كان دوايت مودي مع صديقه في القطار متجهين إلى أحد الاجتماعات بكاليفورنيا، وكان موضوع الخدمة في الليلة السابقة عن السامري الصالح. وبعد دقائق وقف القطار فى المحطة التالية فصعدت مجموعة من الشباب السكارى. وكان أحدهم ثملاً للغاية وبه جروح وعينه الوحيدة حمراء كالدم، ولكنه لمح مودي وإذ عرفه أخذ يردد ترنيمات بصوت مُستهتر وبسخرية واضحة. فتململ مودي ثم قال لصديقه هلم بنا نغادر هذا المكان إلى مكان آخر بالعربة. ولكن صديقه لفت نظره بأن القطار ليس به مكان خالِ. فتضايق مودي جداً وجلس مُتبرماً ثم قال لصديقه: كان يجب على المسئولين عن القطار أن يمنعوا هؤلاء الغوغاء عن ركوب القطار ومضايقة الركاب!
وبعد دقائق حضر « المحصّل » فنبهه مودي مُحتداً على سلوك ذلك الشخص. فذهب إليه « المحصل » وتكلم مع هذا الشاب المُستهتر بصوت منخفض وأخذه من يده وسحبه بهدوء إلى دورة المياه حيث غسل له وجهه برفق وأخذ ينظف له عينه الوحيدة بكل عناية. ثم أخرج من جيبه منديله النظيف وجفف له وجهه وعينه وأجلسه على مقعده الخاص. فما لبث الشاب أن ذهب في نوم عميق وعلى وجهه علامات الراحة والسرور والرضا.
فجلس مودي صامتاً بضع دقائق ومتأملاً ما حدث. ثم تململ في مكانه. وما لبث أن رفع رأسه وقال لصديقه: إن هذا درس مؤلم وقاسٍ بالنسبة لي. فإني كنت أعظكم بالأمس عن تصرف الكاهن واللاوي، وعن السامري الصالح أمام جمهور كبير من الحاضرين، وكنت أحرضهم على التمثل بالسامري الصالح، والآن أعطاني الرب الفرصة العظيمة لكي أعمل بما كنت أعظ به بالأمس، وقد أثبَت الآن أنني من زمرة الكاهن واللاوي. "أما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السماوات" مت19:5 |
2014-10-14
اعمل بما تعظ به
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق