اسقليت القطار قاصدا مدينه نجع حمادى (احدى مدن الصعيد فى جنوب مصر) واذا بشاب يحمل حقيبة فى يده,وبدت عليه علامات الضيق والضجر,وكأنه على موعد مع القدر.جلس بجواري ثم أخرج سماعة ريكوردر كاسيت صغير لونه أحمر,وضعها على اذنيه وكان بين الحين والحين يقف سيلا من الشتائم البذيئة اذا ماتوقف القطار او خفف من سرعته ناهيك عن تذمره الشديد من حرارة الجو وتقلباته.
بصعوبة شديدة تعرفت عليه,فهو جندى لم يمنح اجازة منذ فترة طويلة.رحبت به ,أعطيته نبذة عن محبة الله ونعمته كان عنوانها "لاتحتقر محبتى" أخذها بتثاقل شديد , قرأ القليل منها,ثم ألقاها وبسرعة فى جيبه!
وبلطف شديد قلت له: هل فهمت مضمون الرسالة الالهية بهذة السرعة,هز رأسه ببطء ,ثم أعاد السماعة الى أذنيه مرة أخرى,عاودته الكلام فى توسل:صديقى انها رسالة من الله وأثق انها موجهة اليك وهذا اليوم بالذات.
أجابنى وليته ماأجاب:(شوف ياأستاذ انا بصراحة لا أحب الكنيسة,ولاأطيق الحديث فى الامور الدينية,وخاصة المتعلقة بالموت والابدية,وعلى فكرة انا مش خاطىء ومش وحش قوى زى ماأنت متصور أنا في لله وقلبى أبيض,بدفع تبرعات واللى يقدرنى عليه ربنا بعمله..ومواظب على الكنيسة أيام الاعياد عيد القيامة وعيد الميلاد..والأن اسمح لي أن استمتع بكاسيت جديد قد اشتريته اليوم.انه شريط كوميدى ودمه خفيف.عن اذنك)
كانت كلمات الشاب وكأنها لطمات متلاحقة.لطمة تلو الاخرى,وحزنت كثيرا فى داخلى فالشاب مثقف.جسمه صحيح,شعره مصفف,ووجهه جميل..لكنه يرفض وباصرار ان يقرأ او يسمع عن المسيح الفادي الذى ليس بأحد غيره الخلاص"أع 12:4" ,صليت فى قلبى من أجله وحاولت مرة اخرى ان أفتح حديثا فلم يساعدنى,لقد كان مشغولا بالكاسيت وكان يضحك بشدة كلما استمع الى نكتة جديدة.مرت الساعات,وطويت المحطات ,ثم قام ليجمع أمتعته,يبدو انه أقترب من محطته.قام من مقعده,حمل حقيبته,اتجه مسرعا نحو الباب,هاهو يستعد للنزول,انه يريد ان يعود وبسرعة الى بيته,لوح لي بيده وودعته بحسرة,توقف القطار,ولكنه نزل بطريقة مختلفة عن بقية الركاب! فبدلا من استخدام الكوبرى العلوى نزل على القضبان,وسط صيحات المسافرين تحذر! هناك قطار مقابل انه الشبــــــح الذى لايقف على مدينة طنطا,شوح بيده غير مبال وما ان قفز على الرصيف الا واختل توازنه:فسقطت حقيبته نزل وراءها ليلتقطها,وفى لمح البصر اندفع القطار "الشبح" كالسهم بعدها لم ير الواقفون اى أثر للشاب: قمت من مقعدى على صوت صراخ نظرت بين القضبان فلم أرى الا بضع قطرات من الدماء قلت فى نفسى ربما هناك حيوان صغير دهسه القطار,ولكن أكد لى بعضهم انها دماء ذلك الشاب الذى كان بجوارى.لم أصدق وظللت ناظرا على الارض وما أن تحرك القطار حتى رأينا أصابع أدميه بين قضبان السكك الحديدية,وهاك جزء من الكاسيت الاحمر الذى كان يتمنطق به الشاب,لقد أراد ان يذهب وبسرعه الى بيته الارضى,فاذا به يجد نفسه وبطريقة أسرع فى بيته الابدى. أه! كم بكيت يومها على هذا الشاب الذى غربت شمسه اذ بعد نهار.
صديقى..صديقتى..يامن خفق قلبه لهذة القصة الحزينة الى متى لانتجاوب مع محبة المسيح ويده الممدودة,حتى متى تستهين بيوم النعمة وترفض نداء الرحمة"أم تستهين بغنى لطفه وامهاله وطول أناته غير عالم ان لطف الله انما يقتادك الى التوبة,ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تدخر لنفسك غضبا فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" رو2 :4-5 لذلك أرجوك أينما كنت وكيفما كانت حالتك أن تغمض عينك وترفع قلبك بصدق وباخلاص وبروح الانسحاق والاتضاع ,ضارعا قائلا:
نعم ياسيدى لقد طال بعادى..وانا أرزح فى الشر والفساد...يضيع النهار فى العمل فهو معبدي..والليل مع الاصدقاء فى السهرات... واليوم استوقفتنى محبتك..وحذرتنى نعمتك.... ففى حضنك أرتمي.وفى دماك أحتمى..فاأنا لا اعرف وقت ممأتى لذلك هاك قلبى...هاك عمري وماتبقى من حياتي
بصعوبة شديدة تعرفت عليه,فهو جندى لم يمنح اجازة منذ فترة طويلة.رحبت به ,أعطيته نبذة عن محبة الله ونعمته كان عنوانها "لاتحتقر محبتى" أخذها بتثاقل شديد , قرأ القليل منها,ثم ألقاها وبسرعة فى جيبه!
وبلطف شديد قلت له: هل فهمت مضمون الرسالة الالهية بهذة السرعة,هز رأسه ببطء ,ثم أعاد السماعة الى أذنيه مرة أخرى,عاودته الكلام فى توسل:صديقى انها رسالة من الله وأثق انها موجهة اليك وهذا اليوم بالذات.
أجابنى وليته ماأجاب:(شوف ياأستاذ انا بصراحة لا أحب الكنيسة,ولاأطيق الحديث فى الامور الدينية,وخاصة المتعلقة بالموت والابدية,وعلى فكرة انا مش خاطىء ومش وحش قوى زى ماأنت متصور أنا في لله وقلبى أبيض,بدفع تبرعات واللى يقدرنى عليه ربنا بعمله..ومواظب على الكنيسة أيام الاعياد عيد القيامة وعيد الميلاد..والأن اسمح لي أن استمتع بكاسيت جديد قد اشتريته اليوم.انه شريط كوميدى ودمه خفيف.عن اذنك)
كانت كلمات الشاب وكأنها لطمات متلاحقة.لطمة تلو الاخرى,وحزنت كثيرا فى داخلى فالشاب مثقف.جسمه صحيح,شعره مصفف,ووجهه جميل..لكنه يرفض وباصرار ان يقرأ او يسمع عن المسيح الفادي الذى ليس بأحد غيره الخلاص"أع 12:4" ,صليت فى قلبى من أجله وحاولت مرة اخرى ان أفتح حديثا فلم يساعدنى,لقد كان مشغولا بالكاسيت وكان يضحك بشدة كلما استمع الى نكتة جديدة.مرت الساعات,وطويت المحطات ,ثم قام ليجمع أمتعته,يبدو انه أقترب من محطته.قام من مقعده,حمل حقيبته,اتجه مسرعا نحو الباب,هاهو يستعد للنزول,انه يريد ان يعود وبسرعة الى بيته,لوح لي بيده وودعته بحسرة,توقف القطار,ولكنه نزل بطريقة مختلفة عن بقية الركاب! فبدلا من استخدام الكوبرى العلوى نزل على القضبان,وسط صيحات المسافرين تحذر! هناك قطار مقابل انه الشبــــــح الذى لايقف على مدينة طنطا,شوح بيده غير مبال وما ان قفز على الرصيف الا واختل توازنه:فسقطت حقيبته نزل وراءها ليلتقطها,وفى لمح البصر اندفع القطار "الشبح" كالسهم بعدها لم ير الواقفون اى أثر للشاب: قمت من مقعدى على صوت صراخ نظرت بين القضبان فلم أرى الا بضع قطرات من الدماء قلت فى نفسى ربما هناك حيوان صغير دهسه القطار,ولكن أكد لى بعضهم انها دماء ذلك الشاب الذى كان بجوارى.لم أصدق وظللت ناظرا على الارض وما أن تحرك القطار حتى رأينا أصابع أدميه بين قضبان السكك الحديدية,وهاك جزء من الكاسيت الاحمر الذى كان يتمنطق به الشاب,لقد أراد ان يذهب وبسرعه الى بيته الارضى,فاذا به يجد نفسه وبطريقة أسرع فى بيته الابدى. أه! كم بكيت يومها على هذا الشاب الذى غربت شمسه اذ بعد نهار.
صديقى..صديقتى..يامن خفق قلبه لهذة القصة الحزينة الى متى لانتجاوب مع محبة المسيح ويده الممدودة,حتى متى تستهين بيوم النعمة وترفض نداء الرحمة"أم تستهين بغنى لطفه وامهاله وطول أناته غير عالم ان لطف الله انما يقتادك الى التوبة,ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تدخر لنفسك غضبا فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" رو2 :4-5 لذلك أرجوك أينما كنت وكيفما كانت حالتك أن تغمض عينك وترفع قلبك بصدق وباخلاص وبروح الانسحاق والاتضاع ,ضارعا قائلا:
نعم ياسيدى لقد طال بعادى..وانا أرزح فى الشر والفساد...يضيع النهار فى العمل فهو معبدي..والليل مع الاصدقاء فى السهرات... واليوم استوقفتنى محبتك..وحذرتنى نعمتك.... ففى حضنك أرتمي.وفى دماك أحتمى..فاأنا لا اعرف وقت ممأتى لذلك هاك قلبى...هاك عمري وماتبقى من حياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق