بحث مخصص

2008-01-11

موسوعة جينيس


ذهبت للمكتبة لشراء بعض الأدوات، دخلت دون تفكير وأخذت أبلغ البائعة عن ما أريد، وعندما حصلت عليه ذهبت للكاشير للدفع، وبينما أمد يدي إلي جيبي لإخراج النقود وجدت بجوار الكاشير كتاب موسوعة جينيس للأرقام القياسية. لفت إنتباهي بشده وأمسكت به في يدي وهممت بأن أسأل عن سعره. وقبل أن أسأل عن سعره سألت نفسي، ماذا يساوي هذا الكتاب؟ ماهو الحد الأقصي للثمن الذي من الممكن أن أدفعه فيه وأشعر في نفس الوقت أنني إقتنيته بسعر مناسب أو مساوٍ لقيمته الحقيقية؟ سرحت لثوانٍ معدودة افكر في ماهي فائدة كتاب مثل هذا؟ وقلت لنفسي إن به أعظم إنجازات البشر. مثل من هو الذي حمل أثقل وزن علي الإطلاق حتي الآن؟ من هي صاحبة أطول شعر؟ من هو أطول رجل؟ من هي صاحبة أو من هو صاحب أكبر كف يد؟ من هو الذي إستطاع أن يأكل أكبر وجبة علي الإطلاق؟ وهكذا.....
وجدت نفسي أبتسم ووضعت الكتاب جانباً ودفعت ثمن حاجياتي الأخري وإنطلقت من المكتبة أسبح الله والدموع تملأ عينيي.
ماهذا الوهم الذي يعيش فيه البشر؟ يطبعون كتابا ويجمعون معلومات تتغير كل دقيقة. ففي كل ثانية ربما يولد شخص أطول أو ربما يرفع أحد وزناً أثقل أو ربما يأكل شخص كمية أكبر أو ربما وربما وربما. يجمعون أرقام قياسية تتحطم كل عام وتكون هناك أرقام أخري. وهناك كائن وحيد في الوجود "هو هو أمس واليوم وإلي الأبد" "ليس لديه تغيير ولاظل دوران" هناك حقيقة واحدة ثابته في هذا الكون، الله العظيم المبارك وحده، الله الذي هو كما قال عن نفسه "محبة" ليس هناك آخر يستحق التسجيل والتمجيد سواه. إلي من تنظر يا إنسان وتشعر ببطولة جنس البشر بسببه؟ هل بسبب هذا الإنسان العجيب الذي إستطاع أن يأكل أكثر كمية من قرون الفلفل الأحمر الحامية؟ هل هذا هو بطلك المغوار؟ أم هذه التي تركت أظافرها تطول حتي صارت صاحبة أطول أظافر في التاريخ؟ من هو الذي يستحق التسجيل والإعجاب من لم يقم بقص أظافره أم ذاك الذي منح الإنسان الأظافر والأصابع وخلقهم له؟ عجباً من الإنسان؟
كم تستطيع أن تحمل من أوزان أيها الإنسان؟ بطل العالم في رفع الأثقال وحامل الرقم القياسي العالم لرفع الأثقال يستطيع رفع أقل من 265 كيلو جرام. ياله من وزن رهيب. ولكن الرب يسوع المسيح يقول عنه الرسول في رسالة العبرانيين "الحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" نعم ياقارئي العزيز، حامل كل الأشياء، هل تعلم أن هناك الملايين من المجرات التي بكل واحدة منها الملايين من الشموس والكواكب والأقمار؟ دعنا نأخذ فقط وزن نظامنا الشمسي. وزن الشمس وحدها فقط هو 19 بجانبه 29 صفر من الكيلوجرامات أو 1900 مليار مليار مليار كيلوجرام. ووزن الأرض هو 59 بجانبه 23 صفر من الكيلوجرامات أو 5900 مليون مليون مليون مليون كيلوجرام. أما كوكب المشتري فوزنه يبلغ 317 ضعف وزن الأرض. هذه أوزان نجم متوسط الحجم مثل الشمس وإثنان فقط من كواكبه. مجموعتنا الشمسية تنتمي لمجرة إسمها درب التبانة بها ملايين النجوم ويدور حول كل نجم مجموعة من الكواكب والكون به ملايين المجرات.
