بحث مخصص

2008-03-11

هــل تـــريــد أى مســـاعــدة؟؟


لانك تقول اني انا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي الى شيء و لست تعلم انك انت الشقي و البئس و فقير و اعمى و عريان (الرؤيا 3 : 17) ".فى إحدى الأمسيات ، وقفت بسيارتى أمام السوق منتظراً خروج زوجتى منعملها . ولما كنت قد عدت لتوى من غسيل السيارة ، فقد رحت ألمعها . وإذا بشخص يعتبر اجتماعيا من الذين لا يريدون أن يشتغلوا يتجه ناحيتى ، قادما من الجانب الآخر لساحة الانتظار من مجرد النظر لهيئته ، تدرك أنه ليس عنده سيارة ، أو منزل ، أو نقود ، ولا حتى ملابس نظيفة . وهناك أوقات تحس فيها بالكرم ، ولكن فى أوقات أخرى تتمنى لو لم يزعجك أحد .
وكنت ساعتها فى مثل هذا الوقت الذى لا أود أن يزعجنى أحد .فكرت لحظتها قائلا " أتمنى لو لا يطلب نقوداً " .
ولم يطلب الرجل ، بل جاء وجلس على حافة الرصيف أمام موقف الأتوبيس .
لم يبدو عليه أنه من الممكن أن يكون معه نقود تكفى لمجرد ركوب الأتوبيس . وبعد بضعة دقائق قال الرجل " هذه سيارة جميلة جداً " . ومع أنه كان يرتدى أسمال بالية، لكن كانت تحيطه هالة من الكرامة الشخصية. فرددت عليه قائلا " شكراً" واستمررت فى تلميع السيارة .وقد جلس هو هادئا فى مكانه ، بينما أنا منهمك فى تلميع سيارتى . أما التماسه المتوقع للنقود ، وطلبها منى فلم يجئ أبدا .
ولم طال الصمت بيننا ، أحسست بهاتف داخلى يقول لى " اسأله أنت ، هل يحتاج هو لأى نوع من المساعدة ؟ " . وقد كنت متأكدا من رده ، أنه سيكون بالإيجاب ، ولكننى تمسكت بصدق الهاتف الداخلى .فسألت الرجل قائلا له " هل تريد أية مساعدة ؟ "
. فأجاب فى ثلاث كلمات
بسيطة ، ولكنها عميقة جداً ، ولن أنساها ما حييت . فنحن دائما ننتظر الحكمة من رجال أو نساء عظيمة . ونتوقعها من أصحاب العلم العالى ، والإنجازات العظيمة . ولم أتوقع شيئا من هذا الرجل أكثر من يد ممدودة غير نظيفة . ولكنه نطق بثلاث كلمات أذهلتنى .
فقد قال " السنا جميعنا هكذا ..؟ "
أنا شخصيا أحتاج للمساعدة . ربما ليس لركوب الأتوبيس أو لمأوى ، ولكننى فى الحقيقة أحتاج للمساعدة .
وهنا أخرجت حافظة نقودى وقدمت منها للرجل ، ليس ما يكفى لرحلة الأتوبيس ، بل ما يكفى لوجبة ساخنة ، وأجر الإقامة فى مكان مناسب لمدة يوم .
ولكن ما زالت هذه الكلمات الثلاثة تبدو صادقة وحقيقية . فمهما كان لديك ، مهما كان ما حققته من إنجازات .
أو مهما كان الذى لك قليلا ، ومهما كان حجم المشاكل التى تثقل كاهلك ، وحتى بدون أن يكون لديك نقود ، أو مأوى ، فأنت يمكنك أن تقدم المساعدة .
حتى لو لم تكن أكثر من مجرد إطراء ، فإنك يمكنك تقديم ذلك .أن الجميع ينتظر منك أن تقدم لهم ما لا يملكونه .
ربما رؤية مختلفة للحياة ، أو ربما لمحة من شئ جميل ، أو مهلة من المهام اليومية ، شئ ما يمكنك وحدك أن تراه فى هذا العالم المطحون .
ربما الرجل لم يكن غير غريب بلا مأوى ، يهيم بالطرقات . ولكنه قد يكون هو أعظم من هذا . فقد يكون قد أرسل بواسطة قوة أعلى وأحكم لتقود نفسا أخرى لتجد راحة داخلية .أو ربما يكون الله قد تطلع من السماء ، ثم أرسل ملاكا فى صورة إنسان بلا عمل ، ثم كلفه قائلا " اذهب وساعد هذا الرجل الذى يلمع سيارته ، فهو يحتاج للعون لانك تقول اني انا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي الى شيء و لست تعلم انك انت الشقي والبئس وفقير واعمى وعريان (الرؤيا 3 : 17) "." ونطلب اليكم ايها الاخوة انذروا الذين بلا ترتيب شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع (تسالونيكي الأولى 5 : 14) " ." احملوا بعضكم اثقال بعض.و هكذا تمموا ناموس المسيح (غلاطية 6 : 2) " ." فيجيب الملك ويقول لهم :الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم (متى 25 : 40

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers