مارك سبنسرأسم له رنينه الخاص ما أن يلفظه أحد حتى تتأهب الآذان وتحتبس الأنفاس لكي تسمع أسطورة جديدة عن هذا الملياردير الأمريكي فلم يكن مارك ثريا عاديا لكنه كان أكثر من عادى فهو يتصدر قائمة رجال الأعمال في المجتمع الأمريكي ويمتلك أسطولا من الشركات والمؤسسات الاقتصادية الضخمة ولم يكن مارك مجرد ثرى هبطت عليه الأموال من حيث لا يدرى لكنه كان طرازا خاصا من رجال الأعمال وعقلية تجارية فذة فشق طريقه سريعا في عالم التجارة ولكن على الرغم من هذه الرفاهية المترفة التي ملأت حياة هذا الثرى إلا أن المسيح كان بعيدا عن قلبه وفكره فكان إنسانا فارغا وكانت زوجته التقية تتضرع إلى الله نهارا وليلا كي تلمس النعمة قلبه فتهديه إلى معرفة المسيح قبل أن تخنقه أشواك العالم فيموت هالكا بملايينه كانت تصلى بلا انقطاع وبلا يأس لم تأت استجابة السماء لكنها ظلت تصلى وظل رجاؤها بالمسيح ثابتا وفي إحدى الليالي بينما كان مارك يقود سيارته الفارهة عائدا من إحدى سهرات العمل إلى قصره في نيويورك لمح على مدى الأضواء الكاشفة لسيارته شخصا يشير بيديه بعلامة الاوتوستب ليتوقف كان مجندا يرتدى حلته العسكرية توقف مارك وضغط زر الزجاج الكهربي وتطلع إلى المجند الذي اطل برأسه من النافذة :- إلى أين يا فتى ؟- مانهاتن يا سيدي - إنها على طريقي هيا أركب - تردد المجند للحظة ثم فتح الباب أخيرا وأستقل السيارة وانطلقت بهما كان المجند الشاب مندهشا من هذا الثرى الذي وافق أن ينقله بسيارته في ساعة متأخرة من الليل لكن دهشته زالت حين بدأ هذا الحديث بينهما:- أنا أشكرك حقا من أجل هذا الكرم البالغ- أنى أحب بلادي واحترم جيشها وهذا تعبير بسيط عن هذا التقدير فى الواقع لو لم تكن مرتديا ذلك الزى لما توقفت بسيارتي أبدا !!!!!! - أنا أسمى مايكل هل لي أن أعرف أسمك ؟- فقط نادني مارك تواصل الحديث بينهما وفي أثنائه كان مايكل يتطلع إلى مظاهر الثراء الفاحش التي بدت على مارك لقد كان حقا مترفا كل شئ يوحى بذلك سيارته وملابسه وأسلوب حديثه حتى السيجار الباهظ الثمن الذي كان يدخنه ربما كان هذا الثرى حقا يملك كل شئ لكنه كان حزينا بائسا في أعماقه وشعر مايكل بفقر مارك الداخلي لأنه أختبر غنى الروح الحقيقى اشتعلت أعماقه بالغيرة لخلاص تلك النفس التي وضعتها الظروف أمامه فطفق يتكلم عن يسوع وعن الصليب بلا خوف وبلا خجل وفي داخله يردد آية :"أخبر باسمك اخوتى وفي وسط الكنيسة أسبحك"(عب 2 : 12) ولأول مرة صار مارك يصغى باهتمام بل بشغف وعيناه تتأرجح بين الطريق المظلم وذلك الوجه الساطع المفعم بطاقة عجيبة لم ير مثلها أبدا وراحت أعماقه تهتز وحياته تمر أمام عينيه تافهة بلا معنى واندفعت العبرات تسيل على وجنتيه أنها المرة الأولى التي يشعر فيها بضآلته أمام شخص ما ويحس بتبكيت يوخز ضميره المائت وفجأة توقف بسيارته وخرج منها فقد لمح كنيسة صغيرة على جانب الطريق دخلها وتبعه الشاب وتقدم إلى يسوع المصلوب في سجود طويل وقدم أثمن طيب في حياته دموع توبته تغسل أقدام المسيح!!!!!!انتهى من سجوده وعاد كلاهما إلى السيارة التي انطلقت بهما لكنها الآن صارت تحمل قلبين تغمرهم سعادة لا توصف ويضمهم حب المسيح توقفت السيارة على مشارف مانهاتن وقبل أن يغادرها مايكل أعطاه مارك بطاقة تحمل أسمه وعنوان شركته وأنطلق إلى نيويورك انقضت ثلاثة أعوام أنهى فيها مايكل خدمته العسكرية ووجد نفسه في نيويورك خطر بباله أن يسأل عن صديقه بحث في أوراقه الخاصة فعثر على البطاقة التي تحمل عنوان شركته فتوجه لإحدى ناطحات السحاب وتقدم لإحدى السكرتيرات:- هل أستطيع أن أقابل السيد سبنسر ؟- أفندم ؟!!!!!- أنا أعلم أنه لا يوجد موعد سابق لكنه أعطاني هذه (مشيرا إلى البطاقة) في لقائى معه قامت السكرتيرة مندهشة وأسرعت إلى ردهة جانبية وما هي إلا لحظات حتى خرجت منها سيدة في العقد الرابع أو الخامس من عمرها تطل من عينيها نظرة حائرة وقالت:- أنا مدام سبنسر من أنت ؟!!- قص عليها مايكل ليلة لقائه مع زوجها وكيف صارت توبته في تلك الكنيسة وهو الآن ليطمئن على أحواله- انخرطت السيدة في البكاء وخرجت عباراتها المتهدجة تنم عن انفعال غريب وفرحة غامرة :"لقد لقي مارك حتفه في حادث سيارة في ذات الليلة التي كنت أنت معه فيها وأنا أصلى طوال الأعوام الثلاثة الماضية كي يكشف لي المسيح عن مصير مارك وها أنت تخبرني عن توبته ما أعظمك أيها الآب السماوي لقد أدركته محبتك في آخر أيامه بل فى لحظاته الأخيرة "
2007-09-29
أنا يسوع بتاع كل يوم
لما كنت طفل صُغيَّر .. كان يوم عيد ميلادي بالنسبة لي هوه "أحلي يوم" في السنة ! .. حفلة كبيرة وهدايا ! .. كل ده ليه ! .. لأني شرََّفت العالم بإني اتوَلَدت ! .. كِبِرت شوية .. ودَخَلت المدرسة .. وتَخَيَّلت إن "أحلي يوم" في حياتي .. هايكون يوم ما اتفَوَّق في دراستي .. ويختاروني "الطالب المثالي" ! .. وفعلا ً حَصَل ! .. وفِرحت جداً طبعاً ! .. لكن بعد شوية حَسِّيت إن مش هوه ده اللي أنا بادَوَّر عليه ! ... انتهت دراستي .. وقلت لنفسي : يِمكِن "أحلي يوم" في حياتي .. هايكون يوم ما اشتغل وأكون شخص مستقل ! .. ولا حَد يقوللي : هاحرِمَك من المصروف !.. ولا حَد يقوللي : مافيش خروج بعد الساعة كذا !.. وفعلا ًحَصَل ! .. واشتَغَلت .. لكن في الشُغل شُفت العَجَب ! .. ويا بَخت مَن كان المدير خاله ! .. كله بيقول : ياللا مصلحتي ! .. وشُفت أشخاص معندهاش مانع عشان تِطلَع دَرَجَة .. تِطلعها على جُثِّة اللي حواليها ! ... بعدها قلت لنفسي : الحياة من غير الحب .. عاملة زي الصحرا ! .. غالباً "أحلي يوم" في حياتي .. هايكون يوم ما أحِب وأتجوز الشخص اللي بَحِبُّه ! .. أكيد وقتها هامسك نجوم السما بإيدَيّا ! .. وفعلاً حَصَل ! .. حَبِّيت وإتجَوِّزت .. لكن يا خسارة يا حُب ! .. ماكَنش العَشَم ! .. مالقيتش فيك اللي بادوَّر عليه ! ... قلت لنفسي : العيال ! .. أكيد "أحلي يوم" في حياتي .. هايكون يوم ما ربنا يرزقني بطفل ! .. أكيد هوه اللي هايعَوَّضني عن أي خسارة ! .. وفعلاً حَصَل ! .. ورَزَقني ربنا بوَلَد يفرِح .. مَفرَحش إزاي ! .. يا خبر ! .. ده هوه الغالي ! .. اللي قلبي شافه قبل عينيَّ ! .. لكن ! .. تِعِبت ورَبِّيت وكَبَّرت .. وفي الآخر .. معلش يا بابا ! .. أصل ظروف الحياة شاغلاني وبَعدَاني عنك ! ...قعَدت مع نفسي .. واسترجَعت كل الأحداث اللي مَرِّيت بيها في حياتي .. واستغربت جداً .. لأن مافيهاش حاجة أنا أتمنِّيتها .. ما حَصَلتش عليها ! .. ومع كده .. لا مال ولا جمال شبَّعنِي ! .. ولا حَسَب ولا نَسَب رَوَاني ! .. في قَرَارِة نَفسي شاعر إني حزين ومش مرتاح ! .. شوية ظروف حلوة .. بترفعني فوق فوق ! .. وشوية ظروف صعبة .. بتنَزِّلني تحت تحت ! .. أنا فعلاً تَعبان !!! ...- فجأة ! .. سِمِعت صوت هَمس في ودني بيقول : " تكثُر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر" مزمور 16: 4.. "لأن شعبي عَمِلَ شَرَّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحَيَّة، ليَنقروا لأنفسهم آباراً، آباراً مُشقَّقََة لا تَضبُط ماء"إرميا13:2 - خُفت ! .. " لأن كلامه كان بسُلطان " لوقا 4: 32 .. وقلت له : إنتَ مين ؟!؟! ...- " فقال لي : أنا يسوع الذي أنتَ (تَستَهين بوجوده في حياتك) " أعمال الرسل 9: 5..- سألته بمنتهي السذَاجة : هوه إنت يسوع بتاع يوم "الحَد" الصُبح ؟! .. يسوع اللي في الكنيسة !!! ... - صِعِبت عليه ! .. وبحَنان ماشفتوش قبل كده قاللي : وهوه فيه حاجة تَعباك ومِمَرَّرة حياتك غير إن إنت فاكر إن أنا يسوع بتاع يوم الحَد الصُبح بَس !!! .. لأ يا حبيبي .. أنا يسوع بتاع الاتنين والتلات وكل يوم ! .. أنا يسوع بتاع العُمر كله ! ...- ارتَحت له ! .. وقررت أفَضفَض له ع اللي في قلبي .. قلت له : أنا تَعبان ! .. كل ما أتمني حاجة .. بافضَل وَرَاها لغاية ما أحصُل عليها .. ولما باطولها .. باشعر إني مِسِكت الهوا بإيديَّا ! .. مش لاقي حاجة تِشبَّعني ! .. مش لاقي حاجة ترويني ! .. " كل الأنهار تَجرِي إلى البحر ، والبحر ليسَ بِمَلآن " جامعة7:1 .. - " فقال يسوع : أنا هو خُبز الحياة . مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع ، ومَن يُؤمن بي فلا يعطش أبداً " يوحنا 6: 35..عشان كده ما تِستَغرَبش إنك جَعان وعطشان ! ... إنت سيبتِني وجِريت ورا آبار ناشفة ! .. كنت مُتَخَيِّل إن هيه اللي هاتِسعِدَك ! .. يوم ما ابتديت تِشتَغل .. ما أخَدتِنيش معاك وإنت رايح الشُغل ! .. يوم ما فكَّرت ترتَبط .. ما أخَدتِش رأيي وإنت بتِختار شريك حياتك ! .. يوم ما رزقتك بطفل .. ما سألتِنيش تِرَّبي ابنك إزاي ! .. مشكلتك كانت دايماً إنك فاكر إن أنا يسوع اللي في الكنيسة بَس ! ..صَدَّق إني كِتيـر حَبِّيتك .. صَدَّق إني عشانك جيتصَدَّق إني أنـا مِستَنِّي .. مهما بِعِدت ومهما جريتصَدَّق إني راح أنسَى ماضيكصَدَّق إني راح أسـكن فيـكليـه الهَـم يسُودَك .. ليـه بيحنِي عُـودَكخَلليني أمسِك إيدَك .. ويبقي اليوم يوم عِيدَك" فقالت مريم : هُوَذا أنا أمَة الرب . ليَكُن لي كَقولك " لوقا 1: 38...يومها فعلاً كان يوم عيدي ! .. يوم الأربَع 6 مارس 2002 ! .. أخيراً لقيتك يا "أحلي يوم" في حياتي ! ...وهاتِفضَل "أحلي يوم" لغاية ماييجي اللي "أحلي" منك .. يوم ما هاشوف حبيبي يسوع بالعَيان ! ...ميلاد يسوع المسيح في العالم .. قسِّم تاريخ البشرية إلي "قبل" و "بعد" الميلاد ..وميلاده في قلبي .. قسِّم حياتي إلي "قبل" و "بعد" الإيمان الحقيقي ! ...على فكرة .. مش مُهم يكون فيه تاريخ مُحَدَّد في حياتك تكون اتقابلت فيه مع الرب يسوع .. لكن مُهم جداً إن حياتك تكون مقسومة إلي : "زمان كنت" و "دلوقتي بقيت" !!! ... - لما الناس بيسألوني : إيه السِر ورا التغيير ده كله !؟!؟ .. - باقول لهم : كلمة السر هيَّه : ) يسوع إتوَلَد ! ) .. - بيقولولي : وإيه الجديد في كده ! .. إنت جِبت إيه مِن عندك !؟! .. ما كلِّنا عارفين إن (يسوع إتوَلَد) !!! ... - باقول : فعلا ً .. لو الأمر انتهي عند (يسوع إتولد) وبَس .. كنت هافضَل أنا زي ما أنا ! .. لكن كلمة السر هيَّه : (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) ... # وقِفت قدَّام عينيَّ المقفولة ! .. وقلت لها : إفتح يا سِمسِم ! .. قالت لي : إيه كلمة السر ؟ ..قلت لها : (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) .. فانفَتَحِت في الحال ! .. وقالت لي : ياه ! .. أخيراً هاتِبتِدِي تشوف إيدُه اللي ورا "أي" و "كل" نجاح في حياتك ! .. وإن مش مُخَّك اللي يِوزِن بَلَد هوه اللي كان بيجيب الديب من ديله ! ...# ووقِفت قدَّام وِدانِي المَسدُودة ! .. وقلت لها : إفتح يا سِمسِم ! .. قالت لي : إيه كلمة السر ؟ ..قلت لها : (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) .. فانفَتَحِت في الحال ! .. وقالت لي : ياه ! .. أخيراً هاتِبتِدي تِسمَع صوته وهوه مِتعَلَّق ع الصليب .. وبيقول لك : بَــحِــبَّــك مــوت !!! ...# ووقِفت قدَّام شَهِّيتِي المفقودة للقَعدَة معاه .. وقلت لها : إفتح يا سِمسِم ! .. قالت لي : إيه كلمة السر؟ .. قلت لها : (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) .. فانفَتَحِت في الحال ! .. وقالت لي : ياه ! .. أخيراً هاتِبتِدي تِفهَم إن الحياة من غيره .. لا ليها طعم ولا لون !!! ...# ووقِفت قدَّام قلبي المِتحَجَّر .. وقلت له : افتح يا سمسم .. قاللي : إيه كلمة السر ؟ ..قلت له : (يسوع إتوَلَد جُوَّايا !) .. فانفَتَح في الحال ! .. وقال لي : ياه ! .. أخيراً هاتِبتِدي تُشعُر بحِنِّيته ! .. أخيراً هاتِبتِدي تِحِس بتعزيَّاته و طَبطَبتُه عليك وإنت بتتألِم !!! ...بَس قلبي بالذات لما إنفَتَح قدَّامي .. شُفت فيه اللي لا يسُر عدو ولا حبيب !!! .. فقلت لـ"قلبي" :يادي المصيبة !!! .. هاعمِل فيك إيه !؟! .. ده إنت هاتوَدِّيني على جُهَنَّم حَدف !!! ...رَد قلبي عليَّ و قاللي : اطَّمِّن ! .. " في ابتِدَاء تَضَرُّعاتك خَرَج الأمر ( مِن عند الرب ) ، وأنا جِئتُ لأخبِرَك لأنك أنت مَحبُوب " دانيال23:9 .. و هاتِبقَى مِن طينة غير الطينة ! .. " الكُل قد صَار جَديداً "كورنثوس الثانية17:5 "زمان كنت" فاكر إن المعجزة هيه إن ظروفي تِتغَيَّر .. لكن "دلوقتي" اكتشفت إن معجزة المعجزات هيه إن أنا اللي أتغير ! .. إن أنا "أتولِد" من جديد .. أهو ده "العَجَب" بعِينُه ! .. ومَبَقاش يهِمِني مكسب أو خسارة .. أصلي كِسِبته هوه ! .. ومَبَقاش يفرِق معايا مين باعني .. أصله اشتراني هوه ! ... وأبسط تغيير .. كان في لهجة كلامي :"زمان كنت" باقول لربنا : إنت يا رب مش محتاج تِعمِل مجهود عشان تِحِبنِي ! .. أنا أتحَب مِن غير حاجة !!! ... لكن "دلوقتي" باقول له : يا خبر يا رب !.. ده إنت "نِفسَك" حلوة أوي إنك قادر تِبُص في وِش واحد زيي !!! ...بيقولوا : ( إسأل مِجَرَّب ولا تِسأل طبيب ! ...) أنا جَرَّبت إن يكون عندي كل حاجة .. لكن يسوع مش في المشهد .. وجَرَّبت إن تِتسِحِب مني حاجة ورا حاجة .. لكن يسوع مالي المشهد .. وطِلعت بخُلاصة : السَما مِن غير الرب .. ما تِتحَب !!! ... وأتون النار مع أب حَنون .. هايهون
أعظم هدية
يحكى أنه في ذات يوم ،أثناء احتفال جميع الأسر برأس السنة ،كان رجل يمر بضائقة مالية ولكن رغم ذلك اشترى شجرة عيد ميلاد وبعض الشرائط الذهبية لتزيين الشجرة ،وأعطى لابنته التي تبلغ من السن أربعة سنوات هذه الشرائط ، ولكنها أضاعتها ،فهاج الأب وصاح وعاقبها.
فجلست الابنة في حجرتها تزين علبة صغيرة .وفي المساء ، وضعتها تحت الشجرة ......في الصباح ،ذهبت وأهدت تلك العلبة لوالدها وقالت له "كل سنة وأنت طيب"......فاندهش الأب ،إذ انه كان متبقي من الوقت أسبوع علي العيد .
فأخذ الأب تلك الهدية وفتحها "فكانت المفاجأة ،فلقد وجدها"فارغة"!!!!فثار الأب وصرخ في وجهها قائلا:"ألا تعرفين أنه حينما تهدين شخصا هدية يجب أن تكون بداخلها شيئا؟؟؟؟"
فنظرت إليه والدموع بعينيها وقالت:"إنها ليست فارغة بل إنها مليئة بقبلاتي وحبي وكل ذلك لك أنت وحدك،أليس حبي هدية تعجبك؟؟"
فصمت الأب ولم يعرف ماذا يقول !! وأخذها في أحضانه وطلب منها أن تسامحه .
ويقال أن هذا الأب ظل محتفظا بتلك العلبة إلى أن مات ،وكان كلما أحس بالحزن أو بالغضب ،يفتح تلك العلبة ليشتم منها رائحة قبلات ابنته وحبها الصادق .
كل شخص منا قد وهبه الله صندوق ملي ء بالحب والقبلات .....
لا تستهن يا عزيزي بهذه الهدية التي قدمها الله لك....إنها ليست فارغة كما تظن إنها بها حبه الذي أنزله على الصليب .....
كل مرة تدخل الكنيسة ،لا تظن إنك أخذت علبة فارغة ،بل إنك أخذت بركة عظيمة وحب كبير بل حضن الآب نفسه ....
كل مرة تتقدم للتناول ،لا تظن إنك أخذت مجرد بركة...إنك أخذت الرب يسوع نفسه بداخلك...ليتك تقدر ما قدمه لك.
ماذا ارد للرب من اجل كل حسناته لي ( مز 116 : 12 )
فجلست الابنة في حجرتها تزين علبة صغيرة .وفي المساء ، وضعتها تحت الشجرة ......في الصباح ،ذهبت وأهدت تلك العلبة لوالدها وقالت له "كل سنة وأنت طيب"......فاندهش الأب ،إذ انه كان متبقي من الوقت أسبوع علي العيد .
فأخذ الأب تلك الهدية وفتحها "فكانت المفاجأة ،فلقد وجدها"فارغة"!!!!فثار الأب وصرخ في وجهها قائلا:"ألا تعرفين أنه حينما تهدين شخصا هدية يجب أن تكون بداخلها شيئا؟؟؟؟"
فنظرت إليه والدموع بعينيها وقالت:"إنها ليست فارغة بل إنها مليئة بقبلاتي وحبي وكل ذلك لك أنت وحدك،أليس حبي هدية تعجبك؟؟"
فصمت الأب ولم يعرف ماذا يقول !! وأخذها في أحضانه وطلب منها أن تسامحه .
ويقال أن هذا الأب ظل محتفظا بتلك العلبة إلى أن مات ،وكان كلما أحس بالحزن أو بالغضب ،يفتح تلك العلبة ليشتم منها رائحة قبلات ابنته وحبها الصادق .
كل شخص منا قد وهبه الله صندوق ملي ء بالحب والقبلات .....
لا تستهن يا عزيزي بهذه الهدية التي قدمها الله لك....إنها ليست فارغة كما تظن إنها بها حبه الذي أنزله على الصليب .....
كل مرة تدخل الكنيسة ،لا تظن إنك أخذت علبة فارغة ،بل إنك أخذت بركة عظيمة وحب كبير بل حضن الآب نفسه ....
كل مرة تتقدم للتناول ،لا تظن إنك أخذت مجرد بركة...إنك أخذت الرب يسوع نفسه بداخلك...ليتك تقدر ما قدمه لك.
ماذا ارد للرب من اجل كل حسناته لي ( مز 116 : 12 )
بك يا مخلصى استطيع أن أتحدى
شلالات نياجرا وقشرة البرتقال
جاء الشاب ديفِد إلى أب اعترافه وهو في حالة إحباط شديد، يقول له: "منذ سنوات طويلة لم أسقط في خطية... وفجأة إذ استسلمت للفكر سقط فيها بعد دقائق!" حاول الأب الكاهن أن يُهدئ من نفسية ابنه الروحي ديفِد، مؤكدًا له كلمات الرسول بولس: "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1كو12:10) وأن نصرتنا على خطيةٍ معينةٍ ولو إلى سنواتٍ لا يعني غلبتنا الحتمية، بل تتطلب حذرنا المستمر، متكلين على نعمة اللَّه الفائقة.
جاء الشاب ديفِد إلى أب اعترافه وهو في حالة إحباط شديد، يقول له: "منذ سنوات طويلة لم أسقط في خطية... وفجأة إذ استسلمت للفكر سقط فيها بعد دقائق!" حاول الأب الكاهن أن يُهدئ من نفسية ابنه الروحي ديفِد، مؤكدًا له كلمات الرسول بولس: "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1كو12:10) وأن نصرتنا على خطيةٍ معينةٍ ولو إلى سنواتٍ لا يعني غلبتنا الحتمية، بل تتطلب حذرنا المستمر، متكلين على نعمة اللَّه الفائقة.
روى الكاهن له هذه القصة الشهيرة التالية: استطاع الرجل الإنجليزي بوبي ليتش أن يسحب أنظار العالم كله منذ سنوات حين عبر شلالات نياجرا بكندا وهو في برميل دون أن يُصاب بخدشٍ واحدٍ. في بطولة وبجسارة اجتاز دوَّاماتها.
لم تمضِ فترة طويلة إذ كان يسير في الطريق انزلق بسبب قشرة برتقال صغيرة، وحُمل إلى المستشفى بكسرٍ خطيرٍ في قدمه! ذاك الذي لم تستطع دوَّامات شلالات نياجرا أن تصيبه بخدشٍ بسيطٍ، كسرت قشرة برتقال صغيرة قدمه، وصار في خطر!
بك يا مُخلصي أستطيع أن أتحدى! وهبتني سلطانًا أن أدوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو!
بك أتحدى إبليس وكل قواته، العالم بكل شروره، الجسد بكل شهواته.
بدونك أسقط في تهاون، وأسقط أمام أتفه خطية. قد تهزمني فكرة مجردة، قد يُحطمني ثعلب صغير يفسد كروم قلبي!
كن سندًا لي، هب لي روح اليقظة والسهر!
بك أتحدى إبليس وكل قواته، العالم بكل شروره، الجسد بكل شهواته.
بدونك أسقط في تهاون، وأسقط أمام أتفه خطية. قد تهزمني فكرة مجردة، قد يُحطمني ثعلب صغير يفسد كروم قلبي!
كن سندًا لي، هب لي روح اليقظة والسهر!
سيدتى ...... علمينى كيف افعل هذا
عجيب امرك يا سيدتى!!!!!عجيب سر هدوئك!!!!ووداعتك!!!انا فى اوج عصبيتى وانتى محتمله صابره هادئه
هذا هو ما حدث معى وانا ذاهبه لشراء احتياجاتى من احدى المحلات الكبرى فاذ بى بجوار سيده كبيره السن تظهر عليها علامات الهدوء وعلى صدرها صليب ابيض كبير تقف تشترى احتياجاتها هى الاخرى فقام البائع باعطائى ما طلبت
ثم مشيت اكمل شراء باقى مشترياتى فاذ بى اجد ذات السيده تقف وهى مبتسمه منتظره ان يعطيها البائع ما تريد فقمت انا بمواصله سيرى واذا بى انظر لاجدها تقف امام ذات البائع وهو يقوم باعطاء الجميع ويجعلها ما تزال واقفه تنظر اليه ان يعطيها ما تطلب ولكنه لا يابه بها وكانها لا شى وهى لا تتكلم او تنادى عليه
فاذا بى اجد رجلاى تسبقنى لكى اسالها عن سبب تاخرها وما سبب وقفتها عاجزه طوال تلك المده وجميع الحاضرون يستلمون مشترياتهم عدا هى
فاذا بها تقول الصبر يا ابنتى الصبر....لا تتعجلى
هو سوف يعطينى بمجرد انتهائه من الاخرين وفى وجهها ابتسامه وديعه هادئه
فاعود استكمل طريقى وانظر اليها لاجدها ما تزال واقفه وفى وجهها ذات الابتسامه
فكدت ان اجن واخذت اصيح فى وجه البائع عن سبب عدم احترامه لتلك السيده وانهائه جميع الزبائن الا هى .... وهى تطالبنى بالهدوء والسكينه وتقول لى الاحتمال يا ابنتى
والبائع مستمر فى عدم مبالاته لها
وانا فى حاله هياج من هذا الاستهتار الذى تعامل به تلك السيده والسيده فى عالم تانى مبتسمه وديعه متحامله
فتوجههت اليها وبلهجه تعجب قائله
سيدتى ما بك ؟؟؟؟؟؟؟انا ساجن من معامله البائع لك واسلوب الاداره السلبى ورميت كافه مشترياتى من اجل معاملتهم لكى وانت تطالبيننى بالهدوء والاحتمال
فاجابتنى والابتسامه لا تزال على وجهها انهم مفتاح الفرج يا ابنتى
فقالت لى بذات الابتسامه حاولى يا ابنتى ان تعيشى حياه الوداعه والهدوء لتنعمى باحلى السكينه وراحه البال وفى اثناء ذلك قدم لها البائع طلباتها فاخذتها منه شاكره وهى مبتسمه وكانه انعم عليها بهدايا وانطلقت وهى حامده الله لما اعطاها
وانا انظر اليها مندهشه فهى ما تزال هادئه بشوشه طيبه مسالمه شاكره
فقلت لنفسى انظرى يا نفسى حتى لا تغترى بذاتك
انظرى كم هى وديعه وسعيده!!! كم هى هادئه وبشوشه
فهى تسير وتحتذى بحذو الهى لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد فى الشوارع صوته
ياليتنى استطيع ان اكون مثلك سيدتى
ياليتنى استطيع الاحتياذ بك
فانا تعلمت منك درس عمرى وارجو ان اجدك ثانيه لتلقينى دروس فى فضيله الاحتمال والصبر
هذا هو ما حدث معى وانا ذاهبه لشراء احتياجاتى من احدى المحلات الكبرى فاذ بى بجوار سيده كبيره السن تظهر عليها علامات الهدوء وعلى صدرها صليب ابيض كبير تقف تشترى احتياجاتها هى الاخرى فقام البائع باعطائى ما طلبت
ثم مشيت اكمل شراء باقى مشترياتى فاذ بى اجد ذات السيده تقف وهى مبتسمه منتظره ان يعطيها البائع ما تريد فقمت انا بمواصله سيرى واذا بى انظر لاجدها تقف امام ذات البائع وهو يقوم باعطاء الجميع ويجعلها ما تزال واقفه تنظر اليه ان يعطيها ما تطلب ولكنه لا يابه بها وكانها لا شى وهى لا تتكلم او تنادى عليه
فاذا بى اجد رجلاى تسبقنى لكى اسالها عن سبب تاخرها وما سبب وقفتها عاجزه طوال تلك المده وجميع الحاضرون يستلمون مشترياتهم عدا هى
فاذا بها تقول الصبر يا ابنتى الصبر....لا تتعجلى
هو سوف يعطينى بمجرد انتهائه من الاخرين وفى وجهها ابتسامه وديعه هادئه
فاعود استكمل طريقى وانظر اليها لاجدها ما تزال واقفه وفى وجهها ذات الابتسامه
فكدت ان اجن واخذت اصيح فى وجه البائع عن سبب عدم احترامه لتلك السيده وانهائه جميع الزبائن الا هى .... وهى تطالبنى بالهدوء والسكينه وتقول لى الاحتمال يا ابنتى
والبائع مستمر فى عدم مبالاته لها
وانا فى حاله هياج من هذا الاستهتار الذى تعامل به تلك السيده والسيده فى عالم تانى مبتسمه وديعه متحامله
فتوجههت اليها وبلهجه تعجب قائله
سيدتى ما بك ؟؟؟؟؟؟؟انا ساجن من معامله البائع لك واسلوب الاداره السلبى ورميت كافه مشترياتى من اجل معاملتهم لكى وانت تطالبيننى بالهدوء والاحتمال
فاجابتنى والابتسامه لا تزال على وجهها انهم مفتاح الفرج يا ابنتى
فقالت لى بذات الابتسامه حاولى يا ابنتى ان تعيشى حياه الوداعه والهدوء لتنعمى باحلى السكينه وراحه البال وفى اثناء ذلك قدم لها البائع طلباتها فاخذتها منه شاكره وهى مبتسمه وكانه انعم عليها بهدايا وانطلقت وهى حامده الله لما اعطاها
وانا انظر اليها مندهشه فهى ما تزال هادئه بشوشه طيبه مسالمه شاكره
فقلت لنفسى انظرى يا نفسى حتى لا تغترى بذاتك
انظرى كم هى وديعه وسعيده!!! كم هى هادئه وبشوشه
فهى تسير وتحتذى بحذو الهى لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد فى الشوارع صوته
ياليتنى استطيع ان اكون مثلك سيدتى
ياليتنى استطيع الاحتياذ بك
فانا تعلمت منك درس عمرى وارجو ان اجدك ثانيه لتلقينى دروس فى فضيله الاحتمال والصبر
العقد الثمين
كانت السيدة "ماريان" زوجة موظف بسيط وكانت غير راضية عن حياتها, رغم إن كان عندهم ما يكفيهم, ولكنها كانت دائما متذمرة, تتطلع إلى الغنى والثراء, تنظر إلى الذين يسكنون القصور ويلبسون الفرو والمجوهرات ويركبون العربات الفارهة.....إلى آخر هذه المظاهر.
دخل زوجها ذات يوم وقال لها: يا عزيزتي إننا مدعون إلي حفلة ساهرة يقيمها رئيس المدينة الجديد الأسبوع القادم . قالت "ماريان "بحزن: لن أذهب. سأل زوجها :لماذا؟, قالت: كيف أذهب إلى حفلة تضم كبار الشخصيات والعظماء والأغنياء, وأنا بفستاني المتواضع , سأبدو غريبة وأكون موضع ازدراء. صمت زوجها قليلا وقال لها:خذي هذا المبلغ واشتري لنفسك فستان مناسب. فقالت: ليس عندي إي قطعة مجوهرات أتزين بها
قال زوجها: أليست مدام "فيفيان" زوجة المستشار صديقتك؟ يمكنك أن تطلبي منها إحدى مجوهراتها ليلة واحدة فقط. قالت "ماريان" مبتهجة :واو كيف لم أفكر في هذا الحل. وذهبت لصديقتها تطلب منها استعارة إحدى مجوهراتها لحضور الحفلة. قدمت لها مدام "فيفيان" علبة مملوءة بأشكال كثيرة من الحلي , أخذت تقلب فيها مبهورة حتى وقع اختيارها على عقد رائع بفصوص من الماس يخطف الأبصار!
جاءت الليلة الموعودة ولبست "ماريان" الفستان الجديد والعقد الثمين وصففت شعرها بطريقة جذابة . وبمجرد دخولها أحست بالإعجاب الشديد من نظرات المدعوين وسؤالهم عن السيدة الجميلة ومدحهم لها, وهي لا تستطيع تمالك نفسها من شدة الفرح .
انتهت الحفلة بسلام ورجعت مع زوجها إلى بيتها ووقفت أمام المرآة لتستعرض جمالها وتتذكر كل كلمة إعجاب قيلت لها .
وفجاءة صرخت أين العقد ؟ عقدت المفاجأة لسان زوجها فلم يستطيع أن يتكلم .خرج الزوج ليبحث عن العقد في الطريق فلم يعثر له عن أثر. وكانت ليلة سوداء لم يغمض لهم جفن , وفي الغد ذهبا إلي محلات المجوهرات حتى وجدا عقد شبيها له. ولما سألا عن الثمن قيل لهما 45000 دولار!!!! صعقا من المبلغ إذ كان كل ما يملكانه 10000 دولار. فمن أين لهما الباقي ؟ اضطر الزوج إن يكتب على نفسه شيكات وإن يقترض من معارفه ..... وتركا مسكنهما وسكنا في حجرة ضيقة فوق السطح, وعمل الزوج في وظيفة إضافية حتى منتصف الليل, واستغنت "ماريان" عن الشغالة وأخذت تغسل الملابس بيديها وتمسح الأرض وتغسل أواني المطبخ. وظلا على هذه الحالة عشر سنوات كاملة بدون ملابس جديدة وأهملت مظهرها وشعرها .......حتى استطاعا أخيرا أن يدفعا ما عليهما . جلست "ماريان" تتأمل عشر سنين من العمر في شقاء وتعب من أجل العقد , من أجل مظاهر . حقا إن محبة المال أصل كل الشرور. مسحت دموعها وقامت تتمشى قليلا وإذا تلمح صديقتها مدام"فيفيان" صاحبة العقد, نادت عليها فردت : من أنت, فقالت لها : أنا "ماريان" صديقتك , إنك لم تعرفيني لقد أصبحت هكذا بسببك , هل تتذكري العقد الذي استعرته منك لحضور الحفل. إني فقدته واضطررت أن أعمل أنا وزوجي ليل ونهار لمدة عشر سنين لكي أشتري لك واحد بدلا منه كلفني 45000 دولار. صرخت صديقتها :إن ثمنه 50 دولار فقط, إنه مقلد, غير حقيقي.
لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب ( 1يو 2 : 15
دخل زوجها ذات يوم وقال لها: يا عزيزتي إننا مدعون إلي حفلة ساهرة يقيمها رئيس المدينة الجديد الأسبوع القادم . قالت "ماريان "بحزن: لن أذهب. سأل زوجها :لماذا؟, قالت: كيف أذهب إلى حفلة تضم كبار الشخصيات والعظماء والأغنياء, وأنا بفستاني المتواضع , سأبدو غريبة وأكون موضع ازدراء. صمت زوجها قليلا وقال لها:خذي هذا المبلغ واشتري لنفسك فستان مناسب. فقالت: ليس عندي إي قطعة مجوهرات أتزين بها
قال زوجها: أليست مدام "فيفيان" زوجة المستشار صديقتك؟ يمكنك أن تطلبي منها إحدى مجوهراتها ليلة واحدة فقط. قالت "ماريان" مبتهجة :واو كيف لم أفكر في هذا الحل. وذهبت لصديقتها تطلب منها استعارة إحدى مجوهراتها لحضور الحفلة. قدمت لها مدام "فيفيان" علبة مملوءة بأشكال كثيرة من الحلي , أخذت تقلب فيها مبهورة حتى وقع اختيارها على عقد رائع بفصوص من الماس يخطف الأبصار!
جاءت الليلة الموعودة ولبست "ماريان" الفستان الجديد والعقد الثمين وصففت شعرها بطريقة جذابة . وبمجرد دخولها أحست بالإعجاب الشديد من نظرات المدعوين وسؤالهم عن السيدة الجميلة ومدحهم لها, وهي لا تستطيع تمالك نفسها من شدة الفرح .
انتهت الحفلة بسلام ورجعت مع زوجها إلى بيتها ووقفت أمام المرآة لتستعرض جمالها وتتذكر كل كلمة إعجاب قيلت لها .
وفجاءة صرخت أين العقد ؟ عقدت المفاجأة لسان زوجها فلم يستطيع أن يتكلم .خرج الزوج ليبحث عن العقد في الطريق فلم يعثر له عن أثر. وكانت ليلة سوداء لم يغمض لهم جفن , وفي الغد ذهبا إلي محلات المجوهرات حتى وجدا عقد شبيها له. ولما سألا عن الثمن قيل لهما 45000 دولار!!!! صعقا من المبلغ إذ كان كل ما يملكانه 10000 دولار. فمن أين لهما الباقي ؟ اضطر الزوج إن يكتب على نفسه شيكات وإن يقترض من معارفه ..... وتركا مسكنهما وسكنا في حجرة ضيقة فوق السطح, وعمل الزوج في وظيفة إضافية حتى منتصف الليل, واستغنت "ماريان" عن الشغالة وأخذت تغسل الملابس بيديها وتمسح الأرض وتغسل أواني المطبخ. وظلا على هذه الحالة عشر سنوات كاملة بدون ملابس جديدة وأهملت مظهرها وشعرها .......حتى استطاعا أخيرا أن يدفعا ما عليهما . جلست "ماريان" تتأمل عشر سنين من العمر في شقاء وتعب من أجل العقد , من أجل مظاهر . حقا إن محبة المال أصل كل الشرور. مسحت دموعها وقامت تتمشى قليلا وإذا تلمح صديقتها مدام"فيفيان" صاحبة العقد, نادت عليها فردت : من أنت, فقالت لها : أنا "ماريان" صديقتك , إنك لم تعرفيني لقد أصبحت هكذا بسببك , هل تتذكري العقد الذي استعرته منك لحضور الحفل. إني فقدته واضطررت أن أعمل أنا وزوجي ليل ونهار لمدة عشر سنين لكي أشتري لك واحد بدلا منه كلفني 45000 دولار. صرخت صديقتها :إن ثمنه 50 دولار فقط, إنه مقلد, غير حقيقي.
لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب ( 1يو 2 : 15
لو ركعت
قال خادم لحجار يقوم بتكسير الحجاره:ياليتني استطيع ان اكسر القلوب الحجريه مثلما انت تستطيع ان تكسر هذه الاحجار الصخريه
فقال له الحجار:تستطيع يا سيدي لو ركعت علي ركبتيك طويلا كما افعل انا
عزيزي:إن الشيطان يستطيع ان يسيج حولنا في الخدمه بالمشاكل والصعاب من كل ناحيه فيقيم حولنا اربعة جدران ولا يدع فيها بابا او نافذه ولكن امرا واحدا لا يستطيع ان يفعله هو ان يضع لهذا البناء سقفا فيمنع اتصالنا بالسماء
ان الذين تركوا اعمق الاثر في الخدمه علي الارض كانوا اصحاب ركب منحنيه وقلوب مرفوعه إلي الله .
من اجل ذلك حينما ارسل الرب رسله للخدمه ارسلهم اثنين اثنين(لو1:10)وذلك حتي اذا قام بالوعظ احدهما فإن الاخر يقوم بالصلاه اثناء العظه لكي ما يعطي الرب كلمه لزميله عند افتتاح فمه ولكي ما يكون لكلماته تاثيرها في القلوب.
ولكن:اين الركب المنحنيه في هذه الايام؟اين الركب التي تجثو من اجل سلامة الكنيسه ؟ اين الركب المنحنيه التي زعزعت اساسات المقطم وهزت اركانه؟
لقد كان القديس بيصاريون راهبا منعزلا عن العالم في حياه وحده وصلاه دائمه وكان ينزل الي العالم في خدمه هجوميه صاروخيه ليخلص نفسا في عمق الشر كان كالاسد الذي ينقض علي فريسته وبعد الانتهاء من مهمته يعود الي وكره ومعه فريسته وصيده كانت حياة الصلاه التي يحياها هي سر قوة خدمته واداء مهمته في اقتحام معاقل الشر والفساد .
ان عمل كل خادم هو تحطيم القلوب الحجريه بالركوع علي ركبتيه في حضرة الرب نعم ان افضل وسيله لتحطيم القلوب الحجريه هي الصلاه لان: صلاة الخادم:سلاح بتارومعين جباروشفيع ذو اقتدار
من يرحم الفقير يقرض الرب
من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه أم 17:19
كان تاجراً للدقيق والخمر بمدينة الأقصر ويعطى الفقراء وكذا أحتياجات كنيسة مار بقطر, قبل نياحته أوصى أبنه بالأستمرار فى هذة العطايا . ولكن بعد موته أنشغل الأبن بشهواته وترك العطاء ولما طلب منه خدام الكنيسة إحتياجتها كالعادة رفض وقال لهم : هل تريدون الخمر لتشربوها والدقيق لتبيعوه ؟ فحزنوا وأنصرفوا.
حضر إلى الأبن التجار ليشتروا الدقيق والخمر , ففوجئوا بأن الخمر فى جميع المخازن فاسد والدقيق مملوء بالدود , فأستردوا اموالهم وحزن الأبن أذ خسر كل أمواله . ولما نام حلم بماربقطر الذى وبخه على خطاياه وعدم عطائه ,فقدم توبه ووعده القديس ببركة الله . ولما أستيقظ وجد الخمر والدقيق قد عادا صالحين فشكر الله وقدم نصف ما عنده للكنيسة لتدبير أحتياجاتها وتوزع على الفقراء , وعاش فى سيرة نقية .
+ العطاء القليل الذى تقدمه يبارك كل ما لك , وكلما أطيت زادت نعم الله عليك .
+ لا تتراجع عن وعودك لله بالعطاء وأهتم باحتياجات الكنسية قبل أحتياجات بيتك وإذ يرى الله محبتك لبيته يبارك بيتك ويحفظك من شرور كثيرة يحول الشيطان إيقاعك فيها.
+ لا تكن قاسياً مع المحتاجين أن طلبوا منك احتياجتهم , لأنك إن رفضت أن تظهر محبتك لهم وطردتهم فأنت تطرد السيد المسيح , أعطهم ولو قليلاً وشجعهم بكلمات محبتك .
كان تاجراً للدقيق والخمر بمدينة الأقصر ويعطى الفقراء وكذا أحتياجات كنيسة مار بقطر, قبل نياحته أوصى أبنه بالأستمرار فى هذة العطايا . ولكن بعد موته أنشغل الأبن بشهواته وترك العطاء ولما طلب منه خدام الكنيسة إحتياجتها كالعادة رفض وقال لهم : هل تريدون الخمر لتشربوها والدقيق لتبيعوه ؟ فحزنوا وأنصرفوا.
حضر إلى الأبن التجار ليشتروا الدقيق والخمر , ففوجئوا بأن الخمر فى جميع المخازن فاسد والدقيق مملوء بالدود , فأستردوا اموالهم وحزن الأبن أذ خسر كل أمواله . ولما نام حلم بماربقطر الذى وبخه على خطاياه وعدم عطائه ,فقدم توبه ووعده القديس ببركة الله . ولما أستيقظ وجد الخمر والدقيق قد عادا صالحين فشكر الله وقدم نصف ما عنده للكنيسة لتدبير أحتياجاتها وتوزع على الفقراء , وعاش فى سيرة نقية .
+ العطاء القليل الذى تقدمه يبارك كل ما لك , وكلما أطيت زادت نعم الله عليك .
+ لا تتراجع عن وعودك لله بالعطاء وأهتم باحتياجات الكنسية قبل أحتياجات بيتك وإذ يرى الله محبتك لبيته يبارك بيتك ويحفظك من شرور كثيرة يحول الشيطان إيقاعك فيها.
+ لا تكن قاسياً مع المحتاجين أن طلبوا منك احتياجتهم , لأنك إن رفضت أن تظهر محبتك لهم وطردتهم فأنت تطرد السيد المسيح , أعطهم ولو قليلاً وشجعهم بكلمات محبتك .
يابنى لا تحتقر محبتى
يابنى:
محبة ابدية احببتك،فحفظتك من شرور كثيرة كانت تحيط بك وسكبت عليك من نعمتى ومن خيراتى رزقتك ، وهبتك الحكمة ، قدتك فى امور عسيرة ، دبرت امورك ،جعلتك فرحا سعيدا ، قويتك فى الضعف ومن مأزق كثيرة اخرجتك، علمتك ارشدتك نصحتك هذا كله لاشئ امامى ،فلا تشكرنى عليه ،لان محبتى تلزمنى ان اعمل هكذا من اجلك ، اهنتى شتمتنى كذبت على فكرت بالسؤ ضدى احتقرتنى امام الناس صغرتنى فى عيون اعدائى كنت وضيعا فى نظرك فجدفوا على بسببك،تركت طرقى ،قاومتنى،كلفتنى ان احتمل مالم انتظره منك، اخزيتنى كثيرا جدا ،احرجتنى فى مواقف عده هذا كله لااحسبه عليك لانك فعلته بجهل فى عدم ايمان نزلت من سمائى أخذا صورة عبد، صائرا فى شبه الناس ، واذ وجدت فى الهيئة كانسان ، افتقرت وانا الغنى ، جعت ولم اجد ماأسد به رمقى وانا منبع الخيرات ، عطشت ولم اجد من يسقينى ، وانا خالق الانهارلم يكن لى اين اشند راسى ، بينما جعلت للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار رثيت لحالك ، وبكيت عليك كثيرا ، جاهدت من اجلك مرارا ، فكان الجزاء ان قبض على وحوكمت ظلما وحسدا ،مع انى لم افعل شرا ولم يكن فى فمى غش لطمونى ، وبالجلدات مزقوا جسدى ، نزعوا ثيابى واستهزاوا بى ، ضفروا اكليلا من الشوك توجوا به راسى ،كانوا يسجدون لى سخرية ،بصقوا فى وجهى ثم اخذوا قصبة وضربونى على راسى فانغرس الشوك فى جبينى ،وعلى خشبة العار طرحونى ، وثقبوا يدى ورجلى وبالمسامير ثبتوها ورفعونى لكى يرانى الجميع فكنت كشاه تساق للذبح وكنعجة صامتة امام جازيها لم افتح فمى وكانى قطعت من ارض الاحياء ، وكالماء انسكبت ، انفصلت كل عظامى ، صار قلبى كالشمع ذاب وسط امعائى ، يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى شقونى الخل والمر ، لعنونى فباركتهم ، وطلبت لهم غفرانا ورحمة فتشت عن محبى فلم اجدهم ، الكل تركونى هذا كله احتملته من اجلك لانى احبك + فهل تحتقر محبتى ؟+ ++ اقترب منى لاتخف ، لانى احب راحتك ، وارجوا سلامتك واشتاق لعشرتك لانها طيبة وحلوة لقلبى ، فأنت مذ تركتنى وانا اترقب عودتك لان لذتى مع بنى الانسان تعال فانى مخلصك ، سلمنى قلبك ارده لك جديدا ، اعطنى حياتك انقلك من الظلمة الى النور ، ومن الموت الى الحياة اجعلك ابنا لله ووارثا معى فى مجدى وملكوتى ، فيتحول نوحك الى فرح ويأسك الى رجاء وهمك الى تعزية ، وخوفك الىاطمئنان ، واضع ترنيمة جديدة فى فمك اعولك وفى ايام الجوع اشبعك ، فلا تخشى من خوف الليل ، ولا من سهم يطير فى النهار ، ولا من وبأ يسلك فى الدجى ، ولا من هلاك يفسد فى الظهيرة ، يسقط عن جانبك الف وربوات عن يمينك واليك لا يقرب ، لانى معك فانجيك واحيط بك واضمك الى قلبى واضع شمالى تحت رأسك ويمينى تعانقك أحميك من عدو الخير ، وأرد سهامه الى قلبه واسحقه تحت قدميك ، ثم اختم حياتك بأيام صالحة مباركة سعيدة ، والى مجدى أخذك بجوارى تجد الغنى والراحة والسلام فهل تحتقر محبتى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تعال الان ولاترفض دعوتى هذه المرة لانى فى انتظارك
لأنه هو سلامنا
لأنه هو سلامنا الذى جعل الأثنين واحداً أف 14:2
فى أوائل القرن العشرين قام نزاع على الحدود بين (الأرجنتين) و(شيلى) وحشدوا الجيوش للحرب, ولكن قام فى الأرجنتين أسقف بدأ يدعو الشعب للسلم وحذرهم من اثار الحروب ومشاكلها وكذا فى شيلى قام أسقف اّخر بنفس العمل وأستطاعا أن يقنعا شعبيهما بضرورة السلام , فضغطا على حكومتيهما حتى عقد صلحاً وتعهد بعدم الحرب , وأقام الشعبان تمثالاً كبيراً طوله أكثر من ثمانية أمتار على جبال الأنديز الشامخة وهو تمثال للسيد المسيح يمد يديه ليبارك الشعبين ويحمل فى يده صليباً , وكتب على قاعدة التمثال (( تعاهد الشعبان ألا يتحاربا حتى نهاية الأيام)) وكتب أيضاً الأية التالية ((لأنه هو سلامنا الذى جعل الأثنين واحداً )) ... وهكذا ساد السلام بين الشعبين حتى اليوم .
+ السلام بين الناس يعطيهم طمأنينة فى قلوبهم ويحميهم من أخطار النزاعات التى توتر الأعصاب وتعرضهم لأمراض كثيرة قد تودى بحياتهم , وبالتالى فالسلام يدفع الناس إلى الأعمال الإيجابية والنجاح فى الحياة وربط القلوب بالمحبة ويسهل على الانسان أن يقيم علاقة روحية مع الله فيتمتع بصلواته وتأملاته .
+ كن حريصاً على حفظ السلام مع من حولك حتى لو كلفك ذلك التنازل عن بعض حقوقك أو أحتمال بعض الأهانات , فحقك فى السلام أغلى من الكرامة ومن أى شئ مادى لأنك أن خسرت سلامك ستخسر علاقتك مع الله وبالتالى أبديتك ومن المستحيل أن تحفظ سلامك الداخلى وأنت مصر على النزاع مع من حولك .
فى أوائل القرن العشرين قام نزاع على الحدود بين (الأرجنتين) و(شيلى) وحشدوا الجيوش للحرب, ولكن قام فى الأرجنتين أسقف بدأ يدعو الشعب للسلم وحذرهم من اثار الحروب ومشاكلها وكذا فى شيلى قام أسقف اّخر بنفس العمل وأستطاعا أن يقنعا شعبيهما بضرورة السلام , فضغطا على حكومتيهما حتى عقد صلحاً وتعهد بعدم الحرب , وأقام الشعبان تمثالاً كبيراً طوله أكثر من ثمانية أمتار على جبال الأنديز الشامخة وهو تمثال للسيد المسيح يمد يديه ليبارك الشعبين ويحمل فى يده صليباً , وكتب على قاعدة التمثال (( تعاهد الشعبان ألا يتحاربا حتى نهاية الأيام)) وكتب أيضاً الأية التالية ((لأنه هو سلامنا الذى جعل الأثنين واحداً )) ... وهكذا ساد السلام بين الشعبين حتى اليوم .
+ السلام بين الناس يعطيهم طمأنينة فى قلوبهم ويحميهم من أخطار النزاعات التى توتر الأعصاب وتعرضهم لأمراض كثيرة قد تودى بحياتهم , وبالتالى فالسلام يدفع الناس إلى الأعمال الإيجابية والنجاح فى الحياة وربط القلوب بالمحبة ويسهل على الانسان أن يقيم علاقة روحية مع الله فيتمتع بصلواته وتأملاته .
+ كن حريصاً على حفظ السلام مع من حولك حتى لو كلفك ذلك التنازل عن بعض حقوقك أو أحتمال بعض الأهانات , فحقك فى السلام أغلى من الكرامة ومن أى شئ مادى لأنك أن خسرت سلامك ستخسر علاقتك مع الله وبالتالى أبديتك ومن المستحيل أن تحفظ سلامك الداخلى وأنت مصر على النزاع مع من حولك .
تخرج من التراب سماء و تقيم من قبرى ملكوتك المفرح
أعلن الفنان الإيطالي الشهير بنفنيتو كيليني Benvenuto Cellini
عن وصول قطعة رخام ضخمة بها عيب، وضعها في ميدان فلورانس. سمع عنها كثير من الفنانين، فجاءوا إليها، وكانوا ينظرون إليها ويتركونها، فإنها لا تصلح لشيء. كان المارة من الإيطاليين ينظرون إلى قطعة الرخام باشمئزاز، وطالب البعض بسحبها من الميدان، لأنها تشوه جمال الميدان. فجأة جاء رجل وصنع سورًا حول هذه القطعة، كما أقام مظلة، وبقي هذا المنظر لمدة عامين، والكل لا يعرف ما وراء السور. بعد عامين نُزع السور ومعه المظلة، وكانت المفاجأة هي ظهور تمثال داود النبي للفنان العظيم مايكل أنجلو! إنه الشخص الوحيد الذي استطاع أن يُخرج من قطعة الرخام هذه تمثالاً يُعتبر قطعة فنية عالمية نادرة! كثيرًا ما تنظر إلى نفسك ككتلةٍ من الطين، فتقول مع الرسول بولس: "ليس فيّ، أي في جسدي شيء صالح". إن كنت كتلة طين، فإن اللَّه يحيطك بسور الجسد، ويظلل عليك بمظلة مؤقتة، لكنه حتمًا تمتد يد الخالق لتُخرج من هذه الكُتلة لا تمثالاً لداود النبي بل أيقونة حية لابن داود، السيد المسيح، يشتهي الملائكة أن يتطلعوا إليك. إنهم يرون مجد ابنة الملك في داخلك.
عصافير تتكلم
دخل شاب إلى الكنيسه مبكرا فوجد عصفوران يتحدثان معا فاندهش جدا إذ رأى هذا المنظر فاختبأ وراء الحائط لكى ينصت إليهم:.....ـ
قالت العصفوره:ـ لماذا جئت إلى هنا يا أستاذ عصفور
أستاذا عصفور:ـجئت إليك يا عزيزتى لأحكى لكى وأستفسر منك على بعض الأشياء،إننى فى صباح الأمس ،وجدت أبونا بعد ما ناول الجسدالمقدس ،أخذ الكأس بيده اليسرى وأكل الإسباديقون الموجود فى الدم.ـ
ألا تدرى يا عزيزتى لماذا الكاهن هو الشخص الوحيد الذى يأكله!؟
العصفوره:ـ الكاهن الخديم فقط هو الذى يأكله لأن الإسباديقون هو الجزء السيدى الخاص بأبونا وأيضا يشير إلى السيد المسيح له المجد ،الذى لم تكسر عظمه من عظامه وبعد ذلك يقترب المتناولون للتناول من الدم حيث إنهم يقربون فمهم من الكأس وهذا يذكرنا بجانبه الإلهى المطعون الذى سال منه الدم
فتذكر العصفور سريعا أن أبونا بعدما ينتهى من تناول الدم للشمامسه يتجه إلى الرجال ثم النساء وذلك لأن الرجل هو رأس المرأه ،كما أن المسيح له المجد رأس الكنيسه ثم يبدأ فى غسل الأوانى بالماء ويشرب ذلك الماء...
فردت عليه العصفوره:ـ لا ترجع بتفكيرك إلى الوراء فلأحدثك إذا عن ربط الأوانى، هل تعرف كيف يتم ربط الأوانى ، أنا أعرف أنك لا تعرف كيف يتم ربطها، إسمع إذن...ـ
الشماس يربط الأزانى ربطه أولى (2عقده)وربطه ثانيه(3عقد)والثلاث عقد فى الربطه الثانيه لأن الكاهن عند فتح اللفه لفرش المذبح قبل القداس يفتح الثلاث لفات العلويه بال 3 رشومات "مجدا وإكراما ،إكراما ومجدا"وبعد ذلك يبدا الكاهن يصلى:ـ
ـ1ـ صلاة الشكر ـ2ـ صرف ملاك الذبيحه ورش المياه
وهنا ضحك العصفور بصوت عالى متذكرا أن رش الماء عداوه...ـ
فردت عليه عصفوره:ـ رش الماء يا عزيزى ما هو إلا تسريح بالبركه وهو يقول:ـ محبة الأب ونعمة الإبن الوحيد....
وهنا رأوا الشاب المختبئ الذى إرتبك وقال :ـ سامحونى كنت أسمع منكم أسرار طقسنا الجميل لأننى بكل صراحه لا أعرف شئ منه، فنظر العصفوران إلى بعضهما البعض كأنهما لم يسمعا
شيئا مكملين حديثهم الشيق ،
أريد أن أكمل معكم طقس توزيع الأسرار المقدسه...أنا أعلم بعد ذلك نقول مزمور الفرح46
فردت عصفوره عليه :ـ جميل جدا إنك تعرف شيئا يا عزيزى، لكن بعد ذلك يغسل الكاهن يديه ويوزع الأولوجيه وهى لقمة البركه ويخلع الكاهن ملابس الخدمه قائلا:ـ إسدل يارب سترك علينا
هنا وقف الشاب خجولا جدا قائلا فى ذاته:ـ "الرب قال أنتم أفضل من عصافير كثيره ولكن هل نحن البشر نعرف طقسنا الجميل؟....لا أتقد ذلك"...وقطع عصفور تفكيره صارخا قائلا:ـ
إنصرف يا صديقى فالقداس إنتهى ولا تنسى أن تضيع يوم من حياتك بدون قداس
قالت العصفوره:ـ لماذا جئت إلى هنا يا أستاذ عصفور
أستاذا عصفور:ـجئت إليك يا عزيزتى لأحكى لكى وأستفسر منك على بعض الأشياء،إننى فى صباح الأمس ،وجدت أبونا بعد ما ناول الجسدالمقدس ،أخذ الكأس بيده اليسرى وأكل الإسباديقون الموجود فى الدم.ـ
ألا تدرى يا عزيزتى لماذا الكاهن هو الشخص الوحيد الذى يأكله!؟
العصفوره:ـ الكاهن الخديم فقط هو الذى يأكله لأن الإسباديقون هو الجزء السيدى الخاص بأبونا وأيضا يشير إلى السيد المسيح له المجد ،الذى لم تكسر عظمه من عظامه وبعد ذلك يقترب المتناولون للتناول من الدم حيث إنهم يقربون فمهم من الكأس وهذا يذكرنا بجانبه الإلهى المطعون الذى سال منه الدم
فتذكر العصفور سريعا أن أبونا بعدما ينتهى من تناول الدم للشمامسه يتجه إلى الرجال ثم النساء وذلك لأن الرجل هو رأس المرأه ،كما أن المسيح له المجد رأس الكنيسه ثم يبدأ فى غسل الأوانى بالماء ويشرب ذلك الماء...
فردت عليه العصفوره:ـ لا ترجع بتفكيرك إلى الوراء فلأحدثك إذا عن ربط الأوانى، هل تعرف كيف يتم ربط الأوانى ، أنا أعرف أنك لا تعرف كيف يتم ربطها، إسمع إذن...ـ
الشماس يربط الأزانى ربطه أولى (2عقده)وربطه ثانيه(3عقد)والثلاث عقد فى الربطه الثانيه لأن الكاهن عند فتح اللفه لفرش المذبح قبل القداس يفتح الثلاث لفات العلويه بال 3 رشومات "مجدا وإكراما ،إكراما ومجدا"وبعد ذلك يبدا الكاهن يصلى:ـ
ـ1ـ صلاة الشكر ـ2ـ صرف ملاك الذبيحه ورش المياه
وهنا ضحك العصفور بصوت عالى متذكرا أن رش الماء عداوه...ـ
فردت عليه عصفوره:ـ رش الماء يا عزيزى ما هو إلا تسريح بالبركه وهو يقول:ـ محبة الأب ونعمة الإبن الوحيد....
وهنا رأوا الشاب المختبئ الذى إرتبك وقال :ـ سامحونى كنت أسمع منكم أسرار طقسنا الجميل لأننى بكل صراحه لا أعرف شئ منه، فنظر العصفوران إلى بعضهما البعض كأنهما لم يسمعا
شيئا مكملين حديثهم الشيق ،
أريد أن أكمل معكم طقس توزيع الأسرار المقدسه...أنا أعلم بعد ذلك نقول مزمور الفرح46
فردت عصفوره عليه :ـ جميل جدا إنك تعرف شيئا يا عزيزى، لكن بعد ذلك يغسل الكاهن يديه ويوزع الأولوجيه وهى لقمة البركه ويخلع الكاهن ملابس الخدمه قائلا:ـ إسدل يارب سترك علينا
هنا وقف الشاب خجولا جدا قائلا فى ذاته:ـ "الرب قال أنتم أفضل من عصافير كثيره ولكن هل نحن البشر نعرف طقسنا الجميل؟....لا أتقد ذلك"...وقطع عصفور تفكيره صارخا قائلا:ـ
إنصرف يا صديقى فالقداس إنتهى ولا تنسى أن تضيع يوم من حياتك بدون قداس
عجائب الدنيا السبعة فى نظر طفلة
طلبت إحدى المعلمات من طالباتها بحث في عجائب الدنيا السبع
وبالرغم من اختلاف وجهات النظر بين الطالبات ..فقد كان معظم التصويت على المعالم التالية
1- أهرامات الجيزة بمصر
2- تاج محل بالهند
3- الوادي الكبير - كولورادو - الولايات المتحدة الأمريكية
4- قناة بنما - بنما
5- بناية امباير ستايت - نيويورك
6- كاتدرائية بيتر باسيلكا بإيطاليا
7- سور الصين..
وبينما كانت المعلمة تجمع الأصوات من الطالبات ..لاحظت أن واحدة منهن لم تُنهي ورقتها فسألت الفتاة إذا ماكانت تواجه صعوبة في إكمال العجائب السبع !!
ردت الفتاة قائلة : نعم .. قليلاً لأنني أجدها كثيرة جداً
فقالت لها المعلمة : حسناً اقرئي لنا ما كتبتي وسوف نساعدك في تحديدها ترددت الفتاة قليلاً ثم قرأت :أعتقد أن عجائب الدنيا السبع وهي كالتالي
1- أن ترى
2- وتسمع
3- وتلمس
4- وتتذوق
5- وتشعر
6- وتضحك
7- وتحب
عندما انتهت الفتاة من قراءة بحثها عم الفصل هدوء تام بحيث انك تستطيع سماع رنين الإبرة إذا سقطت وأكملت الفتاة قائلة :الأشياء البسيطة التي منحنا الله وتعودنا على وجودها في حياتنا كأمر مُسلم به في نظري هي عجائب الدنيا السبع التي لايمكن أن تُبنى باليد أو تُشترى بالمال إنها ببساطة داخل قلبك وجوارحك
احملوا احمال بعض
نحن غالبا ما نشعر بالوحدة . ولكن هناك دائما من يريد أن يأخذ بيدنا .
وهناك قصة جميلة عن ممرضة مثقلة بالعمل الإضافى وقد رافقت شاب متعب ، الى جوار فراش أحد مرضاها . ثم انحنت فوق المريض قائلة " ابنك ها هنا " .
وبمجهود عظيم ، فتح المريض عيناه الزائغتان ، ثم رمش بهما وعاد لإغلاقهما . وراح الشاب يضغط يدى المريض العجوز بين يديه بينما جلس الى جوار فراشه . وقد جلس هناك طوال الليل ، ممسكا بيدى العجوز بينما راح يهمس له بكلمات لطيفة مريحة .
ومع شروق نور الصباح ، كان العجوز قد مات . وفى لحظات أحتشد كثير من العاملين بالمستشفى حتى يقوموا بوقف الأجهزة المتصلة بالمتوفى وإزالة الإبر من جسده .
فخطت الممرضة ناحية الشاب وأخذت تواسيه ، ولكن الشاب قاطعها قائلا فى تساؤل" ترى من كان هذا الرجل ؟ " .
فأجابت الممرضة الفزعة وقالت ، " لقد اعتقدت أنه والدك !! " ، فأجاب الشاب " لا ،أنه ليس والدى . ولم أره من قبل على الإطلاق .
" ، فقالت الممرضة " إذا لماذا لم تقل شئ ما وأنا أخذك إليه ؟ "
.فقال الشاب موضحا " لقد أدركت أنه بحاجة الى ابنه الغير موجود ، وحيث أنه كان مريضا للدرجة التى فيها لن يدرك إننى لست ابنه ، فقد عرفت أنه يحتاجنى !! " .
الأم تريزة كانت قد تعودت أن تذكرنا انه ما من شخص ينبغى أن يموت وحيدا .
وبالمثل ،ليس من المفروض أن يحزن أحد بمفرده أو يبكى وحيدا !!.
ولا أن يفرح وحده أو يحتفل منفردا !!.
فنحن قد وجدنا حتى نعبر رحلة الحياة وأيدينا متشابكة .
هناك شخص ما مستعد أن يمسك بيدك اليوم . وهناك شخص ما يأمل أن تأخذ بيده .
فتذكر أن تمسكوا بيد بعضكم البعض!!!.
+ احملوا بعضكم اثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح (غلاطية 6 : 2)
+ فان كان عضو واحد يتالم فجميع الاعضاء تتالم معه وان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء تفرح معه
مشاعر الرئيس
وقف الغلام الصغير في خجلٍ شديدٍ يمد يده يطلب مساعدة الغير، فقد ترك والدته تعاني من آلام المرض مع الجوع الشديد. تارة يشعر بالحياء كيف يستجدي، وأخرى يشعر بالإلتزام نحو والدته المريضة.
في وسط الزحام الشديد لمح أحد العظماء علامات الأرتباك على الغلام. ذهب إليه وصار يلاطفه. سأله عن علامات الأرتباك التي تظهر على ملامحه. فأجابه الغلام:
"أرى يا سيدي أنك إنسان شريف، تلبس ثيابًا فاخرة، وترتدي على رأسك Top hat التي هي قبعة الأشراف ، إني لم أعتد أن أشتكي لأحد ما نحن عليه ، لكنني في صراع مرّ ، والدي مات، ولم يترك لنا شيئًا نقتات منه ، ووالدتي تعمل لكي بالكاد نحصل على القوت الضروري ، وها هي مريضة، طريحة الفراش، ليس لديّ طعام ولا دواء أقدمه لها".
أخفى الرجل دموعه التي تسللت من عينيه بإبتسامة ظاهرية، وربت على كتف الغلام، ثم أمسك بيده، وطلب منه أن يرشده إلى بيته.
إذ إقترب الإثنان نحو البيت، دخل الشريف إلى محلٍ وطلب منه بعض الأطعمة وقدم له الثمن وسأله أن يرسلها على عنوان الغلام.
دخل الإثنان المنزل وإذ تحدث مع السيدة المريضة رقّ قلبه لها، ثم إعتذر لها قائلاً: "إنني لست الطبيب المختص بمرضك، لكنني أكتب لكى ورقة بها "وصفة" تنفعكِ". ثم كتب الورقة وتركها مع السيدة وخرج.
تطلعت السيدة على الورقة بعد خروج الضيف فوجدته شيكًا بمبلغٍ كبيرٍ... كم كانت دهشتها حين وجدت التوقيع على الشيك "جورج واشنطن" رئيس أمريكا!
V هب لي يا رب قلباً رقيقًا،
يشارك الأيتام مشاعرهم،
ويهتم بإحتياجات المحتاجين!
V هب لي يا رب أن أقدم قلبي ومشاعري،
قبل أن أقدم من مالي وممتلكاتي!
في وسط الزحام الشديد لمح أحد العظماء علامات الأرتباك على الغلام. ذهب إليه وصار يلاطفه. سأله عن علامات الأرتباك التي تظهر على ملامحه. فأجابه الغلام:
"أرى يا سيدي أنك إنسان شريف، تلبس ثيابًا فاخرة، وترتدي على رأسك Top hat التي هي قبعة الأشراف ، إني لم أعتد أن أشتكي لأحد ما نحن عليه ، لكنني في صراع مرّ ، والدي مات، ولم يترك لنا شيئًا نقتات منه ، ووالدتي تعمل لكي بالكاد نحصل على القوت الضروري ، وها هي مريضة، طريحة الفراش، ليس لديّ طعام ولا دواء أقدمه لها".
أخفى الرجل دموعه التي تسللت من عينيه بإبتسامة ظاهرية، وربت على كتف الغلام، ثم أمسك بيده، وطلب منه أن يرشده إلى بيته.
إذ إقترب الإثنان نحو البيت، دخل الشريف إلى محلٍ وطلب منه بعض الأطعمة وقدم له الثمن وسأله أن يرسلها على عنوان الغلام.
دخل الإثنان المنزل وإذ تحدث مع السيدة المريضة رقّ قلبه لها، ثم إعتذر لها قائلاً: "إنني لست الطبيب المختص بمرضك، لكنني أكتب لكى ورقة بها "وصفة" تنفعكِ". ثم كتب الورقة وتركها مع السيدة وخرج.
تطلعت السيدة على الورقة بعد خروج الضيف فوجدته شيكًا بمبلغٍ كبيرٍ... كم كانت دهشتها حين وجدت التوقيع على الشيك "جورج واشنطن" رئيس أمريكا!
V هب لي يا رب قلباً رقيقًا،
يشارك الأيتام مشاعرهم،
ويهتم بإحتياجات المحتاجين!
V هب لي يا رب أن أقدم قلبي ومشاعري،
قبل أن أقدم من مالي وممتلكاتي!
2007-09-28
لا تخضع للضرائب
ذهب أحد مأموري الضرائب على أحد خدام الرب ليحاسبه على أرباحه فقال له الخادم "إني رجل غني" فأسرع رجل الضرائب وأخرج قلمه وابدأ في سؤاله "حسنا وماذا تمتلك"
فأجابه الخادم "أنا أمتلك المخلِّص الرب يسوع المسيح الذي أحبني حتى الموت ووهب لي الحياة الأبدية والذي أعد لي مكان في المدينة السماوية".
وماذا ايضاً "عندي الكتاب المقدس فيه لي كل مشروة الله "
وماذا ايضاً "عندي زوجة شجاعة وتقية ، وكما قال سليمان إمرأة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللألئ"
وماذا ايضاً تابع المأمور الضرائب "أولادي مطيعين أتقياء يحبون الله ويجلونه"
وماذا ايضاً "وقلب فرحان يساعدني على اجتياز مصاعب الحياة بسرور"
وماذا أيضاً "اخوة لي في المسيح يحبونني ويصلون لأجلي ينصحونني ويعينونني يسترون ضعفاتي"
وماذا بعد "هذا كل ما امتلكه" قال الخادم.
وعنئذ نهض رجل الضرائب بعد أن أغلق دفتره ولبس قبعته وقال له " يا صديق انك بالجقيقة رجل غني غير ان ممتلكاتك لا تخضع للضرائب".
فأجابه الخادم "أنا أمتلك المخلِّص الرب يسوع المسيح الذي أحبني حتى الموت ووهب لي الحياة الأبدية والذي أعد لي مكان في المدينة السماوية".
وماذا ايضاً "عندي الكتاب المقدس فيه لي كل مشروة الله "
وماذا ايضاً "عندي زوجة شجاعة وتقية ، وكما قال سليمان إمرأة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللألئ"
وماذا ايضاً تابع المأمور الضرائب "أولادي مطيعين أتقياء يحبون الله ويجلونه"
وماذا ايضاً "وقلب فرحان يساعدني على اجتياز مصاعب الحياة بسرور"
وماذا أيضاً "اخوة لي في المسيح يحبونني ويصلون لأجلي ينصحونني ويعينونني يسترون ضعفاتي"
وماذا بعد "هذا كل ما امتلكه" قال الخادم.
وعنئذ نهض رجل الضرائب بعد أن أغلق دفتره ولبس قبعته وقال له " يا صديق انك بالجقيقة رجل غني غير ان ممتلكاتك لا تخضع للضرائب".
ليتني لا أستقر في عشٍ
عادت ساندي حزينة من زيارة صديقتها المصابة بمرض خطير وقد اشتدت بها الآلام.
سألت ساندي أختها لماذا يسمح اللَّه لهذه الصديقة بالآلام وهى في مرضها الخطير.
أجابتها أختها: "اللَّه يُعِّد نفسها لكي لا ترتبط بالعالم بل تفكر في الانطلاق نحو السماء".
سألت ساندي: "كيف يحدث هذا؟
" أجابت أختها: "اللَّه يعمل معنا كما يفعل النسر مع صغاره.
فالنسر يُعد عشه من نباتات جافة بها أشواك لكنه يبطنه بالقش فيكون العش مريحًا.
وإذ يفقس البيض وتنمو صغار النسر، يبدأ القش يتطاير، ويصير العش مملوء أشواكًا ويصبح غير مريحٍ، فتضطر صغار النسور إلى الطيران".
قد يبدو لي العالم بكل جماله غير مريح، أشواكه القاسية تجرحني. لأطير، ولا أستقر في عش هذا العالم! فيك وحدك أجد راحتي!
قد يبدو لي العالم بكل جماله غير مريح، أشواكه القاسية تجرحني. لأطير، ولا أستقر في عش هذا العالم! فيك وحدك أجد راحتي!
لماذا أعيـــــش
كان " ريمون " سيئ الحظ جدا , فقد مات أبوه في الحرب العالمية و هو طفل ، و لما وصل
إلي سن السابعة حدث زلزال دمر أغلب المدينة ، و لكنه نجا من تحت الأنقاض و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة . ولما تم إنقاذه طلبت السلطات من إي أسرة أن تأخذه عندها ، فأخذته أسرة مكونة من خمسة أفراد ، و لكن سرعان ما مات الوالد ، فطلبت الأم من " ريمون " في خجل أن يبحث له عن مكان آخر ....و لكن الله الذي لا ينسى أحد ، لم ينساه ، فأرسل له فلاح عجوز فقير و لكنه حكيم جدا ،عرض عليه أن يقبله عنده رغم فقره واحتياجه . لم يجد " ريمون " إي بديل للقبول .... استطاع الفلاح أن يدخل " ريمون " إلي مدرسة القرية ، و لكن كان " ريمون " يعود حزينا من المدرسة . لاحظ ذلك الفلاح الحكيم ففاتحه في الأمر ، فقال له " ريمون " : أن التلاميذ الآخرين ينظرون له باحتقار ، فملابسي قديمة و شكلي يوحي بالفقر و أنا غريب بالنسبة لهم .... ولهم حق في ذلك فأنا إنسان ليس لي فائدة في الدنيا .... كلما تنفرج أزمة أصاب بأشد منها .... لماذا أعيش!!! و انفجر باكيا ، فقال له الفلاح بعد أن طيب خاطره : عندي وصفة سحرية ستجعل حياتك سعيدة إن وعدتني بإتباعها سأضمن لك السعادة .أشرقت عينا " ريمون " و قال له : أعدك . قال له الفلاح الحكيم : ساعد كل إنسان محتاج للمساعدة دون أن تنتظر منه شيئا . اندهش " ريمون " من هذه الوصفة السحرية العجيبة ، كيف تجلب السعادة ، ولكنه صمم على تنفيذها .ذهب للمدرسة و أعطى كراسه لزميله الذي غاب عن المدرسة لمرضه و عرض عليه أن يشرح له الدروس ، وحمل حقيبة زميله المعوق و أوصله لبيته ، و اشترى الخبز لسيدة عجوز ، ورجع بيته و هو راضي عن نفسه .و ظل يبحث ، كل يوم ، عن كل محتاج ليقدم له خدمة ، و أحبه الجميع و أصبح أشهر شخص في القرية الصغيرة .و توالت السنوات و حقق نجاح كبير و استطاع أن يكتشف دواء أفاد الملايين من البشر , و شعر بالسعادة ،هل تعرف لماذا شعر بالسعادة ، لأنه نسى نفسه و همومه و مشاكله و فكر في الآخرين و سعد بإسعادهم .
يا صديقي هل حاولت مرة أن تسعد شخص ، أو تسأل عن حزين ، أو تبتسم لإنسان بائس ، أو تقدم خدمة بسيطة لمحتاج ؟ ثق إنك عندما تفعل ذلك ستشعر بالسعادة ، و ستدرك معنى حياتك ، و لن تسأل ذلك السؤال " لماذا أعيش ؟ "
وتذكر انه لا حياة لمن عاش لنفسه فقط
إلي سن السابعة حدث زلزال دمر أغلب المدينة ، و لكنه نجا من تحت الأنقاض و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة . ولما تم إنقاذه طلبت السلطات من إي أسرة أن تأخذه عندها ، فأخذته أسرة مكونة من خمسة أفراد ، و لكن سرعان ما مات الوالد ، فطلبت الأم من " ريمون " في خجل أن يبحث له عن مكان آخر ....و لكن الله الذي لا ينسى أحد ، لم ينساه ، فأرسل له فلاح عجوز فقير و لكنه حكيم جدا ،عرض عليه أن يقبله عنده رغم فقره واحتياجه . لم يجد " ريمون " إي بديل للقبول .... استطاع الفلاح أن يدخل " ريمون " إلي مدرسة القرية ، و لكن كان " ريمون " يعود حزينا من المدرسة . لاحظ ذلك الفلاح الحكيم ففاتحه في الأمر ، فقال له " ريمون " : أن التلاميذ الآخرين ينظرون له باحتقار ، فملابسي قديمة و شكلي يوحي بالفقر و أنا غريب بالنسبة لهم .... ولهم حق في ذلك فأنا إنسان ليس لي فائدة في الدنيا .... كلما تنفرج أزمة أصاب بأشد منها .... لماذا أعيش!!! و انفجر باكيا ، فقال له الفلاح بعد أن طيب خاطره : عندي وصفة سحرية ستجعل حياتك سعيدة إن وعدتني بإتباعها سأضمن لك السعادة .أشرقت عينا " ريمون " و قال له : أعدك . قال له الفلاح الحكيم : ساعد كل إنسان محتاج للمساعدة دون أن تنتظر منه شيئا . اندهش " ريمون " من هذه الوصفة السحرية العجيبة ، كيف تجلب السعادة ، ولكنه صمم على تنفيذها .ذهب للمدرسة و أعطى كراسه لزميله الذي غاب عن المدرسة لمرضه و عرض عليه أن يشرح له الدروس ، وحمل حقيبة زميله المعوق و أوصله لبيته ، و اشترى الخبز لسيدة عجوز ، ورجع بيته و هو راضي عن نفسه .و ظل يبحث ، كل يوم ، عن كل محتاج ليقدم له خدمة ، و أحبه الجميع و أصبح أشهر شخص في القرية الصغيرة .و توالت السنوات و حقق نجاح كبير و استطاع أن يكتشف دواء أفاد الملايين من البشر , و شعر بالسعادة ،هل تعرف لماذا شعر بالسعادة ، لأنه نسى نفسه و همومه و مشاكله و فكر في الآخرين و سعد بإسعادهم .
يا صديقي هل حاولت مرة أن تسعد شخص ، أو تسأل عن حزين ، أو تبتسم لإنسان بائس ، أو تقدم خدمة بسيطة لمحتاج ؟ ثق إنك عندما تفعل ذلك ستشعر بالسعادة ، و ستدرك معنى حياتك ، و لن تسأل ذلك السؤال " لماذا أعيش ؟ "
وتذكر انه لا حياة لمن عاش لنفسه فقط
مريم العذراء في زاخو
في العاشر من شهر آب 2007م، وبينما كان المؤمنون يصلون صلاة تساعية عيد انتقال العذراء إلى السماء بالنفس والجسد في كنيسة مريم العذراء للسريان الكاثوليك في زاخو... شاهدت إحدى النساء من بين المصلين تمثال سيدتنا العذراء مريم الراكن في صدر الكنيسة عند المذبح، ظهور عليه بعض العلامات... فشاهدت العذراء تحرك شفتيها مع المصلين وفق ما يصلونه ويرتلونه، ورأت ايضا بان عيني العذراء تتحرك يمّنة ويسّرة ناظرة الى المصلين مبتسمة وبشدة عندما كان الجوق ينشد من اناشيد العذراء، كما كان وجه العذراء يتغير أحيانا فيصبح مشابها لوجه الرب يسوع المسيح ليعود ثانية ويصبح وجه العذراء ...انذهلت المراة فاسرعت في الحال لتركع أمام التمثال مخفضة رأسها، وكانت كلما رفعت راسها رأت تلك العلامات على التمثال، إضافة إلى تحريك العذراء أصابع إحدى يديها بحركة تشبه تدوير حبات المسبحة والمصلون يصلون الوردية المقدسة... وبعد انتهاء الصلاة خرج المؤمنون بينما واصلت المرأة ركوعها أمام التمثال، ثم نادت أختها وقالت لها: هل ترين شيئا ما على التمثال؟؟
أجابت أختها: كلا...!!
فقالت لها: انظري جيدا.. ألا تلاحظين شيئاً على وجه العذراء؟؟
فأجابت: كلا... (في الوقت الذي كانت المراة ترى ابتسامة العذراء لها)
عندها شرعت المرأة تصف لأختها ما الذي تراه... وأثناء ذلك حدثت ضجة خارج الكنيسة، فدخلت مجموعة من النساء الكنيسة ومعهن احد الشبان وهو يروي لهنّ ما شاهده أثناء الصلاة، وكان ما شاهده مشابها لما رأته المراة، وفي هذه الاثناء ايضا عادت صبية (ارمنية) منذهلة وهي تروي لصديقاتها ما شاهدته على تمثال العذراء من علامات اثناء الصلاة معتقدة بان كل المصلين كانوا يرون ذلك، وبهذا تأكدت المرأة بأنها ليست الوحيدة التي رأت تلك العلامات على التمثال... فانتشر الخبر في الحال وتجمهر الناس من جميع المناطق من داخل مدينة زاخو ومن القرى المحيطة بها فورا ، فامتلئت الكنيسة بالجموع من المسيحيين ومن غير المسيحيين مندهشين مما يُروى عن تمثال العذراء، فظلوا ساهرين في الكنيسة يصلون حتى الصباح مع الجوق الذي واصل الترتيل.. وفي تلك الليلة شاهد اثنان من أعضاء الجوق ذلك المنظر العجيب للتمثال.
واصلت الجموع زيارتها للكنيسة ليلا ونهارا حتى عيد الانتقال يوم 15 آب. وخلال هذه الفترة شاهد تلك العلامات على التمثال أكثر من عشرين شخصا ومن بينهم اشخاص غير مسيحيين...
ومع انتشار الخبر شرع المئات من الناس من المسيحيين وغير المسيحيين ومن المناطق القريبة والبعيدة يتوافدون الى الكنيسة لاستقصاء صحة الأمر وطلب البركة والتضرع والبعض منهم مستصحبين مرضاهم طلبا للشفاء، ساهرين حتى الصباح داخل الكنيسة.
اننا ننقل عبر مقالنا هذا شهادة الذين رأوا هذه العلامات على تمثال العذراء مريم.
الاب فاضل القس اسحق
راعي كنيسة مريم العذراء للسريان الكاثوليك في زاخو
أجابت أختها: كلا...!!
فقالت لها: انظري جيدا.. ألا تلاحظين شيئاً على وجه العذراء؟؟
فأجابت: كلا... (في الوقت الذي كانت المراة ترى ابتسامة العذراء لها)
عندها شرعت المرأة تصف لأختها ما الذي تراه... وأثناء ذلك حدثت ضجة خارج الكنيسة، فدخلت مجموعة من النساء الكنيسة ومعهن احد الشبان وهو يروي لهنّ ما شاهده أثناء الصلاة، وكان ما شاهده مشابها لما رأته المراة، وفي هذه الاثناء ايضا عادت صبية (ارمنية) منذهلة وهي تروي لصديقاتها ما شاهدته على تمثال العذراء من علامات اثناء الصلاة معتقدة بان كل المصلين كانوا يرون ذلك، وبهذا تأكدت المرأة بأنها ليست الوحيدة التي رأت تلك العلامات على التمثال... فانتشر الخبر في الحال وتجمهر الناس من جميع المناطق من داخل مدينة زاخو ومن القرى المحيطة بها فورا ، فامتلئت الكنيسة بالجموع من المسيحيين ومن غير المسيحيين مندهشين مما يُروى عن تمثال العذراء، فظلوا ساهرين في الكنيسة يصلون حتى الصباح مع الجوق الذي واصل الترتيل.. وفي تلك الليلة شاهد اثنان من أعضاء الجوق ذلك المنظر العجيب للتمثال.
واصلت الجموع زيارتها للكنيسة ليلا ونهارا حتى عيد الانتقال يوم 15 آب. وخلال هذه الفترة شاهد تلك العلامات على التمثال أكثر من عشرين شخصا ومن بينهم اشخاص غير مسيحيين...
ومع انتشار الخبر شرع المئات من الناس من المسيحيين وغير المسيحيين ومن المناطق القريبة والبعيدة يتوافدون الى الكنيسة لاستقصاء صحة الأمر وطلب البركة والتضرع والبعض منهم مستصحبين مرضاهم طلبا للشفاء، ساهرين حتى الصباح داخل الكنيسة.
اننا ننقل عبر مقالنا هذا شهادة الذين رأوا هذه العلامات على تمثال العذراء مريم.
الاب فاضل القس اسحق
راعي كنيسة مريم العذراء للسريان الكاثوليك في زاخو
مار بقطر
إن نزل علىّ جيش لا يخاف قلبي . إن قام علىّ حرب ففي هذا أنا مطمئن . مز 3:27
خرج الملك من مدينة روما بجيوشه في سفر بعيد للحرب , فأنتهز البرابرة الفرصة و هجموا على المدينة ليخربوها , و هم قوم شرسون ليس عندهم رحمة , فأجتمع نائب الملك مع رجاله و قرروا إرسال مندوبين إلى الملك ليرسل لهم نجده سريعة .
أما البابا فجمع الكهنة و الشعب في الكنيسة للصلاة و كان عيد القديس مار بقطر , فصلوا القداس الإلهي و طلبوا شفاعة القديس انجدوا مدينتهم و استمروا في الصلاة طوال الليل و كانوا يرددون المزمور التاسع عشر ((( يستجيب لك الرب في يوم شدتك.....))) .
و في الصباح وجدوا فارساً جميل المنظر يقف على باب المدينة يطلب الدخول فلما أدخلوه قال لنائب الملك و البابا ((إن الله أرسل جنوده و طرد البرابرة )) و لما أستفسر البابا عن شخصيته قال له (( ألم تعرفني ؟ ألم تطلبني بالأمس ؟ )) ثم أختفي فعلم أنه مار بقطر و لما فتحوا الأبواب وجدوا البرابرة ساقطين على الأرض قتلى .
+ تقلبات الحياة كثيرة و تهديدات الأشرار لا تنتهي يستخدمها إبليس لإزعاجك و إبعادك عن الله , فكن محترساً و أعمل عكس مقصده بأن تسرع إلى الله بالصلاة واثقاً من رعايته فهو قادر أن يحميك من كل الأخطار و يحارب عنك بطرق لا تخطر على بال إنسان .
+ الله يسمح بهذة الضيقات لتخرج كل مشاعر حبك له و تعلن إيمانك به فتختبر قوته العاملة فيك , و عندما تمر الضيقة تكون قد خطوت خطوات جديدة في طريق الحياة الروحية .
+ تعود الصلاة كل يوم و التشفع بالقديسين حتى تسرع إليهم تلقائياً في كل احتياج .
خرج الملك من مدينة روما بجيوشه في سفر بعيد للحرب , فأنتهز البرابرة الفرصة و هجموا على المدينة ليخربوها , و هم قوم شرسون ليس عندهم رحمة , فأجتمع نائب الملك مع رجاله و قرروا إرسال مندوبين إلى الملك ليرسل لهم نجده سريعة .
أما البابا فجمع الكهنة و الشعب في الكنيسة للصلاة و كان عيد القديس مار بقطر , فصلوا القداس الإلهي و طلبوا شفاعة القديس انجدوا مدينتهم و استمروا في الصلاة طوال الليل و كانوا يرددون المزمور التاسع عشر ((( يستجيب لك الرب في يوم شدتك.....))) .
و في الصباح وجدوا فارساً جميل المنظر يقف على باب المدينة يطلب الدخول فلما أدخلوه قال لنائب الملك و البابا ((إن الله أرسل جنوده و طرد البرابرة )) و لما أستفسر البابا عن شخصيته قال له (( ألم تعرفني ؟ ألم تطلبني بالأمس ؟ )) ثم أختفي فعلم أنه مار بقطر و لما فتحوا الأبواب وجدوا البرابرة ساقطين على الأرض قتلى .
+ تقلبات الحياة كثيرة و تهديدات الأشرار لا تنتهي يستخدمها إبليس لإزعاجك و إبعادك عن الله , فكن محترساً و أعمل عكس مقصده بأن تسرع إلى الله بالصلاة واثقاً من رعايته فهو قادر أن يحميك من كل الأخطار و يحارب عنك بطرق لا تخطر على بال إنسان .
+ الله يسمح بهذة الضيقات لتخرج كل مشاعر حبك له و تعلن إيمانك به فتختبر قوته العاملة فيك , و عندما تمر الضيقة تكون قد خطوت خطوات جديدة في طريق الحياة الروحية .
+ تعود الصلاة كل يوم و التشفع بالقديسين حتى تسرع إليهم تلقائياً في كل احتياج .
من وطن المسيح يعود أبناء إسماعيل
في بلاد المسيح ولدت .. فلسطين الحبيبة
نحن ما يطلق علينا عرب الضفة ولدت في أواخرالخمسينات تحت سقف الاحتلال .. عشت في وطن ليس بوطني ولكن من منا يختار ميلاده أو كفنه
عائلتي مكونة من سبعة أولاد و أربع بنات، مات أبى وأنا في الثامنة من عمري .. ليكتمل الحزن في قلبي بميلاد بلا وطن .. وطفل بلا أب وكأن السماء تناصبني العداء .. أظن أن زمان الطفولة هو الذي يشكل اله كل منا
أتخيل أنكم بدأتم تشكلوا معي ملامح الهي. قريتي كانت بجوار القدس .. بجوار( أورشليم) أورشليم ..قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين .. وصالبة المسيح
عندما تولد في القدس تصبح فدائيا قد تم ترويضه، وطفل ليس كأطفال الحجارة الثوريين، ولكن من يقدر أن يسجن الروح والقلب .. لا الزنازين تقدر أن تفعل ذلك .. ولا قوى الاحتلال لذلك كنت أحمل قلب أطفال الحجارة .. روح أطفال الحجارة .. ثورة أطفال الحجارة
رغم إنني لم أر في قريتي مظاهرة واحدة أو أي نوع من انتفاضة، لكن أتذكر وأنا طفل كنت أسبح في خيالي وفي أحلام اليقظة التي كنت أتخيل فيها أنني أحرر فلسطين وكانت أحلام التحرير في خيالي تنتهي دائما باستشهادي
حقا كنت طفلا فلسطينيا بمعنى الكلمة رغم محاولة الاحتلال مسخ الشباب العرب لكي ينسوا جذورهم ووطنهم وبكاء أمهاتهم
وبالفعل أصبح الحزن لنا لغة تعلمناها منذ الطفولة، عاجزون ومحاصرون في كل شيء، في لقمة العيش وفي المسكن وفي المدرسة وفي الشارع، نحن لسنا كأطفال اليهود، التفرقة واضحة في كل شيء وتمييز المحتل واضح لنا وضوح الشمس فشعب يفرق بين يهودي شرقي ويهودي غربي، كيف لا يفرق بينه وبيننا
كل هذه الأشياء كانت تشكلني وتشكل إيماني بالله الذي كان بالنسبة لي الملجأ الأول والأخير، فأنا كنت أصلي وأصوم حتى سن 15 سنة لكن ما النتيجة ؟
ما الذي حدث ؟ هل حدثت معجزة فأصبحنا أحرارا ؟ هل عاد لنا وطننا؟!! هل أقام الهي شهداءنا من القبور ؟!! هل أعاد لنا أفراحنا التي ضاعت وأوقف نزيف دمائنا ؟!! هل أعاد المنفيين إلى أوطانهم. ؟
وهل .. وهل .. وهل .. ملايين من علامات الاستفهام التي تفجرت في داخلي ضد قدرنا الذي حكمت السماء به علينا لماذا الموت والإبادة والنفي والسجن يكون مصيرنا نحن دون باقي الشعوب ؟ هل هذه هي مشيئة السماء ؟!! وكانت الإجابة بداخلي .. نعم
وبالتالي رفضت هذا القدر وهذا المصير وهذا الإله، وعشت أربع سنوات لا أؤمن باله .. كفر صريح يسكن في القلب ويعلنه اللسان والعمل، وبالتالي فقدت حياتي معناها وتلاشت كل القيم والمبادئ في داخلي
وبالفعل ارتكبت كل الخطايا والذنوب، الكبائر منها والصغائر إلى أن حدث شيء كان بداية لتغيير حياتي، وهو تعرفي على آنسة أوروبية اسمها " تينا "كانت موجودة في القدس لمدة سنة، تعارفنا و أصبحنا أصدقاء فهي ليست مثل هؤلاء الأشخاص الذين تقابلهم كل يوم بل على العكس، هي من هذا النوع النادر الوجود الذي إذا تعرفت إليه لا تقدر أن تنساه
إنسان بمعنى الكلمة تشع حيوية وحضورا خاصا . حضور يشعرك انك مهم وانك إنسان متحضر وأن الوقت غالي، نعم هي بالحقيقة المرأة التي معها تشعر أن كل شيء تحول إلى معنى وقيمة في لحظة. تينا تتكلم أربع لغات بطلاقة . وكانت دائماً تقول لا يوجد وجه مقارنة بين ربيع وصيف أوروبا وربيع القدس حيث الحدائق الخلابة والحقول المزهرة
بدأت تينا تشعر بعدم الرضا لأنها بدأت تنجذب لشخص مسلم فهي تعلم بأن عائلتها عائلة محافظة وملتزمة جدا بالديانة المسيحية و لن تقبل أي تطور شرعي لهذه العلاقة
و بدأت تينا تخطط للعودة إلى بلادها وكان هذا بعد عام من بقائها في القدس وقد مر علينا وكأنه يوم . و أنا أيضاً بدأت أخطط للسفر إلى أوروبا وابتهجت تينا لقراري وبالفعل سافرت إليها وكان ذلك في يوليو 1979 وكانت تينا هي مرشدي السياحي
أتذكر تلك الزيارة لعائلتها و كان استقبال العائلة لي دافئا تكلمنا مرة في موضوع أكل لحم الخنزير في أوروبا والدول الغربية. وعندما تكلمت مع تينا بخصوص ذلك الأمر قالت لي ما أذهلني : قالت لي أن الرب يسوع المسيح قال : أن ما ينجس الإنسان ليس هو الطعام أو الشراب و لكن هو ما يخرج من القلب و النيات هو الذي ينجس الإنسان
كانت هذه الزيارة هي بمثابة وضع النقط فوق الحروف بالنسبة لعلاقتنا فنحن بدأنا نشعر أننا لسنا فقط صديقين بل حبيبين وبالفعل قررنا الزواج
بالنسبة لي لم يكن قرار الزواج قرارا عاديا بل سَرب إلي اللبنة الأولى بالإحساس بالمسئولية وفي هذه الفترة التي نزلت فيها القدس لأعد لزواجنا كانت أمي تنتظرني بلهفة فأمي مسلمة متدينة وذات شخصية قوية
قالت لي أنها ترفض ذهابي إلى أوروبا للزواج و لكن يجب على تينا أن تأتي للقدس للزواج ليكون الزواج إسلاميا و على سنة الله و رسوله
و كان هذا هو الشائع في فلسطين - فالمرأة الغربية التي تتزوج من مسلم تصبح مسلمة و ترتدي الحجاب و تتعلم اللغة العربية و القرآن - وفي ذاك الوقت كانت تينا تتوب و تعيد تجديد علاقتها مع إلهها ومخلصها يسوع المسيح ، فأصبحت مسيحية بمعنى الكلمة وبعد ترتيب أموري سافرت إلى أوروبا وتزوجنا . كان زواجنا حقا أهم خطوة وأجمل خطوة اتخذتها في حياتي في ذلك الوقت
لم تكن تينا مسيحية بالمعنى المبتذل أو العقيم المتعارف عليه بين الزوجات المؤمنات المتزوجات رجال غير مؤمنين أو العكس بأن تجلس تعظ لي ليل نهار أو توبخني على أعمالي الشريرة والسلبية من وجهة نظرها أو تشعرني حتى أنى أقل منها في شيء .. لم تكن تينا زوجتي تفعل ذلك على الإطلاق بل كانت زوجة فاضلة من يجدها يتغير ويصير مخلوقا على صورة الله
كانت خاضعة لي وكانت تعرف كيف تتعامل مع رجل شرقي له كلمته ويحترم رجولته إلى أبعد ح، لكن كل هذا أثر في ولكن لم يغيرني بالكامل، فما زلت أعاود أعمالي الشريرة
أسكر وأسهر طول الليل في الحانات و خارج البيت كان كل هذا يجعلني مزاجيا جدا، كم قاست معي تينا ، أشياء تفوق قدرة كل إنسان لكنها بحق امرأة تشابه المسيح وليتني كنت أسكر فقط ، بل تعاطيت كل أنواع المخدرات. كانت سنوات مليئة بالعبودية لإبليس ولكن كان في وسط ذلك الشوك وردة ثابتة لم تتغير محبتها هي زوجتي تينا التي كنت أفتخر بإيمانها وأخلاقها أمام الجميع
خمس سنوات كاملة أعيش في هذا الضياع وكأنني أحضرت للموت وكأني انتحر ببطيء وكانت تينا تصلي وتدعو الله من أجلي لكي يخلصني وينقذني، لم تصمت ولم تجعل الله يصمت وبالفعل استجابت لها السماء
وكان هذا في آخر يوم من سنة 1984، كنت أمشي في الشارع مترنحا بعد ليلة طويلة من السكر، قابلني شخص ودعاني أن اذهب إلى منزله لأشرب معه كوبا من الشاي . كنت ثملا لكني وافقت وذهبت معه ، وجلسنا نتكلم لمدة ساعتين أو أكثر
في الصباح لم أتذكر إلا القليل من الحديث تذكرت انه سألني عن إيماني بالله، وأجبته بنعم أؤمن بالله وبرسله وبأنبيائه موسى وعيسى ومحمد
وقال أنا لا اعرف إلا طريقا واحدا هو الذي يدخل به الإنسان إلى السماء-الجنة- هذا الطريق الوحيد هو إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي به تمت المصالحة بين الإنسان و الله والذي بدونه لن تقدر أن تدخل السماء مهما فعلت من أعمال صالحة أو حسنات، وقال لي اقرأ إنجيل يوحنا
هذا كل ما تذكرته وتذكرت أنني تركته وأنا متضايق جدا منه ولكني أحببت جرأته وصراحته، ودعوته إلى منزلي وأعطيته عنواني وكان ميعادنا التالي يوم الجمعة. وبالفعل بحثت عن إنجيل زوجتي وبدأت اقرأ في إنجيل يوحنا، قرأته أكثر من مرة
كنت أحاول أن أكون مستعدا لنقاش يوم الجمعة الذي قررت فيه أن لا اسكر حتى أناقش وأنا في كامل قواي العقلية، فأتى ومعه شخص أخر اسمه نيلس وبدأ يكلماني عن الله المحب لي ولكل البشر وكيف يهتم الله بكل واحد منا اهتماما خاصا ومتميزا وكيف أنتج و أثمر شر الإنسان وأنانيته كل الآلام الموجودة في الأرض ( أرض السقوط ) ولكن الله غير راض عن شر الإنسان ولا على نتائج هذا الشر، فالله لا يريد لنا المتاعب ولا الآلام التي نجلبها على أنفسنا : ما يزرعه الإنسان إياه يحصد . فالله المحب الحقيقي لا يجرب أحدا بالشرور، بل هو منبع الخير والصلاح والقداسة والرعاية، كنت أصغي لهما بكل كياني .. كياني العطشان واليابس
تعددت جلستي معهم ومع الإنجيل ومع زوجتي، لدرجة أصبح فيها الدين هو مركز اهتماماتي وبحثي بعد سنين من العبث واللا شيء و كانت تينا تريد أن تجعلني أكتشف المسيح ( المسيا ) المنتظر في التوراة لكي تثبت لي أن المسيح هو محور التوراة والإنجيل محور الوحي لأنها كانت تعلم أنني أجيد اللغة العبرية وهي لغة التوراة، و بالفعل بدأت تخرج لي كل النبوات التي تتكلم عن المسيح، التي كادت تقترب من ثلاثمائة نبوة تتكلم عن المسيح وعن ميلاده المعجزي وعن حياته وآلامه وصلبه وموته و قيامته العجيبة
كل هذا اكتشفته أنه موجود قبل المسيح بمئات وآلاف السنين، وهذا الاكتشاف بدأ يزلزل كياني لدرجة أنني اندهشت من اليهود كيف وهم يقرءون التوراة كل يوم لم يؤمنوا بالمسيح ( المسيا المنتظر ) فبالحق الله هو الهادي و ليست القراءة العمياء. و بدأت أكتشف أن المسيح شخصية غير عادية، فهومركز التوراة و مازال اليهود ينتظرونه و نحن المسلمون أيضاً ننتظر المسيح كحاكم عادل و ديان الجميع. والمسيحيون ينتظرون المسيح كإله و كملك من يكون هذا الشخص الذي ينتظره الجميع؟ يهود ومسيحيون ومسلمون؟
إذا كان المسيح بشراً عادياً فأنه بذلك أخذ أكثر مما ينبغي حتى من الأديان الأخرى التي لها أنبياء مثله موسى في التوراة و محمد في الإسلام فبالأولى أن ينتظر اليهود موسى والمسلمون محمد ولكن لم يحدث ذلك بل مازال ينتظر الجميع يسوع المسيح
حتى معجزات المسيح لم تشابه معجزات بقية الأنبياء والسبب هنا ليس كما يقولون أن الاختلاف راجع لاختلاف الرسائل والشعوب المرسل لهم، لكن الاختلاف هو أن المسيح هو النبي الوحيد الذي شابه الله في صفاته وفي قدرته إلى درجة التطابق فكيف يعطي الله نبياً أياً كانت مكانته ورسالته هذا الامتياز أن يكون شريكًا له في صفاته و قدراته و قداسته بل أيضاً في محبته؟
وصل الصراع إلى ذروته بداخلي رغم أني لم أكن مسلما متزمتا بل كنت ملحدا في كثير من الوقت ولكن ما أصعب الدين في الشرق فهو موجود في الجينات وفي دمائنا وعظمنا - فلا يوجد أصعب من أن يغير الإنسان عقيدته التي ولد وتربى ونما فيها
كنت أفكر لو أن الحسنات تذهبن السيئات بحق فأنا أحتاج لعمر فوق عمري لكي أصنع حسنات تزيل وتمسح سيئاتي الكثيرة جداً، لذلك لا خلاص لي بالحسنات أو الأعمال الصالحة فمن يخلصني وينقذني من حياة الذنوب و العبث؟؟؟؟
من يخلصني إذن .. في هذه الفترة بدأ المسيح ينمو بداخلي بشكل لم ألاحظه وأخيراً لم أقوى على الصراع فصرخت إلى الله وقلت له عرفني الحقيقة من هو الدين الصحيح فالأديان السماوية تؤمن أنك واحد ولكن الاختلاف هو هل مازلت بعيداً عنا في السماء السابعة أم أنك تجسدت و صرت قريباً منا ومتحد بنا
قلت له لو كنت يا يسوع المسيح حقا إلهي ومخلصي فغير حياتي وحول هذا القلب الأسود لقلب أبيض من قلب يكره إلى قلب يحب، من قلب نجس و غير طاهر إلى قلب مليء بالقداسة و الطهارة و العفة
وبالفعل بدأت حياتي تتغير بشكل لم أكن أتخيله وبدأت السعادة تملأ كياني بلا مخدرات أو أي نوع من الخمور. وبالفعل بدأت حياتي تتغير فأصبحت لي أهداف واضحة ومبادئ واضحة ومعنى واضح لحياتي وإله مستعد أن اخسر من أجله كل شئ فهو وحده يكفيني. وأخيراً ابتهجت زوجتي لأنها رأت حصاد دموعها وصلواتها والآن أصبح بيتنا كنيسة و عروسا للمسيح وبدأت حياة الخدمة والمعجزات والاختبارات العظيمة ولكن لهذا حديث آخر لمجد يسوع المسيح
نحن ما يطلق علينا عرب الضفة ولدت في أواخرالخمسينات تحت سقف الاحتلال .. عشت في وطن ليس بوطني ولكن من منا يختار ميلاده أو كفنه
عائلتي مكونة من سبعة أولاد و أربع بنات، مات أبى وأنا في الثامنة من عمري .. ليكتمل الحزن في قلبي بميلاد بلا وطن .. وطفل بلا أب وكأن السماء تناصبني العداء .. أظن أن زمان الطفولة هو الذي يشكل اله كل منا
أتخيل أنكم بدأتم تشكلوا معي ملامح الهي. قريتي كانت بجوار القدس .. بجوار( أورشليم) أورشليم ..قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين .. وصالبة المسيح
عندما تولد في القدس تصبح فدائيا قد تم ترويضه، وطفل ليس كأطفال الحجارة الثوريين، ولكن من يقدر أن يسجن الروح والقلب .. لا الزنازين تقدر أن تفعل ذلك .. ولا قوى الاحتلال لذلك كنت أحمل قلب أطفال الحجارة .. روح أطفال الحجارة .. ثورة أطفال الحجارة
رغم إنني لم أر في قريتي مظاهرة واحدة أو أي نوع من انتفاضة، لكن أتذكر وأنا طفل كنت أسبح في خيالي وفي أحلام اليقظة التي كنت أتخيل فيها أنني أحرر فلسطين وكانت أحلام التحرير في خيالي تنتهي دائما باستشهادي
حقا كنت طفلا فلسطينيا بمعنى الكلمة رغم محاولة الاحتلال مسخ الشباب العرب لكي ينسوا جذورهم ووطنهم وبكاء أمهاتهم
وبالفعل أصبح الحزن لنا لغة تعلمناها منذ الطفولة، عاجزون ومحاصرون في كل شيء، في لقمة العيش وفي المسكن وفي المدرسة وفي الشارع، نحن لسنا كأطفال اليهود، التفرقة واضحة في كل شيء وتمييز المحتل واضح لنا وضوح الشمس فشعب يفرق بين يهودي شرقي ويهودي غربي، كيف لا يفرق بينه وبيننا
كل هذه الأشياء كانت تشكلني وتشكل إيماني بالله الذي كان بالنسبة لي الملجأ الأول والأخير، فأنا كنت أصلي وأصوم حتى سن 15 سنة لكن ما النتيجة ؟
ما الذي حدث ؟ هل حدثت معجزة فأصبحنا أحرارا ؟ هل عاد لنا وطننا؟!! هل أقام الهي شهداءنا من القبور ؟!! هل أعاد لنا أفراحنا التي ضاعت وأوقف نزيف دمائنا ؟!! هل أعاد المنفيين إلى أوطانهم. ؟
وهل .. وهل .. وهل .. ملايين من علامات الاستفهام التي تفجرت في داخلي ضد قدرنا الذي حكمت السماء به علينا لماذا الموت والإبادة والنفي والسجن يكون مصيرنا نحن دون باقي الشعوب ؟ هل هذه هي مشيئة السماء ؟!! وكانت الإجابة بداخلي .. نعم
وبالتالي رفضت هذا القدر وهذا المصير وهذا الإله، وعشت أربع سنوات لا أؤمن باله .. كفر صريح يسكن في القلب ويعلنه اللسان والعمل، وبالتالي فقدت حياتي معناها وتلاشت كل القيم والمبادئ في داخلي
وبالفعل ارتكبت كل الخطايا والذنوب، الكبائر منها والصغائر إلى أن حدث شيء كان بداية لتغيير حياتي، وهو تعرفي على آنسة أوروبية اسمها " تينا "كانت موجودة في القدس لمدة سنة، تعارفنا و أصبحنا أصدقاء فهي ليست مثل هؤلاء الأشخاص الذين تقابلهم كل يوم بل على العكس، هي من هذا النوع النادر الوجود الذي إذا تعرفت إليه لا تقدر أن تنساه
إنسان بمعنى الكلمة تشع حيوية وحضورا خاصا . حضور يشعرك انك مهم وانك إنسان متحضر وأن الوقت غالي، نعم هي بالحقيقة المرأة التي معها تشعر أن كل شيء تحول إلى معنى وقيمة في لحظة. تينا تتكلم أربع لغات بطلاقة . وكانت دائماً تقول لا يوجد وجه مقارنة بين ربيع وصيف أوروبا وربيع القدس حيث الحدائق الخلابة والحقول المزهرة
بدأت تينا تشعر بعدم الرضا لأنها بدأت تنجذب لشخص مسلم فهي تعلم بأن عائلتها عائلة محافظة وملتزمة جدا بالديانة المسيحية و لن تقبل أي تطور شرعي لهذه العلاقة
و بدأت تينا تخطط للعودة إلى بلادها وكان هذا بعد عام من بقائها في القدس وقد مر علينا وكأنه يوم . و أنا أيضاً بدأت أخطط للسفر إلى أوروبا وابتهجت تينا لقراري وبالفعل سافرت إليها وكان ذلك في يوليو 1979 وكانت تينا هي مرشدي السياحي
أتذكر تلك الزيارة لعائلتها و كان استقبال العائلة لي دافئا تكلمنا مرة في موضوع أكل لحم الخنزير في أوروبا والدول الغربية. وعندما تكلمت مع تينا بخصوص ذلك الأمر قالت لي ما أذهلني : قالت لي أن الرب يسوع المسيح قال : أن ما ينجس الإنسان ليس هو الطعام أو الشراب و لكن هو ما يخرج من القلب و النيات هو الذي ينجس الإنسان
كانت هذه الزيارة هي بمثابة وضع النقط فوق الحروف بالنسبة لعلاقتنا فنحن بدأنا نشعر أننا لسنا فقط صديقين بل حبيبين وبالفعل قررنا الزواج
بالنسبة لي لم يكن قرار الزواج قرارا عاديا بل سَرب إلي اللبنة الأولى بالإحساس بالمسئولية وفي هذه الفترة التي نزلت فيها القدس لأعد لزواجنا كانت أمي تنتظرني بلهفة فأمي مسلمة متدينة وذات شخصية قوية
قالت لي أنها ترفض ذهابي إلى أوروبا للزواج و لكن يجب على تينا أن تأتي للقدس للزواج ليكون الزواج إسلاميا و على سنة الله و رسوله
و كان هذا هو الشائع في فلسطين - فالمرأة الغربية التي تتزوج من مسلم تصبح مسلمة و ترتدي الحجاب و تتعلم اللغة العربية و القرآن - وفي ذاك الوقت كانت تينا تتوب و تعيد تجديد علاقتها مع إلهها ومخلصها يسوع المسيح ، فأصبحت مسيحية بمعنى الكلمة وبعد ترتيب أموري سافرت إلى أوروبا وتزوجنا . كان زواجنا حقا أهم خطوة وأجمل خطوة اتخذتها في حياتي في ذلك الوقت
لم تكن تينا مسيحية بالمعنى المبتذل أو العقيم المتعارف عليه بين الزوجات المؤمنات المتزوجات رجال غير مؤمنين أو العكس بأن تجلس تعظ لي ليل نهار أو توبخني على أعمالي الشريرة والسلبية من وجهة نظرها أو تشعرني حتى أنى أقل منها في شيء .. لم تكن تينا زوجتي تفعل ذلك على الإطلاق بل كانت زوجة فاضلة من يجدها يتغير ويصير مخلوقا على صورة الله
كانت خاضعة لي وكانت تعرف كيف تتعامل مع رجل شرقي له كلمته ويحترم رجولته إلى أبعد ح، لكن كل هذا أثر في ولكن لم يغيرني بالكامل، فما زلت أعاود أعمالي الشريرة
أسكر وأسهر طول الليل في الحانات و خارج البيت كان كل هذا يجعلني مزاجيا جدا، كم قاست معي تينا ، أشياء تفوق قدرة كل إنسان لكنها بحق امرأة تشابه المسيح وليتني كنت أسكر فقط ، بل تعاطيت كل أنواع المخدرات. كانت سنوات مليئة بالعبودية لإبليس ولكن كان في وسط ذلك الشوك وردة ثابتة لم تتغير محبتها هي زوجتي تينا التي كنت أفتخر بإيمانها وأخلاقها أمام الجميع
خمس سنوات كاملة أعيش في هذا الضياع وكأنني أحضرت للموت وكأني انتحر ببطيء وكانت تينا تصلي وتدعو الله من أجلي لكي يخلصني وينقذني، لم تصمت ولم تجعل الله يصمت وبالفعل استجابت لها السماء
وكان هذا في آخر يوم من سنة 1984، كنت أمشي في الشارع مترنحا بعد ليلة طويلة من السكر، قابلني شخص ودعاني أن اذهب إلى منزله لأشرب معه كوبا من الشاي . كنت ثملا لكني وافقت وذهبت معه ، وجلسنا نتكلم لمدة ساعتين أو أكثر
في الصباح لم أتذكر إلا القليل من الحديث تذكرت انه سألني عن إيماني بالله، وأجبته بنعم أؤمن بالله وبرسله وبأنبيائه موسى وعيسى ومحمد
وقال أنا لا اعرف إلا طريقا واحدا هو الذي يدخل به الإنسان إلى السماء-الجنة- هذا الطريق الوحيد هو إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي به تمت المصالحة بين الإنسان و الله والذي بدونه لن تقدر أن تدخل السماء مهما فعلت من أعمال صالحة أو حسنات، وقال لي اقرأ إنجيل يوحنا
هذا كل ما تذكرته وتذكرت أنني تركته وأنا متضايق جدا منه ولكني أحببت جرأته وصراحته، ودعوته إلى منزلي وأعطيته عنواني وكان ميعادنا التالي يوم الجمعة. وبالفعل بحثت عن إنجيل زوجتي وبدأت اقرأ في إنجيل يوحنا، قرأته أكثر من مرة
كنت أحاول أن أكون مستعدا لنقاش يوم الجمعة الذي قررت فيه أن لا اسكر حتى أناقش وأنا في كامل قواي العقلية، فأتى ومعه شخص أخر اسمه نيلس وبدأ يكلماني عن الله المحب لي ولكل البشر وكيف يهتم الله بكل واحد منا اهتماما خاصا ومتميزا وكيف أنتج و أثمر شر الإنسان وأنانيته كل الآلام الموجودة في الأرض ( أرض السقوط ) ولكن الله غير راض عن شر الإنسان ولا على نتائج هذا الشر، فالله لا يريد لنا المتاعب ولا الآلام التي نجلبها على أنفسنا : ما يزرعه الإنسان إياه يحصد . فالله المحب الحقيقي لا يجرب أحدا بالشرور، بل هو منبع الخير والصلاح والقداسة والرعاية، كنت أصغي لهما بكل كياني .. كياني العطشان واليابس
تعددت جلستي معهم ومع الإنجيل ومع زوجتي، لدرجة أصبح فيها الدين هو مركز اهتماماتي وبحثي بعد سنين من العبث واللا شيء و كانت تينا تريد أن تجعلني أكتشف المسيح ( المسيا ) المنتظر في التوراة لكي تثبت لي أن المسيح هو محور التوراة والإنجيل محور الوحي لأنها كانت تعلم أنني أجيد اللغة العبرية وهي لغة التوراة، و بالفعل بدأت تخرج لي كل النبوات التي تتكلم عن المسيح، التي كادت تقترب من ثلاثمائة نبوة تتكلم عن المسيح وعن ميلاده المعجزي وعن حياته وآلامه وصلبه وموته و قيامته العجيبة
كل هذا اكتشفته أنه موجود قبل المسيح بمئات وآلاف السنين، وهذا الاكتشاف بدأ يزلزل كياني لدرجة أنني اندهشت من اليهود كيف وهم يقرءون التوراة كل يوم لم يؤمنوا بالمسيح ( المسيا المنتظر ) فبالحق الله هو الهادي و ليست القراءة العمياء. و بدأت أكتشف أن المسيح شخصية غير عادية، فهومركز التوراة و مازال اليهود ينتظرونه و نحن المسلمون أيضاً ننتظر المسيح كحاكم عادل و ديان الجميع. والمسيحيون ينتظرون المسيح كإله و كملك من يكون هذا الشخص الذي ينتظره الجميع؟ يهود ومسيحيون ومسلمون؟
إذا كان المسيح بشراً عادياً فأنه بذلك أخذ أكثر مما ينبغي حتى من الأديان الأخرى التي لها أنبياء مثله موسى في التوراة و محمد في الإسلام فبالأولى أن ينتظر اليهود موسى والمسلمون محمد ولكن لم يحدث ذلك بل مازال ينتظر الجميع يسوع المسيح
حتى معجزات المسيح لم تشابه معجزات بقية الأنبياء والسبب هنا ليس كما يقولون أن الاختلاف راجع لاختلاف الرسائل والشعوب المرسل لهم، لكن الاختلاف هو أن المسيح هو النبي الوحيد الذي شابه الله في صفاته وفي قدرته إلى درجة التطابق فكيف يعطي الله نبياً أياً كانت مكانته ورسالته هذا الامتياز أن يكون شريكًا له في صفاته و قدراته و قداسته بل أيضاً في محبته؟
وصل الصراع إلى ذروته بداخلي رغم أني لم أكن مسلما متزمتا بل كنت ملحدا في كثير من الوقت ولكن ما أصعب الدين في الشرق فهو موجود في الجينات وفي دمائنا وعظمنا - فلا يوجد أصعب من أن يغير الإنسان عقيدته التي ولد وتربى ونما فيها
كنت أفكر لو أن الحسنات تذهبن السيئات بحق فأنا أحتاج لعمر فوق عمري لكي أصنع حسنات تزيل وتمسح سيئاتي الكثيرة جداً، لذلك لا خلاص لي بالحسنات أو الأعمال الصالحة فمن يخلصني وينقذني من حياة الذنوب و العبث؟؟؟؟
من يخلصني إذن .. في هذه الفترة بدأ المسيح ينمو بداخلي بشكل لم ألاحظه وأخيراً لم أقوى على الصراع فصرخت إلى الله وقلت له عرفني الحقيقة من هو الدين الصحيح فالأديان السماوية تؤمن أنك واحد ولكن الاختلاف هو هل مازلت بعيداً عنا في السماء السابعة أم أنك تجسدت و صرت قريباً منا ومتحد بنا
قلت له لو كنت يا يسوع المسيح حقا إلهي ومخلصي فغير حياتي وحول هذا القلب الأسود لقلب أبيض من قلب يكره إلى قلب يحب، من قلب نجس و غير طاهر إلى قلب مليء بالقداسة و الطهارة و العفة
وبالفعل بدأت حياتي تتغير بشكل لم أكن أتخيله وبدأت السعادة تملأ كياني بلا مخدرات أو أي نوع من الخمور. وبالفعل بدأت حياتي تتغير فأصبحت لي أهداف واضحة ومبادئ واضحة ومعنى واضح لحياتي وإله مستعد أن اخسر من أجله كل شئ فهو وحده يكفيني. وأخيراً ابتهجت زوجتي لأنها رأت حصاد دموعها وصلواتها والآن أصبح بيتنا كنيسة و عروسا للمسيح وبدأت حياة الخدمة والمعجزات والاختبارات العظيمة ولكن لهذا حديث آخر لمجد يسوع المسيح
مملكتى ليست من هذا العالم
مملكتى ليست من هذا العالم (يو18: 36)
يُحكى أن زمان فى أحد أسواق بيع العبيد كان يتنافس سيدان على عبدة و كان هذا السيدان متناقضان فى كل شىء : أحدهما فظ بشع المنظر قاسى بكل ما تحمله الكلمه من معان و الآخر بهى الطلعه "أجمل من كل بنى البشر" لا يوجد من هو فى رقة مشاعره . كانت المنافسة شديدة على أحد العبيد و لكن السيد الرقيق أستطاع أن يفوز بها و بعد أن أستلم جاريته و معها صك الملكيه ذهبت اليه سريعا فكم تمنت أن يفوز هو بها -بل قُل أن تفوز هى به- و ما ان أستلمها السيد حتى قطّع صك الملكيه و قال لها أنت حرّه يمكنك أن تذهبى بعيداً إذا أردتى لن أجبرك على البقاء معى ...و ما أن فعل هذا حتى أرتمت على قدميه باكية: لا يا سيدى أنت أعطيتنى حريتى و بذات الحريه أختار أن أكون عبدة لك باقى أيام عمرى.. أنت مليكى الرائع و أنا كلى لك
يُحكى أن زمان فى أحد أسواق بيع العبيد كان يتنافس سيدان على عبدة و كان هذا السيدان متناقضان فى كل شىء : أحدهما فظ بشع المنظر قاسى بكل ما تحمله الكلمه من معان و الآخر بهى الطلعه "أجمل من كل بنى البشر" لا يوجد من هو فى رقة مشاعره . كانت المنافسة شديدة على أحد العبيد و لكن السيد الرقيق أستطاع أن يفوز بها و بعد أن أستلم جاريته و معها صك الملكيه ذهبت اليه سريعا فكم تمنت أن يفوز هو بها -بل قُل أن تفوز هى به- و ما ان أستلمها السيد حتى قطّع صك الملكيه و قال لها أنت حرّه يمكنك أن تذهبى بعيداً إذا أردتى لن أجبرك على البقاء معى ...و ما أن فعل هذا حتى أرتمت على قدميه باكية: لا يا سيدى أنت أعطيتنى حريتى و بذات الحريه أختار أن أكون عبدة لك باقى أيام عمرى.. أنت مليكى الرائع و أنا كلى لك
أنت مالك عمرى أنت سيد قلبى
أنت وحدك ربى و كل حبى ليك
1- سد يا يسوع في حياتي نفسي معاك مرتاحة
فيك بلاقي نجاتي وفي حضنك ألاقي الراحة
2- ليك باقدم عمري باهدي اليك أيامي
وحدك مالك أمري وانت سر سلامي
3- غالي يا رب علىّ غالي عملك فيّ
حبك مالي كياني كنزي وكل ماليّ
لقد أعلنها لنا صراحة أن مملكته ليست من هذا العالم بل هى مملكه روحانيه ساميه .. فهل أنت أحد رعايا هذه المملكه؟؟ هل تحمل على جبينك ختم الملكيه؟؟
مكتوب على قلبى و جبينى ممنوع كيان ييجى يخطّى
و لا إسم يعلى فى ايمانى على اسم سيدى و دا خطّى
زى ما وضحت لنا القصه الرمزيه السابقه - بل دعونى أقول الحقيقه أنها قصتى أنا شخصيا و قصة كل من تقابل معه الرب مقابله غيّرت مجرى حياته- الرب بيملك علشان يحرر من كل قيد مقيّدنا و شاددنا للأرضيات ، من كل قيد رابطنا بعادات سيئه أصبحت من كتر تكرارها أموراً عاديه لا تستوقفنا
سيدى أسألك اليوم تصحيحا لأى مفاهيم مغلوطه تخص مُلكك على القلوب و أسألك أيضا أن تفضح كل أكاذيب ابليس : يا حبايب يسوع .. عندما يملك الرب على النفوس لن يقيد حريتها ، لن يملك ليذل أو يستعبد بل ابليس هو اللى بيعمل كده ، ثم دعونى أوضح أننا فعليا ملك الرب لأنه أشترانا و دفع فينا ثمن غالى قوى ، ثمن تحريرنا كان دمه الثمين دفعه لإبليس ..و مع ذلك الهنا العظيم يحترم جدا حرية الإراده التى أعطانا اياها و لا يقتحم حياتنا بالعافيه بل هو واقف يقرع على أبواب قلوبنا منتظراً من يفتح له (رؤ3:20) و يقول له: ادخل يا مليكى ..سامحنى انى تركتك كل هذا الزمن تقرع و تتود الىّ .. انى أحبك .. أنا ملكك مهما قلت لى هأعمله ، كل طلبتى هو رضاك ، من اللحظه دى أنا بتاعك "اجعلنى كخاتم على ساعدك كخاتم على قلبك" (نش8: 6 )
حاله تسود على قلبى العابد سيدى
لما بتأسرنـى بمراحمــك سيـدى
و ما أقولها لمخلوق ع الأرض سيدى
تاج راسى و عزّى ان يسوع دا سيدى
سيدى أصرخ اليك اليوم مع موسى النبى "اتخذنا مُلكاً لك" (خر34: 9) و أعلن أنك ملكى و سيدى .. أعلم سيدى أن كل من لا يسمح لك بأن تملك عليه بالحب الآن ، من لم يختبر الملكوت الروحى هنا فى الأرض "ها ملكوت الله داخلكم" (لو17: 21) و يذوقه و هو لم يزل فى الجسد بعد أعلم أنه لن يدخل الملكوت الفعلى السماوى الذى أعده الله الآب لمحبى أسمه القدوس ..أفتكروا يا أحباء يسوع المثل الذى قاله الرب عما سيحدث فى مجيئه الثانى من عقاب لأولئك الذين رفضوا أن يملّكوه على حياتهم "أما أعداءى أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فآتوا بهم الى هنا و أذبحوهم قدامى" (لو19: 27)
2007-09-27
قتلت إبنى
فتح أحد الروس باب بيته ليجد أمامه ضيفًا تظهر عليه علامات الغني العظيم.
وقف الضيف قليلاً يتفرس في صاحب البيت، لكن صاحب البيت كان يتطلع إليه في جمود. أخيرًا لم يحتمل الضيف التأخير بل سقط على عنق صاحب المنزل وهو يقول له: "ألا تعرفني؟! أنا صديق الطفولة فلان!"
لم يصدق الرجل نفسه، فسأله: "أين ذهبت طوال هذه السنوات"؟
أجاب الضيف: "لقد هاجرت إلى بلادٍ بعيدة، وأنجح الرب طريقي فإغتنيت جدًا، وقد جئت إليك لكي تهيئ لي الطريق للإلتقاء بوالديّ".
جلس الإثنان معًا وإستدعيا الأصدقاء القدامى، وإستقر الرأي فيما بينهم على أن يتوجه إلى بيت أبيه متنكرًا ويبيت كضيفٍ غريبٍ، وفي الصباح يأتي الأصدقاء ومعهم فرقة موسيقى، ويقيمون حفل تعارف بين الإبن ووالديه.
طرق الابن باب والديه، ففتحا له وقبلاه ضيفًا، ودفع لهما بسخاء من أجل مبيته وطعامه. لم يعرف الشيخان أنه إبنهما بل ظنّاه سائحًا غنيًّا، خاصة لمّا أبصرا جرابه مملوء مالاً.
إتفق الرجل وزوجته على قتل الضيف والأستيلاء على أمواله. وفي نصف الليل أخذت السيدة العجوز مصباحًا ضئيل النور وتقدمت مع زوجها، ودخلا غرفة الضيف وكان نائمًا، وعلى وجهه إبتسامة عذبة، غالبًا ما كان يحلم باللقاء مع والديه والتعارف عليهما في وجود أصدقائه وفرقة الموسيقى.
رقَّ قلب الرجل لكن الزوجة سألته أن يُعجِّل. فضرب بالسكين ضربة قوية قضت على حياة الإبن. وإنشغل الاثنان في إخفاء الجريمة.
في الصباح أتى أصدقاء الابن وسألوا عن الضيف، فأنكرت السيدة، وتشددت في الإنكار. أخيرًا قال لها أحدهم: "ويحكِ أيتها العجوز، إن ضيف الأمس هو ابنك الوحيد عاد من بلاد الغربة وإتفق معنا أن نوقظه لتتعرفا عليه".
إذ سمع الوالدان هذه الكلمات وقعا على الأرض، وكان كل منهما يصرخ: "لقد قتلت إبنى!"
كم مرة تأتي إليّ يا رئيس الحياة، وفي غباوتي وقسوة قلبي أقتلك (أع15:3).
كل كلمة جارحة تصدر مني، هي قتل لكَ يا أيها الرقيق في حبك!
وقف الضيف قليلاً يتفرس في صاحب البيت، لكن صاحب البيت كان يتطلع إليه في جمود. أخيرًا لم يحتمل الضيف التأخير بل سقط على عنق صاحب المنزل وهو يقول له: "ألا تعرفني؟! أنا صديق الطفولة فلان!"
لم يصدق الرجل نفسه، فسأله: "أين ذهبت طوال هذه السنوات"؟
أجاب الضيف: "لقد هاجرت إلى بلادٍ بعيدة، وأنجح الرب طريقي فإغتنيت جدًا، وقد جئت إليك لكي تهيئ لي الطريق للإلتقاء بوالديّ".
جلس الإثنان معًا وإستدعيا الأصدقاء القدامى، وإستقر الرأي فيما بينهم على أن يتوجه إلى بيت أبيه متنكرًا ويبيت كضيفٍ غريبٍ، وفي الصباح يأتي الأصدقاء ومعهم فرقة موسيقى، ويقيمون حفل تعارف بين الإبن ووالديه.
طرق الابن باب والديه، ففتحا له وقبلاه ضيفًا، ودفع لهما بسخاء من أجل مبيته وطعامه. لم يعرف الشيخان أنه إبنهما بل ظنّاه سائحًا غنيًّا، خاصة لمّا أبصرا جرابه مملوء مالاً.
إتفق الرجل وزوجته على قتل الضيف والأستيلاء على أمواله. وفي نصف الليل أخذت السيدة العجوز مصباحًا ضئيل النور وتقدمت مع زوجها، ودخلا غرفة الضيف وكان نائمًا، وعلى وجهه إبتسامة عذبة، غالبًا ما كان يحلم باللقاء مع والديه والتعارف عليهما في وجود أصدقائه وفرقة الموسيقى.
رقَّ قلب الرجل لكن الزوجة سألته أن يُعجِّل. فضرب بالسكين ضربة قوية قضت على حياة الإبن. وإنشغل الاثنان في إخفاء الجريمة.
في الصباح أتى أصدقاء الابن وسألوا عن الضيف، فأنكرت السيدة، وتشددت في الإنكار. أخيرًا قال لها أحدهم: "ويحكِ أيتها العجوز، إن ضيف الأمس هو ابنك الوحيد عاد من بلاد الغربة وإتفق معنا أن نوقظه لتتعرفا عليه".
إذ سمع الوالدان هذه الكلمات وقعا على الأرض، وكان كل منهما يصرخ: "لقد قتلت إبنى!"
كم مرة تأتي إليّ يا رئيس الحياة، وفي غباوتي وقسوة قلبي أقتلك (أع15:3).
كل كلمة جارحة تصدر مني، هي قتل لكَ يا أيها الرقيق في حبك!
القلب الكبير
إن الإنسان الضيق القلب يتأثر بسرعة، ويتضايق بسرعة، ويندفع فى الانتقام لنفسه. أما صاحب القلب الكبير، فإنه واسع الصدر، يحتضن فى داخله جميع المسيئين مع إساءاتهم. فلا تتعبه أخطاء الغير، ولا يقابل الإساءة بالإساءة. إنما تذوب جميع الإساءات فى خضم محبته، وفى لجة إحتماله...
القلب الكبير أقوى من الشر. فالخير الذى فيه أقوى من الشر الذى يحاربه. فهو دائم الحب – مهما حدث – ودائم السلام يشبه الصخرة التى تلطمها الرياح وهى ثابتة لا تتزعزع. ويرى أن الخطاة عبارة عن أشخاص ضعفاء قد غلبهم الشر الذى يحاربهم. فهم يحتاجون الى من يأخذ بأيديهم، وينقذهم مما هم فيه...
** فهو يعلم علم اليقين أن المسئ، إنما يسئ الى نفسه قبل أن يسئ الى غيره. وإذ هو يسئ الى مستواه الروحى، وإلى نقاوة قلبه، وإلى سمعته، وإلى مصيره الأبدى. وفى نفس الوقت لا يستطيع أن يضر غيره ضرراً حقيقياً... فالذى يشتم غيره مثلاً، إنما يعلن نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم فى شئ. ويبقى المشتوم فى مستواه العالى، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم. بل تدل على خطأ مقترفها. والذى أصابته الإهانة – فإن كان قلبه كبيراً – نراه لا يتأثر. بل يأخذ موقف المتفرج وليس موقف المنفعل..! وفى أعماق نفسه يشفق على المخطئ!.
** وهنا تتضح أمامنا درجات روحية فى مواجهة الإساءة: وهى إحتمال الإساءة، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، والعطف على المسئ وإنقاذه مما هو فيه، كما يشفق الطبيب على مريض ويعمل على علاجه مهما ساءت حالته.. ففى أية درجة من هذه الدرجات، تضع نفسك أيها القارئ العزيز؟.
** كل انسان يستطيع أن يحب من يحبه، ويحترم من يحترمه، ويكرم من يكرمه. كل هذا سهل لا يحتاج الى مجهود. ولكن نبيل هو الإنسان الذى يقابل الإساءة بالإحسان. ويحب المسئ لكى ينقذه من طباعه الميالة الى الإساءة.
** هنا – بدون شك – تكون المحبة بلا مقابل. أى أن هذا الانسان النبيل لم يأخذ محبة فى مقابل محبته. وإذ لم يأخذ أجراً على الأرض، يكون أجره محفوظاً فى السماء..
إن القلب الكبير ليس تاجراً، يعطى حباً لمن يقدّم له حباً! أو يعمل خيراً مع الذى ينقذه شكراً!! بل هو يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. إنه يعمل الخير، لأن هذه هى طبيعته. فهو يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذى لا يستحقه أيضاً، مع المحب ومع المسئ، مع الصديق ومع العدو... مثل الشمس التى تشرق على الأبرار والأشرار، ومثل السماء التى تمطر على الصالحين والطالحين.. وهذا أيضاً درس نتعلمه من الله تبارك اسمه، الذى يحسن الينا ونحن خطاة نكسر وصاياه!.
** وهكذا نرى أن القلب الكبير لا يعامل الناس كما يعاملونه. وإنما يعاملهم حب سموه وحب نبل. وهو لا يتغير فى سموه وفى نبله طبقاً لتصرفات الناس حياله. فهو لا يرد على الإساءة بإساءة. لأنه لا يقبل أن تصدر عنه إساءة نحو أحد، حتى لو كان ذلك فى مجال الرد عليه..
أما ضعاف القلوب، فإنهم يتأثرون بتصرفات الناس، ويتغيرون تبعاً لها...
***
** كذلك فإن القلب الكبير يعيش على الدوام فى سلام داخلى، يملك عليه الهدوء. وكل ضيقات العالم لا تزعجه. إنه يستمد سلامه من داخل نفسه، وليس من الظروف المحيطة به...
حقاً، إنه ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على أسباب خارجية: إن اضطربت الأحوال، يضطرب معها، وإن هدأت يهدأ. فسبب خارجى يجعله يثور، وسبب آخر يجعله يفرح! سبب يبكيه وسبب يبهجه. ويكون فى هذا كما قال الشاعر:
كريشة فى مهب الريح طائرة لا تستقر على حالِِ من القلقِ
** إن صاحب القلب الكبير يجعل الظروف الخارجية تخضع لمشاعره ولقوة صلابته، ولحسن تحكمه فى انفعالاته. ولا يخضع هو لها...
إن حدث حادث معين، يتناوله فى هدوء. يفحصه بفكر مستقر، ويبحث عن حلّ له. كل ذلك وهو متمالك لأعصابه، متحكم فى انفعالاته. وبهذا ينتصر، ويكون أقوى من الأحداث، ويحتفظ بسلامه الداخلى... ذلك لأن قلبه أقوى من الظروف، وأكبر من الأحداث.
** لذلك أيها القارئ العزيز، ليكن قلبك كبيراً، وصدرك رحباً. وقل لنفسك فى ثقة: لا يليق بى أن أضعف، أو أن تنهار معنوياتى أمام الأخبار المثيرة، أو أمام الضغطات الخارجية، مهما حدث. سأحاول انى لا أنفعل. وإن انفعلت، ساحاول أن أسيطر على أنفعالاتى... وبنعمة الله سوف أصمد الى أن تمر العاصفة...
** لا تفكر فى الضيقة التى أصابتك، ولا فى أضرارها ومتاعبها. بل فكّر فى إيجاد حلّ لها. إن كثرة التفكير فى الضيقة هى التى تحطم الأعصاب وتتعب النفس. وأحياناً يكون التفكير فى الضيقة أشد إيلاماً من الضيقة ذاتها. أما التفكير فى الحل فهو الذى يُوجد سلاماً...
** ضع فى نفسك أن كل ضيقة لها حلّ، ولها مدى زمنى تنتهى فيه. فإن وصلت الى حلّ سوف تستريح. وإن لم تصل، ثق بروح الإيمان إن الله عنده حلول كثيرة، وإنه سوف يعينك ويحل اشكالاتك... وتذكّر ضيقات سابقة قد حلّها الله ومرت بسلام... واحذرمن أن يوقعك الشيطان فى اليأس، وأن يصّور لك الأمر معقداً لا حل له. فإن الانسان المؤمن لا ييأس. والذى يستسلم لليأس قد يتصرف تصرفاً خاطئاً ربما يكون أكثر ضرراً من المشكلة نفسها...
** إن القلب الكبير لا يستسلم للضيقات. بل قد لا يشعر بالضيقة، لأنها لم تضايقه. وأتذكر أننى قلت من قبل إن الضيقة سُميت ضيقة، لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها. ولو كان القلب متسعاً، ما شعر أنها ضيقة، وما تضايق منها. الضيق اذن فى قلوبنا وليس فى العوامل الخارجية: فإن تعكرنا نحن من الداخل، تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة. وإن تعبنا فى الداخل، تبدو الأمور متعبة! أليس حقاً أن أمراً من الأمور قد يضايق انساناً ما، وفى نفس الوقت لا يتضايق منه انسان آخر، وهو نفس الأمر؟!.
** ليس المهم اذن فى نوع الأحداث التى تحدث لنا، بل المهم بالأكثر هو الطريقة التى نتقبل بها الأحداث ونتصرف معها...
القلب الكبير يصمد فى قوة أمام الإشكالات فيزداد قوة. أما الضعيف فينهار أمامها ويزداد ضعفاً. والإشكالات هى نفس الإشكالات! فإن أحاطت بك المتاعب من الخارج، احرص انها لا تدخل مطلقاً الى داخل نفسك. فالمياه تحيط بالسفينة من الخارج فلا تؤذيها. أما إن زحفت الى داخل السفينة بسبب ثقب فيها، حينئذ يكون الخطر! فاحذر جداً من أن يوجد ثقب فى نفسيتك، تدخل منه المياه الى قلبك، فيتعب..
واعلم أن جميع التجارب والضيقات والمشاكل تؤول الى الخير، اذا امكننا الاستفادة منها.
القلب الكبير أقوى من الشر. فالخير الذى فيه أقوى من الشر الذى يحاربه. فهو دائم الحب – مهما حدث – ودائم السلام يشبه الصخرة التى تلطمها الرياح وهى ثابتة لا تتزعزع. ويرى أن الخطاة عبارة عن أشخاص ضعفاء قد غلبهم الشر الذى يحاربهم. فهم يحتاجون الى من يأخذ بأيديهم، وينقذهم مما هم فيه...
** فهو يعلم علم اليقين أن المسئ، إنما يسئ الى نفسه قبل أن يسئ الى غيره. وإذ هو يسئ الى مستواه الروحى، وإلى نقاوة قلبه، وإلى سمعته، وإلى مصيره الأبدى. وفى نفس الوقت لا يستطيع أن يضر غيره ضرراً حقيقياً... فالذى يشتم غيره مثلاً، إنما يعلن نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم فى شئ. ويبقى المشتوم فى مستواه العالى، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم. بل تدل على خطأ مقترفها. والذى أصابته الإهانة – فإن كان قلبه كبيراً – نراه لا يتأثر. بل يأخذ موقف المتفرج وليس موقف المنفعل..! وفى أعماق نفسه يشفق على المخطئ!.
** وهنا تتضح أمامنا درجات روحية فى مواجهة الإساءة: وهى إحتمال الإساءة، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، والعطف على المسئ وإنقاذه مما هو فيه، كما يشفق الطبيب على مريض ويعمل على علاجه مهما ساءت حالته.. ففى أية درجة من هذه الدرجات، تضع نفسك أيها القارئ العزيز؟.
** كل انسان يستطيع أن يحب من يحبه، ويحترم من يحترمه، ويكرم من يكرمه. كل هذا سهل لا يحتاج الى مجهود. ولكن نبيل هو الإنسان الذى يقابل الإساءة بالإحسان. ويحب المسئ لكى ينقذه من طباعه الميالة الى الإساءة.
** هنا – بدون شك – تكون المحبة بلا مقابل. أى أن هذا الانسان النبيل لم يأخذ محبة فى مقابل محبته. وإذ لم يأخذ أجراً على الأرض، يكون أجره محفوظاً فى السماء..
إن القلب الكبير ليس تاجراً، يعطى حباً لمن يقدّم له حباً! أو يعمل خيراً مع الذى ينقذه شكراً!! بل هو يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. إنه يعمل الخير، لأن هذه هى طبيعته. فهو يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذى لا يستحقه أيضاً، مع المحب ومع المسئ، مع الصديق ومع العدو... مثل الشمس التى تشرق على الأبرار والأشرار، ومثل السماء التى تمطر على الصالحين والطالحين.. وهذا أيضاً درس نتعلمه من الله تبارك اسمه، الذى يحسن الينا ونحن خطاة نكسر وصاياه!.
** وهكذا نرى أن القلب الكبير لا يعامل الناس كما يعاملونه. وإنما يعاملهم حب سموه وحب نبل. وهو لا يتغير فى سموه وفى نبله طبقاً لتصرفات الناس حياله. فهو لا يرد على الإساءة بإساءة. لأنه لا يقبل أن تصدر عنه إساءة نحو أحد، حتى لو كان ذلك فى مجال الرد عليه..
أما ضعاف القلوب، فإنهم يتأثرون بتصرفات الناس، ويتغيرون تبعاً لها...
***
** كذلك فإن القلب الكبير يعيش على الدوام فى سلام داخلى، يملك عليه الهدوء. وكل ضيقات العالم لا تزعجه. إنه يستمد سلامه من داخل نفسه، وليس من الظروف المحيطة به...
حقاً، إنه ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على أسباب خارجية: إن اضطربت الأحوال، يضطرب معها، وإن هدأت يهدأ. فسبب خارجى يجعله يثور، وسبب آخر يجعله يفرح! سبب يبكيه وسبب يبهجه. ويكون فى هذا كما قال الشاعر:
كريشة فى مهب الريح طائرة لا تستقر على حالِِ من القلقِ
** إن صاحب القلب الكبير يجعل الظروف الخارجية تخضع لمشاعره ولقوة صلابته، ولحسن تحكمه فى انفعالاته. ولا يخضع هو لها...
إن حدث حادث معين، يتناوله فى هدوء. يفحصه بفكر مستقر، ويبحث عن حلّ له. كل ذلك وهو متمالك لأعصابه، متحكم فى انفعالاته. وبهذا ينتصر، ويكون أقوى من الأحداث، ويحتفظ بسلامه الداخلى... ذلك لأن قلبه أقوى من الظروف، وأكبر من الأحداث.
** لذلك أيها القارئ العزيز، ليكن قلبك كبيراً، وصدرك رحباً. وقل لنفسك فى ثقة: لا يليق بى أن أضعف، أو أن تنهار معنوياتى أمام الأخبار المثيرة، أو أمام الضغطات الخارجية، مهما حدث. سأحاول انى لا أنفعل. وإن انفعلت، ساحاول أن أسيطر على أنفعالاتى... وبنعمة الله سوف أصمد الى أن تمر العاصفة...
** لا تفكر فى الضيقة التى أصابتك، ولا فى أضرارها ومتاعبها. بل فكّر فى إيجاد حلّ لها. إن كثرة التفكير فى الضيقة هى التى تحطم الأعصاب وتتعب النفس. وأحياناً يكون التفكير فى الضيقة أشد إيلاماً من الضيقة ذاتها. أما التفكير فى الحل فهو الذى يُوجد سلاماً...
** ضع فى نفسك أن كل ضيقة لها حلّ، ولها مدى زمنى تنتهى فيه. فإن وصلت الى حلّ سوف تستريح. وإن لم تصل، ثق بروح الإيمان إن الله عنده حلول كثيرة، وإنه سوف يعينك ويحل اشكالاتك... وتذكّر ضيقات سابقة قد حلّها الله ومرت بسلام... واحذرمن أن يوقعك الشيطان فى اليأس، وأن يصّور لك الأمر معقداً لا حل له. فإن الانسان المؤمن لا ييأس. والذى يستسلم لليأس قد يتصرف تصرفاً خاطئاً ربما يكون أكثر ضرراً من المشكلة نفسها...
** إن القلب الكبير لا يستسلم للضيقات. بل قد لا يشعر بالضيقة، لأنها لم تضايقه. وأتذكر أننى قلت من قبل إن الضيقة سُميت ضيقة، لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها. ولو كان القلب متسعاً، ما شعر أنها ضيقة، وما تضايق منها. الضيق اذن فى قلوبنا وليس فى العوامل الخارجية: فإن تعكرنا نحن من الداخل، تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة. وإن تعبنا فى الداخل، تبدو الأمور متعبة! أليس حقاً أن أمراً من الأمور قد يضايق انساناً ما، وفى نفس الوقت لا يتضايق منه انسان آخر، وهو نفس الأمر؟!.
** ليس المهم اذن فى نوع الأحداث التى تحدث لنا، بل المهم بالأكثر هو الطريقة التى نتقبل بها الأحداث ونتصرف معها...
القلب الكبير يصمد فى قوة أمام الإشكالات فيزداد قوة. أما الضعيف فينهار أمامها ويزداد ضعفاً. والإشكالات هى نفس الإشكالات! فإن أحاطت بك المتاعب من الخارج، احرص انها لا تدخل مطلقاً الى داخل نفسك. فالمياه تحيط بالسفينة من الخارج فلا تؤذيها. أما إن زحفت الى داخل السفينة بسبب ثقب فيها، حينئذ يكون الخطر! فاحذر جداً من أن يوجد ثقب فى نفسيتك، تدخل منه المياه الى قلبك، فيتعب..
واعلم أن جميع التجارب والضيقات والمشاكل تؤول الى الخير، اذا امكننا الاستفادة منها.
باب مغلق ، ونافذة مفتوحة
هذه قصة حية من قصص الايمان يرويها لنا الأصحاح الثانى من سفر يشوع .. والقصة عن رجلين أرسلهما يشوع بن نون لكى يتجسسا مدينة أريحا ..
ويشوع كما نعلم هو ذلك القائد الذى اختاره الله ليقود شعبه فى المعارك العظيمة لامتلاك أرض الموعد .. كنعان ..
أما أريحا فهى الموقعة الأولى والأهم .. إنها أقوى كل مدن كنعان ، ولقد عرفت بأسوارها المنيعة الشامخة ..
لقد أرسل إليها يشوع بهذين الرجلين ليتجسساها ، بغية أن يعودا إليه بتقرير واف عن استحكاماتها ، ومواطن القوة والضعف بها ..
لاشك كان لهما من الايمان بحماية الله ما جعلهما يطيعان يشوع ويذهبان إلى أريحا فى هذه المغامرة ..
ولكن الوحى لم يركز الحديث عن أيمانهما ، بل تحدث فى قصتهما عن إيمان امرأة .. تحدث الوحى لنا عن إيمانها ليعلمنا دروسا ثمينة ..
لقد قابلتهما امرأة ، وماذا ؟ لقد رحبت بهما وقبلتهما فى بيتها "بسلام " و "ترحاب " ..
سلام من امرأة فى مدينة الأعداء !!
نعم ، بل أغرب من هذا ، عندما نما خبر هذين الرجلين إلى علم ملك أريحا ، وأنهما دخلا إلى بيت هذه المرأة ، أسرعت وخبأتهما فوق سطح بيتها ووارتهما بين عيدان الكتان من أجل أن تنقذهما من الموت ..
لماذا فعلت كل هذا ؟
لماذا أقدمت على هذه المغامرة التى كانت من الممكن أن تؤدى بحياتها ؟ !
يقدم لنا الرسول بولس الاجابة فى كلمة واحدة إنه الايمان .. الايمان جعلها تغامر بحياتها من أجل هذين الرجلين .. يقول الرسول بولس " بالايمان راحاب الزانية .. قبلت الجاسوسين بسلام (بترحاب ) (1) " (عب 31:11) ..
والآن انظر معى ..
إن اسمها راحاب وهو يعنى "مكان متسع a board place " (2)
أما شهرتها فكانت "الزانية " ، فهكذا كانت تعرف بين أهلها وقاطنى مدينتها .
يالغنى نعمة الله !! كلمة "الايمان " العظيمة يصف بها الوحى امرأة عاهرة ، من مدينة هبط شعبها إلى أدنى مستوى فى الرذيلة ، لقد أطلق الوحى عليهم لقب "عصاة " (عب 31:11) ..
يالغنى النعمة !! واحدة من أسوأ النساء فى أسوأ مدينة ، ها هى تمتلك أعظم عطايا الله للانسان ، الايمان .. بل ويتخذها الوحى مثالا حيا لكى يحتذى به كل من يرغب فى أن يحيا مثلها بالايمان ..
يالغنى النعمة ، "التى تفاضلت جدا " (1تى 14:1) ، التى فاقت كل توقع !! نعمة تتسع لكل إنسان .. تريد أن تتعامل معه مهما كان ابتعاده وانغماسه فى الشرور ، ومهما بلغ تمرده السابق على الله ..
نعمة تتسع لكل شرير وفاجر ، ولكل نفس كنفس راحاب يزدرى بها المجتمع لاثمها الفاضح (لاحظ أن اسم راحاب يعنى مكانا متسعا) ..
نعمة غنية تتسع للجميع .. وبكل تأكيد لك أنت أيضا أيها القارئ ، هى تريد أن تعمل فى حياتك ، فهل تسمح لها ؟
أيها الحبيب
هل تعلم أن إلهك هو "إله كل نعمة " ( 1بط 10:5) ؟
هل تعلم كم يحبك ؟ هل فكرت من قبل فى هذا الأمر بعمق ؟ إننى أدعوك أن تفكر فيه الآن ..
هو يحبك .. يحبك بلا حدود .. يحبك برغم كل شئ .. يحبك برغم كل ما فعلت .. هو يحبك كل الحب .. أيا كانت شرورك .. أيا كانت نجاساتك .. ربما تكون قد صرت مثل راحاب معروفا بين الناس بخطاياك .. ثق .. ثق أن نعمته الغنية تتسع لك ، وهى تشاء أن تنشلك من المزبلة ، وأن ترفعك لتجلسك كل كرسى المجد (1صم 8:2) ..
هل تعلم أنه أعد مكانا خصيصا لك ، لراحتك الكاملة .. هناك فوق الجلجثة ، عند الصليب .. أعد لك هذا المكان ..
تعال ، تعال سريعا إلى هناك .. سترى الدم الثمين .. دم الرب يسوع ، ستراه يعلن لك كم أنت محبوب .. كم أنت محبوب بلا حدود !! لقد تحمل الرب يسوع بدلا منك كل عقاب أثامك ..
لقد مات لكى لا تموت أنت ..
لقد حمل أوجاعك وأحزانك ، ليريحك منها ويعطيك بدلا منها راحة وسلاما ..
تعال ، تعال إليه .. تعال ، ارتمى عند قدميه .. تعال ، لكى تبدأ حياة مختلفة .. لتذوق الحب الالهى العجيب ..
بكل تأكيد ، لن تكون كما كنت من قبل .. سيغيرك تماما .. تماما ..
ويشوع كما نعلم هو ذلك القائد الذى اختاره الله ليقود شعبه فى المعارك العظيمة لامتلاك أرض الموعد .. كنعان ..
أما أريحا فهى الموقعة الأولى والأهم .. إنها أقوى كل مدن كنعان ، ولقد عرفت بأسوارها المنيعة الشامخة ..
لقد أرسل إليها يشوع بهذين الرجلين ليتجسساها ، بغية أن يعودا إليه بتقرير واف عن استحكاماتها ، ومواطن القوة والضعف بها ..
لاشك كان لهما من الايمان بحماية الله ما جعلهما يطيعان يشوع ويذهبان إلى أريحا فى هذه المغامرة ..
ولكن الوحى لم يركز الحديث عن أيمانهما ، بل تحدث فى قصتهما عن إيمان امرأة .. تحدث الوحى لنا عن إيمانها ليعلمنا دروسا ثمينة ..
لقد قابلتهما امرأة ، وماذا ؟ لقد رحبت بهما وقبلتهما فى بيتها "بسلام " و "ترحاب " ..
سلام من امرأة فى مدينة الأعداء !!
نعم ، بل أغرب من هذا ، عندما نما خبر هذين الرجلين إلى علم ملك أريحا ، وأنهما دخلا إلى بيت هذه المرأة ، أسرعت وخبأتهما فوق سطح بيتها ووارتهما بين عيدان الكتان من أجل أن تنقذهما من الموت ..
لماذا فعلت كل هذا ؟
لماذا أقدمت على هذه المغامرة التى كانت من الممكن أن تؤدى بحياتها ؟ !
يقدم لنا الرسول بولس الاجابة فى كلمة واحدة إنه الايمان .. الايمان جعلها تغامر بحياتها من أجل هذين الرجلين .. يقول الرسول بولس " بالايمان راحاب الزانية .. قبلت الجاسوسين بسلام (بترحاب ) (1) " (عب 31:11) ..
والآن انظر معى ..
إن اسمها راحاب وهو يعنى "مكان متسع a board place " (2)
أما شهرتها فكانت "الزانية " ، فهكذا كانت تعرف بين أهلها وقاطنى مدينتها .
يالغنى نعمة الله !! كلمة "الايمان " العظيمة يصف بها الوحى امرأة عاهرة ، من مدينة هبط شعبها إلى أدنى مستوى فى الرذيلة ، لقد أطلق الوحى عليهم لقب "عصاة " (عب 31:11) ..
يالغنى النعمة !! واحدة من أسوأ النساء فى أسوأ مدينة ، ها هى تمتلك أعظم عطايا الله للانسان ، الايمان .. بل ويتخذها الوحى مثالا حيا لكى يحتذى به كل من يرغب فى أن يحيا مثلها بالايمان ..
يالغنى النعمة ، "التى تفاضلت جدا " (1تى 14:1) ، التى فاقت كل توقع !! نعمة تتسع لكل إنسان .. تريد أن تتعامل معه مهما كان ابتعاده وانغماسه فى الشرور ، ومهما بلغ تمرده السابق على الله ..
نعمة تتسع لكل شرير وفاجر ، ولكل نفس كنفس راحاب يزدرى بها المجتمع لاثمها الفاضح (لاحظ أن اسم راحاب يعنى مكانا متسعا) ..
نعمة غنية تتسع للجميع .. وبكل تأكيد لك أنت أيضا أيها القارئ ، هى تريد أن تعمل فى حياتك ، فهل تسمح لها ؟
أيها الحبيب
هل تعلم أن إلهك هو "إله كل نعمة " ( 1بط 10:5) ؟
هل تعلم كم يحبك ؟ هل فكرت من قبل فى هذا الأمر بعمق ؟ إننى أدعوك أن تفكر فيه الآن ..
هو يحبك .. يحبك بلا حدود .. يحبك برغم كل شئ .. يحبك برغم كل ما فعلت .. هو يحبك كل الحب .. أيا كانت شرورك .. أيا كانت نجاساتك .. ربما تكون قد صرت مثل راحاب معروفا بين الناس بخطاياك .. ثق .. ثق أن نعمته الغنية تتسع لك ، وهى تشاء أن تنشلك من المزبلة ، وأن ترفعك لتجلسك كل كرسى المجد (1صم 8:2) ..
هل تعلم أنه أعد مكانا خصيصا لك ، لراحتك الكاملة .. هناك فوق الجلجثة ، عند الصليب .. أعد لك هذا المكان ..
تعال ، تعال سريعا إلى هناك .. سترى الدم الثمين .. دم الرب يسوع ، ستراه يعلن لك كم أنت محبوب .. كم أنت محبوب بلا حدود !! لقد تحمل الرب يسوع بدلا منك كل عقاب أثامك ..
لقد مات لكى لا تموت أنت ..
لقد حمل أوجاعك وأحزانك ، ليريحك منها ويعطيك بدلا منها راحة وسلاما ..
تعال ، تعال إليه .. تعال ، ارتمى عند قدميه .. تعال ، لكى تبدأ حياة مختلفة .. لتذوق الحب الالهى العجيب ..
بكل تأكيد ، لن تكون كما كنت من قبل .. سيغيرك تماما .. تماما ..
إنها النعمة الغنية التى تتسع لك أنت أيضا كما اتسعت من قبل لراحاب الزانية ..
ولنتأمل الآن راحاب وأريحا
عندما قابلت راحاب الجاسوسين لم تراهما كرجلين أتيا ليتجسسا مدينتها أريحا ..
لقد نظرت إلى مجيئهما بعين أخرى ..
الايمان يعطيك هذه العين الأخرى التى ترى الأمور والأحداث على نحو يختلف عن رؤية الناس لها ..
لقد كان لراحاب الايمان الذى أعطاها هذه العين ، فلم تر الرجلين كجاسوسين قد أتيا ليعرفا المزيد من المعلومات عن شعبها بل رأتهما رسولين أرسلهما الله لكى ينقذاها ..
تأمل ماذا يقول الرسول يعقوب .. "راحاب الزانية .. قبلت الرسل " (يع 25:2) ..
انظر ، لم يقل الرسول يعقوب أنهما من الجواسيس بل من الرسل ، فهكذا رأتهما راحاب رسولين أرسلهما الله خصيصا من أجلها لينقذاها من قضائه العادل الآتى على مدينتها ..
طول أناة الله
لقد تأنى اله على هذه المدينة ، مديةى أريحا ، لكى تتوب زمنا طويلا جاوز الأربعمائة عاما (تك 13:15) ..
ثم أعطاها مهلة أخرى ، أربعين سنة بعد أن أخرج شعبه من مصر بيد قوية .. كان يريد لخبر هذا الخروج بما صاحبه من قضاء عادل على مصر أن يبلغ إليها .. كان يريده رسالة تحذيرية بالغة القوة يؤكد بها لأربعين عاما أن غضبه سيأتى ، سيأتى حتما عليها إن لم تتب ، كما سيأتى أيضا على أى شعب آخر يرفض التوبة ، ويستهين بلطفه وطول أناته (رو 4:2) ..
وقاد الله شعبه عابرا به نهر الأردن لكى يستخدمه فى إتمام قضائه العادل على هذه المدينة بسبب فجورها وإثمها ..
وصار الشعب على بعد كيلو مترات قليلة منها .. هذا يعنى أن وقت القضاء قد أتى ..
لكن يالغنى رحمة الله !! هل تصدق ؟ لقد أعطى المدينة فرصة أخرى جديدة .. لقد انتظر بشعبه إسبوعا لعلها تستيقظ من سباتها وترى الخطر المقبل عليها فتتوب كما تابت نينوى فتنجو مثلها من العقاب (يون 3) ..
إلا أنها لم تستيقظ ، وأضاعت أيضا هذه الفرصة الثمينة التى قدمها الله لها لتتب فتنجو من الهلاك الآتى عليها ..
وبلغ شعب الله إلى أسوارها ، وبدا وكأنه لم تعد هناك أية فرصة أخرى للنجاة .. وبدا أنه الوقت لاتمام القضاء الالهى الذى تأخر طويلا ..
والآن تأمل معى ما حدث ، لقد أعطاها الله فرصة أخرى جديدة !!
آه يالطول أناة الله المذهل ، يالحبه العجيب !! لقد أعطاها أسبوعا آخرا ، وفى هذا الأسبوع كان يرسل لها كل يوم إنذارا قويا .. نعم كل يوم ، فهذا هو الله وهذه هى محبته .. إنه يرغب أن تفيق المدينة من سباتها لتنجو من القضاء العادل الآتى عليها ..
لقد أمر شعبه أن يسير بكامله كل يوم من أيام هذا الأسبوع ، حول أسوارها .. وأن يسير وهو يضرب بالأبواق لكى يصل صوتها القوى إلى أذن كل شخص فى المدينة .. لقد أراد أن يصل صوته المحذر إلى كل شخص فى أريحا ..
كم يود الله دائما أن يتجنب إتمام عمله القضائى العادل فى مجازاة الخطاة العصاة الذين يرفضون حبه ورحمته ، لذا فقد أطلق الوحى على هذا العمل "فعله (أى فعل الله ) الغريب .. وعمله (عمل الله ) الغريب " (إش 21:28) ، فهو دائما يريد أن يتجنبه ، لذا كم يرسل من تحذيرات وكم يقدم من فرص !! إنه يفعل كل شئ ممكن لكى يتجنب إتمام قضائه العادل ..
آه "ليس مثل الله " (تث 26:33) لا يسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا (حز 11:33) ..
من أجل هذا سفك دم ابنه يسوع ، لكى يكون هذا الدم الثمين ملجأ لانقاذ كل خاطئ يرغب فى أن ينجو من الهلاك الأبدى ..
آه ، ما أعظم قلبك أيها الاله !! ما أعظم نعمتك الغنية !! ما أعظم طول أناتك العجيبة !! كم من فرص بلا عدد تقدمها للنفوس الآثمة كى تأتى إليك وتتمتع بغفرانك !!
أيها القارئ الحبيب
هل لازلت تحيا متمردا على الله ، مستسلما للخطية ؟ !
هل لازلت تحب الظلمة أكثر من النور ؟ ! هل لا زلت تطلب الراحة والأمان بعيدا عن أحضانه ، ولم تتمتع بعد بالدم الثمين الغافر والمطهر ؟ آه كم من فرص عديدة وثمينة يقدمها الله لك لكى تستيقظ من سباتك .. لكن ماذا لو ظللت ترفض إلى النهاية حب الله ونعمته المقدمة لك ولم تأت إليه لكى يغسلك من آثامك بالدم الثمين ؟ !
آه ، ما أخطر الأمر ، الرسول بولس يحذرك من أن تستهين بغنى لطف الله وإمهاله وطول أناته بعدم إنتهازك لفرص الرجوع التى يقدمها لك ..
يحذرك الرسول بولس بكلمات جادة قاطعة ، اسمعه معى وهو يقول " من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا فى يوم الغضب " رو 5:2) ، نعم الوحى يؤكد أن هناك غضب آتى (1تس 10:1) ..
أيها الحبيب ، تذكر مدينة أريحا .. لقد استهانت بالأمر ، أضاعت كل الفرص .. فماذا كانت النتيجة ؟ وأسفاه لقد أحرقت بالنار مع كل ما بها (يش 24:6) ..
أيها الحبيب ، تذكر أيضا راحاب .. ألم تكن من أشر نساء أريحا ؟! من كان يظن أنها ستنجو هى وأسرتها دون كل شعبها .. نعم ، بإمكانك أن تنجو مثلها .. لا تنس كلمات الرسول بولس "الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح ، الذى مات لأجلنا " (1تس 5: 9،10) .. لا تقل إننى أشر من أن ينظر الله إلى .. لا تقل إننى أسوأ من كل الذين أعرفهم ..
مرة أخرى أقول لك تذكر راحاب .. تذكر نجاتها ، لقد كان من الممكن أن تقول مثل هذه الكلمات لكنها فكرت بطريقة مختلفة .. لقد سمعت كما سمع أهل مدينتها بما فعله الله من آيات وعجائب مع شعبه ، فى خروجه من مصر وفى مسيرته فى البرية (يش 10:2)..
لقد سمعت كما سمعوا ، لكنها لم تفعل مثلهم ، لم تنصرف لشئونها الخاصة وكأن هذه الأخبار لا تعنيها .. لم تسقط كما سقط كثيرون فريسة لللامبالاة ..
لقد انشغلت بما سمعته .. أعطته اهتمام قلبها .. وهذا ما جعلها تختلف عن كل شعبها .. انشغالها بهذه الأخبار أتى بالايمان إلى قلبها .. فالرسول بولس يؤكد أن الايمان يأتى عن طريق سماعك للأخبار التى تذيعها كلمة الله (رو 17:10) ..
لقد آمنت أنه هو الاله الحقيقى ..
آمنت أنه يحرر من العبودية ، فقد سمعت أنه حرر شعبه من قيود المصريين .. آمنت أنه يهتم بخاصته فقد علمت أنه عال شعبه أربعين سنة ، لم تبل فيها ثيابهم ولا نعال أرجلهم (تث 5:29) .. آمنت أنه يعطى النصرة ، فقد عرفت أنه أعطى شعبه أن يرفع رايات الانتصار عاليا فى معاركه مع عماليق ومع الأموريين .. آمنت به ، فقررت أن تتعامل معه .. تحدثت إليه .. عرفته أكثر فى حديثها الخاص معه .. وجدته إلها حيا يختلف كلية عن آلهة شعبها الميتة ..
عرفت أن له قلبا .. قلبا عجيبا جدا ، غير عادى .. قلبا كله حب .. عرفت أنه يحبها هى حبا خاصا ، لم يحبها به أحد من قبل ..
اكتشفت أنه إله النعمة الغنية ، والرحمة الكثيرة .. تأكدت أنه يغفر ويصفح .. ينقذ وينجى .. تأملت نفسها ، وتأملته ..
نعم ، هى زانية ، وكم ارتكبت من شرور .. لكنه هو " حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة " (مز 8:145) ..
الأمر ليس كم هى سيئة ، بل كم هو عظيم فى حبه ورحمته وغفرانه .. وثقت كل الثقة ، أنه لا يمكن أن يتركها تهلك ..
فهمت أنه ليس كثيرا عليه أن يرسل لانقاذها ، وهى العاهرة المدنس ، رجلين من شعبه ، يغامران بحياتهما من أجلها ..
عرفت أن حبه أقوى من إثمها ..
وأن نعمته أعظم من ماضيها ..
تأمل راحاب ..
لقد سمعت عن عمل الله العجيب فى تحرير شعبه من أرض مصر (العبودية ) ..
وانشغلت بما سمعته ..
وهذا الانشغال أتى بالايمان إلى قلبها ..
والايمان جعلها تتوقع عملا من الله معها هى شخصيا .. عملا لتحريرها ..
أيها الحبيب ، بإمكانك أن تكون مثل راحاب .. أيا كانت قيودك أو مشاكلك فبإمكانك :
أن تستمع إلى قصص تحرير الله للنفوس المقيدة ، وإلى قصص إنقاذه للنفوس التى فى خطر .. سواء كانت هذه القصص من التى سجلها الوحى فى الكتاب المقدس أو من التى تثق فى حدوثها مع من تعرفهم ..
اقض وقتا فى التأمل والانشغال بهذه القصص ..
هذا الانشغال سيزيد من إيمانك فى أن الله يرغب فى تحريرك وإنقاذك ..
وستجد نفسك مثل راحاب تتوقع بثقة عملا من الله معك ..
توقعت راحاب أن يصنع الله معها عملا إنقاذيا عجيبا .. لذا ، عندما تقابلت مع هذين الرجلين ، لم تراهما جاسوسين أتيا ليتجسسا مدينتها .. بل رسولين أتيا خصيصا إليها .. رسولين أرسلهما الاله الذى أحبته لينقذاها من الهلاك الآتى على شعبها .. يقول الرسول يعقوب "راحاب الزانية .. قبلت الرسل " (يع 25:2) ..
آه ، كم كان حقا عظيم إيمانها .. إن سفر يشوع الذى روى لنا هذه القصة هو سفر انتصارات الايمان .. أننى أدعوك أن تتمتع بقراءة هذا السفر الشيق .. وهو يصف لك انتصارات الايمان فى معارك يشوع مع شعوب أرض الموعد ..
وتمتع أكثر بقراءة قصة راحاب لأن لايمانها لونا مميزا ، فهو نوع الايمان الذى تنتصر به على يأسك من نفسك .. إنه الايمان الذى يصعد بك من طين الحمأة ليقيمك على الصخرة (مز 2:40) ، الايمان بإله كل نعمة الذى "يرفع الفقير من المزبلة ليجلسه مع الشرفاء ويملكهم كرسى المجد " (1صم 8:2 ، مز 7:113) ..
آه ، كم عظيم جدا إيمانها !! لهذا لم يكتف الوحى بالحديث عنه فى سفر الانتصارات ، سفر يشوع .. بل تحدث عنه أيضا فى موضعين من العهد الجديد ..
أولا : فى رسالة القديس بولس إلى العبرانيين
فى الأصحاح الذهبى الذى يتحدث عن الايمان ( عب 11) ، يسرد لنا الرسول بولس أمثلة عديدة لمؤمنين فى العهد القديم كان لهم الايمان الذى أتى بقوة الله إلى حياتهم .. لكنه لا يذكر من الأمثلة النسائية بالاسم سوى اثنتين .. راحاب موضوع حديثنا وسارة زوجة إبراهيم ..
تأمل ، الوحى يضعها جنبا إلى جنب مع سارة .. يالمجد النعمة الغنية ، لقد رفعت راحاب الزانية التى من أريحا المدينة الآثمة جدا إلى مستوى سارة التى هى رمز فى العهد الجديد لأورشليم العليا (غلا 26:4) ، والتى أنجبت لابراهيم ابن الموعد إسحق ..
ثانيا : فى رسالة القديس يعقوب
فى الأصحاح الثانى من هذه الرسالة اختار لنا الوحى مثالين فقط للايمان الحى العامل .. الأول هو إبراهيم ، فهو بلا نزاع كما يقول الوحى عنه أب جميع الذين يؤمنون (رو 11:4) ..
والآن إلى من يشير المثال الثانى ؟ .. ليس موسى أو يشوع أو جدعون أو صموئيل أو دانيال .. بل راحاب !!
تأمل معى كيف عرض الوحى فى رسالة يعقوب إيمان راحاب .. لقد قدم لنا أولا إيمان إبراهيم ، الايمان الذى أعطاه القدرة أن يضع ابنه اسحق على المذبح .. لقد وثق إبراهيم أن الله الذى أمره أن يفعل هذا هو قادر أن يقيم ابنه من الموت (عب 19:11) ..
لاشك فى أن هذا الايمان غير عادى .. لكن انظر معى كيف ربط الوحى بين إيمان إبراهيم وإيمان راحاب ، فبعد أن ذكر ما فعله إبراهيم أكمل قائلا :
"كذلك راحاب الزانية .. " (يع 25:2) .. إن كلمة كذلك فى الأصل اليونانى هى كلمة تعنى حرفيا فى ذات الطريق وعلى نفس المستوى (3) .. لقد اعتبر الوحى ما فعلته راحاب بالايمان ، أنه فى ذات الطريق وعلى نفس مستوى ما فعله إبراهيم عندما وضع ابنه إسحق على المذبح ..
انظر أيضا كيف يشير الوحى إلى راحاب هنا ذاكرا لقبها القديم " الزانية " .. ماالذى يقصده الوحى بذلك ؟
آه أيها القارئ ، مهما كنت بعيدا .. مهما كان ماضى حياتك مؤلما مليئا بالخزى .. ها راحاب الزانية تشجعك جدا جدا ..
آه لو فعلت مثلها ووثقت كما وثقت هى .. آه لو فتحت قلبك له ، وتجاوبت مع نعمته .. لارتفع إيمانك ، ولظل يرتفع يوما فيوما ، إلى مستوى إيمان إبراهيم ..
إيها القارئ ..
هل تبدأ من الآن فى النظر إلى رئيس (مصدر ) الايمان ومكمله الرب يسوع (عب 2:12) ؟ هل تبدأ من الآن فى أن تتصرف فى حياتك اليومية مستندا على وعود الله التى فى الكتاب ؟
نعم سينمو إيمانك ، فالرب يريد لايمانك أن ينمو .. إنه يريدك رجلا شامخا فى الايمان ، لكى يتمجد فيك ..
آه ، كم تشجعنا راحاب جدا .. امرأة عاشت زانية لفترة طويلة من الزمن تقف جنبا إلى جنب مع إبراهيم إب جميع المؤمنين ، بل وتصير مثمرة مثله .. هو صار أبا للشعب .. لشعب الله .. وهى ، ألم تصر أما فى هذا الشعب ، فمن نسلها أتى داود الملك ثم الرب يسوع بالجسد ، ملك الملوك ورب الأرباب ..
إيمان حى
ولم يكن إيمانها إيمانا ميتا .. لم يكن مجرد معرفة عن الله وشعبه ملأت بها ذهنا .. الايمان الذى لا يجعلك تقف تجاه الخطية ، وتحارب روح الاثم .. الايمان الذى لا يؤثر فى طريقة تعاملك مع الأمور ، هو إيمان ميت ، لا قيمة له .. لم يكن إيمان راحاب إيمانا ميتا .. بل كان حيا .. الايمان الحى هو الايمان الذى يدفعك لكى تنطلق مرتكزا على وعود الله ، معتمدا على صدقها ، حتى ولو بدا أن تصديقها يتطلب حدوث المعجزات ..
والايمان الحى دائما ينمو .. وكلما تحرك الانسان بمواقف عملية بحسب قدر الايمان الذى فى داخل قلبه ، كلما شجعه الله وأعطى لايمانه أن يرتفع .. وهكذا ينمو من إيمان إلى إيمان مثلما ينمو القمح " أولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن فى السنبل " (مر 28:4) ..
لقد كان لراحاب هذا الايمان الحى ، فكيف تحركت مدفوعة به ؟
أولا : لقد تحدثت بلغة الايمان ..
تأمل معى كلماتها إلى الرجلين الذين أتيا ليتجسسا مدينتها .. لقد قالت لهما "علمت أن الرب قد أعطاكم الأرض " (يش 9:2) ..
لاحظ أنها لم تقل أن الرب سيعطيكم ، بل استخدمت زمن الماضى أعطاكم ، مما يؤكد ثقتها بأن وعود الله لشعبه ستتم حتما مهما كان ارتفاع الأسوار المنيعة وقوة الجيوش المقاومة ..
ثانيا : لقد قبلت مغامرة الايمان ..
كثيرا ما تبدو حياة الايمان مغامرة ، لكنها دائما مغامرة رابحة وليست خاسرة إطلاقا ، فالله يمجد دائما حياة الايمان ..
عندما بلغ إلى مسامع راحاب أن الملك قد علم أن الجاسوسين قد دخلا منزلها ، لم تتخل عنهما فالايمان الحى دائما يرتبط بالمحبة ويعمل بها ، لذا يسميه الرسول بولس "الايمان العامل بالمحبة " (غل 6:5) .. والمحبة التى تعلمها لنا كلمة الله ليست هى فقط محبة المشاعر والكلمات اللطيفة المتبادلة .. إنها أعمق بكثير .. أن تنفق وتنفق بلا حساب .. أن تتبع الرب يسوع فى طريق البذل الذى بلا حدود ..
يقول القديس يعقوب أنها أخرجتها فى طريق آخر .. قبلت راحاب مغامرة الايمان .. وضعت فى قلبها أن تهرب هذين الرجلين رغم كل ما يعنيه هذا الفعل ، فلو علم أحد من شعبها لقتلت فى الحال ..
لكن هذا هو الايمان الحى ، الايمان العامل بالمحبة .. الايمان الذى يأتى بمجد وقوة الله إلى حياتنا لقد غامرت راحاب وأخرجت الرجلين فى طريق آخر .. كان بيتها جزءا من سور المدينة ففتحت نافذتها التى تطل على الفضاء الخارجى ، ثم أنزلتهما منه مستخدمة أحد الحبال .. لكن قبل أن يهبطا بالحبل وينطلقا عائدين قالا لها :
"اربطى هذا الحبل من خيوط القرمز فى الكوة (أى النافذة ) التى أنزلتنا منها ، واجمعى إليك فى البيت أباك وأمك وإخوتك وسائر بيت أبيك ، فيكون أن كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج فدمه على رأسه .. أما كل من يكون معك فى البيت فدمه على رأسنا (أى سنعطيه الحمياية والأمان ) " (يش 18:2 ، 19) ..
وأتى شعب الله لينفذ قضاء الله العادل على هذه المدينة الآثمة ، وسار حول أسوارها ثلاث عشرة دورة .. ومع انتهاء آخر دورة فى اليوم السابع انتهت أخيرا كل فرص التوبة التى قدمها الله لهذه المدينة .. فهتف الشعب هتافا عظيما ، فسقط سور المدينة فى مكانه وبدأ الشعب فى إتمام قضاء الله على سكانها ، وأشعلوا النار بها ..
لكن راحاب لم تمت مع أن بيتها كان بالسور المنهدم ، فالايمان يحمى وينجى .. يقول الرسول بولس "بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة " (عب 31:11)..
ثالثا : وامتد إيمانها لينجى أسرتها ..
تأمل أيضا ، الايمان لم يحم وينج راحاب فقط ، بل أنقذ أهلها أيضا .. أباها وأمها وإخوتها وأخواتها ..
الايمان جعلها تتشفع فيهم لدى الرجلين "تستحييا أبى وأمى وأخوتى ,اخواتى وكل ما لهم وتخلصا أنفسنا من الموت " (يش 13:2) ..
