أين هو الآن ؟ أين هو ؟ أين ابن الكنيسة؟ لقد ابتدأ يتغير شيئا فشيئا حتى ضاع ، ابتدأ الأول في المرحلة الثانوية يتغير ثم انحرف تماما عند دخول الجامعة . قد أجده الآن على أحد المقاهي يدخن السيجارة أو يشرب التفاحة ،أو سأجده مع إحدى الصديقات في مكان رومانسي أو بعض الزملاء يشاهدون فيلما لا يليق. قررت ألا أتركه فريسة للشيطان وابتدأت أصلي من أجله ، وأضع اسمه على المذبح . كنت أحاول أن أكلمه عن محبة ربنا لنا رغم شرورنا وإن الله يكره الخطية ولا يكرهنا ، وكيف إن محبة الله هي القادرة على إشباعه ولكنه لم يستجيب ، فقد تغير تماما ، لقد أصبح شيطان مريد ،ولكن حالته النفسية مدمرة ، فهو خائف ومتضايق وحزين ومضطرب وبائس وذات يوم ، جاءني خبر رهيب،صديقك انقلبت به السيارة وهو يصارع الموت في إحدى المستشفيات . جريت إلي المستشفي في تلك الليلة السوداء وقابلت الدكتور الذي قال لي بهدوء مستفز : إنه في غيبوبة و \لن يعيش أكثر من 4ساعات. خارت قواي وكدت اسقط فاقد الوعي و ...... وتنبهت لحقيقة مخيفة " إذا مات الآن فسيذهب للجحيم حدف ،فإذا كان الطب لا يستطيع أن يحيي جسده،فيجب أن أبذل جهدي لأنقذ روحه الهالكة". وخرجت من المستشفى فوقلت العبارة السابقة " ينبغي أن أجد أبونا الآن بأي ثمن" أخذت أجري فى الشوارع وذهبت لكاهن كنيسة مارمينا ولكن للأسف كان في رحلة للغردقة ، وكدت أجن ،فأنا لا أعرف نمرة إي كاهن آخر والساعات تمضي بسرعة رهيبة ولا يمضي على الزمن الذي حدده الدكتور سوى ساعتان وأنا في الشارع وليس معي( موبايل ) لأتصل بأي شخص .ما الحل ؟ سوف يموت صديقي . هداني تفكيري لأذهب لأقرب محل واتصل بأبي ولكنه قال بأسى : لا أعرف ماذا أفعل ،الله معك. انهرت تماما وأخذت أصرخ "يا عذراء ،يامارينا ،يامارجرجس ، تشفعوا لي عند ربي ،سوف يذهب صديقي للجحيم ،سوف يموت وأنا مكتوف اليدين ، اللهم التفت إلي معونتي ، يستجيب لك الرب في يوم شدتك " أخت أبكي فقد مضي الوقت وبقيت 10 دقائق فقط ويئست تماما ، هل أذهب لألقي عليه نظرة الوداع ؟ أم أذهب للبيت ؟ قررت الرجوع للكنيسة وذهبت وجدت بها زحام غير عادي وهو شيء في منتهى الغرابة الساعة ال4 صباحا ولكن المفاجأة المذهلة كانت عودة رحلة الغردقة وها هو أبونا واقف. وجدت نفسي أقفز عليه وأمسك به وأركب التاكسي لنذهب للمستشفى وفي الطريق شرحت له الموقف كله ولكن كان قلبي يخفق من الرعب . هل سأجده حيا أم ميتا ؟ والتاكسي يسرع في الطريق وعقارب الساعة تمضي في جنون وكأنها تريد الموت لصديقي . جرينا نحو المستشفى أنا ميت من الرعب وسألت الدكتور بكل لهفة : هل مازال حيا ؟ فقال لي بهدوئه المستفز : كلا لقد مات منذ 10دقائق. كانت إجابته كخنجر من نار اخترق قلبي ومادت بي الدنيا و.... وفجأة وجدت أبونا وأبى وأمي يقفون مبتسمين لي ، فصرخت في وجوههم : لقد مات ، مات ، مات ، لماذا تبتسمون . فنظروا لبعض في دهشة وشرح لي أبونا ما حدث ويجب أن تعلموا ما حدث. فعندما ركبت التاكسي مع أبونا ، نمت من التعب والإرهاق ، وحلمت بهذا الكابوس الرهيب وهو إن صديقي مات . ولكن الذي حدث هو أن أبونا ذهب للمستشفى وسأل عن صديقي ، فقال لها لدكتور : لقد حدثت معجزة وتحسنت حالته واستعاد وعيه ، مع إنني كنت متأكد من موته. فذهب إليه أبونا وحكى له ما حدث ، وما فعلته من أجله ، فتأثر جدا وندم على ما فعله وقرر التوبة وأعترف لأبونا بكل ما فعله وسوف يزوره أبونا غدا ليناوله . أشكرك يا إلهي لقد رجع صديقي لحضنك. هل تعرف يا صديقي إن الله أرسلك سفيرا له وسط زملائك وأصدقائك وأهل بيتك، فماذا فعلت من أجلهم. ابذل جهدك في خلاص النفوس ، وعندئذ ستخلص نفسك أيضا
2014-10-15
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق