بحث مخصص

2008-04-23

آلالام ربى-1


فى بستان جثسيمانى... نرى المحبة تعصر جسم المخلص الطاهر وتخرج منه عرقا ً وافرا. فانظر أيها الإنسان أى شقاء عظيم استحقيت حتى أن إلهك لما اراد أن يبكى عليك لم يستعمل الدموع المألوفة عند البشر، التى تجرى من العيون فقط بل زاد عليها الدموع التى تجرى من جميع مسام الجسد بغزاره حتى أنها كانت تجرى كقطرات الدم ، مما يدل على عظم محبته لك فأى شكر تستحقه يا إبن الله على هذا الجهاد وذاك العرق ... إن دماء الشهداء وسائر البشر المولودين منذ ابتداء العالم إلى نهايته ليست شيئا يذكر بالنسبة إلى نقطة واحدة مما قطر منك فى البستان
فلماذا كل هذا الحزن الثقيل الذى تكبده يسوع، والضيق والمر الذى قاساه، والأوجاع الشديدة التى تحملها بصبر حتى فتتت أحشاءه إيلاما ومزقت قلبه أحتراقا ؟ ... إنما هو لكى يحمل احزاننا ويرفع أوجاعنا، لذلك سلم ذاته لحزن مفرط طوعا واختيارا بل تفضلا وحنوا لكى ينقلنا من حزن أبدى وأوجاع خالدة إلى حياة سعيدة باقية
فانتبهى يا نفسى لئلا تصيرى إحدى النفوس التى أحزنت يسوع وسببت له الإنزعاج العظيم. إذا كنت خاطئة كيف ترفعين عينيك إلى مخلصك ولا تذوبين خزيا وحجلا عندما تشاهدينه يحزن عليك فإن كان قلبك قاسيا حتى أن حزن سيدك لا يؤثر فيك فلا أقل من أن تحزنى على خطاياك التى سببت له الأحزان. وإنه لمن أشد دواعى حزن يسوع مشاهدته الناس ينكرون جميله فهل أنت ممن كان يبكى عليهم يسوع فى البستان ؟ احذرى واذكرى فضله ولا تدعيه يذرف عليك دمعة أخرى وكفى ما قد ذرفه من دموع سخية غزيرة
أبينا القس منسى يوحنا

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers