بحث مخصص

2007-10-12

وليمة الكلاب


ما تبقى من وليمة الكلاب
وقفت الحسناء كالعادة متشامخة بعد أن تزينت وتكحلت، تتطلع من نافذتها، تتأمل عظمتها، قلائد ثمينة تملأ رقبتها العنقاء، موشحة بسلاسل خرزات زرقاء لحمايتها من حسد الفقراء!!! في مشيها تتمخطر مجلجلة بخلاخيل قدميها .
كانت تتأمل أناملها الرفيعة المملوءة بخواتم الأحجار الكريمة، ورغم إنها أصبحت جِدة كبيرة إلا أنها حافظت على أنوثتها الشرساء بثيابها الحسناء وتكحيلة وجهها السوداء.
عاشت العُثـّة المتعجرفة متنعمة بالخطايا ولا تفكر إلا بالظلم خبثاً غيرَ مكترثة في قتام ظلامها الأبدي.
دقت ساعة الصفر وحان موعد تنفيذ القضاء المؤجل الذي أعلن منذ سنوات، ماتت المرأة الجميلة العديمة العقل إيزابيل، و طرحت من الطابق العلوي وسقطت ميتة أمام قصرها الجميل وداست الخيل جبروتها وسحلت الكلاب جثتها إلى سياج مزرعة الفقير.
تقطعت القلائد، لم تنقذها الخرزات الزرقاء وخذلتها تعويذات ديانتها البلهاء، ولم يستر الحجب من درء موت الحمقاء.
كلاب المساء سحلتها إلى موقع جريمتها النكراء، لم تأكل الكلاب كفي يديها ولا رأسها أو قدميها "ولما مضوا ليدفنوها لم يجدوا منها إلا الجمجمة والرجلين وكفي اليدين" ( 2 ملوك 35:9).
تركت الكلاب تلك الأجزاء عبرة للمارين على طريق الكبرياء، وإليك ما تعنيه تلك الأعضاء :
o الجمجمة أي الرأس مركز الأفكار، من قلب أفكارها خرجت كل فكرة خبيثة والتي خططت بدهاء لقتل المسكين وعوجت طرق القضاء لأجل اغتصاب أرض السلماء، وفكرها المظلم رفض العبادة لله ورحب بالسجود للشيطان، دبرت المكايد لقتل الأبرياء، الفقراء والأنبياء الأتقياء الذين كانوا بحياتهم الطاهرة يعذبون ضميرها المشتكي عليها ليلاً ونهار.
o الرجلين أي السلوك المتشامخ والمضيّ قـُدماً في طريق الكبرياء والتمشي في سبيل العِداء، سلكت سلوك الجهال في الظلام ولم تعرف الرجوع لطريق السلام.
o الكفين أي الأعمال فأناملها كتبت وختمت رسائل الزور واحتوت كلام مسموم وصنعت مؤامرة لرجم المظلوم.
لقد كانت إيزابيل الغاوية بجملتها آلة إثم وقودها القلب النابض بالجهل والكبرياء ومحركها الشيطان. إيزابيل نموذج للدكتاتورية والغواية بالديانة الكاذبة، لقد تأنى الله عليها كثيراً وأعطاها فرص عديدة لتترك الجهالات فتحيا، حيث رأت أعمال عنايته في الطبيعة، كيف أغلِقت السماء ولم يكن مطر وأدركت إن آلهتها ومنها آلهة المطر لا تستجيب حتى لو تقطع أنبيائها بالسيوف وصرخوا بأعلى الأصوات، سمعت كيف مات زوجها الملك المتنكر، مات بسهم طائش دخل بين أوصال الدرع رغم إنه كان يتخفى بين مئات الجنود. كبرياء إيزابيل يرفض صوت الله ويقبل أكاذيب الشيطان، علِمت إيزابيل كيف نزلت نار من السماء وأكلت الجنود الذين أرادوا أن يقبضوا على نبي الله ومع ذلك تشامخها يأبى الخضوع لإله السماء وقررت أن تكون أكثر صلفاء، كل ذلك أوضح كلمعان الشمس إن ديانتها شريرة ورغم ذلك لم ترجع عن غيّها ولم تتخلى عن مطامعها، رفست الله الحي الحقيقي وجمحت إلى هاوية العذاب.
هوذا الديان على الباب، جاءها القضاء من شطرين، القضاء المدني بطرحها لتصبح وليمة لكلاب حراستها، ليتم ما قاله الله على فم النبي إيليا، والقضاء الإلهي يوم تقف أمام منصة القضاء أي (المحكمة الإلهية) يوم قيامة الأموات الأشرار أمام الديان العادل الجالس في عرشه العظيم الأبيض وستظهر كنيتها السوداء لتطرح أخيراً في بحيرة النار مع كل محبي الدجل والكذب والكبرياء.

عزيزي القارئ
الله لا يتغاضى عن الشر لكنه يتأنى على الخاطئ لأنه لا يسر بموت الشرير بل برجوعه عن طرقه الرديّة فيحيا، الله مستعد أن يقبل توبة أشر الأشرار المستنِد على الفداء الذي أسسه ابن الله وقال على الصليب قد أكمل .
الله ينذر كل إنسان بطرق متنوعة ويأمر بالتوبة والإيمان بابن الله الذي مات عن الفجار لان الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، فكل من يضع ثقته بابن الله وعمله على خشبة الصليب يصبح خليقة جديدة، فيتغير الفكر، السلوك، وأيضًاً الأعمال ويكون له فكر المسيح أي فكر التواضع ( 1 كو16:2)، وسلوك المسيح أي حياة القداسة( 1 يوحنا 6:2) ويعمل صلاحاً لان روح الصلاح سكن قلبه وطهر ضم

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers