دبت الخلافات بين شريف وعروسه منذ الأسبوع الأول من زواجهما. وكان كثيرون من الأقارب والآباء الكهنة يتدخلون للصلح… لكن سرعان ما كان الخلافات تتجدد. كان شريف يتهم زوجته بالإسراف وعدم مراعاة ظروفهما المادية، أما هي ففي مرارة كانت تشكو من بخله الشديد، فإنه يحرم عائلته حتى من الضروريات، مُدعيًا الفقر. بعد عشرات السنوات تركت الزوجة بيت الزوجية وذهبت إلى أخيها تطلب منه ألا تعود إلى زوجها، إذ دبّ بينهما خلاف بسبب رغبتها في شراء مرتبة جديدة. حاول الأخ تهدئة نفسية الزوجة، أما هي فكانت تروي لأخيها أمثلة غريبة من بخل زوجها. سألها الأخ: "ماذا تظنين، هل يضع ماله في إحدى البنوك؟" أجابت الأخت في تهكمٍ: "إني واثقة أنه لن يأتمن البنك على ماله". - هل يدفع شيئًا لوالديه؟ - مستحيل، فإنه بخيل حتى على والديه، إني أدفعه دفعًا ليهتم بهما، لكنه يصر ألا يدفع شيئًا، ولا يقدم لهما هدايا حتى في الأعياد والمناسبات. - هل يُبذر ماله مع أصدقائه؟ - ليس له أصدقاء حتى لا يستضيفهم سواء في المنزل أو خارجه. - إذن أين يضع ماله؟ - لا أدري، هل يجمعه في مكانٍ ما، أم أن بركة الرب قد نُزعت عنه؟ شكَتْ له أخته أن زوجها لم يشترِ بدله واحدة منذ زواجه، ولم يجدد المرتبة التي ينامان عليها… لقد صارت أشبه بخرقةٍ لو أُلقيت في الشارع لن يقبل شحاذ أن ينام عليها. هدَّأ الأخ نفسية أخته وطلب منها أن تحمل صليبها بشكر… أما هي فأجابته: "لا أقلّ من أن يشتري مرتبة ننام عليها… إني لا أطيقها!" وعدها أخوها أنه سيُقدم لها مرتبة جديدة هدية منه في القريب العاجل. بعد يومين إذ كان شريف مسافرًا في مأمورية خاصة بعمله أحضر الأخ مرتبة جديدة هدية لأخته. وفي خجل شديد قبلت الأخت الهدية، لكن الأخ قال لها: "لا تخجلي فإني أخوكِ…" قامت الأخت بإعداد المنزل بكل وسيلة لكي تبرز المرتبة الجديدة، فيفرح قلب شريف بالهدية المجانية. بدأت تسأل نفسها ماذا أفعل بالمرتبة القديمة… لكنها إذ سمعت صوت تاجر الأثاثات القديمة "ربوبيكيا" نادته وسألته إن كان يأخذ المرتبة القديمة دون مقابل. قبِل التاجر أن يأخذها وهو متضرر للغاية، فإنها لا تصلح لاستعمالٍ آدمي! في اليوم التالي إذ عاد شريف إلى منزله، لاحظ وجه زوجته المتهلل، والبيت المُهيأ بطريقة واضحة… تطلع إلى السرير الذي كاد أن ينكسر لأنه قديم جدًا… وسأل زوجته: "أين المرتبة القديمة؟" بابتسامة قالت الزوجة: بالكاد وافق تاجر الأثاثات القديمة "الربوبيكيا" أن يقبلها. ما أن سمع شريف ذلك حتى صرخ: "لقد ضاع جهاد عمري كله… كل ثروتي وضعتها في المرتبة!" سقط شريف على الأرض ميتًا، فقد أُصيب بذبحة قلبية! لقد ذبحه بخله! إلهي من يحفظ وصيتك، تحفظه الوصية الإلهية. أما من يحفظ المال، يذبحه ماله ويقتله!
2008-08-03
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق