بحث مخصص

2008-04-03

اختي ولكن


دخلت الهيكل وأخذت أبكي وأبكي .... لم تكن دموع يأس بل كانت دموع فرح وتوبة . فبعد سنتين كاملتين استطعت الانتصار على الخطية والتوبة والاعتراف . سأحكي لكم قصتي لكي تستفيدوا .
أنا شاب ، كنت متدينا جدا ، لم أكن أعرف شيئا سوى الكنيسة والاجتماعات والصلوات والقداسات والأصوام والكتب المقدسة والتسبحة الجميلة . كنت متدين بمعنى الكلمة وكانت حياتي سعيدة وكنت فرحان وشبعان وممتلئ بربنا ولم يكن يوجد شيئا ينغص علي حياتي .
لقد كنت أيضا متفوقا واستطعت دخول كلية الهندسة ، ومن هنا ابتدأت المشكلة .
ملحوظة : لقد كنت لا أعرف شيئا عن عالم البنات . فلم أقف قط مع إي فتاة وحتى الكلام مع الفتيات كان قليلا جدا ، إي إنني كنت ، بلغة العصر ، قفل كبير . لقد دخلت الكلية مع صديقي الذي كان شغوف بموضوع البنات وله خبرة كبيرة . لقد حاول إقناعي بأننا نقف شلة مع بعض ( أولاد وبنات ) وأن نذهب معا للسينما أو للمسرح أو ..... وإننا كلنا اخوة ولا داعي للتعقيد .
في أول الأمر ، رفضت بإصرار ، ولكن تحت ضغطه المستمر فترت عزيمتي ووجدت نفسي أتساهل وأتساهل . في البداية كنت لا أركز على الحديث مع فتاة معينة . ولكن شيئا فشيئا وجدت نفسي منشغل بفتاة متدينة من وجهة نظري . يا لحيل الشيطان الغريبة ، لقد انجذبت إليها لأنها قالت ذات مرة : إنني أصلي باكر وغروب ونوم ، وأقرأ 3 إصحاحات يوميا . وكنت أنا ، رغم تديني ، أصلي باكر ونوم فقط ، وأقرأ إصحاح واحد يوميا . وكانت هي تشجعني على المزيد من الصلاة ، فأحسست ، خطئا ، إنها صوت الله .
ومن هنا انتقلت من خانة الزميلة إلى خانة الصديقة . وأصبحت أتحدث معها كل يوم في الكلية ، وذات يوم تغيبت لأنها كانت مريضة ، فاتصلت بالتليفون للاطمئنان عليها ، وازدادت العلاقة بشكل خطير . لقد كنا نصلي معا صلاة نصف الليل يوميا في التليفون ثم نأخذ إصحاح للتأمل في التليفون ، واشتعلت فاتورة التليفون ، واشتعلت أعصاب بابا . وكنا نحضر الاجتماعات معا ، ونحضر القداسات معا ، وأحيانا التسبحة أيضا .
كم أنت بارع أيها الشيطان في وضع السكر على السم القاتل ، كم أنت بارع أيها الشيطان في تزييف وتزوير الأمور .
لقد كنت سعيدا بهذه العلاقة في البداية ، ثم بدأت أحس بفتور روحي رهيب . مللت الصلاة ، زهقت من القداس ، أهملت دراستي والأكثر من ذلك الأفكار ، لقد كانت تهاجمني الأفكار بطريقة بشعة . كنت أفكر فيها وأنا مستيقظ وأنا نائم وأنا أأكل وأنا أشرب ، حتى وأنا أصلي ، حتى في القداس .
وذات يوم كادت أن تحدث الطامة الكبرى . فقد ذهبت للاطمئنان عليها في البيت لأنها لم تحضر الكلية ذلك اليوم . فذهبت لأعطي لها كراسة المحاضرات . وكانت وحيدة في المنزل لسوء حظي وحظها . وأوشكنا أن نقع في الخطية ، ولكن قبل أن أقع تماما سمعت صوت ضعيف ( صوت ضميري المذبوح ) يقول : اهرب لحياتك و ..... فتركتها وذهبت وأخذت أجري وأجري في الشوارع تائها ضالا ، إلى أن وجدت نفسي قدام باب الكنيسة .
وكانت التوبة ، صحيح كان الابتعاد عنها صعب للغاية . ولكني صممت على الابتعاد عنها بعد أن رأيت كم تطورت الأمور . وبالتأكيد كانت الأفكار تقتلني كل يوم ، ولكني استطعت الانتصار عليها بمعونة ربنا وبإرشاد أب اعترافي .
لا ألومها بل ألوم نفسي ، فقد كنت أقع في خطية عظيمة بسبب عبارة " إنها أختي "
مذكرات شاب تائب
ليست هذه القصة تدعونا لرفض الاختلاط ، فالاختلاط أصبح واقع نعيشه الآن في مجتمعنا ، إنما تدعونا للحذر من حيل الشيطان . إن الشيطان يعرف المدخل إلي كل إنسان ولا يعرض بضاعته بدون غلاف ، فلو عرض على بطل القصة الخطية مباشرة لرفضها بشدة ، لكنه عرف كيف يجذبه بالإعجاب بتدينها وبعبارة " إنها أختي " . عليك أن تدرك حيل إبليس كما أدركها بولس الرسول الذي قال : إننا لا نجهل حيله .
والمطلوب منك ، يا صديقي ، ألا ترفض الاختلاط بل أن تتصرف بحكمة وتدرك إي بادرة للانحراف وتسعى لتصحيح المسار . فعندما تتحول الأحاديث الجماعية الدراسية إلي أحاديث فردية عاطفية ، وتجد نفسك لا تستطيع الاستغناء عن هذه الوقفة ، فأنت في خطر . فالاختلاط المقدس يكون في إطار الجماعة مع وجود هدف أو عمل مشترك وليس في الخفاء .

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers