بحث مخصص

2008-01-04

ما أجمل السماء


بينما أنا جالس مكتئب غاضب من نفسي تارة ، أم غاضب من المجتمع تارة ، أم ساخط على ضميري الذي يقيدني كلما أريد أن أفعل الخطية ........ في لحظة ، قررت أن أضرب عرض الحائط بكل ما سمعته من عظات في كلمات أب اعترافي ، من آيات من الإنجيل ، من تحذيرات الأهل و......لا فأنا مع ميعاد مع الخطية ....كم هي لذيذة .... سأفعل الخطية .... وأرضيت جنوني .... ولا أدري ماذا حدث ، فقد شعرت أن روحي تهبط هبوطا متواليا .... وجثم على صدري حجر ثقيل .... ظلام ثم ظلام أشد حلكة من الليل ، إنه ظلام الجحيم .... ثم سمعت ضحكات هستيرية تنبعث من كائنات مرعبة .... ثم صراخ وولولة .... ثم نيران حمراء .... أخرجوني سريعا .... يا أصدقاء السوء .... يا شيطان الشهوة الذي أغريتني بالسعادة .... يا إبليس أبو الكذاب لقد أغريتني ألا تدخلني في أي ضيقة بل تنقذني بالكذب الأبيض .... يا شيطان اللذة والمخدرات لقد وعدتني أن تنسيني همومي ....
ولكن للأسف لا أحد يستجيب .... وأنا أسقط بسرعة شديدة .... فصرخت من أعماق قلبي كمن يتعلق بآخر حبل للنجاة : " يا سيدي يسوع المسيح أنقذني بسرعة ".....ولا أعرف كيف تذكرت مزمور اللهم التفت إلى معونتي يارب أسرع وأعني و....... ما هي إلا لحظات ...حتى رأيت سماء جديدة وأرض جديدة .... يا إلهي كيف أستطيع أن أعبر .... أي جمال هذا !!! كيف يمسح الله كل دمعة من عيون المتألمين ؟؟؟ ما هذه الروعة ...!!!
هذا صديقي المسكين " نبيل " الذي كان صابرا على مرضه اللعين .....يا إلهي!! أراه الآن صحيحا كل جسمه منيرا ...وهذا الفقير الذي كان يجمع القمامة شاكرا غير متذمرا وهو يرتل المزامير.... يا للعجب أراه الآن يلبس ملابس أبهى من الملوك العظماء .... وهذا الطفل الصغير الذي كان يصحب جده الأعمى كل صباح يوم الأحد ليحضره إلى القداس ... هذا أيضا أراه وعلى رأسه إكليل مرصع بالجواهر .... بل هذا زميلي في الكلية الذي كنا نسخر منه سخرية شديدة عندما يرفض السيجارة ولا يريد حتى أن يسمعنا ندين أحد فينسحب بلطف وكنا ننظر إليه على انه إنسان ساذج و" دقة قديمة " ...انه هو " ماجد " صديقي !!! من الذي أعطاه هذا الإكليل ؟؟؟انه لم يستشهد أو يتعذب مثل القديسين ......
وما هذا أيضا !! زميل أبي الذي قيل عنه أنه يرفض النعمة ( الرشوة ) وأنه غبي وسيعيش فقيرا معدما إلي الأبد ...أراه يلبس ثوب محلى بالذهب واللآلئ الثمينة .... بل أني أرى أيضا" مارينا " زميلتي التي حاولت مرارا وتكرارا أن ألاطفها أو حتى أخذ منها نمرة الموبايل ، فرفضت عكس باقي زميلاتها ... ويا للعجب لم أكن أتصور أبدا أن أرى زميلتنا " دميانة " التي كانت ترفض ارتداء بعض الملابس التي كانت على الموضة حيث أنها كانت ترى أن بعضها لا يوافقها كابنة لله والآن أراها متسربلة ومزينة بملابس بيضاء غاية في الروعة والجمال ... . وأخيرا رأيت السيدة مريم جارتنا التي كانت تتحمل القسوة الرهيبة التي كان يعاملها بها زوجها بشكر وتسليم لإرادة الله دون أن تشكو لأحد بل كانت دائما بشوشة وفرحة لأنها تشارك المسيح في حمل الصليب وهي الآن أراها في حضن المسيح تتمتع بأمجاد وبركات عظيمة لا حصر لها ..... أما عن مارجرجس ومارمينا والأنبا أنطونيوس فلا أستطيع أن أصف المجد الذين هم يتمتعون به في السماء ..... كل هؤلاء هنا وأنا لا ..... لماذا لماذا ؟؟؟ وبكيت بحرقة ...." يا سيدي يسوع المسيح أرجوك اقبلني مثلهم ...سأعيش معك وأرفض الخطية و...... "إذ بي أفتح عيني وأستيقظ من هذه الرؤيا الجميلة وأشعر بقوة عظيمة تدعوني أن أرفض الخطية لأذهب للذي أعده الله لي ...
يا صديقي هل تعرف انك من الممكن أن تكون مع هؤلاء الناس في السماء وتتمتع بكل هذه البركات دون أن تستشهد وتتعذب ولكن بمجرد تركك لشيء بسيط لا يتوافق مع محبة ربنا لك أو بمجرد احتمالك لإهانة بسيطة أو مجرد تعب أو ألم بسيط من أجل الرب يسوع .
هل تعلم أن سلوكك كابن الله ليس ضعف بل قوة بل انك بسلوكك هذا تصبح ملكا على أولاد العالم كما قيل قي سفر الرؤيا "جعلنا ملوك وكهنة " أي أنه بسلوكك اللائق كابن لله تبكت العالم من حولك فتصبح كأنك ملكا عليهم .
الله لا ينسى تعب المحبة من أجل اسمه بل يبارك أضعاف أضعاف ...فضع دائما أمام عينيك ، وأنت في وسط الضيقة التي تتحملها من أجل الرب إلهك , حضن يسوع وحبه لك وأيضا المجد العتيد أن يستعلن فينا...

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers