بحث مخصص

2007-09-24

ذات الفلسين


نشات هذه الابنه بين اخوه كثيرين واب مريض وام غير قادرة على العمل , فكان لزاما عليها ان تعمل من سن الرابعة عشرة لتنفق على اسرتها ، واضطرات ان تعمل اياما كثيرة فى بيوت مختلفة لتجد الدواء وضروريات الحياة لاسرتها ، فى نفس الوقت واصلت تعليمها فكانت متفوقة فى دراستها بمعونة الله الذى احبته من كل قلبها .
مرت السنوات والتحقت بالجامعة ، وكانت تجمع بين اعلى الكليات واحقر الاعمال ، وكانت مرتبطة بالكنيسة واسرارها المقدس واجتماعاتها الروحية . وتميزت بعفة النفس فما اكثر المرارت التى حاول ابوها الروحى مساعدتها فى معيشتها وكانت ترفض ، وبعد الحاح كثير قبلت ان تاخذ ثمن الكتب الجامعيه ومن فرط حبها للكنيسة وحتى لاتاخذ الا اقل مبلغ ممكن من الكاهن كانت تشترى القديمة لانها ارخص .
ونظرا لصغر مساحة الكنيسة عن استيعاب الاعداد التى تخدمها قررت شراء قطعة ارض مجاورة لها واعلن احد الكهنة فى اجتماع للشباب بالكنيسة عن اهمية الاشتراك فى هذا المشروع الذى تحتاجه الكنيسة بشده
ثم يحكى هذا الكاهن بنفسه عما حدث بعد نهاية الاجتماع: تقدمت بكل حياء هذه الشابة منى وهمست ممكن كلمة ياابونا بعيد عن الناس ؟!
ممكن طبعا ... اجبت وانتحينا جانبا
ابى قد سمعتما كنت تعلن عنه .. واريد ان اقدم شىء للمسيح ولكنى ... لم ادعها تكمل...يكفى يابنتى شعورك ... وربنا عارف ومقدر...
-لو سمحت ياابى عاوزة اكمل كلامى... انا صحيح فقيرة ولاامللك شىء ... ولكن لازم يكون لى دور ... ولو باى شىء بسيط .
وبسرعة امتدت اصابع يدها اليمنى لتمسك بشىء فى اصابع يدها الاخرى واخرجت ما يشبه الدبله وقدمتها لى ...
انه محبس ذهب يا ابى حوالى اقل او يساوى جراما من الذهب بالتقريب قيمه خمسه وعشرون جنيها ... وهى قطعة الذهب الوحيده التى امتلكها طوال حياتى ولكن الارض والكنيسة اهم ...
مرت ثوانى قليلة كنت خافضا فيها راسى لاسفل ودون قصد منى لمحت حذاءها المشقق والذى لايستر كل قدميها ورفعت راسى لاقول :
يابنتى خلى المحبس معك واجب علينا نجيبلك اكثر منه ولا ناخذه منك.
-يا ابى دى حاجة وتلك اخرى ... ولاتحرجنى ارجوك انا اريد ان اقدم شىء للمسيح وليس لك واعتقد – سامحنى ان لو المسيح موجود كان قبلها من يدى ونظرت الى نظرة رجاء ان استجبت لمطلبها
لازال ترددى واضحا وان لم انطق بكلمات قليله او كثيرة فبادرتنى:
يا ابى انت بهذا تجرحنى وكان الفقير ليس له نصيبا فى العطاء وقبل ان تكمل شعرت بتاثرها البالغ ففتحت يدى متلقيا هذه القطعة الثمينة جدا ليس فى قيمتها المادية ولكن فيما تحويه وتحمله من حب لقد كان الاجتماع به اكثر من مائة فتاه وكانت هى افقرهم ولكن اماما المسيح هى اغناهم.قبضت على هذه القطعة بيدى وانا اردد داخلى ببركة هذه الفتاه وببركة ذات الفلسين سنحصل على هذه الارض مهما كان ثمنها .. وتعلمت درسا فى العطاء ...لن انساه ماحييت ولكن انظر يا صديقى الى المسيح ومايرد به ...
فقد تخرجت هذه الفتاه وعملت باجتهاد ...وتقدم لها شاب زميل لها فى العمل وواجته بكل ظروفها بما فيها الحجرة الواحدة التى تسكنها مع اهلها ولكنه احترمها وكافئهما الله بشقة تكاد تكون قصة الحصول عليها معجزة فى العالم لايعترف الا بالارقام...
نعم فان عمل المحبه لا يسقط ابدا امام الله...
واما انا فلازلت اؤمن ان ما صنعته هذه الفتاه الرقيقة الحال كان اعظم تقدمه فى الثمانى ملايين جنيها...!! الم تعط كل ما ملكت...فمن منا صنع ذلك؟!
ثق يا اخى ان اقل شى تقدمه لله له قيمة كبيرة امامه مهما كان ضعفك او ظروفك الصعبه فالله ينظر الى قلبك فجهدك القليل ومحبتك وحنانك وسهرك فى الصلوات مهما كان ضئيلا فهو غالى القيمة.ان دمعة واحدة من عينيك التائبتين يحفظها الله بكل تقدير عنده فلا تحتقر عطاياك الصغيرة لان الهك اب حنون يحبك جدا بل ويرفعك فوق الكل بحسب قلبك المحب.

ليست هناك تعليقات:

 

website traffic counters
Dell Computers