الايمان أيضا جعل كلماتها لأهلها مؤثرة ، فصدقوا ما قالته فآمنوا مثلها وأطاعوا كلام الرجلين لها .. لم يغادروا بيتها رغم رؤيتهم للسور الذى به البيت يتهاوى من حولهم .. لم يهربوا للنجاة .. وثقوا أن النجاة هى فى الطاعة .. أطاعوا وظلوا فى البيت ..
يالمجد الايمان ، يالأمانة الله ، لقد سقط كل السور ماعدا هذا الجزء .. لقد أنقذت راحاب ، هى وكل بيتها ..
آه أيها الرب ، متعنى بهذا الايمان الذى يأتى بالبركات إلى الآخرين ..
أبواب ونافذة
كان لبيت راحاب الذى بسور المدينة الدائرى ، أبواب ونافذة .. لقد أشار إليهما الوحى وهو يسر لنا قصة نجاتها (يش 2).. إن كلا منهما له مغزى روحى عميق ..
الأبواب تقودك من بيت راحاب الذى بالسور إلى داخل مدينتها الآثمة ، أما النافذة فتطل بك على الفضاء الواسع ، حيث كانت أنظار راحاب تتجه مترقبة وصول شعب الله .. تترقب بثقة أنه آت بكل تأكيد لانقاذها .. لقد علقت بالنافذة الحبل القرمزى كما أوصاها الرجلين قبل أن يرحلا .. والآن ما هى المعانى الروحية التى تختبئ وراء الباب والنافذة وتتحدث إلينا ، وتلمس أعماقنا ؟
الأبواب مغلقة
لقد أغلقت راحاب أبواب بيتها الذى يؤدى بها إلى شعبها .. لم تنس قط آخر كلمات تفوه بها الرجلان إليها "كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج فدمه على رأسه (أى لن ينال النجاة ) " (يش 19:2) ..
لقد أغلقت الأبواب .. لقد أغلقت الطريق إلى عالمها القديم .. أغلقته لتعلن أنها لم تعد تنتسب إلى هذا العالم .. لم تعد تنتسب للمدينة التى ستحرق بنار غضب الله .. لقد أغلقت أيضا الباب أمام حياتها السابقة .. لن تعاقب على زناها ..
لن تستمر فى زناها .. ستأخذ من الله قوة تجاهد بها .. لتنتصر ، وسيعظم انتصارها ..
النافذة مفتوحة
أغلقت راحاب الأبواب ، وفتحت النافذة لتترقب مجئ الشعب واثقة أنه آت بكل تأكيد لانقاذها .. ولتتأمل ، لقد استخدمت هذا الحبل القرمزى لانزال الرجلين من الشرفة ليهربا إلى خارج المدينة .. وماذا يعنى هذا ؟ ّ
الحبل يتحدث عن الارتباط .. الحبل رباط يصل بين اثنين ، كل منهما يمسك بأحد طرفيه .. لقد ربط هذا الحبل القرمزى بين يدى راحاب وأيدى الرجلين حينما استخدمته لتهريبهما .. لقد ربط بيها وبينهما .. إنها الآن مرتبطة بهما ، بوعدهما لها بالنجاة .. كما أنها الآن صارت مرتبطة بشعبهما ، شعب الله .. مصيرها مرتبط بمصيرهم ، فإلههم قد صار إلهها .. وإلى ماذا يشير القرمز ؟
القرمز لونه لون الدم .. إنه يشير إلى الدم .. إنها الآن مرتبطة بهذا الشعب الجديد الذى تميزه دماء الذبائح المسفوكة فى كل يوم .. الشعب الذى يرتبط بإلهه بعهد الدم ، الدم الذى يغطى خطاياه ، ويحجب عنه اللعنات..
وإلى ماذا يشير كل هذا فى العهد الجديد ؟
حبل القرمز كما يقول القديس اكليمنضس الرومانى ( من آباء أواخر القرن الأول ) يشير إلى دم الرب يسوع الثمين ، الدم الذى يفدى (4) .. إن حبل القرمز يشير إلى ارتباطنا مع الله .. ارتباطنا المؤسس على سفك الدم الثمين ، سفك دم الرب يسوع ..
إن دم الرب يسوع هو الذى يربطنى بالله بعهد أبدى .. هو الذى يربطنى بوعوده ، بكل وعوده .. الغفران والحرية والشفاء ، وكل امتيازات أولاد الله الثمينة ..
اغلق الباب وافتح النافذة
أيها الحبيب دعنى أتحدث إليك .. هيا ، اغلق الباب كما أغلقت راحاب أبوابها .. هيا ، اغلق الباب أمام حياتك القديمة .. اغلقه أمام استهتارك ولا مبالاتك .. اغلقه أمام حياتك التى بلا أمان .. اغلق الباب أمام الخوف كما أغلقته راحاب ، ولم تعد تخاف من شعبها القديم ، فتصرفت بشجاعة فائقة ، وخبأت الرجلين ..
هيا افتح النافذة
افتحها لتنظر حبل القرمز والسماء وآفاق المجد .. افتحها لتنظر دم الحمل الثمين .. دم الملك .. اغلق الباب لتقول إننى لست لأريحا .. لست للعالم .. وافتح النافذة لتقول أنا لمن فدانى بالدم .. أنا لمن حمل دينونتى .. لمن مات عنى .. أنا ، أنا للرب .. اغلق الباب أمام الهموم والمخاوف .. اغلق الباب أمام اليأس وصغر النفس وعقد الذنب ..
هيا أوصد الباب بقوة أمام إبليس .. وافتح النافذة لترى الدم .. لتعظم الدم ..
الدم يتكلم
نعم يتكلم فى السماء ، أمام العرش .. يقول أن لك غفرانا .. أن لك فداء .. أن لك راحة وحرية وشفاء ..
الدم يقول لك إنك لست لابليس أو للعالم أو حتىلنفسك حتى تحيا قلقا مهموما ، تعانى وتعانى ..
الدم يقول إنك للسماء .. للمجد ، للفرح والابتهاج ..
الدم يعلن أن الرب قد سدد كل ديونك .. أنه قد عوقب بدلا منك ..
الدم يعلن أنك للرب .. لتحيا حياة المجد .. لتنطلق من مجد إلى مجد ..
الدم يتحدث إليك بقوة غير عادية .. يقول لك أن الرب قد صار لعنة لأجلك لكى لا تأتى عليك أية لعنة بسبب خطاياك أو خطايا آبائك وأجدادك ..
الدم يعلن أنك للرب .. معه فى عهد ، فى رباط ، لذا فأنت مثل راحاب لك نجاة وثمر .. هيا اغلق الباب لكى لا ترى الموت .. وافتح النافذة لتتمتع بالحياة .. الرب يسوع هو الحياة ..
أيها القارئ
هل تعانى الآن من القلق أو الخوف بسبب أحداث تقع أو يتوقع الناس حدوثها .. هيا اغلق الباب أمام ما تراه بعينيك ، وما تسمعه بأذنيك من أخبار مزعجة ، تنزع السلام والطمأنينة من داخلك .. هيا اغلق الباب بإحكام أمام كل ما هو مخيف أو مقلق .. هيا افتح النافذة أمام وعود الله العظيمة التى تعلن أن الله يدافع عنك وأنه يعنتى بك ، ويحول كل لعنة إلى بركة ..
هيا افتح النافذة .. دم المسيح الثمين يضمن لك تحقيق كل هذه الوعود .. الدم يعلن أن ثمن تحقيق هذه الوعود قد دفع بالكامل فوق الجلجثة .. هيا اغلق الباب أمام العيان الذى يحاربك به إبليس .. هيا افتح النافذة أمام كلمات الله ، لتصدقها بكل قلبك .. اغلق باب الشك .. ولتفتح نافذة الايمان .. تطلع إلى كوكب الصبح المنير ، يسوع .. سيطلع فى قلبك (2بط 19:1) ، بحب عجيب وإيمان راسخ .. تطلع إليه ، هو "رئيس (مصدر ) الايمان ومكمله " (عب 2:12) ..
افتح له النافذة على مصراعيها .. انظرإليه .. تمتع بحلاوة حضوره .. كم هو رائع ، رائع جدا .. اقض الكثير من الوقت معه .. اقرأ كلمته المشبعة فى الكتاب المقدس .. استمتع بالاصغاء إليه .. دع قلبك يتلامس مع وعوده المشجعة ..
أيها الحبيب ، ثق أن الكلمة ستخلق إيمانا بصدقها داخل قلبك .. والرب هو مكمل الايمان .. سيكمل إيمانك ..
عش بالايمان .. أسلك بالايمان .. لن يتخلى عنك قط .. ستراه يعمل بك العجائب .. سيعطيك قوته .. ستهزم الظلال والشكوك .. وستتمتع بالحقائق ، حقائق الله ..
سيعلو إيمانك من إيمان إلى إيمان أعظم .. وستتوالى انتصاراتك .. من مجد إلى مجد ..
مرة أخرى أقول لك : هيا ، اغلق الباب وافتح النافذة ..
ثق أن إلهك يعفو فينجى ..
ولنتأمل الآن راحاب وأريحا
عندما قابلت راحاب الجاسوسين لم تراهما كرجلين أتيا ليتجسسا مدينتها أريحا ..
لقد نظرت إلى مجيئهما بعين أخرى ..
الايمان يعطيك هذه العين الأخرى التى ترى الأمور والأحداث على نحو يختلف عن رؤية الناس لها ..
لقد كان لراحاب الايمان الذى أعطاها هذه العين ، فلم تر الرجلين كجاسوسين قد أتيا ليعرفا المزيد من المعلومات عن شعبها بل رأتهما رسولين أرسلهما الله لكى ينقذاها ..
تأمل ماذا يقول الرسول يعقوب .. "راحاب الزانية .. قبلت الرسل " (يع 25:2) ..
انظر ، لم يقل الرسول يعقوب أنهما من الجواسيس بل من الرسل ، فهكذا رأتهما راحاب رسولين أرسلهما الله خصيصا من أجلها لينقذاها من قضائه العادل الآتى على مدينتها ..
طول أناة الله
لقد تأنى اله على هذه المدينة ، مديةى أريحا ، لكى تتوب زمنا طويلا جاوز الأربعمائة عاما (تك 13:15) ..
ثم أعطاها مهلة أخرى ، أربعين سنة بعد أن أخرج شعبه من مصر بيد قوية .. كان يريد لخبر هذا الخروج بما صاحبه من قضاء عادل على مصر أن يبلغ إليها .. كان يريده رسالة تحذيرية بالغة القوة يؤكد بها لأربعين عاما أن غضبه سيأتى ، سيأتى حتما عليها إن لم تتب ، كما سيأتى أيضا على أى شعب آخر يرفض التوبة ، ويستهين بلطفه وطول أناته (رو 4:2) ..
وقاد الله شعبه عابرا به نهر الأردن لكى يستخدمه فى إتمام قضائه العادل على هذه المدينة بسبب فجورها وإثمها ..
وصار الشعب على بعد كيلو مترات قليلة منها .. هذا يعنى أن وقت القضاء قد أتى ..
لكن يالغنى رحمة الله !! هل تصدق ؟ لقد أعطى المدينة فرصة أخرى جديدة .. لقد انتظر بشعبه إسبوعا لعلها تستيقظ من سباتها وترى الخطر المقبل عليها فتتوب كما تابت نينوى فتنجو مثلها من العقاب (يون 3) ..
إلا أنها لم تستيقظ ، وأضاعت أيضا هذه الفرصة الثمينة التى قدمها الله لها لتتب فتنجو من الهلاك الآتى عليها ..
وبلغ شعب الله إلى أسوارها ، وبدا وكأنه لم تعد هناك أية فرصة أخرى للنجاة .. وبدا أنه الوقت لاتمام القضاء الالهى الذى تأخر طويلا ..
والآن تأمل معى ما حدث ، لقد أعطاها الله فرصة أخرى جديدة !!
آه يالطول أناة الله المذهل ، يالحبه العجيب !! لقد أعطاها أسبوعا آخرا ، وفى هذا الأسبوع كان يرسل لها كل يوم إنذارا قويا .. نعم كل يوم ، فهذا هو الله وهذه هى محبته .. إنه يرغب أن تفيق المدينة من سباتها لتنجو من القضاء العادل الآتى عليها ..
لقد أمر شعبه أن يسير بكامله كل يوم من أيام هذا الأسبوع ، حول أسوارها .. وأن يسير وهو يضرب بالأبواق لكى يصل صوتها القوى إلى أذن كل شخص فى المدينة .. لقد أراد أن يصل صوته المحذر إلى كل شخص فى أريحا ..
كم يود الله دائما أن يتجنب إتمام عمله القضائى العادل فى مجازاة الخطاة العصاة الذين يرفضون حبه ورحمته ، لذا فقد أطلق الوحى على هذا العمل "فعله (أى فعل الله ) الغريب .. وعمله (عمل الله ) الغريب " (إش 21:28) ، فهو دائما يريد أن يتجنبه ، لذا كم يرسل من تحذيرات وكم يقدم من فرص !! إنه يفعل كل شئ ممكن لكى يتجنب إتمام قضائه العادل ..
آه "ليس مثل الله " (تث 26:33) لا يسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا (حز 11:33) ..
من أجل هذا سفك دم ابنه يسوع ، لكى يكون هذا الدم الثمين ملجأ لانقاذ كل خاطئ يرغب فى أن ينجو من الهلاك الأبدى ..
آه ، ما أعظم قلبك أيها الاله !! ما أعظم نعمتك الغنية !! ما أعظم طول أناتك العجيبة !! كم من فرص بلا عدد تقدمها للنفوس الآثمة كى تأتى إليك وتتمتع بغفرانك !!
أيها القارئ الحبيب
هل لازلت تحيا متمردا على الله ، مستسلما للخطية ؟ !
هل لازلت تحب الظلمة أكثر من النور ؟ ! هل لا زلت تطلب الراحة والأمان بعيدا عن أحضانه ، ولم تتمتع بعد بالدم الثمين الغافر والمطهر ؟ آه كم من فرص عديدة وثمينة يقدمها الله لك لكى تستيقظ من سباتك .. لكن ماذا لو ظللت ترفض إلى النهاية حب الله ونعمته المقدمة لك ولم تأت إليه لكى يغسلك من آثامك بالدم الثمين ؟ !
آه ، ما أخطر الأمر ، الرسول بولس يحذرك من أن تستهين بغنى لطف الله وإمهاله وطول أناته بعدم إنتهازك لفرص الرجوع التى يقدمها لك ..
يحذرك الرسول بولس بكلمات جادة قاطعة ، اسمعه معى وهو يقول " من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا فى يوم الغضب " رو 5:2) ، نعم الوحى يؤكد أن هناك غضب آتى (1تس 10:1) ..
أيها الحبيب ، تذكر مدينة أريحا .. لقد استهانت بالأمر ، أضاعت كل الفرص .. فماذا كانت النتيجة ؟ وأسفاه لقد أحرقت بالنار مع كل ما بها (يش 24:6) ..
أيها الحبيب ، تذكر أيضا راحاب .. ألم تكن من أشر نساء أريحا ؟! من كان يظن أنها ستنجو هى وأسرتها دون كل شعبها .. نعم ، بإمكانك أن تنجو مثلها .. لا تنس كلمات الرسول بولس "الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح ، الذى مات لأجلنا " (1تس 5: 9،10) .. لا تقل إننى أشر من أن ينظر الله إلى .. لا تقل إننى أسوأ من كل الذين أعرفهم ..
مرة أخرى أقول لك تذكر راحاب .. تذكر نجاتها ، لقد كان من الممكن أن تقول مثل هذه الكلمات لكنها فكرت بطريقة مختلفة .. لقد سمعت كما سمع أهل مدينتها بما فعله الله من آيات وعجائب مع شعبه ، فى خروجه من مصر وفى مسيرته فى البرية (يش 10:2)..
لقد سمعت كما سمعوا ، لكنها لم تفعل مثلهم ، لم تنصرف لشئونها الخاصة وكأن هذه الأخبار لا تعنيها .. لم تسقط كما سقط كثيرون فريسة لللامبالاة ..
لقد انشغلت بما سمعته .. أعطته اهتمام قلبها .. وهذا ما جعلها تختلف عن كل شعبها .. انشغالها بهذه الأخبار أتى بالايمان إلى قلبها .. فالرسول بولس يؤكد أن الايمان يأتى عن طريق سماعك للأخبار التى تذيعها كلمة الله (رو 17:10) ..
لقد آمنت أنه هو الاله الحقيقى ..
آمنت أنه يحرر من العبودية ، فقد سمعت أنه حرر شعبه من قيود المصريين .. آمنت أنه يهتم بخاصته فقد علمت أنه عال شعبه أربعين سنة ، لم تبل فيها ثيابهم ولا نعال أرجلهم (تث 5:29) .. آمنت أنه يعطى النصرة ، فقد عرفت أنه أعطى شعبه أن يرفع رايات الانتصار عاليا فى معاركه مع عماليق ومع الأموريين .. آمنت به ، فقررت أن تتعامل معه .. تحدثت إليه .. عرفته أكثر فى حديثها الخاص معه .. وجدته إلها حيا يختلف كلية عن آلهة شعبها الميتة ..
عرفت أن له قلبا .. قلبا عجيبا جدا ، غير عادى .. قلبا كله حب .. عرفت أنه يحبها هى حبا خاصا ، لم يحبها به أحد من قبل ..
اكتشفت أنه إله النعمة الغنية ، والرحمة الكثيرة .. تأكدت أنه يغفر ويصفح .. ينقذ وينجى .. تأملت نفسها ، وتأملته ..
نعم ، هى زانية ، وكم ارتكبت من شرور .. لكنه هو " حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة " (مز 8:145) ..
الأمر ليس كم هى سيئة ، بل كم هو عظيم فى حبه ورحمته وغفرانه .. وثقت كل الثقة ، أنه لا يمكن أن يتركها تهلك ..
فهمت أنه ليس كثيرا عليه أن يرسل لانقاذها ، وهى العاهرة المدنس ، رجلين من شعبه ، يغامران بحياتهما من أجلها ..
عرفت أن حبه أقوى من إثمها ..
وأن نعمته أعظم من ماضيها ..
تأمل راحاب ..
لقد سمعت عن عمل الله العجيب فى تحرير شعبه من أرض مصر (العبودية ) ..
وانشغلت بما سمعته ..
وهذا الانشغال أتى بالايمان إلى قلبها ..
والايمان جعلها تتوقع عملا من الله معها هى شخصيا .. عملا لتحريرها ..
أيها الحبيب ، بإمكانك أن تكون مثل راحاب .. أيا كانت قيودك أو مشاكلك فبإمكانك :
أن تستمع إلى قصص تحرير الله للنفوس المقيدة ، وإلى قصص إنقاذه للنفوس التى فى خطر .. سواء كانت هذه القصص من التى سجلها الوحى فى الكتاب المقدس أو من التى تثق فى حدوثها مع من تعرفهم ..
اقض وقتا فى التأمل والانشغال بهذه القصص ..
هذا الانشغال سيزيد من إيمانك فى أن الله يرغب فى تحريرك وإنقاذك ..
وستجد نفسك مثل راحاب تتوقع بثقة عملا من الله معك ..
توقعت راحاب أن يصنع الله معها عملا إنقاذيا عجيبا .. لذا ، عندما تقابلت مع هذين الرجلين ، لم تراهما جاسوسين أتيا ليتجسسا مدينتها .. بل رسولين أتيا خصيصا إليها .. رسولين أرسلهما الاله الذى أحبته لينقذاها من الهلاك الآتى على شعبها .. يقول الرسول يعقوب "راحاب الزانية .. قبلت الرسل " (يع 25:2) ..
آه ، كم كان حقا عظيم إيمانها .. إن سفر يشوع الذى روى لنا هذه القصة هو سفر انتصارات الايمان .. أننى أدعوك أن تتمتع بقراءة هذا السفر الشيق .. وهو يصف لك انتصارات الايمان فى معارك يشوع مع شعوب أرض الموعد ..
وتمتع أكثر بقراءة قصة راحاب لأن لايمانها لونا مميزا ، فهو نوع الايمان الذى تنتصر به على يأسك من نفسك .. إنه الايمان الذى يصعد بك من طين الحمأة ليقيمك على الصخرة (مز 2:40) ، الايمان بإله كل نعمة الذى "يرفع الفقير من المزبلة ليجلسه مع الشرفاء ويملكهم كرسى المجد " (1صم 8:2 ، مز 7:113) ..
آه ، كم عظيم جدا إيمانها !! لهذا لم يكتف الوحى بالحديث عنه فى سفر الانتصارات ، سفر يشوع .. بل تحدث عنه أيضا فى موضعين من العهد الجديد ..
أولا : فى رسالة القديس بولس إلى العبرانيين
فى الأصحاح الذهبى الذى يتحدث عن الايمان ( عب 11) ، يسرد لنا الرسول بولس أمثلة عديدة لمؤمنين فى العهد القديم كان لهم الايمان الذى أتى بقوة الله إلى حياتهم .. لكنه لا يذكر من الأمثلة النسائية بالاسم سوى اثنتين .. راحاب موضوع حديثنا وسارة زوجة إبراهيم ..
تأمل ، الوحى يضعها جنبا إلى جنب مع سارة .. يالمجد النعمة الغنية ، لقد رفعت راحاب الزانية التى من أريحا المدينة الآثمة جدا إلى مستوى سارة التى هى رمز فى العهد الجديد لأورشليم العليا (غلا 26:4) ، والتى أنجبت لابراهيم ابن الموعد إسحق ..
ثانيا : فى رسالة القديس يعقوب
فى الأصحاح الثانى من هذه الرسالة اختار لنا الوحى مثالين فقط للايمان الحى العامل .. الأول هو إبراهيم ، فهو بلا نزاع كما يقول الوحى عنه أب جميع الذين يؤمنون (رو 11:4) ..
والآن إلى من يشير المثال الثانى ؟ .. ليس موسى أو يشوع أو جدعون أو صموئيل أو دانيال .. بل راحاب !!
تأمل معى كيف عرض الوحى فى رسالة يعقوب إيمان راحاب .. لقد قدم لنا أولا إيمان إبراهيم ، الايمان الذى أعطاه القدرة أن يضع ابنه اسحق على المذبح .. لقد وثق إبراهيم أن الله الذى أمره أن يفعل هذا هو قادر أن يقيم ابنه من الموت (عب 19:11) ..
لاشك فى أن هذا الايمان غير عادى .. لكن انظر معى كيف ربط الوحى بين إيمان إبراهيم وإيمان راحاب ، فبعد أن ذكر ما فعله إبراهيم أكمل قائلا :
"كذلك راحاب الزانية .. " (يع 25:2) .. إن كلمة كذلك فى الأصل اليونانى هى كلمة تعنى حرفيا فى ذات الطريق وعلى نفس المستوى (3) .. لقد اعتبر الوحى ما فعلته راحاب بالايمان ، أنه فى ذات الطريق وعلى نفس مستوى ما فعله إبراهيم عندما وضع ابنه إسحق على المذبح ..
انظر أيضا كيف يشير الوحى إلى راحاب هنا ذاكرا لقبها القديم " الزانية " .. ماالذى يقصده الوحى بذلك ؟
آه أيها القارئ ، مهما كنت بعيدا .. مهما كان ماضى حياتك مؤلما مليئا بالخزى .. ها راحاب الزانية تشجعك جدا جدا ..
آه لو فعلت مثلها ووثقت كما وثقت هى .. آه لو فتحت قلبك له ، وتجاوبت مع نعمته .. لارتفع إيمانك ، ولظل يرتفع يوما فيوما ، إلى مستوى إيمان إبراهيم ..
إيها القارئ ..
هل تبدأ من الآن فى النظر إلى رئيس (مصدر ) الايمان ومكمله الرب يسوع (عب 2:12) ؟ هل تبدأ من الآن فى أن تتصرف فى حياتك اليومية مستندا على وعود الله التى فى الكتاب ؟
نعم سينمو إيمانك ، فالرب يريد لايمانك أن ينمو .. إنه يريدك رجلا شامخا فى الايمان ، لكى يتمجد فيك ..
آه ، كم تشجعنا راحاب جدا .. امرأة عاشت زانية لفترة طويلة من الزمن تقف جنبا إلى جنب مع إبراهيم إب جميع المؤمنين ، بل وتصير مثمرة مثله .. هو صار أبا للشعب .. لشعب الله .. وهى ، ألم تصر أما فى هذا الشعب ، فمن نسلها أتى داود الملك ثم الرب يسوع بالجسد ، ملك الملوك ورب الأرباب ..
إيمان حى
ولم يكن إيمانها إيمانا ميتا .. لم يكن مجرد معرفة عن الله وشعبه ملأت بها ذهنا .. الايمان الذى لا يجعلك تقف تجاه الخطية ، وتحارب روح الاثم .. الايمان الذى لا يؤثر فى طريقة تعاملك مع الأمور ، هو إيمان ميت ، لا قيمة له .. لم يكن إيمان راحاب إيمانا ميتا .. بل كان حيا .. الايمان الحى هو الايمان الذى يدفعك لكى تنطلق مرتكزا على وعود الله ، معتمدا على صدقها ، حتى ولو بدا أن تصديقها يتطلب حدوث المعجزات ..
والايمان الحى دائما ينمو .. وكلما تحرك الانسان بمواقف عملية بحسب قدر الايمان الذى فى داخل قلبه ، كلما شجعه الله وأعطى لايمانه أن يرتفع .. وهكذا ينمو من إيمان إلى إيمان مثلما ينمو القمح " أولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن فى السنبل " (مر 28:4) ..
لقد كان لراحاب هذا الايمان الحى ، فكيف تحركت مدفوعة به ؟
أولا : لقد تحدثت بلغة الايمان ..
تأمل معى كلماتها إلى الرجلين الذين أتيا ليتجسسا مدينتها .. لقد قالت لهما "علمت أن الرب قد أعطاكم الأرض " (يش 9:2) ..
لاحظ أنها لم تقل أن الرب سيعطيكم ، بل استخدمت زمن الماضى أعطاكم ، مما يؤكد ثقتها بأن وعود الله لشعبه ستتم حتما مهما كان ارتفاع الأسوار المنيعة وقوة الجيوش المقاومة ..
ثانيا : لقد قبلت مغامرة الايمان ..
كثيرا ما تبدو حياة الايمان مغامرة ، لكنها دائما مغامرة رابحة وليست خاسرة إطلاقا ، فالله يمجد دائما حياة الايمان ..
عندما بلغ إلى مسامع راحاب أن الملك قد علم أن الجاسوسين قد دخلا منزلها ، لم تتخل عنهما فالايمان الحى دائما يرتبط بالمحبة ويعمل بها ، لذا يسميه الرسول بولس "الايمان العامل بالمحبة " (غل 6:5) .. والمحبة التى تعلمها لنا كلمة الله ليست هى فقط محبة المشاعر والكلمات اللطيفة المتبادلة .. إنها أعمق بكثير .. أن تنفق وتنفق بلا حساب .. أن تتبع الرب يسوع فى طريق البذل الذى بلا حدود ..
يقول القديس يعقوب أنها أخرجتها فى طريق آخر .. قبلت راحاب مغامرة الايمان .. وضعت فى قلبها أن تهرب هذين الرجلين رغم كل ما يعنيه هذا الفعل ، فلو علم أحد من شعبها لقتلت فى الحال ..
لكن هذا هو الايمان الحى ، الايمان العامل بالمحبة .. الايمان الذى يأتى بمجد وقوة الله إلى حياتنا لقد غامرت راحاب وأخرجت الرجلين فى طريق آخر .. كان بيتها جزءا من سور المدينة ففتحت نافذتها التى تطل على الفضاء الخارجى ، ثم أنزلتهما منه مستخدمة أحد الحبال .. لكن قبل أن يهبطا بالحبل وينطلقا عائدين قالا لها :
"اربطى هذا الحبل من خيوط القرمز فى الكوة (أى النافذة ) التى أنزلتنا منها ، واجمعى إليك فى البيت أباك وأمك وإخوتك وسائر بيت أبيك ، فيكون أن كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج فدمه على رأسه .. أما كل من يكون معك فى البيت فدمه على رأسنا (أى سنعطيه الحمياية والأمان ) " (يش 18:2 ، 19) ..
وأتى شعب الله لينفذ قضاء الله العادل على هذه المدينة الآثمة ، وسار حول أسوارها ثلاث عشرة دورة .. ومع انتهاء آخر دورة فى اليوم السابع انتهت أخيرا كل فرص التوبة التى قدمها الله لهذه المدينة .. فهتف الشعب هتافا عظيما ، فسقط سور المدينة فى مكانه وبدأ الشعب فى إتمام قضاء الله على سكانها ، وأشعلوا النار بها ..
لكن راحاب لم تمت مع أن بيتها كان بالسور المنهدم ، فالايمان يحمى وينجى .. يقول الرسول بولس "بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة " (عب 31:11)..
ثالثا : وامتد إيمانها لينجى أسرتها ..
تأمل أيضا ، الايمان لم يحم وينج راحاب فقط ، بل أنقذ أهلها أيضا .. أباها وأمها وإخوتها وأخواتها ..
الايمان جعلها تتشفع فيهم لدى الرجلين "تستحييا أبى وأمى وأخوتى ,اخواتى وكل ما لهم وتخلصا أنفسنا من الموت " (يش 13:2) ..
الايمان أيضا جعل كلماتها لأهلها مؤثرة ، فصدقوا ما قالته فآمنوا مثلها وأطاعوا كلام الرجلين لها .. لم يغادروا بيتها رغم رؤيتهم للسور الذى به البيت يتهاوى من حولهم .. لم يهربوا للنجاة .. وثقوا أن النجاة هى فى الطاعة .. أطاعوا وظلوا فى البيت ..
يالمجد الايمان ، يالأمانة الله ، لقد سقط كل السور ماعدا هذا الجزء .. لقد أنقذت راحاب ، هى وكل بيتها ..
آه أيها الرب ، متعنى بهذا الايمان الذى يأتى بالبركات إلى الآخرين ..
أبواب ونافذة
كان لبيت راحاب الذى بسور المدينة الدائرى ، أبواب ونافذة .. لقد أشار إليهما الوحى وهو يسر لنا قصة نجاتها (يش 2).. إن كلا منهما له مغزى روحى عميق ..
الأبواب تقودك من بيت راحاب الذى بالسور إلى داخل مدينتها الآثمة ، أما النافذة فتطل بك على الفضاء الواسع ، حيث كانت أنظار راحاب تتجه مترقبة وصول شعب الله .. تترقب بثقة أنه آت بكل تأكيد لانقاذها .. لقد علقت بالنافذة الحبل القرمزى كما أوصاها الرجلين قبل أن يرحلا .. والآن ما هى المعانى الروحية التى تختبئ وراء الباب والنافذة وتتحدث إلينا ، وتلمس أعماقنا ؟
الأبواب مغلقة
لقد أغلقت راحاب أبواب بيتها الذى يؤدى بها إلى شعبها .. لم تنس قط آخر كلمات تفوه بها الرجلان إليها "كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج فدمه على رأسه (أى لن ينال النجاة ) " (يش 19:2) ..
لقد أغلقت الأبواب .. لقد أغلقت الطريق إلى عالمها القديم .. أغلقته لتعلن أنها لم تعد تنتسب إلى هذا العالم .. لم تعد تنتسب للمدينة التى ستحرق بنار غضب الله .. لقد أغلقت أيضا الباب أمام حياتها السابقة .. لن تعاقب على زناها ..
لن تستمر فى زناها .. ستأخذ من الله قوة تجاهد بها .. لتنتصر ، وسيعظم انتصارها ..
النافذة مفتوحة
أغلقت راحاب الأبواب ، وفتحت النافذة لتترقب مجئ الشعب واثقة أنه آت بكل تأكيد لانقاذها .. ولتتأمل ، لقد استخدمت هذا الحبل القرمزى لانزال الرجلين من الشرفة ليهربا إلى خارج المدينة .. وماذا يعنى هذا ؟ ّ
الحبل يتحدث عن الارتباط .. الحبل رباط يصل بين اثنين ، كل منهما يمسك بأحد طرفيه .. لقد ربط هذا الحبل القرمزى بين يدى راحاب وأيدى الرجلين حينما استخدمته لتهريبهما .. لقد ربط بيها وبينهما .. إنها الآن مرتبطة بهما ، بوعدهما لها بالنجاة .. كما أنها الآن صارت مرتبطة بشعبهما ، شعب الله .. مصيرها مرتبط بمصيرهم ، فإلههم قد صار إلهها .. وإلى ماذا يشير القرمز ؟
القرمز لونه لون الدم .. إنه يشير إلى الدم .. إنها الآن مرتبطة بهذا الشعب الجديد الذى تميزه دماء الذبائح المسفوكة فى كل يوم .. الشعب الذى يرتبط بإلهه بعهد الدم ، الدم الذى يغطى خطاياه ، ويحجب عنه اللعنات..
وإلى ماذا يشير كل هذا فى العهد الجديد ؟
حبل القرمز كما يقول القديس اكليمنضس الرومانى ( من آباء أواخر القرن الأول ) يشير إلى دم الرب يسوع الثمين ، الدم الذى يفدى (4) .. إن حبل القرمز يشير إلى ارتباطنا مع الله .. ارتباطنا المؤسس على سفك الدم الثمين ، سفك دم الرب يسوع ..
إن دم الرب يسوع هو الذى يربطنى بالله بعهد أبدى .. هو الذى يربطنى بوعوده ، بكل وعوده .. الغفران والحرية والشفاء ، وكل امتيازات أولاد الله الثمينة ..
اغلق الباب وافتح النافذة
أيها الحبيب دعنى أتحدث إليك .. هيا ، اغلق الباب كما أغلقت راحاب أبوابها .. هيا ، اغلق الباب أمام حياتك القديمة .. اغلقه أمام استهتارك ولا مبالاتك .. اغلقه أمام حياتك التى بلا أمان .. اغلق الباب أمام الخوف كما أغلقته راحاب ، ولم تعد تخاف من شعبها القديم ، فتصرفت بشجاعة فائقة ، وخبأت الرجلين ..
هيا افتح النافذة
افتحها لتنظر حبل القرمز والسماء وآفاق المجد .. افتحها لتنظر دم الحمل الثمين .. دم الملك .. اغلق الباب لتقول إننى لست لأريحا .. لست للعالم .. وافتح النافذة لتقول أنا لمن فدانى بالدم .. أنا لمن حمل دينونتى .. لمن مات عنى .. أنا ، أنا للرب .. اغلق الباب أمام الهموم والمخاوف .. اغلق الباب أمام اليأس وصغر النفس وعقد الذنب ..
هيا أوصد الباب بقوة أمام إبليس .. وافتح النافذة لترى الدم .. لتعظم الدم ..
الدم يتكلم
نعم يتكلم فى السماء ، أمام العرش .. يقول أن لك غفرانا .. أن لك فداء .. أن لك راحة وحرية وشفاء ..
الدم يقول لك إنك لست لابليس أو للعالم أو حتىلنفسك حتى تحيا قلقا مهموما ، تعانى وتعانى ..
الدم يقول إنك للسماء .. للمجد ، للفرح والابتهاج ..
الدم يعلن أن الرب قد سدد كل ديونك .. أنه قد عوقب بدلا منك ..
الدم يعلن أنك للرب .. لتحيا حياة المجد .. لتنطلق من مجد إلى مجد ..
الدم يتحدث إليك بقوة غير عادية .. يقول لك أن الرب قد صار لعنة لأجلك لكى لا تأتى عليك أية لعنة بسبب خطاياك أو خطايا آبائك وأجدادك ..
الدم يعلن أنك للرب .. معه فى عهد ، فى رباط ، لذا فأنت مثل راحاب لك نجاة وثمر .. هيا اغلق الباب لكى لا ترى الموت .. وافتح النافذة لتتمتع بالحياة .. الرب يسوع هو الحياة ..
أيها القارئ
هل تعانى الآن من القلق أو الخوف بسبب أحداث تقع أو يتوقع الناس حدوثها .. هيا اغلق الباب أمام ما تراه بعينيك ، وما تسمعه بأذنيك من أخبار مزعجة ، تنزع السلام والطمأنينة من داخلك .. هيا اغلق الباب بإحكام أمام كل ما هو مخيف أو مقلق .. هيا افتح النافذة أمام وعود الله العظيمة التى تعلن أن الله يدافع عنك وأنه يعنتى بك ، ويحول كل لعنة إلى بركة ..
هيا افتح النافذة .. دم المسيح الثمين يضمن لك تحقيق كل هذه الوعود .. الدم يعلن أن ثمن تحقيق هذه الوعود قد دفع بالكامل فوق الجلجثة .. هيا اغلق الباب أمام العيان الذى يحاربك به إبليس .. هيا افتح النافذة أمام كلمات الله ، لتصدقها بكل قلبك .. اغلق باب الشك .. ولتفتح نافذة الايمان .. تطلع إلى كوكب الصبح المنير ، يسوع .. سيطلع فى قلبك (2بط 19:1) ، بحب عجيب وإيمان راسخ .. تطلع إليه ، هو "رئيس (مصدر ) الايمان ومكمله " (عب 2:12) ..
افتح له النافذة على مصراعيها .. انظرإليه .. تمتع بحلاوة حضوره .. كم هو رائع ، رائع جدا .. اقض الكثير من الوقت معه .. اقرأ كلمته المشبعة فى الكتاب المقدس .. استمتع بالاصغاء إليه .. دع قلبك يتلامس مع وعوده المشجعة ..
أيها الحبيب ، ثق أن الكلمة ستخلق إيمانا بصدقها داخل قلبك .. والرب هو مكمل الايمان .. سيكمل إيمانك ..
عش بالايمان .. أسلك بالايمان .. لن يتخلى عنك قط .. ستراه يعمل بك العجائب .. سيعطيك قوته .. ستهزم الظلال والشكوك .. وستتمتع بالحقائق ، حقائق الله ..
سيعلو إيمانك من إيمان إلى إيمان أعظم .. وستتوالى انتصاراتك .. من مجد إلى مجد ..
مرة أخرى أقول لك : هيا ، اغلق الباب وافتح النافذة ..
ثق أن إلهك يعفو فينجى ..
ذلك المساء
ذلك المساء كنت جالسا في حجرة نومي مستلقيا على فراشي أحدق في لا شيء سارحا في أفكاري , لا أعلم بالضبط فيما كنت أفكر ........ غالبا في حالة الاكتئاب التي أصابتني و التي لا أدري لها سبب . أهي الدراسة الصعبة ؟ أم هي الخطية اللعينة ؟و ربما لا تكون لهذه أو لتلك و إنما هي لسبب أتفه . و لكنها كانت حالة اكتئاب , إني أعرفها , فلقد أصابت العديد قبلي . منهم من أفسدت عليهم حياتهم و منهم من استطاع عبورها ...... كنت أشعر إني وحدي في بحر متلاطم الأمواج , كنت أشعر بأني تائه في صحراء شاسعة ليس لها نهاية , كنت أشعر بأني أسقط في بئر عميق ليس لها قرار و فجأة تحولت أحاسيسي إلي حقيقة و تحولت أوهامي إلي واقع ملموس أشعر به و أعيش فيه.
لقد اختفت الحجرة بحوائطها و سقفها و أرضيتها و أثاثها بل و حتى السرير الذي كنت مستلقيا عليه و وجدت نفسي في صحراء قاحلة وحدي و أخذت أصرخ و أنادي و لكن بلا فائدة و لما أصبحت لا أقوى على السير من الإعياء و لا أستطيع الصراخ و النداء من التعب , تذكرته نعم تذكرته و تذكرت كلماته التي رنت في أذني " ها أنا معكم منذ الآن و إلي انقضاء الدهر " . و صرخت يا إلهي ! يا إلهي ! و يا للعجب لقد أقبل , لقد ظهر أمامي كما لو كان جاء من العدم و أسرع إلي و لمسني . نعم وضع يده على كتفي و لمسني و يالها من لمسة لقد ذهب الحزن , ذهب الخوف , اختفى القلق و الاضطراب و ملأني بروحه . قلت له : أين كنت ياربي ؟ أجابني : أنا موجود دائما فمن يأتي إلي يجدني ولكن أخبرني أنت , أين كنت موجودا ؟ أجبته مباشرة : في الدنيا . قال : بعيدا عني . أجبته : أبدا فأنا أتي إلي الكنيسة أسبوعيا لحضور الاجتماع , هذا بالإضافة إلي القداسات المستمرة و المواظبة على الاعتراف . قال بابتسامة حانية : مازلت بعيدا عني .
قلت : كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! !!!!
قال:لا تنسى أنني فاحص القلوب و الكلى و ربما كان حضورك للاجتماع بحكم العادة ,ليس أكثر , و القداسات تكون لئلا يغضب منك خادمك , أما المواظبة على الاعتراف فهي لغسل الذنوب و البدء في ذنوب جديدة خوفا من العقاب و ليس للتوبة و لمحاولة الاقتراب مني .
بدأ الارتباك يكسو وجهي و الخجل يظهر على ملامحي و أنا أقول متلعثما : ربما هو ذهني المشغول يارب و فكري المشوش و ......
قاطعني : انشغالاتك الدنيوية أليس كذلك ؟ ألم تدرى بعد أنها سبب حالة الاكتئاب التي تمر بها و التي لا تدري كيف تتخلص منها .
فقلت له : نعم , قل لي يارب كيف ؟
قال لي :اقبل إلي , تعال إلي . ألست أنا القائل (تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم) ألست أنا الراعي الصالح و أنا أضع نفسي عن الخراف , و بينما هو ينطق بهذه الكلمات أصبح يبتعد عني و لكن مازالت كلماته ترن في أذني (أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) , (أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى) ، (أنا الراعي الصالح و أعرف خاصتي و خاصتي تعرفني) , (خرافي تسمع صوتي و أنا أعرفها فتتبعني و أنا أعطيها حيوة أبدية و لن تهلك إلي الأبد و لا يخطفها أحد من يدي)
و وجدت نفسي أتلو ، دون أن أدري ،المزمور " الرب راعي فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني ، على مياه الراحة يوردني.......إن سلكت في وسط ظلال الموت ،لا أخاف شرا لأنك أنت معي ......" و لكن مهلا أين الصحراء و أين الرب . إنني أرقد في حجرتي و على فراشي , كل شيء كما كان من قبل ما عدا شيء واحد , لا أدري أين هو ؟؟؟؟
أين الاكتئاب ؟ لقد اختفى و حل محله روح الرب , حانت مني التفاته ناحية الساعة فوجدتها السادسة صباحا , ارتديت ملابسي و هرعت إلي الكنيسة وحضرت القداس و ياله من قداس , قمة في الروعة و الجمال , لقد رأيت السماء على المذبح في وسطها الرب جالس على كرسيه و القديسين حوله و العذراء عن يمينه , يا ليها من سعادة تلك التي شعرت بها و عدت إلي بيتي لا يشغل بالي سوى سؤال واحد " أين الاكتئاب "
لقد اختفت الحجرة بحوائطها و سقفها و أرضيتها و أثاثها بل و حتى السرير الذي كنت مستلقيا عليه و وجدت نفسي في صحراء قاحلة وحدي و أخذت أصرخ و أنادي و لكن بلا فائدة و لما أصبحت لا أقوى على السير من الإعياء و لا أستطيع الصراخ و النداء من التعب , تذكرته نعم تذكرته و تذكرت كلماته التي رنت في أذني " ها أنا معكم منذ الآن و إلي انقضاء الدهر " . و صرخت يا إلهي ! يا إلهي ! و يا للعجب لقد أقبل , لقد ظهر أمامي كما لو كان جاء من العدم و أسرع إلي و لمسني . نعم وضع يده على كتفي و لمسني و يالها من لمسة لقد ذهب الحزن , ذهب الخوف , اختفى القلق و الاضطراب و ملأني بروحه . قلت له : أين كنت ياربي ؟ أجابني : أنا موجود دائما فمن يأتي إلي يجدني ولكن أخبرني أنت , أين كنت موجودا ؟ أجبته مباشرة : في الدنيا . قال : بعيدا عني . أجبته : أبدا فأنا أتي إلي الكنيسة أسبوعيا لحضور الاجتماع , هذا بالإضافة إلي القداسات المستمرة و المواظبة على الاعتراف . قال بابتسامة حانية : مازلت بعيدا عني .
قلت : كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! !!!!
قال:لا تنسى أنني فاحص القلوب و الكلى و ربما كان حضورك للاجتماع بحكم العادة ,ليس أكثر , و القداسات تكون لئلا يغضب منك خادمك , أما المواظبة على الاعتراف فهي لغسل الذنوب و البدء في ذنوب جديدة خوفا من العقاب و ليس للتوبة و لمحاولة الاقتراب مني .
بدأ الارتباك يكسو وجهي و الخجل يظهر على ملامحي و أنا أقول متلعثما : ربما هو ذهني المشغول يارب و فكري المشوش و ......
قاطعني : انشغالاتك الدنيوية أليس كذلك ؟ ألم تدرى بعد أنها سبب حالة الاكتئاب التي تمر بها و التي لا تدري كيف تتخلص منها .
فقلت له : نعم , قل لي يارب كيف ؟
قال لي :اقبل إلي , تعال إلي . ألست أنا القائل (تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم) ألست أنا الراعي الصالح و أنا أضع نفسي عن الخراف , و بينما هو ينطق بهذه الكلمات أصبح يبتعد عني و لكن مازالت كلماته ترن في أذني (أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) , (أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى) ، (أنا الراعي الصالح و أعرف خاصتي و خاصتي تعرفني) , (خرافي تسمع صوتي و أنا أعرفها فتتبعني و أنا أعطيها حيوة أبدية و لن تهلك إلي الأبد و لا يخطفها أحد من يدي)
و وجدت نفسي أتلو ، دون أن أدري ،المزمور " الرب راعي فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني ، على مياه الراحة يوردني.......إن سلكت في وسط ظلال الموت ،لا أخاف شرا لأنك أنت معي ......" و لكن مهلا أين الصحراء و أين الرب . إنني أرقد في حجرتي و على فراشي , كل شيء كما كان من قبل ما عدا شيء واحد , لا أدري أين هو ؟؟؟؟
أين الاكتئاب ؟ لقد اختفى و حل محله روح الرب , حانت مني التفاته ناحية الساعة فوجدتها السادسة صباحا , ارتديت ملابسي و هرعت إلي الكنيسة وحضرت القداس و ياله من قداس , قمة في الروعة و الجمال , لقد رأيت السماء على المذبح في وسطها الرب جالس على كرسيه و القديسين حوله و العذراء عن يمينه , يا ليها من سعادة تلك التي شعرت بها و عدت إلي بيتي لا يشغل بالي سوى سؤال واحد " أين الاكتئاب "
أنا لا أنساك
في يوم الأحد 10/3/2002 وفي تمام الساعة الحادية عشر صباحا ، وصل القطار 980 إلى محطة المنيا قادما من القاهرة ، وأثناء توقفه على الرصيف ، فجأة انطفأت أنوار القطار ، ثم سمعنا أصواتاً صارخة من الذين على أرصفة المحطة تنبه ركاب القطار :
- أسرعوا ... انزلوا .... اهربوا ... القطار يحترق ... انزلوا .... الدخان يتصاعد من الجرار .
وأصيب كل الذين في القطار بالفزع والهلع ، وتدافعوا نحو الباب صارخين لينجوا بأنفسهم والرعب يملأ وجوههم ، فلم تكن قد مرت سوي أيام معدودة على حادثة قطار الصعيد الذي راح ضحيته المئات من الركاب الذين تفحمت جثثهم داخل العربات المحترقة في كارثة مروعة تناقلت صورها الصحف ووسائل الإعلام .
واندفعت السيدة التي تجلس في المقعد الذي أمامي هاربة ، صارخة ، مرتعبه ، والفزع يملأ وجهها من الشر المنتظر . وما أن خطت خطوات قليلة حتى صاح بها الرجل الذي يجلس بجانبها ، وهو يهم أيضا بالفرار :
- إلى أين تذهبين ؟!
أجابت السيدة :
- القطار يحترق ... لنهرب ...
رد عليها الرجل بلهجة موبخة معاتبة لا تخلو من التهكم :
- وهل تتركين طفلك ؟!
عزيزي ... لقد هربت السيدة لحياتها ونسيت أن تأخذ طفلها الرضيع في يدها ... هل تصدق هذا ؟! ... إنني أصدقه ، ليس فقط لأني كنت شاهد عيان كما حدث ، ولكن لأن كلمة الله تقول " هل تنسي المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين ، وأنا لا أنساك . ( إش 49 : 15 ) .
نعم .... حتى هؤلاء ينسين والرب لا ينسانا ... ففي أحد مقاعد نفس العربة ـ العربة الثانية من القطار 980 ، كان أحد الإخوة المؤمنين يجلس مسترخيا ، يقرأ كتابا روحيا عن حياة الرسول بولس . وعندما انبعثت الصرخات خارج وداخل القطار ، ظل هذا الأخ هادئا واثقا مطمئنا رابط الجأش ولم يحرك ساكنا ، واستمر في قراءة كتابه ... وبعدما خلت العربة أو كادت من ركابها ، ضع الكتاب على المقعد الخالي بجواره ، ثم قام من مكانه ومشي بخطوات هادئة نحو باب العربة ينظر حول ثم يسأل الواقفين على الرصيف .
- ما الذي يحدث ؟
- الجرار يحترق وهم يحاولون إطفاءه وفصله عن القطار .
فإذا بالأخ يهز رأسه ثم يعود إلى مكانه في القطار . يعاود الجلوس باسترخاء في مقعده ... ويواصل قراءة كتابه .
وبعد ما تم استبدال الجرار ، وواصل القطار مسيره ، اقتربت من هذا الأخ المؤمن وسألته :
- من أين لك هذا ؟! ... من أين لك هذا الهدوء الواثق . والسلام والاطمئنان والثبات ورباطة الجأش وراحة البال ؟! ..... أجابني :
- صدقني : إنه في نفس اللحظة التي بدأت فيها صرخات التحذير والفزع ، وقبل أن يستولي الإزعاج على ، وقبل أن يملك القلق زمامي ، وقبل أن تتلفت عيني إلى هنا وهناك . قبل هذا كله ، سمعت صوتا يرن في أعماق نفسي وقلبي ، صوتا يخترق أعماق كياني ، قلبا وتفكيرا ، قائلا : " لا تخف لأني معك ، لا تتلفت لأني إلهك " ( إش 41 : 10 ) ، صوتا شجيا ، رقيقا ، عذبا . إنه " صوت حبيبي " ( نش 2 : 8 ) ، صوت راعي المحب الذي أستطيع أن أميزه عن صوت الغريب ( يو 10 : 4 و 5 ) . وفي صوته حزم قاطع لا مثيل له . فأية كلمة تخرج من فمه هي الكلمة النهائية والقول الفصل ولا يمكن أن ترد أو تراجع وكلمته بالنسبة لي " روحا وحياة " ( يو 6 : 36 ) ... لقد شعرت في الحال أنه قريب مني جدا . إنه يقف إلى جواري للحماية والحراسة وليضمن لي السلامة . وكان هذا كفيل بأن يمحو في الحال مخاوفي وكل الأفكار المقلقة ، ووجدت عزاء وطمأنا لقلبي الراجف ، بل وامتلأ قلبي بالسلام والفرح والثقة في " ربي وإلهي " الذي لم يسمح للانزعاج والقلق أن يسيطرا على فكري . لقد تعطر كياني كله بالشعور بأن الله القدير هو إلهي الذي معي . و " لا تخف " الخارجة من فمه
عملت عملها في نفسي وفي قلبي ، بل شعرت أن الأذرع الأبدية تحتضني .
عزيزي ... ما أرق قلب الرب وما أحن عواطفه !! كم هو قريب منا ليحمينا وهو يستطيع أن يمدنا بمعونة غير منتظرة في اللحظة التي نحتاج فيها إليه . إنه يسر بل ويلز له أن يكون معنا . إنه يحبنا لدرجة أنه لا يستطيع أن يتركنا لحظة واحدة . وما أحلي وما أجمل أن يستقر هذا الحق في قراره نفوسنا وهو أن الرب لا يتركنا ، لا لأنه يريد حمايتنا فقط ، بل لكي يتلذذ بنا . وأليس عجيبا أن الرب الذي " كله مشتهيات " ( نش 5 : 16 ) يتلذذ بنا أكثر مما نتلذذ نحن به ؟!
نعم ... قد تنسي الأم رضيعها ، أما الرب فلا ينسانا ، لأن لا يشغله شيء عنا . في وقت الألم هو معنا ، وفي وقت الخطر هو ملازمنا ، وعندما يحيط بنا الأعداء هو يدافع عنا ، وحتى في ساعة الموت لا يتركنا .
عزيزي ... هل تصلي معي هذه الصلاة .
" أيها الرب يسوع أعن ضعف إيماني . أفتح عيني فأراك أمامي في كل حين لأنك عن يميني فلا أتزعزع أعطني أن أراك متمشيا معي طفئا قوة نار الأتون المحمي سبعة أضعاف . هب لي أن أراك مرسلا ملاكك ليسد أفواه الأسود التي حولي . أعطني أن أراك وقد دفع إليك كل سلطان ، في السماء وعلى الأرض ، وأنك أنت بنفسك معي كل الأيام إلى انقضاء الدهر ، فأستطيع أن أسير في طريقي بقلب فرح مبتهج مملوء بالسلام والهدوء .
- أسرعوا ... انزلوا .... اهربوا ... القطار يحترق ... انزلوا .... الدخان يتصاعد من الجرار .
وأصيب كل الذين في القطار بالفزع والهلع ، وتدافعوا نحو الباب صارخين لينجوا بأنفسهم والرعب يملأ وجوههم ، فلم تكن قد مرت سوي أيام معدودة على حادثة قطار الصعيد الذي راح ضحيته المئات من الركاب الذين تفحمت جثثهم داخل العربات المحترقة في كارثة مروعة تناقلت صورها الصحف ووسائل الإعلام .
واندفعت السيدة التي تجلس في المقعد الذي أمامي هاربة ، صارخة ، مرتعبه ، والفزع يملأ وجهها من الشر المنتظر . وما أن خطت خطوات قليلة حتى صاح بها الرجل الذي يجلس بجانبها ، وهو يهم أيضا بالفرار :
- إلى أين تذهبين ؟!
أجابت السيدة :
- القطار يحترق ... لنهرب ...
رد عليها الرجل بلهجة موبخة معاتبة لا تخلو من التهكم :
- وهل تتركين طفلك ؟!
عزيزي ... لقد هربت السيدة لحياتها ونسيت أن تأخذ طفلها الرضيع في يدها ... هل تصدق هذا ؟! ... إنني أصدقه ، ليس فقط لأني كنت شاهد عيان كما حدث ، ولكن لأن كلمة الله تقول " هل تنسي المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين ، وأنا لا أنساك . ( إش 49 : 15 ) .
نعم .... حتى هؤلاء ينسين والرب لا ينسانا ... ففي أحد مقاعد نفس العربة ـ العربة الثانية من القطار 980 ، كان أحد الإخوة المؤمنين يجلس مسترخيا ، يقرأ كتابا روحيا عن حياة الرسول بولس . وعندما انبعثت الصرخات خارج وداخل القطار ، ظل هذا الأخ هادئا واثقا مطمئنا رابط الجأش ولم يحرك ساكنا ، واستمر في قراءة كتابه ... وبعدما خلت العربة أو كادت من ركابها ، ضع الكتاب على المقعد الخالي بجواره ، ثم قام من مكانه ومشي بخطوات هادئة نحو باب العربة ينظر حول ثم يسأل الواقفين على الرصيف .
- ما الذي يحدث ؟
- الجرار يحترق وهم يحاولون إطفاءه وفصله عن القطار .
فإذا بالأخ يهز رأسه ثم يعود إلى مكانه في القطار . يعاود الجلوس باسترخاء في مقعده ... ويواصل قراءة كتابه .
وبعد ما تم استبدال الجرار ، وواصل القطار مسيره ، اقتربت من هذا الأخ المؤمن وسألته :
- من أين لك هذا ؟! ... من أين لك هذا الهدوء الواثق . والسلام والاطمئنان والثبات ورباطة الجأش وراحة البال ؟! ..... أجابني :
- صدقني : إنه في نفس اللحظة التي بدأت فيها صرخات التحذير والفزع ، وقبل أن يستولي الإزعاج على ، وقبل أن يملك القلق زمامي ، وقبل أن تتلفت عيني إلى هنا وهناك . قبل هذا كله ، سمعت صوتا يرن في أعماق نفسي وقلبي ، صوتا يخترق أعماق كياني ، قلبا وتفكيرا ، قائلا : " لا تخف لأني معك ، لا تتلفت لأني إلهك " ( إش 41 : 10 ) ، صوتا شجيا ، رقيقا ، عذبا . إنه " صوت حبيبي " ( نش 2 : 8 ) ، صوت راعي المحب الذي أستطيع أن أميزه عن صوت الغريب ( يو 10 : 4 و 5 ) . وفي صوته حزم قاطع لا مثيل له . فأية كلمة تخرج من فمه هي الكلمة النهائية والقول الفصل ولا يمكن أن ترد أو تراجع وكلمته بالنسبة لي " روحا وحياة " ( يو 6 : 36 ) ... لقد شعرت في الحال أنه قريب مني جدا . إنه يقف إلى جواري للحماية والحراسة وليضمن لي السلامة . وكان هذا كفيل بأن يمحو في الحال مخاوفي وكل الأفكار المقلقة ، ووجدت عزاء وطمأنا لقلبي الراجف ، بل وامتلأ قلبي بالسلام والفرح والثقة في " ربي وإلهي " الذي لم يسمح للانزعاج والقلق أن يسيطرا على فكري . لقد تعطر كياني كله بالشعور بأن الله القدير هو إلهي الذي معي . و " لا تخف " الخارجة من فمه
عملت عملها في نفسي وفي قلبي ، بل شعرت أن الأذرع الأبدية تحتضني .
عزيزي ... ما أرق قلب الرب وما أحن عواطفه !! كم هو قريب منا ليحمينا وهو يستطيع أن يمدنا بمعونة غير منتظرة في اللحظة التي نحتاج فيها إليه . إنه يسر بل ويلز له أن يكون معنا . إنه يحبنا لدرجة أنه لا يستطيع أن يتركنا لحظة واحدة . وما أحلي وما أجمل أن يستقر هذا الحق في قراره نفوسنا وهو أن الرب لا يتركنا ، لا لأنه يريد حمايتنا فقط ، بل لكي يتلذذ بنا . وأليس عجيبا أن الرب الذي " كله مشتهيات " ( نش 5 : 16 ) يتلذذ بنا أكثر مما نتلذذ نحن به ؟!
نعم ... قد تنسي الأم رضيعها ، أما الرب فلا ينسانا ، لأن لا يشغله شيء عنا . في وقت الألم هو معنا ، وفي وقت الخطر هو ملازمنا ، وعندما يحيط بنا الأعداء هو يدافع عنا ، وحتى في ساعة الموت لا يتركنا .
عزيزي ... هل تصلي معي هذه الصلاة .
" أيها الرب يسوع أعن ضعف إيماني . أفتح عيني فأراك أمامي في كل حين لأنك عن يميني فلا أتزعزع أعطني أن أراك متمشيا معي طفئا قوة نار الأتون المحمي سبعة أضعاف . هب لي أن أراك مرسلا ملاكك ليسد أفواه الأسود التي حولي . أعطني أن أراك وقد دفع إليك كل سلطان ، في السماء وعلى الأرض ، وأنك أنت بنفسك معي كل الأيام إلى انقضاء الدهر ، فأستطيع أن أسير في طريقي بقلب فرح مبتهج مملوء بالسلام والهدوء .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)