الرب يسوع المسيح له المجد يحمل كل هذه الاشياء، ليس بواسطة عضلات أو أياد، لكن بكلمة فقط. حامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بل دعونا نتذكر أنه خلقها جميعاً، وأنه يدعوها جميعأ بأسماء، وأنها كائنة بإرادته وبكلمته.
من أنت أيها الإنسان الذي تقيس نفسك علي نفسك، وتحسب تطورك وتقدمك علي نفسك. أنت لاشيء. ألا تفيق من غفلتك؟
ألا تريد أن تتوقف عن أن تحمل وتترك الرب يسوع المسيح يحمل بدلاً منك؟
إسمع قوله، "تعالوا إلي ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" ألم ترزح تحت حملك الثقيل؟ قال داود "أثامي قد طمت فوق رأسي كحمل ثقيل أثقل مما أحتمل" ألا تريد أن تتخلص من هذا الثقل. عزيزي إن هذا هو أثقل ثقل في الوجود، هذا هو الحمل الذي لايستطيع أي إنسان أن يحمله أبداً. لكن هناك شخص واحد "حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" هو الرب يسوع المسيح. تعال إليه الآن معترفاً ومقراً بكل خطاياك، وسيريحك من تعبك وحملك الثقيل. "هو حمل خطايانا في جسده علي الخشبة" وياله من حمل مرير تطلب من الله أن يوقع علي ربنا المبارك آلامات وعذابات كنت أنت تستحقها "فالرب قد وضع عليه إثم جميعنا" لكنه راضياً في محبة وإتضاع وصبر وجلد عجيب حمل هذا الحمل الثقيل عن طيب خاطر وبسرور لكي يريحك.
صديقي، ألا تريد أن ترتاح؟ ألا تلقي بهذا الحمل الثقيل عند أقدام المصلوب؟ أنظر لدماه، أنظر لجراحاته، أنظر لآلامه وللعار الذي تحمله. كل هذا من أجل أن يحمل عنك خطيتك. ألا تلقي بها إليه؟ ألا تعترف بها عند قدميه؟ وتتخلص من هذا الحمل الثقيل الذي أحني ظهرك وأذلك وجعل الشيطان يعيرك ويتحكم فيك؟
وماذا بعد أن تطرح هذا الحمل عند صليب ربنا يسوع المسيح المخلص المبارك؟ ستسمع من فمه كلمات ما أروعها. ستسمعه يقول: بما أنك قد وثقت في صليبي، ثق إيمانك قد خلصك، إمض بسلام، مغفورة لك خطاياك.
ثم ماذا أيضاً، أسمع قوله أيضاً. يقول أن الراعي الصالح يذهب وراء الضال حتي يجده ومتي يجده، يضعه علي مكنبيه ويحمله فرحاً. أخي الحبيب، أختي الحبيبة إنه لم يكتف بأن يحمل عنك خطاياك بل أيضاً سوف يحملك أنت ويقودك إلي مراع خضر حيث الشبع وإلي مياه الراحة حيث الإرتواء
لقد صار يحملك أنت، إنه مسئول عنك. إسمع قوله "محملين علي من البطن" نعم هو يحملك من بطن أمك ويؤكد أيضاً "محمولين من الرحم وإلي الشيخوخة أنا هو وإلي الشيبة أنا أحمل. قد فعلت وأنا أرفع وأنا أحمل وأنجي" نعم يحملك. لأنك لاتستطيع حتي أن تحمل نفسك. ألا تترك حملك وتترك نفسك عليه في إيمان وثقة. يقول لك بطرس الرسول "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم" نعم يا أخي ونعم يا أختي، هو يحمل الكون، هو حمل خطايانا لانه حمل الله الذي يرفع خطية العالم، هو يحملك ويحمل كل أمورك ويعتني بك. سلم كل حياتك وأمورك له وإستريح في حضنه لأنه ليس هناك مكان أكثر أمنا من هذا المكان في كل الوجود.
ولربنا المجد الدائم إلي الأبد آمين.

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers