الإلهية، فتفيض المراحم من أعماقي لمن لا يستحق المراحم! ويشرق الحب من داخلي على من يبدو غير مستحقٍ لحبي! تُحوّل أعماقي إلى مراحم لا تعرف الحدود، ويتحول كياني إلى نار حبٍ لا تستطيع كل مياه العالم أن تطفئها! أنت الحب كله... اجعلني بالحق محبًا ورحومًا!

قرأته عشرين مرَّة


في زيارة بإحدى المدن الأمريكية إذ كنت أفتقد أسرة قلت لأحد الأحباء: "في أي الأسفار المقدسة تقرأ؟" أجابني: "لست أقرأ في الكتاب المقدس، فقد قرأت العهد القديم حوالي عشرين مرة، أما العهد الجديد فبلا عدد. إني أعرف كل الوصايا الواردة في الكتاب المقدس وأيضًا القصص الخ." صمتُّ قليلاً ثم قلت له: "لقد قرأ إنسان عبارة واحدة، وبقي يقرأها أكثر من 85 سنة ولم ينتهِ من قراءتها!" - من هو هذا الإنسان؟ - أنبا أنطونيوس. - أيَّة عبارة؟ - دخل الكنيسة وهو شاب صغير لم يبلغ الثمانية عشرة من عمره وسمع قول الرب: "إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء وتعال اتبعني". سمع القول وأدرك أنها رسالة شخصية موجهة إليه. بقي يقرأ العبارة ويحاول أن يتممها طول عمره، فإذا بالوصية واسعة جدًا، وكأنه يردد قول المرتل: "لكل كمالٍ رأيت حدًا أما وصاياك فواسعة جدًا". كتابنا لا يُقرأ لكي يحفظ عن ظهر قلب، ولا لمجرد التعرف على الوصايا والقصص الدينية، إنما يُقرأ لكي يلتقي المؤمن بكلمة اللَّه المخلص والصديق، يدخل معه في حوار حب، ويتمتع بالحياة معه. نقرأ الوصية لنمارسها لا كعملٍ أخلاقي بحت، وإنما لكي نصير أيقونة المسيح، نصير على صورته، ونتحلى بسماته، تتزين نفوسنا بغنى نعمته فتتهيأ كعروسٍ لعريسها السماوي.

شماس يقرأ بقلبه


اغتاظ الوالي الوثني إذ رأى شماسًا شابًا يسند كثير من المعترفين على احتمال الآلام من أجل إيمانهم بالسيد المسيح. أراد الوالي أن ينكل به، وإذ عرف أن الشماس محب للقراءة في الكتاب المقدس والكتب الكنسية أصدر أمره بفقء عينيه. وقام الجند بذلك في قسوة وبتشفٍ، ظانين أنه حتمًا ستتحطم نفسية الشماس. بعد قليل التقى الوالي بالشماس فوجده متهللاً بالروح، فتعجب جدًا. وإذ دخل معه في حوار قال له الشماس: "إنني لست أعرف كيف أشكرك! كنت أقرأ بعينيّ لعلّي أتعرَّف بالأكثر عن أسرار إلهي، وها أنت فقأت عينيّ فوهبني إلهي بصيرة داخلية. الآن أقرأ الكثير بعينيّ قلبي! عوض العينان الجسديتان أتمتع الآن بعينين روحيَّتين! لقد عرفت الكثير وتمتعت بأمورٍ سماوية لم يكن ممكنًا للكتب أن تكشفها لي!" دُهش الوالي، وصار يتساءل: ماذا أفعل بهذا الشماس؟ فقأت عينيه فرأى بقلبه الأمور التي لا تُرى! أرسلته إلي الحبس فحوَّله إلى سماء مملوءة فرحًا وبهجة وتسبيحًا. إن عذبته يفرح لأنه يشارك مسيحه آلامه. إن قتلته يُسر بالأكثر لأنه مشتاق أن يرى إلهه... تُرىاذا أفعل؟"

تحطمت سيارتي وملأني الفرح


بدأت الزيارة حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل حيث انطلقت مع بعض الأساقفة والكهنة إلى منزل أحد العاملين في بلدٍ أوربي، وكان معنا شاب أعزب يتسم بالبساطة؟ روى لنا الشاب قصة عاشها بنفسه، فقال: كان لديّ سيارة جديدة، تحطَّمت تمامًا في حادثة، واشتريت السيارة التي استخدمها الآن. كنت سعيدًا جدًا حينما شاهدتها قد تحطَّمت، لأنني أشعر أني استحق هذا!" استطرد الشاب البسيط حديثه، قائلاً: جئت إلى هذه المدينة، وقد وضعت في قلبي ألاّ أتدنس. بدأت مثل كثير من الشباب القادمين من مصر أعمل في مطعمٍ، لكي أشق طريق حياتي في بلدٍ غريبٍ. فوجئت برئيستي في العمل تحبني جدًا. حاوَلَت الالتصاق بي بكل وسيلة. صارحتني أنها تفكر في الطلاق من زوجها، وطلبت مني أن أتزوجها، فرفضت تمامًا، وأوضحْت لها أنني لا أقبل هذه العلاقة مطلقًا. استغلت ظروف غربتي، فكانت تطلب من مدير المطعم أن تأخذني معها لإتمام بعض التزامات خاصة بالمطعم، ظنًا منها أن لقاءنا معًا بمفردنا في السيارة قد يؤثر عليّ. حاولت بكل الطرق أن تنفرد بي، لكنني كنت جادًا معها في أعماقي الخفية كما في سلوكي. حاولت أن تقّبلني فكنت أرفض. وضعت في قلبي ألاّ أخطئ مهما كلفني الأمر. لكن تحت الضغط الشديد وفي ظرف معين استسلمت مرة واحدة إلى لحظات، غير أنني سرعان ما تداركت الأمر، وظهر الحزن عليّ دون أن أمارس الشر بصورته الكاملة. لم احتمل التهاون من جانبي، وشعرت أنني فقدت الكثير... ووقَفَت هي أمامي تتعجّب لما يحدث، كأني إنسان شاذ لا مشاعر له. صارت خطيتي أمامي، وأدركت أنني استحق تأديبًا إلهيًا حتى تتمرّر الخطية في حياتي، هذه التي استسلمت لها إلى لحظات. قدَّمتُ توبة أمام اللَّه، وأحسست بالندم لا يفارقني. اعترفت بخطيتي أمام أب اعترافي، ووعدت اللَّه في حضرته ألاّ أبقى في هذا العمل مهما كانت الظروف. لم تمض أيام كثيرة حتى كنت مع صديق لي نتجه بسيارتي إلى مكان معيّن، وكنّا نستمع إلى بعض أغاني مثيرة عِوض الاستفادة بوقتنا. في الحال مددت يدي وأخرجت "الكاسيت" ووضعت بدلاً منه "كاسيت" لقداسٍ إلهي. كنت أستمع إلى تسجيل القداس الإلهي وأنا متهلل جدًا باللَّه، حتى جاء القول: "مستحق وعادل؛ مستحق وعادل..." وإذا برجلٍ مخمورٍ يقفز فجأة نحو العربة، وكان الوقت ليلاً، ونحن في طريق زراعي. حاولت تفاديه ففقدت سيطرتي على عجلة القيادة، وانحرفت السيارة عن الطريق، وسقطت، وانقلبت بنا خمس مرات. وجدت نفسي مع صديقي خارج السيارة؛ كيف؟ لا أعلم، خاصة وأنني كنت أستخدم حزام السيارة. تطلَّعت إلى صديقي وقلت له وأنا أتأمل السيارة: "أني مسرور للغاية". تطلًّع إلىّ صديقي إذ حسبني أتحدث في غير وعي نتيجة الصدمة. أكملت حديثي: "أنا أعلم لماذا سمح اللَّه لي بتحطيم السيارة. أشكره لأجل محبته لي واهتمامه بي". كانت علامات الفرح واضحة عليّ. جاء رجل الشرطة لمعاينة الحادث، فسألني: "من بداخل السيارة؟" فقد توقّع أن من بداخلها حتمًا قد مات. قلت له: "لا أحد؛ فقد خرجت أنا وصديقي كما ترانا، ليس بنا (خدش) واحد!" قال رجل الشرطة في دهشةٍ: "مستحيل! كيف خرجتما من السيارة وقد تحطمت تماماً؟!" ثم استطرد حديثه قائلاً: "في الأسبوع الماضي، وفي نفس الموقع انحرفت سيارة، وانقلبت بنفس الكيفية، ومات من كان يقودها!؟" عُدت إلى منزلي وحسبت نفسي قد ربحت الكثير... لا أدري ما هو هذا الربح، إنما كان قلبي متهللاً، وأعماقي مملوءة فرحًا، مع أنه لم يكن لديّ المبلغ الكافي لشراء سيارة أخرى، ولم يكن التأمين يغطيني. أكمل الشاب قصته فروى لنا أنه عاد إلى عمله بعد أن قرر أن يُسرع في تركه، ليس خوفًا من أن تحلّ به عقوبة ما - أي تأديب إلهي، أو خسارة مادية تلحق به - وإنما شوقًا نحو خلاص نفسه. روى لنا كيف لمس يدّ اللَّه تدفعه للترك. فقد جاءته رئيسته التي شعرت بأن كل وسائل اللطف قد فشلت في جذبه إليها، فأرادت أن تستخدم وسائل الضغط والعنف. صارت توبخه وتتهمه علانية أمام زملائه أنه بطيء في عمله. وكان الكل يعلم أن ما تقوله كذب، إذ يشهدون له بنشاطه في العمل، وأنه يمارس عملاً يحتاج للقيام به ثلاثة أشخاص. لم يعرف زملاؤه سرّ تحوّلها ضدّه، إذ كانوا يعتقدون أنها كانت تلتصق به لأجل اهتمامه بعمله ونشاطه وقدرته. قال لها: "إن كنتُ بطيئًا في عملي، فأنا أقوم بدور ثلاثة أشخاص، ومحتاج إلى شخصٍ يعمل معي". أجابت في غضب شديد وبلهجة عنيفة: "إمّا أن تُسرع في عملك أو تستقيل". هنا شعر كأن صوت اللَّه يحدّثه خلالها. في الحال وبغير تردد قال لها أمام الحاضرين: "الآن أنا مستقيل". ألقى بما في يده وانطلق ليخرج، فأدركت أنه جادٌ في قراره. حاولت أن تثنيه عن عزمه هي ومن معها. صارت تلاطفه لعلّه يعدل عن قراره، لكنه أصرَّ وخرج، ليس من أجل كرامته، وإنما لأجل أبديته. لم يمض أسبوع حتى وجد عملاً لم يكن يظن أن يحصل عليه، ولا وجه للمقارنة بينه وبين عمله الأول، من جهة نوع العمل والدخل. لقد شعر أن يدّ اللَّه قد كافأته لأنه اهتم بخلاص نفسه وهو في بلدٍ غريبٍ وتحت ظروفٍ قاسيةٍ، وعلى حساب احتياجاته الضرورية.
 

website traffic counters
Dell Computers