فى بدايات حياه الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان ومؤسس الرهبنة فى العالم : حدث أنه لما دخل القديس البريةَ الداخلية، أن الشياطين نظرت إليه منزعجة. فاجتمعت عليه وقالت له: « يا صبي العمرِ والعقلِ، كيف تجاسرت ودخلت بلادنا، لأننا ما رأينا بشراً آدمياً سواك ». وابتدءوا يجاهدونه كلهم. فقال لهم: « يا أقوياء، ماذا تريدون مني أنا الضعيف المسكين. وما هو مقداري حتى تجمعتم كلكم عليَّ. أَلاَ تعلمون أني تراب ووسخ وكلا شيءٍ، وضعيف عن قتال أحد أصاغرِكم ». وكان يلقي بذاتِهِ على الأرضِ ويصرخ ويقول: « يا رب أعني وقَوِّ ضعفي. ارحمني يا رب فإني التجأت إليك. يا رب لا تتخل عني ولا يقوى عليَّ هؤلاء الذين يحسبون أني شيءٌ. يا رب أنت تَعلَم أني ضعيف عن مقاومة أحد أصاغر هؤلاء ». فكانت الشياطين إذا سمعت هذه الصلاةَ المملوءةَ حياةً واتضاعاً تهرب منه ولا تقدر على الأقتراب منه. وحدث أن جمع الأركون (أي رئيس الشياطينِ) كل آلاتِ اللَّهوِ والطربِ واللَّذاتِ والنعيمِ والنساءِ وسائر أنواع الزنى ولذَّاتهِ. أما هو فكان يغمِض عينيه ويقول: « عجباً منكم. كيف تجعلون لي مقداراً وتحتالون في سقوطي، مع إني ضعيف عن مقاومةِ أحدِ أصاغركم. ابعدوا عني وعن ضعفي أنا المسكين التراب والرماد ». وبذلك كانت الأفكار تسقطُ عنه بمعونةِ الله، والشياطين كانت تحترق لكثرةِ اتضاعهِ. وفي مرات كثيرة كانت الشياطين تحضر له جميعَ أنواعِ التخويفِ والإزعاجِ والتهويلِ والعذابِ. وهو يصرخ إلى اللهِ باتضاعٍ ويقول: « انجدني يا رب بمعونتك ولا تَبْعد عن ضعفي ». وللوقتِ كانت الشياطين تهرب عنه. ومراراً كثيرةً أيضاً كانت الشياطين تهجم عليه وتضربه ضرباً مؤلماً. وهكذا أقام القديس أنطونيوس ثلاثين عاماً إلى أن نظر الربّ يسوع المسيح إلى كثرةِ اتضاعِه وصبرهِ واحتمالِه وكَسَرَ عنه شدةَ الأعداءِ.
2008-03-13
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق