لا انسى ذلك اليوم.... يوم ان ذهبت الى معهد الاورام بفم الخليج..... حيث اعتدت ان اقوم بزيارة احبائى من مرضى السرطان واحسب ان الوقت الذى اقضيه بينهم وقت محسوب لى بالسعاده والخير ..... وكانت تشاركنى احيانا فى بعض هذه الزيارات الاخت الكميائيه الانسه (ك)...... وهناك فى الدور السادس وعند حجرة رقم (.......) نعرف انه يوجد بها عم (ح) فهو رجل عجوز وكلنه خفيف الظل سخى الابتسامه مرح بشوش . وطرقت اختى الانسه ( ك) الباب ولم نسمع صوتا لعم ( ح) . ....... ولم يفتح احدا سألنا احدى الممرضات فقالت انه موجود داخل الحجرة ولم يخرج ..... عسى ان يكون هناك ام ما .!! ربما يكون نائما تقدمت الاخت (ك) الى باب حجرة عم (ح) وامسكت بأكرة الباب فى هدوء تام وحركت الاكرة لتفتح الباب دون اى حركه حتى لا يحدث قلقا . وإذا بعم ( ح) واقفا رافعا يديه يصلى ....... نعم يصلى ....... وما الغرابه فى ذلك انه مريض بالسرطان ويصلى طالبا الشفاء...وما اسرع الانسان بالجرى الى الله فى ساعه التجربه والضيقه...وفى هدوء وقفنا خلف عم (ح) الى ان انهى صلواته وبعدها جلسنا معه لكى ننال بركته حيث ان بركه المرضى ثريه وغنية فكلما تقدمت بهم الايام إزدادوا قرباً لله... فقالت اختى الخادمه لعم (ح) ..... كل سنه وانت طيب ياعم (ح) ــــــ الحمدلله على كل حال ومن اجل كل حال ياابنتى... صلى لاجلى علشان ربنا يمد ايده وتكون العمليه للى هاعملها تكون اخر عمليه!!!!!!!!!ـــ هو انت عملت عمليات قبل كدة ياعم (ح)ـ نعم ياابنتى عملت واحد وعشرين عمليه فتح بطن وفى كل مرة يستأصل جزء من الامعاء... وياريت دى تكون اخر عملية .....!!!!!!نعم...... انه يصلى .وصلاه لايمان تشفى المريض....من هو عم (ح) ...... ربما يكون ايوب الجديد .... عادت بى ذاكرتى يوم ان تورم احد اصابعى بخراج سخيف مما اضطر الطبيب ان يستخدم المشرط..... دمعت عيناى على تجربه اصبعى واعتبرتها تجربه قاسيه .... ولكن ماذا اقول عن عم (ح) ترى ماذا تقول السموات عن عم (ح)..هل تتخلى عنايه القدير عنه ؟!! من المؤكد لا. لكن كما يقول المؤمن مصاب او بالحرى كثيرة هى بلايا الصديق انه دخل بوتقه الاختيار ليخرج منها رجل بار طوباك ياعم (ح)سألت عنه ..... عرفت انه اجرى العمليه وخرج ولم اعرف بعد هل عاد الى المستشفى مرة اخرى ام لا ... لكن من المؤكد انه يملك رصيد من الايمان المحسوب له واذا تزكى ينال ما لا يوصف وما لا يخطر على بال بشر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق