تنهدت هدى وهى تجلس في مكتبها وقاومت بشدة دمعة جاهدت للانحدار من عينيها ، ثم لم تستطع المقاومة أكثر من ذلك فانسابت دموعها غزيرة كشلال من المياه ومع دموعها انسابت الذكريات الأليمة....
فقد كانت هدى تلميذة متفوقة طوال حياتها من الابتدائية إلي الإعدادية حتى جاءت الطامة الكبرى التى تسمى الثانوية العامة ، لقد كانت أمنية حياتها أن تصبح طبيبة مرموقة مثل أبيها طبيب و جراح المخ والأعصاب المشهور ، و تتمنى أن تسمع لقب ( دكتورة ) و تحلم بالبلطو الأبيض والسماعة الطبية ورائحة البنج الجميلة المنعشة وكانت تتلذذ عندما تسمع زميلاتها ينادونها (دكتورة هدى )
و انتهت الثانوية العامة ، بموادها اللطيفة والظريفة والخفيفة الظل مثل مادة الألغاز والفوازير ( الفيزياء ) ، بسلام وجلست (هدى ) تنتظر النتيجة بكل ترقب وأمل وخوف أيضا من المستقبل.
و جاءت نتيجة الثانوية العامة مخيبة لآمال هدى بشدة بل كانت كالصاعقة التى حلت عليها وعلى بيتها ، فقد فوجئت أنها حصلت على 36 من 50 في مادة الفيزياء رغم أنها خرجت من الامتحان كما يقولون ( مقفلة الامتحان كله ) و كانت نتيجتها النهائية 92% و انهارت هدى من هول الصدمة و ....
لماذا أنا ؟ لماذا يارب ؟ هل هذه مكافأتي على طول اجتهادي في الثانوية العامة ؟ لماذا تخليت عني يارب ؟ لماذا تعاقبني ؟ لماذا تنتقم مني ؟ ماذا فعلت أنا يارب لأستحق كل هذا منك ؟
و أمام ثورتها الهستيرية لم تجد أمها حل سوى الاتصال بأبونا ( أب إعترافها ) الذي جاء مسرعا ودار بينهما هذا الحوار - لماذا يا أبونا ؟ لماذا يعاقبني الله ؟ لقد كنت طول عمرى فتاة متفوقة ومتدينة و لم أقصر في حقه أبدا ؟ هل هكذا يجازي الله أولاده ؟ لماذا يا أبونا ؟
- ثقي يا بنيتي إن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله.
- أى خير يا أبونا ؟ الخير الوحيد كان في كلية الطب حيث أحقق حلمي ، أما الآن فسأدخل كلية التجارة التي معظم خريجيها لا يجدون عملا.
- يا بنيتي ، ثقي في اختيار الله ، هو يختار لك الأحسن بالتاكيد.
- ولماذا لايحقق لي حلمي ؟ لمـــــــاذا ؟ أنا ادرك ماهو الأفضل لي ؟ لا يوجد أحد يدرك ما هوالأحسن بالنسبة لي سواي فقط ؟ لمــــــــــــــــاذا؟
- يا هدي ، صدقيني ، لا أحد يدرك أين الأحسن ؟ هل تعتقدي إنك تدركين ماهو الأفضل لك أكثر من إلهك الذي خلقك والذي صنعك والذي يدرك مشاعرك و الذي يعرف بالتأكيد رغبتك السابقة في دخول الطب ولكنه يدرك أنها ليست الطريق الأفضل لك و أرشدك إلي طريق آخر ستدركين بعد ذلك إنه الأفضل.
- أنا متأكدة إنه ليس أفضل ، متأكدة تماما ، ولست أفهم لماذا صنع بي هكذا ؟
- نعم أنا أدرك إنك الآن لا تفهمين ولكنك في المستقبل ستفهمين ، ثقي في حكمة الله ، ثقي في الله الذي خلق الأرض وكل ماعليها ، الذي صنع الكواكب والنجوم والمجرات ، والذي جعلها تسير بنظام يفوق الوصف ، ثقي بالله الذي خلق جسمنا البشري بكل دقة ونظام .... فاالله الذي خلق وصنع ودبر كل هذا هو قادر أن يدبر حياتك ، لتكن مشيئته.
( قادر أن يدبر حياتك )
مست هذه العبارة شغاف قلبها و أحدثت في عقلها تغييرا شديدا ، نعم هو قادر أن يدبر حياتي أفضل مما أفعل أنا لأنه أبي الذي خلقني وهو المسئول عن كل تفاصيل حياتي.
تذكرت هدى كل هذه الذكريات وانسابت الدموع أكثر وأكثر ، ولكنها لم تكن دموع حزن بل كانت دموع فرح وشكر لله ، فقد تخرجت من كلية التجارة بتقدير جيد جدا ، وعملت بشركة من أكبر الشركات التي لها أفرع في عدة محافظات ، واستطاعت بإجتهادها وأمانتها وتسليم حياتها لله أن تترقي بسرعة وتتبوأ أرقى المناصب إلى أن صدر قرار اليوم بتعيينها مدير عام الشركة وهي الأن زوجة ناجحة وأم لطفلين و حققت أكثر مما كانت تحلم به بكثير.
أشكرك يا إلهي ، يا من تختار لي الأفضل دائما.
يارب قد اختبرتني وعرفتني ، أنت عرفت جلوسي وقيامي ، فهمت فكري من بعيد ... عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيعها ... إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر فهناك أيضا تهديني يدك وتمسكني يمينك (مز139 )
فقد كانت هدى تلميذة متفوقة طوال حياتها من الابتدائية إلي الإعدادية حتى جاءت الطامة الكبرى التى تسمى الثانوية العامة ، لقد كانت أمنية حياتها أن تصبح طبيبة مرموقة مثل أبيها طبيب و جراح المخ والأعصاب المشهور ، و تتمنى أن تسمع لقب ( دكتورة ) و تحلم بالبلطو الأبيض والسماعة الطبية ورائحة البنج الجميلة المنعشة وكانت تتلذذ عندما تسمع زميلاتها ينادونها (دكتورة هدى )
و انتهت الثانوية العامة ، بموادها اللطيفة والظريفة والخفيفة الظل مثل مادة الألغاز والفوازير ( الفيزياء ) ، بسلام وجلست (هدى ) تنتظر النتيجة بكل ترقب وأمل وخوف أيضا من المستقبل.
و جاءت نتيجة الثانوية العامة مخيبة لآمال هدى بشدة بل كانت كالصاعقة التى حلت عليها وعلى بيتها ، فقد فوجئت أنها حصلت على 36 من 50 في مادة الفيزياء رغم أنها خرجت من الامتحان كما يقولون ( مقفلة الامتحان كله ) و كانت نتيجتها النهائية 92% و انهارت هدى من هول الصدمة و ....
لماذا أنا ؟ لماذا يارب ؟ هل هذه مكافأتي على طول اجتهادي في الثانوية العامة ؟ لماذا تخليت عني يارب ؟ لماذا تعاقبني ؟ لماذا تنتقم مني ؟ ماذا فعلت أنا يارب لأستحق كل هذا منك ؟
و أمام ثورتها الهستيرية لم تجد أمها حل سوى الاتصال بأبونا ( أب إعترافها ) الذي جاء مسرعا ودار بينهما هذا الحوار - لماذا يا أبونا ؟ لماذا يعاقبني الله ؟ لقد كنت طول عمرى فتاة متفوقة ومتدينة و لم أقصر في حقه أبدا ؟ هل هكذا يجازي الله أولاده ؟ لماذا يا أبونا ؟
- ثقي يا بنيتي إن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله.
- أى خير يا أبونا ؟ الخير الوحيد كان في كلية الطب حيث أحقق حلمي ، أما الآن فسأدخل كلية التجارة التي معظم خريجيها لا يجدون عملا.
- يا بنيتي ، ثقي في اختيار الله ، هو يختار لك الأحسن بالتاكيد.
- ولماذا لايحقق لي حلمي ؟ لمـــــــاذا ؟ أنا ادرك ماهو الأفضل لي ؟ لا يوجد أحد يدرك ما هوالأحسن بالنسبة لي سواي فقط ؟ لمــــــــــــــــاذا؟
- يا هدي ، صدقيني ، لا أحد يدرك أين الأحسن ؟ هل تعتقدي إنك تدركين ماهو الأفضل لك أكثر من إلهك الذي خلقك والذي صنعك والذي يدرك مشاعرك و الذي يعرف بالتأكيد رغبتك السابقة في دخول الطب ولكنه يدرك أنها ليست الطريق الأفضل لك و أرشدك إلي طريق آخر ستدركين بعد ذلك إنه الأفضل.
- أنا متأكدة إنه ليس أفضل ، متأكدة تماما ، ولست أفهم لماذا صنع بي هكذا ؟
- نعم أنا أدرك إنك الآن لا تفهمين ولكنك في المستقبل ستفهمين ، ثقي في حكمة الله ، ثقي في الله الذي خلق الأرض وكل ماعليها ، الذي صنع الكواكب والنجوم والمجرات ، والذي جعلها تسير بنظام يفوق الوصف ، ثقي بالله الذي خلق جسمنا البشري بكل دقة ونظام .... فاالله الذي خلق وصنع ودبر كل هذا هو قادر أن يدبر حياتك ، لتكن مشيئته.
( قادر أن يدبر حياتك )
مست هذه العبارة شغاف قلبها و أحدثت في عقلها تغييرا شديدا ، نعم هو قادر أن يدبر حياتي أفضل مما أفعل أنا لأنه أبي الذي خلقني وهو المسئول عن كل تفاصيل حياتي.
تذكرت هدى كل هذه الذكريات وانسابت الدموع أكثر وأكثر ، ولكنها لم تكن دموع حزن بل كانت دموع فرح وشكر لله ، فقد تخرجت من كلية التجارة بتقدير جيد جدا ، وعملت بشركة من أكبر الشركات التي لها أفرع في عدة محافظات ، واستطاعت بإجتهادها وأمانتها وتسليم حياتها لله أن تترقي بسرعة وتتبوأ أرقى المناصب إلى أن صدر قرار اليوم بتعيينها مدير عام الشركة وهي الأن زوجة ناجحة وأم لطفلين و حققت أكثر مما كانت تحلم به بكثير.
أشكرك يا إلهي ، يا من تختار لي الأفضل دائما.
يارب قد اختبرتني وعرفتني ، أنت عرفت جلوسي وقيامي ، فهمت فكري من بعيد ... عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيعها ... إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر فهناك أيضا تهديني يدك وتمسكني يمينك (مز139 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق