بحث مخصص

2008-04-09

الدكتور مستعجل


خدمه النفوس فيها العجب .... فتعودت زيارة دار المسنين يحى......... وهناك يوجد بين النزلاء فى دار المسنين عم ..... هو رجل طيب حلو الحديث..... ولكنه فيه نفخه كدابه ......ربما يكون معه حق..... فهو اب لابنين ........ والاثنان فى امريكا ......... وفى كل مرة ازورة كان حديثه يطول حول إبنه الاكبر استاذ الاساتذه فى امريكا ........وكان يتأثر ويبكى لان اولاده تركوه ولم يتذكروه وكيف انتهى به المصير الى دار المسنين هذا ..... وهذا هو حال الدنيا الكدابه .......وكيف كان يحيا على ذكريات جميله فى تربيه اولاده ثم سافرا وبعدها ماتت زوجته ولم يجد له مأوى الا دار المسنين المجانيه التى استضافته رحمه بشيخوخته ولكنه استسلم للامر الواقع وما باليد حيله .......وذات يوم وانا اتصفح جريده الاهرام وجدت صورة ابنه الباحث الشهير واستاذ البث التكنولوجى للقمر الصناعى وانه قادم الى القاهرة لحضور مؤتمر من يوم واحد ........ فرحت وذهبت بسرعه الى دار المسنين الى عم .... ونقلت له الخبر السعيد وامسك بالجريده وطار هنا وهناك ينشر الخبر ويمتع الناس بصورة الابن الباحث العالمى ....إسترد حيويته وكأنه شاب العشرين وبدأ يسأل الؤتمر فين ؟.. والساعه كام ؟...هيجى فى طيارة كام .؟.... وبدأ الرجل يعد الساعات ويسال النزلاء عايزين حاجة من امريكا ؟ اكيد هاسافر مع ابنى ......انا رايح امريكا ......وفى يوم المؤتمر ....وفى مساء اليوم نفسه ذهبت لاتمتع برؤيه الاستاذ الدكتور ابن عم ...... وتاخر الميعاد الى قرب منتصف الليل وفيما انا اهم بالانصراف حضر رجل يسال عن عم.... صديقى المسن والد الدكتور .......فقال الرجل انا هو ابو الدكتور .........فقال الضيف ........الدكتور (فلان ) إبنك كان يود ان يحضر اليك ولكنه مستعجل جدا فاضطر يسافر بسرعه وبعتلك الفلوس دى ......سقط الرجل من هول المفجأه .......بكى عم....... كالاطفال وهو يردد معقول ...... وانا على باب القبر ....... وانتظر الموت كل ساعه!! هيفضى امتى يشوفنى ؟!! وانا خلاص 73 سنه واذا كان مش فاضى يشوفنى ياترى هايفضى يتقبل العزاء في ....... لقد انهارت اعصابه ..... وخارت قواه وامتقع لونه حاولت ان اتكلم معه ولكن كلامى كان كالصفير فى اذنيه .... لان صديقى العجوز فقد احن قلب له ...... وبعد ان كانت دار المسنين المجانيه التى يتعاظم عليها بابنه العالم المشهور ........ بدأ انه فى امس الحاجة اليها ووجد فيها راحته وسلامته....... وبعد دقائق حضر خادم الدار وقال له برشاقه الضغط يا عم ........ وادى كوبايه الميه نظر عم....الى الاخ الخادم الوديع وقال له شكرا ياابنى ......... لا...لا انت احسن من ابنى ....ابنى معندوش وقت يسلم على ....سافر .........مشغول.........ترى من ينتظر عم....... ابنه مشغول فبدأ ينتظر النهايه لكى يستريح الراحه النهائيه الاخيرة ......لان ابنه مشغول !!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers