بحث مخصص

2008-04-11

شباك ينكسر


الاسطى (صبحى ) نجار مكافح يأكل خبزة بعرق جبينه ....كانت امنتيه ان يفتح محلا او ورشة.....ونظر الله الى طيبة قلبه لانه انسان لا يضر احد ولا يخاصم احد....وربنا حقق مناه ...... فوجد محلا مناسبا وبأجر بسيط..... ولكن كان المحل فى شارع جانبى ..... وبدات الحياه تسير على ما يرام وبدات الحياة فى هدوء.... ولكن المحل او الورشه الخاصه بلاسطى صبحى كانت فى ركن الشارع وامامه سور طويل لفيلا او قصر مملوء بالخيرات والحديقة التى يحوطها السور تطل اعلاها اشجار الموز والتفاح والبرتقال والمشمش والليمون ...... ومن الباب يخرج الخدم والحشم والسائقون والعمال ........ وسيارة داخلة وسياره خارجه نعم ان هذا القصر من المؤكد انه قصر الرفاهية ....... ولكن ماذا يوجد بداخله كان الشغل الشاغل للاسطى صبحى ........ماذا يوجد داخل هذا السور ؟...... ماذا يوجد فى هذا القصر البديع ..... آه عينى عليك ياصبحى ......حجرة ضيقه تحت السلم تنام فيها انت وفوزية والوالدين ....ناس عايشة وناس مدفونة تحت السلم !! لكن لينا رب .......استرها يارب وشد انتباه عم صبحى سياره محمله بالخضروات داخلة القصر فرفع عينه الى السماء اوعدنا يارب .... شباك ينكسر وندخل الجنه ( القصر ) علشان نتفرج عليها .......وتحقق مراده .... ذات يوم مع عواصف امشير وزعابيره طارت واحده من شبابيك ذلك القصر فى الهواء وسقطت مهشمه على الارض ..........فإذا بصاحب هذا القصر يشير الى الخدم باحضار النجار ..... تهلل وفرح الاسطى صبحى وحينما وصل اليه احد الخدام يستدعيه لإصلاح الشباك المكسور .....سرى فى جسمه نشاط غير عادى .....وكأنه ذاهب الى البيت الابيض ....رشاقه متناهية ...ولمعت عينيه ببريق اخاذ كأنه ذاهب ليخترع الذرة....حاول ان يمسح حذائه المتهالك من الاتربة حرصا على نظافه القصر ..... رفع حزام البنطلون لئلا يراه الباشا صاحب القصر ........هندم نفسه على قدر الامكان وضع القلم الرصاص فوق اذنه وحمل حقيبة العدة التى فيها بعض الادوات البسيطة التى سوف يستخدمها فى رحله اصلاح الشباك ..... وما ان دخل القصر من الخارج الا ورفع عينيه الى فوق وهو يقول عينى علينا احنا الغلابة .....احنا لينا الجنة...مفروض ان لا يكون لنا حساب فى الاخرة ......وامام الشباك المكسور جلس الاسطى صبحى وهو يتحرك ببطء متعقل ويريد ان يقضى اكبر وقت فى هذا القصر ........سبحان من يجعله ينتهى من الاختراع العسير فى انهاء إصلاح الشباك ......الى ان حان وقت الغذاء ....وبدأ رائحه المشويات والمقليات والمسبكات تملآ الارجاء .......وبعد الوقت مضى وحضر اليه احد الخدم يقول يااسطى يانجار إتفضل الغذاء جاهز ...قام الاسطى صبحى وغسل يديه واتجه الى المائدة .... فوجد ان المائده عليها الصعام من ناحية ما لذ وطاب من اللحوم والخضروات وعلى الطرف الثانى طبق شوربة خضار يتيم ....فقال النجار فى نفسه المنحوس منحوس ولو علق فى رقبته فانوس ........من المؤكد ان طبق شوربه الخضار للنجار ...طبعا ....... وبعد دقائق حضر الباشا المتواضع الذى سيجلس مع النجار على مائده واحدة .........دخل وجلس امام الشوربه وفى استغراب شديد من الاسطى صبحى فوجئ بالباشا يقول له اجلس يااسطى ! ! امام طعامك ...حاول الاسطى صبحى يستعفى من الموقف إلا ان الباشا قال للنجار ......انا مريض بحساسيه فى المعده ....ودوالى فى المرئ وضغط الدم مع نزيف يعاودنى من حين لاخر .....فهذا طعامى الدائم وهو شوربه خضار .......جلس الاسطى صبحى امام الباشا وينظر الى الباشا نظرات عطف ......مسكين الباشا .......ياحرام .......مش قادر يبلع .....حتى لو كام اكل المرضى الا ان الشهية التى للاسطى صبحى انعدمت ......حاول ان يبلع الطعام فوجد ان داخل قصور البشاوات مآسى ..... وهو جالس امام الباشا ....احتاج الباشا ان يبلع عده براشيم الادوية فقام الاسطى صبحى ليساعده فى ذلك ....وبعدها خرج يكمل الشباك المكسور...وهو يردد .احنا فى نعيم نشكرك يارب على كل حال ....الفقر مع الصحه اعظم غنى فى الوجود ......نعم ان الصحه تاج على رأس الانسان لا يعرف قدرها سوى المرضى ....... وجلس الاسطى صبحى امام الورشة مستهينا بالقصر وهو يقول حجرتى انا وفوزية والعيال اعظم جنة فى الوجود....وربنا يديمها نعمة...

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers