بحث مخصص

2008-08-31

مسرحية الموت


أنا شاب في العشرين من عمري ، روسي الجنسية وأعيش في العاصمة موسكو وأدرس العلوم الإلكترونية في واحدة من أكبر جامعات موسكو . إنني لست ملحدا بل مسيحيا ولكني بعيدا عن الله أو إن الله لا يشغل تفكيري في الوقت الحالي. صديقي فلاديمير ، وهو من أعز أصدقائي ، مختلف عني ، فهو فعلا ابن المسيح وكثيرا ما يحدثني عن الله وعن محبته وعنايته بنا ، ولكني دائما أقول له مازحا: الله لكبار السن والعواجيز ، أنا صغير لسه ، لما أكبر وأعجز أبقى أشوف التوبة اللي عمال على طول تكلمني عنها. واقترحت عليه أن نذهب لنشاهد أحد العروض المسرحية في أشهر مسرح في موسكو ، وذهبنا يوم الأربعاء 23 أكتوبر لسنة 2002 وكان عرضا جميلا راقيا....( إنذار لكل الموجودين في المسرح ، لا أحد يتحرك من مكانه ، أنتم محاصرين ، الذي يريد أن يعرف ما هو الموت هو المسموح له بالحركة ، المسرح كله ملغم بالقنابل ، لا أريد سماع صوت ) قالها الزعيم وهو يمسك بمدفعه الرشاش ومعه أكثر من خمسون شخص كلهم مقنعين ومسلحين. بكى الأطفال وصاح الرجال ولطمت النساء و .... " أنتم مين ؟ إحنا مالنا ؟ إحنا ملناش دعوة بحاجة ! إحنا ملناش في السياسة " ولكن ما من مجيب. ثم أعلن الثوار الشيشان عن مطالبهم وهى انتهاء الحرب بين روسيا والشيشان ، وانسحاب روسيا من الشيشان وإلا.... وإلا سيقتلون الأسرى كلهم ، وكنا نحو 800 شخص أو أكثر. انهرت تماما وبكيت وأنا أرتجف من الرعب ونظرت لفلاديمير ، فوجدته يرنم!!!! " أهذا وقته ؟؟؟؟؟ " قلتها غاضبا ، فقال لي بكل هدوء : ولماذا الانزعاج يا صديقي ؟ ثق بالله واطلب معونته وسينجينا من هذه التجربة . " كيف ؟ ألا ترى الموقف العصيب الذي نحن فيه ، إن الموت يحيط بنا من كل جانب ، فروسيا لن تستلم لهذه المطالب ولو قرروا إنقاذنا بعملية انتحارية سينسف هؤلاء المجانين المكان وسوف نموت ، نمووووووووووت ، هل يمكنك تفهم هذا يا فلاديمير ، هل يمكنك أن تستوعب الأمر ؟ "قال لي بكل ثقة : ثق بالله ولا تيأس ، فحتى لو سمح الله لنا بالموت ، فسوف ننتقل لحياة أفضل ، سوف نذهب لحضن المسيح" صمت تماما هذه المرة ، فلاديمير وحده سينتقل لحياة أفضل لأنه سيذهب لملكوت السموات ، أما أنا فلن تكون بالنسبة لي حياة أفضل بل حياة أسوأ ، لأنني سأنتقل لجهنم . قررت لأول مرة في حياتي أن أتكلم مع الله : يارب ، استمع لي هذه المرة فقط ، أعرف إن الخطية التي أنا منغمس فيها تصنع حاجز بيني وبينك ولكني واثق أنك تسمعني ، يارب لقد كنت بعيدا عنك سنين طويلة ولكنى أجد نفسي الآن في حاجة شديدة إليك ، أنقذني من هذا الموقف العصيب يارب ، لا تأخذ حياتي منى الآن لأني غير مستعد ، اعطني فرصة أخيرة يارب ، أرجوك يا إلهي ، أرجو... وبكيت كما لم أبكي من قبل.... ومرت ليلة واثنين وثالثة ونحن ننتظر الموت ، وفي فجر يوم السبت 26 أكتوبر ، قررت القوات الروسية اقتحام المكان بقنابل الغاز وجن جنون المقاتلون الشيشان وقرروا تفجير قنابلهم . وكاد قلبي يتوقف من الرعب وأنا أرى واحد منهم ينتزع القنابل ليستعد لتفجيرها وهو على بعد متر واحد مني .لم أنطق بكلمة وأنا أحدق فيه مذعورا ، فبالتأكيد ستنسفني هذه القنبلة نسفا ، فقوة تأثيرها تمتد لعشرات الأمتار. لحظتها لم أنطق سوى بجملة واحدة كنت سمعتها من فلاديمير : يارب يسوع المسيح أعني أنا الخاطئ وجريت ومن ورائي دوى الانفجار الذي اقتلعني ورماني على الأرض وفقد ت الوعي تماما, و.... ثم استيقظت لأجد نفسي في المستشفى الرئيسي بموسكو وصديقي فلاديمير ، الذي نجا هو أيضا ، يقول لي: الحمد لله ، لقد حدثت معك معجزة ، لقد كانت القنبلة على بعد متر واحد منك وكان من المفترض أن تنسفك ولكنى رأيت وكأن حاجز بينك وبينها ، إنها فعلا معجزة. قلت له وأنا في قمة التأثر مما حصل : نعم يا فلاديمير ، إنها يد الله التي أنقذت حياتي ، لقد أعطاني الله حياة جديدة. ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا ( 2كو 5 : 17 )

سيِّدي أقوى من سيِّدك


في قديم الأزمان عاش رجل صالح ذو قلب حنون مُحب. وكان يملك من متاع الدنيا الشيء الوفير، وكان خدمٌ كثيرون يخدمونه. وكان هؤلاء الخدَّام يفخرون بسيدهم قائلين: - "ليس تحت الشمس سيِّد أفضل من هذا السيد الذي نخدمه. فهو يُطعمنا ويكسينا جيداً، ويُعطي لكل واحد العمل الذي يتناسب وطاقته. إنه لا يحمل في قلبه أية ضغينة، ولا يتكلَّم بكلمة واحدة مؤذية لأي واحد منا. إنه ليس كمثل باقي الأسياد الذين يُعاملون خَدَمهم بأسوأ مما يُعاملون به قطعان الماشية، إذ يُعاقبونهم عن حقٍّ أو عن غير حق، ولا يُكلِّمونهم بأي كلام ودِّي. إنه يريد لنا الخير دائماً، ويصنع لنا الخير باستمرار. إننا لا نشتهي من الدنيا أفضل مما نحن فيه". وهكذا كان هؤلاء الخَدَم يمدحون سيِّدهم. أما الشيطان، فإذ رأى هذا، اغتاظ أن هؤلاء الخَدَم يعيشون في مثل هذه المحبة والتآلف مع سيِّدهم. لذلك فقد استطاع أن يُغوي واحداً منهم، وكان اسمه "آلب"، ليقع تحت سلطانه، ثم أمره أن يُغوي الخَدَم الآخرين. وفي يوم من الأيام، وبينما كان هؤلاء الخَدَم جالسين معاً في وقت راحتهم يتكالمون معاً عن صلاح سيدهم، رفع "آلب" صوته وقال لهم: - "إنه غباء أن تتحادثوا عن صلاح سيِّدكم. فالشيطان يمكن أن يكون هو أيضاً رحيماً بكم إنْ أنتم صنعتم ما يريد. نحن نخدم هذا السيِّد كما ينبغي، ونُرضيه في كل شيء. وفي كلِّ ما يطلبه نحن نُلبِّي طلبه، ونفعل كل ما يرغب. فماذا عليه أن يفعل سوى أن يكون رحيماً بنا؟ ولكن هَلُمَّ نحاول بدلاً من أن نُرضيه أن نؤذيه في أيِّ شيء، ولنَرَ ما الذي سيحدث؟ لا شكَّ أنه سيتصرَّف كما يفعل أي سيِّد آخر، فلسوف يردُّ على الشرِّ بالشرِّ، كما يفعل أسوأ الأسياد". أما باقي الخَدَم فقد أنكروا على "آلب" أن يقول ما قاله، وأخيراً تراهنوا معه. فتعهَّد "آلب" أن يدفع سيدهم إلى أن يغضب. فإنْ فشل "آلب" في ذلك، فإنه يفقد مِنحة يوم العطلة الأسبوعية؛ أما إذا نجح في إغضاب السيِّد، فعلى الخَدَم الآخرين أن يمنحوه المِنَح التي سيقبضونها في عطلة نهاية الأسبوع!وفي المقابل وَعَدَه رفقاؤه أن يُدافعوا عنه ضد السيد، وأن يسعوا إلى الإفراج عنه إن وضعه السيِّد في الأغلال والقيود أو في السجن. وإذ رتَّبوا معاً هذا الرهان، تعهَّد "آلب" أن يجعل سيِّدهم يغضب في اليوم التالي.+++ كان "آلب" هو راعي القطعان، وكان في عهدته عددٌ كبير من الغنم الغالية الثمن التي تتمتع بالتربية المتميِّزة، والتي كان السيِّد شغوفاً بها. وفي اليوم التالي، دعا السيِّد بعض الزوَّار إلى حظيرة الأغنام الغالية الثمن. وغمز "آلب" لرفقائه كأنه يريد أن يقول لهم: "ستَرَوْن الآن كيف سأجعله يغضب"!وتجمَّع كل الخَدَم الآخرين، وهم يتطلَّعون من وراء الأبواب أو سور الحظيرة، بينما تسلَّق الشيطان على إحدى الأشجار القريبة ليرى كيف يؤدِّي خادمه الجديد مهمته بنجاح. وأخذ السيِّد يتمشَّى في ردهات الحظيرة وهو يُري زوَّاره النعاج والحملان، ثم ليُريهم أحسن كبش عنده، قائلاً لهم:- "كل الكباش عندي غالية جداً، لكن عندي كبشاً ذا قرنين ملفوفين؛ إنه لا يُقدَّر بثمن وأنا أعتزُّ به كحدقة عيني". أما الأغنام فإذ فزعت بسبب هؤلاء الغرباء، فقد اندفعت في الحظيرة بعيداً، حتى أنَّ الزوَّار لم يستطيعوا أن يروها جيداً أو يُميِّزوا الكبش غالي الثمن من بينها. وبعد أن هدأت الأغنام ووقفت غير هائجة، تقدَّم "آلب" وأَفزع الغنم وكأنَّ ذلك أتى عفواً. فبدأت الأغنام تختلط بعضها بالبعض مرة أخرى، ولم يستطع الزوَّار أن يكتشفوا أيّاً منها هو الكبش غالي الثمن.
وأخيراً أُرهق السيِّد مِمَّا حدث. ثم قال: - "يا آلب، صديقي العزيز، أرجوك أَمسِكْ لي بكبشنا المُميَّز ذي القرنين الملفوفين القويَّين. أَمسِكْه بحرص شديد، وأبقِه هادئاً للحظة واحدة". وما إن قال السيِّد ذلك، حتى اندفع "آلب" وسط الأغنام كأنه أسد كاسر، وأمسك بالكبش الذي لا يُقدَّر بثمن، أمسكه من فروته الصوفية، وأمسك بساقه اليُسرى الخلفية بيدٍ، وأمام عينيِّ سيده رفعها وشدَّها حتى طرقعت كأنها غصن شجرة قد قُصِفَ. فقد كسر ساق الكبش الذي وقع على ركبتيه وهو يُمأمئ. ثم أمسك "آلب" بالساق اليُمنى الخلفية، بينما اليُسرى كانت ملتوية متدلِّية، إذ أصبح الكبش بما حدث أعرجاً. أما الزوَّار وأيضاً الخَدَم فقد تعجَّبوا واشمأزوا من المنظر؛ وأما الشيطان الجالس فوق الشجرة، فقد تهلَّل وفَرِح لأن "آلب" قد أدَّى مهمته بكل مهارة. أما وجه السيِّد فقد اكفهرَّ وتجهَّم، وأحنى رأسه، ولم ينطق بكلمة واحـدة؛ بينما ظل الزوَّار والخَدَم صامتين أيضاً منتظرين ما سيحدث بعد ذلك . وبعد أن بَقِيَ السيِّد صامتاً إلى لحظات، اعتدل في جلسته، وكأنه يُلقي عن كاهله حِمْلاً ثقيلاً. ثم رفع رأسه، وثبَّت عينيه نحو السماء، وظل هكذا لفترة قليلة. ثم زال التجهُّم من على وجهه، ونظر إلى "آلب" مبتسماً، وقال له: - "آه يا آلب، يا آلب! إنَّ سيِّدك أمرك أن تُغضبني؛ لكن سيِّدي أقوى من سيِّدك، وأنا لستُ غاضباً عليك، ولكنني سأجعل سيِّدك هو الذي يغضب. أنت خائفٌ لئلا أُعاقبك، كما أنك تطلب حريتك. اعلم، إذن، يا آلب، أني لن أُعاقبك، ولكن ما دمتَ تريد أن تجد حريتك، فها أنا أمام ضيوفي، أُطلقك حُرّاً. فاذهب إلى حيثما تشاء، وخُذْ منحة عطلة نهاية الأسبوع معك"!وعاد السيِّد مع ضيوفه إلى البيت، أما الشيطان فقد جزَّ على أسنانه، وسقط من على الشجرة، وغاص في أسافل الأرض.+++ + «لا تنتقموا لأنفسكم، أيها الأحباء، بل أعْطُوا مكاناً للغضب (الإلهي)، لأنه مكتوب: لي النقمة أنا أُجازي، يقول الرب... لا يغلبنَّك الشر، بل اغْلِبْ الشر بالخير» (رو 12: 21).+ «تأنَّوْا على الجميع. انظروا أن لا يُجازي أحدٌ أحداً عن شر بشر، بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع» (1تس 5: 15،14).+ «غير مُجازين عن شرٍّ بشر، أو عن شتيمة بشتيمة؛ بل بالعكس مُبارِكين، عالمين أنكم لهذا دُعيتم لكي ترثوا بركة» (1بط 3: 9).

2008-08-27

الناظر و الدفتر الأسود


كان لناظر إحدى المدارس نظام خاص لعقاب التلاميذ المشاكسين، إذ يسجل الأخطاء في دفتر أسود كبير الصفحات ، وأمام كل خطأ العقوبة التي يراها مناسبة . يأتي الناظر في طابور الصباح فيرتج الجميع وتحتبس الأنفاس حتى ينتهي الناظر من مناداة الطلاب المعاقبين ليتم عقابهم . لكن شيئاً جميلاً يحدث في نهاية العام الدراسي إذ يجمع الناظر طلاب المدرسة ويجلسهم في دائرة في وسطها جمرات من الفحم المتوهج ثم يأتي الناظر وتحت ذراعه دفتر العقوبات الأسود فيفزع الطلاب وينزعجون ثم في خطوات بطيئة وصمت شديد يقترب الناظر من النار المشتعلة ويبدأ بتمزيق الدفتر ورقة ورقة ملقياً بها في النار مبتسماً معلناً أنه متغاضياً عن كل أخطاء العام الماضي ، فيتهلل الجميع مصفقين هاتفين لناظرهم المحبوب .
عزيزي .. عزيزتي
إلا تريد أن تتخلص من صفحتك السوداء بالدفتر الأسود قد تكون ناجحاً متفوقاً في مجال حياتك .... هذا حسن ولكن هذا لا يكفي !!! لأنه بدون غفران لا يمكن الحصول علي السلام والراحة والفرح الحقيقي ، أرجو أن لا تنسي هذه الحقيقة أن الناظر لم يكلفه آمر المسامحة سوي طرح دفتر الأخطاء في النار ، ولكن يوجد مخلص دخل إلي نار الدينونة حاملاً خطايانا مقدماً الغفران لكل نفس تأتي إليه . أين ستذهب بخطاياك إن لم تأتي للمسيح الغافر فهو يطرح جميع خطايانا في بحر النسيان متغاضياً عن أزمنة الجهل والمعصية

2008-08-25

من أجل زهرة


كان احتفال مهيب يوم فرح ابن أحد الأمراء الفرنسيين على "ماريان" ابنة الكونت فيليب . وفضل العروسان بعد خروجهما من الكنيسة أن يسير الموكب على الأقدام حيث أنه وقت الربيع والزهور الجميلة تملأ الشوارع . وفي غمرة سعادة العروسين ، لمحت "ماريان" آخر يسير في الاتجاه المضاد ..... شاب يبدو عليه إمارات الفقر والبؤس والحزن .... يبكي بحرقة وهو يسير وراء نعش لا يوجد عليه زهرة واحدة حسب عادات أهل البلدة ..... وأراد منظمي موكب العروسين أن يرجع موكب الجنازة ويفسح الطريق للعروسين .... فإذا "ماريان" تلمح عيني الرجل الحزين والدموع تنهمر بحرقة منهما ..... فما كان منها إلا أن خلعت زهرة جميلة من إكليلها الباهظ الثمن ووضعته بلطف على النعش .... وأمرت الموكب أن يفسح الطريق للموكب الحزين حتى يصل إلى الكنيسة .... فتأثر الرجل وانخرط في البكاء .... وبعد مرور عشرين عاما ، اندلعت الثورة الفرنسية .... وبدأ الحاكم الجديد ينتقم من الأمراء والنبلاء .... وأصدر أمرا بإبادة ذوى المكانة من النبلاء ....وأراد أن يتشفى بمنظرهم .... لذلك جلس على منصة كبيرة وكان يقف أمامه كل من كان تهمته إنه ينتمي لهذه الطبقة الغنية ...... وقف أمامه شاب وأخته وأمهما ...وكان الشاب ثائرا وحاول أن يدافع عن أهله لأنه لا يوجد عليهم أي تهمة .... ولكن الحاكم أمر بإعدام الثلاثة في الساعة التاسعة مساءا .... فاقتادهم الحارس للسجن ... وفي الثامنة مساءا ، ذهب ليقتادهم للإعدام .... ولكنه سلم السيدة خطابا... وطلب منها ألا تفتحه إلا بعد الساعة التاسعة ... فاندهشت السيدة جدا ... فهذا هو موعد تنفيذ الحكم ....ولكنه سار بهم إلى طريق يصل إلى مركب تبحر إلى إنجلترا .. وأركبهم المركب دون أن ينطق بكلمة ... وأمر النجار أن يبحر وسط ذهولهم .... وكانت الساعة قد وصلت التاسعة .... ففتحت السيدة الخطاب وهي لا تفهم شيئا ...... فوجدت مكتوب فيه...." منذ عشرين سنة , في يوم زواجك ... وضعت زهرة جميلة من إكليلك على نعش شقيقتي الوحيدة ... ولا يمكنني أن أنسى هذه الزهرة ما حييت ... لذلك أنقذتك من الموت ، أنت وابنك وابنتك ..... فهذا دين علي...... " زهرة أنقذت ثلاث أنفس من الموت ....حقا يا عزيزي إن كان هذا الرجل لم ينس عمل محبة صغير تم منذ عشرين سنة وقدم لمن عملت معه هذا العمل مكافأة أعظم بكثير. فهل ينسى الله ما تقدمه لأجله .... من تضحية وخدمة وصوم وحمل الصليب .... فلا يكافئك عنها ! إن كلمة مشجعة تقولها لإنسان بائس ....ابتسامة لإنسان حزين ....عطية صغيرة لإنسان محتاج ...تترك أعظم الأثر في هذه النفوس .... لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه ( عب 6 : 10 )

2008-08-21

حلمت بأنني يهوذا الاسخريوطي


رأيت حلما وكنت فيه يهوذا الاسخريوطي الذي اسلم يسوع ، وفي حلمي كنت جالسا مع يسوع واتباعه على المائدة… مائدة العشاء الأخير التي شاركوها مع بعضهم في احتفالهم بعيد الفصح ، ورأيت في الحلم المسيح هو يناولني قطعة خبز كبير ، لكنني تراجعت إلى الوراء لأنني لا أريد أن أكون مثل يهوذا وأن لا يكون عندي أي صلة معه أنا لست يهوذا ، قد أكون بطرس الذي أنكر يسوع وليس كيهوذا بينما كنت مترددا في تناول قطعة الخبز ، شجعني يسوع أن اكل الخبز ، وبحذر شديد أكلت الخبز ، بعدئذ استيقظت مرتجفا وصرخت ماذا فعلت يا رب ؟ ما هي الخطية التي تريد أن تذكرني بها؟ وقد حاولت جاهدا أن أكون مسيحي جيد ، احضر الكنيسة كل أسبوع ، أقرا كتابي المقدس وازور المرضى والمحتاجين وأعطى عشوري للكنيسة واصلي على الأقل بعض الأوقات ، ومهما فعلت فإني لست مسوؤلا عن موتك كما فعل يهوذا بقبوله 30 قطعة فضة. بصراحة لا افهم هذا الحلم. وقد رأيت في الجسد عقوبة الخطية في كافة البشر ، وأدركت كيف كنت متكبرا لأني لست يهوذا ، وهذه اخطر خطية لان كبرياءنا تمنعنا من معرفة خطايانا ونقارن أنفسنا مع الذين نعتقد بأنهم سقطوا في خطية عظيمة .لكن نجد أن الذين أدانهم المسيح هم فقط أصحاب البر الذاتي – الفريسيين المتدينين . وقد صرت فريسيا في فكري وأرى أن أفعالي كلها سليمة.أيضا أسلمت يسوع ب 30 قطعة من الفضة، والفضة التي قبضتها اكثر من فضة يهوذا ، لأني كنت مهتم في جمع المال اكثر من اهتمامي في التعلم عن المسيح ، وقد شاركت أيضا في موته . ألم اقضي معظم حياتي في زيادة حسابي بالبنك؟ كان ينبغي أن أعطي للآخرين وأساعدهم لكي يحيا المسيح في قلوبهم. لقد ساهمت في حرمان حياة المسيح في العالم وذلك بعدم المساعدة لنمو روحه في الآخرين، لقد صلبته ولم انم شركة قوية معه في الصلاة، وهذا يتطلب التأديب الذي لم اكن مستعد لتطبيقه. أن الحياة بلا صلاة هي حياة بلا قوة ، وقد عمل الشيطان جاهدا لاقناعي بأكاذيبه كما فعل مع يهوذا. لقد كلم الشيطان يهوذا بأن يسلم يسوع الي أيدي رؤساء الكهنة ، ويقول لي الشيطان ألان بان يسوع لا يسمع الصلوات ولا يهتم بي ، والشيطان يقول أيضا أن موهبة التكلم بالألسنة جهالة ، وبهذه الطريقة يمنعني الشيطان من استخدام الموهبة التي منحني إياها يسوع لا بدد بها أعمال الشرير، ويكلمني الشيطان بان لا املك الوقت لقراءة الكتاب المقدس والنمو في العلاقة مع يسوع.أنني خاطئ وقد كسرت قوانين الله ومسؤول عن 30 قطعة من الفضة . اللحظة التي اعتقد باني صرت مسيحيا جيدا ، هي اللحظة التي سقطت فيها إلى الأسفل، وموت يسوع على الصليب وحده يجعل مني إنسانا نقيا .وبينما كنت على وشك لأخذ الخبز لمع أمامي المعنى العام للأيمان المسيحي ، ومددت يدي الملطخة بالدم كيد يهوذا السافل ، لكن الخبز الذي ناولني إياه المسيح ليس نفس خبز عيد الفصح ، لكن هذا الخبز يمثل جسده المكسور لأجلي ، لكي يتحول حياتي التي بلا أمل إلى سلام وفرح . أنا مفدى رغم إني بعد خاطي مات يسوع لأجلي ليخلصني ، لقد شارك الجميع في عملية الصلب لانه مكتوب إذ الجميع اخطاوا وأعوزهم مجد الله ( رو 3: 23 ). ليس إنسان كامل ليس ولا واحد لكننا نصير جنس مختار ، كهنوت ملوكي ، أمة مقدسة( 1 بطرس 2: 9 ) فقط بتهذيب نار الروح القدس والتسليم الكامل للرب ، - وبذلك نكون أناس مخلصين بالنعمة ومقتدين ليخلصوا هذا العالم الذي يسيطر عليه الشيطان الذي سيطر على يهوذا. ولما أدرك يهوذا خطأه ، ذهب وشنق نفسه ، لكن تعلمنا من المسيح بأننا لسنا بحاجة لمعاقبة أنفسنا ، علينا فقط أن نتقدم ونأخذ الخبز من يديه ونشرب الخمر الذي هو دمه و بهذه تمحى كل خطايانا ونتقوى لنحيا حياة جديدة . نعم لقد مات المسيح لأجلي

رحلة إلى المرتفعات


قصة رمزية مأخوذة من وقائع الرحلة التي يجب أن تقـــوم بها كل نفس لتصل إلي السماء ، الأسماء رمزية تدل على حقيقة الشخصية.
كانت ( خوافة ) تعيش في قرية ( الاضطراب ) مع أسرتها عائلة ( الخوف ) وبرغم أن قدميها عرجاء إلا أنها كانت تشتاق أن تتبع الراعي الصالح ، جرت ( خوافة ) تستنجد بالراعي الصالح لينجدها من عمتها مدام ( متشائمة ) وابنها ( جبان ) الذي يرغب في الزواج منها وأخواته ( متذمرة ) و( كئيبة). الراعي الصالح : لا تخافي إذا وثقت بي ، لن يستطيع أن يخطفك أحد من يدي ، حقا إن الطريق للمرتفعات صعب وخطير ولكن قوتي في الضعف تكمل ، فهل أنت مستعدة للسير معي ؟ خوافة : أعرف ذلك جيدا يا سيدي وأحلم أن تسير بي للمرتفعات ولكني عرجاء وأخاف الجبال العالية. الراعي الصالح : أنا معك وسأترك لك صديقتين تسيران معك في الطريق هما ( آلام ) و( أشجان ) كادت ( خوافة ) تقع من طولها وأخذت تصرخ " لماذا يا سيدي تفعل بي هكذا ؟ تعطيني ( آلام ) (أشجان ) بدلا من الفرحة و السلام !!! وانفجرت تبكي. انتهز هذه الفرصة أقاربها ( ندم ) و( مرارة ) وجدها المستشار ( رعب ) وقالوا لها : " أين أنت أيتها العرجاء من طريق المرتفعات ولماذا تتبعين من يطلب منك التضحيات ويعطيك الألم ! وإذا بزوجة خالها الحنونة السيدة ( شفقة ) تبكي عليها وتولول قائلة : آه أيتها المسكينة ، هل تركت نفسك للراعي الصالح يسحقك بالحزن ؟ وهنا تنبهت ( خوافة ) وتذكرت كلمات الراعي الصالح ، فصرخت من أعماقها : إلي متى يارب تنساني ؟ اللهم التفت إلى معونتي..... التفتت خوافة ، فلم تجد أثرا للأعداء وسمعت صوت الراعي الصالح يقول لها : " سلامي أترك لك " وللحال دخل السلام قلبها وظلت تردد متهللة : " إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي " أمسكت ( خوافة ) بصديقتيها ( أشجان ) و( آلام ) وشعرت أنها ترتفع بسرعة وسهولة على الجبال ، ولكن ما أن علمت أسرتها بذلك حتى قررت أن ترسل إليها ابن الجيران الشاب الوسيم الجذاب ( كبرياء ) الذي أخذ يرحب بـ( خوافة ) ويمدحها ويدعوها أن تترك صديقتيها ، فقد أصبحت قوية وقطعت مسافة كبيرة من الرحلة بشجاعة ، فابتسمت بسرور وانسحبت بلطف من ( أشجان ) و( آلام ) ونظرت لرجليها ، فشعرت أنها مثل الغزال ، فأخذت تقفز وتعلو ولم تشعر بنفسها إلا وهي تسقط في حفرة عميقة وقدميها مجروحتان ، رفعت عينيها بمرارة ، فوجدت لوحا مكتوبا عليه ( قبل الكسر الكبرياء ) ، فنادت الراعي الصالح وقالـت له : " يا من قلت إلي هذا أنظر ، إلي المسكين والمنسحق الروح ، سامحني وأسرع لمعونتي " وهنا ظهر لها الراعي الصالح ، وضع بلسما على جروحها ، وعادت تسير ( خوافة ) في طريقها بحذر شديد من هذا العدو الشرس ذو المنظر الأنيق. تعرضت ( خوافة ) لضباب كثيف حجب عنها نور الشمس ، لكنها قابلت سيدة محترمة من أقارب الراعي الصالح وهي مدام ( شجاعة ) وأختها الآنسة ( جهاد ) فظلت تجري معهما نحو النور الذي أضاء طريقها وفجأة وجدت نفسها أمام الراعي الصالح ، ولكن في مجد وبهاء عظيم ، فشعرت بقلبها يدق من الفرح وأخذها على السحاب وأتى بها إلي مملكة الحب وقال لها : " هيا يا عروسي ( نعمة ) ــ اسمك الجديد ــ قد جاهدت الجهاد الحسن وأخيرا وضع لك إكليل البر " ووضع تاج ملوكي على رأسها ، فقفز قلبها من السعادة وأرادت أن تشكر صديقتيها ( آلام ) و( أشجان ) فوجدت أن اسمهما الجديد ( فرح ) و( سلام ) وتعجبت عندما رأت إن رجليها العرجاء أصبحت سليمة قوية ، فسالت دموعها ولكن الملك مسح دموعها بيديه المثقوبتين وهو يقول لها : محبة أبدية أحببتك ، فسجدت له.

2008-08-20

قططى الصغيرة


مر يومان .. ومررت لأتامل قططى الثلاثة الصغيرة وجدت احدى القطط تزيح اختها وقامت مشاجرة عنيفة بينهما فى صراع على ضرع... وهنا وجب الانتباة الى ضرورة ان تكون هاتان العينان المغمضتان مغلقتان بافراز ووعى وايمان بقدرة الاب الحنون....فهاتان القطتان نتيجة لقصور نظرتهما وضيق افقهما ظلا يتصارعان ..مع ان حضن امهم كان ليتسع لضعف هذا العدد من القطط الصغيرة... وهكذا نحن... ماذا يدخلنى فى صراع مع اخى الا جهلى وقصور رؤيتى ؟ ؟؟ او ضعف ايمانى فى الرب وحضن صليبة المتسع ليضم كل اتساع البشرية الى صدرة يرويها من جرح جنبة حنانا وحبا ورعاية بلا انتهاء..أخى الحبيب ... سامحنى على كل صراع لى معك... الان اعلم ان حضن مسيحنا متسع لكلينا معا ,, بل ولكل العالم اجمع ..نرتمى فية جميعا فى سلام - بيننا ومعه.. سامحنى يا الهى على عمى قلب عقلى حينما اغلقت عينيى عن غنى مواهبك ونظرت فى حسد على الموهبة التى منحتها لاخى ليخدمنى بها ..ورحت أعوق طرقة عوض ان اطلب غنى مواهبك ..أغفر لى يا سيدى ..حينما اغلقت ذهنى عن اتساع خيراتك ورحت أزاحم أخى فى رزقه ...عوض ان اطرق باب غناك اللانهائى..فأنت يارب تملك الكثير والكثير لكلينا معا ..لتكتمل فينا عظم مواهب جسدك ويتكامل فينا غنى أتساع خيراتك..امين يا مخلصى ..ثبت عيوننا على اتساع حضن صليبك لنتوحد معا فى جرح جنبك..عوض التمزيق فى وحدانية جسد كنيستك ..علمنا يارب كيف نجمع معا أشلاء بعضنا البعض لنكون واحدا فى حضنك كشهوتك دائما امين ثم امين

لقاء مفاجئ


إذ كان جورج وماجد يتحدثان معًا، ينتقدان بعض الأصدقاء، فجأة قطع جورج حديثهوقال لماجد: "ألمنتفق معًا أنه إن تحدث أحد منَّا بكلمة بطَّالة لا نفع فيها، أو أدان أحدنا غيره،يقول له الآخر: "لا أريد أن أسمع؟" - أرجو ألا تكون متزمتًا يا جورج؟ - لا،يلزمنا أن نكون مستعدين، ماذا نقول لو جاءنا رب المجد يسوع الآن؛أو استدعى أحدناعنده إلى الفردوس؟ صمت الاثنان قليلاً،ثم قطع جورج هذا الصمت قائلاً: "كلما تذكرت زيارة الرئيس الأمريكي راويت ديفد آيزنهاور (1890-1969م) لبولدونالد هالي يوخزني ضميري، مترقبًا مجيء ملك الملوك حسب وعده الإلهي". سأل ماجد: "ما هي قصة هذه الزيارة؟" أجاب جورج: إذ صارالجنرال الأمريكي رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية (1953-1961) قام في إحدى سنوات رئاسته بزيارة إلى دنفر للاستجمام. عرف الطفل الصغير بول دونالد هالي، البالغ من العمر السادسة، والذي كان يُعاني من مرض السرطان في مرحلته الأخيرة بزيارةالرئيس. قال الطفل لأبيه دونالد هالي: "إني أُحب الرئيس جدًا، ومشتاق أن أراه. كيف يُمكنني أن أراه ولو من بُعد". أخذ الوالد ابنه في حضنه وقبَّله بابتسامة تخفي من ورائها دموع حزنه على ابنه إذ يعلم أنه في أيامه الأخيرة. وفي شيء من الدعابة قال لابنه: "اكتب للرئيس أنك مشتاق أن تراه". كتب بول للرئيس خطابًا يشرح له ظروفه ومرضه وأنه مشتاق أن يراه. تأثر الرئيس بالخطاب. وفي صباح الأحد طلب من سائق الليموزين أن يذهب به إلى عنوان الطفل. قرع الرئيس الباب، وفوجئ دونالدهالي بالرئيس أمامه يطلب أن يرى ابنه بول الذي كان يسير خلفه. ارتبك الرجل إذ لم يكن يتوقع زيارة رئيس الجمهورية له، لكن الرئيس في ابتسامة لطيفة قال له: "آسف،لم اتصل بك لأحدد موعدًا للزيارة،لكنني أتيت لالتقي بالطفل العزيز بول". التقى الرئيس بالطفل وحيَّاه وهو يقول له: "لقد عرفت أنك تشتاق أن تراني، أنا أيضًا مشتاق أن أراك، لقد جئت إليك لألتقي بك!" أمسك الرئيس بيد الطفل وسار معه إلى عربة الليموزين ليرى عربة الرئيس، وبعد حديث وِدي استأذن الرئيس، وعاد بالطفل إلى مسكنه. عاد الطفل ليجد والده مضطربًا. قال الطفل لوالده: لماذا أنت مضطرب يا أبي؟أجاب الوالد: "كيف استقبل الرئيس بملابسي هذه، بالبنطلون الجينس والقميص بلا أكمام....؟أهكذا يُستقبل الرئيس؟!" بابتسامة عريضة تكشف عن اعتزاز الطفل بزيارة الرئيس له، قال: "إنه قد جاء من أجلي وليس من أجلك يا أبي... إنه يحبني ويشتاق أن يراني". قال الوالد: "إني مسرور أنه صديقك الشخصي، وقد ذهب بك إلى سيارته لكي يريك إياها، وتحدث معك على انفراد.لكن كان يجب عليّ ألا التقي به بهذه الملابس". قال الطفل: "لكنك لم تعرف أنه قادم".أجاب الوالد: "مادمنا أرسلنا له خطاب كان يجب أن نتوقع حضوره... إني مُتألم لأني لم أكن مستعدًا لمجيئه!" ختم جورج القصة معلقًا: "مع كل نسمة من نسمات حياتي أقول لسيدي: "نعم، تعال أيها الرب يسوع... فكيف لا أسهر مُترقبًا مجيئه؟" إني طِفلَه المريض المُشتاق إليه، بل هوأحبني أولاً، ووعدني أنه قادم ليمسك بيدي، يخرج بي من مسكن غربتي إلى حضن أبيه،لكنه لا يتحدث معي حديثًا وديًّا مؤقتًا، بل أبقى معه في ميراثه، شريكًا معه في أمجاده. يعبر بي إلى سمواته ويكشف لي عن أمجادها، ويتحدث معي حديث الصداقة الأبديةأعماقي تئن في داخلي: تعال أيها الرب يسوع!من يُعِد نفسي لمجيئك، إلاّ روحك القدوس الناري؟!ألهِب أعماقي بنار حبك،فازداد حنينًا نحو اللقاء معك أبديًّ

ليس عندى اكثر من هذا


منذ اربعة قرون رسم الفنان الالمانى الشهير البرت دومير لوحة رائعة وسماها النزول من الصليب ومن التفاصيل المعبرة فى اللوحة، صورة احد التلاميذ ممسك بإكليل الشوك بعد ان نزع عن رأس يسوع، واخذ يجرح اصبعه بشوكة من اشواكه ليدرك كم عانى يسوع من الالم حينما وضعوا الاكليل على رأسه .وقد نتخيل كما ادرك هذا التلميذ بعد ذلك كم كانت الام المسيح عندما علق على الصليب، ولعلك تدرك انت ايضا ذلك لو استطعت ان تغوص وتلمس البعد المأسوى والعمق والاسرار لعرق يسوع الذى تصبب دماً قانياً ، وسوف ترى ان الام يسوع لا حدود لها ولا نهاية، وان رب المجد امضى حياته على الارض فى اشد مناطق انسانيتنا الماً ، وانه اجتاز حقل الالام الواسع طولاً وعرضاً مما جعل حياته كلها صليباً واستشهاداً. كتب طبيب مقالاً فى مجلة طبية امريكية عن قصة صلب المسيح، جاء فيه ( أن المسيحيين يميلون الى وصف موت المسيح بطريقة عاطفية، ولكن الحقيقة ان موت المسيح على الصليب ابشع انواع الموت الذى يمكن للمرء ان يتصوره )انك حينما تدرك المشقات والالام التى تكبدها يسوع منذ ولادته وحتى سر الامه بسبب شرودك وانهياراتك وانهزاماتك سوف تدرك كم هو يحبك.بالقرب من سواحل ايرلندا الشمالية ومنذ بضعة سنوات اكتشف الغواصون سفينة غارقة عمرها أربعمائة سنة، وكان من بين الكنوز المكتشفة فى السفينة الغارقة خاتم زواج، وحين تم تنظيفه، لاحظ الغواصون ان عليه كتابة فكان محفوراً عليه رسم ليد تمسك بقلب وفى اسفل هذا الرسم نقشت هذه العبارة : ليس عندى اكثر من هذا لأقدمه لك .ان جميع الكنوز التى كانت فى هذه السفينة لم تستطيع ان تؤثر فى الغواصين مثلما اثر فيهم هذا الخاتم والكتابة الجميلة التى عليه .ان الكلمات المحفورة على هذا الخاتم ( ليس عندى اكثر من هذا لاقدمه لك ) هو ما قدمه لك يسوع على الصليب . لانه اعطانا حبه واعطانا ذاته واعطانا كل ما يستطيع شخص ان يقدمه للاخر .اقترب من يسوع المصلوب ، فسوف تنجذب بعمق الى الحب الذى يشع منه، وسوف تجد فيه رجاء اقوى من التاريخ ، وحبا اقوى من الموت ، حباً بدل أمور وأمور ، وحرر نفوس ، وغير حياة إناس كثيرين وصنع منهم قديسين

بين الحياه والموت


- أريد أن أذهب لمدارس الأحد يا بابا.- سيبك يا تامر من هذه الأمور التي تضيع الوقت ولا فائدة منها ، بتتعلم إيه هناك ؟ أنا دخلتك مدرسة خاصة بخمسة آلاف جنيه في السنة بتتعلم فيها أحسن حاجة. - بس يا بابا المدرسة مش هتعلمني أصلي. - وما فائدة الصلاة ؟ أنا عايزك تبقى عملي ولا تتكل على هذه الأمور لازم يكون عندك مخ تستعمله لحل مشاكلك ، مش كل ما تيجي مشكلة تقعد تصلي زي الست المحترمة والدتك ، و تتعلم الدروشة..... روح نام ، بكره حتقوم بدري للمدرسة. و في الصباح فتح الأب عينيه على صوت جرس التليفون وبين اليقظة والنوم أمسك بالسماعة ليجد صوت غريب يقول له في أسى : أستاذ كمال ابنك تامر في المستشفى بين الحياة والموت .... قفز الأب مذعورا وراح يصرخ بأعلى صوته : مستشفى!!! إيه اللي حصل ؟؟؟ قال له الرجل : أتوبــيس المــدرسة عمـل حـادثة وابنك حـالته خطيرة جدا. لا أحد يستطيع وصف حالة الأب في هذه اللحظات القاسية ، ارتجف جسده رعبا وعجزت قدماه على حمله وهو يسمع إن أتوبيس المدرسة اصطدم بمقطورة على طريق القطامية ومات ثلاثة أطفال وأربعة آخرون إصابتهم خطيرة. كان المشهد مروعا بالمستشفى ، الكل يهرول في اتجاه غرفة العمليات وعندما لمح الأب طبيبا خارجا من حجرة العمليات سأله : ابني تامر.....حصل له إيه ؟ طمني يا دكتور قال له الدكتور: الحالة حرجة وربنا معاه. زادت مخاوف الأب المرعوب واستند إلي الحائط وارتمى على الأرض يبكي كطفل صغير ، الابن الذي ظل ينتظره سنوات طويلة ، الآن بين الحياة والموت ، ماذا سيكون مصيره ؟ قام الأب بخطوات متثاقلة و وجد أمامه حجرة خالية دخل فيها ولأول مرة في حياته رفع صلاة من أعماق قلبه : ( أنا يارب اللي قلت بالأمس إنه لا فائدة من الصلاة ..... أنا يارب اللي عاندتك طول السنين و رفضت توسلات زوجتي للذهاب للكنيسة ..... أنا يارب اللي عشت حياتي بالطول والعرض..... أنا يارب اللي كنت فاكر إن ذكائي هو سر نجاحي وإني قادر على حل أصعب المشكلات بأموالي الكثيرة ولم أكن أعلم الإ الآن أني غبي ومسكين ، هل ذكائي وأموالي ومركزي وثقافتي تستطيع أن تهب ابني الحياة ؟ لقد سمعت من ابني عندما عاد من مدارس الأحد قصة الابن الضال و إنك مستعد أن تصفح عن أولادك عندما تتأكد من توبتهم ، أنا الابن الضال ، إن كنت أنا أحب ابني لهذه الدرجة فبالتأكيد أن محبتك لي تفوق محبتي لابني ، استمع صلاتي ، انظر لدموعي ، انقذ ابني وسأعيش بقية عمري لك وأربي ابني في محبتك ) مضت ساعتان وعندما خرج كمال من الحجرة وجد الطفل تامر خارجا من حجرة العمليات ولم يفق بعد من التخدير إلا إنه سمع الطبيب يقول للأم : إن حالته كانت خطيرة ولكن الحمد لله لحقنا ننقذه . شعر كمال إن صلاته وصلت إلي قلب الله و إن الله هو الذي أنقذ ليس تامر فقط بل أنقذه هو أيضا وسرى السلام في قلبه الذي كان يرتجف منذ قليل فقد سلم حياته وحياة ابنه لله المحب القادر على كل شئ . قد سمعت صلاتك قد رايت دموعك هانذا اشفيك ( 2مل 20 : 5 )

السكين لا تقطع كل شىء


كان تاجرا امينا جدا حتى لقبه الناس "الأمين" وكان محبا للفقراء بشكل غير عادى ... ومع هذا كان له حاسدين وصل بهم الحسد الى درجة انهم استأجروا قاتلا محترفا غير معروفا فى تلك الناحية لقتله . وأختار القاتل السكين لأنه لا يحدث صوتا واستعد لقتله فى مساء يوم بعد انصراف عماله. وفى اللحظة التى انصرف فيها العمال أقترب القاتل من دكان الأمين لينفذ جريمته .. لكن الرب أنار بصيرة الأمين حتى عرف على الفور من هو وسبب مجيئه .. ولذلك قال له على الفور :"أهلا وسهلا بالغريب أجلس يا بنى" وأثناء هذا كان الكاتب قد عاد ليأخذ بعض الأوراق وشعر القاتل بأن عليه أن ينتظر وتحسس سكينه وهو يرتجف منتظرا اللحظة الحاسمة التى يخرج فيها الكاتب . أما الأمين فقد راح يعمل فى هدوء وقبل أن ينصرف الكاتب ناداه وقال له :" السكين يقطع اللحم والورق وربما الخشب لكنه لا يقطع الحديد أتعرف لماذا ؟ فقال الكاتب لأن الحديد لا يمكن قطعه . ولكن التاجر الأمين أبتسم وقال " لا الحديد والسكين من مادة واحدة .. ونحن قد يقطع الناس رقابنا أما أرواحنا فهى من الله فيها صلابة الله نفسه وهذا يجعل القتلة غير قادرين على قطعها " .ونظر الأمين للقاتل وقال له " هل تستطيع أن تقتل روحى..؟ " يقولون ان القاتل المحترف ترك مهنته القبيحة وخدم الأمين وعاش حياته يردد (السكين لا تقطع كل شىء)...

2008-08-18

رحلة الهلاك


ــ بابا عايز منك ألف جنيه علشان نروح رحلة بمناسبة انتهائنا من امتحانات البكالوريوس.
ــ بتقول إيه يا يونان يا بني ؟ ألف جنيه ؟!! دا أنا زمان رحت رحلة البكالوريوس بـ2 جنيه وزرنا الأهرامات وأبو الهول والقناطر الخيرية.
ــ ها ها !! أنا مش رايح مصر يا بابا ، أنا رايح بعيد
ــ بعيد فين يا بني ؟ الغردقة ، شرم الشيخ ، أسوان ؟
ــ لا لا أنا اتفقت مع أصحابي ، مش حنروح مع الكلية ، حنحجز على الباخرة أسبوع نزور مواني البحر المتوسط في لبنان وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا ، كفاية تعب وقرف المذاكرة ، أنا زهقت من كل حاجة في الدنيا وعايز أعيش حياتي.
ــ طيب يا بني تعال معايا بكره القداس ، نصلي وربنا يرشدنا.
وبعد مرور شهر كان يونان وشلته على ظهر الباخرة يغنون ويرقصون ويشربون ويترنحون من فرط الشرب وهم سعداء للغاية و.... وفي لحظة حدث ما لم يكن في الحسبان ، فلم يكن مجدي صديقه في وعيه حين دفع يونان في هزار سخيف ، فهوى من سطح السفينة إلي البحر و .... وجد نفسه في البحر وحيدا وسط الأمواج المتلاطمة وكاد أن يغرق ، فصرخ بكلمة واحدة : يارب .... وفجأة وجد حوتا كبيرا جدا ، برز فجأة من المياه ، وهو يفتح فمه ويقترب من يونان وصرخ وصرخ وصرخ ولكن ما من فائدة ، فالحوت ابتلعه ، ووجد يونان نفسه داخل جوف الحوت. إن مشاعر الرعب والخوف والرهبة التي شعر بها يونان لا يستطيع القلم أن يعبر عنها ، فهل تخيلت نفسك ذات مرة داخل جوف الحوت ؟ ولكن حينما يجد الإنسان نفسه وحيدا بائسا خائفا ، ولا يجد من يلجأ إليه ، فهو يلجأ إلي الله ، عندما تضيق به السبل وحينما يشعر إنه بلا معين ، فهذا ما حدث ليونان ، فلم يجد سوى الله ليصلي إليه في هذه المصيبة. آه يارب ، آه يا إلهي ، أعلم يا إلهي إنك تسمعني رغم أني داخل جوف الحوت ، أعلم إنك تسمعني حتى لو كنت في أعماق الجحيم ، يارب ، إن الموت يحيط بي من كل جانب ، أشعر بنهايتي هذه المرة يارب ، لقد أنذرتني وحذرتني أكثر من مرة ، لقد حاولت يارب أن ترجعني لحضنك بيدك الحانية مرة بكلمة من خادم أو بعظة من كاهن أو..... ثم عندما عاندتك وعاندت ذاتي استعملت معي يدك القوية ، فأصبت بمرض شديد ومع ذلك لم أرجع إليك وأدرك إنها تجربة منك ، ماتت أمي وحزنت لموتها ورغم ذلك ازددت عنادا ومكابرة ورغبة في الخطية ، وأخيرا وجدت نفسي في بطن الحوت ، يارب ، أعدك هذه المرة بأن أتوب ، فأنا ، بعد ما رأيت الموت بعيني داخل جوف الحوت ، لن أفكر بعد ذلك في الخطية ، كل ما أريده منك يارب أن تبقي لي حياتي لعلي أستطيع أن أتوب عن ذنوبي وآثامي ، يارب ، لا تدعني أموت هكذا خاطئ ضال بعيد عنك ، أعطني فرصة أخيرة ، يارب ، استجب لي يا إلهي. ما هذا ؟ إن الحوت الكبير يسبح بسرعة جنونية ويتخبط في الصخور بطريقة هيسترية وأنا بالداخل تغمرني المياه وأكاد أختنق وفجأة إذا بزلزال عنيف يرفعني لأعلى ثم يهوي بي لأسفل ثم تسكن كل حركات الحوت وإذا بي أري بصيص نور من فم الحوت حيث يحاول جيش من رجال الإنقاذ فتحه واجتذابي من داخله ، ووضعي في عربة الإسعاف وبعد ساعتين أفقت تماما وأنا بصحة جيدة ماعدا بعض الجروح التي تركها لي إلهي حتى تذكرني بعهدي الذي لا يمكن أن أنساه ما حييت.

2008-08-16

العذراء تفتح أبواب الطائرة


اذ الخليقة الخادمة لك انت صانعها تتشدد لتعاقب المجرمين وتتراحى لتحسن الى المتوكلين عليك) الحكمة 16:24 المتنيح القمص مرقس الشهير بالاقصرى(1937-1994 ) ولد باسم عبد النور لابوين تقيين من عائلة كهنوتية وتعرف بعائلة القمص رسم قسا فى عام 1957 ولم يبلغ من السن 20 عاما وكان مشهود لة بالخدمة القوية وكانت لة محبة فائقة مع العذراء مريم ودالة قوية وكانت العذراء سريعة الاستجابة لة ولة امور عجيبة معها. فى الايام الاخيرة لحياة ابونا عبد المسيح الاقصرى على الارض اشتد المرض علية وتطلب الامر السفر الى امريكا وفى سفرهم الى المطار تاخروا واصبح من المستحيل اللحاق بالطائرة وموعد اقلاعها.وكان من معة يقولون لة احنا اتاخرنا ولايمكن هنلحق الطائرة.بعد ذلك قال ابونا زمان كان والدى القمص مرقس مسافر وتاخر على القطار وتحرك القطار قبل ان يصل والدى الى الرصيف واشار الى القطار وقال وحياة ستى العدرا تقف وتستنانى وفعلا وقف القطار وركب بعد ان جلس على المقعد الخاص بة وقال الم تحل صلوات العذراء الحديد وصيرتة كالماء. ولكن من معة ضحكوا فى دعابة وقالوا لة وانت يابونا ها توقف الطائرة. ثم وصلوا المطار متاخرين ورفضوا المسئولين استلام الشنط ولا ارجاع التذاكرلانهم تاخروا . ولكن كان لابونا رأى اخر صلى وقال يارب تدخل يارب وطلب شفاعة العذراء وتدخلها متوسلا اليها...بعد لحظات فوجى الجميع ان باب الطائرة انفتح وخرج اثنين مضيف ومضيفة وقالا فين الاثنين المتاخرين( لاحظ تحديد الاشخاص) وتقدم ابونا وزوجتة وركبا الطائرة واستقرا فى مكانهما المحجوز ثم اغلق الباب واقلعت الطائرة امام المرافقين لهم وكانوا مبهورين وهم على الارض كيف يحدث هذا وكيف لاتقلع الطائرة فى الميعاد المحدد وكيف تفتح الطائرة الابواب من جديد على الرغم من تاخيرها.

أم النـور المنصـورة خــرجـت من الصــورة


كانت الدوله الطولونيه على قصر عهدها(870-905م=254- 292هـ) افضل ما شهدت مصر من عصور الدعه والرخاءوكان احمد ابن طولون الوالى الذى حكم مصر 16 عام (868-884م) سريعا جدا فى استخدام السيف ويقول المؤرخون انه قتل18000 عبر سنى ولايته افتتح احمد بن طولون عهده ببيع بعض الكنائس المسيحيه لليهود ثم التفت الى الاديرد وسعى الى نهبها وذات مره ذهب هو ورجاله واقتحموا احد الاديره ونهبوه واسروا مجموعه كبيره من الرهبان على راسهم رئيس الدير الذى نظر الى صوره السيده العذراء وصرخ انقذينا يام النور فسخر منه الوالى واستل سيفه من غمده ورشقه فى الصوره تهكما واستهزاءا واذا بيد العذراء تلتقط السيف وتخرج من الصوره فى مشهد مذهل وبسماحه تعيد السيف الى غمده ودون ان تؤذيه وتعود ثانيه الى الصورهانعقد لسان الوالى من الدهشه ووقف مدهوشا للحظات ثم امر جنوده بترك الرهبان واموالهم وايقوناتهم والرحيل معه عن الدير فوراوبعد ذلك صار بن طولون مثالا فى تقواه وعدله وقام بحمايه الكنائس والاديره وصار من اكثر المحببين للمسيحيين واختار مسيحيا لكلى يبنى له مسجده الشهير واظهر سماحه مع المسيحيين حتى توفى سنه 884م

2008-08-14

ذكريات ملاك


يومها كنت أتابعه بكل شغف مع اخوتي الملائكة ، راقدا بوجهـه الجميـل في ذاك الـمــزود ينظر لأمه التي هي من بنات البشـر ، خليقته ، بكل حب. كنا نراه ولأول مـرة في هيئـته المتجسدة ، كنت أنظر له نظرة يملؤها الحب والإعجاب ، فهذا هو إلهي الذي أعرفه وأحبه يولد من بشر ! القوي ، الجبار ، القاهر في الـحـروب ، مـلـك المـلوك ، رب الأربـاب يولد من بشر !! وأين ؟؟ في مزود للبقر ! كنت أسمع الناس في الأرض يتوقعون مجيئه ولكن من ملك أو أمير أو كاهن ولكن أن يقال عنه إنه ابن النجار؟ كنت أظن هذا هو منـتهـى الحب ، أن يولد الإله من بني البشر فقط ليخلصهم ، ولكن حياتـه على الأرض كانت تعلن لي اليوم وراء الآخر ، إنه لا نهاية لحبه ، لا حـدود لحنانه ، فعنــد ولادته أرى ملكا تافها يدعى هيرودس يحاول قتله ، يحاول قتل الحي إلي الأبد. أكملت استعدادي أنا وأخـوتي المـلائكة لنـتـدخل إذا ما شـاء الله تدخلـنا لنعـاتب هذا القاسـي المتمرد ونجازيه جزاء كفره وعصيانه ولكـن الله لم يـسـمـح لنا بالتدخـل ، لـقد كان يعـلم إنه سيواجه أعداء كثيرين له على الأرض ، وكـيف إن عدو الخير قد استطاع بسط نفوذه عليها ، كنا نراه يعطش ويجوع ويبكي ويصوم . كانـت المـؤامـرات تـنسـج من حـولـه وهـو يـعـرف كـل هـذا حتى جاء اليوم الرهيب عندما قبضـوا عليـه وحاكموه وضربـوه وأهانوه وعندما ربطوه إلى عمود وانهالوا عليه بالسياط ضربا ، لم أستطع أن أسكت وكدت أتدخل أنا واخوتي الملائكة ولكن نظرة منه إلى السماء وهو على الصليب معلقا وهمسات من فمه الذي ذاق الخل تنادى : " يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " كل هذا جعلنا نثبت في أماكنا ، جعلـتنا نغمـض أعيننـا ولكـن حيـن مات سمعنا ضجة عظيمة في السموات ، وصوت تحطم الأبواب النحاس التي كانت تحبس وراءها أرواح الآباء الأولين ، سمعنا صوت السـلاسـل تربـط الشريـر وتعلـن انتصـار رب المجد عليه ، سمعنا الهتاف : قام رب المجد ، كسر شوكة الموت ، قام وانتصر. وقتها عرفت لماذا احتمل كل هذا العذاب ، لماذا احتمل 33 عاما من الذل والهوان ؟ لماذا احتمل الضرب والجلد والشتيمة والبصق ، لماذا احتمل الصلب والموت ؟ لأنـه أحب الإنسان ، أحب الإنـسـان بلا حـدود ، بلا شطآن ، أحـب الإنـسان حتـى بـذل ابـنـه الوحيد ذبيحة على الصليب ، وقتها رحت أقول : قدوس قدوس قدوس . لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية ( يو 3 : 16 )

ماذا يقول المسيح للشباب؟

حاولت أن أسمع إلى همس السيد المسيح، فى إذن شباب اليوم... تراه... ماذا يقول لهم؟ هلموا نضع آذاننا قرب شفتيه الطاهرتين، أو نتكئ مثل يوحنا الحبيب على صدره الرحب، لنسمع دقات قلبه الحنون، الذى يخفق بحب العالم كله.. ابنى الحبيب... ابنتى المباركة : أننى أحب كلا منكما بصدق، صدق قد يخفى عليكما، وربما قد يشوهه بعض أبنائى عمداً أو دون قصد. أنا أهمس إلى كل قلب فى الوجود، متجاهلاً كل الفروق الظاهرية، من جنس أو لون أو دين أو عقيدة، بل متجاهلاً كل ما يبدو عميقاً فيكم، فهذا متدين، وذاك بعيد، والثالث عنيد، والرابع مستعبد لخطية معينة.. ورغم كل هذا فأنا أهمس لكل قلب فأقول: "لاتخف لأنى فديتك، دعوت باسمك، أنت لى" (أش 1:43). أننى أحب كلا منكما بصدق، صدق قد يخفى عليكما، وربما قد يشوهه بعض أبنائى عمداً أو دون قصد. أنا أهمس إلى كل قلب فى الوجود، متجاهلاً كل الفروق الظاهرية، من جنس أو لون أو دين أو عقيدة، بل متجاهلاً كل ما يبدو عميقاً فيكم، فهذا متدين، وذاك بعيد، والثالث عنيد، والرابع مستعبد لخطية معينة.. ورغم كل هذا فأنا أهمس لكل قلب فأقول: "لاتخف لأنى فديتك، دعوت باسمك، أنت لى" (أش 1:43).

حجرة الآسرار


لماذا لا أشعر بالسعادة ؟ لماذا أحس باكتئاب شديد في داخلي ؟ لماذا تراودني كثيرا فكرة الانتحار ؟ لا ينقصني شيئا ، فأنا مهندس ناجح ، أعمل بشركة كبيرة ، مرتبي يكفي احتياجاتي و هذا يعتبر شيئا نادرا في أيامنا العصيبة ، أمتلك سيارة حديثة و موبايل يحتوي على أروش الرنات و.... ماذا ينقصني ؟ ماذا ؟ لماذا أشعر بأني لا أطيق حياتي هذه ؟ لماذا ؟ كنت أتجول في الشارع بلا هدف تراودني هذه الأفكار الحمقاء ، حينما لفت نظري لوحة كبير ة مكتوب عليها : دكتور حنا مرزوق استشاري الأمراض النفسية والعصبية ذهبت إليه بخطوات مترددة ، جلست معه وحكيت له عن حالة الاكتئاب التي أعاني منها ، استمع إلي بصبر شديد ، ثم قال لي إن العلاج الوحيد لحالتك هو أن تواجه نفسك ، تجلس مع نفسك ، تدرك ما هو الذي يتعبك ، ما هو الشيء الذي ينغص عليك حياتك. نزلت من عنده وأنا أكثر حيرة مما كنت عليه ، رجعت لبيتي وأنا أفكر فيما يقول هذا الرجل ثم غلبني النعاس ونمت... ضباب كثيف يحيط بي من كل الجهات ، الرؤية غير واضحة ثم رويدا رويدا تتضح الرؤية ، ممر طويل جدا على جانبيه غرف ، غرف كثيرة ، كل غرفة هي مرحلة من حياتي. دخلت الغرفة الأولى وكان الباب مفتوحا رأيت نفسي وأنا طفل صغير مع أخوتي نلهو ونلعب ونتشاجر ونصرخ ونبكي ونفرح ، إنها مرحلة الطفولة الجميلة. الغرفة الثانية وكنت منهمكا في مشاجرة مع زملائي في المدرسة بسبب خسارتنا في لعبة كرة القدم ، أما عن الغرفة الثالثة فكانت هي خطواتي الأولى في الكلية ورسوبي في بعض المـواد..... لا داع لهذه الذكريات المؤلمة ، ننتقل للغرفة الرابعة وهي تحكي عن قصة حب فاشلة مع زميلة متعجرفة و... ثم الحجرة الخامسة وكان الباب مغلقا بأقفال من حديد و حاولت أن أفتحه وحاولت ولكن دون فائدة و هنا أيقنت إن وراءه توجد المشكلة التي تؤرقني و تتعبني. و بعد محاولات مضنيه انفتح الباب و..... ودخلت حجرة الأسرار ، حجرة الرعب والغموض ، يا لهول ما رأيت في هذه الحجرة ، خرجت منها بعد دقيقتين وأنا ألهث ، ارتميت على الأرض من الخوف والرعب والذهول ، لا أستطيع التقاط أنفاسي ، ما هذه الرائحة الكريهة التي تنبعث من الغرفة. من المؤكد أن كلكم تريدون معرفة ما الذي رأيته في هذه الغرفة ، غرفة الأسرار ، غرفة الرعب ، لقد رأيت.... رأيت..... رأيت خطاياي ، نعم خطاياي ، رأيت شهواتي وآثامي ، رأيت زلات اللسان من شتائم وحلفان وإدانة ، رأيت خطايا العين ، آثام الأذن ، أفكاري الشريرة ، أفكار الحقد والكراهية ، كل ما فعلته في حياتي رأيته وشاهدته. كل ما ارتكبته في دنياي هو مسجل في عقلي الباطن ، قد يكون عقلي الواعي قد نسى إنه ارتكب هذه الخطايا ، لقد فعلها ولكنه لم يتب عنها ولم يحاول أن يتوب عنها ، قرر أن ينساها وأن يتمادى فيها. ولكن إذا كان العقل الواعي قد نساها ، فعقلي الباطني يتمرد و يرفض أن ينساها ويصر على أن أتوب عنها ، ويعلن عن تمرده وعن رفضه بالاكتئاب الذي كنت أعاني منه. يا إلهي ، إذ أردت أن أشعر بالسعادة ، إذا تمنيت ألا أشعر بآلام ضميري المتعب ، إذا تساءلت ذات يوم ما الذي ينقصني ؟ فالإجابة هي أنت يا إلهي ، فأنا أحتاجك لكي تملأ فراغ عقلي وقلبي ، أحتاجك لكي يستريح ضميري ، أحتاجك لكي أشعر بالسعادة. أعترف لك بخطيتي ولا أكتم آثمي قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي .... أنت ستر لي ، من الضيق تحفظني ...... افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصديقون واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب ( مز 32 : 2 )

2008-08-12

مش عايزه تسمعي صوتي


انا مدام المهندس روماني تزوجت سنه 1987 ومرت السنوات دون ان انجب بالرغم من ان كل الفحوصات لي ولزوجي سليمه وكنت في غايه الشوق الي طفله تملا حياتي وتعوض حرماني وحزني الشديد لاني احب الاطفال جدا وكذلك زوجي وفي يوم 2/12/1993 ذهبت كعادتي في عيد القديسه مارينا وكنت في حاله من الحزن الشديد مما عانيته من مشاكل بسبب عدم الانجاب برغم ايماني بان الله لا ينساني في ذلك اليوم العظيم الذي لا انساه عندما اخذ ابونا انطونيوس جرجس الكف المقدس ليزفه حول الكنيسه واذ بي اجد نفسي ارتعش كان هناك ماس كهربائي هز كياني كله وصرت اصرخ بصوت عالي وسط الزحام ارحمني يا رب بشفاعه العذراء مريم والشهيده مارينا فرح قلبي يا رب كفاياني كده يا رب يا قديسه مارينا اشمعنا انا الي مش عايزه تسمعي صوتي وانتي الرب وعدك ان كل من يطلب شيئ بشفاعتك الرب يفرح قلبه يا رب انا عايزه نصيبي لاني تعبت قوي يا رب اسمع صراخي وانظر الي ضعفي وذلي واخذت امسك الاطفال الصغار واطلب بدموع ان يدعوا لي لدرجه ان بعض السيدات بكوا لبكائي وعندما خلصت الزفه كان ابونا يعظ وينظر لي وكانه يحدثني انا من دون كل الناس وهو يتكلم وانا ابكي ولم اكف عن البكاء طوال اليوم وعند مروري لاخذ البركه من الكف ارتميت علي الكف وصرت ابكي واشكي لحبيبتي وشفيعتي القديسه مارينا واخذت حنوط للبركه وذهبت الي البيت ولم اكف عن الصلاه والدموع والطلبه بالحاح شديد وايضا قراءت كتاب المعجزات للقديسه مارينا ومن كثره البكاء تعبت واخذني النوم واذ بي احلم اني في كنيسه القديسه مارينا وانا واقفه امام صوره القديسه مارينا واقول لها يرضيكي كده يا حبيبتي يا شفيعتي انا تعبت قوبي من نظرات الناس من كلامهم الجارح ليه هوه ده شيئ بايدي ارجوكي اتشفعي لي عند مخلصنا يسوع المسيح واذا اراي نفسي وراهبه صغيره السن جميله جدا تمسك بايدي بشده وانا اصلي وتقولي مالك ايه مزعلك فقلت لها انتي كمان ها تقوليلي العيال والخلف انا تعبت يا ربي من الموضوع ده خلاص قالتلي ما تزعليش قوي كده قلت لها اذاي والكل فاكر ان لو معاياه عيال مش ها اجي للقديسه مارينا مع اني بحب القديسه مارينا قوي لانها شفيعتي وصديقتي التي احبها واشكو لها من اي شيئ فقالت لي بابتسامه مليئه بالنور ما تزعليش طلبك ها يتحقق بعد شهر بس وطلبت مني ان افتح البلوزه التي ارتديها وقمت بفك الزراير ودهنت بطني بثلاث صلبان واخذت تكرر عبارات قبطي لم افهمها وصحيت من النوم وعلي وجهي ابتسامه جميله ومر شهر ووجدت انني حامل وكانت فرحه غامره للكل واشكر الرب كثيرا من اجل محبته لي وصدق وعده والرب يفرح كل من له طلبه ويعطي الكل سؤال قلبه امين والرب اعطاني بشفاعه القديسه مارينا طفله جميله جدا اسمها مارينا وقمت بتعميدها في كنيسه القديسه مارينا والكل يعطي كل محروم ويعمد في القديسه مارينا مليون مليون مليون شكر لك يا رب لساني عاجز عن الكلام من كثره حنانك يا رب

في يوم خوف انا عليك اتكل


في يوم خوف انا عليك اتكل ( مز 56 : 3 ) من معجزات القديسه مارينا كنت حامل ولدي شعور غريب ان هذا الحمل هيكون نهايتي وخوف اخر علي الجنين انها مش هاتطلع سليمه وانا كنت عارفه اني حامل في بنت وكنت عايزه اسميها مارينا ولكن زوجي كان رافض علشان هذا اسم لاي " ميناء سفن " هنا في امريكا وخايفين في المستقبل ان تتعرض لمضايقات وسخريه من اصدقاؤها علشان الاسم وتحدد يوم ان اعمل طلق صناعي وانا الي حددت اليوم 1/5/2003 وحدته علشان مارجرجس يسترها معي ومع الجنين . وذهبت الي المستشفي وتم وضع الطلق الصناعي لي لكن لم يفتح الرحم 3سم في اليوم كله الي الساعه 1 صباحا من اليوم 2/5/2003 فحضرت الدكتوره وقررت فتح المياه المحيطه بالجنين وعن طريق يفتح الرحم تدريجيا . وفعلا تم ذلك ومع فتح المياه حدثت انقباضات للرحم ومعها انخفاض في ضربات قلب الجنين وترجع تاني الي حالتها الطبيعيه فقررت الدكتوره ان تضع مياه حول الجنين مره اخري علشان تقلل من الانقباضات علي الجنين وتم وضع المياه حول الجنين لم تؤثر استمرت ضربات قلب الجنين في الانخفاض الي ان وصلت مع كل انقباض للرحم 60 ضربه المفروض 120 فما اكثر وساعتها قررت الدكتوره انها سوف تاخذ عينه من دم الجنين في الداخل وها نستمر في الولاده الطبيعيه ام لا وعرفت ساعتها ان في حاجه مش مظبوطه وان الجنين مش ها يطلع سليم . روحت طلبت مار جرجس والقديسه مارينا ان يقفوا مع الجنين وتكون العينه كويسه والجنين كويس ويكون الجنين سليم ولا يحتاج الي عنايه مركزه خالص . رجعت الدكتوره وهي مضطربه وراحت قالت علي طول لاازم قيصريه لاازم نخرج الجنين فورا . رحت انا قلت ونذرت نذر لو جبت بنت ها اسميها مارينا بس تطلع سليمه وكويسه وخاليه من اي مرض ولا تحتاج حتي الدخول الي العنايه المركزه وقلت لزوجي لو جبت بنت ها اسميها مارينا راح وافق وقال بس تطلع سليمه وانتي سليمه وكان مضطرب جدا . وفعلا عملت قيصريه والبنت الحمد لله طلعت سليمه وخاليه من اي مرض ولم تحتاج الي الدخول الي اللعنايه المركزه وبركه القديسه مارينا شافتها من اي مرض وصولواتها تكون معانا وتذكرنا عند المسيح في صلواتها ويشفي امراضنا امين

2008-08-07

خطاب شخصى إليك


ياابنى المحبوب ... محبة أبدية أحببتك ، فحفظتك من شرور كثيرة كانت تحيط بك ، وسكبت عليك من نعمتى ، ومن خيراتى رزقتك ووهبتك الحكمة ، قدتك فى أمور عسيرة ، دبرت أمورك ، جعلتك فرحاً سعيداً فى مواقف متعددة ، قويتك فى الضعف ومن مآزق كثيرة أخرجتك ،علمتك ، أرشدتك ، نصحتك .. وهذا كله لاشى أمامى ، فلا تشكرنى عليه .. لان محبتى تلزمنى أن اعمل هكذا من أجلك . أهنتنى ، شتمتنى ، كذبت على ، فكرت بالسوء ضدى ، أحتقرتنى أمام الناس ، صغرتنى فى عيون أعدائى ، كنت وضيعاً فى نظرك فجدفوا على بسببك ، تركت طرقى المخلصة لك ، قاومتنى ، كلفتنى أن احتمل مالم أنتظره منك،أخزيتنى ... هذا كله لا أحسبه عليك –إذا أفقت لنفسك ورجعت عن طريق الهلاك – لانك تفعل ذلك بجهل ، حتى ولو كنت تظن فى جهالتك إنك أحكم البشر . نزلت من سمائى آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس ، وإذ وجدت فى الهيئة كإنسان ، أفتقرت وأنا الغنى ، جعت ولم أجد ما أسد به رمقى وأنا صانع الخيرات ، عطشت ولم أجد من يسقينى وأنا خالق الانهار . جعلت للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ، وأنا لم يكن لى أين أسند رأسى ، رثيت لحالك ، بكيت عليك كثيراً ، جاهدت من أجلك ، قبض على وحوكمت ظلماً وحسداً مع إنى لم أفعل شراً ولم يكن فى فمى غش . توجوا بالشوك رأسى ، سخروا منى ، بصقوا فى وجهى ، ضربونى على رأسى بالقصبة ، إنغرس الشوك فى جبينى ، وعلى خشبة العار صلبونى ، ثقبوا يدى ورجلى وأحصوا كل عظامى . كشاة ساقونى للذبح ، وكنعجة صامته أمام جازيها ، لم افتح فمى وكأنى قطعت من أرض الاحياء ، وكالماء إنسكبت ، صار قلبى كالشمع ذاب وسط أمعائى ، يبست مثل شقفة قوتى ، لصق لسانى بحنكى ، سقونى الخل والمر ، لعنونى فباركتهم ، طلبت لهم غفراناً ورحمة ، فتشت عن أحبائى فلم أجدهم ، الكل تركونى .. هذا كله إحتملته من اجل خلاصك لأنى أحبك ، فهل تقبل محبتى ؟ إقترب منى ، فأنا أبيك الحنون ، وأرجوا سلامتك ، واشتاق لعشرتك لانها طيبة وحلوة لقلبى ، فأنت منذ تركتنى وأنا أترقب عودتك لان لذتى مع بنى الانسان . تعال إلى فقد أتيت لتكون لك حياة وليكون لك أفضل ، سلمنى قلبك أرده لك جديداً ، أعطنى حياتك لأنقلك من الظلمة إلى النور ، ومن الموت إلى الحياة . أجعلك ابناً لله ووارثاً معى فى مجدى وملكوتى ، يتحول نوحك إلى فرح ، ويأسك إلى رجاء ، حزنك إلى تعزية ، وخوفك إلى سلام ، وأضع ترنيمة جديدة فى فمك . أعولك وفى ايام الجوع أشبعك ، فلا تخشى من خوف الليل ، ولا من سهم يطير فى النهار ، ولا من وباء يسلك فى الدجى ، ولا من هلاك يفسد فى الظهيره . يسقط عن يسارك ألوف وعن يمينك ربوات وأما أنت فلا يقتربون إليك ، لأنى معك فأنجيك وأحيط بك وأضمك الى قلبى ، وأضع شمالى تحت رأسك ويمينى تعانقك .. أحميك من عدو الخير ، وأرد سهامه الى قلبه ، وأسحقه تحت قدميك .. أملأ حياتك بأيام صالحه مباركة سعيده والى مجدى آخذك . إننى فى انتظارك فهل تأتى ؟
أبيك السماوى
الرب يسوع مخلص العالم

حوار بين جنينين


حملت ايفيت بجنينين توأمين, وبعد شهور دخل الجنينان في حوار شيق.قال الجنين الأكبر: ألا تشعر ياأخى اننا كائنان سعيدان؟اننا نعيش في عالم جميل وتحملنا أم مملوءة حبا وعاطفة, لا يشغلها شئ سوي صحتنا وسلامنا ونمونانحن لانعمل ولا نجاهد ولانواجه مشاكل, وأمنا تقدم لنا دمها طعاما جاهزا لتغذيتناان اصابنا شئ لا نضطرب, امنا تذهب الى الطبيب وهى تتحمل كل المصاريف وتستخدم الادوية ونحن مستريحون.لا نعانى من حر الشمس ولا من برد الليل, ولا نحتاج الى سرير ننام عليه فاننا مستقرون ومستريحون في احشاء امنا.نحن لا نحتاج ان نسير الى هنا او هناك, انما نلهو معا أينما ذهبت بنا أمنا.علق الأصغر على هذا الحديث, قائلا:انك على حق يا أخ, لكن حتما سننمو ويأتى وقت لولادتنا فنعيش في عالم اخر.قال الأكبر:"أتصدق هذا؟ لنا شهور هذه مقدارها ونحن في هذا العالم, اننا سنعيش هنا الى النهاية.قال الأصغر :هلم نقرر أن نبقى هنا, حتى ان جاءت ساعة الولادة لن ننزل الى عالم غريب عنا!اذ جاءت لحظات الولادة نزل الطفلان, وهما يصرخان, انهما لا يريدان مفارقة عالم الأجناء! لكنهما اذ خرجا بعد قليل فتحا اعينهما وشاهدا مالم يكن في مخيلتهما, وأدركا انه كان لابد ان تقطع السرة ليمارسا حياة جديدة أفضل وأعظم!الى متى اريد ان اعيش في عالم الاجناء؟الى متى لا أريد الانطلاق الى الحياة الجديدة؟لأجاهد وأتمتع بعذوبة النمو الدائم.لأبطل كل ماهو للطفل,فأحيا في نضوج!هب لى روح الحكمة والمعرفة,فأعيش متهللا في جهادي,منتظرا عالما جديدا سماء جديدة وارضا جديدة.اتمتع بما وعدتنى به:"مالم تر عين, ولم تسمع به اذن, ولم يخطر على بال انسان ما أعده الله للذين يحبونه"(1كو9:2)

بين الحياه والموت


أريد أن أذهب لمدارس الأحد يا بابا.
- سيبك يا تامر من هذه الأمور التي تضيع الوقت ولا فائدة منها ، بتتعلم إيه هناك ؟ أنا دخلتك مدرسة خاصة بخمسة آلاف جنيه في السنة بتتعلم فيها أحسن حاجة.
- بس يا بابا المدرسة مش هتعلمني أصلي.
- وما فائدة الصلاة ؟ أنا عايزك تبقى عملي ولا تتكل على هذه الأمور لازم يكون عندك مخ تستعمله لحل مشاكلك ، مش كل ما تيجي مشكلة تقعد تصلي زي الست المحترمة والدتك ، و تتعلم الدروشة..... روح نام ، بكره حتقوم بدري للمدرسة.
وفي الصباح فتح الأب عينيه على صوت جرس التليفون وبين اليقظة والنوم أمسك بالسماعة ليجد صوت غريب يقول له في أسى : أستاذ كمال ابنك تامر في المستشفى بين الحياة والموت ....
قفز الأب مذعورا وراح يصرخ بأعلى صوته : مستشفى!!! إيه اللي حصل ؟؟؟
قال له الرجل : أتوبــيس المــدرسة عمـل حـادثة وابنك حـالته خطيرة جدا.
لا أحد يستطيع وصف حالة الأب في هذه اللحظات القاسية ، ارتجف جسده رعبا وعجزت قدماه على حمله وهو يسمع إن أتوبيس المدرسة اصطدم بمقطورة على طريق القطامية ومات ثلاثة أطفال وأربعة آخرون إصابتهم خطيرة.
كان المشهد مروعا بالمستشفى ، الكل يهرول في اتجاه غرفة العمليات وعندما لمح الأب طبيبا خارجا من حجرة العمليات سأله : ابني تامر.....حصل له إيه ؟ طمني يا دكتور
قال له الدكتور: الحالة حرجة وربنا معاه.
زادت مخاوف الأب المرعوب واستند إلي الحائط وارتمى على الأرض يبكي كطفل صغير ، الابن الذي ظل ينتظره سنوات طويلة ، الآن بين الحياة والموت ، ماذا سيكون مصيره ؟
قام الأب بخطوات متثاقلة ووجد أمامه حجرة خالية دخل فيها ولأول مرة في حياته رفع صلاة من أعماق قلبه :
( أنا يارب اللي قلت بالأمس إنه لا فائدة من الصلاة ..... أنا يارب اللي عاندتك طول السنين ورفضت توسلات زوجتي للذهاب للكنيسة ..... أنا يارب اللي عشت حياتي بالطول والعرض..... أنا يارب اللي كنت فاكر إن ذكائي هو سر نجاحي وإني قادر على حل أصعب المشكلات بأموالي الكثيرة ولم أكن أعلم الإ الآن أني غبي ومسكين ، هل ذكائي وأموالي ومركزي وثقافتي تستطيع أن تهب ابني الحياة ؟ لقد سمعت من ابني عندما عاد من مدارس الأحد قصة الابن الضال وإنك مستعد أن تصفح عن أولادك عندما تتأكد من توبتهم ، أنا الابن الضال ، إن كنت أنا أحب ابني لهذه الدرجة فبالتأكيد أن محبتك لي تفوق محبتي لابني ، استمع صلاتي ، انظر لدموعي ، انقذ ابني وسأعيش بقية عمري لك وأربي ابني في محبتك ) مضت ساعتان وعندما خرج كمال من الحجرة وجد الطفل تامر خارجا من حجرة العمليات ولم يفق بعد من التخدير إلا إنه سمع الطبيب يقول للأم : إن حالته كانت خطيرة ولكن الحمد لله لحقنا ننقذه . شعر كمال إن صلاته وصلت إلي قلب الله وإن الله هو الذي أنقذ ليس تامر فقط بل أنقذه هو أيضا وسرى السلام في قلبه الذي كان يرتجف منذ قليل فقد سلم حياته وحياة ابنه لله المحب القادر على كل شئ .ملحوظة: حادثة حقيقية ذكرت في جريدة أخبار اليوم في 13 / 12 / 2003
قد سمعت صلاتك قد رايت دموعك هانذا اشفيك ( 2مل 20 : 5 )

أرجوكى ساعدى ابنتى


اخواتى تمر علينا ازمات تجعلنا نضعف ونهن وكلما نضعف نسقط وكلما نسقط يضعف ايماننا ولكن هناك بشر لا يتملكهم الياس يستمر معهم الايمان والرضا وكلما ذاد رضاهم ..زاد ايمانهم وثبتت عزيمتهم قصتى معاكم النهارده قصه ام لا تياس فارجوكم اغمضوا اعينكم وتخيلوا تلك الام وهى ترى ابنتها البرئيه التى تعانى من شلل الاطفال تسقط كلما تحاول ان تمشى فماذا لو كانت تلك ابنتى؟؟ ماذا كنت سافعل؟؟؟هل سايأس ام ساكون كوالدتها المؤمنه؟؟؟؟
الام:ابنتى ارجوكى ...ارجوكى هذا اخر طلب اطلبه منكى
الابنه:امى ارحمينى ....الا تشعرين بى ..انا فى الثانويه العامه ولا استطيع الذهاب الى مدرستى وحدى...دعينى هنا ..لقد تعبت من الاطباء ولن اذهب لاى طبيب اى ان كان
الام:ولكنه.... ليس طبيب هذه المره يا ابنتى...انها طبيبه تعين من يلتجى اليها
الابنه:انا لا اريد ان اسمع يا امى...لقد سئمت الامل...تعبت ...الا تتذكرينى الاسبوع الماضى عندما سقطت امامك اثناء ذهابى للامتحان....الا تتذكرين حالتى النفسيه وانا اسير على قدم واحده....الا تشعرين بى ...الا تياسين يا امى؟؟؟؟؟
الام:لا ..لن اياس ابدا ...فانا اعلم ان الله لن يتركك فهو يعلم انك يتيمه تحتاجين مساعدته..وهى ام وتعلم جيدا ما اشعر به ارجوكى يا ابنتى تعالى معى تلك المره فقط..واعدك اننى لن اجهدك ثانيه
الابنه:انها سبع عشر عام ..سبع عشره عام ...وانا اذهب معكى من طبيب الى طبيب ومن كنيسه الى اخرى
الام:اعلم يا ابنتى..ولكننى سمعت عن ظهور والده الاله بالزيتون ..الا تريدين ان تحادثيها؟؟؟؟
الابنه:اهذا حقيقى يا امى؟؟؟؟هل ظهرت فعلا؟؟؟
الام:نعم يا ابنتى ...نعم

وفعلا اخواتى حملت الام ابنتها وساعدتها وذهبا معا الى والده الاله
الام:ابكى يا ابنتى ..وحادثيها فهى ستسمعك
الابنه:اشفينى يا ام النور..اشفينى...انا احتاج اليك...ساعدينى
وفجاه اخواتى ظهرت والده الاله بصوره نورانيه كامله ونظرت الام الى ابنتها تصرخ:انظرى ها والده الاله...ساعدى ابنتى يا والده الاله..فانتى ام تشعرين بما اشعر وتعلمين احساسى واذ بها تجد الابنه تقف وتنظر الى السماء وتبكى وهى تنادى:يا عدراء يا عدراء...ساعدينى..اشفينى..يا عدرا وبينما الام تبكى وهى تحادث والده الاله اذ بها تصرخ :ابنتى تمشى ..ابنتى...ابنتى.....ابنتى تصعد السلم جريا وراء والده الاله...انظروا ها ابنتى قد وقفت..ها ابنتى قد وقفت..يا رب اشكرك...اشكرك يا ام النور اشكرك يالهى المتحنن اشكرك يا ام يا حنونه
اخواتى اهناك ام احن من ام الاله ؟؟؟
اهناك ام احن على ابنائها اكثر من تلك الام؟؟؟؟ كل عام وانت طيبه يا اجمل ام يا ام الهى وحبيبى وربى

صوم العذراء


وناديت هناك بصوم .. لكى نتذلل أمام إلهنا لنطلب منه طريقآ مستقيمة لنا ولآطفالنا ولكل ما لنا .. فصمنا وطلبنا ذلك من إلهنا فأستجاب لنا .. عزرا 21:8
كل سنه وأنتم طيبين بمناسبه بدء صيام العذراء "
ومدة صوم العذراء خمسة عشر يوما فقط , ويبدأ اول مسرى " الموافق السابع من شهر اغسطس " حتى السادس عشر من مسرى , وهو يوم صعود جسد السيدة العذراء ... وقد ذكرت اسباب مختلفة لهذا الصوم كالاتى : 1- قيل انه دعى بأسم " صيام العذراء " لا لآنها صامته او فرضته , وانما لآنه يوافق يوم صعود جسدها المبارك ... 2- وقيل ان الكنيسة فرضته اكراما للسيدة العذراء , المطوبة من جميع الآجيال " لو 2 : 48 " ... 3- وقيل ان الرسل هم الذين رتبوه اكراما لنياحة العذراء ... 4- وقيل ان القديس توما الرسول بينما كان يخدم فى الهند , رأى الملائكة تحمل جسد ام النور الى السماء ... فلما عاد الى فلسطين , واخبر التلاميذ بما رأه , اشتهوا ان يروا ما رأى توما , فصاموا هذا الصوم فأظهر لهم الله فى نهايته جسد البتول , ولذلك دعى ب " عيد صعود جسد ام النور " ... 5- وقيل ان العذراء نفسها هى التى صامته , واخذه عنها المسيحيون الآوائل , ثم وصل الينا بالتقليد ... 6- وقيل انه كان سائدا قديما , فأقره اباء المجمع المسكونى الثالث بالقسطنطينية سنة 381م , وطلبوا من الشعب ضرورة صومه ... 7- وقد ذكر ابن العسال انه صوم قديم اهتمت به العذارى والمتنسكات ثم اصبح صوما عاما اعتمدته الكنيسة " المجموع الصفوى / باب 15 " ... 8- وهذا هو نفس رأى العلامة القبطى ابو المكارم سعد الله , وزاد انه كان يبدأ فى ايامه " القرن 13م " .. من اول مسرى الى الحادى والعشرين منه .. 9- وهذا ايضا هو نفس رأى العلامة ابن كبر فى القرن الرابع عشر بأنه صوم قديم اهتمت به العذارى والمتنسكات ثم اصبح صوما عاما اعتمدته الكنيسة . .. وايا كان السبب فى اعتماد هذا الصوم , فهو صوم عام له قدسيته الخاصة لآقترانه بأسم السيدة العذراء كاملة الطهر , وكما قال احد الآباء : " ان كان مناسبا ان تصير صيامات لاعياد ربنا يسوع المسيح , فهكذا يليق بأعياد امه الطاهرة ان نصوم صومها استعدادا لاخذ بركتها مثل كل الاعياد " ...

عظمة العذراء


عظمة العذراء قررها مجمع أفسس المسكوني المقدس الذي إنعقد سنة 431م بحضور 200 من أساقفة العالم ووضع مقدمة قانون الإيمان التي ورد فيها : نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم أتي وخلص نفوسنا فعلي أية الأسس وضع المجمع المسكوني هذه المقدمة ؟ هذا ما سنشرحه الأن :العذراء : هي القديسة المطوبة التي يستمر تطويبها مدي الأجيال كما ورد في تسبحتها : هوذا منذ الأن جميع جميع الأجيال تطوبني ( لو 1 : 46)والعذراء تلقبها الكنيسة بالملكة وفي ذلك أشار عنها المزمور 45 : قامت الملكة عن يمين الملك .ولذلك فإن كثيرا من الفنانين حينما يرسمون صورة العذراء يضعون تاجا علي رأسها وتبدو في الصورة عن يمين السيد المسيح ويبدو تبجيل العذراء في تحية الملاك جبرائيل لها : السلام لك أيتها الممتلئة نعمة . الرب معك . مباركة أنت في النساء ( لو 1 : 28)أي ببركة خاصة شهدت بها أيضا القديسة أليصابات التي صرخت بصوت عظيم وقالت لها : مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك ( لو 1 : 42) وأمام عظمة العذراء تصاغرت القديسة أليصابات في عيني نفسها وقالت في شعور بعدم الإستحقاق مع أن أليصابات كانت تعرف أن إبنها سيكون عظيما أمام الرب وأنه يأتي بروح إيليا وقوته ( لو 1 : 15 ، 17)" من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي" ( لو 1 : 43) ولعل من أوضح الأدلة علي عظمة العذراء ومكانتها لدي الرب أنه بمجرد وصول سلامها إلي أليصابات إمتلأت أليصابات من الروح القدس وأحس جنينها فارتكض بابتهاج في بطنها وفي ذلك يقول الوحي الإلهي : فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وإمتلأت أليصابات من الروح القدس ( لو 1 : 41) إنها حقا عظمة مذهلة أن مجرد سلامها يجعل أليصابات تمتلئ من الروح القدس ! من من القديسين تسبب سلامه في أن يمتلئ غيره من الروح القدس؟ ولكن هوذا أليصابات تشهد وتقول : هوذا حين صار سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني امتلأت أليصابات من الروح القدس بسلام مريم وأيضا نالت موهبة النبوة والكشف فعرفت أن هذه هي أم ربها وأنها : أمنت بما قيل لها من قبل الرب كما عرفت أن ارتكاض الجنين كان عن إبتهاج وهذا الابتهاج طبعا بسب المبارك الذي في بطن العذراء : مباركة هي ثمرة بطنك ( لو 1 : 41 – 45)عظمة العذراء تتجلي في اختيار الرب لها من بين كل نساء العالم الإنسانة الوحيدة التي انتظر التدبير الإلهي ألاف السنين حتي وجدها ورأها مستحقة لهذا الشرف العظيم الذي شرحه الملاك جبرائيل بقوله : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي إبن الله ( لو 1 : 35) العذراء في عظمتها تفوق جميع النساءلهذا قال عنها الوحي الإلهي : بنات كثيرات عملن فضلا أم أنت ففقت عليهن جميعا ( أم 31 : 39) ولعله من هذا النص الإلهي أخذت مديحة الكنيسة : نساء كثيرات نلن كرامات ولم تنل مثلك واحدة منهن

2008-08-06

من الفقير ؟؟


اصطحب رب أسرة غنية عائلته لزيارة أقارب فقراء لهم فى الريف ، وعند عودتهم سأل ابنه : هل رأيت الفقر والناس الفقراء ؟
" نعم يا بابا فهم عندهم عدة كلاب وقطط ومعزتين وبقرة "ونحن لدينا كلب واحد فقط .
عندنا حديقة واسعة ، أما هم فالحقول تحيط بمنزلهم .
عندنا حمام سباحة ، وهم لديهم بحيرة مترامية الأطراف قرب بيتهم .
لدينا لمبات كهربائية تزين أرجاء الحديق ، وهم لديهم النجوم تزين السماء فوقهم .. فعلآ يا بابا لقد أدركت كم نحن فقراء !!!
أوص الأغنياء فى الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ، ولا يلقوا رجائهم على غير يقينية الغنى ، بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شئ بغنى للتمتع " 1تى 17:6"

حوار مع أينشتين


مقدمة عن العالم أينشتين صاحب النظرية النسبية : ولد ألبرت أيشتين عام 1879 و وضع نظرية النسبية عام 1905 وتوفى العالم العبقري عام 1955. دون الدخول في تفاصيل عقيمة فإن هذه النظرية تتحدث في جزء منها عن الزمن ويقول أينشتين صاحب النظرية :( إن من الممكن اعتبار الزمن بعدا رابعا للأبعاد الثلاثة ، الطول والعرض والارتفاع ، ومن الممكن أن نسير في الزمن للماضي أو للمستقبل ، أي نستطيع أن نتجه لعام 1000 قبل الميلاد أو عام 5000 بعد الميلاد ، وقد أثبت أينشتين ببعض المعادلات الرياضية هذه النظرية ، ولكن دون أي دليل مادي على صحة هذه النظرية )
( إيه ده ؟ هو ده إيه أصله ؟ أنا مش فاهم حاجة خالص ؟ كان يوم ما طلعتلوش شمس يوم ما دخلت الكلية دي ! ) قلت هذه العبارة وأنا أطوح بكتاب مادة الـفيزياء الحديثة بعيدا ، فأنا طالب بالسنة الأولى في كلية الهندسة ، قسم كهرباء وكنت أحاول فهم بعض اللوغاريتمات الهندسية المعقدة في النظرية النسبية للعالم الكبير أينشتين. كنت أفكر في هذه النظرية وسرحت بخيالي بعيدا عن الرياضة والهندسة ، وتساءلت إذا كان من الممكن أن أعود للوراء أعود للماضي ، سأذهب لأي زمن يا ترى ؟ لست محتاجا أن أذهب لزمن سحيق ، كل ما أنا أريده هو الذهاب لأربع أو خمس سنوات للوراء ، نحن الآن في 2004 ، هل من المكن أن أرجع لسنة 1999؟أشياء كثيرة حدثت لي في الأربع سنوات الأخيرة ، لن أقول لكم العبارة التقليدية : ( أنا بعيد جدا جدا عن إلهي ) ، لئلا تكون القصة تقليدية وسخيفة ومملة ومكررة وكئيبة ، كلا أنا لست بعيدا جدا جدا ولكني ... ولكني لم أعد كما كنت ، أشياء كثيرة تغيرت وتبدلت ، ففي عام 1999 كنت أكثر روحانية ، أكثر رغبة في حضور القداسات ، أكثر إصرارا على متابعة الاجتماعات ، صلاتي كانت أقوى وأعمق ، خطاياي كانت أبسط وكنت أندم سريعا عليها وأذهب لأب اعترافي لينقلها من على عاتقي إلي قدمي يسوع.أما الآن في عام 2004 ، فالفتور مسيطر علي ، أذهب للقداس بعد صراع عنيف مع البطانية والمخدة والمنبه ، أصلي بعد مشاجرة قوية مع جفوني التي تتساقط رغما عني لتغطي عيناي وقدمي التي تتهاوى بسبب التعب والإرهاق وذهني المكدود الذي ينادي طالبا النوم ( العدو رقم واحد للصلاة ) الحرارة الروحية التي كنت أتمتع بها تبخرت وتلاشت وحل محلها نوع من الفتور والبرودة الروحية. أين أنت يا أينشتين لتجعلني أنتقل لعام 1999؟ أريد العودة كما كنت ، أريد الرجوع للماضي ، أريد العودة للزمن الجميل. يبدو أن النوم قد انتصر علي واستسلمت له و..... أينشتين : كيف حالك أيها الطالب العبقري ؟ لا أعتقد إنك تستطيع حل مشاكلك بالنظرية النسبية والعودة للماضي. أنا : أنا متأكد إن العودة للماضي هي الحل أيها العالم الجليل ، أيها الفيزيائي العبقري. أينشتين : ومن أدراك أنك عندما تعود للماضي ، لن تخطئ ثانية ولن تتدهور حالتك الروحية مرة أخرى. أنا : أنا متأكد إني إذا عدت للماضي ،إذا عدت كما كنت ، لن أعود للخطية مرة ثانية ، لقد ذقت مرارة الخطية ولا أريد أن أعاودها مرة أخرى ، يا أسطورة الفيزياء. أينشتين : ولكني لا أستطيع إرجاعك للماضي ، فكل المعادلات التي أثبت بها نظريتي هي حبر على ورق بدون أي دليل. أنا : وما الحل ؟ أريد الرجوع للماضي ، أريد أن أرجع كما كنت ؟ ما الحل ؟ ابحث لي عن حل أيها العالم الفذ. أينشتين بعد تفكير عميق : أعتقد إنك تملك الحل ولكنك تتعامى عن رؤيته. أنا في لهفة شديدة : وما هو هذا الحل؟ أينشتين : هل تريد معرفة الشيء الذي يعيدك كما كنت في الماضي ؟ يعيد إليك حالتك الأولى ، يرجع لك نقاوتك كما كنت. أنا في لهفة أشد : نعم ، نعم. أينشتين : التوبة
عندي عليك انك تركت محبتك الاولى ، فاذكر من اين سقطت وتب واعمل الاعمال الاولى ( رؤ 2 : 4-5 )

2008-08-05

حبة قمح واحدة


قيل انه عندما فرغ فيلسوف الهند (صصه بن داهر) من وضع واكتشاف الشطرنج,قام بعرضه على الملك (شيدام) , فلما رأى الملك ذلك وفهم طريقة اللعب استحسن اللعبة جدا....وقال للفيلسوف ان يطلب ما يشاء مكافأة له على هذا الاختراع الجديد..فقال (صصه) للملك:مولاى,اننى اريد ان تعطينى قمحا يتضاعف مع بيوت الشطرنج,اى بالبيت الاول قمحة واحدة والثانى قمحتين والثالث اربعة , والرابع ثمانية......وهكذا , حتى المربع الاربعة والستون من مربعات الشطرنج...فرد عليه الملك:قد ظننت بك حكمة وكمالا فى العقل , ولكنك بطلبك هذا قد افسدت ظنى فيك....فقال (صصه) للملك :لا تظن هذا يا جلالة الملك , فهذه جائزة لا تفى بها حقول المملكة ولا لسنوات عديدة...ولا حتى حقول الممالك التى حوالينا , وان تم جمعها فأين سوف تضعها؟!!...فأمر الملك بحساب المكافأة التى طلبها (صصه) فلما عرف حسابها قال للفيلسوف:لا ادرى ايهما اعجب.........وضع الشطرنج ام طلب الجائزة....؟؟؟!!!!!!!!هل تعرف ماذا كانت قيمة وكمية القمح المطلوبة فى مربعات الشطرنج الاربعة والستون ؟؟!!انها كمية تفوق العقل............انها:1846674407370955161 6 حبة قمح !!!!...فاذا كانت 50 حبة قمح تزن جراما واحدا فان 50000 حبة من القمح ستزن كيلو جراما واحدا , وبالتالى فان الكمية التى يطلبها صصه تعادل 370 مليار طن من القمح!!!!!وبحسبة اخرى فان طلب صصه يحتاج الانتاج العالمى للقمح بنفس الكمية ولمدة 2650 عاما!!..واذا اراد ان يعد هذه الكمية فانه سيستغرق 60000000000000عاما !....وكل هذه الارقام ابتدأت بحبة قمح واحدة....!!!!!كذلك حياة الانسان الذى عاش حياة الخطية واصبح منغمس فيها والتى بدأت بخطية واحدة ...يجب ان نسعى لحياة التوبة قبل ان يقال لنا (هلم ارنى تجارة زمانك)....

برهوم وابنه وحماره


بعد العشاء قال الطفل الصغير سامي لوالده: "إني أريد أن أنام، لتأتي معي إلى حجرتي لنقرأ معًا من الكتاب المقدس، ونصلي. بالفعل دخل الوالد حجرة ابنه وجلسا معًا، وبدأ الوالد يقرأ لطفله الصغير من الكتاب المقدس ويشرح له بأسلوب مبسط، وبعد الصلاة قال الوالد لابنه: - أراك يا ابني غير مبتهج، لماذا؟ إني أفرح حين أرى ابتسامتك العذبة! - أنا متضايق يا أبي. - لماذا؟ - إني متحير، لا أعرف كيف أرضي أصدقائي في المدرسة. كلما فعلت شيئًا أجد أحدهم ينتقدني! - لا تحزن يا سامي، قبل التصرف أُطلب أولاً مشورة اللَّه، ولا تتسرع، ويمكنك سؤال من لديهم خبرة مثل أحد والديك أو أب اعترافك أو مدرسك… - وماذا أفعل مع الذين ينتقدونني بلا سبب؟ - تذكر عبارة الرسول بولس: "لو كنتُ بعد أُرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح" (غلا10:1). - لكنني أحيا وسط الناس، فكيف لا أُرضيهم؟ - ألا تعرف قصة برهوم وابنه وحماره؟ - لا يا أبي! - سأرويها لك: أراد برهوم أن يبيع حماره، وكان برهوم شيخًا قد بلغ الخامسة والسبعين من عمره، له ابن وحيد يبلغ عمره الخامسة عشرة عامًا، إذ تزوج برهوم في سن كبير. سأل الابن والده: "ماذا نفعل يا أبانا؟" أجابه برهوم: "لنحمل الحمار علي أكتافنا!" حمل الشيخ وابنه الحمار وكانا في تعبٍ شديدٍ، وفي الطريق رآهما جماعة من الشبان، فصاروا يسخرون بهما. تقدم أحدهم إلي العم برهوم وقال له: "ماذا حدث يا عم برهوم، هل تركبون الحمار أم تتركون الحمار يركبكم؟ أهكذا تعلم ابنك الصغير الغباء؟!" راجع برهوم نفسه وقال: "حقًا إنني غبي، كيف أحمل أنا وابني الحمار؟!" امتطي برهوم وابنه الحمار فرآهما صديق لهما. مال الصديق علي برهوم وهمس في أذنه: "ألا يوجد في قلبك رحمة؟! أتركب أنت وابنك حمارًا صغيرًا؟! ترفق بالحمار، فيترفق اللَّه بك! كُف عن القسوة!" سأل الابن والده عما قاله له صديقه فأخبره بما قاله، ونزل برهوم ليسير علي قدميه تاركًا الابن وحده ممتطيًا الحمار. عبر الاثنان بسامي أخي برهوم وقد ظهرت عليه علامات الغضب، وهو يقول للابن: "أهذا هو الوفاء؟ أتترك والدك الشيخ يسير علي قدميه، وأنت الشاب الصغير تمتطي الحمار؟! أنزل ودعْ والدك يركب الحمار!" نزل الولد وهو منكسر القلب وطلب من والده أن يمتطي الحمار. وفي الطريق عبرت بعض الفتيات وصرن يسخرن بالوالد الشيخ قائلات: "يا عم برهوم، أهكذا الأبوة؟! كيف تستريح أنت وتترك ابنك الصغير السن يسير علي قدميه؟" عندئذ جلس برهوم وابنه يفحصان الأمر، فقررا أن يسيرا علي قدميهما ويجران الحمار… وإذ فعلا هذا التقيا بمجدي صديق الابن، وكان يتفرس فيهما مندهشًا. اقترب مجدي من العم برهوم وابنه، وبتهكم قال لهما: "ما هذا الذي تفعلانه؟ لماذا لا تركبان الحمار؟ ألم يخلق اللَّه الحمار لكي يركبه الإنسان؟! ماذا؟ أتكرمان الحمار أم تشفقان عليه؟ هل اشتكي الحمار؟!" احتار برهوم وابنه ماذا يفعلان، فجلسا معًا وقررا ألا يهتما بإرضاء الناس، بل يسلكان حسبما يريانه لائقًا في الرب، فيصدر القرار من الأعماق في الداخل.
علمني يا ربي ألا أهتم بإرضاء الناس، بل أرضيك يا ساكن في الأعماق! أنت هو الحكمة واهب الفهم، أنت هو القائد والطريق والحق! لأقتنيك فأحيا لك، واسلك بروحك القدوس.

2008-08-03

متى سأموت


يحكي أن طفلة أصيبت بمرض خطير و كانت حالتها حرجة جداَ و كان أخوها البالغ من العمر تسع سنوات قد أصيب بنفس هذا المرض من قبل و شفي منه فكان الحل الوحيد هو أن ينفل لها الطبيب كمية من دماء أخيها.نظر الطبيب إلي الأخ و قال له: لن ينقذ أختك سوي نقل دمك إليها فهل أنت مستعد لذلك....؟ امتلأت عينا الصغير بالخوف و تردد لحظة ثم قال: موافق يا دكتور سأفعل ذلك؟بعد ساعة من عملية النقل سأل الطفل بخوف: قل لي يا دكتور متي سأموت ...؟ عند إذ عرف الطبيب و أدرك لماذا أصيب الطفل بلحظة خوف عندما طلب منه ذلك فلقد اعتقد الصغير أن إعطاءه دماؤه لأخته معناه أنه يعطيها حياته نفسها
"ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحباءه"

مرتبة تذبح صاحبها


دبت الخلافات بين شريف وعروسه منذ الأسبوع الأول من زواجهما. وكان كثيرون من الأقارب والآباء الكهنة يتدخلون للصلح… لكن سرعان ما كان الخلافات تتجدد. كان شريف يتهم زوجته بالإسراف وعدم مراعاة ظروفهما المادية، أما هي ففي مرارة كانت تشكو من بخله الشديد، فإنه يحرم عائلته حتى من الضروريات، مُدعيًا الفقر. بعد عشرات السنوات تركت الزوجة بيت الزوجية وذهبت إلى أخيها تطلب منه ألا تعود إلى زوجها، إذ دبّ بينهما خلاف بسبب رغبتها في شراء مرتبة جديدة. حاول الأخ تهدئة نفسية الزوجة، أما هي فكانت تروي لأخيها أمثلة غريبة من بخل زوجها. سألها الأخ: "ماذا تظنين، هل يضع ماله في إحدى البنوك؟" أجابت الأخت في تهكمٍ: "إني واثقة أنه لن يأتمن البنك على ماله". - هل يدفع شيئًا لوالديه؟ - مستحيل، فإنه بخيل حتى على والديه، إني أدفعه دفعًا ليهتم بهما، لكنه يصر ألا يدفع شيئًا، ولا يقدم لهما هدايا حتى في الأعياد والمناسبات. - هل يُبذر ماله مع أصدقائه؟ - ليس له أصدقاء حتى لا يستضيفهم سواء في المنزل أو خارجه. - إذن أين يضع ماله؟ - لا أدري، هل يجمعه في مكانٍ ما، أم أن بركة الرب قد نُزعت عنه؟ شكَتْ له أخته أن زوجها لم يشترِ بدله واحدة منذ زواجه، ولم يجدد المرتبة التي ينامان عليها… لقد صارت أشبه بخرقةٍ لو أُلقيت في الشارع لن يقبل شحاذ أن ينام عليها. هدَّأ الأخ نفسية أخته وطلب منها أن تحمل صليبها بشكر… أما هي فأجابته: "لا أقلّ من أن يشتري مرتبة ننام عليها… إني لا أطيقها!" وعدها أخوها أنه سيُقدم لها مرتبة جديدة هدية منه في القريب العاجل. بعد يومين إذ كان شريف مسافرًا في مأمورية خاصة بعمله أحضر الأخ مرتبة جديدة هدية لأخته. وفي خجل شديد قبلت الأخت الهدية، لكن الأخ قال لها: "لا تخجلي فإني أخوكِ…" قامت الأخت بإعداد المنزل بكل وسيلة لكي تبرز المرتبة الجديدة، فيفرح قلب شريف بالهدية المجانية. بدأت تسأل نفسها ماذا أفعل بالمرتبة القديمة… لكنها إذ سمعت صوت تاجر الأثاثات القديمة "ربوبيكيا" نادته وسألته إن كان يأخذ المرتبة القديمة دون مقابل. قبِل التاجر أن يأخذها وهو متضرر للغاية، فإنها لا تصلح لاستعمالٍ آدمي! في اليوم التالي إذ عاد شريف إلى منزله، لاحظ وجه زوجته المتهلل، والبيت المُهيأ بطريقة واضحة… تطلع إلى السرير الذي كاد أن ينكسر لأنه قديم جدًا… وسأل زوجته: "أين المرتبة القديمة؟" بابتسامة قالت الزوجة: بالكاد وافق تاجر الأثاثات القديمة "الربوبيكيا" أن يقبلها. ما أن سمع شريف ذلك حتى صرخ: "لقد ضاع جهاد عمري كله… كل ثروتي وضعتها في المرتبة!" سقط شريف على الأرض ميتًا، فقد أُصيب بذبحة قلبية! لقد ذبحه بخله! إلهي من يحفظ وصيتك، تحفظه الوصية الإلهية. أما من يحفظ المال، يذبحه ماله ويقتله!

2008-08-02

الكلية الشافية


ظلت تحدّق إلى سقف الحجرة المستلقية فيها في المستشفى وهي غارقة في تفكير عميق تعاني من خواطر رهيبة كانت تعصف برأسها وتحملها إلى الماضي البعيد، إلى سنين طوتها يد الزمن، وكفنتها بدياثير كثيفة في محاولة منها للنسيان، ولكن أنّى لها أن تنسى وهذه الذكريات التي تراودها ما برحت محفورة في ذهنها بإزميل حاد تُطلُّ عليها بين آونة وأخرى صارخة في وجهها: لماذا فعلت هذا؟ لماذا تخلّيت عن ابنك؟ أين قلب الأم النابض في صدرك؟ وأخذت هذه الخواطر تهاجمها بوحشية وكأنها تنانين رابضة في أعماقها تسعى للانقضاض عليها. وأقبلت الممرضة المناوبة لتعطيها بعض الأدوية، فبذلت "رئيفة" جهداً كبيراً كي تواري ما يدور برأسها من أفكار، ورسمت على شفتيها شبه ابتسامة باهتة من غير أن تنطق بكلمة. وبعد أن تناولت الدواء، وتطلعت إلى الممرضة تساءلت بصوت خافت: - كيف... كيف المريض؟ فأجابتها بنبرة مطمئنة: - إنه في تحسّن مستمرّ وقد يخرج من المستشفى بعد يومين أو ثلاثة. شيء ما اختلج في صدر "رئيفة". إنها تدرك أن عالماً جديداً ينتظر هذا المريض، عالماً يرتع فيه بالصحة والعافية، ولكن... وسمعت الممرضة تقول: - لقد وهبتِ له حياة جديدة عندما تطوّعتِ بالتضحية بإحدى كليتيك. شعرت "رئيفة" بالكلمات تكاد تتدفّق على شفتيها كنهر جارف، غير أنها شدّت على ناجذيها، وعضّت على شفتيها معتصمة بالصمت. وتابعت الممرضة كلامها: - أنتِ الوحيدة من بين أربعين شخصاً التي صلحت كليتها للزرع ولإنقاذ حياة هذا الشاب. هل كنت تعرفينه من قبل؟ أشاحت "رئيفة" برأسها وتطلّعت إلى السماء الزرقاء البعيدة من خلال النافذة المفتوحة على حديقة المستشفى، وبعد صمت مثقل أجابت: - رأيته مرة واحدة منذ زمن بعيد... ثم أسرعت تقول: - إنني متعبة قليلاً، دعيني أن أنام. عندما غادرت الممرضة الحجرة، هيمن على "رئيفة" إحساس مبهم من القلق والخوف لا تدري له مصدراً. أحسّت وكأن قوى خفية شرعت تستيقظ من عالم الماضي وتنتصب أمامها وكأنها تمنعها من القيام بأية حركة. إنها تريد منها أن ترجع القهقرى إلى الماضي، إلى ما قبل ثلاث وعشرين سنة، عندما كانت في شرخ الصبا، لم يتجاوز عمرها السابعة عشرة. آنئذ كانت تضجّ بالحياة، والرغبات، تحدوها الآمال الكبار، وتستأثر بها الأحلام، إلا أنها انزلقت فجأة في هوّة العبث بتأثير الحياة الاجتماعية المنحرفة التي اجتذبتها، وما لبثت أن وجدت نفسها حاملاً عن غير قصد منها. لشد ما أرعبها هذا الواقع؛ انقلبت حياتها رأساً على عقب؛ استولى عليها الخوف من حكم المجتمع عليها، ومن غضب أسرتها، ونظرة زميلاتها إليها. وعندما أسرّت بسرّها لوالد الجنين نظر إليها بغضب وقال لها: - من أدراكِ أنني أبوه؟ فأجابته برعب: - لم تكن لي علاقة مع أحد سواك! فقال بقسوة: - من يدريني أنك لست كاذبة؟ ثم استدار ومضى في طريقه. ومنذ ذلك الحين لم تلتقِ به إذ اختفى كلياً من حياتها. ولم يمضِ أسبوعان حتى وجدت نفسها على قارعة الطريق. لقد قررت في نفسها أن تهرب من بيت أهلها قبل أن يُفتضح أمرها، فحملت ما يخصها من ثياب، وهربت من المنزل في ليلة كان ذووها في زيارة لبعض الأقرباء، وأخذت تنتقل من مكان إلى آخر، ومن عمل إلى عمل؛ وفي كل مرة كانت تخرج إلى الطريق يخالجها الخوف أن يراها أحد من إخوتها أو يلتقي بها من يعرفها. وهمّت أكثر من مرة أن تجهض هذا الجنين وتتخلّص من هذا الحمل الذي يثقلها بالعار، ولكن صوتاً في داخلها كان يحول دون إقدامها على هذه الجناية. وأخيراً أشارت عليها إحدى رفيقاتها اللواتي تعرّفت عليهنّ في أثناء تجوالها في الطرقات أن تعرض جنينها للتبنّي. في بادئ الأمر لم ترق لها هذه الفكرة، وشعرت بشيء من تأنيب الضمير؛ حاولت أن تقنع نفسها أنها قادرة على العناية بهذا الجنين عندما يولد، وأنها لا بدّ أن تستقرّ في منزل صغير توفّر لطفلها كل أسباب العيش الكريم، بيد أن قسوة الحياة، والظروف الأليمة التي كانت تمرّ بها أقنعتها أنه خير لها أن تجد من يتبنّى هذا الجنين، فذلك أفضل ما يمكن أن تفعله لتؤمِّن له حياة سعيدة. واستطاعت أن تتصل بمؤسسة خيرية تهتمّ بالعناية بالأطفال وتسعى أن تجد لهم أسراً يتبنّونهم. واستطاعت بعد زيارة المؤسسة والاطلاع على شروطها أن توقّع على الأوراق الرسمية. وعندما وُلد طفلها في أوائل الربيع تفرّست بمحيّاه بلهفة تعجز عن وصفها، فقد تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تشاهده فيها. إنها لا تريد أن تنسى ملامحه ولا صرخات صوته الأولى التي انطلقت من حنجرته. طرأ ببالها أن تحمله وتنهض من السرير وتهرب به إلى أقاصي الأرض، ولكن... وفي صباح اليوم التالي اختفى الطفل من حياتها. فقد جاءت الأسرة التي تبنّته وأخذته إلى منزلها. استبدّ "برئيفة" شعور مفزع من الوحدة والغربة. لقد فقدت جزءاً منها رافقها نحو تسعة أشهر من حياتها. نعم، لقد حملته على مضض، ولكنه هو من لحمها ودمها، ابنها الذي من أجله قاست الأمرّين! وتقلّبت صفحات ذكرياتها وهي تطالع بخيالها سيرة حياتها وتوقّفت عند اللحظة التي اكتشفت فيها أين يسكن ابنها ومن هما والداه الجديدان. كان ذلك بعد سبع سنوات من مولده، ومنذ ذلك الوقت كانت تمرّ من أمام منزله كل يوم تقريباً. كانت تريد أن تراه وهو في طريقه إلى المدرسة، أو في أثناء عودته منها، أو وهو يلعب في حديقة المنزل. لشدّ ما همّت أن تنطلق إليه، وتعانقه وتشدّه إلى صدرها وتقبّله وتقول له: أنا أمك الحقيقية، تعال إليّ... تعال! ولكنها أدركت أنها بذلك تدمّر حياته، فكانت تتمالك نفسها وتتراجع ثم تمضي في سبيلها. وفي ذات يوم دعتها صديقة لها لحضور اجتماع ديني في كنيستها، وهناك اكتشفت محبة المسيح التي جعلته يبذل نفسه من أجل خلاص الإنسان. رأت نفسها في المرأة الزانية التي حررها المسيح من ماضيها فأصبحت ابنة لله. فتاقت نفسها أن تكون مثل تلك المرأة تجثو عند قدمي الفادي معترفة بخطاياها. في تلك الليلة فتح المسيح ذراعيه قائلاً لها: "تعالي إليّ فأنت الآن ابنة لي". لم تكن "رئيفة" تعلم أن ابنها كان مصاباً بداء في كليتيه، وأن حياته كانت في خطر. وعندما قرأت عنه في الصحف وأنه موجود في المستشفى في انتظار من يتبرّع بكلية له من ذويه أو أي مصدر آخر، أسرعت إلى المستشفى وتبرّعت بكليتها. لم يكن أحد يدري أنها أمه، ولكم كانت دهشة الطبيب الأخصائي عندما وجد أن كليتها هي الكلية الوحيدة التي يمكن زرعها من غير حدوث مضاعفات؛ وعندما جاء والده المتبنّي يسألها: - كيف يمكنني أن أكافئك على إحسانك لنا؟ تطلّعت إليه بعينين مغرورقتين بالدموع وقالت: - لا شيء يا سيدي، إن كل ما فعلته لا يضاهي شيئاً مما فعله المسيح من أجلي. تطلّع إليها الوالد بدهشة وغمغم: - ماذا تقصدين؟ - لقد بذل المسيح نفسه من أجلي وخلّصني من الهلاك الأبدي. أما أنا فلم أقم بشيء لا يستطيع أي شخص آخر أن يفعله من أجل... وتوقّفت عن الكلام. وعندما شاهدت التساؤل على وجهه قالت هامسة: - قل لابنك إن كليتي فانية وإن كانت صالحة إلى حين، أما موت المسيح على الصليب فهو مصدر الحياة الأبدية

أبــى هـل تحبنــى؟


أحضر الوالد صندوقا مملؤا من اللؤلؤ الغالى الثمين جدا ووضعه أمام أولاده الثلاثه الذى يحبهم جدا وقال لهم يا أولادى أنى أحبكم جدا لذلك قررت أن أهب لكم هذا الصندوق .....وفتحه الاب أمام الاولاد وقال لهم يا أحبائى الان كل واحد منك يا أولادى يأخذ بكفيه الاثنين من الصندوق على قدر ما يستطيع على شرط أن يأخذ مره واحده فقط على قدر ما يستطيع بكفيه ...... وكانت الفرصه كبيره أمام الابن الاكبر .....الذى كان له كفان كبيران جدا والذى بدأ وأخذ ملىء يديه الكبيرتين لؤلؤا ثم جاء بعده الابن الاوسط الذى له كفان كبيران أيضا وأخذ قدرا كبيرا من اللؤلؤ........ ثم جاء دور الابن الاصغر الذى نظر الى يد أخويه كيف كانتا كبيره ثم نظر الى يديه فوجدها صغيره جدا فركض الى حضن أبيه وسأله .....أبى هل تحبنى ؟؟؟؟؟؟.......أجاب الاب ...أحبك جدا يا أبنى .......أجاب الابن ..أذن يا أبى أنى لا أريد أن أخذ نصيبى بنفسى ....هل من الممكن أن تعطينى أنت نصيبى بيدك أنت ......نظر الاب الى الابن وأغلق الصندوق وأعطى كل ما فيه للابن الصغير . صديقى لقد أختار الابنان الآخران الاعتماد على أنفسهما فى أخياراتهما بدون الرجوع الى أبيهما
...بينما ذلك الابن الصغير هو الذى أحس بأحتياجه الحقيقى للاب فلجاء اليه وأسلمه أمره و طريقه .....فما كان من الاب الا أن يعطيه كل ما له .... انا وانت كل يوم نعتمد على قوانا الضعيفه دون الرجوع الى الله لذلك فاننا كثيرا ما نختار الاختيار الخاطىء وذلك لكوننا ضعفاء .... ولكن دعنا ندعو ربنا يسوع المسيح ليتقدمنا فى أختياراتنا ....فى أحلامنا وفى طموحاتنا وفى كل شىء ...لآنه قادر أن يفعل أكثر مما نطلب أو نفتكر وقادر أن يمنحنا أكثر مما نحلم

الحسن غش والجمال باطل


الاخ(ر)شاب يافع الطول ابيض الوجه ملون العنين حلو الابتسامه مشرق الوجه بشوش اللقاء..... الدنيا حوله كلها حلوه بكل المقايس والظروف حتى فى عمله تبتسم له الدنيا.... اى عمل يعمله يكسب من وراءه مكسبا غير قليل ... ونظر الى الحياه بمنظار مختلف منذ بدايه حياته... اصبحت الشقه السكنيه التى ولد فيها وذاكر فيها فى حى شبرا لا تليق بخيالاته الورديه ومكانته المتألقه... بل تليق به شقه فى مصر الجديده او الزمالك او جاردن سيتى ...ولكنه لمعت امام عينه فكره الزواج...واى عروسه يريدها؟!انه يريد العروسه صاحبه الشعر الذهبى !! والعينين الواسعتين والقوام الطويل ... بل وتمادى فى طلب الصفات اشترط ان لا يقل طولها عن 160 سم وان لا يزيد طولهاعن 165سم.... انها صاحبه قوام متناسق لا يزيد وزنها عن 80كم انها صاحبه الاشراقه وملكه الفؤاد وصاحبه العرش القلبى مشاعره المرهفه..... وبدأ رحله البحث.....فاذا وجدها متناسقه ومناسبه طولا و وزنا ويجد شعرها غير اللون المطلوب واذا وجد شعرها وعينيها عسليتين يجدها قصيره القامه وصال وجال وطال البحث الى أن اهتدى الى ملكه جمال قلبه وعروسه حياته...... وكانت بالفعل غايه فى الجمال .... وليله الفرح كل من يراها ينبهر ... انها لا يوجد فيها شىء دميم.... كل ما فيها جميل.... مريحه ابتسامتها نافذه الى قلب من يراها.... كل الناس يقولون .... يا بختك يا (ر) بحثت ونلت.... كل شىء نصيب هى دى العرايس..... بل وليله الفرح كان كل رجل ينظر الى امرأته ويتحسر لأ لم يحظى بمثل هذه الجميله او من يشبهها ..... والشباب الغير متزوجين بدأ يتحرى هل لها اخوات غير متزوجات ؟!والكل يبحث عن التابلوه الجميل والصوره المشرقه.... وكانت تعليقات النساء .... الحلاوه حلاوه الطبع والجمال جمال القلب .... يا ما حلاوه بالماكياج والحلوه هى اللى تعيش وتعمر بيتها ..... والجمال جمال الروح ومثل هذه من تعزيه الخواطر ولكن ظلت (ج) الجميله سيده المواقف.... فاذا حضرت حفل عيد ميلاد او حفل خطبه او زياره عائليه انبهر الناس بجمالها....بعد بضعه شهور حملت العروس و ولدت ملكه جمال صغيره... وسبحان الخالق... انها نسخه بالكربون.... ابوها جميل وامها جميله بالطبع لابد ان تكون جميله وبدأت المولوده تكبر الى ان اصبح عمرها سنه وعشره شهور وتخطو خطوات قليله.0...وذات يوم وامها فى المطبخ تعد الافطار للزوج (ر) تتخاطى الطفله الى المطبخ ناحيه امها التى كانت تضع على النار (طاسه)مملؤه بالسمن المغلى وتتهاوى الطفله ناحيه البوتجاز وتمسك امها فى غفله فترتجف الام خوفا على طفلتها وتنزلق قدمها وتسقط فوق البوتجاز وينزل وجهها الى طاسه السمن المغلى وفى صرخه مرعبه الحقنى يا (ر) ...فيدخل الى المطبخ ويجد لحم وجهها يتساقط فى الطاسه مع السمن المغلى انتزع الطفله من بين ذراعيها واصطحابها الى المستشفى .... يجر بها هنا وهناك... تاهت العينين وسط التشوه المرعب.... ضاعت الواجب التى كانت تجمل العينين.... تأكلت الشفاه الباسمه..... اجريت لها سبعه عمليات تجميل بعد ان مكثت خمسه شهور فى المستشفى ويوم ان خرجت كانت هناك نصائح نفسيه وطبيه همس بها الطبيب لزوجها وقال....1) لا تضعوا امامها مراه فى المنزل لانها اذا رات نفسها فى المراه ستنهار نفسيا2) لا تجعلوا الطفله تنام معها لان الطفله اذا استيقظت ورات الام ستصاب بفزع عصبى3) عدم زياره احد لها لكى لا تنعكس مشاعر الصعبانيه عليها بالاحباط والمذله النفسيه4) منعها من الخروج حتى لا ينالها شيئا من السخريه من احد5) لا توجد عمليات اخرى لها... وهذا هو قدرها...اصطحب (ر) زوجته من سريرها بالمستشفى وهو متذكر حسد الناس على جمالها... وما قالوه لها.... فليحضر الان كل ناظرى جمالها ... وضع ذراعه فى ذراعها وعند باب المستشفى حيث كان يركن سيارته رأها بعض الاطفال فقالوا لبعض مشيرين عليها.... شوفت العفريت.... وجرى الاطفال وسقطت هى على الارض .... حزنا على نفسها وضياع جمالها ....
حسنا قال الحكيم(الحسن غش والجمال باطل

2008-08-01

دبر حياتنا كما يليق


كم من مرة نامت ليزا ودموعها تنساب ، فهي تشعر بالعذاب عندما توصل ابنتها إلى المستشفى في أستراليا لتعمل غسيل كلى ، ثم تعود بها بعد عدة ساعات ، ويتكرر هذا الأمر مرتين في الأسبوع ، فابنتها الشابة عمرها 17 سنة وتتمنى أن تراها تتمتع بحياتها مثل كل الشابات ، كم بذلت جهد في تخفيف آلام ابنتها ولكن من يمسح دموعها ؟ إنها تعيش في بلد غريبة وقد مات زوجها في الغربة ، فعندما يفيض بها الكيل ، تذهب لتصلي في الكنيسة وتستمد قوة من الله وتشتري بعض الشرائط لتسمع العظات التي تقوي إيمانها. وفي يوم سمعت عظة للأنبا يؤانس يحكي فيها قصة سيدة كانت تعيش في الأقصر وليس لها أي مورد سوى بعض الجنيهات القليلة التي تأخذها أجرة عن عملها كخادمة وتعود لتصرفها على ابنتها وقرة عينها وكم سعدت عندما رزقها الله بشاب من أسرة تقية يريد الزواج من ابنتها ولكن من أين لها بمصاريف الزواج وشراء حجرة النوم والجهاز خاصة أن أسرة هذا الشاب على مستوى مرتفع ، ففي كل مرة تذهب للكنيسة وتسمع الكاهن يقول : دبر حياتنا كما يليق ، تظل تردد هذه العبارة من أعماق قلبها. ذهب الأنبا يؤانس مع اللجنة لبحث حالة فقراء المنطقة ، فإذا بإحدى قريباتها تذهب وتحكي له ظروف هذه السيدة تأكد الأسقف من هذه المعلومات وأمر لها بمساعدة كبيرة وتم الزواج وسعدت الأم وابنتها. سمعت ليزا هذه القصة ، فذهبت للكنيسة وتضرعت بحرقة شديدة لله وقالت : ياربي يا من دبرت أمر هذه السيدة..... إني لا أحتاج للمال ، بل أحتاج ليدك ، إن كنت تريد أن تظل ابنتي هكذا طول العمر ، فلتكن إرادتك ، فقط اطلب منك أن تدبر حياتنا كما يليق بصلاحك " ولم يمر أكثر من شهر حتى أجريت عملية زرع كلى لابنتها رغم كثرة العقبات التي ظلت سنوات تحول دون إتمام هذه العملية وشفيت ابنتها. وبعد مرور أسبوعين وصل للأنبا يؤانس خطاب مع أحد المهاجرين الذين عادوا لزيارة أهلهم ، ظن سيدنا إنه يحوي مشكلة أخرى من مشكلات المهاجرين ولما فتحه وجد عنوانه ( دبر يارب حياتنا كما يليق ) وتسبحة شكر رائعة من السيدة ليزا تحكي قصة شفاء ابنتها مع مبلغ هائل من المال تطلب من الأسقف تسليمه لمريض بالكلى تعبيرا عن شكرها لله. أخذ الأسقف هذا المصروف وذهب ليسلمه لقداسة البابا وإذا بأول حالة تعرض على قداسته في لجنة البر ( لجنة لمساعدة المحتاجين ) هي حالة شاب مريض بالكلى كل أمله مساعدة في عملية زرع الكلى بعد أن قاسى الأمرين.لا تتعجب يا عزيزي من تدبير الله لحياتنا ، فهو ضابط الكل وفي نفس الوقت هو محب البشر يدبر كل صغيرة وكبيرة في حياتنا ليقودنا في موكب نصرته. قد لا تفهم الآن حكمته في ترتيب حياتك ، لكن تأكد إن الله أشد حنانا عليك من نفسك ، فقط سلم له حياتك انفسنا انتظرت الرب معونتنا وترسنا هو ، لانه به تفرح قلوبنا لاننا على اسمه القدوس اتكلنا ، لتكن يا رب رحمتك علينا حسبما انتظرناك ( مز 33 : 20 - 22 )

نور العالم


( هل ستذهبين معنا هذه الليلة إلي حفلة الديسكو؟ ) قالها لي أحد الزملاء الذي يظن نفسه خفيف الظل.
( كلا ، لن أستطيع الذهاب معكم ) قلتها بكل حزم.
( يا لك من فتاة معقدة جدا يا مريم ) قالها نفس الزميل بنفس خفة الظل.
وتركني ومضى ، أما أنا ، برغم إحساسي بالإهانة من عبارته السخيفة ، شعرت أنني يجب أن أشهد للمسيح مهما كان الثمن. فأنا أعيش في الخارج في بلد من البلاد التي تتميز بالانفتاح الشديد والحرية المطلقة وأدرس في مدرسة مختلطة في المرحلة الثانوية ، وللأسف أن العلاقة بين الفتيان والفتيات هنا تعدت مرحلة الزمالة بل تعدت الصداقة ....... فهنا في هذه البلد تجـد مصـطـلح غريب ولكن سرعان ما تألفه وهو (بوى فرند-جير فرند ) تذكرت يوم التحاقي بالمدرسة عندما اندهش جدا المسئول الخاص باستلام الاستمارات عندما وجد الخانة المكتوب بها اسم الـبوى فرند فارغة ( ليس بها أي اسم ) لأني لا أمــلك هذا الــبوى فرند وكاد أن يرسلني للمسئولة النفسية للمدرسة لبحث حالتي الخطيرة ، فكيف وكيف فتاة في السادسة عشر من عمرها لا يكون لها صديق شخصي تخرج معه ويخرج معها ، هذه ، من وجهة نظره ، كارثة شديدة ومشكلة عويصة ومرض نفسي أشد خطرا من الشيزوفرنيا والبارانويا. مرت بي كل هذه الأفكار وشعرت بالضيق الشديد ، فكل الزملاء والزميلات يطلقون علي لقب ( المعقدة ) لأني لا أخرج معهم كل سبت إلي صالة الديسكو لنرقص ونغني ونمرح ، ولأني أرفض أن تتخطى علاقتي بأي زميل علاقة الزمالة وأصر على موقفي هذا. قال البعض : لابد أن أسرتك مرعبة جدا لدرجة إنك لا تقدرين أن تعيشي على طبيعتك يا مريم ، وقال الآخرون : إنك معقدة نفسيا وتحتاجين لعلاج نفسي يا مريم. كل هذا وأنا أتحمل وأتحمل وأعتبر إن هذا هو صليبي ويجب أن أحمله ، إنني أحبهم كلهم وأعتبرهم أخوتي ولكن يجب أن يكون حبي للمسيح أكبر وأن أشهد له وسط هؤلاء ، كما يجب أن أطيع وصيته ، لقد قال : كونوا قديسين كما أن أباكم أيضا قدوس ، وما يفعله زملائي وزميلاتي بعيد جدا عن القداسة والطهارة. وفي يوم دخل مدرس اللغة الإنجليزية وأعطانا قطعة كمبرهنشن (فهم) عن نظام الأديرة في أوروبا في القرن السادس عشر ، وبينما هو يشرح قال لهم :( بالتأكيد أنتم لا تفهمون شيئا من الذي أقوله ، فأنتم لا تدركون كيف يستطيع إنسان أن يحب الله كل هذا الحب ويترك العالم بكل ما فيه ومن فيه ويذهب ليتعبد لله في دير ، أنتم لا تفهمون ذلك ، لأنكم لم تروا إنسانا يحب الله من كل قلبه و ...... )وهنا حدث شيئا لم يكن في الحسبان ، فقد هاج الفصل وماج وقالوا :( كلا ، مريم تحب الله من كل قلبها ، فهي لا تخرج معنا كل سبت للديسكو وليس لها بوى فرند ولا تعطي فرصة لأحد أن يقول لها كلمة لا تليق ، إنها تحب الله جدا ) وهنا سألني المدرس : هل أنت مسيحية ؟ قلت له بكل فخر : نعم أنا مسيحية أرثوذكسية. قال لي : هذا يفسر كل شئ ، فأنتم أيها الأرثوذكس تتمسكون بتعاليمكم وديانتكم وعقائدكم دائما ولا تفرطون فيها أبدا. يومها عدت لمنزلي وأنا أطير من الفرحة ، لقد كنت أعتقد إني متخلفة ومعقدة من وجهة نظرهم ، ولكن الواقع إنهم يحترمونني جدا ويقدرونني ، لقد استطعت أن أشهد للمسيح ، لقد أمكنني أن أكون نور للعالم وملح للأرض. من الممكن أن يهزأ ويسخر أولاد العالم من إبن ربنا ولكنهم من داخلهم يحترمونه ويقدرونه ، ربما يسخرون منه لأنه يكشف أخطاءهم واعوجاج حياتهم ، فيحاولون أن يهزءوا به بكلامهم الجارح وسخريتهم السخيفة ، ليتنا لا نخاف من الناس من حولنا بل نعيش نشهد للمسيح بطهارة سلوكنا.
ينبغي ان يطاع الله اكثر من الناس ( اع 5 : 29 )
لو كنت بعد ارضي الناس لم اكن عبدا للمسيح ( غلا 1 : 10 )
لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة ( رو 12 : 2 )
 

website traffic counters
Dell Computers