بحث مخصص

2007-10-21

أعنى يا رب


داس أحدهم على قدم سيد كبير، فما كان منه إلا أن صفعهُ صفعه شديده على وجهه، وما كاد يتأمل فى الوجه الذى صفعه حتى رأى ما جعله يتندم على ما فعل شديد الندم، ذلك لأن الرجل الذى داس على قدمه كان ضريرا ! .... دعنا نحتمل مقاومات مقاومينا فربما لا يروننا كما نحن لجهلهم لنا أو لسبب آخر
ما اضيق عقلى، وانا أنظر للأمور المعاكسة والأحداث غير المريحه والظروف التى لا تتفق مع هواى... أنظر لها كأنها ضدى أو ليست خادمة أبديتى وتوبتى فى غربتى
نعم، ما أضيق عقلى وأنا أرى من مخاوف وغيره وتحزب وضياع... قيود ومهانة ومحاولات للتحطيم ... أرى ذلك كأنه غريب على المسيح والمسيحى أو كأنه مستحدث للكنيسة
وما ساعدنى على اكتشاف ذلك الساعة التى بيدى... أراها أمامى تسير فى اتجاه واحد منتظم تحقق لى ضبط مواعيدى ... وسرعان ما جاءتنى فكرة أن افتح الساعة من الخلف... وفعلا خلعتها من معصمى، وفتحتها لأرى بداخلها تركيبة مختلفة من تروس ومسامير وأحجار... بعضها كبير والبعض الآخر صغير... بعضها فى أسفل والبعض الآخر فى القمة... ولو نظرت إلى كل مكون على حدة لظننت أنها تعمل متضادة بغير انتباه لحقيقة هامة، وأن هذا التضاد يعمل بترايط عجيب ليحقق وحدة الزمن وبالتالى سير عقارب الساعة سيرا منتظما نحو تحقيق هدف إعلان التوقيت وخدمتى
كانت هذه اللحظة اكتشاف مختبر، أكد لى أن كل ما اراه بعينى بعمل ضدى هو بعين الإيمان الذى يضبط هدفه للأبدية خادم لا معوق، والذى أراه يهّد فى عضدى، ويهزم نضارة جسدى هو بعينه الذى يبنى داخلى ويزيد شبوبية روحى المحبة المجاهدة لأجل المسيح... والذى يسقينى الآن مرائر هو بعينه الذى يفيض فى داخلى ينبوع سرائر فى عشره ذاك الذى من أجله تجرع المر ألوف وربوات النفوس الصادقة الأمينة للصليب... والذى يلهب ظهرى الآن بخيانات ومؤامرات هو بعينه الذى يمنح نفسى القليلة الصبر تدرب فى الإحتمال لكى تكون فى اليوم المختار أكثر إثمارا وأكبر قدرة على فهم الطباع والتعامل مع الأمزجة والقيادة بين معوقين
نعم تأكدت من قول الرسول فى الكتاب المقدس : " كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله " رو28:8
تأكدت من هذا، لكن ما زلت أعانى من الضد والإهانة والضعف الجسدى والمر القاطر والجلد الموجع... ما زلت أصرخ من أنين هذا مقداره، وصراخى أحيانا يغطى علىّ نظرى بالرجاء لما تأكدت منه
هذه المعاناة وهذا الصراخ يحلو لى أن أسكبه بين يدى الذى فى كل ضيقى يتضايق والذى قال لى ولكل من مثلى :" تعالوا إلىّ ياجميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا اريحكم ( من 28:11) ... اسكبه سكيبا أمام الذى فى كل شئ كان مجرب مثلنا بلا خطية... أسكبه أمامه مع داود البار " أبث لديه ضيقى عند فناء روحى منى " ....أسكبه لكى يأخذ ما فيه من فشل وقلة صبر وعدم احتمال وشفقة على الذات ويذكرنى كل دقيقة بالساعة التى لا يمكنها أن تقدم ميقاتا سليما مالم يعمل بداخلها مئات من المتضادات والمتناقضات
من فضلك يا ربى يسوع امنحنى هذه الذاكرة غير الناسية لقدرتك العجيبة على تحويل كل الأمور المعاكسة والأحداث غير المريحة إلى خير حقيقى وتعزيات جعلت صاحبها فى خلَفه اول أولاده يسميه " منسىّ" قائلا : لأن الله أنسانى كل تعبى تك 51:41
من فضلك يا حبيبى يسوع لا تدعنى فى تجربة فوق احتمالى بدون منفذ ورجاء، إسندنى فأتذكر عملك العجيب فى تحويل كل ما يؤلمنى الآن إلى شفاء لكل أوجاعى وتعويض لكل خساراتى واضرام طاقة حب أكثر فى كل أعمالى
يا منظم الكون كله، بكل ما فيه من متناقضات، وقد أعطيت العقل البشرى أن ينظم التوقيت مستخدما المتناقضات... نظم كيانى النفسى والجسدى والروحى مهما كانت المتناقضات بينهما لكى لا أعاق عن ضبط حياتى وسلوكى حتى تظهر صورتك البهية فى نشاطى أو خمولى، فى صحتى أو مرضى، فى حرينى أو قيودى، فى بهجتى واكتئابى، فى سكونى واضطرابى، فى وسط شعبك أو فى وحدتى... نعم يا منظم الكون كله، امنحنى ن أباركك كل وقت مهما كان موقف العالم والناس والظروف معاكسا لى ولأهدافى فى حبك
سامحنى يا رب، لأنى أتضايق مما يعاكسنى... وساعدنى لكى اشكرك فى كل ما يضايقنى، فليست ذبيحه تفرح قلبك قدر ذبيحة شكر فى زمن ضيق.... أشكرك... أشكرك... أشكرك يا منظم الكون كله ومنظمى

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers