بحث مخصص

2007-10-26

ذهب أم حجارة


لاحظت سميرة أن إبنها إميل بخيل للغاية، يأخذ مصروفه ويضعه في دولاب، ولا يشتري شيئًا قط، حتى الضروريات. وكلما إشترت طعامًا يطلب منها أن يذوقه، حتى لا يشتري طعامًا لنفسه.
في إحدى الأُمسيات جلست سميرة مع إبنها الصغير إميل تروي له القصة التالية:
كان أحد أغنياء مدينة ممفيس بخيلاً جدًا، يجمع الذهب ويخفيه، وإذ صار معه كمية ضخمة من الذهب خشي لئلا يسرقها أحد، فحفر في الأرض وأخفي الذهب. وكان يأتي كل صباح إلى حيث يوجد الذهب ليطمئن عليه.
لاحظه أحد اللصوص، وفي أحد الأيام بعد أن غادر الغني المكان حفر اللص وسرق الذهب.
في اليوم التالي جاء الغني ليطمئن على ذهبه ففوجئ بآثار الحفر والسرقة. إضطرب للغاية، وإنهارت نفسه تمامًا. لاحظ صديقه ذلك، فحاول أن يُهدئ من نفسه، قائلاً له:
"لا تضطرب يا صديقي، فإنك تستطيع أن تضع بعض الحجارة الصغيرة، وتتهيأ أنها ذهب.
وتأتي كل يوم لتطمئن عليها.
فإنه ما الفرق بين الذهب والحجارة
مادمت لا تستخدم الذهب لصالحك أو صالح إخوتك؟"

هب لي يا رب أن أقتنيك،
فأنت هو كنزي وغناي.
أقتنيك فلا يشتهي قلبي شيئًا‍.
بإستخدام كل ما لدي لبنيان نفسي ونفوس إخوتي،

هب لي ألا أضع مواهبي في تراب الكسل،
بل أضرمها بعمل روحك القدوس.
ليس للذهب ولا للمواهب قيمة،
إنما قيمتها في استخدامها وإضرامها‍.
كلما خبأتها تصير ترابًا،
وحينما تستخدمها تصير لي كنزًا حقيقيًا.

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers